![]() |
كم لك من السنين؟
قال رجل لهشام بن عمرو القوطي: كم تَعُدّ؟ قال: من واحد إلى ألف ألف وأكثر. قال: لم أُرِدْ هذا. قال: فما أردتَ؟ قال: كم تَعُدُّ من السِّنّ؟ قال: اثنتين وثلاثين سِنَّة، ستة عشر من أعلى وستة عشر من أسفل. قال: لم أُرِد هذا. قال: فما أردت؟ قال: كم لك من السنين؟ قال: مالي منها شيء، كلها لله عزّ وجلّ. قال: فما سِنُّك؟ قال: عَظْم. قال: فابن كم أنت؟ قال: ابن اثنين، أبٍ وأم. قال: فكم أتى عليك؟ قال: لو أتى عليّ شيءٌ لقتلني. قال: فكيف أقول؟ قال: قل كم مضى من عمرك؟ من كتاب "أخبار الظراف والمتماجنين" لابن الجوزي. |
كــن مـع الله
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال لي: يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله تعالى لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله تعالى عليك، وقال: احفظ الله تجده أمامك، تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً. |
كيـف تركـت النــاس؟
وفد وافد على عمر بن عبد العزيز. فقال له: كيف تركت الناس؟ قال: تركت غنيـَّهم موفوراً، وفقيرهم مجبوراً، وعاتيهم مقهوراً، ومظلومهم منصوراً. فقال عمر: لو لم تتم واحدة من هذه إلا بعضو من أعضائي، لكان ذلك عندي مرضياً. |
لا أُحسـن ذلــك
أضاف بعضهم رجلاً كسولاً فلما أتى باللحم قال للضيف: قطع اللحم حتى أوقد النار. فقال الضيف: لا أُحسن ذلك. فقال له: فنق هذا الأرز إلى أن أشتغل أنا بأمر اللحم على النار. فقال الضيف: لا أُحسن ذلك. فلما استوى الطعام قال له: مد الخوان. فقال الضيف: لا أُحسن هذا. فقال له: قم فكل. فقال الضيف: ـ والله لقد استحييت من كثرة خلافي لك. وتقدم فأكل. |
لا أرضـاها لــك
خطب رجلٌ إلى ابن عبّاس يتيمةً يربّيها عنده، فقال ابن عباس: لا أرضاها لك. قال: ولـِمَ، وفي حـِجْرِك نَشـَأَتْ؟ قال: لأنها تتطلـّع إلى الرجال وتنظر. قال الرجل: لا أرى في ذلك عيبًا. فقال ابن عباس: الآن لا أرضاك لها. من كتاب "عيون الأخبار" لابن قتيبة. |
لا أعــرف وجوههــم
سأل الخليفة أبو جعفر المنصور رجلاً من الخوار. فقال: ـ أخبرني أيّ جنودي كان أشدّ إقداماً في محاربتك؟ فقال: ما أعرف وجوههم. ولكن أعرف أقفاءهم. فقل لهم يديروا لي ظهورهم أعرّفك بهم. من كتاب "شرح لامية العجم" للصفدي. |
لا تعُـد إلينـا
مرض عمر بن عبد العزيز، فدخل عليه رجل يعوده في مرضه. فسأله عن عِلـَّته. فلما أخبره قال: مِن هذه العلة مات فلان، ومات فلان. فقال له عمر: إذا عُدْتَ المرضى فلا تنْع إليهم الموتى، وإذا خرجتَ عنا فلا تعُدْ إلينا. |
لا تقتدوا بصاحب عيال
مرّ سفيان الثوري بشيخ من الكوفيين كان كاتباً، فقال له سفيان: يا شيخ، وَلِيَ فلانٌ فكتبتَ له ثم عُزِلَ، وولي فلان فكتبت له ثم عزل، وولي فلان فكتبت له. وأنت يوم القيامة أسوأهم حالاً. فقال الشيخ: فكيف أصنع يا أبا عبد الله بعيالي! فقال سفيان لمن معه: اسمعوا هذا! يقول إنه إذا عصى الله رزق عياله، وإذا أطاع الله ضيّع عياله! لا تقتدوا بصاحب عيال، فما كان عُذْرُ من عوقب إلا أنه قال عيالي! من كتاب "حلية الأولياء" لأبي نعيم الأصبهاني. |
لا تَقْرَبْنـي يا خائـن
استودع رجلٌ أحد التجار مالاً ثم خرج إلى مكة للحج. فلما رجع طلبه فَجَحَدَه. فأتى إياس بن معاوية القاضي فأخبره. فقال له إياس: كم تركتَ عنده؟ قال: خمسمائة دينار. قال إياس: أأخبرته أنك ستشكوه إليّ؟ قال: لا. قال: فانصرِفْ واكتُم أمرَك ثم عُدْ إليّ بعد يومين. ثم دعا إياسٌ التاجر، فقال له: قد حضر مال كثير أريد أن أستودعك إيّاه. أَفَحَصِينٌ منزلُك؟ قال: نعم. قال: فأعدّ موضعا للمال وقوماً يحملونه، وسيكون لك ثلاثة آلاف دينار مقابلَ حفظك إيّاه عاما أو بعض عام. ثم عاد الرجل الأول بعد يومين إلى إياس، فقال له القاضي: انطلق الآن إلى صاحبك فاطلب المال، فإن أعطاك فذاك، وإن جَحَدَك فقل له إني أخبر القاضي. فأتى الرجلُ التاجرَ فقال: أعطني مالي وإلا أتيتُ القاضي وأخبرتُه ما جرى. فدفع إليه ماله. فرجع الرجل إلى إياس فقال: قد أعطاني المال. ثم جاء التاجر ومعه رجال ليحملوا وديعة القاضي، فلما سأل عنها صاح بن إياس: لا تقربْني يا خائن! من كتاب "محاضرات الأدباء" للراغب الأصبهاني. |
لا شـيء يعـدل العافيــة
دخل ابن السماك يوماً، على أمير المؤمنين هارون الرشيد، فوافق أن وجده يرفع الماء إلى فمه ليشرب فقال: ناشدتك الله يا أمير المؤمنين أن تنتظر به قليلاً. فلما وضع الماء قال له: أستحلفك بالله تعالى، لو أنك مـُنعت هذه الشربة من الماء، فبكم كنت تشتريها؟ قال: بنصف ملكي، قال: اشرب هنأك الله، فلما شرب قال: أستحلفك بالله تعالى، لو أنك منعت خروجها من جوفك بعد هذا، فبكم كنت تشتريها؟ قال: بملكي كله. فقال: يا أمير المؤمنين إن ملكا تربو عليه شربة ماء، وتفضله بولة واحدة، لخليق ألا يـُنافس فيه، فبكى هارون الرشيد، حتى ابتلت لحيته. فقال الفضل بن الربيع، أحد وزرائه، مهلاً يا ابن السماك، فأمير المؤمنين أحق من رجا العاقبة عند الله بعدله في ملكه، فقال ابن السماك، يا أمير المؤمينن، إن هذا ليس معك في قبرك غداً، فانظر لنفسك، فأنت بها أخبر، وعليها أبصر، وأما أنت يا فضل، فمن حق الأمير عليك، أن تكون يوم القيامة من حسناته، لا من سيئاته، فذلك أكفأ ما تؤدي به حقه عليك. لا شيء أجل من العافية، ولا يدوم ملك إلا بالعدل، ولا ينفع نفساً إلا ما قدمت، يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً، ويوم لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم. |
الساعة الآن 04:11 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |