منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   لكي لا ننسى .. (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=256)
-   -   شخصيات من فلسطين (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=9633)

المفتش كرمبو 13 - 7 - 2011 01:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shreeata (المشاركة 155951)
الرحمة لكل الشهداء
سعدت بالمرور هنا
تحيات لك

الشهداء الاكرم منا جميعا

المفتش كرمبو 13 - 7 - 2011 01:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صائد الأفكار (المشاركة 156071)
رحمه الله واسكنه جنان الخلد
رحم الله جميع من استشهد دفاعا عن دينه وارضه وعرضه
مشكور اخ كرمبو

للشهادة مشاريع نحن

المفتش كرمبو 13 - 7 - 2011 01:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال جرار (المشاركة 156073)
رحم الله البطل واخوته جميعا
ادعو الله ان ينيلي الشهادة
بارك الله بك على نقل الخبر

يارب

المفتش كرمبو 13 - 7 - 2011 01:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sad one (المشاركة 156075)
الله يرحمو ويصبر اهله

شكرا لك

المفتش كرمبو 19 - 7 - 2011 04:33 PM

حنين الزعبي رمز من رموز النضال الفلسطيني
 
اسم الكاتب : محمد البريم

حنين الزعبي عضو الكنيست العربي عن حزب التجمع الديمقراطي ابنة الناصرةبكل فخر
هذه المرأة المناضلة التي عرفت كيف توظف موقعها و التي لم تخن وطنها الحبيب ومدينتها الناصرة ولم تستخدم عضويتها في الكنيست للحصول علي رخصة في مصنع او مدرسة ما
ولم تستغل وجهها الجميل وأنوثتها في منصب ما ولم تخالف سنن الأجداد

فحنين عشقت حب الوطن واخدت علي عاتقها الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ومضت في رحلة المجد أو الشهادة تاركة مقعدها البرلماني هي حنين وستبقي حنين الوطن والتي أرادت العودة للوطن بالكوفية الفلسطينية بعد أن نزعت شارت النيابة عن كتفها فحنين رمز من رموز النضال الفلسطيني ورمز الطود الفلسطيني الأصيل
فكانت حنين ضمن المشاركين بأسطول الحرية والذي هدف إلي إيصال المساعدات إلي أهل غزة حيث القهر والمعاناة والحسرة والالم وضعف الامكانات وعرفت كيف توظف موقعها بفضح جريمة البحر وشرفت غزة بموقفها النبيل السامي وها هي تقول بأن من رضع حليب الوطن لا يصاب بالعمي والعمالة

فحنين تستحق منا كل الاحترام والتقدير علي مواقفها الشجاعة ووقفتها مع غزة قلبا وقالب فحنين عنوان من عناوين الصمود الفلسطيني فدائما كانت تقول :

نحن سائرون في نضالنا لأننا نريد حياة كباقي الشعوب ولأننا لسنا أقل من الشعوب”. فمنعك من المشاركة في نشاطات الكنيست لن يزيدك إلا إصرار وتحدي وشموخ وعنفوان فكلنا معك أيتها المناضلة فأنتي في قلب غزة ما دامت غزة في قلبك

المفتش كرمبو 19 - 7 - 2011 04:36 PM

إهداء لروح الشهيد الراحل الخالد فينا أبو عنتر السعدونى
 
شاعر الصومعه


رحل الفارس أبا عنتر

ترجل إسطورة الفتح عن جواده

معلناً بقاء الروح طاهرة

تحتضن مواكب الشهداء

فهو المعلم الأول

في ساحات الوغى لأشبال الفداء

أبا عنتر... يانجم سطع فى عنان السماء

ورسم لوحة الدولة والتحرير

للمطارد والمبعد واللاجئ بكبرياء الدماء

أيها الاحمد ... يا سلالة النبى

ثائراً مضحياً فى بلاد العرب

رافضاً هجرة الأبناء والأباء

فعدت لأرض زرعتها سنابلاً وأشبالاً لا تعرف ... إنحناء

يا أيها الشهيد

ستبقى ذكراك تلاحقنا تستصرخنا

كل لحظة... ومناسبة ... وكل عيد

فلتحتضنك جنة الفردوس

ويكتب لك إله الحياة عمراً مديد

بين الشهداء والصديقين ولمسات براءة الأنبياء الخاتمين

فأنت كنت وما زلت فارس فى بلاد الفاتحين

على ثرى فلسطين

نام قرير العين

يا إبن خانيونس ورام الله وجنين

ولن نبكيك أبا عنتر

فأنت أخ العمار ياسر والجهاد الوزير

وأنت لراية الفتح والشعب ختم التحرير

وأنت ألوان العلم وسارية العابرين

للقدس جنة المسلمين

وستبقى روحك للصلاة آية ومعين

ستبقى روحك آية ومعين

لكل الثائرين

أبا عنتر يا شهيد فلسطين

سنلقاك حتماً

فى جنة الصادقين

وهناك سيشفع لنا رسولنا الأمين

سيشفع لنا رسولنا الامين

هذا هو عهدنا لمن عاش

أخاً صادقاً لثورة الفتحاويين

لمن عاش أخاً صادقاً لثورة الفتحاويين

لثورة الفتحاويين



شاعر الصومعه


أبو جمال 19 - 7 - 2011 05:51 PM

بما انك وصفته بالشهيد وأنت ثقة بالنسبة لي
فأنا أدعو الله أن يكون مثواه الجنة ان شاء الله

أبو جمال 19 - 7 - 2011 05:54 PM

مشكور على التعريف بمناضلة فلسطينية اصيله
نعم يا صديقي نحن معها ومن ورائها لدعم فلسطين واهلها

المُنـى 22 - 7 - 2011 02:01 PM

بارك الله بك على تعريفنا بهذه المناضلة
سلمت الايادي

صائد الأفكار 22 - 7 - 2011 02:16 PM

اشكرك يا صديقي على هذه المعلومات عن انائب حنين الزعبي

أرب جمـال 22 - 7 - 2011 02:21 PM

شكرا لك اخي انس على التعريف بهذه الشخصية الفلسطينية
سمعت عنها بالاخبار وعن طردها من الكنيست لهذه الجلسة وابعادها اسبوعين
هذا جزء من الجهاد من اجل فلسطين
تقديري لهذه الشخصية ولك

جمال جرار 22 - 7 - 2011 04:48 PM

http://www.iconbazaar.com/flowers/dahlia02.gif
لن أجد أجمل من وردة أتركها كرد على موضوعك
تحيتي وتقديري لك



نشمي المنتدى

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:06 PM

القائد /ممدوح صيدم
 
- المقدمة : مكتب الشؤون الفكرية والدراسات.
- ذكريات الاخ الرئيس ابو عمار عن الشهيد ممدوح صيدم .
- الى روح البطل - صبري ونسرين صيدم .
- فتح تودع قائداً من قادتها الاوائل ( بيان القيادة العامة لقوات العاصفة).
- ابو صبري في ذمة الله.
- اكبر من الكلمات .
- لمحات من حياة البطل .
- كلمة الاخ ابو اياد .
- كلمة الاخ ابو يوسف النجار .
- لمحات من حياة البطل .
- من المعارك التي قادها الشهيد ابو صبري .
شهادات
1- شهادة الاخت ام جهاد .
2- شهادة الاخ اللواء نصر يوسف .
3- شهادة الاخ مشهور حديثه .
4- شهادة الاخ صلاح التعمري .
5- شهادة الاخ زكريا عبد الرحيم ( ابو يحيى ) .
6- شهادة العميد ابراهيم ابو النجا .
7- شهادة الاخ عبد الفتاح حمايل .

القصائد
قصيدة نخلة عمان / احمد دحبور .
قصيدة في صايغ
البنادق الحزينة
يا موطن الاحرار _ ابو محمد اسماعيل صيدم .

حفل التأبين
قلقيلية
غزة

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:06 PM

المقدمة

في الرابع والعشرين من تموز لعام 1971 فقدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) والثورة الفلسطينية، وفقدت التحرر العربية، واحداً من خيرة رجالاتها، ومن ابرز مناضليها هو القائد الرمز ممدوح صيدم ( ابو صبري)، الذي ساهم في تأسيس تجربة الكفاح المسلح، والذي عمل مع اخوانه رجال الرعيل الاول على بناء القواعد الارتكازية المسلحة، التي اعادت للشعب الفلسطيني هويته وشخصيته الوطنية، واضاءت في روح الامة شعلة المقاومة والصمود والشعور بالعزة القومية.

كان الشهيد ابو صبري مناضلاً طليعياً، وتحلى منذ شبابه المبكر بالسجايا الوطنية التي اهلته ليكون قائداً طلابياً ثم سياسياً وعسكرياً، واكتسب الخبرة العالية من خلال دراسته في الكليات العسكرية في كل من الجزائر والصين الشعبية، ومن خلال تجربته الميدانية، ومن خلال ممارسته الثورية، وعبوره مع الدوريات الاولى الى ارض الوطن مسطراً الملاحم البطولية .
كان الشهيد ابو صبري نموذجاً للمناضل الذي ينكر ذاته ويغلب مصلحة الوطن والقضية على مصالحه الخاصة، ويتمسك بالمسلكية الثورية وقواعدها، ويتحلى بقوة الارادة والشجاعة .
شهد الوقائع والمعارك الكبرى التي خاضتها قوات الاحتلال الاسرائيلية، وقاد بنفسه العديد من العمليات، ومن ابرزها عملية بيت فوريك، كما كان احد الابطال الذين صنعوا ملحمة معركة الكرامة المجيدة، كما قاد قوات الثورة الفلسطينية في احراش عجلون .

ان مكتب الشؤون الفكرية والدراسات اذ يصدر هذا الكتاب بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاماً على رحيل هذا القائد الطبل، للاجيال الجديدة من ابناء حركتنا وابناء شعبنا،ملامح من سيرة وتاريخ مناضل سيظل امثولة ونموذجاَ لكل المناضلين الشرفاء، امثولة تحفزنا لمواصلة الصمود، ومواصلة النضال من اجل استكمال الحصول على حقوقنا كاملة، وعلى رأس هذه الحقوق اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
الشهيد ابو صبري من شهدائنا يضيئون لنا الدرب، وبمدون مسيرتنا بكل اسباب القوة .
ان مكتب الشؤون الفكرية والدراسات اذ يحيي ذكرى قائد بارز يؤكد على التزامه بتسجيل تاريخناالناصع وتجربتنا الرائدة، خاصة بعد عودتنا الى رض الوطن، ويؤكد على ان هذه التجرية لن تضيع،وانما ستبقى مادة حية تنهل منها الاجيال، وتستخلص من سفرها الدروس. وعهداً للشهيد ابو صبري، ولكل شهداء القضية الفلسطينية وشهداء الامة العربية، ان تبقى الشعلة التي اضاؤوها بدمائهم متقدة الى ان يبزغ نور هذا الفجر العنيد .


المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:07 PM

مكتب الشؤون الفكرية والدراسات
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكريات الأخ أبو عمار
عن الشهيد القائد الرمز ممدوح صيدم ( أبو صبري )

" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " صدق الله العظيم .
قبل ربع قرن ، وفي مرحلة من أقسى مراحل الثورة الفلسطينية ، ودع شعبنا الفلسطيني اثنين من ابرز قياداته العسكرية والتنظيمية الفذة . وهما الأخ وليد احمد النصر الحسن ( أبو علي إياد ) وممدوح صيدم ( أبو صبري ) عضوي القيادة العامة لقوات العاصفة وعضوي اللجنة المركزية لحركة فتح .
ونحن إذ نتوقف اليوم بإجلال واحترام أمام ذكراهما الخالدة ، ندرك جيداً أننا وصلنا إلى ارض الوطن ، وان هذا الوصول ما كان يمكن له أن يتحقق لولا ذلك السيل الجارف من التضحيات العظيمة التي قدمها أبناء شعبنا الفلسطيني البطل . ولولا ذلك الصرح الشامخ من الشهداء القادة الرموز من قادة فتح ومؤسسيها الأوائل . عبد الفتاح حمود ، أبو علي إياد ، أبو صبري ، أبو يوسف النجار ، كمال عدوان ، ماجد أبو شرار ، أبو الوليد ، أبو جهاد ، أبو إياد ، أبو الهول ، أبو المنذر وأبو السعيد .

هذا الرعيل من القادة الرموز الذين قضوا نحبهم ونحن الباقون ، مشاريع الشهادة ننتظر . فالعهد هو العهد ، والقسم هو القسم بكل صدق وإخلاص .
التقيت الشهيد أبو صبري في الجزائر قبل أن يتفرغ للعمل العسكري ، كان يومها أحد الكوادر القيادية التي عملت مع الشهيد أبو جهاد في الجزائر . ومع التحضير للانطلاقة كان من أوائل المتفرغين المتدفقين، بإيمان وعزيمة، بالانطلاقة المسلحة .
وكان إلى جانب قدراته السياسية والتنظيمية مندفعاً إلى ممارسة العمل العسكري بدون ملل أو كلل . وقد وصل حماسه واندفاعه الصادق إلى تبوء ارفع المناصب العسكرية والتنظيمية مبكرا حيث اصبح عضواً في القيادة العامة لقوات العاصفة وعضواً في اللجنة المركزية للحركة .

كان من الرعيل الفتحوي الأصيل المتمسك باستقلالية العمل الفلسطيني وبعدم الخضوع أو التبعية أو قبول التوجيه من أي جهة إلا من إرادة الشعب الفلسطيني . وهو الأمر الذي كلفنا في البداية الكثير لمواجهة محاولات السيطرة على مغاوير الحركة وخاصة ن خلال أجهزة المخابرات السورية ، فقد مرت علينا مع كل القيادة في فتح فترة قاسية اثر مؤامرة دنيئة بعد اغتيال محمد حشمة واحمد عرابي نتج عن ذلك وضع كل قياديي فتح التي كانت في دمشق في السجن .
وكان رحمه الله أحد الذين تم اعتقالهم عام 1966 معي ومع الشهداء أبو جهاد والشهيد أبو العبد العكلوك وأبو يحيى والمختار بعباع والزغموط . وقد اثبت الشهيد صلابةً وصموداً داخل المعتقل السوري مؤكداً دور الروح الاستقلالية في تعزيز الصمود والصلابة .
وكان من أوائل الذين دخلوا إلى الأرض المحتلة بعد عدوان 1967 وتمركز في منطقة جبال نابلس حيث شارك ميدانياً في قيادة الانطلاقة الثانية في آب 67 .

وقد تسلم القيادة في الداخل في كانون أول 67 عندما طلبت اللجنة المركزية مني الحضور السريع إلى دمشق ، وقد تولى فعلاً خوض المعركة البطولية لقواتنا في منطقة بيت فوريك . كانت معركة متميزة خاضتها حفنة من المؤمنين وصمدوا أمام حشود العدو وطائراته وظل الشهيد أبو صبري يقاتل مع رجاله حتى نهر الأردن .
لا بد أن أتذكر معركة الكرامة ... ودور الشهيد أبو صبري اللامع فيها . والمسؤوليات التي تحملها قبل المعركة وأثناء المعركة والتي كانت السبب في تمكننا من الثبات أمام القوة العسكرية الضخمة التي كانت تتجمع جهاراً غرب النهر للانقضاض على قواعدنا الارتكازية في منطقة الكرامة الكريمة ، وهنا لا بد أن نقول أن أروع دور للأخ أبو صبري كان أحد مهماته الأساسية، وهي الاتصال بالقيادات العسكرية في الجيش الأردني التي كانت تتمركز شرق النهر وفي مرتفعات منطقة السلط . وهنا أتذكر انه قبل المعركة بــ 48 ساعة جاءنا طلب من رئيس أركان الجيش الأردني عامر خماش ومن قائد الجيش العراقي في الأردن حسن النقيب للالتقاء بهما في عمان .
ذهبت مع الأخ أبو إياد واجتمعنا بالأخوين عامر خماش وحسن نقيب، قالا لنا أن المعركة قادمة . لقد أحضرنا لكم الموافقة بالخروج من الكرامة إلى جبال السلط ( نقهر سوا ) ، قلت لهم باسمي وباسم أخواني أشكركم على هذه اللفتة ، ولكن الأمة العربية تهرب من مواجهة الإسرائيليين منذ عام 1948 فإلى متى !!!! نحن قررنا أن نكون القوة التي تثبت ولو أدى ذلك لاستشهادها ولتكون عنوان الصحوة لامتنا العربية .

حقيقة أبدى الأخوين عامر وحسن قلقاً كبيراً من قرارنا وقالا انه قرار جنون ولن تتحملوا الهرسة العسكرية ...قالا : هذا سيهرسكم .
قلنا لهما : ولكن سيقال أن هنالك قوة عسكرية عربية استطاعت بعد هزيمة 1967 أن تثبت وتقاتل .
كان اتصال الأخ أبو صبري مع الأخ الشهيد سعد صايل يحمل بصيص أمل في إمكانية الدعم إذا عبرت القوات الإسرائيلية نهر الأردن شرقاً . ولكننا لم نكن على يقين انهم سيقاتلون معنا . وكان علينا أن نتحمل قرار القتال بأنفسنا وقد أدركنا منذ البداية أن صمودنا على ارض المعركة هو الذي سيغير مجرى التاريخ ، وقد حصل فعلاً أن شاركت المدفعية الأردنية بالقصف ضد الآليات والتجمعات الإسرائيلية بعد ست ساعات من الصمود البطولي ، لقد قاتلنا بالاربيجيهات وبالسلاح الأبيض وبالأحزمة الناسفة .... واتذكر قولي للأخوين عامر وحسن أننا سنسجل أمام العالم أن هنالك قوة عربية تصمد

رحم الله أبو صبري ..فقد كان رجل المهمات الصعبة وخاصة مهمة الاتصالات والعلاقات مع ضباط الجيش الأردني ... وقد أتقن مهمته اتقانا رائعاً أدت إلى النتائج الباهرة في معركة الكرامة الخالدة .
تلك المعركة التي ساهمت في وضع حركتنا على قمة القيادة والمسؤولية الفلسطينية وهي التي كانت المفتاح الذي شق طريقنا إلى ارض الوطن .
رحم الله أبا صبري ... واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء ..


المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:07 PM

إلى روح البطل
يتطلع الطفل منذ نعومة أظفاره الى أصحاب الرشاد في دنياه، فيتعلم منهم معاني عدة، يفوقها في الاعتناق حب الوطن، وعندما يشاء القدر أن يجعل من المرء بعيداً عن الوطن فاقد الأب تتفاعل في قلبه قصة العشق الأولى....
وفي أبو صبري تلاحمت قصة العشق هذه بقدسية الوطن ، فتعلمنا به فخراً زادنا عزة، وعشنا قصص النضال باختلاف رواتها، وكلما زادت مساحة البعد عن الطفولة تبلورت قصص الفخار وأحاديث الأبطال، فيصبح أبو صبري سيد الأحلام ورفيق الروح، إنساناً غالياً وأباً عزيزاً زرع فينا التصميم رغم إرادة القدر باستشهاده فلم يكن أحدنا يتجاوز الشهور، والآخر مادون العامين من العمر، لكن باستشهاده لم تمت قصص بطولاته وتاريخه الممتد عبر الأجيال انطلاقاً من غور الصافي الى بيت فوريك، الكرامة ، جرش، عجلون ، دبين، اربد، دمشق، ولبنان ، وانما تدافع تلك القصص والذكريات المجيدة لتزرع في قلوبنا الفخر والاعتزاز ولنذكر الأوفياء بانجازات السابقين !!
اليوم يصبح ابو صبري كما كان دائماً عملاقاً بأحلامه ونضالاته، وتتخلد معه ذكراه في كل نفس وفية للوطن ، فيا فخرنا بأبٍ خاض الصعاب ووهب روحه وجسده للوطن وضع للأجيال المبادئ والقيّم فعاش ورحل من أجل حبه الأكبر لفلسطين...
سلام الى روحك يا أبانا عشت بطلاً تحكي الأجيال عنك قصص البطولة والعطاء ... وذهبت بطلاً للّقاء ربك ... سلام إليك وأنت تعيش في أحلامنا ومخيلتنا، وآمالنا وإصرارنا , وعزمنا
سلام إليك وأنت تحجب دموع العين وتجعل للقلب فينا عشق الوطن وإرادة للتصميم في عجاف الأيام، لنخط في أحلامنا بدولة فلسطينية أبية، عروسها القدس، نجدها حقيقة لأحلامك وأحلام كل شهدائنا.
صبري ونسرين صيدم
فتح تودع قائداً من قادتها الأوائل
الأخ المناضل/ ممدوح صبري صيدم
أبو صبري
* فقدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) والثورة والجماهير الفلسطينية فجر اليوم السبت 30 جمادى الأولـــى 1391 الموافق 24/7/1971. قائداً من قادتها هو الأخ المناضل ( ممدوح صبري صيدم/ أبو صبري ) عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو القيادة العامة لقوات العاصفة وعضو اللجنة العسكرية للثورة الفلسطينية.
* ولد الشهيد عام 1940 في بلدة عاقر قضاء الرملة.
* تخرج من قسم الجغرافيا بكلية آداب جامعة الإسكندرية عام 1963.
* عمل مدرساً في الجزائر، ثم ترأس البعثة الثقافية الفلسطينية بمكتب فلسطين في الجزائر.
* كان من أوائل الذين استجابوا لنداء الثورة الفلسطينية.
* حصل على دراسته العسكرية في الجزائر.
* حصل على بعثة عسكرية بكلية نانكين العسكرية في الصين.
* عقب الخامس من حزيران التحق الأخ / أبو صبري بإخوانه الثوار في الأرض المحتلة تلبية لنداء الواجب حيث خاض عدة معارك ضد العدو الصهيوني في الضفة الغربية، وأبرزها معركة بيت فوريك.
* قاد وشارك في عدة معارك و عمليات ضد العدو الصهيوني وكان أول المشاركين في معارك الكرامة والعرقوب وغور الصافي وغيرها من الملاحم القتالية.
* كان نائباً للقائد العام لقوات العاصفة لشؤون العمليات.
* كان قائداً لقوات الثورة الفلسطينية في منطقة عجلون وجرش أثناء معارك أيلول 1970.
* ترأس وشارك في عدة وفود للثورة الفلسطينية للصين والإتحاد السوفييتي وعدد من الدول العربية.
وعهداً لك يا رفيق الدرب الطويل أننا سنمضي بالطريق حتى النصر.

24/ 7/ 1971
القيادة العامة لقوات العاصفة

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:08 PM

*أبو صبري في ذمة الله *
فتح تودع قائداً من قادتها الأوائل الذين تحملوا مسئولية تفجير الثورة .
الجماهير الغفيرة تودع القائد الراحل وهي تهتف: *ثورة ثورة حتى النصر.*
* الفريق حافظ الأسد يعزي الأخ/ أبو عمار بالقائد الفقيد.
ودعت الثورة الفلسطينية وجماهير الشعب الفلسطيني أحد قادة (فتح) الأوائل الذين تحملوا مسئولية تفجير الثورة والانطلاق معها، منذ أيامها الأولى، الأخ/ ممدوح صبري صيدم ( أبو صبري) عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) وعضو القيادة العامة لقوات العاصفة وعضو اللجنة العسكرية لقوات الثورة الفلسطينية الذي فقدته حركة (فتح) صباح أمس السبت 24/7/1971 الموافق 30 جمادى الأولى 1391.
وقد شاركت الجماهير الغفيرة في تشييع جثمان القائد الراحل أبو صبري، من مستشفى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في المزة في الساعة الثالثة من بعد ظهر أمس الى مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك.
وكان في مقدمة المشيعين الأخ أبو عمار القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، وقادة الثورة.
وقد أناب الأخ/ الفريق حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية اللواء/ زهير غزال والسيد إبراهيم فوزي أمين عام القصر الجمهوري لتمثيله في تشييع جثمان الفقيد وتقديم التعزية للأخ/ أبو عمار، كما اشترك في التشييع العميد/ حكمت الشهابي.
فعند الساعة الثالثة تماماً خرج الجثمان الملفوف بالعلم الفلسطيني محمولاً على أكف عدد من قادة الثورة، من مقر المستشفى، في الوقت الذي عزفت فيه الفرقة الموسيقية لقوات اليرموك موسيقى {{ سلام الشهيد }}.
وبعد أن وضع الجثمان في سيارة تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني انطلق الموكب الذي ضم مئات السيارات، التي تحمل المشيعين، وقد وضع في مقدمة كل سيارة إكليل من الورد، كما رفعت السيارات الأعلام الفلسطينية.
وعند وصول موكب الجثمان الى مخيم اليرموك تدافعت الجماهير الغفيرة لاستقباله وهي تهتف بحياة الثورة الفلسطينية، وتؤكد إصرار هذا الشعب على مواصلة الثورة حتى النصر، مهما كانت التضحيات، ومهما تكاثر عدد الشهداء الذين يقدمهم شعبنا على درب الثورة ودرب النصر.
وقد سارت في مقدمة الموكب الذي تحول الى مسيرة جماهيرية ضخمة الفرقة الموسيقية لقوات اليرموك التي كانت تعزف ألحان الثورة الفلسطينية التي اختلطت مع الهتافات المدوية بحياة الثورة .
ثم سار حملة الأكاليل، وكان في مقدمتها إكليل القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية وإكليل الفريق حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية وإكليل القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي وإكليل اللواء عبد الرحمن خليفاوي رئيس وزراء الجمهورية العربية السورية وإكليل وزير الداخلية وإكليل قائد جيش التحرير الفلسطيني، وأكاليل المنظمات الفلسطينية وقوات الثورة وأكاليل أخرى من عدد من المسئولين العرب ومن السفارات العربية في دمشق وإكليل سفارة الصين الشعبية في دمشق وبعض السفارات الأخرى.
وكان من بين الأكاليل، أكاليل مختلف القطاعات الجماهيرية والاتحادات الشعبية الفلسطينية والعربية.
ثم تقدم حملة الجثمان، الذي سار خلفه مباشرة الأخ/ أبو عمار القائد العام للثورة وعدد من كبار المسئولين في الجمهورية العربية السورية وقيادة الثورة والجماهير الغفيرة.
وبعد أن صلي على جثمان الشهيد في جامع فلسطين في مخيم اليرموك، ووري جثمان الشهيد التراب بينما كانت الفرقة الموسيقية تعزف موسيقى {{ الوداع الأخير}} وانطلقت طلقات التحية للقائد الشهيد، وفي نفس الوقت رفع الأخ أبو عمار يده بإشارة النصر، لترتفع معها ألوف الأيدي والحناجر الهاتفة ثورة ثورة حتى النصر، تأكيداً على إصرار شعبنا على مواصلة الثورة حتى النصر.

سنمضي على الدرب حتى النصر
على درب المسيرة الدامية الطويل، من أجل أن ينتصر الشعب وتعود الأرض، سقط الأخ المناضل أبو صبري، سقط في ريعان شبابه الذي قضاه في النضال من أجل فلسطين، لقد شاهدته أرضنا بجبالها وسمائها في بيت فوريك والكرامة وغيرها، يقاتل العدو الغاصب، وعرفه ثوارنا بالرغم من آلامه قائداً، مثالاً للتضحية والصبر، وإن الإعلام المركزي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) إذ يشارك كل ثوارنا رفاق الشهيد وأهله حزنهم، يجدد العهد مع كل الأخوة الثوار أن يسير على درب الشهيد حتى نحرر الأرض كل الأرض.
الإعلام المركزي لحركة فتح.
عهدنا يا شهيدنا
على درب النضال والتحديات... وعبر مسيرة التحرير الدامية سقط المناضل القائد أبو صبري.
وأسرة جريدة {{فتح}} تتقدم بأحر تعازيها للأخ أبو عمار القائد العام والى رفاق القائد الذين شاركوه المسيرة الطويلة.. كما تتقدم بتعازيها الى مقاتلي الثورة الفلسطينية الذين فقدوا باستشهاده واحداً من أبرز قادتهم.
فإلى شعبنا وأمتنا والى جميع المناضلين في هذا العالم والى أسرة الشهيد الراحل أحر التعازي القلبية وعهداً يا شهيدنا سنمضي على الدرب حتى النصر.


المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:08 PM

جريدة فتح.
فليكن حزننا دافعاً للنضال
السفارة الصينية تعزي بالفقيد

قدم السفير الصيني بدمشق السيدة تشنغ جالين تعازيه للثورة الفلسطينية باستشهاد القائد المناضل الأخ/ أبو صبري.حيث أرسل السيد السفير إكليلاً من الزهور مشاركة منه ومن السفارة الصينية بدمشق للثورة الفلسطينية، وقد قدم السيد مستشار السفارة الصينية تعازيه الى قيادة الثورة في مقبرة الشهداء لفقدانها المناضل القائد الأخ/ أبو صبري، وقال: ليكن حزننا على الأخ/ أبو صبري واقعاً جديداً وقوياً للنضال ضد الإمبريالية والصهيونية والعملاء.
أبو عمار يتلقى المئات من برقيات التعزية كما *يستقبل وفود المعزين بالفقيد الراحل*
تلقى الأخ/ أبو عمار، القائد العام للثورة، المئات من برقيات التعزية يوم أمس، بعد إذاعة نبأ رحيل القائد الفقيد الأخ/ أبو صبري.
وقد عبرت الهيئات الشعبية الفلسطينية والعربية والشخصيات الوطنية في برقياتها عن تعازيها الحارة للقائد العام للثورة، ولحركة فتح وللثورة، مؤكدة أن الثورة التي قدمت على درب التحرير ألوف الشهداء، ستمضي في مسيرتها، حتى يحقق شعبنا كل آماله في تحرير أرضه.
هذا وقد استقبل الأخ/ أبو عمار أمس عدداً من السفراء العرب الذين نقلوا إليه تعازيهم وتعازي بلادهم، كما استقبل لهذه الغاية عدداً كبيراً من ممثلي مختلف المنظمات والقطاعات الشعبية.

اللواء خليفاوي
يعزي الأخ/ أبو عمار
أوفد اللواء عبد الرحمن خليفاوي رئيس مجلس وزراء الجمهورية العربية السورية، مدير المراسم، لتقديم التعازي للأخ/ أبو عمار بمناسبة رحيل القائد الشهيد أبو صبري.

أكبر من الكلمات...
حين يستشهد القائد الثوري في خندق القتال دفاعاً عن القيم الثورية التي بذل روحه في سبيلها فإن الكلمة لا ترتفع مطلقاً الى مستوى الشهادة، ويظل الفعل التضحية والفداء أرفع بكثير من ترجمة هذه التضحية الى كلمات وسير يقرؤها رفاق البطل الشهيد.
وحين يستشهد أبو صبري فإن رفقة السلاح الطويلة، والمعاناة الثورية تقفز من الماضي بكل تفاصيلها الإنسانية لتعيد الى الذاكرة من جديد العملية الثورية التي شارك فيها هذا الرجل الفذ بكل فكره واحتماله الإنساني حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يتابع العمليات العسكرية التي يخوضها ثوارنا دفاعاً عن الثورة في أحراش جرش وعجلون والأغوار.
ونحن كثوريين عرفنا القائد الشهيد أبو صبري في كافة مراحل الثورة. وعشنا معه يوم كانت الثورة هي الفئة المؤمنة التي تقاتل وسط ظروف الحصار والاحتلال. عشنا معه يوم قطع النهر ليتولى قيادة منطقة جنين وبيت فوريك ويقود معركة سجلها النضال الفلسطيني لقائد معركة انتصار حاسم.
وعشنا معه أيضاً والثورة تنمو حين زحفت الجماهير على القواعد لتنخرط في صفوف الثورة، يومها بذل هذا الرجل كل جهد إنساني ممكن من أجل بناء قوات العاصفة التي كان يقودها من نصر الى نصر.
وعشنا مع أبو صبري يوم بدأت الثورة ببناء القواعد في جنوب لبنان وجنوب الأردن، وكان أبو صبري يتحدث يومها عن المنشار الذي أحاط بالعدو الصهيوني من جميع الأراضي العربية.
لقد قلنا منذ البداية أن حياة أبو صبري تفرض نفسها على الحاضر، ومن الصعب أن نتحدث عن هذا الرجل دون أن ينبض قلب الرجل في الحاضر الذي نعيشه كما عاشه أبو صبري لحظة لحظة.
وإذا كانت حياة أبو صبري هي النموذج الذي قدمته هذه الثورة في مرحلة التحرر الوطني والنضال ضد الاحتلال وضد العدو على أكثر من جبهة، فإن هذه الحياة نفسها هي الروح التي تحرك أعماق شعبنا ليصنع الثورة العظيمة المنتصرة.
وفي الإصرار على مواصلة النضال حتى النصر، وفي الاستهداء بحياة القائد الثوري للوصول الى مرحلة متقدمة في النضال يكمن جهد أبو صبري ومكانته في هذه الثورة التي رددت جماهيرها ومقاتلوها هذا اليوم:

( ثورة ثورة حتى النصر، بالروح بالدم نفديك يا شهيد) .

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:09 PM

بو صبري
الإنسان المناضل
كلمة الاخ ابو اياد ( صلاح خلف ) عضو اللجنة المركزية لحركة فتح
لم يقدر لي أن اودعه الوداع الأخير وهو الحبيب الذي غاب والإنسان الذي اختفى والمناضل الذي نحن أحوج ما نكون إليه في وقت عز فيه المناضلون. لقد غاب عنا بكل جراحنا و آلامه فلم تكن آلام المرض عنده ترتفع الى المستوى الذي وصلت إليه قضية الثورة الفلسطينية .. القضية التي عاش لها والتي مزقت آلامها شبابه النضر وروحه الوثابة ...
أبا صبري ... لقد عرفناك شابا مندفعا في مقعد الدراسة في مدرسة خالد بن الوليد الثانوية. عرفتك تقاطع الدرس لنتحدث عن الوطن وكنت اقرا في كتاباتك معاني الايمان بالشعب و التطلع الى الثورة. وما زلت اذكر عندما كنت تسألني ما العمل ..؟؟ وكنت أسألك ورفاق صباك في مقعد الدرس ... أي عمل تقصدون ..؟؟؟ وكنت تصيح بحرارة وايمان ..الثورة ..الثورة ..وكنت ابتسم بهدوء وأنا فرح بكم ..متفائل بشبابكم ..مؤمن أن هذا الجيل سيفجر الثورة رغم الضباب ورغم العقاب ورغم كل الأنظمة ...ودارت الأيام وفي فندق بسيط في دمشق عدنا نلتقي ووجدته هو..هو.. الطالب الثائر ممدوح صيدم ...
وتعانقنا بعد عودته من الجزائر وقال بحيائه المعروف ..آمالنا تحققت وبدأنا نقاتل ... ولكن أين أنت الآن يا أبا صبري ...لقد غبت عنا والجريمة بدأت تنشب أنيابها في صدر شعبنا ومناضلينا وثوارنا .. لقد غبت عنا ونحن نعيش المعاناة الحقيقية التي عشت أيامها الأولى في أيلول وعشت مأساتها بأعصابك بعد أيلول .. ولكن المعاناة التي عشتها ونعيشها الآن ستكون حافزاً لنا على الاستمرار .
ان قيمة المعاناة الحقيقية أن نظل بكبرياء ورغم الجراح نرفع شعاراتنا التي سقط الكثيرون من اجلها ويوم نتنازل عن شعاراتنا الثورية نكون قد سقطنا السقوط الحقيقي .
ولكن ثق يا أبا صبري أننا رغم المعاناة سنظل نرفع الشعار الذي استشهدت من اجله .. ثورة حتى النصر ..ثورة حتى النصر .. وسلام عليك أيها الحبيب .. يوم كنت بيننا إنسانا رقيقا.. وسلام عليك أيها الحبيب وان غاب عنا مناضل شريف وثوري .. وسلام علينا بعدك إن خنا شعاراتنا وشرف شعبنا ومسيرة ثوارنا وشهدائنا ..سلام عليك وعلى كل الشهداء من جيلك ومن بعدك ..


المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:09 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الاخ ابو يوسف النجار عضو اللجنة المركزية لحركة فتح .
في صباح هذا اليوم السبت .. الرابع والعشرين من يوليو ( تموز ) 1971 قضى رجل ورحل الى جوار ربه ، بنفس مطمئنة ، رحل عنا الأخ المجاهد ممدوح صيدم ( أبو صبري ) بعد شهور مريرة ، قضاها في مصارعة مرض مفاجئ ألم به ، في هذا اليوم ، افتقدت الثورة الفلسطينية ، وافتقدت حركة التحرير الفلسطيني " فتح " والقيادة العامة لقوات العاصفة عضوا من أعضائها ، وقائدا من قاداتها. وكان منذ أسست حركة فتح رائداً من روادها وقادتها .. ناضل بشبابه منذ نعومة أظفاره ، حيث وافته المنية وهو في ريعان الشباب. إن أبا صبري الذي لم يكن يعرف للراحة طعما ، وكان التحرق والشوق للقاء ربه شهيدا على التراب الغالي المقدس .. أعز أمانيه .. ولم يترك مكانا في داخل التراب الحبيب إلا وخطاه مسرعا طالبا الشهادة ، فاشترك في عدة دوريات مقاتلة ودخل الأرض المحتلة بعد الاحتلال الأسود عام 1967 مع رفيقيه ابي عمار ، وابي اياد. ولكن تأبى مشيئة الله ، ولا راد لمشيئته ، إلا أن يموت ، ولم تتحقق له الشهادة على التراب الحبيب. أيها الأخ .. مع خالد بن الوليد ، ومع الصديقين .. والشهداء والصالحين .. وحسن أولئك رفيقا . كلمة نتوجه بها الى روحك الطاهرة ، وأنت في جوار ربك ... وأنت اليوم تلتقي مع إخوتك الذين خضبوا بدمائهم تراب وطننا الغالي بل وخضبوا كل رقعة في عالمنا العربي بدمائهم الزكية دفاعا عن شرف الأمة ، ودفاعا عن الثورة المقدامة ، التي لم تركع ولم تجبن ، وسنظل على ما اتفقنا عليه ، يا أعز رفيق نقاتل في كل واد ، وفوق كل ربوة ، حتى يتحقق لنا النصر أو الشهادة ، يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ، ويومئذ نلقاك وقد قمنا بالأمانة التي تعاهدنا عليها ، فباسمي ، وباسم أخي ابا اياد ،ونحن معاً، في هذه اللحظة الحرجة في القاهرة ، وعواصم عربية أخرى ، لنقول لامتنا العربية قفي باسم الشهداء ، وباسم الأبطال وقفة شرف ورجولة ، وباسم اللجنة المركزية لحركة فتح نضرع إلى الله أن ينزل عليك شآبيب رحمته ، وأن يسكنك فسيح جناته .

لمحات من حياة البطل :
واليوم ومع مرور الساعات والأيام على الاستشهاد فإن روح أبو صبري تكبر وتكبر في جسم كل واحد منا ، إن فقداننا لابي صبري من بين الصفوف ، لا يعني نسياننا لكلمات أبو صبري ، فسنبقى على العهد الذي قطعناه وأبو صبري على أنفسنا ، في الاستمرار في الدرب الطويل ، حتى يتحقق لأبي صبري ما أراده ، وما كان يحلم به ، وهو التحرير .
ولد الشهيد عام 1940 في بلدة عاقر قضاء الرملة وفي عام 1958 هاجر من عاقر الى المجدل ثم الى غزة ، واستقر مع أهله في مخيم النصيرات ، وقد عاش منذ بداية حياته كما يعيش الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني المشرد ، ولاقى كما لاقوا من الجوع والعذاب والآلام ، وقد تلقى دراسته الابتدائية والإعدادية بمدرسة النصيرات الإعدادية لوكالة الغوث ، وفي هذه الفترة بدا أبو صبري يتحسس الآلام اليومية بنفسه ، حيث فقد والدته وهو في عامه الثاني عشر ، وأخذ يصارع نكبات الدهر بنفسه ، وبدأ يشعر بضرورة الاعتماد على نفسه ، وساعده في ذلك ، شعوره باستقلالية شخصية وهو صغير ، كانت مشاريعه كثيرة منها الاشتراك بالرحلات والنوادي .. والكشافه .
وقد التحق بمدرسة خالد بن الوليد الثانوية ، وقضى فيها ثلاثة أعوام كان يحظى فيها بحب رفاقه وأصدقائه ، ومدرسيه، لما كان يتحلى به من سجايا الوفاء والصدق في جميع تصرفاته في مدرسة خالد ، وكانت له نشاطات سياسية كثيرة ، حيث اشترك بمظاهرات عديدة .
في عام 1956 تعرض لتعذيب وحشي من قبل السلطات الصهيونية أمام والده الذي اعتقل معه كذلك بمعسكرات التجمع التي أعدها العدو .

ومع الأيام ، وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية بدأت أفكاره تكبر وإحساسه بالحقد والكراهية للعدو الإسرائيلي ينمو ويزداد في أعماقه ، مما دفعه في مدرسة خالد بن الوليد الثانوية الى الإقبال على التدريبات العسكرية القاسية مماّ أهله للاشتراك بمناورات عسكرية للطلاب كان فيها مثال الشباب المؤمن بوطنه وقضيته . بعد إنهاء دراسته الثانوية ، كانت أعز أمانيه وأكبر آماله أن يلتحق بالكلية العسكرية بالجمهورية العربية المتحدة ، ولكن لظروف معينة لم يتمكن من تحقيق أمله فالتحق بجامعة الإسكندرية - قسم الجغرافيا - ولكنه لم يكن ليهتم بدراسته قدر اهتمامه بقضايا شعيه ، وكم كان إعجابه شديدا بأبناء شعبه الذين كانوا بمعسكرات التدريب في رفح وخان يونس وغزة في جامعة الإسكندرية اشترك بالمؤتمرات الطلابية كرئيس طلبة فلسطين ( فرع الإسكندرية ) .
وسافر أبو صبري الى الجزائر بعد إنهاء دراسته حيث عين مدرسا في مدينة البليدة - ولمدة قصيرة - وبعدها ترك العمل كمدرس ، وتفرغ للعمل في مكتب فلسطين بالجزائر حيث كلف بشؤون البعثة الثقافية والتعليمية والطلابية للشباب الفلسطيني هناك ، واجهته مشاكل كثيرة ، لكنه تغلب عليها ، وكانت له نشاطات سياسية وتنظيمية وعسكرية للشباب الفلسطيني حيث رافقه في هذا الميدان الكثير من الاخوة الثوار . كان مثالا للفداء والنضال والقدوة الحسنة لأبناء شعبه .
شارك في عدة دورات عسكرية وأشرف على تخريج دفعات من الضباط الفلسطينيين من الكليات العسكرية بالجزائر ثم التحق بالعمل العسكري على أرض فلسطين مع رفاقه الثوار عام 1964 ، بعد أن سلم مكتب فلسطين لمنظمة التحرير الفلسطينية .
شارك في بناء قوات العاصفة قاعدة ، قاعدة ، مجموعة. وسهر الليالي الطوال باذلا الجهد والعرق والصحة في عملية البناء الشاق الطويل حتى باتت بصمات القائد الشهيد ، على كل المنشآت العسكرية ، وعلى كل قاعدة. وليس غريبا أن يكون لدى شهيدنا البطل ، الخبرة والدراية في الأعمال العسكرية ، حيث أنه حصل على دراسته العسكرية في الكليات الحربية الجزائرية ، ثم أنهى دورة عسكرية في كلية نانكين العسكرية في الصين ، وعندما وقعت كارثة الخامس من حزيران ، التحق الأخ أبو صبري بإخوانه الثوار في الأرض المحتلة ، تلبية لنداء الواجب حيث خاض على أثرها عدة معارك ضارية .. وقاسية .. وعنيفة في الضفة الغربية . ولعل أبرز هذه المعارك ، معركة بيت فوريك ، التي قادها وشارك في تنفيذها ،، وكان رحمه الله نائبا للقائد العام لقوات العاصفة لشؤون العمليات القتالية . وتولى خلال معارك أيلول الدامية قيادة القوات الفلسطينية في منطقة عجلون وجرش .
ومن الجدير بالذكر انه ترأس وشارك عدة وفود للثورة الى الصين والاتحاد السوفيتي وعدد من الدول الأخرى لشرح القضية الفلسطينية .
هذا هو أبو صبري ، هذا هو شهيدنا ، شهيد جيل الثورة ... شهيد المسيرة الطويلة ، فعهدا لك يا أبا صبري أن تكون روحك وأعمالك العظيمة خير هاد ومرشد لنا .


المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:10 PM

ن المعارك التي قادها القائد الشهيد أبو صبري
في معركة بيت فوريك واجهت مجموعة صغيرة من ثوارنا الدبابات وطائرات الهليكوبتر والمئات من جنود العدو.
في ليلة 27/ 8/ 1967 عقدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح واحداً من أخطر اجتماعاتها حيث قررت أن تبدأ الانطلاقة الثانية للثورة الفلسطينية ولم يكن هذا القرار مفاجأة أو أنه تم بدون تمهيد، فعلى امتداد شهرين كاملين كان ثوارنا في الأرض المحتلة، يقومون بتجهيزأنفسهم وبناء قواعدهم وتزويدها بالأسلحة، الأسلحة التي كانت تنقل بصعوبة بالغة عبر الأراضي الأردنية، وكثيراً من هذه الدوريات كانت تتعرض للقتل والاعتقال، وعلى الرغم من ذلك مضى الرجال نحو الأرض المحتلة يستعدون لساعة الانطلاق.
وحين أخذت قيادة الثورة قرارها التاريخي بالانطلاقة الثانية كانت تهدف الى تحقيق عدة غايات هامة ابرزها :-
* أولاً: انتشال النفسية العربية من حالة اليأس التي كانت تعيشها بعد هزيمة حزيران. ومنحها الثقة بقدرة شعبنا وأمتنا على الارتفاع فوق الهزائم مهما بدت كبيرة، لتبدأ من جديد في قتال العدو.
* ثانياً: كسر غطرسة العدو الصهيوني الذي اعتقد أنه حقق هزيمة ساحقة ونهائية على الأمة العربية.
* ثالثاً :تحريك جماهيرنا في الأرض المحتلة من خلال الكفاح المسلح للعمل على رفض الاحتلال ومن أجل الالتفاف حول الثورة في حرب شعبية عارمة.
ومن أجل تحقيق هذه الأهداف كان لابد من العمل على ما يلي:
أولاً_ العمل العسكري السريع لانتشال الحالة النفسية لجماهيرنا والأمة العربية.
ثانياً_ أن يكون العمل العسكري فاعلاً ومؤثراً.
وحتى تتمكن الثورة من الوصول الى هذا الهدف، دفعت بخيرة كوادرها الى الأرض المحتلة من أجل قيادة هذه العمليات، وكان من أبرز هؤلاء الكوادر الشهيد القائد أبو صبري الذي توجه الى منطقة نابلس لقيادة عملياتها.
وهناك تقرر أن تخوض إحدى مجموعاتنا في بيت فوريك معركة بطولية مهما كانت خسائرنا النسبية فيها إلا أنها تحقق بالنتيجة الأهداف التي خططت الثورة لتحقيقها.
كانت قوات الاحتلال الصهيوني بعد الانطلاقة الثانية لفتح في 27/ 8/ 1967 تقوم بعملية تمشيط كاملة في الأرض المحتلة، وقد قررت القيادة العسكرية للثورة في منطقة نابلس سحب أكبر عدد من القوات الصهيونية الى كمين محكم يوقع بها خسائر كبيرة، وقد وقعت قوات العدو في الفخ المنصوب لها، حيث استعدت المجموعة لوصولها حيث خاضت معها معها معركة كبيرة أوقعت بها خسائر فادحة. وكان الشهيد المناضل أبو صبري من بين المجموعة التي قررت أن تخوض المعركة، وكان القرار يعني الاستشهاد، غير أن ضراوة المعركة التي خاضتها هذه المجموعة أدخلت البلبلة والارتباك بين صفوف العدو مما مكن عدد من أفراد المجموعة من الانسحاب، ومواصلة العمليات في الليلة نفسها ضد أهداف العدو في المنطقة وهذا هو النص الكامل للبلاغ العسكري الذي صدر حول هذه العملية:

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:10 PM

بلاغ عسكري رقم ""58""
صادر عن القيادة العامة
لقوات العاصفة
على درب الفداء والتضحية تمضي مواكب البطولة في مسيرتها لتنسج بدماء الشهداء الطاهرة فجر شعبنا وأمتنا، وقد قامت قواتنا العاملة في أرضنا المحتلة بما يلي:
أولاً: اشتبكت عدة مجموعات من مناضلينا مع قوات ضخمة للعدو خلال إحدى حملات التمشيط المستمرة لإرهاب شعبنا ومحاولة ملاحقة قواتنا في الأرض المحتلة.
ففي الساعة السادسة إلا ربعاً من صباح الخميس 7/12/1967 بدأ العدو ينشر قواته في محاولة لضرب طوق حول المنطقة التي تشمل قرى بيت فوريك، وبيت دجن، وعزون، وعقربه شرقي مدينة نابلس، وقد تحركت لتمشيط هذه القرى أرتال كبيرة من الدبابات والآليات نصف المجزرة بينما كانت طائرات الهليوكبتر تقذف الى المنطقة بأعداد كبيرة من جنود المظلات الى جانب قوات الأمن وحرس الحدود، وقد نشبت معارك ضارية بين عدد من مجموعاتنا والقوات المهاجمة بعد أن فاجأ رجالنا قوات المظلات بنيران رشاشاتهم وقنابلهم اليدوية في أكثر من موقع مما أدى الى وقوع عشرات القتلى والجرحى وإسقاط طائرة هليوكبتر محملة بالجنود.
وقد أمطر العدو المنطقة بنيرانه الكثيفة تساندها المدفعية الثقيلة بينما واجه أبطالنا العدو بأسلحتهم الرشاشة والمتوسطة ومدافع البازوكا، وقد صمد المناضلون أمام هذه القوى بكل شجاعة واستطاعوا خلال معركة استمرت أكثر من خمس ساعات متوالية أن يشقوا طريقهم خارج منطقة الطوق المزدوج وقد سقط أول شهيدين في الساعة الأولى من المعركة وهما الشهيدان البطلان: سعيد عريفة... محمد خير خرطبيل.
وقد أعطب رجالنا للعدو عدة آليات كما تمكنوا من إبادة عدد كبير من جنوده بينما سقط أربعة' آخرون من مناضلينا شهداء في أرض المعركة في ساعاتها الأخيرة وهم الشهداء: خالد جميل أبو سويد ومصطفى محمد بخيت ووليد أحمد زامل وغازي نايف غبن.
بعد أن نسج كل شهيد ملحمة بطولية خالدة جعلت الأعداء يصبون نار حقدهم على جثث الأبطال الستة بالتمثيل فيها وتمزيقها بالرصاص الحاقد.
ثانياً: قامت مجموعات من قواتنا بعد انسحابها بشن هجمات ليلية خاطفة مساء ذلك اليوم على عدد من مواقع العدو حول المنطقة نجحت خلالها في جر عدد كبير من قواته الى مناطق أخرى حيث أوقعتها في كمائن نصبها رجالنا على الطريق تم فيها القضاء على مجموعات أخرى من قوات العدو وتدمير أربع آليات مع سيارة حاملة للمصابيح الكاشفة.

عاشت فلسطين حرة عربية. . .
عاشت وحدة النضال لشعبنا العربي البطل . . .
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار. .


المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:11 PM

شهادات
حديث من الذاكرة عن
* أبو صبري*
شهادة الاخت ام جهاد عضو اللجنة المركزية لحركة ( فتح ) .
* التقيت بالشهيد أبو صبري في الجزائر في بداية سنة 1964 بعد وصوله ضمن البعثة التعليمية التي أوفدت من شباب فلسطين الى الجزائر، كان اللقاء في مكتب الحركة الذي كان في بداية عمله.
* المجموعة كان من بينها أبو صبري، أبو العبد العكلوك، خميس كلاب، إبراهيم أبو النجا، أبو علي إياد { وليد النمر } أبو مروان المغـرب
{ وجيه حسن } الجلسة كانت في المكتب بحضور أبو جهاد والحديث كان عن أوضاع شعبنا في الوطن وعن فتح وتنظيمها وحركتها وكيفية البدء في العمل التنظيمي وتشكيل لجنة إقليم الجزائر.
* أبو صبري عمل في التعليم فترة بسيطة، ثم انتدب للعمل في المكتب مسؤول عن البعثة التعليمية وكان يتقاضى مرتبه من وزارة التعليم الجزائرية.
* وبعد ذلك قام بمهمة على رأس وفد الى غزة للمشاركة في معرض وللعمل التنظيمي.
* شارك على رأس مجموعة في معسكر شرشال للتدريب العسكري الى جانب مهامه التنظيمية وكان يقوم بالتنقل بين الولايات في الجزائر ويعقد ندوات ويشارك في جميع المناسبات الفلسطينية والجزائرية التي تتعلق بالشعب الفلسطيني والجزائري.
* بعد عودته من المهمة الأولى في الوطن كلف بمهمة في بداية سنة 1965 الى سورية حيث التقى بالعديد من مسئولي الحركة ومع أبو عمار وأبو جهاد، ونسق مع البعض في الجيش السوري، ثم قررت اللجنة المركزية انتدابه من الموقع في الجزائر ليتفرغ من مرتب التعليم الى الحركة فكان من أوائل المتفرغين للحركة من اللجنة المركزية وكان ذلك القرار لشهامة أبو صبري فهو مناضلاً وقائداً، واستطاع منذ البداية إثبات إخلاصه وتفانيه في العمل والعطاء للوطن، شارك أبو صبري في العديد من العمليات العسكرية داخل الأرض المحتلة وساهم بالجهد الكبير في بناء القواعد الارتكازية الأولى للثورة في الأردن والداخل، وكان مثالاً للمناضل الشجاع حيث خاض معارك ضاربة ضد العدو وأشهر تلك المعارك التي قادها من العمق { بيت فوريك }، بعد أحداث 1967 كان ينقل السلاح على كتفه وكان ينتقل مع المجموعات من مغارة الى مغارة ومن جبل الى جبل ومن موقع الى موقع، كان الاشتباك في بيت فوريك طويلاً مع العدو ومعركة بطولة استشهد فيها بعض الأخوة والذين عادوا يشهدون بذلك، وبعد انتهاء المعركة اختفى ومن معه ليستكمل مهامه في الداخل وليكمل التزامه.
* في المؤتمر الأول في الزبداني اختير أبو صبري عضواً للجنة المركزية وعضواً للقيادة العامة لقوات العاصفة، وكذلك الشهيد أبو علي إياد، الاثنان كانوا من بين الأربعة القيادة العامة لقوات العاصفة أبو عمار، أبو جهاد، أبو صبري، أبو علي إياد.
* استلم المهام العديدة، منها العمل العسكري أولاً، أبو صبري من أوائل من فكروا بالقواعد الارتكازية على حدود فلسطين في الأردن ونفذ ذلك، كان دائماً في الخطوط الأمامية المتقدمة يقضي كل وقته مع المقاتلين وبينهم، كانوا جميعهم يعتزون به ويفتخرون بشجاعته وعطاءاته وتفانيه في العمل، كان مقداماً لا يعرف الخوف ولا التردد.

مرحلة السجون السورية
* اعتقل أبو صبري ضمن القيادة الفتحوية التي اعتقلت في سورية سنة 1966 عندما حاولت الاستخبارات السورية أن تستولي على حركة فتح من داخلها من خلال بعض الأشخاص لضرب الثورة الفلسطينية منذ البداية وخاصة حركتنا فتح. والمشكلة معروفة للجميع.
* كان على أثر ذلك قتل محمد حشمة ويوسف عرابي والأزمة كانت مفتعلة عندما كلف يوسف عرابي بالاستيلاء على الحركة بدلاً من
الأخ / ياسر عرفات، وعرابي هو أحد ضباط حزب البعث العربي الاشتراكي وكان لديه قرار بذلك، وعندما دخل المنزل. لتنفيذ ما كلف به كان بعض الأخوة في اللجنة المركزية خارج المنزل وفي تلك اللحظة تهجم عرابي على أ[و عمار وعلى بعض الأخوة حيث كان في المنزل أبو عمار، أبو صبري، أبو علي إياد، أبو العبد العكلوك، أبو يحيى { مجدي } ووليد أبو شعبان ومجموعة من أبناء فتح وكان البعض يحضر العشاء حينما دخل عرابي البيت وبدأ بالاستفزاز وتلامس مع محمد حشمة فأطلق النار عليه، وفي نفس اللحظة أطلق محمد حشمة وهو مصاب النار من مسدسه على يوسف عرابي، وفي نفس اللحظة أيضاً صادف ذلك دخول عبد المجيد زغموط الذي اتهم وعلى أثر ذلك اعتقل ومازال في السجون السورية الى يومنا هذا.
بعد ذلك تم اعتقال أبو عمار وأبو جهاد وأبو صبري وأبو علي إياد وأبو العبد العكلوك ومجدي ووليد أبو شعبان والعديد من الأخوة الحركيين.
* بعد خروجهم من السجن أبو عمار وأبو صبري تم اعتقالهم مرة أخرى وهم في طريقهم الى لبنان وكان معهم أبو علي إياد.
* من أبرز المعارك التي خاضها أبو صبري وكانت ملحمة حيث أنزل فيها خسائر فادحة هي عملية بيت فوريك في نهاية عام 1967 حيث قاد العملية ومعه مجموعة واستشهد البعض وما زال البعض حياً، كانت العملية مفاجئة للجميع من حيث التخطيط والتنفيذ وحجم الخسائر من الطرف الثاني.
* أبو صبري كان مسئولاً وقائداً للساحة الأردنية ومعه أبو جهاد قائداً للداخل.
* خاض أبو صبري معارك كثيرة وشديدة أثناء وجوده في الأردن وخاصة معركة الكرامة ومعركة غور الصافي وطوباس والعديد... ومعركة عام 1970.
* استطاع أن يشد الكثير من القيادات العسكرية الأردنية للثورة الفلسطينية.
* كان أول من نسق مع الشهيد /العميد سعد صايل وكان على علاقة كبيرة معه ومع أبو المعتصم، والأخ/ مشهور حديثة والقوى الوطنية الأردنية والفلسطينية.
* كان مسؤولاً عن القوات الفلسطينية في الأحراش.
* كان مسؤولاً عن القوات بعد الانسحاب من عمان الى عجلون وأسس غرفة عمليات عجلون التي استشهد فيها الأخ/ أبو علي إياد .


المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:12 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
مشهور حديثه يتذكر :-
أبو صبري . القائد الميداني

في الوقت الذي كنت فيه منغمساً في عملية أعادة تنظيم الفرقة الأولى التي توليت أعادة تنظيمها بعد اندحار الجيش وانسحابه من فلسطين ، انتشرت في منطقة الأغوار ظاهرة الشباب الذين يحملون السلاح ويدخلون الى الأراضي المحتلة تحت شعار تحرير فلسطين ، وقد طلبت من قادة الألوية أن يحضروا لي أحد هؤلاء الشباب للتعرف على هويتهم ومقاصدهم . وكان أول لقاء لي مع المرحوم أبو صبري . ذلك الشاب الأسمر ، المتين البنية الذي قابلني بكل ثقة واعتزاز بنفسه وبالعمل الذي يقوم به . وقد جلسنا سوياً وتحدثنا بصراحة حيث قلت له : أننا الآن في مرحلة إعادة تنظيم فلول الجيش المنسحب . ولا نريد اشتباكات .
وقد لفت انتباهي ذلك الارتباط الشديد العميق الواثق بين أبو صبري وفلسطين . ولمست روح الاستعداد للتضحية التي كنا نفتقدها في قواتنا . ورغم انتمائي الى مدرسة التحرير بالحرب النظامية إلا أن مشاعري تجاه ظاهرة الكفاح المسلح والعمل الفدائي هزت مشاعري من الأعماق . هذه الظاهرة العجيبة جعلتني أغوص في الرحلات الميدانية وتكثيف الاتصالات مع الأخ أبو صبري و الأخوان الذين كانوا معه. كثيرون لاأعرفهم ولا أعرف أسماءهم . وقد طلبت من جلالة الملك حسين أن يقابل الشباب . وقد تمت مقابلة جلالة الملك مع أبو صبري في مقر قيادتي وبحضوري . وقد تحدث الأخ أبو صبري حديثاً بليغاً وحاسماً بالنسبة لقضية فلسطين وتاريخها ونضالها . وأكد أن الشباب الذين يحملون السلاح لهم هدف واحد هو تحرير فلسطين ، ووضع قضيتها ومصيرها على جدول أعمال التاريخ المعاصر .
ومرفوض من قبل الشباب أي إساءة أو سوء علاقة مع الأردن الذي يعتبر الظهير الأساسي للحركة الفدائية . وأذكر أن جلالة الملك خرج مسروراً من هذا اللقاء . وقال لي أن هؤلاء الناس هم فدائيون حقيقيون علينا أن ندعمهم . وتوثقت العلاقة بيني وبين أبو صبري . بعد فترة عمل أبو صبري أجتماعاً بيني وبين أبو عمار . وقد تعرفنا على بعضنا من خلال ذلك اللقاء . كان أبو عمار في الميدان وكثير التجوال داخل الأغوار ولكنه كان قليل الظهور . كان أبو صبري هو حلقة الوصل وهو الوجه الذي نعرفه لأنهم كانوا لا يزالون يخشون الاعتداء عليهم من أعداء الثورة والمتآمرين .
وبعد اللقاء الأول قلت لجلالة الملك هذه يا جلالة الملك هي صورة المناضل العربي الفلسطيني الذي يعمل لتحرير فلسطين . هؤلاء الناس هم مقدمو أرواحهم للتضحية من أجل شعب فلسطين وقضية فلسطين . وما علينا إلا أن نساعدهم قدر الإمكان . وبدأنا فعلاً بالتعاون الوثيق والتنسيق بالنسبة للمراكز والمعلومات التي تأتينا عن العدو . وخاصة الحشود الإسرائيلية تجاهنا . وتعمقت الصلة على مدى أشهر حرجة تدخل بعدها أصحاب النوايا السيئة بتصريحاتهم ضد تواجد الفدائيين في الأغوار واعتبار ذلك انتقاصاً من هيبة الأردن وسيادته التي تتنافى مع حمل هؤلاء للسلاح على أرضه . وقد وصلت بعض تصريحات المغرضين أن وصفوا الفدائيين بنفس الوصف الذي يطلقه عليهم العدو الصهيوني وهو المخربين
ولكننا لم نيأس . وعمقنا الثقة والعلاقة على الأرض واستمرت العلاقة تتقوى وتتقوى الى ما قبل أحداث 1968 وهي المرحلة التي سبقت معركة الكرامة . وقد تم التنسيق بيني وبينهم في الميدان . وكان هذا ضمن اختصاصي وواجبي الميداني بوصفي قائداً للميدان في تلك الجبهة ولا يحتاج ذلك الى أذن أو توجيه من أحد خاصة وأنني كانسان وطني مطلوب منه تحرير الأرض العربية المقدسة والدفاع عن الأردن من أي اعتداء على أرضه وسيادته .
وهنا أتذكر أنه عندما وضحت الصورة أمامنا بأن معركة الكرامة لا بد قادمة ، وأن الهجوم وشيك يستهدفنا جميعاً ولكن هدفه الأساسي هو القضاء على الحركة الفدائية وهي في مهدها . فتم تنسيق بيننا بحيث أننا وضعنا مناطق تواجد الفدائيين ضمن المناطق التي يتوجب حمايتها وضمن انتشار نيران المدفعية وحركة الدبابات . إلا أن أبو عمار ، أخونا أبو عمار تجاوز الحدود وتمركز في منطقة الكرامة في بؤرة الخطر خلافاً لما تم التنسيق عليه معه وكان ذلك حباً منه للتصادم مع اليهود والقتال وجهاًً لوجه وهذا ما حدث حيث صمد في قلب الكرامة ومع أبو عمار كل المجموعة القيادية بما فيهم أبو أياد وأبو صبري . أولئك الرجال. كانوا هم في المقدمة في الأمام يقاتلون مع جنودهم مع عناصرهم وهذه للتاريخ ليذكر أنهم كانوا جنوداً للتضحية والفداء
طبعاً خلال ذلك الوقت كان عندي ضمن الفرقة الأولى المرحوم العميد أبو الوليد سعد صايل . كان رحمه الله قائداً لامعاً في مجال هندسة الميدان للفرقة الأولى . وكنت أعرف مشاعره الوطنية الحادة . وكان ينتمي الى الروح التحريرية لفلسطين . وقد كنت أحافظ عليه وأدعمه وأساعده . وكان معي دائماً في كل تنسيق مع أبو صبري والاخوة بحيث وضعت الطاقات الهندسية لصالح المهمة العظيمة . وكان يتمتع بروح عظيمة في الفداء وفي القتال وقد كان المنسق الأساسي وضابط الاتصال الكفؤ مع أبو صبري
لقد قطعنا شهوراً من التوتر الى أن حدثت معركة الكرامة وخرجنا بما خرجنا به والحمد لله على الرغم من الضحايا التي قدمتها حركة فتح الفدائية والجيش . ولكن الحقيقة التي يجب أن تقال أن الفدائيين وحركة فتح الفدائية كما أذكر قامت بأعمال جريئة ومتفوقة رغم ظروفها الصعبة وهي أعمال تستحق التقدير وقد أدت الى النتائج العظيمة التي أحرزتها معركة الكرامة . لقد واجهوا قوة كبيرة جداً وهي تتجه عليهم بهدف سحقهم . كانت قوة الجيش الإسرائيلي وأسطورة الجيش الذي لا يقهر ، قوة مدججة بالسلاح والدروع والدبابات وطائرات الهيلوكبتر . إلا أن تصميمهم وأصطدامهم بجرأة مع هذه القوة الفاتحة أثبتت للعالم كله . ولكل مشكك أن هذا النوع من الرجال المسلحين إنما أتوا ليحرروا أرضهم . وأذكر هنا أنني قلت لجلالة الملك حسين بعد اجتماعه الأول مع أبو صبري قلت له .. هؤلاء يا جلالة الملك هم قادة فلسطين . فتساءل مستفسراً .. ماذا ؟ قلت هؤلاء هم قادة فلسطين المستقبل وليس الذين تعرفهم . أبو عمار وأبو صبري وأخوانهم هم قادة فلسطين المستقبل . وقد تأكد ذلك بعد معركة الكرامة وقلت لجلالة الملك ها هم قادة فلسطين هؤلاء .. فهز رأسه بالإيجاب والموافقة .
وهنا لا بد أن أؤكد شيئاً خارقاً حصل في معركة الكرامة فالعرف العسكري لا يسمح للجندي المنسحب أو الهارب أو المهزوم أن يعود للقتال مرة ثانية دون الأعداد اللازم . وقد عاكسنا كل القوانين والمقولات بحيث قاتل الجندي الخارج من الخندق من فلسطين والمنسحب بسبب الهزيمة ، فأعدنا الثقة في نفوس جنودنا وضباطنا وأنفسنا . وقد كان نفس الموضوع هو الذي يشغل بال أبو عمار وأبو صبري وإخوانهم حيث أنهم عاكسوا كل مقولات وقوانين حرب العصابات وصمدوا في معركة التحدي ليثبتوا للعالم أن إرادة القتال والأنسان المؤمن بحتمية النصر وبالأستعداد للتضحية هما العامل الحاسم في المعارك الفاصلة
لقد أثبتت معركة الكرامة أيضاً أن التكامل بين الحرب النظامية وحرب الشعب أمر جوهري إذا ما أحسن التنسيق وحسنت النوايا . ورغم كل ما حصل منذ معركة الكرامة وحتى الآن فان تنبىءُ الذي قلته لجلالة الملك عام 1968 بأن هؤلاء الفدائيين هم قادة فلسطين فان تنبؤي أصبح حقيقة . وعلى الرغم من فقداننا لعدد كبير من الأعزاء الأبطال والرموز ومن بينهم الشهيد أبو صبري فأن الرسالة التي استشهد أبو صبري من أجلها لا زالت تحظى بالعهد والقسم من أحرار وشرفاء الأمة العربية والعالم .
وأريد هنا أن أسجل واقعة حصلت أثناء لقاء جلالة الملك مع الرئيس عبد الناصر بحضوري . حيث كان الرئيس عبد الناصر يدعم الحركة الفدائية على الرغم من إساءة بعض الفصائل إليه . وبعد أن استمع الى وجهة النظر الأردنية التي وضحت له كل شيء على الأرض، قال الرئيس عبد الناصر تعالوا معي لنقابل الأولاد . كان حشداً جماهيرياً يهتف "معاك يا عبد الناصر ، قاتل أحنا معاك ، قاتل قاتل .. احنا معاك .. "
قال عبد الناصر " الشعب العربي رافض للاستسلام وهذه الحركة الفدائية هي جزء من نضال العرب ويا جلالة الملك أنت في أرض أيوب ونحن في أرض أيوب خلينا نكسب شويّة صبر من أيوب "
رحم الله الشهيد أبو صبري ، ورحم الله كل الشهداء ، وألهمنا وذويهم الصبر والسلوان .


المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:13 PM

الشهيد أبو صبري
حديث : صلاح التعمري
حقيقة أن هناك ناس بينشالوا من الذاكرة بعد السلام عليهم وبعد أن تودعهم على الباب وهنالك ناس في غيابهم عنك يبقى حضورهم مستمر معك ويبقى هذا الحضور مرافقك طول حياتك الى أن تلتقي بهم في العالم الآخر.
* أبو صبري من النوع الثاني من هؤلاء الناس، عندما أفكر في أبو صبري أذكر ذلك القائد الفذ الشجاع المندفع بلا حدود للعطاء بدون أي تردد، كان مقدام وكان قائداً بمعنى الكلمة كان لا يهدأ ليلاً نهاراً من جبل الى جبل ومن قاعدة الى قاعدة أذكر حنوه، رغم صغر سنه إلا أنه كان حنوناً ورغم ضخامته وجدية تعابير وجهه إلا أنه كان كالأب لا يهدأ إلا ليطمئن على أبنائه المقاتلين ويتأكد أن الوضع على ما يرام لا يأكل إلا إذا تأكد أن الجميع أمن أكله ويتقاسم اللقمة بينه وبين من معه.
* أذكر دائماً أربعة أحداث أول مرة قابلته فيها كانت في طريق سنة 1967 عندما كان راجع من عملية بيت فوريك وكانت تلك مرحلة العمل السري. وكنا لا نعرف بعض حيث كنت من بين مجموعة جديدة انضممنا للتدريب في معسكر الهامة إحدى ضواحي مدينة دمشق حيث جاء علينا أبو صبري وكان يرتدي كما أذكر أفرول غامق ونظرت له من بعيد وهو يتجول، فعلاً كانت ملامح القائد عليه ونفس المسئولية وسألت عن هذا الأخ فمن حولي كانوا يعرفوه قالوا هو الأخ أبو صبري، كان وقتها عائد من عملية بيت فوريك فهي ملحمة تاريخية لم أعرف عنها إلا بعد ولم أعرف أنه هو الذي كان قائد العملية التي تعتبر من أكبر العمليات العسكرية وكان أبو صبري على رأس المجموعة ممن نفذوا ذلك.
* أذكر أنني عندما قابلته لم أرتاح في بداية الأمر فملامح أبو صبري وتكشيرته وبنيته وصلابته لا تجعلك ترتاح له في أول ما تقابله، حملت له ذلك الانطباع طوال فترة التدريب مع أنه كان يأتي الى الهامة في فترات متباعدة.
بعد أن أنهينا تدريبنا في معسكر الهامة انتقلنا الى الأردن ومن سورية الى الأردن صعد معنا أبو صبري في السيارة لنقطع الحدود السورية الأردنية عبر منطقة الحمرا، كنا نلبس اللباس العراقي وأبو صبري كذلك جميعنا الخمسة في سيارة صغيرة عسكرية وكنا متوجهين للغور وحسب التخطيط علينا أن نقطع النهر في اليوم التالي.
بطريقة مازحة أخرجت من جيبي بعض النقود ( فكة) فقلت للأخ/ أبو صبري وجدت هذه في جيبي خذها يا أبو صبري !!! أخذها مني وهو يضحك ويمزح، ولأول مرة تغيرت الفكرة القاسية والانطباع الذي حملته عنه تغير وترك الأثر الإيجابي لذلك الإنسان المتواضع الخجول وتحولت تلك الفكرة، فهذا رجل يختلف عن ما حملته له كله تواضع وحنان كالأب اللطيف بكلماته وطيبته ووداعته.
* نزلنا الى الكرامة. وعلينا أن نقطع النهر حسب الخطة، الوقت هو أول الشتاء وشتاء تلك المنطقة قاسٍ وبارد والأمطار كثيرة والنهر معطل وما حول النهر وحل وطين والخبرة العسكرية محدودة والنهر مسيطر عليه من قبل العدو، وكان يستخدم الخدعة ليقع بالمقاتلين.
كانت الدورية مكونة من [ صلاح التعمري، وليم نصار، وحمدي، ومأمون، وأسعد، وأبو محمد، وأبو إبراهيم، ويوسف، وكان معنا أبو صبري الذي لا يرتاح إلا ليوصل أبناؤه المقاتلين وهو معهم ويطمئن على دخولهم ويبقى على الطرف الثاني مع مجموعة الحماية ينتظر عودتهم يوم أو يومين أو أكثر ليرتاح باله.
المنطقة كلها ربوة من الطين ونظرنا الى الخلف تأخر أبو صبري ما هو المشكل وأذ بأبي صبري غرزت رجله في الطين وحاول نشلها إلا أنها خرجت بدون البوت فقلنا له كيف ستعمل قال مش مشكلة.
* قطعنا النهر في تلك الليلة واشتبكنا مع العدو في سهل العوجة واختفى منا إثنان ونحن راجعين، عندما وصلنا كانت دورية الحماية غير موجودة، وكانت دورية الحماية من الحاج إسماعيل وموسى عرفات والشهيد وديع عبد اللطيف والشهيد أمين ريان، كان ذلك آخر يوم في رمضان سنة 1967 وصلنا الكرامة وانتبه علينا بعض المزارعين الذين كانوا عيون في المنطقة فأرسلوا لأبو صبري وكان في بيت أحدهم واسمه محمد تيم، استقبلنا أبو صبري استقبال الأب لأبنائه وأخذ ينشف فينا بالمنشفة وجميعنا يضحك وفرحان بسلامة العودة وقلنا لأبو صبري وين أنتم تركتونا فضحك أبو صبري تلك الضحكة الرجولية التي لا تخلوا بنغمة الخجل ( عندما شاهدنا النار بتصب عليكم قلنا الله يعوض استشهدوا الأبطال... عدنا).
* بعد لحظة ولع أبو صبري بابور الكاز وتحول ذلك الإنسان الضخم المتجهم، الصلب كالجبل يبدو متأفق فوق السطح كجبل من الشوك ولكنه عكس ذلك تماماً، في داخله أحاسيس وعواطف لا توصف بشكل آخر من الرقة والحنان، والأبوة، تحولت صورته في داخلي وارتسم شكل آخر لأبو صبري فاختزنت بذاكرتي وذهني ولن تنسى له تلك الصورة ولن ينسى ذلك القائد الإنسان.
* أحببت كل شيء من حولنا الجبل والعشب والنهر والسلام والليل والنهار لم يعد أي شيء في المدن يجذبنا الوقت كله بين الجبال في تلك القواعد التي حفرناها بأيدينا كنا كالعائلة الواحدة عندما يغيب فرد ينشغل الكل عليه حتى يعود.
جلسنا نوصف ماذا حدث معنا ولأول مرة نرى الموت بشكل حقيقي، استدرك أبو صبري إحساسنا وبدأ يقول الحمد لله على سلامتكم كل مرة بسلامة ( ياما نفقد على الطريق ) الطريق طويل واحنا اخترنا طريقنا، سرح أبو صبري وكنا ندرك في ماذا يفكر، تركنا وقام وهو مشغول بالتفكير على المفقودين، اتجه الى النهر ولم يهدأ الى أن عاد بهم بعد أن وجدهم ضائعين بين الجبال.
* بعد ذلك حادثة أخرى ولكنها عائلية تخص أبو صبري الذي كان وقته بين المقاتلين والقواعد، كنت معه ذاهبين من الكرك الى عمان وكان ينفخ ومنرفز وسألته مالك يا أبو صبري اليوم على ما يبدو بتفكر كثير فقال ستحضر بنت عمي من غزة وبدهم يجوزوني يا خوي وأنا مش ناقصني غلبة، قال ذلك وهو يمزح ولكني كنت أعرف أنه كرس نفسه للعمل والنضال ولا يفكر بالزواج فكان الأمر محير بالنسبة له .
* أبو صبري لا يرتاح إلا إذا شارك في كل شيء لا فرق بينه وبين أي عنصر يبني القاعدة مع العناصر يوزع الطعام بيده يسهر على المجموعات لا يرتاح له بال إلا إذا عادت المجموعة بعد تنفيذ المهمة. يحنو على الضعيف ويشعر به، وقته كله للعمل لا ينام إلا بعض الوقت وأحياناً لا يعرف النوم وتمر الأيام أحيانا بدون طعام وهو يتنقل من مكان لمكان.
* أذكر موقف آخر يؤكد على تواضعه وشعوره بالمسئولية دون تمييز، جاءت لنا شحنة من السلاح أعتقد من الصين وأذكر تماماً كان معنا ونحن ننزل الصناديق يحمل الصندوق على كتفه.
* خسارة أبو صبري كانت مؤلمة لنا جميعاً لأن أبو صبري نموذج البطل هو وأبو علي نمط آخر من الرجال الذين يتميزون بعمق المسئولية عندهم العمل السياسي التزام، والعمل الوطني التزام خلقي ومبدئي لم يبالغوا، ولم يناوروا واقعيين لا يحبون الزيف غير متظاهرين غير مزيفين للحقيقة هم أزكياء ولا يدعون التزاكي.
ينظرون لسياسة لا للكذب وتشويه الحقيقة.
* خسارتنا لتلك الحقيقة هي خسارة لنهج كان أساس الطهر الوطني والعطاء بلا حدود، الوطن أولاً وأخيراً.
لم تكن الرتب في ذلك الوقت مقياساً ولم يكن أصلاً العمل النضالي والتفاني والتسابق للمشاركة في العملية هي تقييم للإنسان، لم يطرح في أذهان رجال تلك المرحلة رتب ولا مراتب.
* يقول صلاح كنت أكثر المقاتلين احتكاكاً بأبو صبري وأبو عمار وأبو جهاد، الكرامة أنا أعرف من هم رجال معركة الكرامة، بعض المدعين أنا أنزلتهم في بيت آخر قرية الكرامة.
* التواجد بيننا في الكرامة كان لأبو صبري أولاً، وأبو علي إياد، وأبو جهاد، أما الأخ / أبو عمار فكان ناطق رسميّ للحركة.
* كان أبو صبري الأكثر تواجداً وتنقلاً بين القواعد التي كانت تحمل أسماء الشباب قاعدة الإستنبولي، وقاعدة الغفوري وقاعدة الشهيد خالد.
* أبو صبري كان أول من نسق مع الجيش الأردني من الغور أذكر تماماً قبل الكرامة ب36 ساعة كنت معه عندما ذهب هو وأحمد جبريل.
* أبو صبري هو الذي كان يتنقل بين قواعدنا وينسق مع الجيش الأردني.
* بعد معارك أيلول سنة 1970، انتقل أبو صبري الى عجلون ودبين وأسس غرفة عمليات ورتب الوضع من جديد.
*يقول صلاح{ إياك أن تناقش دور أبو صبري أو أن تطلب إثباتاً لدوره، النقاش حول أبو صبري هو تقليل من قيمة دوره، أبو صبري كان قائداً قائداً موجوداً دائماً وعلى أعلى دور من المسئولية}.
الذين كانوا في تلك الفترة هم مجموعة من المثقفين المناضلين لابسين الكاكي فقط أهم صنعة لهم أنهم لبوا نداء الوطن عن قناعة ومبدأ، لم يكن هناك ما يغريهم ولا رتب تدفعهم ولا محسوبية توصلهم للوطن، وبالوطن كان إيمانهم وللوطن كان نضالهم.
* أبو صبري هو أرسى أسس اختيار القائد، لأن القائد المسئول عندما يقطع النهر وهذا كان أصعب شيء، كان يؤكد مدى صدقه ووطنيته.
* يقول صلاح : {{ هناك قادة رأيتهم أكثر من أبو صبري ولكني لم أعد أذكرهم، بينما أبو صبري في الذاكرة دائماً، الى أن نلتقي.


المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:16 PM

لأخ ممدوح صبري صيدم
شهادة الاخ زكريا عبد الرحيم ( ابو يحيى ) عضو المجلس الثوري لحركة فتح .
عرفته في العام 1965 بعد أن غادر الجزائر وجاء الى بيروت حيث استقر بها أسابيع قليلة ثم غادرها الى دمشق.
كان الشهيد أبو جهاد قد أطلق عليه اسم جواد وهو فعلاً جواد... فقد كان كريم الأخلاق طيب القلب، بشوشاً، خجولاً وكان شجاعاً.
وقد بانت شجاعته في معركة مواجهة مسلحة مع قوات العدو الصهيوني في 7/ 6 /1967،في بيت فوريك.
كانت ليلة سعيدة بالنسبة لي، فقد كنت وخطيبتي نحتفل بعقد قراننا في منزل الأخ/ أبو اللطف في دمشق، وكانت الأخت الفاضلة /أم اللطف تضع مأكولات شهية على الطاولة حين دق الجرس ودخل أحد الأخوة واقترب يقول لنا " رحم الله الشهداء والحمد لله على سلامة جواد " وقبل أن نستوضحه أبلغنا أن معركة مسلحة عنيفة حصلت بين مجموعة لنا يقودها الأخ/ جواد وتضم سبعة من خيرة فدائيينا المدربين أحسن تدريب وبين الجيش الإسرائيلي وقد استشهد الأخوة السبعة بعد أن أوقعوا بالعدو خسائر فادحة وأظهروا شجاعة نادرة مما جعل الضابط اليهودي يؤدي لهم التحية العسكرية قبل أن يهيل عليهم جنوده التراب.
وقد أقر الأخ / جواد بهذه الواقعة بعد عودته الى دمشق.
كان رحمه الله منذ أن استقر في دمشق في أواخر عام 1965 كالنحلة لا يهدأ يتنقل بين مكان للتدريب هنا واجتماع للفدائيين هناك، وبتعليمات الأخ / أبو عمار يتحرك مع الفدائيين كي يعبروا الأرض المحتلة لتنفيذ الخطة المطلوبة ضد أهداف عسكرية صهيونية. وكان الشهيد/ أبو عرب (يوسف عرابي) يرافقه أحياناً في هذه المهمات.
ومن هنا أقام الشهيد أبو صبري علاقات نضالية حميمة مع الفدائيين.
وأذكره يوم استشهد الشهيد أبو عرب وتم توقيفه مع إخوة قياديين كان الأخ/ أبوعمار على رأسهم، وبعد البراءة تم اختياره
والأخ/ أبوعلي إياد رحمه الله عضوين في اللجنة المركزية لحركة فتح، وكان هذا في تموز 1966.
كما أنه والأخ الشهيد أبو الهول ذهبا مع مجموعة مقاتلة أثناء الغزو الإسرائيلي في حزيران 67 الى المرتفعات السورية المواجهة للأرض الفلسطينية المحتلة للدفاع وطرد العدو عن الأرض العربية.
ثم ساهم الأخ/ أبو صبري مع آخرين من الكوادر القيادية وبقيادة
الأخ/ أبو عمار في بناء القواعد الارتكازية والمتنقلة على امتداد الاغوار وخاصة في بلدة الكرامة التي اتخذت مقراً للقيادة والتي دخلت التاريخ يوم وقوفها الباسل المشرف في وجه الغزو العسكري الصهيوني يوم 21/3/1968م.
وقد كان الأخ/ أبو صبري في الكرامة حينئذ مع اخوانه في اللجنة المركزية ومنهم ابو اللطف ، ابواياد،والاخ ابو عمار، وعندما أردوا أن يأخذوا أماكن للتصدي لهذا الغزو أصر الأخ / أبو عمار القائد العام أن يغادروا الكرامة ( حتى لا تكون الخسارة فادحة لو حصلت ) وأن يبقى لوحده مع الإخوة المقاتلين في القواعد، وأمرني أن أتوجه معهم أيضاً... فسرت بصحبة الأخوين أبو اللطف وأبو صبري ومعنا بعض الإخوة المقاتلين باتجاه المرتفعات وفي سيرنا صادفنا طائرة هليوكبتر إسرائيلية تحط فوق مرتفع قريب لا يبعد عنا أكثر من مائتي متر وقد نزل منها جنود إسرائيليون مسلحون وفي لحظات عاودوا الركوب في المروحية وتوجهوا بها ناحية السهل الممتد أمام نهر الأردن حيث توجد قواتهم.
وأما الأخ أبو إياد ومعه الأخ أبو حلمي الصباريني فقد طلبت من الأخ جهاد أقرب المساعدين لي ومعه بعض الإخوة المقاتلين مصاحبتهما عبر المرتفعات حتى السلط.
ثم عادت لنا الكرامة وبقي الأخ / أبو صبري يصول ويجول في كل مواقع القتال على امتدادها من إربد حتى الجنوب الأردني مروراً بدير علا والكريمة وغور الصافي ومعان.
وفي تلك المرحلة أصبح الأخ/ أبو صبري عضواً في القيادة العامة لقوات العاصفة الى جانب الأخ / أبو جهاد وبقيادة الأخ / أبو عمار، وكانت مرحلة ذهبية معطاءة أكدت التفاف الشعب الفلسطيني حول حركة فتح.
وفي تلك المرحلة التأم المؤتمر العام الثاني للحركة تموز_ 1968 وكان المؤتمر العام الأول قد حصل في تموز _1967 وفي المؤتمر الأول أضيف الأخ/ عبد الفتاح حمود لعضوية اللجنة المركزية، وفي المؤتمر الثاني تمت الموافقة على اعتبار الأخوين أبو عمار وأبو جهاد عضوين مدى الحياة في اللجنة المركزية بصفتهما مؤسسين للحركة.
ومن المفيد أن أذكر أننا لم نعتمد إسلوب الانتخابات المباشرة في انتخاب أعضاء اللجنة المركزية سواء في المؤتمر الأول أو الثاني .. وأما الانتخابات كوسيلة ديمقراطية فقد أقرها المؤتمر العام الثالث ووقتها كان الأخ/ أبو صبري قد فارق الحياة وصعد الى الرفيق الأعلى.. رحمه الله وعزاؤنا أن نردد من جديد له ولكل الشهداء العهد بأن تستمر الثورة حتى التحرير وتحقيق أهداف شعبنا الوطنية.

أبو يحيى
23/ 1/ 1993
الشهيد القائد / ممدوح صبري صيدم
أبو صبري

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:17 PM

شهادة العميد ابراهيم ابو النجا ( ابو وائل ) عضو المجلس التشريعي.
الحديث عن الشهداء ليس كالحديث عن مسألة أو قضية أو واقعة معينة أو شخص عادي.
والكتابة عن الشهداء ليست تدوين حدث أو قصة أو تغطية لمشهد، لأن الشهداء والشهداء الفلسطينيين بوجه محدد للحديث عنهم والكتابة عن حياتهم وقع خاص، ولغة خاصة وأسلوب متميز.
وعندما يكون الموضوع المطروح كتابة وتدوين تاريخ الشهيد القائد / أبو صبري رحمه الله، يقف المرء طويلاً: ترى من أين يبدأ وأي محطات يذكر، وأشفق على نفسي وعلى كل أخ يطرق باب الكتابة عن شهيد كشهيدنا أبو صبري لأنه لا يملك إلا أن يكتب وفي نفس الوقت يعيش أزمة ضمير حقيقية لأنه سيغفل غير متعمد بعض الجوانب وبالتأكيد فهي مهمة لأن حياة الشهيد كلها مهمة.
أستميح شهيدنا القائد رحمه الله عذراً إذا لم أستطع أن آتي على كل التفاصيل وأعد أختي المناضلة أم صبري ونجليها الحبيبين صبري ونسرين، أن أبرز ما أسعفتني الذاكرة على تدوينه، وليغفر لنا شهيدنا جميعاً خطيئتنا في تأخرنا الى هذا الوقت عن كتابة تراثه الذي شكل لكل المناضلين قوة دفع عند الشدائد واليأس، ومنارة وطنية بفضلها اهتدى الرجال، الرجال وهم يخوضون أشرس العمليات في عمق العدو ولتطهير أرض الوطن الحبيب من دنسه وعودة شعبه إليه.
لم يكن عطاء شهيدنا المتعدد الجوانب ولم تكن مدرسته النضالية والقتالية والقيادية والريادية إلا ترجمة وتعبيراً عن حجم القضية واستحقاقاتها. كيف لا وهو ابن المخيم. كيف لا وهو ابن المدرسة التي حملت اسم القائد العسكري المسلم خالد بن الوليد.
ذكره أستاذه الشهيد القائد صلاح خلف " أبو أياد " مدرسه في ذات الثانوية. ذكر خصاله وصفاته حين رثاه في استشهاده والألم يعتصر فؤاده، كيف أودع اليوم إبناً وأخاً وزميلاً وصديقاً وقائداً ورفيق خندق متقدم.
لم يكن شهيدنا طالباً عادياً في ثانوية خالد بن الوليد، فقد كانت اهتماماته مختلفة اختلافاً كلياً عن اهتمامات بقية زملائه، وكانت له مفاجآت كثيرة حيث كان يجعل من كل مادة من المواد مدخلاً للحديث عن الهم الفلسطيني رغم أن ذلك كان يزعج بعض الأساتذة لانه يتطرق الى السياسة وهذا ما لم يكن مسموحاً به، وقد لفت نظره أكثر من مرة ووصل الامر الى حد إنذاره بالطرد من الثانوية، ولكنه لم يأبه بذلك.
انتفاخ جيوبه لفت نظر زميلين له ذات مرة فدار بينهما الحوار التالي:
يقول أحدهما للآخر: ترى ماذا بجيوب الاخ ممدوح ؟
قال له زميله: وما الذي تراه غريباً يميزها عن جيوبنا ؟
قال الأول: انتفاخها.
قال الثاني: معك حق.
قال الأول: قد تكون ملأى (بالبراشيم ) وهي تلخيص لبعض فصول صعبة من الكتب يستعين بها الطالب أثناء الامتحان.
قال الثاني: ولكن ممدوح ليس بحاجة الى هذه البراشيم فهو متقدم علينا جميعاً وكثيرا ما يستعين به مدرسو كل المواد.
قال الأول: إذن مملوءة بالخبز.
ضحك بل سخر منه زميله الثاني، واتفقا حسماً للخلاف أن يصارحاه بما دار بينهما من حوار. توجها إليه وسألاه : هل تخبئ في جيوبك براشيم أم خبزاً ؟
قهقه رحمه الله وقال : تعالا وانظرا ماذا بجيوبي.
أخرج قصاصات وصوراً وخرائط بعضها يضم إحصائيات عن سكان المخيمات الفلسطينية، وبعضها عن المدن الفلسطينية، وبعضها عن قراري التقسيم وعودة اللاجئين، وبعضها عن مضاعفات وعد بلفور، وبعضها يحوي صوراً عن جبال وتلال ومرتفعات وطننا في الضفة الغربية.
قالا له: طبيعي جداً أن تهتم بالمخيمات واللاجئين والقضية والقرارات ولكن ماذا يعني احتفاظك بخرائط عن مناطق جبلية لم ترها ولن تراها ؟
قال لهما : الجواب ستعرفانه في حينه.
ويلتحق بالجامعة في الإسكندرية، ورغم أن تعاطي السياسة في الجامعة في تلك المرحلة بالذات يشكل خطرا على صاحبه، إلا أنه استطاع أن يحظى بتقدير زملائه مصريين وعرباً وفلسطينيين وكذلك كل الأساتذة.
وكثيراً ما كان يردد سنقضي من عمرنا أربع سنوات، لا أرى طائلاً من ورائها لأنها مضيعة للوقت، ويردف قائلاً: ليت أننا نستطيع استثمارها في عمل عسكري باتجاه الوطن المحتل.
و على الرغم من ذلك فلم ييأس، بل استغلها في الحشد والتعبئة والتنظيم توطئة لاستقطاب عناصر ثورية لتنظيم " حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح" وهذا ما عرضه الى المساءلة من قبل إدارة الجامعة، واستدعي أكثر من مرة من قبل الأجهزة الأمنية، وكان رده: أنا لا أتآمر على أمن الدولة، بل أتداول مع الزملاء في قضية شعبي ووطني، الشيء الذي لم تجد الأجهزة الأمنية وإدارة الجامعة والكلية من حل سوى أن تراقبه عن كثب فقط، لأن طرده من الكلية سيضع الكلية في مأزق هي في غنى عنه.
ويتخرج شهيدنا ويراوده تفكيره: الى أين الآن ؟
شهيدنا لم يفكر طويلاً لأنه قرأ الثورة الجزائرية قراءة جيدة واستطاع أن يحظى بمحبة الكثيرين من مناضلي جبهة التحرير الوطني الجزائرية. وسجل وقفات تضامنية مع ثوار الجزائر سواء كانت في مرحلة الثانوية أو في مرحلة الدراسة الجامعية، ولما ترافق تخرجه في الكلية باستقلال الجزائر فقد وجد عاملاً مشجعاً ودوافع كثيرة تدفعه لأن يتوجه الى الجزائر. وهناك وجد المناخ الملائم للإبداع، وتفتقت ذهنيته عن برامج واعدة، وعن أفكار عظيمة على كل صعيد، سيما وأن هناك طلائع فلسطينية لم يجد صعوبة في استقطابها للتنظيم رغم ارتباط الكثيرين منهم وانخراطهم بتنظيم القوميين العرب والتحرريين،وحزب التحرير وغير ذلك.
ولهذه المرحلة من العمل السياسي والنضالي خصوصيتها وهمومها وأشكالها والشعور بالسعادة وراحة الضمير لأنها البداية الحقيقية والصحيحة بخلاف العمل عبر المراحل السابقة.
كان لا بد من التعبئة الوطنية وتصويب التفكير لدى الكثيرين من الأخوة الفلسطينيين والذين بدأوا يأتون الى الجزائر سواء للدراسة أو للعمل أو للبحث عن المناخ الملائم لانطلاقة الفكر الحبيس داخل النفوس.
ما يعنينا نحن كفلسطينيين يختلف كثيراً عما يعني الآخرين.
فنحن لنا خصوصيتنا وأوجه الشبه كبيرة بين قضيتنا وقضية الأخوة الجزائريين، ومن هنا كان حجم التعاطف كبيراً، ولنا حصتنا من القيادات التي كانت تمارس العمل السياسي والعسكري في الثورة الجزائرية، ولنا مساحة طيبة في نفوس الشعب الجزائري.
شكل ذلك زاداً وزخماً لقضيتنا الفلسطينية، ولشهيدنا دور بارز في ذلك فهو رحمه الله ممن أرسو ووضعوا حجر الأساس في المكان الصحيح. وفي الوقت المناسب. شهيدنا " أبو صبري " رحمه الله كان متميزاً في تفكيره الاستراتيجي وفي نظرته للجزائر كنقطة بداية للعمل على كل صعيد بما ينعكس على القضية بالإيجابيات كلها. ويحرص أن نطل كفلسطينيين على الأخوة الجزائريين بكل ما هو واعد ومتميز، وبدأت المادة الإعلامية عبر مجلة فلسطيننا تأخذ حيزاً في عالم الثوار والقراء الجزائريين والفلسطينيين والعرب، فهي ذات خطاب سياسي غير معهود سماعه ولغتها لا يمكن أن يمر عنها الإنسان دون أن نسأل كيف، ومتى، ومن أين نبدأ ؟
كان يأتي الرد من خلال جولاته رحمه الله عبر الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس الثانوية والتجمعات والندوات والمعارض والاحتفالات، وتنهال بعد ذلك عليه طلبات المتطوعين للقتال في سبيل فلسطين.
وظل متميزاً وطليعياً كعهدنا به .
لما كانت الجزائر تخوض معركة التعريب حرص رحمه الله بعد أن عهد إليه على رأس كوكبة من أبناء الفتح برئاسة أول لجنة تعليمية تضطلع بتوزيع الأخوة المدرسين على قلتهم آنذاك على معظم مدن الجزائر ليكونوا سفراء لفلسطين وشعبها، وأعطى هؤلاء الاخوة أمثلة راقية في عطائهم نتيجة متابعته لهم في أماكن عملهم، وحثهم على أن لا يبخلوا على هذا الشعب الذي لن يكون هناك من في مستوى عطائه للقضية، وتصدق نبوءته رحمه الله، ويعطينا الشعب الجزائري ما لا يمكن لنا أن نحصيه.
لئن كان هذا جزءاً من اهتمامه إلا أن الاهتمام الأكبر والأهم هو التدريب على السلاح، ويفتح الباب أمام هذا المجال مع نائب وزير الدفاع وكبار الضباط في وزارة الدفاع الجزائرية، وهذا طبعاً بالتنسيق مع الأخ/ القائد الشهيد أبو جهاد رحمه الله، وتُكلل المساعي بالنجاح وتأتي الموافقة، وفي صائفة 1964 وفي شهر آب ينطلق معسكر قصر النجاري كقاعدة أولى للعمل العسكري ويلتحق به أبناء فلسطين يقودهم الشهداء الثلاثة أبو علي أياد، وأبو صبري، وأبو جهاد، رحمهم الله.
وتنطبق الآية الكريمة على كوادر وقيادات هذه الدورة:
بسم الله الرحمن الرحيم
{ ومن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا }
صدق الله العظيم.
ويشرف الشهيد القائد بو مدين رحمه الله كوزير للدفاع على حفل التخريج ويقول: الآن أستطيع أن أقول أن فلسطين تسلمها وتسلم قضية شعبها أبناؤها الحقيقيون، الجزائر معكم بكل طاقاتها وإمكاناتها، واعتبروا أن الكليات العسكرية تحت تصرفكم.
ويبدأ التفكير منذ تلك اللحظة بمواصلة الدورات، ويلعب شهيدنا دوراً ناجحاً في الإعداد لأول دورة ضباط العاصفة في كلية شرشال العسكرية،لاولئك الرجال دور بارز ومتقدم فيما بعد في عمليات التدريب لأبناء القواعد والكلية العسكرية، ومنهم من هو منوط به اليوم عمل متقدم في السلطة الوطنية الفلسطينية، في أركان الأمن العام وفروعه.
ولم يكتف شهيدنا رحمه الله بذلك بل حرص أن يفتح آفاقاً مع سفارات الشعوب المناهضة للاستعمار والإمبريالية، والتي تقر بحقوقنا، ولا تعترف بالكيان الصهيوني على أرضنا، وفي مقدمة هذه الدول الصين الشعبية التي كان لشهيدنا دور بارز في التحاق أول دورة عسكرية بكلياتها وكان في أول قيادة عسكرية لقوات العاصفة التي انطلقت ليلة الفاتح من يناير 1965.
وقبل أن يغادر رحمه الله الجزائر حرص أن يطوف ويودع المسئولين الجزائريين من عسكريين وسياسيين. والتفت إلينا قائلاً اللقاء على أرض المعركة أيها الأحبة أبناء وطني _ عهداً أن يستمر نضالنا وكفاحنا حتى تحرير أرضنا.
أعود فأقول : أستميح شهيدنا عذراً عما أغفلت غير متعمد.
السلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت، ويوم تبعث حيّا.
والسلام عليكم.

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:17 PM

الشهيد أبو صبري
من ذاكرة المناضل عبد الفتاح حمايل
بدأت طريقي النضالي وتجربتي في عام 1968 والحديث عن تلك الفترة وخاصة في هذه المرحلة يثير الشجون في النفس ويعيد المرء الى تلك القيم النضالية السامية والإيجابية التي يشعر الإنسان أنه افتقدها في هذه الظروف.
بدأت مسيرتي وكان لي الشرف الكبير أن أتعرف عن قرب بالشهيد القائد أبو صبري الذي كنت أسمع عنه الكثير أثناء دراستي في الكلية العسكرية بالعراق فقد كان أبو صبري يشغل القائد العام لقوات العاصفة وعندما أنهيت دراستي انتقلت للنضال في الساحة الأردنية مع إخواني الفدائيين وبدأت تجربتي في القطاع الأوسط في الأردن وكانت الفرصة أن ألتقي بالأخ القائد / أبو صبري وأتعرف عليه عن قرب وأتعرف على ميزاته وسجاياه وطبيعته المتواضعة وحبه لأبناء شعبه.
أبو صبري كان يمثل القائد الصادق الصامت، والصامد ، كان يتميز بالجدية والمثابرة، ذلك الرجل ترك خلفه قيماً ومبادئ سامية جداً.
أذكر موقفين تركا في نفسي ونفس رفاقي وإخواني أعظم الأثر لتلك الشخصية الفذة التي يتمناها أي شعب كان، وخاصة شعبنا الفلسطيني حيث يجمع من شخصه الثقة للسير خلفه بكل ثقة وإيمان وثقة بالمستقبل.
وكانت هذه تشكل البداية لقفزة نوعية بالعمل المسلح ضد الأهداف الإسرائيلية توجه لنا الأخ القائد/ أبو صبري ليشكل مجموعة فدائية كبيرة قياساً لما كانت تشكل المجموعات حيث كان المطلوب 26 ( ستة وعشرون ) فدائياً لتنفيذ عملية ضخمة ضد أحد المعسكرات الإسرائيلية وهذا الهدف كان في منطقة تسمى تل النجار ولأول مرة كنا نقتحم معسكر بهذا الاتساع وكان المطلوب التنفيذ ليلاً ومن ثم رفع العلم الفلسطيني داخله.
لأول مرة يرافق العمليات الفدائية عدد من الصحفيين حيث رافقنا ثلاثة من مجلة دير شبيغل وكانوا مكلفين بالنزول معنا للهدف وتصوير المعركة تصويراً حياً، وكانت هذه المهمة مميزة فعلاً وقد أخذ التحضير لها ما يقارب الأسبوع وبعد الانتهاء من التجهيز والتخطيط لتلك العملية توجهنا للتنفيذ وكان يرافقنا الأخ/ الشهيد أبو صبري.
وصلنا الى نهر الأردن وبدأنا باجتياز النهر وفوجئنا بالشهيد يجتاز النهر معنا الى المنطقة الغربية وكان من المفروض أن يبقى على الضفة الشرقية ولكننا حرصاً على ذلك القائد الفذ الذي لا يعوض حاولنا أنا وقائد المجموعة وهو سوداني الأصل أن نثني أبو صبري عن النزول معنا إلا أنه أصر ولم نقدر على ثنيه رغم أننا أكدنا له نحن بحاجة له ونحن قادرون على تحقيق الهدف ومعنيون ببقائه بعيداً عن الخطر لأننا مدركون ما يترتب على تلك العملية ولكنه أبي وأصر على النزول الى غرب النهر.
توجهنا الى الهدف، وكان موقع الهدف يبعد عن النهر حوالي كيلومتر واحد وصلنا واقتحمنا المعسكر يرافقنا الصحفيون ودارت معركة عنيفة، ونفذنا العملية ورفعنا العلم الفلسطيني وعندما بدأنا الانسحاب العشوائي بعد أن بدأ القصف الإسرائيلي ينهال علينا من جبال القدس وكذلك نيران الإسناد الفلسطيني تقصف المعسكر وكذلك مدفعية الجيش الأردني توجه نيرانها باتجاه المعسكر، وتحت وابل من القصف بأنواعه فوجئنا بأحد الصحفيين الذين كانوا يرافقونا أصيب في فخذه، فحملناه، وكذلك لم نجد أبو صبري الذي ترك موقعه وتوجه عمقاً ليشارك في المعركة بنفسه، ذلك الموقف لا أنساه لذلك القائد الذي كان دائماً في مقدمة أبنائه وفدائييه وخاصة وهو في ذلك الموقع القيادي الأول الذي لا يعوض.
حادثة أخرى
في بداية 1969 عندما كلفت بالتوجه أنا ومجموعة لتنفيذ عملية في عمق الوطن في منطقة نابلس وكان ذلك آخر لقاء مع الشهيد/ أبو صبري قبل نزولنا بليلة واحدة، جلس معنا ليقدم لنا التوجيهات النهائية، كانت كلماته ومازالت في ذاكرتي عندما توجه لنا بالقول: إنكم الفدائيون أيها الإخوة، تتوجهون الى أرضكم ووطنكم وشعبكم، إنني أعرف كم ان شعبنا كريم، ومعطاء ولكن لا تنسوا كم هو معتز بكم بفدائييه ولكنكم أقوى منه مادياً لأنه محتل وأنتم تعلمون حاجته فأرجو أن لا تأخذوا منه شيء أو هدية وعليكم أن تدبروا كافة احتياجاتكم كاملة.
كانت وصيته غالية جداً تعبر عن حس القائد بمعاناة شعبه وجماهيره وكان همه أن يربي عناصره ومقاتليه على عزة النفس والتربية الثورية الحقه.
ذهبت وإخواني ونحن نحمل له أصدق مشاعر الاحترام والاعتذار وكم كنا نتوق للعودة له بعد التنفيذ لنغني التجربة من كلماته ومن شخصيته الفذة العظيمة. ولكن أسرت في عملية ثانية في بيت فوريك 7/9/1969 وفوجئت باستشهاد ذلك البطل عام 1971 الذي غاب عنا بجسده ولكنه لم يفارقنا بروحه ومبادئه ومازلنا نحمل أنا ومن عايش تلك المرحلة من إخواني الفدائيين أكبر اعتزاز بذلك القائد البطل الذي أعطى بلا حدود وسيبقى أبو صبري هو المنبر والمعلم لنا وللأجيال على مدى حياتنا وعلى تلك المبادئ نسير.


المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:18 PM

عودة الطائر الجريح
شعر : مى صايغ
تحملنى الفجأة .. حتى سعة الفجوة
تلقينى الدهشة عند شفير الجرف
ويصاحبنى وخز الأيام الحلوة
وتعذبنى .. الذكرى .. الطيف
هل عاد الطائر .. يا غزه
هل عاد الولد الضيف
* * *
يمتد الشاطئ فضياً
ينتظر الصيف
ياقمر الغور الأسمر
يا رأس السكر
تدرى ! أن النشرات البكماء مررن عليها
تدرى ! أن الوجع المشدود الى جرح الأشياء
امتد اليها
لكن الخوف
ما خطر الليلة عند الباب
فالسارح عن الحان النهر
يحب غناها
* * *
أمن الطارق غب البعد .. القرب
جداول حرقه
أمن الطارق عبر السجن اندلق المر
وجع البحر
وخز الجرح رحاب الزرقة
أمن الطارق ؟؟
يا للطارق ليل الصيف !!
* * *
أذنت بسمه
خلوداً من سكين الأمس
هنوها يا أهل الود
فالسارح عن ألحان النهر يحب غناها
هنوها يا أهل الود
والجارة تهمس للجارة
هل عاد الغائب للحارة ؟؟
بل عاد الولد الضيف ..
* * *
يد مينى صوتك يا وطن الجرح الراعف
يدمينى وقع السيف
* * *
حين انهد الأمل الباسق
وانحسر الضوء عن الكلمات اللا سعة النكهة
أوسعنى الرمق العاشق
حزناً صوفى اللوعة
* * *
من غير أسير يا وطنى
سيعاود ترتيب الأشياء
يا وطن الهم الزاخف
يا وطن الفقراء ، السجناء ،
المطرودين بلا أسماء ..
يا وطنى الطيب .. يا وطنى ..
فلأن الغنسان ان تتهرأ فى القضبان
فى القرن الحجرى العشرين
يولد فى الفجر النازف
مــــي صايغ
بيروت فى 21/7/1971

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:18 PM

لبنادق .. الحزينة
دمعة حزن ... وكلمة وفاء لشهيد النصيرات القائد ممدوح صيدم
وأطرقت البنادق كلها
ورصاصها دمدم ...
ورفرف طائر الاحزان
فوق رؤوسها حوم
وغامت أعين الابطال
ريع صوابها الملهم...
وطوفت الرؤى وتزاحمت
من حولها تلتم
فدائي .. لها غنى
لها أعطي ، لها أقسم
فدائي .. شراع النور
كم أهدى .. وكم علم
فدائي .. وتنهض في "النصيرات"
المنى تحلم
هنا درجت طفولته
هنا غنى، هنا تمتم
هنا زمجر في الساحات
كبر صوته حمحم
فدائي .. وينهض
من عروق الجرح رجع للصدى أعظم
خطا ، فتلتفت قمم
ورحب ، شوقها ، واهتم
"وحتى النصر" قال لها..
"وحتى النصر" لن أهزم
وآمن باندلاع النار
وطد عزمه صمم
فدائي .. وتدري تعرف الاغوار
كل دروبها تعلم
فكم قد زارها ليلاً
فاشعل ليلها الاظلم
وكم من مرة قد عاد
يحمل جرحه والدم
لها للقرية الخضراء
أنشد باسمها رنم
لأجل غد يمد الخير
فوق ترابها الاكرم
تقدم قالها، ومضى
على الاشواك، ماسلم
وأمعن في مسالكها،
فلا يأسى، ولايندم
وفي صمت يغيب الوجه
يغرق في شجى المأتم
فدائي .. لقد قدم
أروع مافتى قدم
لقد أعطى ابتسام العمر
أعطى الفارس المعلم
فدائي .. مع الشهداء
واكب ركبهم وانضم


المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:19 PM

يا موطن الأحرار هل لك من بقاء
في صباح يوم السبت الموافق 24/7/1971 وفي إحدى المستشفيات المطلة على بردى الشام فاجأ القدر المحتوم علماً بارزاً من أعلام العروبة فقيد آل صيدم وفقيد الأمة العربية، إبن فلسطين البار ممدوح صبري صيدم { أبوصبري }، وهو في العقد الرابع من عمره، وقد مات ممدوح وذكره خالد لا يموت، مات ممدوح عرياناً وهو الذي كسى البطولة والمجد حلة دونها الحرير والديباج، ومما قاله الفقيد وهو في الرمق الأخير قبيل وفاته { أليس حرام أن أموت على هذا الفراش أيها الرفاق }، وعندما صعدت روحه الطاهرة الى جوار ربها الكريم وما كادت أمواج الأثير تنقل نبأ وفاته حتى تلاطمت أمواج العزاء وتألفت في الكون أنات البكاء ولبست دمشق الشام أسودّ الحلل حداداً على الفقيد لما كان يتمتع به من حب وتقدير بين كل من عرفوه وقد شيع جثمانه على أنغام الموسيقى والأناشيد الوطنية تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون، فتحرك الوجد الكامن في صدر الشاعر أبو محمود إسماعيل صيدم فرثاه في القصيدة التالية:
يا موطن الأحرار هل لك من بقـــــــــــــــــــــــاء أنت الذي بالأمس أبدعت اللقــــــــــــــــــاء
نجم هوى في الشرق من بعد المــــــــــــــــــــاء فتألقت في الكون أنات البكـــــــــــــــــــــــــاء
وبأرض بردى أضرمت نار العــــــــــــــــ‎ـــــــــــزاء لما دهانا الخطب في رمز الفــــــــــــــــــــداء
قلت يا ذا الخطب ويحك ما تشــــــــــــــــــــــــاء فاض بردى الشام فانهار البنـــــــــــــــــــــــــــاء
أخفق الناعي بصوت كدت لم أسمع نـــــــداء وروى لي عن فقيد لم يكن يعبأ بـــــــــــــــداء
إنه ممدوح صبري إبن صيدم ذو الوفـــــــــــاء طيب الله ثراه بعد أن أعيا الــــــــــــــــــــــدواء
كم رفيق قد توارى خلفه عند اللقــــــــــــــــــاء وهو يروي حين سار مات لله البقــــــــــــــــاء
فاض شعري سار يسري في الفضـــــــــــــــــــــاء فيك يا ممدوح قد طاب الرثــــــــــــــــــــــــاء
يا شهيداً هزه هول القضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء انعمي يا روح في هذا اللقـــــــــــــــــــــــــــاء
يا ابن صيدم يا أبا صبري الأمــــــــــــــــــــــــين أنت من بيت المكارم والعطــــــــــــــــــــــــاء
قد رضعت الصبر والعقل الرزيــــــــــــــــــــــــــن فلتة الدهر ونبراس الحيــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
سرت في ركب الحماة الخالــــــــــــــــــديـــن زفك التاريخ حناك الدمـــــــــــــــــــــــــــــــــاء
وغرست الشوق من حين لحــــــــــــــــــــــــــين في قلوب العابدين الأتقيــــــــــــــــــــــــــــــاء
قد دهانا الخطب واشتد الحنــــــــــــــــــــــين اختارك اللهم ا نعم بالـــــــــــــــــــــــــــــــجزاء
اسقنا اللهم صبر المؤمنــــــــــــــــــــــــــــــــــــين صبر أيوب سليل الأنبيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
يا ربى بيسان كم غنى الشهيـــــــــــــــــــــــــــد طاب رشاشي بهاتيك الربـــــــــــــــــــــــــــــــاء
كم سرى ليلاً وأياماً تزيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــد وإذا مانام التحف السمــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
برفاق بينهم كان الرشيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــد لم يذق طعماً لنوم أو هنــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
ضارعاً لله والبيت العتيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد أن يرى النصر وأعياد الـــــــــــــــــــــــــــــجلاء
عفوك اللهم عظّم أجرنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا إنك الباقي وتعطي من تشـــــــــــــــــــــــــــــاء
أعطنا إنا تعاظم خطبنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا المآسي فينا صبحاً ومســــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
لم نذق طعماً للذات الهنــــــــــــــــــــــــــــــاء هل لهذا الظلم رباه انتهــــــــــــــــــــــــــــــــاء
هذه الدنيا ظلاماً بعدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــا كنت يا ممدوح فيها كالضيـــــــــــــــــــــــــــاء
ارتقيت المجد أعلى سلمــــــــــــــــــــــــــــــاً لم تلن يوماً لصد الاعتـــــــــــــــــــــــــــــــــداء
الجبال الشم والمفرق ومـــــــــــــــــــــــــــــــا دار في عمان يذروه الهـــــــــــــــــــــــــــــــواء
نم في ضريحك ولسوف مـــــــــــــــــــــــــــــا تشعل النار ليجزى من أســــــــــــــــــــــــــــــاء


المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:19 PM

حفل تأبين الشهيدين أبو علي اياد وأبو صبري
أحيت جماهير شعبنا اليوم في ال27 من شهر تموز يوليو الحالي الذكرى الخامسة والعشرين لاستشهاد القائدين أبو علي اياد وأبو صبري صيدم في قاعة الشيخ محمد عواد بغزة، وشارك في الحفل الرئيس عرفات وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية ومجلس الوزراء وأعضاء من المجلس التشريعي والوطني وجماهير غفيرة من المواطنين.
كلمة السيد الرئيس ياسر عرفات
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به.
يا إخواني ونحن نحتفل اليوم ونحن ننحني إجلالاً واحتراماً وتقديساً لهؤلاء الشهداء الأبرار الذين سقطوا على درب فلسطين على درب القدس الشريف، شاء من شاء وأبى من أبى. القدس عاصمة دولة فلسطين نعم القدس الشريف عاصمة دولة فلسطين شاء من شاء وأبى من أبى (واللي مش عاجبه يشرب من بحر غزة)، أقولها ليس باسمي وليس باسم هؤلاء الأخوة وليس باسم إخوتنا العرب من المحيط الى الخليج وليس باسم أمتنا الإسلامية وليس باسم العالم المسيحي فقط ولكن أقولها كذلك باسم هؤلاء الشهداء الأبرار الذين سقطوا على الطريق الى القدس نعم على الطريق الى القدس يا أبا صبري ويا أبا علي اياد نعم من الشهداء الذين سقطوا من أحمد موسى الى آخر شهيد سقط على درب الشهادة... يحيى عياش.
عندما انطلقنا ولا زلت أذكر تلك المواقف الأصيلة التي لولاها لما استمرت الثورة تلك المواقف الأصيلة التي وقفها الأخوان الشهيدان أبو صبري وأبو علي اياد مع إخوانهم الشهداء وأقول هذا باعتزاز فحركتكم حركة فتح نحن لا نقول تقدموا بل قدمنا شعارنا فاتبعونا لذلك فنحن نتبع هؤلاء الشهداء الأبرار نتبعهم نتبعهم الى القدس لأننا قلنا دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف ( واللي مش عاجبه يشرب من البحر الميت )، هذا ليس نداء فلسطينياً فقط إنما كان النداء حتى في آخر اجتماع جمع العرب ولأول مرة بعد ست سنوات على أرض الكنانة في القاهرة قاهرة المعز وكان هذا النداء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
دربنا ليس بسهل إطلاقاً ونعرف ذلك ولكن استبشروا فاجتماع القاهرة لم يكن لقاء عادياً ومرة أخرى فإنه يعيد اللحمة ويعيد التضامن لأمتنا العربية بعد أزمة الخليج.
أقول لأخي السفير المغربي أن يبلغ جلالة الملك الحسن الثاني أننا نريد اجتماعاً عاجلاً للجنة القدس وللجنة الرئاسية للمؤتمر الإسلامي أو لكليهما معاً كما يريد وكما يرغب حتى نجيب لماذا يحاولون تزوير الحقائق وهذا القرار الأخير الخطير الذي صدر في المحكمة الإسرائيلية بالسماح بالصلاة في باحة الحرم الشريف أقول لهم لا، هذه أولى القبلتين... أولى القبلتين... أولى القبلتين.
نعم أصغوا إنه لا بقرار محكمة عليا ولا كبرى ولا متوسطة لا بل القرار إلهي { سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله..} فهذه إرادة الله العلي القدير.
إخواني: هناك محاولات كثيرة الآن يعملون نفس المشكلة التي حصلت في الحرم الإبراهيمي الشريف واليوم اجتمعت لجنة القدس بخصوص هذا القرار لنرى ماذا نفعل بخصوص هذا القرار لنرى ماذا نفعل أمام هذا الحدث الخطير الذي يحاول تحويل الحرم الشريف والمسجد القدسي المبارك الى منطقة للصلاة لليهود.
نحن لسنا ضد اليهود ولكن الاعتداء على مساجدنا والاعتداء على مقدساتنا لن نسمح به وإن كنا نحن الفلسطينيين قد سمحنا به فلن يسمح به العرب ولا المسلمون ولا المسيحيون ولذلك أقول نحن مع السلام العادل والشامل الدائم على جميع المسارات العربية المسار اللبناني، الفلسطيني والسوري ولن يكون سلاماً عادلاً وشاملاً الا إذا كان على جميع المسارات العربية.
وأرى أن الالتزام بالاتفاقات يجب أن يكون من الطرفين وليس من طرف واحد إطلاقاً.
إن القدس عاصمة دولة فلسطين وهي جزء من الأراضي التي احتلت عام 1967 وينطبق عليها القراران 242، 338 اللذان هما أساس وأرضية لمؤتمر مدريد للسلام، الأرض مقابل السلام، وليس الأمن مقابل السلام..
إخواني أخواتي..
أعود وأشدد على ضرورة التزام الطرفين بالاتفاقات، فلا أحد يستطيع أن يغطي قرص الشمس بأصابع يديه فالقدس عاصمة دولة فلسطين وأقول لاخوتي الشهداء كل شيء رخيص في سبيل القدس والعهد هو العهد والقسم هو القسم وسنستمر حتى القدس حتى القدس حتى القدس.


المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:20 PM

كلمة الاخت ام صبري
سيادة الأخ/ رئيس دولة فلسطين /أبو عمار.
الأخوة سفراء وممثلي السلك الدبلوماسي.
الأخوة أعضاء اللجنة التنفيذية وأعضاء السلطة الوطنية الفلسطينية.
الأخوات الأخوة الحضور.
قادة وكوادر الثورة والسلطة الوطنية الفلسطينية.
الحضور الكرام.
ما أجمل الذكرى وما أجمل أن تعود بالإنسان الذاكرة الى ملفات التاريخ فيخرج على محطات النضال، وتنقله أحاسيسه الى ذكريات البطولة، والفداء، فيختلج فؤاده.!
فكيف لا يختلج فؤاد الإنسان عندما يذكر أبو صبري، ويزداد فخراً كلما حطت به ذاكرته عند محطة البداية الصعبة، التي عاشها أبو صبري قبل انطلاقة الثورة ، وما تبعها.
تلك الثورة التي مثلت الطوفان الشعبي الفلسطيني الزاحف نحو فلسطين بآماله الكبار، وتضحياته العظيمة، وكانت لهباً ينطلق من بنادق الثوار الأشاوس ليضيء الدرب ويشيد الصرح الفتحاوي الأصيل، ذا المبادئ والقيم، والأخلاق، في أصعب الظروف وأكثرها حلكة.
ويزداد الإنسان فخراً كلما حطت به ذاكرته عند عند رفاق أبو صبري ممن سبقوه أو خلفوه...
فما أجمل أن نجتمع اليوم لنعود جميعاً الى حياة ذاك الفارس أبو صبري في أرض أحلامه وموقع بطولاته فلسطين لنزفه في عرس شهادته، فحياته كانت للوطن وشموخه كان للوطن، واستشهاده كان للوطن أيضاً.
فبقي دائماً حياً في وجدان الأوفياء، وقلوب الشجعان حياً بآماله وآلامه ونضالاته، حياً بأخلاقه وشجاعته وإخلاصه.
اليوم نخلد أبو صبري، وأبا علي اياد في عرش الشهادة كما خلدناهم وذكرناهم دائماً في السنوات الخمس والعشرون السابقة ليقاسمها، في ذلك العرش، نبلاء الشهادة وأمراء الحرية، من أمير الشهداء أبو جهاد الى خالد البشرطي وعبد الفتاح حمود وأبا اياد وأبو الهول وخالد الحسن والكمالين وماجد أبو شرار وأبو الوليد وأبا المنذر والسفطاوي وفارس الشهداء يحيى عياش وأبو العبد العكلوك وفتحي البلعاوي، الى كل الشهداء.
إن فتح فخرت بما قدمت، وفتح ستفخر دائماً بعبق الشهادة لمن نالها من أبنائها، فصاحبة الرصاصة الأولى، وصانعة المجد، جعلت من دماء شهدائها ساحة فخر، وعنوان شموخ تناقلته الأجيال حيث جسدت من يناير 1965 الى صراع البقاء، والمضي من بناء القواعد والركائز لعاصفة فتح، الى النهوض والارتقاء بالثورة الى مستوى الطموحات والتضحيات، وصولاً لمحطة السلام واليوم نقف جميعاً على جزء محرر من الأرض وبأعين أبو صبري التي كانت ترنو الى القدس عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة...
إن من عايش الحرب والمعارك من دبين، وجرش، وإربد وعجلون، وتلة النجار، الى دمشق ولبنان، وبيت فوريك، والصافي، والكرامة، وعانق الشهادة من أجل حياة كريمة لشعبه ومن أجل فلسطين، العزة والشموخ ومن أجل سلام عادل يعود الى دولة القانون والحرية والعدالة الاجتماعية ليعزز تواصل الماضي بالحاضر.
أيتها الأخوات أيها الأخوة:
اليوم ونحن نطوي جميعاً الصفحات في خضم عملنا السياسي ونتطلع الى الوراء مؤكدين اعتزازنا بدماء شهدائنا قاطعين العهد كل العهد على أنفسنا أن نبقى أوفياء للوطن في ظل مسيرة شهدائه، وبقيادة الأخ/ القائد أبو عمار رئيس دولة فلسطين، رغم كل المحاولات والمماطلة من قبل الطرف الثاني لتعطيل مسيرة السلام وإجهاض العملية بوضع كافة العراقيل كي تبقى أيدي شعبنا مكبلة، وتبقى القدس رهينة للجشع الإسرائيلي...
إن استمرارية سياسة المراوغة وكسب الوقت التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية على حساب الالتزام بتنفيذ القرارات وسياسة التكامل بالقضايا الثانوية على حساب القضايا الأساسية التي تحدد العلاقات المستقبلية مثل المستوطنات، والدولة الفلسطينية، والقدس، ومشكلة اللاجئين، والإفراج عن المعتقلين، واستمرارية التطاول على المقدسات الإسلامية والمسيحية وتدنيسها، ليشكل انتهاكاً لعملية السلام برمته.
أيتها الأخوات أيها الأخوة:
إن من يحمل الأمانة ويذكر بطولات شهدائه لهو الأقدر على تحطيم تلك المحاولات وتعزيز الجهود وسخط كل المساعي اليائسة التي تستهدف تهميش إرادة شعبنا.
إن وصية أبو صبري تتجدد اليوم لنبقى متراصين مترادفين تجمعنا إرادة الاستمرار والإيمان بحقنا في العيش بسلام قائم على العدل لتصبح الذكرى حافزاً على الاستمرار.
إن قدسية الذكرى تعزيزاً للتاريخ وإحقاقاً للحق
سلام عليك يا أبا صبري...
سلام عليك يا أبا علي...
سلام عليكما حيث أنتم أحياء في ضمير الصادقين، خالدين خلود الأوفياء والوطن، شامخين، شموخ الوطن.
المجد لكم ولكل الشهداء
التحية لكل أسرانا ومعتقلينا.


المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:20 PM

حفل تأبين الشهيدين أبو علي اياد وأبو صبري
أحيت جماهير شعبنا اليوم في ال27 من شهر تموز يوليو الحالي الذكرى الخامسة والعشرين لاستشهاد القائدين أبو علي اياد وأبو صبري صيدم في قاعة الشيخ محمد عواد بغزة، وشارك في الحفل الرئيس عرفات وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية ومجلس الوزراء وأعضاء من المجلس التشريعي والوطني وجماهير غفيرة من المواطنين.
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة السيد الرئيس ياسر عرفات
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به.
يا إخواني ونحن نحتفل اليوم ونحن ننحني إجلالاً واحتراماً وتقديساً لهؤلاء الشهداء الأبرار الذين سقطوا على درب فلسطين على درب القدس الشريف، شاء من شاء وأبى من أبى. القدس عاصمة دولة فلسطين نعم القدس الشريف عاصمة دولة فلسطين شاء من شاء وأبى من أبى (واللي مش عاجبه يشرب من بحر غزة)، أقولها ليس باسمي وليس باسم هؤلاء الأخوة وليس باسم إخوتنا العرب من المحيط الى الخليج وليس باسم أمتنا الإسلامية وليس باسم العالم المسيحي فقط ولكن أقولها كذلك باسم هؤلاء الشهداء الأبرار الذين سقطوا على الطريق الى القدس نعم على الطريق الى القدس يا أبا صبري ويا أبا علي اياد نعم من الشهداء الذين سقطوا من أحمد موسى الى آخر شهيد سقط على درب الشهادة... يحيى عياش.
عندما انطلقنا ولا زلت أذكر تلك المواقف الأصيلة التي لولاها لما استمرت الثورة تلك المواقف الأصيلة التي وقفها الأخوان الشهيدان أبو صبري وأبو علي اياد مع إخوانهم الشهداء وأقول هذا باعتزاز فحركتكم حركة فتح نحن لا نقول تقدموا بل قدمنا شعارنا فاتبعونا لذلك فنحن نتبع هؤلاء الشهداء الأبرار نتبعهم نتبعهم الى القدس لأننا قلنا دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف ( واللي مش عاجبه يشرب من البحر الميت )، هذا ليس نداء فلسطينياً فقط إنما كان النداء حتى في آخر اجتماع جمع العرب ولأول مرة بعد ست سنوات على أرض الكنانة في القاهرة قاهرة المعز وكان هذا النداء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
دربنا ليس بسهل إطلاقاً ونعرف ذلك ولكن استبشروا فاجتماع القاهرة لم يكن لقاء عادياً ومرة أخرى فإنه يعيد اللحمة ويعيد التضامن لأمتنا العربية بعد أزمة الخليج.
أقول لأخي السفير المغربي أن يبلغ جلالة الملك الحسن الثاني أننا نريد اجتماعاً عاجلاً للجنة القدس وللجنة الرئاسية للمؤتمر الإسلامي أو لكليهما معاً كما يريد وكما يرغب حتى نجيب لماذا يحاولون تزوير الحقائق وهذا القرار الأخير الخطير الذي صدر في المحكمة الإسرائيلية بالسماح بالصلاة في باحة الحرم الشريف أقول لهم لا، هذه أولى القبلتين... أولى القبلتين... أولى القبلتين.
نعم أصغوا إنه لا بقرار محكمة عليا ولا كبرى ولا متوسطة لا بل القرار إلهي { سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله..} فهذه إرادة الله العلي القدير.

إخواني: هناك محاولات كثيرة الآن يعملون نفس المشكلة التي حصلت في الحرم الإبراهيمي الشريف واليوم اجتمعت لجنة القدس بخصوص هذا القرار لنرى ماذا نفعل بخصوص هذا القرار لنرى ماذا نفعل أمام هذا الحدث الخطير الذي يحاول تحويل الحرم الشريف والمسجد القدسي المبارك الى منطقة للصلاة لليهود.
نحن لسنا ضد اليهود ولكن الاعتداء على مساجدنا والاعتداء على مقدساتنا لن نسمح به وإن كنا نحن الفلسطينيين قد سمحنا به فلن يسمح به العرب ولا المسلمون ولا المسيحيون ولذلك أقول نحن مع السلام العادل والشامل الدائم على جميع المسارات العربية المسار اللبناني، الفلسطيني والسوري ولن يكون سلاماً عادلاً وشاملاً الا إذا كان على جميع المسارات العربية.
وأرى أن الالتزام بالاتفاقات يجب أن يكون من الطرفين وليس من طرف واحد إطلاقاً.
إن القدس عاصمة دولة فلسطين وهي جزء من الأراضي التي احتلت عام 1967 وينطبق عليها القراران 242، 338 اللذان هما أساس وأرضية لمؤتمر مدريد للسلام، الأرض مقابل السلام، وليس الأمن مقابل السلام..
إخواني أخواتي..
أعود وأشدد على ضرورة التزام الطرفين بالاتفاقات، فلا أحد يستطيع أن يغطي قرص الشمس بأصابع يديه فالقدس عاصمة دولة فلسطين وأقول لاخوتي الشهداء كل شيء رخيص في سبيل القدس والعهد هو العهد والقسم هو القسم وسنستمر حتى القدس حتى القدس حتى القدس.


المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:21 PM

كلمة الأخ/ د. زكريا الأغا.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
بسم الله الرحمن الرحيم
( ومن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا). صدق الله العظيم .
على أرض الوطن، وفي غزة البطولة والنصر، نلتقي اليوم في هذه الذكرى العظيمة الخالدة في حاضرة أرواح الشهداء العظام وليد أحمد نمر، أبو علي اياد، وممدوح صبري صيدم، أبو صبري، نجدد عهد الوطن، وقسم المناضلين، على هدى شموس تسطع في سماء فلسطين تخلد ذاكرة الوطن، وتنير دروب المستقبل، على طريق فلسطين حرة عربية، ربع قرن على الذكرى الخالدة للرموز الخالدة، في روحنا، وصفحات التاريخ الناصعة، غزلتها نضالات وعذابات القادة الأبطال بعزيمة واقتدار، وعنونت الإرادة بالروح الفلسطينية الخلاقة الجسور، من أجل الأهداف النبيلة، عبر أنبل ظاهرة وطنية وإنسانية، عربية وعالمية في هذا العصر، مثلتها وعبرت عنها الثورة الفلسطينية المجيدة، ولقد شكل شهداؤنا الأبطال الرموز أبو علي اياد وأبو صبري، علامة فارقة وضاءة في هذا التاريخ ونسيج هذه الظاهرة من أجل الحرية والسلام في وطن الحرية والسلام.
وفي ذكرى الشهداء العظام تتألق القافلة، قافلة الشهداء الأبرار، التي نزفت من خاصرة فتح والثورة الفلسطينية، خاصرة الوطن، تنسج بدمائها الزكية جسر العودة، الذي جمعنا اليوم قادة وقوات وجماهير على أرض فلسطين، فلسطين الحرية، والدولة الفلسطينية المستقلة القادمة لا محالة، وعاصمتها القدس الأبدية القدس الشريف. وفي هذه المناسبة تحضرنا أرواح الشهداء العظام وفي مقدمتهم أمير القافلة المباركة أبو جهاد ورفاقه أبو اياد، أبو الهول، أبو السعيد، ابوالمنذر، عبد الفتاح حمود، كمال عدوان، أبو يوسف النجار، وأبو الوليد، وماجد أبو شرار، وغسان كنفاني، وكل شهداء فلسطين شهداء الثورة شهداء العهد والقسم وشموس الهدى والنصر المحقق إن شاء الله.
الأخ / الرئيس....
الأخوات والأخوة....
تجتاز مسيرتنا وقضيتنا الوطنية في هذا الوقت واحدة من أكثر المراحل صعوبة وحساسية أمام المتغيرات والتحولات الأخيرة التي ألقت بظلالها على العملية السياسية ومسيرة شعبنا لنيل حقوقه الوطنية وإننا... إذ نؤكد أن طريق السلام هو خيار استراتيجي فلسطيني على طريق تحقيق حقوقنا الوطنية الثابتة والمشروعة فإننا نؤكد على ضرورة التزام إسرائيل بالمقابل بنهج السلام وفق المرجعية والأسس التي انطلقت على أساسها مسيرة السلام في مدريد وفي مقدمتها الأرض مقابل السلام وقرارات مجلس الأمن 242، 338، والالتزام بتنفيذ الاتفاقيات التي وقعتها الحكومة الإسرائيلية مع م. ت. ف. لضمان استمرار ونجاح عملية السلام وإعادة دوران عجلتها، ومن هنا فإننا ندعو الحكومة الإسرائيلية للإيفاء بالتزاماتها والبدء في تطبيق الاتفاقات المبرمة مع الجانب الفلسطيني بإعادة الانتشار في مدينة الخليل وفتح الممر الآمن وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية وغيرها من المسائل المعلقة من الاتفاق المرحلي والشروع في استئناف مفاوضات الحل النهائي حول القضايا الأساسية، القدس والاستيطان والحدود واللاجئين والكف فوراً عن إقامة المستوطنات ورفع الحصار عن مدينة القدس من أجل وضع وضع مسيرة السلام في طريقها الصحيح وفتح مرحلة جديدة أمام شعوب المنطقة وإسدال الستار على قرن من الصراع والحروب والويلات.
إن السلام لا يمكن أن يتحقق بالغطرسة والعربدة وفرض سياسة الأمر الواقع والتخفي وراء ذرائع الأمن الزائفة وإنما يتحقق فقط باحترام حقوق الشعوب واحترام الشرعية الدولية.
وفي هذا المجال فإن دوراً كبيراً يقع في القمة الموسعة في القاهرة في أواخر الشهر الماضي ولأول مرة من سنوات عديدة استشعاراً بالخطر الذي يهدد الأمة العربية وحقوقها وعملية السلام وما اتخذته من قرارات وإن كانت لا تلبي كل طموحاتنا إلا أنها تمثل تحولاً هاماً في الموقف العربي يجب علينا العمل على استمراريته وتطويره ليأخذ دوره الفاعل في معادلة السلام في هذه المنطقة، ونرى من واجبنا أن نؤكد للأخوة العرب ومع تقديرنا الكامل لمواقفهم الداعمة للشعب الفلسطيني، أن سياسة التطبيع مع إسرائيل يجب أن ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمدى تقدم عملية السلام وبمدى استجابة الجانب الإسرائيلي لمتطلبات هذه العملية ويجب أن تشعر حكومة إسرائيل وبشكل عملي أن الموقف العربي في هذا الشأن موقف واضح وجاد وبهذه المناسبة فإننا نثمن غالياً الموقف القومي المصري رئيساً وحكومة وشعباً الذي يقف بصلابة داعماً للموقف الفلسطيني والعربي ومتصدياً لكل أشكال الصلف والغرور الإسرائيلي.
الأخوات... والأخوة....
إن العامل الذاتي الفلسطيني هو من أهم جوانب هذه المعادلة، وبدون وحدة حقيقية تجمع كل قوى الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج لا يمكن أن نستطيع الصمود والنجاح في هذه المعركة السياسية التي نخوضها وليس هناك أي مبرر لأي تردد أو نكوص في هذا الموضوع. قد تكون هناك خلافات فيما بيننا بخصوص المرحلة الانتقالية ولكننا جميعاً متفقون حول الحل النهائي الذي نسعى إليه جميعاً وهو الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأرض الفلسطينية وحق تقرير المصير وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق اللاجئين في العودة.
هذه الأهداف التي نخوض على أساسها مفاوضات المرحلة النهائية لا خلاف عليها ومن هنا وإنني أدعو كل القوى الفلسطينية مؤيدة ومعارضة الى الالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وذراعها السلطة الوطنية الفلسطينية وأن تقف خلف المفاوض الفلسطيني في معركته الشرسة مع الطرف الإسرائيلي لنستطيع أن نحقق لشعبنا ما يتطلع إليه من آمال وأهداف.
إن موقفاً فلسطينياً موحداً هو الأساس لموقف عربي قوي وداعم لنا وهو الأساس أيضاً لموقف دولي داعم لنا وهو الذي سيجبر الطرف الإسرائيلي على إعادة النظر في موقفه المتصلب من عملية السلام.

الأخوات... والأخوة...
في ذكرى الشهداء العظام، تتعاظم الإرادة الوطنية الخلاقة، وتستلهم النفوس صبرها وصمودها، من أجل ما استشهد العظام في سبيله... وطن مقدس وحرية أغلى من كل ثمن وكرامة نطقت دوماً مع كلمة أبو اياد الشهيرة ( نموت واقفين ولن نركع ). ومع نبضات أبو صبري، واندفاع المناضلين الى الوفاء.
وفي ذكرى الشهداء، يتجدد العهد والقسم للوطن، للشعب، للشهداء والأسرى أن تستمر الفتح والثورة الفلسطينية على طريق الحرية والكرامة، طريق الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

العهد هو العهد والقسم هو القسم
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
وإنها لثورة حتى النصر


المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:21 PM

وفي قلقيلية، احيت جماهير شعبنا المناسبة، في احتفال جماهيري حاشد يوم 26 / 7 / 1996م ، اكد خلاله شعبنا الفلسطيني، عهده للشهيدين ابو صبري وابو علي اياد وجميع شهداء الطريق الى النصر الفلسطيني الاكيد.
كلمة الأخ الرئيس القائد العام
ألقاها الأخ صخر حبش / أبو نزار

بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي ..اخواني ..
يسعدني ويشرفني أن أنقل لكم تحيات الأخ الرئيس القائد العام { أبو عمار } الذي كان يتطلع بشوق أن يكون معكم وبينكم ليشارككم شخصياً لحظات التعبير عن الوفاء لدماء الشهداء الأبرار ، لحظات انبعاث المجد الذي صنعوه بأجسادهم الطاهرة ليكونوا جسر العبور الى الوطن .
وأنا اذ أتحدث اليكم باسمه ، أتحدث عن الشهداء والى الشهداء من هنا ، من أرض قلقيلية الصمود ، قلقيلية التحدي ، قلقيلية المواجهة ، قلقيلية الأمل القادر أن يكون اليد الواثقة الممدودة من أجل السلام العادل والشامل والدائم ، والقادرة في نفس الوقت على حمل السلاح والاراده للدفاع عن الوطن وعن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني .
من على هذه الأرض الطاهرة الزكية المحررة ، انطلق مارد من أبناء شعبنا ليسجل على صفحات التاريخ بأحرف من نور ونار مشوار الثوار ، مشوار الأحرار ، انطلق القائد الرمز (وليد أحمد النصر الحسن ) ( أبو علي ياد ) حاملاً على كاهله ضمير بلده الحبيبه قلقيلية ، ووطنه الخالد فلسطين ، وامته المجيدة العربية ، مسلحاً بكل جوارحه . كان مندفعاً كالبركان ، شامخاً بكل عنفوان ، صانعاً للرجال والبطولة ، باعثاً سحر الوطن في شرايين الطفولة ، حرث وبذر وحصد الجنى وما تراجع يوماً أو انحنى ، ونقش شعاره الخالد على قرص الشمس {نموت واقفين ولن نركع }
ومن قلقيلية الى عاقر ، حيث ولد القائد الرمز ممدوح صبري صيدم ( أبو صبري )، امتد شعاع الفتح النابع من أعماق الجرح ليصول ويجول في قطاع غزة، وفي النصيرات حيث اكسير العودة المترسخ في أوصال الشباب ، ينبعث محطماً أعمدة الخيام وتتشابك الأيدي الباحثة عن بصيص أمل النور في قلب يأس الظلام . كانت أيدي أبو صبري تشد بثقة واخلاص على يد القائد الرمز خليل الوزير (أبو جهاد)
وبدأ المشوار على الأرض يطرز دروب الحرية وكانت يد أبو صبري تتلاحم مع يد أبو عمار وخطواتهما تتناغمان في عزف سيمفونية الأرض ، من جنين الى طولكرم الى قلقيلية ، الى نابلس ورام الله والخليل وتستقر في القدس . هناك حيث مسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ومهد المسيح عليه السلام . هناك كان العهد والقسم ، هناك كان الاصرار والاستمرار ، ومن بيت فوريك حيث كان الثبات مفتاح الكرامة ، انطلق شهيدنا أبو صبري يردد :
تغــــــــــــــض البطولــــــــــة ان نمد جســـــــــــومنا جســــــــــراً نقـــــــل لرفاقنـــــا أن يعبـــــــروا
لقد صدق عهده وقضى نحبه مع رفيق العمر والسلاح أبو علي اياد منذ ربع قرن من الزمان.
منذ خمسة وعشرين عاماً كتب فيها الرصاص صفحات مجد وخلود ، وتألقت البنود والحجارة في انتفاضة جبارة . وها نحن وقد وصلنا الى أرض الوطن ، وبدأت أقدامنا ترسم مع أقدام أهلنا على الأرض الحرة ، مشاوير استكمال النصر ، يشدنا الحاضر والمستقبل الى الذكريات الراسخة التي لا تزال تشكل في داخلنا الدافع والموجه نحو الأمل الكبير .
نتذكر رموز ثورتنا العملاقة الذين كانوا جسر عبورنا الى الوطن ، الذين رسموا المشوار قبل خمسة وعشرين عاماً ويزيد . ونتذكر شهيد حركتنا الأول الشهيد المناضل أحمد موسى . ونتذكر شهيد اللجنة المركزية الأول الشهيد عبد الفتاح محمود الذي فتح بيده باب الكرامة ومعركتها الخالدة .
وتجيئ الذكرى الخامسة والعشرين للشهيدين أبو صبري وأبو علي اياد اللذين فتحا بدمائهما باب معركة الصمود والثبات في الممر الموحش انتظاراً لصحوة الامة تحت شعار خالد { نموت واقفين ولن نركع } ونتذكر الشهداء ، أبو يوسف النجار ،وكمال عدوان ،وكمال ناصر الذين فتحوا بدمائهم بوابة العمق القومي العربي الذي يجسد فرض حرب ومضاء .
ونتذكر الشهيد ماجد أبو شرار الذي فتح بدمه باب معركة الصمود والبطولة في بيروت .
ونتذكر الشهيد سعد صايل الذي فتح بدمه بوابة القرار الوطني الفلسطيني المستقل .
ونتذكر الشهيد أبو جهاد الذي فتح مع الانتفاضة باب فلسطين على مصراعيه ، فكان أول الرصاص وأول الحجارة .
ونتذكر الشهيد أبو اياد ، أبو الهول ، أبو محمد ، الذين فتحوا بيدهم بوابة هجوم السلام الفلسطيني الذي فرض فلسطين على الخارطة الدولية بشكل راسخ .
ونتذكر الشهيد أبو المنذر الذي فتح بدمه بوابة تجسيد السلطة الوطنية الفلسطينية على أرض الوطن
ونتذكر الشهيد أبو السعيد الذي يبقى رغم غيابه متوهج الحضور فينا يفتح بوابة الأمل بوابة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المباركة .
ومع هذه الدماء الزكية من قادة فتح الذين يشكلون نصاباً قانونياً في الجنة نتذكر الدماء الزكية للقادة الرمز بين فصائل ثورتنا الفلسطينية في منظمة التحرير ومن فصائل الثورة العربية . قدم القادة الشهداء الرموز غسان كنفاني ، كمال جنبلاط ، ومعروف سعد وخالد نزال ، وعبد الرحيم أحمد وطلعت يعقوب وغيرهم الكثير .
ان الذكرى الخامسة والعشرين لاستشهاد القائدين أبو صبري أبو علي اياد تفرض علينا مهمة تخليد ذكراهما وذكرى كل الشهداء ، ليس فقط القادة الرموز ، والأعمدة المعنوية الضخمة التي عليها يرتقي الى السماء صرح البنيان الفلسطيني الراسخ ، لكن علينا أن نخلد معهم وجنباً الى جنب ذلك السبيل الزاخر من الشهداء المقاتلين الذين خاضوا معارك الشرف والبطولة ورسموا بدمائهم خارطة فلسطين الحرة في قلب الشمس لتنطبع أسماءهم وصورهم وتتألق على هامات الشوارع والمدارس والساحات والأندية والمؤسسات وحتى تتألق شوارع قلقيلية الى جانب اسم أبو علي اياد .
ان هجوم السلام الفلسطيني الذي أقره المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1988 ، واعلان الاستقلال المنبثقة عنه يؤكد مصداقية التطلع نحو السلام العادل والشامل والدائم .
ان كل محاولات فرض سلام الأمن ، سلام الخوف هي محاولات مرفوضة ، فتحت دعاة سلام الطمأنينة ، سلام الثقة بالمستقبل سلام الشجعان الذي يؤكد التمسك بعملية السلام والاتفاقيات المبرمة بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة اسرائيل ،ويرفض محاولة اعادة الامور الى الوراء . وفتح ملفات تم الاتفاق عليها وينبغي الالتزام بتنفيذها ، وعدم اضاعة الوقت في بحث قضايا تم حسمها .
ان هذا الالتزام يشكل المدخل الصحيح والسريع لاستئناف عملية مفاوضات الحل النهائي لتحقيق الأهداف الوطنية الثابتة وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المباركة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية .
اننا اذ ندين كل عمل ارهابي يستهدف تعطيل مسيرة السلام من أي طريق كان فاننا نرفض بشدة كل الاجراءات التعسفية في مدينة القدس والعدوان على المقدسات الاسلامية والمسيحية فيها ، كما ندين ونرفض عملية مصادرة الأراضي ، وبناء الطرق الالتفافية ، والتوسع في عملية الاستيطان ، وعدم الافراج عن الأسرى والمعتقلين باعتبارها اجراءات باطلة وغير شرعية وعقبة في طريق السلام .
ان شعبنا عندما يتصدى بكل الوسائل المتاحة ، وبرص صفوف الجماهير لحماية أرض الوطن من التهويد ، انما يصون ذلك درب السلام الذي هو ضرورة حتمية ليس فقط لشعبنا الفلسطيني وانما للمطقة بأسرها .
تحية لأبطالنا وبطلاتنا الصامدين في سجون الاحتلال والذين تشكل قضيتهم جرماً نافراً يهدد عملية السلام .
تحية لأبطال الانتفاضة وللجرحى والمعاقين الذين يحملون أوسمة الشرف والفخار .
تحية لشهدائنا الأبرار لهم المجد والخلود ..
وعهدنا لهم هو العهد
وقسمنا هو القسم ... وانها لمسيرة خالدة ... وانها لثورة حتى النصر .


المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:22 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
مهرجان قلقيلية
كلمة الأخ عباس زكي

"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه . فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " . صدق الله العظبم

ايتها الأخوات والأخوة ..ايها المناضلون .. يا أهل قلقيلية البطولة والصمود ، الضيوف الأعزاء ... يا أحباء ابو علي إياد ، وابو صبري في وطننا فلسطين وفي الشتات ... هذا يوم عظيم ... نستذكر فيه نماذج بشرية فذة من قادة الأمة ... ونكرم فيه رموزاً فذة ، تخلدت في وجداننا بمزاياها النبيلة ... انه يوم عظيم في احتشادنا هنا في قلقيلية التي تمثل متراساً في مواجهة الأطماع الصهيونية في فلسطين فباسم اللجنة المركزية اشارككم هذا المهرجان المكرس لإحياء الذكرى الخامسة والعشرين للشهيدين وليد نمر الحسن / ابو علي اياد ... وممدوح صبري صيدم أبو صبري .. وباسمها اقدم التحية للشهداء والسائرين على طريق التضحية وفاءً للقسم والوطن .........
أيتها الأخوات ..... أيها الأخوة .
لو كان أبو علي اياد او ابو صبري فارسان من فرسان امتنا او من القادة العظام في شعبنا الفلسطيني لأكتفيت بما استمعت اليه في خطاب الأخ الرئيس ابو عمار الذي استمعنا اليه من اخي صخر حبش " أبو نزار " ولكنهما يمثلان منظومة القيم ، ويتمتعان بخصاص ومزايا قيادية نادرة من الصعب ان تتكرر .. انهما بمثابة ينبوع يتدفق من التضحية والشموخ والكبرياء يصعب اختزالهما في خطاب او كتاب وليستحيل حصر الحديث عنهما في مهرجان او في زمن محدد ، من هنا اجدني مضطراً لتغطية بعض الجوانب من تاريخهما المرصع باوسمة الغار والفخار فابو علي اياد الذي غادرنا وهو في ريعان الشباب خمسة وثلاثون ربيعاً كان كل عام منها . يحتل جيلاً في تقدم الحالة الفلسطينيه ، فمن مدرسة السعديه الفلسطينيه الى بعقوبة / العراقيه الى السعوديه وصولاً الى الجزائر امتشق سلاح العلوم العسكريه ليعود الى فلسطين ومحيطها شامخاً واثقاً من صواب النهج والمسيرة منتفضاً علىالواقع الفاسد منتصباً، يصعب زحزحته عن قناعاته ثابتا في مواقفه ثبات جبل احد هذا ابو علي اياد رحل الفضيلة والمتسامي مع المباديء ليجسد القائد في التميز والالتزام والانتماء وليس القائد في الامتياز والمكاسب على حساب القاعدة والزملاء ، كان اخر من يأكل واخر من ينام واول من يستيقظ ، كان يمثل حالة قيمة بعيداً عن المكاسب او أي شكل من من الحياة الخاصة على حساب المعركة التي نخوضها .. كان ثورة في رجل وكان مدرسة في مجتمع .. كان القائد الذي يتقدم الصفوف يؤمن بدفع الغرامة دون التفكير بالغنائم .. كان من طراز القادة شديدي المراس وواضحي القوة خاصة ضد الانحراف في المسلك او النهج السياسي .. كان يؤمن بتدافع الاجيال فركز على الاطفال فتحولوا اشبالاً والطفلات لتصبح زهرات هذا الوطن. كان يتقي الله في القول والعمل ، لا تأخذه في الحق لومة لائم. عرف بنضاله وشجاعته ومجموع عملياته الفدائيه فكان الحاضر دوماً رغم الغياب هكذا انتخب عضواً لمركزية فتح وهو يقبع في مستشفى المواساه في دمشق .. لم يكن له بيت محدد فقواعد الثورة بيته المفضل ، ولم يكن له قبر محدد ففي أي تجمع لمقابر الشهداء تجده في مقدمتها .. انه من الطهر والشرف والانسجام مع الواجب والمهمة .. والتكيف مع متطلبات الوطن ورسالة الثورة اشبه بعلي بن ابي طالب كرم الله وجهه " لا سيف الا ذو الفقار ولافتى الا علي " . فكان المعلم والفارس بعكازه يزرع الطمأنينة والثقة في صفوف الفدائيين اكثر من أي سلاح متطور .. فرحم الله ابو علي اياد القائد الاسطورة هذا القائد المنحدر من عائلة مناضلة انه ابن ابو عقاب الذي عرف بعصاميته والتزامه الوطني . انه لم يترحل الا حبا في الارض التي قاتل من اجلها وحنينا للتراب الذي اراد احتضانه .. انه لم يمت بل بقى حيا بأعماله يحتل منا الادمغة والافئدة هذا هو ابو علي اياد الذي يشكل محيطا ثوريا يصعب الغوص فيه او انتقاصه مهما تعدد اليوبيل .. ورغم تكرار المناسبات فلن نغطي بعض الجوانب المشرقة وهذا حق له في اعناقنا .
اما ابو صبري فهو من نفس الطراز انه بلدوزر متقدم فما ان توقف ابو علي اياد عن نزول الدوريات الى ارض الوطن بفعل اصابته الخطيرة التي فرضت عليه الاقامة في المستشفى حتى اضاف الشهيد الكبير ابو صبري عبئاً جديداً على كاهله القيام بمهمة الاثنين معاً ، فكان القائد الذي لا يعرف الهدوء ، والشجاع الذي لا يعرف الخوف واحد ابرز اعضاء القيادة العامة لقوات العاصفة كان من الذين ردوا الاعتبار لشرف الانتماء والجندية العربيه عندما عبر برفقة اخيه القائد ابو عمار الى فلسطين بعد هزيمة حزيران عام 1967 وبعد ان خاض عملية بيت فوريك ونظم كل اشكال الحماية وامدها بالسلاح واطال صمودنا في معركة الكرامة حيث كان يصرخ رحمه الله على ابواب الكرامه في المقاتلين يقول هكذا كان الشعب الفيتنامي لا ينحني امام القصف الامريكي " فلم تكتحل عينا ابو صبري بالواد الا حبا في العلم الفلسطيني الذي يبدأ باللون الاسود . ولم يغادرنا ابو صبري الا بخصائصه ومزاياه نموذجاً يحتذى في شحن عزيمة المطارد والتحفز الدائم من اجل اغلى واقدس قضيه في عالمنا الراهن فلروحك الطاهرة ياابا صبري الجنة ولنهجك التجذر حتى النصر .

ايتها الاخوات .. ايها الاخوة .
هذا يوم عظيم انادي فيه على الاخوين ابو علي اياد وابو صبري لاقول لهما اطمئنوا يا رفاق الدرب والمسيرة ايها القادة الافذاذ في امتنا .. نحن اليوم في جزء من فلسطين وهذه من البشائر بحق شعبنا في العودة وان كانت مقننه وصعبة وبطيئة واصبح على ارض فلسطين الكثير من زملائكم واخوانكم وتلاميذكم يتحملون جزءاً من المسؤوليات داخل الوطن .. وتتوالى المحاولات لحصر السواد الذي فرضته الغزوات الصهيونية لارض فلسطين والذي قررتم بانطلاقة فتح ان ينقشع عن سمائنا العربي .
ازف لكم بشرى من ارض قلقيليه فاليوم وبعد انقطاع طويل يقوم الاخ الرئيس ابو عمار وابو اللطف بزيارة دمشق عرينك يا ابو علي اياد لاجراء محادثات مع الرئيس حافظ الاسد واطمئنك يا ابو صبري ان الاخ ابو عمار سيعود الى حلمك في غزة الثورة وقد تحررت ... اقوى لكم ان العرب قادمون فنحن في مرحلة الصحوة العربيه وكأن الناصرية تعود من جديد . وكأن مؤتمر قمة القاهرة الاخيره يبشر بمسيرة عربيه قادمة تأخذ بعين الاعتبار حراس بوابة العرب الشرقية العراق الذي جراحه غزوا دوليا ويعيش حصار خانق فالتحركات على الصعيد العربي والدولي توحي باحياء الامال .. وتعكس بُعد الايام الخالدة في تاريخ العرب توحي بعودة التوازن واستحضار كل مؤيدات القوة للانتصار في المعركة القادمة . خاصة وان الحظر قد تعاظم بغزو اسرائيل للفضاء واطلاقها الاقمار الصناعيه المتنوعة وامتلاكها السلاح النووي الذي لا يخضع لسيطرة الحد من الاسلحة وفوز اليمين المتطرف في اسرائيل هو رسالة وانذار واضح لسوريا ومصر وكل دول المنطقة تحتاج الى اعادة دراسة وتقييم دقيق ومسؤول للاوضاع والقدرات العربيه قبل فوات الاوان .
فعودة الصهيونيه وتجديدها في اسرائيل يعني عدم الانسحاب للجيش الاسرائيلي من الضفة الغربيه والقطاع وتجاوز المسار الفلسطيني يعني اطلاق يد قطعان المستوطنين في مصادرة المزيد من الارض ، كما حدث في قريوت في الشمال والسموع ويطا في الجنوب ، بمصادرة آلاف الدنومات بهدف استمرار التوسع في الاستيطان الذي سبق وارتبط بضمانات القروض .. يعني تهويد القدس والجزء الاكبر من الخليل .. يعني الحاقنا اقتصادياً لعجلة اقتصاد العدو واتباعنا لاسرائيل دون حقوق سياسية .
من هنا نعلن اننا قبلنا بالسلام الذي فرضته المعادلة الدوليه رغم انفنا قبلنا به ليكون بالتدريج سلاماً للطرفين الفلسطيني والاسسرائيلي .. سلاماً يضع حدا للاستيطان " فالسلام والاستيطان خطان متوازيان لا يلتقيان " ليضع حدا للظلم والاضطهاد الذي لحق بشعب فلسطين وتثبيته على الخارطة السياسيه والجغرافيه في الشرق الاوسط .
سلام يؤكد على حق اللاجئين والنازحين في العودة واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .. والافراج عن الاسرى والمعتقلين يحقق الاستقلال والسيادة الوطنيه .
من هنا فالاوضاع في غاية التعقيد وكي لا نخرج عن هيبة هذه المناسبة اقول العهد للشهداء ان نستمر مهما مهما تبدلت الظروف في تجسيد طموحات شعبنا في تحقيق اهدافه الكبيرة وهذا لا يتأتى الا بالحفاظ على ما هو خير وقيم في مجتمعنا الذي يصارع ابشع احتلال .. وتحقيق سيادة القانون وملء الفراغ وسد الثغرات لضمان الامن والامان والطمئنينه والسلام لشعبنا الذي افتقد هذه العناصر من الاحتلال البغيض وها نحن نسعى في المركزيه الى عودة الروح وتصليب البناء وضبط الهياكل التنظيمية بما يتلاءم مع الواقع الجديد وفي مثل هذه المناسبة فخير تكريم لشهدينا ان نكرس جهدنا من اجل بناء فتح الذي بقوتها نضمن بناء المجتمع والوطن لانها تحمل اكبر ارث وطني في شرقنا الاوسط.
اقول لكم ايها الشهداء الاكرمين منا بلغوا تحيات اخوانكم في المركزيه من دار الدنيا الى احبائكم الذين يشكلون نصابا قانونيا في دار الاخرة كل التحيه الى عبد الفتاح حمود ( ابو صلاح ) اول شهداء المركزيه .
الى ابو يوسف النجار وكمال عدوان وماجد ابو شرار واللواء سعد صايل واول الرصاص واول الحجارة ابو جهاد والى القائد البارز صلاح خلف ( ابو اياد ) ورجل الامن والتنظيم ابو الهول والى صبحي ابو كرش ( ابو المنذر ) والى رجل الفكر ابو السعيد ( خالد الحسن ) وهنيئاً لكم وقد غادرتم ولا زلتم في حالة اتصال دائم مع وجدان هذا الشعب لانكم الضمير والحافز لانكم الشموع التي تضيىء الطريق لانكم الرموز التي تستحق التقليد والاقتداء بها لدوام تدافع الاجيال وتدفق صفوف الناس للالتحاق بالنضال بالبناء بالتنظيمي بكل مقومات الصمود وتوفير ضمانات النصر .
لارواحكم الطاهرة التي هي معنا ترفرف فوق رؤوسنا الآن المجد لمسيرتكم العظيمه ان تبقى نبراساً للاجيال القادمة .
ولكم علينا الوفاء للعهد والقسم .
والى اللقاء مع اجسادكم قريباً لتدفن في ثرى الوطن .


المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 12:23 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الاخ ابو ايمن ( بحي موسى )
قال تعالى فى كتابة الحكيم .
" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله علية ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا " صدق الله العظيم .
أخى أبا نزار ممثل الأخ الرئيس وعضواللجنة المركزية فتح
أخى عباس زكى عضواللجنة المركزية لحركة فتح
أخوتى المحافظين
اخوتى اعضاء المجلس الثورى
اخوتى اعضاء المجلس التشريعى
اخوتى قادة الأجهزة والدوائر والموسسات
اخوتى الضيوف
ايتها الأخوات أيها الأخوة
مرحبا بكم فى بلدكم فىمدينتكم فى محافظتكم بين اهلكم فى هذه المدينة الباسلة الصامدة المرابطة البطلة التى قدمت الكثير من ابنائها شهداء من اجل الوطن وعلى رأسهم الشهيد البطل ابو علي اياد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومن قادتها الاوائل الأفذاذ الذى نعتبرة شهيد الشعب الفلسطينى كله الشهيد محمد حسنين ، والشهيد منذر نزال و وائل الحاج حسن ابوسليم وكثير من الشهداء
ولى شرف كبير ان اكون بينكم فى هذا الحفل الكريم لأنقل لكم تحيات الأخ الرئيس ياسر عرفات القائد العام للثورة الفلسطينة ورئيس السلطة الفلسطينة وتحيات اخوتة من اعضاء اللجنة المركزية لحركتنا الرائدة وكل تحيات قادة الثورة والسلطة الوطنية الفلسطينة ويشرفنا جميعا ان نحتفل ونجتمع فى هذه الذكرى المجيدة بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاما على استشهاد الأخوين عضوا اللجنة المركزية لحركة فتح ومن قادتها العسكرين الابطال
1- الشهيد البطل وليد أحمد نمر "ابو علي "
2- الشهيد البطل ممدوح صبرى صيدام "ابو صبرى"
من قادتنا الأوائل من الشهداء الابرار الذين خاضا المعارك دفاعا عن الثورة وعن عروبة فلسطين وعن كرامة وشرف وعز الامة العربية والاسلامية
هذان الشهيدان وكل اخوانهم القادة الذين سبقوهم والذين التحقوا بركبهم وشكلوا نصاباً فى الجنة باضافة لكل الضباط والكوادر والاعضاء والذين ضحوا باغلى ما عندهم من اجل عودتنا من اجل تحقيق اهدافنا من اجل تحقيق الحلم الفلسطينى باستقلال واقامة دولتنا وعاصمتها القدس العربية
نحتفل الأن فى مدينة قلقيلية التى قدمت الشهيد تلو الشهيد ومئات الجرحى والمعتقلين حيث لايوجد بيت او عائلة فى هذة المحافظة الا وقدم التضحيات عبر نصف قرن اويزيد لتقول للعالم اجمع ان لا سلام ولا أمن ولا استقرار فى هذة المنطقة وفى العالم الا اذا نال شعبنا حقوقه المشروعة واسترد ارضة السليبة وان هذا الشعب البطل الذى ناضل وصبر وضحى وتحمل كل الشدائد والصعوبات وقدم هذه التضحيات فى الثورة والانتفاضة الباسلة التى استمرت لمدة سبع سنوات ، لقادر من جديد على خوض النضال ومواجهة التحدى والصمود فى وجة اعداء السلام والذين يحاولوا ان يعيدوا عقارب الساعة للوراء فالأمن لنا ولهم والسلام لنا ولهم والارض مقابل السلام ولابد لى أن اشكر اخوتى المسؤولين فى الاجهزة وقوات الامن العام على كل الجهود الخيرة التى بذلوها من اجل توفير الأمن والاستقرار لابناء هذة المحافظة
واتمنى عليهم ان نبذل قصارى الجهود من اجل حرية وكرامة المواطن وأن نسهر جميعا على توفير أمنه واستقراره وباسلوب حضارى بصدور مفتوحة وقلوب عامرة بالمحبة والاخاء
ومكاتبنا مفتوحة لكل الاخوة المواطنين لنتعاون جميعا ونعمل يداً بيد لرفع شأن هذه المحافظة الفتية سياسيا واجتماعيا وثقافيا وحضاريا واقتصاديا وعلى كل المستويات حتى نحقق العدالة والديمقراطية ونقيم دولتنا ونحقق اهدافنا
فبوحدتنا الوطنية وبارادتنا القوية وايماننا الذى لايتزعزع نستطيع معا ان نحقق النصر
جميعا وسويا لتحقيق اهدافنا جميعا وسويا لرفع شان محافظتنا الفتية ومعا وسويا حتى يرتفع العلم الفلسطينى فوق اسوار القدس الشريف ونصلى جميعا فى المسجد الاقصى باذن الله

المجد والخلود لشهدائنا الابرار ابا علي اياد ابا صبري وكل الشهداء
والسلام عليكم ورحمتة الله وبركاته

shreeata 26 - 7 - 2011 12:52 PM

اخي كرمبو
رائع ماادرجته لنا اليوم عن هذا القائد الفذ
سلمت وباقة من الورد
لك
تحيات لك

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 02:18 PM

اولايحق لنا ان نفتخر بهذا القائد العملاق


الساعة الآن 08:43 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى