منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   كتاب العبر في خبر من غبر / الإمام محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=2192)

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 10:19 PM

سنة تسع وتسعين وخمس مائة تمكن العادل من الممالك
وأبعد الملك المنصور علي بن العزيز بن صلاح الدين وأسكنه بمدينة الرها‏.‏
وفيها رمي بالنجوم‏.‏
ورخ ذلك العز النسابة وسبط ابن الجوزي وغير واحد‏.‏
فأنبأني محفوظ بن البزوري في تاريخه‏.‏
قال‏:‏ في سلخ المحرم ماجت النجوم وتطايرت كتطاير الجراد ودام ذلك إلى الفجر وانزعج الخلق وضجوا بالدعاء ولم يعهد ذلك إلا عند ظهور نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفيها توفي أبو علي بن أشنانة الحسن بن إبراهيم بن منصور الفرغاني ثم البغدادي الصوفي‏.‏
روى عن ابن الحصين وغيره‏.‏
وتوفي في صفر‏.‏
وأبو محمد بن عليان عبد الله بن محمد بن عبد القاهر الحربي‏.‏
روى عن ابن الحصين وجماعة‏.‏
تغير من السوداء في آخر عمره مديدة‏.‏
وأبو القاسم بن موقا عبد الرحمن بن مكي بن حمزة الأنصاري المالكي التاجر مسند الإسكندرية وآخر من حدث عن أبي عبد الله الرازي‏.‏
توفي في ربيع الآخر وله أربع وتسعون سنة ومتع بحواسه‏.‏
وابن نجية الإمام أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نجا زين الدين الأنصاري الدمشقي الحنبلي الواعظ نزيل مصر‏.‏
ولد سنة ثمان وخمس مائة وسمع من علي بن أحمد بن قيس المالكي ورحل وحمل جامع الترمذي عن عبد الصبور الهروي‏.‏
وكان من رؤساء العلماء له وجاهة ودنيا واسعة وهمة عالية‏.‏
ترسل عن نور الدين إلى الديوان‏.‏
وكان يجري له وللشهاب الطوسي العجائب من أجل العقيدة‏.‏
توفي في رمضان عن إحدى وتسعين سنة‏.‏
وكان سبط الشيخ ابي الفرج الشيرازي‏.‏
وعلي بن حمزة أبو الحسن البغدادي الكاتب حاجب باب النوبي‏.‏
حدث بمصر عن ابن الحصين وتوفي في شعبان‏.‏
وغياث الدين الغوري سلطان غزنة أبو الفتح محمد بن سام بن حسين‏.‏
ملك جليل عادل محبب إلى رعيته كثير المعروف والصدقات تفرد بالممالك بعده أخوه السلطان شهاب الدين‏.‏
وابن الشهرزوري قاضي القضاة ضياء الدين أبو الفضائل القاسم بن يحيى بن أخي قاضي الشام كمال الدين‏.‏
ولي قضاء الشام بعد عمه قليلًا ثم لما تملك العادل سار إلى بغداد فولي بها القضاء والمدارس والأوقاف وارتفع شأنه عند الناصر لدين الله إلى الغاية ثم إنه خاف الدوائر فاستعفي وتوجه إلى الموصل ثم قدم حماة فولي قضاءها‏.‏
فعيب ذلك عليه‏.‏
وكان جوادًا ممدحًا له شعر جيد ورواية عن السلفي‏.‏
توفي بحماة في رجب عن خمس وستين سنة‏.‏
والزاهد أبو عبد الله القرشي محمد بن أحمد بن إبراهيم الأندلسي الصوفي أحد العارفين وأصحاب الكرامات والأحوال‏.‏
نزل بيت المقدس وبه توفي عن خمس وخمسين سنة وقبره وأبو بكر بن أبي جمرة محمد بن أحمد بن عبد الملك الأموي مولاهم المرسي المالكي القاضي‏.‏
أحد أئمة المذهب‏.‏
عرض المدونة على والده وله منه إجازة كما لأبيه إجازة أبي عمرو الداني‏.‏
وأجاز له أبو بحر بن العاص والكبار وأفتى ستين سنة وولي قضاء مرسية وشاطبة دفعات وصنف التصانيف وكان أسند من بقي بالأندلس‏.‏
توفي في المحرم‏.‏
والغزنوي الفقيه بهاء الدين أبو الفضل محمد بن يوسف الحنفي المقرئ‏.‏
روي عن قاضي المرستان وطائفة‏.‏
قرأ القراءات على سبط الخياط‏.‏
قرأ عليه بطرق المنهج السخاوي وأبو عمرو بن الحاجب‏.‏
ودرس المذهب‏.‏
توفي بالقاهرة في ربيع الأول‏.‏
وابن المعطوش مسند العراق أبو طاهر المبارك بن المبارك ابن هبة الله الحريمي العطار‏.‏
ولد سنة سبع وخمس مائة وسمع من أبي علي بن المهدي وأبي الغنائم بن المهتدي بالله وبه ختم حديثهما‏.‏
وسمع المسند كما رواه‏.‏
توفي في عاشر جمادى الأولى‏.‏
والبرهان الحنفي العلاء أبو الموفق مسعود بن شجاع الأموي الدمشقي مدرس النورية والخاتونية وقاضي العسكر‏.‏
كان صدرًا معظمًا مفتيًا رأسًا في المذهب‏.‏
ارتحل إلى بخارى وتفقه هناك وعمر دهرًا‏.‏
توفي في جمادى الآخرة وله تسعون إلا سنة‏.‏
وكان لا يغسل له فرجية بل يهبها ويلبس جديدة‏.‏
وابن الطفيل أبو يعقوب يوسف بن هبة الله بن محمود الدمشقي الصوفي‏.‏
شيخ صالح له عناية بالرواية‏.‏
رحل إلى بغداد وسمع من أبي الفضل الأرموي وابن ناصر وطبقتهما‏.‏
وأسمع ابنه عبد الرحيم من السلفي‏.‏
سنة ست مائة فيها أخذ صاحب الموصل تلعفر من ابن عمه قطب الدين صاحب سنجار‏.‏
فاستنجد القطب بجاره الملك الأشرف موسى وهو بخراسان‏.‏
فسار معه وعمل مصافًا مع صاحب الموصل نور الدين‏.‏
فكسره الأشرف وأسر جماعة من أمرائه ثم اصطلحا في آخر العام‏.‏
وتزوج الأشرف بأخت صاحب الموصل وهي الجهة الأتابكية صاحبة التربة والمدرسة بالجبل‏.‏
وفيها أخذت الفرنج فوة واستباحوها‏.‏
دخلوا من فم رشيد في النيل‏.‏
فلا حول ولاقوة إلا بالله‏.‏
وهي بليدة حسنة تكون يقدر زوع‏.‏
وفيها توفي العلامة أبو الفتوح العجلي منتجب الدين أسعد بن أبي الفضائل محمود بن خلف الإصبهاني الشافعي الواعظ‏.‏
شيخ الشافعية‏.‏
عاش خمسًا وثمانين سنة‏.‏
وروى عن فاطمة الجوزدانية وجماعة‏.‏
وكان يقتنع وينسخ‏.‏
له كتاب مشكلات الوجيز وكتاب تتمة التتمة‏.‏
وترك الوعظ وألف كتاب آفاق الوعاظ‏.‏
وبقاء بن عمر بن جند أبو المعمر الأزجي الدقاق ويسمى أيضًا المبارك‏.‏
روى عن ابن الحصين وجماعة توفي في ربيع الآخر‏.‏
وأبو الفرج بن اللحية جابر بن محمد بن يونس الحموي ثم الدمشقي التاجر‏.‏
روى عن الفقيه نصر الله المصيصي وغيره‏.‏
وابن شرقيني أبو القاسم شجاع بن معالي البغدادي الغراد القصباني‏.‏
روى عن ابن الحصين وجماعة‏.‏وتوفي في ربيع الآخر‏.‏
وأبو سعد بن الصفار عبد الله ابن العلامة أبي حفص عمر بن أحمد ابن منصور النيسابوري الشافعي‏.‏
فقيه متبحر أصولي عامل بعلمه‏.‏
ولد سنة ثمان وخمس مائة وسمع من جده لأمه أبي نصر القشيري‏.‏
سمع سنن الدار قطني بفوت من أبي القاسم الأبيوردي وسمع سنن أبي داود من عبد الغافر بن إسماعيل وسمع من طائفة كتبًا كبارًا‏.‏
توفي في شعبان أو رمضان وله اثنتان وتسعون سنة‏.‏
والحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور الإمام تقي الدين أبو محمد المقدسي الجماعيلي الحنبلي ولد سنة إحدى وأربعين وخمس مائة وهاجر صغيرًا إلى دمشق بعد الخمسين فسمع أبا المكارم بن هلال وببغداد أبا الفتح بن البطي وبالإسكندرية من السلفي وطبقتهم ورحل إلى إصبهان فأكثر بها سنة نيف وسبعين‏.‏
وصنف التصانيف‏.‏
ولم يزل يسمع ويكتب إلى أن مات‏.‏
وإليه انتهى حفظ الحديث متنًا وإسنادًا ومعرفة بفنون مع الورع والعبادة والتمسك بالأثر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‏.‏
وسيرته في جزئين ألفها الحافظ الضياء‏.‏
والركن الطاووسي أبو الفضل العراقي عزيز بن محمد بن العراقي القزويني صاحب الطريقة‏.‏
كان إمامًا مناظرًا محجاجًا قيمًا بعلم الخلاف مفحمًا للخصوم‏.‏
أخذ عن الرضي النيسابوري الحنفي صاحب الطريقة‏.‏
توفي بهمذان‏.‏
وعمر بن محمد بن الحسن الأزجي القطان‏.‏
روى عن ابن الحصين وجماعة‏.‏
لقبه جريرة‏.‏
توفي في جمادى الأولى‏.‏
وفاطمة بني سعد الخير بن محمد أم عبد الكريم بنت أبي الحسن الأنصاري البلنسي‏.‏
ولدت بإصبهان سنة اثنتين وعشرين وخمس مائة‏.‏
وسمعت حضورًا من فاطمة الجوزدانية ومن ابن الحصين وزاهر الشحامي‏.‏
ثم سمعت من هبة الله بن الطبر وخلق‏.‏
وتزوج بها أبو الحسن بن نجا الواعظ‏.‏
وروت الكثير بمصر‏.‏
توفيت في ربيع الأول عن ثمان وسبعين سنة‏.‏
والقاسم ابن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن المحدث أبو محمد بن عساكر الدمشقي‏.‏
ولد سنة سبع وعشرين وخمس مائة وسمع من جد أبويه القاضي الزكي يحيى بن علي القرشي وجمال الإسلام بن المسلم وطبقتهما‏.‏
وأجاز له الفراوي وقاضي المرستان وطبقتهما‏.‏
وكان محدثًا فهمًا حسن المعرفة شديد الورع صاحب مزاح وفكاهة‏.‏
وخطه ضعيف عديم الإتقان‏.‏
ولي مشيخة دار الحديث النورية بعد أبيه‏.‏
وتوفي في صفر‏.‏
ومحمد بن صافي أبو المعالي البغدادي النقاش‏.‏
روى عن أبي بكر المزرفي وجماعة‏.‏
وتوفي في ربيع الآخر‏.‏
والمبارك بن إبراهيم بن مختار بن تغلب الأزجي الطحان ابن السيبي‏.‏
روي عن ابن الحصين وجماعة‏.‏
وتوفي في شوال‏.‏
وصنيعة الملك القاضي أبو محمد هبة الله بن يحيى بن علي بن حيدرة المصري ويعرف بابن مسير المعدل راوي كتاب السيرة توفي في ذي الحجة‏.‏
ولاحق بن أبي الفضل بن علي بن قندرة‏.‏
روى المسند كله عن ابن الحصين‏.‏
توفي في المحرم عن ثمان وثمانين سنة‏.‏
سنة إحدى وست مائة فيها تغلبت الفرنج على مملكة القسطنطينية وأخرجوا الروم عنها بعد حصار طويل وحروب وفيها خرجت الكرج فعاثوا ببلاد أذربيجان وقتلوا وسبوا ووصلت عيارتهم إلى عمل الخياط‏.‏
فانتدب لحربهم عسكر خلاط وعسكر أرزان الروم‏.‏
والتقوهم فنصر الله الإسلام وقتل في المصاف ملك الكرج‏.‏
وفيها توفي السكر المحدث أحمد بن سليمان بن أحمد بن الحربي المقرئ المفيد عن نيف وستين سنة‏.‏
قرأ على أحمد بن محمد بن شنيف وجماعة وسمع من سعيد بن البنا وابن البطي فمن بعدهما‏.‏
وكان ثقة مكثرًا صاحب قرآن وتهجد وإفادة للطلبة توفي في صفر‏.‏
وعبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن محمد بن حمويه الإصبهاني الرجل الصالح نزيل همذان‏.‏
روى بالحضور معجم الطبراني عن عبد الصمد العنبري عن ابن ريذة‏.‏
وعبد الله بن عبد الرحمان بن أيوب الحربي الفلاح أبو محمد‏.‏
آخر من سمع من أبي العز بن كادش وسمع أيضًا من ابن الحصين توفي في ربيع الأول‏.‏
وشميم الحلي أبو الحسن علي بن الحسن ابن عنتر النحوي اللغوي الشاعر‏.‏
تأدب بإبن الخشاب‏.‏
كان ذا حمق وتيه ودعاو كثيرة تزري بكثرة فضائله‏.‏
توفي بالموصل في ربيع الآخر عن سن عالية‏.‏
وابن الخطيب أبو المفضل محمد بن الحسين بن أبي الرضا القرشي الدمشقي‏.‏
روى عن جمال الإسلام وعلي بن أبي عقيل الصوري‏.‏
ضعفه ابن خليل‏.‏
وأبو عبد الله الأرتاحي محمد بن حمد بن حامد الأنصاري المصري الحنبلي عن بضع وتسعبن سنة‏.‏
سمع في الكهولة‏.‏
من غير واحد‏.‏
روى الكثير بإجازة أبي الحسن الفراء‏.‏
توفي في شعبان‏.‏
ويوسف بن المبارك بن كامل الخفاف أبو الفتوح البغدادي سمعه أبوه الحافظ أبو بكر الكثير من القاضي أبي بكر الأنصاري وابن زريق القزاز وطائفة‏.‏
وكان عاميًا لا يكتب‏.‏
توفي في ربيع الأول‏.‏
سنة اثنتين وست مائة فيها سلم خوارزم شاه محمد ترمذ إلى الخطا‏.‏
وكان عين الخطا‏.‏
وتألم الناس لذلك‏.‏
وفعل ذلك مكيدة ليتمكن من ممالك خراسان‏.‏
وفيها وقبلها تابعت الكرج الإغارات على بلاد أذربيجان وضعف عنهم أبو بكر بن البهلوان‏.‏
وراسل ملك الكرج وتزوج بابنته ووقعت الهدنة‏.‏
وفيها وجد بإربل خروف وجهه وجه آدمي‏.‏
وفيها كثرت الغارات من الكلب ابن ليون صاحب سيس على حلب يسبي ويحرق‏.‏
فسار لحربهم عسكر حلب فهزمهم‏.‏
وفيها توفي التقي الأعمى مدرس الأمينية‏.‏
فوجد مشنوقًا بالمنارة الغربية‏.‏
امتحن بأخذ ماله فاتهم به قائده واحترق قلبه فأهلك نفسه‏.‏
ودرس بعده جمال الدين المصري وكيل بيت المال‏.‏
وابو يعلى حمزة بن علي بن حمزة بن فارس بن القبيطي البغدادي المقرئ‏.‏
قرأ القراءات على سبط الخياط والشهرزوري وسمع منهما ومن أبي عبد الله السلال وطائفة‏.‏
وكان خيرًا زاهدًا بصيرًا بالقراءات حاذقًا توفي في ذي الحجة‏.‏
والسلطان شهاب الدين الغوري أبو المظفر محمد بن سام صاحب غزنة‏.‏
قتلته الإسماعيلية في شعبان بعد قفوله من غزو الهند وكان ملكًا جليلًا مجاهدًا واسع الممالك حسن السيرة‏.‏
وهو الذي حضر عنده فخر الدين الرازي وقال‏:‏ يا سلطان العالم‏:‏ لا سلطانك يبقى ولا تلبيس الرازي يبقى‏.‏
وإن مردنا إلى الله‏.‏
فانتحب السلطان بالبكاء‏.‏
وضياء بن أبي القاسم أحمد بن علي بن الخريف البغدادي البخاري‏.‏
سمع الكثير من قاضي المرستان وأبي الحسين محمد بن الفراء‏.‏
وكان أميًا‏.‏
توفي في شوال‏.‏
وأبو العز عبد الباقي بن عثمان الهمذاني الصوفي‏.‏
روى عن زاهر الشحامي وجماعة‏.‏
وكان ذا علم وصلاح‏.‏
واللفتواني أبو زرعة عبيد الله بن محمد أبي نصر الإصبهاني‏.‏
أسمعه أبوه الكثير من الحسين الخلال‏.‏
وحضر علي ابن أبي ذر الصالحاني وبقي إلى هذه السنة وانقطع خبره بعدها‏.‏
سنة ثلاث وست مائة فيها تمت عدة حروب بخراسان قوي فيها خوارزم شاه واتسع ملكه وافتتح بلخ وغيرها‏.‏
ونازلت الفرنج حمص فسار المبارز إليهم ووقع مصاف أسر فيه أميران‏.‏
وفيها توفي داود بن محمد بن محمود بن ماشاذاه أبو إسماعيل الإصبهاني في شعبان‏.‏
حضر فاطمة الجوزدانية وشمع من زاهر الشحامي وغانم بن خالد وجماعة‏.‏
وسعيد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاف أبو القاسم المؤدب ببغداد‏.‏
روى عن قاضي المرستان وأبي القاسم بن السمرقندي‏.‏
توفي في ربيع الآخر‏.‏
وعبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الحافظ الثقة أبو بكر الجيلي‏.‏
سمعه أبوه من أبي الفضل الأرموي وطبقته‏.‏
ثم سمع هو بنفسه‏.‏
قال الضياء‏:‏ لم أر ببغداد في تيقظه وتحريه مثله‏.‏
توفي في شوال‏.‏
وعلي بن فاضل بن سعد الله بن حمدون الحافظ أبو الحسن الصوري ثم المصري‏.‏
قرأ القراءات على أحمد بن جعفر الغافقي وأكثر عن السلفي وسمع بمصر من الشريف الخطيب وكتب الكثير ورأس في الحديث‏.‏
توفي في صفر‏.‏
وأبو جعفر الصيدلاني محمد بن أحمد بن نصر سبط حسين بن منده ولد في ذي الحجة سنة تسع وخمس مائة وحضر الكثير على الحداد ومحمود الصيرفي‏.‏
وسمع من فاطمة الجوزدانية وانتهى إليه علو الإسناد في الدنيا‏.‏
ورحلوا إليه‏.‏
توفي في رجب‏.‏
ومحمد بن كامل بن أحمد بن أسد أبو المحاسن التنوخي الدمشقي‏.‏
سمع من طاهر بن سهل الأسفراييني ومات في ربيع الأول‏.‏
آخر من حدث عنه الفخر بن البخاري‏.‏
ومحمد بن معمر بن الفاخر مخلص الدين أبو عبد الله القرشي الإصبهاني‏.‏
ولد سنة عشرين وسمعه أبوه حضورًا من فاطمة الجوزدانية وجعفر الثقفي وإسماعيل الإخشيد وسمع من ابن أبي ذر وزاهر وخلق‏.‏
وكان عارفًا بمذهب الشافعي وبالعربية وبالحديث قوي المشاركة محتشمًا ظريفًا وافر الجاه‏.‏
توفي في ربيع الآخر‏.‏
ومكي بن ربان بن شبه العلامة صائن الدين أبو الحرم الماكسيني ثم الموصلي الضرير المقرئ النحوي صاحب ابن الخشاب‏.‏
قرأ القراءات على يحيى بن سعدون وبرع في القراءات والعربية واللغة وغير ذلك‏.‏
ولم يكن لأهل الجزيرة في وقته في فنه مثله‏.‏
روى عن خطيب الموصل سنة أربع وست مائة فيها سار خوارزم شاه محمد بن تكش بجيوشه وقصد الخطا‏.‏
فحشدوا له والتقوه فجرى لهم وقعات وانهزم المسلمون وأسر جماعة منهم السلطان خوارزم شاه واختبطت البلاد ووصل المنهزمون إى خوارزم وأسر خطاي أميرًا وخوارزم شاه‏.‏
فأظهر خوارزم شاه أنه مملوك لذلك الأمير وقلعه خفة‏.‏
فقام الخطاي وعظم الأمير ثم قال الأمير‏:‏ أريد أبعث رجلًا بكتابي إلى أهلي ليستفكوني بما أردت‏.‏
قال‏:‏ ابعث غلامك بذلك‏.‏
وقرر عليه مبلغًا كبيرًا‏.‏
فبعث مملوكه يعني خوارزم شاه وخلص السلطان بهذه الحيلة ووصل ورتبت البلاد‏.‏
ثم قال الخطاي لذلك الأمير‏:‏ إن سلطانكم قد عدم‏.‏
قال أوما تعرفه قال‏:‏ لا‏.‏
قال‏:‏ هو الذي قلت هو مملوكي‏.‏
فقال‏:‏ هلا عرفتني حتى كنت خدمته وسرت به إلى مملكته فأسعد به قال‏:‏ خفتك عليه‏.‏
قال‏:‏ فسر بنا إليه‏.‏
فسارا إليه‏.‏
وفيها تملك الملك الأوحد أيوب بن العادل مدينة خلاط بعد حرب جرت بينه وبين صاحبها بلبان‏.‏
ثم قتل بلبان بعد ذلك‏.‏
وفيها سار الملك العادل نحو حمص وأغار على بلاد طرابلس وأخذ حصنًا من أعمالها‏.‏
وفيها توفي أبو العباس الرعيني أحمد بن محمد بن أحمد بن مقدام الإشبيلي المقرئ‏.‏
آخر من قرأ القراءات على أبي الحسن شريح وسمع منه ومن أبي بكر بن العربي وجماعة‏.‏
وكان من الأدب والزهد بمكان‏.‏
أخذ الناس عنه كثيرًا‏.‏
توفي بين العيدين عن سبع وثمانين سنة‏.‏
‏.‏
وحنبل بن عبد الله الرصافي أبو عبد الله المكبر روي المسند بكماله عن ابن الحصين‏.‏
كان دلالًا في الأملاك‏.‏
وسمع المسند في نيف وعشرين مجلسًا بقراءة ابن الخشاب سنة ثلاث وعشرين‏.‏
توفي في رابع عشر المحرم بعد عوده من دمشق‏.‏
وماتهنى بالذهب الذي ناله وقت سماعهم عليه‏.‏
وست الكتبة نعمة بنت علي بن يحيى بن الطراح‏.‏
روت الكثير بدمشق عن جدها‏.‏
وتوفيت في ربيع الأول‏.‏
وعبد المجيب بن عبد الله بن زهير البغدادي‏.‏
سمعه عمه عبد المغيث من عبد الله بن أحمد بن يوسف وجماعة‏.‏
وكان كثير التلاوة جدًا‏.‏
توفي بحماة في سلخ المحرم‏.‏
وعبد الواحد بن عبد السلام بن سلطان الأزجي البيع المقرئ الأستاذ أبو الفضل‏.‏
قرأ القراءات على أبي محمد سبط الخياط وأبي الكرم الشهرزوري وسمع منهماومن الأرموي‏.‏
وأقرأ القراءات وكان دينًا صالحًا‏.‏
توفي في ربيع الأول‏.‏
وابن الساعاتي الشاعر المفلق بهاء الدين لي بن محمد بن رستم الدمشقي‏.‏
صاحب ديوان الشعر‏.‏
توفي في رمضان وله إحدى وخمسون سنة‏.‏
وأبو ذر الخشني مصعب بن محمد بن مسعود الجياني النحوي اللغوي‏.‏
ويعرف أيضًا بابن أبي ركب‏.‏
صاحب التصانيف وحامل لواء العربية بالأندلس‏.‏
ولي خطابة إشبيلية مدة ثم قضاء جيان ثم تحول إلى فاس‏.‏
وبعد صيته وسارت الركبان بتصانيفه‏.‏
توفي بفاس وله سبعون سنة‏.‏
ذم في القضاء‏.‏
سنة خمس وست مائة فيها نازلت الكرج مدينة أرجيش فافتتحوها بالسيف وأحرقوها‏.‏
وفيها توفي ابن القارض الحسين بن أبي نصر بن حسين بن هبة الله بن أبي حنيفة الحريمي المقرئ الضرير‏.‏
روى عن ابن الحصين وعمر دهرًا‏.‏
توفي في شعبان‏.‏
وفيها توفي أبو عبد الله الحسين بن أحمد الكرخي الكاتب‏.‏
روى عن قاضي المرستان وأبي منصور بن زريق‏.‏
مات في ذي القعدة‏.‏
وصاحب الجزيرة العمرية الملك سنجر شاه بن غازي بن مودود بن أتابك زنكي‏.‏
قتله ابنه غازي وحلفوا له‏.‏
ثم وثب عليه من الغد خواص أبيه وقتلوه‏.‏
وملكوا أخاه الملك المعظم‏.‏
وكان سنجر سيء السيرة ظلومًا‏.‏
والجبائي الإمام السني أبو محمد عبد الله بن أبي الحسن بن أبي الفرج الطرابلسي الشامي نزيل إصبهان‏.‏
كان أبوه نصرانيًا فمات وأسلم هذا وله إحدى عشرة سنة‏.‏
ثم رحل إلى بغداد وله عشرون سنة‏.‏
فسمع من الأرموي وابن الطلاية وتفقه على مذهب أحمد وسمع الكثير بإصبهان من مسعود الثقفي وطبقته‏.‏
وابن درباس قاضي القضاة صدر الدين أبو القاسم عبد الملك بن عيسى الماراني الشافعي‏.‏
ولد بنواحي الموصل سنة ست عشرة وخمس مائة وتفقه بحلب على أبي الحسن المرادي وسمع بدمشق من أبي القاسم بن البن‏.‏
وسكن مصر وبها مات في رجب‏.‏
وعبد الواحد بن أبي المطهر القاسم بن الفضل الصيدلاني الإصبهاني في جمادى الأولى عن إحدى وتسعين سنة‏.‏
سمع من جعفر الثقفي وفاطمة الجوزدانية وحضر عبد الواحد الدستج وغيره‏.‏
وأبو الحسن المعافري خطيب القدس علي بن محمد بن علي بن جميل المالقي‏.‏
سمع كتاب الأحكام من مصنفه عبد الحق‏.‏
وسمع بالشام من يحيى الثقفي وجماعة‏.‏
وكتب وحصل ونال وأبو الجود غياث بن فارس اللخمي مقرىء الديار المصرية ولد سنة ثمان عشرة وخمس مائة وسمع من ابن رفاعة وقرأ القراءات على الشريف الخطيب وأقرأ الناس دهرًا‏.‏
وآخر من مات من أصحابه إسماعيل المليجي‏.‏
توفي في رمضان‏.‏
وأبو الفتح المندائي محمد بن احمد بن بختيار الواسطي المعدل مسند العراق‏.‏
ولد سنة سبع عشرة وخمس مائة وأسمعه أبوه من القاضي أبي العباس ابن أبي الحصين وأبي عبد الله البارع وعبيد الله بن محمد البيهقي وطائفة‏.‏
وتفقه على سعيد بن الرزاز وتأدب على ابن الجواليقي‏.‏
توفي في شعبان‏.‏
وكان من خيار الناس‏.‏
وأبو بكر بن مشق المحدث العالم محمد بن المبارك بن محمد البغدادي البيع‏.‏
عاش اثنتين وسبعين سنة‏.‏
وروى عن القاضي الأرموي وطبقته وكان صدوقًا متوددًا‏.‏
بلغت أثبات مسموعاته ست مجلدات‏.‏
سنة ست وست مائة فيها نزلت الكرج على خلاط فلما كادوا أن يأخذوها وبها الأوحد ابن العادل ثسل ملك الكرج وزحف في جيشه فوصل إلى باب البلد‏.‏
فبرز إليه عسكر المسلمين‏.‏
فتقنطر به فرسه فأحاط وفيها حاصر العادل سنجار مدة وبها قطب الدين محمد بن زنكي بن مودود الأتابكي‏.‏
ثم ترحل عنها بعد أن أخذ نصيبين والخابور‏.‏
وفيها سار خوارزم شاه صاحب خراسان بجيوشه وقطع النهر‏.‏
فالتقى الخطا وعليهم طاينكو‏.‏
وكانت ملحمة عظيمة انكسر فيها الخطا وقتل منهم خلق وأسر طاينكو واستولى خوارزم شاه على بلاد ما وراء النهر‏.‏
وكان طائفة من التتار قد خرجوا من أرضهم قديمًا ونزلوا بلاد الترك وجرت لهم حروب مع الخطا‏.‏
فلما عرفوا أن خوارزم شاه كسرهم قصدوهم مع مقدمهم كشلوخان‏.‏
فكاتب ملك الخطا في الحال خوارزم شاه يقول‏:‏ أما ما كان منك من أخذ بلادنا وقتل رجالنا فمغفور فقد أتانا عدو لا قبل لنا به ولو قد انتصروا علينا وأخذونا لم يبق لهم دافع عنك‏.‏
والمصلحة أن تسير إلينا وتنجدنا‏.‏
فكاتب خوارزم شاه كشلوخان‏:‏ أنا معك‏.‏
وكاتب الخطا كذلك‏.‏
وسار بجيوشه إلى أن نزل بقربهم وكان في المصاف يوهم كلا الطائفتين أنه معهم وأنه كمين لهم‏:‏ فالتقوا فانهزمت الخطا‏.‏
فمال حينئذ مع التتار على الخطا ولم ينج منهم إلا القليل‏.‏
فخضع له كشلوخان وراسله بأن يقاسمه بلاد الخطا‏.‏
فقال‏:‏ ليس بيننا إلا السيف وأما البلاد فلي‏.‏
ثم سار ليقاتله‏.‏
فهاب التتار ورأى رأيًا حسنًا وهو أن يجعل بينه وبين التتار مفازة‏.‏
فأمر أهل بلاد الترك كلهم بالجلاء إلى بخاري وسمر قند ثم خربها جميعها
وفيها توفي إدريس بن محمد أبو القاسم العطار الإصبهاني المعروف بآل والويه‏.‏
روي عن محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني‏.‏
وتوفي في شعبان‏.‏
قيل إنه جاوز المائة‏.‏
وأسعد بن المنجا بن أبي البركات القاضي وجيه الدين أبو المعالي التنوخي المعري ثم الدمشقي الحنبلي‏.‏
مصنف الخلاصة في الفقه‏.‏
روى عن القاضي الأرموي وجماعة وتفقه على شرف الإسلام عبد الوهاب ابن الحنبلي بدمشق وعلى الشيخ عبد القادر ببغداد‏.‏
ومن تصانيفه كتاب النهاية في شرح الهداية يكون بضعة عشر مجلدًا‏.‏
عاش سبعًا وثمانين سنة‏.‏
وعفيفة بنت أحمد بن عبد الله بن محمد أم هانيء الفارفانية الإصبهانية‏.‏
ولدت سنة عشر وخمس مائة وهي آخر من روى عن عبد الواحد الدشتج صاحب أبي نعيم‏.‏
ولها إجازة من أبي علي الحداد وجماعة‏.‏
وسمعت من فاطمة المعجمين الكبير والصغير للطبراني‏.‏
توفيت في ربيع الآخر‏.‏
وأبو عبد الله المرادي محمد بن سعيد المرسي‏.‏
أخذ القراءات عن ابن هذيل وسمع من جماعة‏.‏
توفي في رمضان‏.‏
وفخر الدين الرازي العلامة أبو عبد الله محمد بن عمر بن حسين القرشي الطبرستاني الأصل الشافعي المفسر المتكلم صاحب التصانيف المشهورة‏.‏
ولد سنة أربع وأربعين وخمس مائة واشتغل على والده الإمام ضياء الدين خطيب الري صاحب محيي السنة البغوي‏.‏
وكان ربع القامة عبل الجسم كبير اللحية جهوري الصوت صاحب وقار وحشمة له نزوة ومماليك وبزة حسنة وهيئة جميلة‏.‏
إذا ركب مشى معه نحوالثلاث مائة مشتغل على اختلاف مطالبهم في التفسير والفقه والكلام والأصول والطب وغير ذلك‏.‏
وكان فريد عصره ومتكلم ورزق الحظوة في تصانيفه وانتشرت في الأقاليم وكان ذا باع طويل في الوعظ‏.‏
فبكى كثيرًا في وعظه‏.‏
سار إلى شهاب الدين الغوري سلطان غزنة فبالغ في كرمه وحصلت له منه أموال طائلة‏.‏
واتصل بالسلطان علاء الدين خوارزم شاه فحظي لديه وكان بينه وبين الكرامية السيف الأحمر فينال منهم‏.‏
وينالون منه سبًا وتكفيرًا حتى قيل إنهم سموه فمات‏.‏
وخلف تركة ضخمة من جملتها ثمانون ألف دينار‏.‏
توفي بهراة يوم عيد الفطر‏.‏
والعلاء مجد الدين أبو السعادات بن الأثير المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري ثم الموصلي الكاتب مصنف جامع الأصول و النهاية في غريب الحديث‏.‏
ولد سنة أربع وأربعين وسمع من يحيى بن سعدون الفرضي وخطيب الموصل وولي ديوان الإنشاء لصاحب الموصل‏.‏
وعرض له في أواخر عمره فالج فلزم داره‏.‏
وله عدة تصانيف‏.‏
وابن الإخوة مؤيد الدين أبو مسلم هشام بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن الإخوة البغدادي ثم الإصبهاني المعدل‏.‏
سمع حضورًا من ابن أبي ذر وزاهر وسمع من أبي عبد الله الخلال وطائفة‏.‏
وروى كتبًا كبارًا توفي في جمادى الآخرة‏.‏
ويحيى بن الحسين أبو زكريا الأواني‏.‏
قرأ القراءات على أبي الكرم الشهرزوري ودعوان‏.‏
وسمع بواسط من القاضي أبي عبد الله الجلابي وغيره‏.‏
توفي في صفر‏.‏
ومجد الدين يحيى بن الربيع العلامة أبو علي الشافعي‏.‏
ولد سنة ثمان وعشرين وخمس مائة بواسط‏.‏
تفقه أولًا على ابن النجيب السهرودي ورحل إلى محمد بن يحيى فتفقه عنده سنتين ونصف وسمع من نصر الله بن الجلخت وجماعة وببغداد من ابن ناصر ونيسابور من عبد الله بن الفراوي‏.‏
وولي تدريس النظامية‏.‏
وكان إمامًا في القراءات والتفسير والمذهب والأصلين والخلاف كبير القدر وافر الحرمة توفي في ذي القعدة‏.‏
سنة سبع و ست مائة فيها خرجت الفرنج من البحر من غربي دمياط وساروا في البر فأخذوا قرية نورة واستباحوها وردوا في الحال‏.‏
فالأمر لله‏.‏
وفيها توفي صاحب الموصل الملك العادل نور الدين أرسلان شاه بن عز الدين مسعود بن مودود بن أتابك زنكي التركي‏.‏
ولي بعد أبيه ثماني عشرة سنة‏.‏
وكان شهمًا شجاعًا سائسًا مهيبًا مخوفًا‏.‏
قال أبو السعادات ابن الأثير وزيره‏:‏ ماقلت له في فعل خير إلا وبادر إليه‏.‏
وقال أبو شامة‏:‏ كان عقد نور الدين صاحب الموصل مع وكيله بدمشق على ابنه العادل على مهر ثلاثين ألف دينار‏.‏
ثم بان أنه قد مات من أيام‏.‏
وقال أبو المظفر سبط بن الجوزي‏:‏ كان جبارًا سافكًا للدماء بخيلًا‏.‏
وقال ابن خلكان‏:‏ كان شهمًا عارفًا بالأمور‏.‏
تحول شافعيًا ولم يكن في بيته شافعي سواه‏.‏
وله مدرسة قل أن يوجد مثلها في الحسن‏.‏
توفي في رجب وتسلطن ابنه عز الدين مسعود‏.‏
وابو الفخر أسعد بن سعيد بن محمود بن روح الإصبهاني التاجر‏.‏
رحلة وقته‏.‏
ولد سنة سبع عشرة وخمس مائة وسمع معجم الكبير للطبراني بفوت والمعجم الصغير من فاطمة‏.‏
وكان آخر من سمع منها وسمع من زاهر وسعد بن أبي الرجاء‏.‏
توفي في ذي الحجة‏.‏
وآخر من روى عنه بالإجازة تقي الدين الواسطي‏.‏
وتقية بنت محمد بن آموسان‏.‏
روت عن أبي عبد الله الخلال وغانم بن خالد توفيت في رجب بإصبهان‏.‏
وأخوها جعفر بن آموسان الواعظ أبو محمد الإصبهاني‏.‏
سمع من فاطمة بنت البغدادي وزاهر بن أحمد بن أبي غانم أبو المجد بن أبي طاهر الثقفي الإصبهاني ولد سنة إحدى وعشرين وسمع من محمد بن علي بن أبي ذر وسعد بن أبي الرجاء والحسين ابن عبد الملك وزاهر بن طاهر وطائفة‏.‏
وروى حضورًا عن جعفر بن عبد الواحد الثقفي‏.‏
توفي في ذي القعدة‏.‏
وعائشة بنت معمر بن الفاخر أم حبيبة الإصبهانية‏.‏
حضرت فاطمة الجوزدانية وسمعت من زاهر وجماعة‏.‏
قال ابن نقطة‏:‏ سمعنا منها مسند أبي يعلى بسماعها من سعيد الصيرفي‏.‏
توفيت في ربيع الآخر‏.‏
وأبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن سكينة هو الحافظ ضياء الدين عبد الوهاب بن الأمين علي بن علي البغدادي الصوفي مسند العراق وسكينة جدته‏.‏
ولد سنة تسع عشرة وسبع من ابن الحصين وزاهر الشحامي وطبقتهما ولازم ابن السمعاني فسمع الكثير من قاضي المرستان وأقرانه ثم قرأ القراءات على سبط الخياط وجماعتة ومهر فيها‏.‏
وقرأ المذهب والخلاف علي أبي منصور بن الرزاز وقرأ النحو على ابن الخشاب وصحب جده لأمه أبا البركات إسماعيل بن أبي سعد وأخذ علم الحديث عن ابن ناصر ولازمه‏.‏
قال ابن النجار‏:‏ هو شيخ العراق في الحديث والزهد والسمت موافقة السنة‏.‏
كانت أوقاته محفوظة لا تمضي له ساعة إلا في تلاوة أو ذكر أوتهجد أو تسميع‏.‏
وكان يديم الصيام غالبًا ويستعمل السنة في أموره‏.‏
إلى أن قال‏:‏ وما رأيت أكمل منه ولا أكثر عبادة ولاأحسن سمتًا‏.‏
صحبته وقرأت عليه القراءات‏.‏
وكان ثقة نبيلًا من أعلام الدين‏.‏
قلت‏:‏ آخر من له إجازته الكمال المكبر‏.‏
توفي في تاسع عشر ربيع الآخر‏.‏
وابن طبرزد مسند العصر أبو حفص موفق الدين عمربن محمد بن معمر الدارقزي المؤدب‏.‏ولد سنة ست عشرة وخمس مائة‏.‏
وسمع من ابن الحصين وأبي غالب ابن البناء وطبقتهما فأكثر وحفظ أصوله إلى وقت الحاجة وروى الكثير ثم قدم دمشق في آخر أيامه فازدحموا عليه‏.‏
وقد أملى مجالس بجامع المنصور وعاش تسعين سنة وسبعة أشهر‏.‏
وكان ظريفًا كثير المزاح‏.‏
توفي في تاسع رجب ببغداد‏.‏
وأبو موسى الجزولي عيسى بن عبد العزيز بن يللبخت البربري المراكشي النحوي العلامة‏.‏
حج وأخذ العربية عن ابن بري بمصر‏.‏
وسمع الحديث من أبي محمد عبيد الله وإليه انتهت الرياسةفي علم النحو‏.‏
توفي بآزمور من عمل مراكش‏.‏
وولي خطابة مراكش مدة‏.‏
وكان بارعًا في الأصول وفي القراءات‏.‏
توفي سنة سبع وقيل سنة ست وقيل سنة عشر والله أعلم‏.‏
والشيخ أبو عمر المقدسي الزاهد محمد بن أحمد ابن محمد بن قدامة بن مقدام الحنبلي القدوة
الزاهد أخو العلامة موفق الدين‏.‏
ولد بجماعيل سنة ثمان وعشرين وخمس مائة وهاجر إلى دمشق لاستيلاء الفرنج على الأرض المقدسة‏.‏
وسمع الحديث من أبي المكارم عبد الواحد بن هلال وطائفة كثيرة وكتب الكثير بخطه وحفظ القرآن والفقه والحديث‏.‏
وكان إمامًا فاضلًا مقرئًا عابدًا قانتًا لله خائفًا من الله منيبًا إلى الله كثير النفع لخلق الله ذا أوراد وتهجد واجتهاد وأوقات مقسمة على الطاعة من الصلاة والصيام والذكر وتعليم العلم والفتوة والمروة والخدمة والتواضع رضي الله عنه وأرضاه‏.‏
فلقد كان عديم النظير في زمانه‏.‏
خطب بجامع الجبل إلى أن مات‏.‏
توفي في الثامن والعشرين من ربيع الأول‏.‏
ومحمد بن هبة الله بن كامل أبو الفرج الوكيل عند قضاة بغداد‏.‏
أجاز له ابن الحصين وسمع من أبي غالب ابن البناء وطائفة وروى الكثير وكان ماهرًا في الحكومات‏.‏
توفي في رجب‏.‏
والمظفر بن إبراهيم أبو منصور ابن البرتي الحربي آخر من حدث عن أبي الحسين محمد بن الفراء توفي في شوال عن بضع وتسعين سنة‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 10:21 PM

سنة ثمان وست مائة فيها قدم بغداد رسول جلال الدين حسن
صاحب الألموت بدخول قومه في الإسلام وإنهم قد وفيها وثب قتادة الحسني أمير مكة على الركب العراقي بمنى فنهب الناس وقتل جماعة‏.‏
‏.‏
وقيل راح للناس ما قيمته ألف ألف دينار‏.‏
ولم ينتطح فيها عنزان‏.‏
وفيها توفي أبو العباس العاقولي أحمد بن الحسن بن أبي البقاء المقرئ‏.‏
قرأ القراءات على أبي الكرم الشهرزوري وسمع من أبي منصور القزاز وأبي منصور ابن خيرون وطائفة‏.‏
توفي يوم التروية عن ثلاث وثمانين سنة‏.‏
وجهاركس الأمير الكبير فخر الدين الصلاحي أعطاه العادل بانياس والشقيف‏:‏ فأقام هناك مدة توفي في رجب ودفن بتربته بقاسيون‏.‏
وابن حمدون صاحب التذكرة أبو سعد الحسن بن محمد بن الحسن ابن محمد بن حمدون البغدادي كاتب الإنشاء للدولة‏.‏
والخضر بن كامل بن سالم بن سبيع الدمشقي السروجي المعبر‏.‏
سمع من نصر الله المصيصي وببغداد من الحسين سبط الخياط‏.‏
توفي في شوال‏.‏
وعبد الرحمان الرومي عتيق أحمد بن باقا البغدادي‏.‏
قرأ القرآن على أبي الكرم الشهرزوري وروى صحيح البخاري بمصر والاسكندرية عن أبي الوقت‏.‏
توفي في ذي القعدة وقد شاخ وابن نوح الغافقي العلامة ابو عبد الله محمد بن أيوب بن محمد بن وهب الأندلسي البلنسي‏.‏
ولد سنة ثلاثين وخس مائة وقرأ القراءات على ابن هذيل وسمع من جماعة وتفقه وبرع في مذهب مالك ولم يبق له في وقته نظير بشرق الأندلس تفننًا واستبحارًا‏.‏
كان رأسًا في القراءات والفقه والعربية وعقد الشروط‏.‏
قال الأبار‏:‏ تلوت عليه وهو أغزر من لقيت علمًا وأبعدهم صيتًا‏.‏
توفي في شوال‏.‏
وعماد الدين محمد بن يونس العلامة أبو حامد‏.‏
تفقه على والده وببغداد على يوسف بن بندار الدمشقي وغيره‏.‏
ودرس في عدة مدارس بالموصل واشتهر وقصده الطلبة من البلاد‏.‏
قال ابن خلكان‏:‏ كان إمام وقته في المذهب والأصول والخلاف وكان له صيت عظيم في زمانه‏.‏
صنف المحيط جمع فيه بين المهذب والوسيط‏.‏
وكان ذا ورع ووسواس في الطهارة بحيث إنه يغسل يده من مس القلم‏.‏
وكان كالوزير لصاحب الموصل نور الدين ومازال به حتى نقله إلى الشافعية‏.‏
توفي في سلخ جمادى الآخرة‏.‏
وهوجد مصنف التعجيز تاج الدين عبد الرحيم ابن محمد بن محمد الموصلي‏.‏
ومنصور بن عبد المنعم بن أبي البركات عبد الله ابن فقيه الحرم محمد ابن الفضل الفراوي أبو الفتح وأبو القاسم‏.‏
ولد سنة اثنتين وعشرين وخمس مائة وسمع من جده وجد أبيه وعبد الجبار الخواري ومحمد بن إسماعيل الفارسي وروى الكتب الكبار ورحلوا إليه توفي في
وابن سناء الملك القاضي أبو القاسم هبة الله بن جعفر المصري الأديب صاحب الديوان المشهور والمصنفات الأدبية‏.‏
قرأ على الشريف الخطيب وقرأ النحو على ابن بري وسمع من السلفي كتب بديوان الإنشاء مدة‏.‏
توفي في أوائل رمضان عن بضع وستين سنة‏.‏
وكان بارع الترسل والنظم‏.‏
ويونس بن يحيى الهاشمي أبو محمد البغدادي القصار نزيل مكة‏.‏
روى عن أبي الفضل الأرموي وابن الطلابة وطبقتهما‏.‏
سنة تسع وست مائة فيها كانت الملحمة العظمى بالأندلس بين الناصر محمد بن محمد ابن يعقوب بن يوسف وبين الفرنج‏.‏
ونصر الله الإسلام واستشهد بها عدد كثير‏.‏
وتعرف بوقعة العقاب‏.‏
وفيها توفي أبو جعفر الحصار أحمد بن علي بن يحيى بن عون الله الأنصاري الأندلسي الداني المقرئ نزيل بلنسية‏.‏
قرأ القراءات علىابن هذيل وسمع من جماعة وتصدر للإقراء ولم يكن أحد يقاربه في الضبط والتحرير ولكن ضعفه الأبار وغيره لروايته عن ناس ما كأنه لقيهم‏.‏
توفي في صفر‏.‏
وأبو عمر بن عات أحمد بن هارون بن أحمد النقري الشاطبي الحافظ‏.‏
سمع أباه العلامة أبا محمد وابن هذيل‏.‏
ولما حج سمع من السلفي‏.‏
وكان عجبًا في سرد المتون ومعرفة الرجال والأدب‏.‏
وكان زاهدًا سلفيًا متعففًا عدم في وقعة العقاب في صفر‏.‏
والملك الأوحد أيوب ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب‏.‏
تملك خلاط خمس سنين‏.‏
وكان ظلومًا سفاكًا لدماء الأمراء‏.‏
مات في ربيع الأول‏.‏
وأبو نزار ربيعة بن الحسن الحضرمي اليمني الصنعاني الشافعي المحدث‏.‏
ولد سنة خمس وعشرين وخمس مائة وتفقه بظفار ورحل إلى العراق وإصبهان وسمع من أبي المطهر الصيدلاني ورجاء بن حامد المعداني وطائفة‏.‏
وكان مجموع الفضائل وكثير التعبد والعزلة‏.‏
توفي في جمادى الآخرة‏.‏
وزاهر بن رستم أبو شجاع الإصبهاني الأصل ثم البغدادي الفقيه الشافعي الزاهد‏.‏
قرأ القراءات على سبط الخياط وأبي الكرم وسمع منهما ومن الكروخي وجماعة‏.‏
وجاور وأم بمقام إبراهيم إلى أن عجز وانقطع‏.‏
توفي في ذي القعدة‏.‏
وكان ثقة بصيرًا بالقراءات‏.‏
وأبو الفضل بن المعزم عبد الرحمان بن عبد الوهاب بن صالح الهمذاني الفقيه‏.‏
توفي في ربي الأخر‏.‏
سمع من أبي جعفر محمد بن أبي علي الحافظ وعبد الصبور الهروي وطائفة‏.‏
وكان مكثرًا صحيح السماع‏.‏
وابن القبيطي أبو الفرج محمد بن علي بن حمزة أخو حمزة الحراني ثم البغدادي‏.‏
روى عن الحسين وأبي محمد سبطي الخياط وأبي منصور بن خيرون وأبي سعد البغدادي وطائفة‏.‏
وكان متيقظًا حسن الأخلاق‏.‏
ومحمد بن محمد بن أبي الفضل الخوارزمي‏.‏
سمع من زاهر الشحامي بإصبهان‏.‏
سنة عشر وست مائة كان السلطان خوارزم شاه محمد صاحب إقدام وجرأة‏.‏
وكان من خبره أنه نازل التتار بجيوشه‏.‏
فخطر له أن يكشفهم فتذكر‏.‏
ولبس زيهم هو وثلاثة ودخل فيهم فأنكرتهم التتار وقبضوا عليهم وقرروهم فمات اثنان تحت الضرب ولم يقرأ ورسموا على خوارزم شاه ورفيقه فهربا في الليل‏.‏
قال أبو شامة‏:‏ فيها ورد الخبر بخلاص خوارزم شاه من أسر التتار‏.‏
وفيها توفي تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله الدمشقي المعدل ابن عساكر‏.‏
والد العز النسابة‏.‏
ولد ستة اثنتين وأربعين وخمس مائة وسمع من نصر بن أحمد بن مقاتل وأبي القاسم بن البن وعميه الصائن والحافظ وطائفة‏.‏
وسمع بمكة من أحمد بن المقرب وخرج لنفسه مشيخة وكتب وجمع وخدم في جهات كبار‏.‏
توفي في رجب وأبو الفضل التركستاني أحمد بن مسعود بن علي شيخ الحنفية بالعراق وعالمهم ومدرس مشهد الإمام أبي حنيفة‏.‏
توفي في ربيع الآخر‏.‏
والفخر إسماعيل بن علي بن حسين المأموني الحنبلي الرفاء الفقيه المناظر صاحب التصانيف‏.‏
ويعرف أيضًا بغلام ابن المني‏.‏
ولد سنة تسع وأربعين وخمس مائة ولازم أبا الفتح نصر بن المنى مدة وسمع من شهدة وكان له حلقة كبيرة للمناظرة والاشتغال بعلم الكلام والجدل ولم يكن في دينه بذاك‏.‏
توفي في ربيع الآخر‏.‏
وأيدغمش السلطان شمس الدين صاحب همذان وإصبهان والري‏.‏
كان قد تمكن وكثرت جيوشه واتسعت ممالكه بحيث إنه حصر ولد أستاذه أبا بكر بن البهلوان بأذربيجان إلى أن خرج عليه منكلي بالتركمان وحاربه واستعان عليه بالمماليك البهلوانية‏.‏
فهرب إلى بغداد فسلطنه الخليفة وأعطاه الكوسان في العام الماضي‏.‏
فلما كان في المحرم كبسته التركمان وقتلوه وحملوا راسه إلى منكلي‏.‏
والحسين بن سعيد بن شنيف أبو عبد الله الأمين سمع من هبة الله ابن الطبر وقاضي المرستان وجماعة‏.‏
توفي في المحرم ببغداد‏.‏
وزينب بنت إبراهيم القيسي زوجة الخطيب ضياء الدين الولعي أم الفضل‏.‏
سمعت من نصر وابن حديدة الوزير معز الدين أبو المعالي سعيد بن علي الأنصاري البغدادي‏.‏
وزر للناصر في سنة أربع وثمانين وخمس مائة فلما عزل بابن مهدي صودر‏.‏
فترك للمترسمين ذهبًا وهرب وحلق رأسه والتف في إزار وبقي بأذربيجان مدة‏.‏
ثم قدم بغداد ولزم بيته إلى أن مات في جمادى الأولى وعبد الجليل بن أبي غالب بن مندوية الإصبهاني أبو مسعود الصوفي المقرئ نزيل دمشق‏.‏
روى الصحيح عن أبي الوقت وروى عن نصر البرمكي‏.‏
قال القوصي‏:‏ هو الإمام شيخ القراء بقية السلف‏.‏
توفي في جمادى الأولى‏.‏
وابن هبل الطبيب العلامة مهذب الدين علي بن أحمد بت علي البغدادي نزيل الموصل‏.‏
روى عن أبي القاسم بن السمرقندي وكان من الأذكياء الموصوفين‏.‏
له عدة تصانيف وجماعة تلامذة‏.‏
وعين الشمس بنت أحمدبن أبي الفرج الثقفية الإصبهانية سمعت حضورًا في سنة أربع وعشرين من إسماعيل بن الإخشيد وسمعت من ابن أبي ذر‏.‏
وكانت آخر من حدث عنهما‏.‏
توفيت في ربيع الآخر‏.‏
ومحمد بن مكي بن أبي الرجاء الحنبلي ابو عبد اله محدث إصبهان‏.‏
وأحد من عني بهذاالشأن‏.‏
روى عن مسعود الثقفي وطبقته‏.‏
توفي في المحرم‏.‏
وصاحب المغرب السلطان الملك الناصر الملقب بأمير المؤمنين أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي بن علوي القيسي وأمه أمة رومية‏.‏
وكان أشقر أشهل أسيل الخد حسن القامة طويل الصمت كثير الإطراق بعيد الغور ذا شجاعة وحلم وفيه بخل بين‏.‏
تملك بعد أبيه في صفر سنة خمس وتسعين وزر له غير واحد منهم أخوة إبراهيم‏.‏
وكان أولى بالملك منه‏.‏
وفي سنة تسع وتسعين سار ونزل على مدينة فاس وكان قد أخذها منهم ابن غانية فظفر جيشه بابن غانية عبد الله بن إسحاق بن غانية متولي فاس فقتلوه‏.‏
ثم خرج عليه عبد الرحمن بن الجزارة بالسوس وهزم الموحدين مرات ثم قتل واستولى ابن غانية على افريقية كلها سوى بجاية وقسطنطينية فسار الناصر وحاصر المهدية أربعة أشهر ثم تسلمها من ابن عم ابن غانية وصار من خواص امرائه ثم خامر إليه سير أخو ابن غانية فأكرمه أيضا‏.‏
قال عبد الواحد المراكشي في تاريخه‏:‏ فبلغني أن جملة ما أنفقه في هذه السفرة مائة وعشرون حمل ذهب‏.‏
ثم دخل الأندلس في سنة ثمان وست مائة فحشد له الإذفنش واستنفر عليه حتى فرنج الشام وقسطنطينية الكبرى‏.‏
وكانت وقعة الموضع المعروف بالعقاب‏.‏
فانكسر المسلمون‏.‏
وكان الذي أعان على ذلك أن البربر الموحدين لم يسلوا سلاحًا بل جبنوا وانهزموا غضبًا على تأخير أعطياتهم‏.‏
وثبت السلطان ولله الحمد ثباتًا كليًا ولولا ذلك لاستؤصلت تلك الجموع‏.‏
ورجعت سنة إحدى عشرة وست مائة فبها توفي أبو محمد بن الأخضر الحافظ المتقن مسند العراق عبد العزيز بن محمود بن المبارك الجنابذي ثم البغدادي‏.‏
سمع سنة ثلاثين وخمس مائة وبعدها من قاضي المرستان وإسماعيل بن السمرقندي فمن بعدهما‏.‏
وحصل الأصول الكثيرة وجمع وخرج مع الثقة والجلالة‏.‏
توفي في شوال‏.‏
وعلي بن المفضل بن علي الإمام الحافظ المفتي شرف الدين أبو الحسن اللخمي المقدسي ثم الإسكندراني الفقيه المالكي‏.‏
ولد سنة أربع وأربعين وتفقه على أبي طالب صالح ابن بنت معافى وأبي طاهر بن عوف وأكثر إلى الغاية عن السلفي والموجودين وسكن في أواخر عمره بمصر ودرس بالصاحبية وصنف التصانيف توفي في غرة شعبان‏.‏
وأبو بكر محمد بن معالي بن غنيمة البغدادي المأموني ابن الحلاوي شيخ الحنابلة في زمانه ببغداد‏.‏
وكان علامة صالحًا ورعًا كبير القر‏.‏
عاش ثمانين سنة‏.‏
وحدث عن أبي الفتح الكروخي وابن ناصر‏.‏
وتوفي في رمضان‏.‏
وعليه تفقه الشيخ المجد جد شيخنا ابن تميمة‏.‏http://www.arabna.info/vb/./images/up.gif نة اثنتي عشرة وست مائة
وفيها سار الملك المسعود أقسيس ابن السلطان الملك الكامل من الديار المصرية عندما بلغه موت صاحب اليمن سيف الإسلام فاستولى على إقليم اليمن بلا حرب‏.‏
وفيها استولى خوارزم شاه علاء الدين على غزنة وهرب ملكها ألذر إلى بهاور‏.‏
ثم جمع وحشد والتقى صاحب دهلة شمس الدين الدزمش فقتل الدز‏.‏
وفيها انهزم منكلي الذي غلب على همذان والري وإصبهان ثم قتل‏.‏
وفيها توفي ابن الدبيقي أبو العباس أحمد بن بحيى بن بركة البزاز ببغداد وله بضع وستون سنة ‏.‏
روى عن قاضي المرستان وابن زريق القزاز وجماعة‏.‏
وهو ضعيف ألحق اسمه في أماكن‏.‏
توفي في ربيع الآخر‏.‏
ضعفه غير واحد‏.‏
وسليمان بن محمد بن علي الموصلي الفقيه أبو الفضل الصوفي‏.‏
ولد سنة ثمان وعشرين وسمع من إسماعيل بن السمرقندي ويحيى بن الطراح وطائفة‏.‏
توفي في ربيع الأول‏.‏
وأبو محمد بن حوط الله الحافظ عبد الله بن سليمان بن داود الأنصاري الأندلسي ولد سنة تسع وأربعين وخمس مائة وسمع من أبي الحسن بن هذيل وأبي القاسم بن حبيش وأبي بكر بن الجد وخلق كثير‏.‏
وكان موصوفًا بالإتقان حافظًا لأسماء الرجال‏.‏
صنف كتابًا في تسمية شيوخ البخارى ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ولم يتمه‏.‏
وكان إمامًا في العربية والترسل
والشعر‏.‏
ولي قضاء أشبيلية وقرطبة‏.‏
وأدب أولاد المنصور صاحب المغرب بمراكش‏.‏
توفي في ربيع الأول‏.‏
وعبد الله بن أبي بكر بن أحمد بن طليب أبو علي الحربي‏.‏
روى عن عبد الله بن أحمد بن يوسف‏.‏
توفي في ذي الحجة‏.‏
وابن منينا أبو محمد عبد العزيز بن مصال بن غنيمة البغدادي الأشناني آخر من حدث بالعراق عن قاضي المرستان‏.‏
وسمع من جماعة‏.‏
توفي في ذي الحجة عن سبع وثمانين سنة‏.‏
والحافظ عبد القادر الرهاوي أبو محمد الحنبلي‏.‏
كان مملوكًا لبعض أهل الموصل فأعتقه‏.‏
وحبب إليه فن الحديث فسمع الكثير وصنف وجمع وله الأربعون المتباينة الإسناد والبلاد‏.‏
وهو أمر ما سبقه إليه أحد ولا يرجوه بعده محدث لخراب البلاد‏.‏
سمع بإصبهان من مسعود الثقفي وطبقته وبهمذان من أبي العلاء الحافظ وأبي مهراة زرعة والمقدسي بن عبد الجليل بن أبي سعد آخر أصحاب بيبي الهرثمية وبمرو ونيسابور وسجستان وبغداد ودمشق ومصر‏.‏
قال ابن خليل‏:‏ كان حافظًا ثبتًا كثير التصنيف ختم به الحديث‏.‏
وقال أبو شامة‏:‏ كان صالحًا مهيبًا زاهدًا خشن العيش ورعًا ناسكًا‏.‏
قلت‏:‏ توفي في جمادى الأولى وله ست وسبعون سنة‏.‏
وأبو الحسن بن الصبوغ القدوة العارف علي بن حميد الصعيدي كان صاحب أحوال ومقامات‏.‏
وأبو عبد الله بن البناء الشيخ نور الدين محمد بن أبي المعالي عبد الله بن موهوب بن جامع البغدادي الصوفي‏.‏
صحب الشيخ أبا النجيب السهروردي وسمع من ابن ناصر وابن الزاغوني وطائفة‏.‏
وكتب سماعاته‏.‏
حدث بالعراق والحجاز ومصر والشام‏.‏
واستقر بالسميساطية إلى أن توفي في ذي القعدة عن ست وسبعين سنة‏.‏
وابن الجلالجلي كمال الدين أبو الفتوح محمد بن علي المبارك البغدادي التاجر الكبير‏.‏
سمع من هبة الله بن شريك الحاسب وغيره‏.‏
وتوفي ببيت المقدس في رمضان‏.‏
والوجيه بن الدهان أبو بكر المبارك بن المبارك بن أبي الأزهر الواسطي الضرير النحوي‏.‏
ولد سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة وسمع ببغداد من أبي زرعة ولزم الكمال عبد الرحمان الأنباري مدة وأبا محمد بن الخشاب وبرع في العربية ودرس النحو بالنظامية وكان حنبليًا فتحول حنفيًا‏.‏
وقيل تحول أيضًا شافعيًا‏.‏
وفيه أبيات سائرة‏.‏
توفي في شعبان ببغداد‏.‏
وموسى بن سعيد أبو القاسم الهاشمي البغدادي بن الصيقل‏.‏
سمع من إسماعيل ابن السمر قندي وأبي الفضل الأرموي‏.‏
وكان صدرًا معظمًا‏.‏
ولي حجابة باب النوبى ثم نقابة الكوفة‏.‏
توفي في جمادى الأولى‏.‏
ويحيى بن ياقوت البغدادي الفراش المجاور بمكة‏.‏
روى عن إسماعيل ابن السمرقندي وعبد
http://www.arabna.info/vb/./images/up.gif نة ثلاث عشرة وست مائة
قال ابن الأثير‏:‏ فيها قد وقع بالبصرة برد قيل إن أصغره كالنارنجة الكبيرة وأكبره ما يستحى الإنسان أن يذكره‏.‏
قلت‏:‏ أرض العراق قد وقع فيها مثل هذا البرد مرات عديدة ذكرته في أماكنه من تاريخي الكبير‏.‏
وفيها توفي العلامة تاج الدين الكندي أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن البغدادي المقرئ النحوي اللغوي شيخ القراء والنجاة بالشام ومسند العصر‏.‏
ولد سنة عشرين وخمس مائة وأكمل القراءات العشرة‏.‏
وله عشرة أعوام‏.‏
وهذا مالا أعلمه تهيأ لأحد سواه‏.‏
اعتنى به سبط الخياط فأقرأه‏.‏
وحرص عليه وجهزه إلى أبي القاسم هبة الله ابن الطير فقرأ عليه بست روايات وإلى أبي منصور بن خيرون وأبي بكر خطيب المحول وأبي الفضل بن المهتدي بالله فقرأ عليهم بالروايات الكثيرة وسمع من ابن الطبر وقاضي المرستان وأبي منصور القزاز وخلق‏.‏
وأتقن العربية على جماعة وقال الشعر الجيد ونال الجاه والوافر‏.‏
فإن الملك المعظم كان مديمًا للاشتغال عليه‏.‏
وكان ينزل إليه من القلعة‏.‏
توفي في سادس شوال ونزل الناس بموته درجة في القراءات وفي الحديث لأنه آخر من سمع من القاضي أبي بكر والقاضي آخر من سمع من بي محمد الجوهري والجوهري آخر من روى عن القطيعي والقطيعي آخر من روى عن الكريمي وجماعة‏.‏
وعبد الرحمان بن علي الزهري الإشبيلي أبو محمد مسند الأندلس في زمانه‏.‏
روى صحيح البخاري سماعًا عن أبي الحسن شريح وعاش بعد ما سمعه ثمانين سنة‏.‏
وهذا شيء لاأعلمه وقع لأحد بالأندلس‏.‏
توفي في آخر العام‏.‏
والملك الظاهر غازي صاحب حلب ولد السلطان صلاح الدين يوسف ابن أيوب‏.‏
ولد بمصر سنة ثمان وستين وخمس مائة‏.‏
وحدث عن عبد الله بن بري وجماعة‏.‏
وكان بديع الحسن كامل الملاحة ذا غور ودهاء ورأي ومصادقة لملوك النواحي‏.‏
فيوهمهم أنه لولا هو لقصدهم عمه العادل ويوهم عمه لولا هو لاتفق عليه الملوك وشاقوه‏.‏
وكان سمحًا جوادًا‏.‏
تزوج بابنتي عمه‏.‏
توفي في العشرين من جمادى الآخرة بالإسهال‏.‏
وتسلطن بعده الملك العزيز وله ثلاثة أعوام‏.‏
وكاسر الملك العادل لأجل بنتيه أم الطفل‏.‏
والجاجرمي مؤلف الكفاية في الفقه الإمام معين الدين أبو حامد محمد ابن إبراهيم السهلي الشافعي‏.‏
وله طريقة في الخلاف‏.‏
وجاجرم بليدة بين نيسابور وجرجان جاء منها إلى نيسابور ودرس بها ومات كهلًا في رجب‏.‏
والعزيز محمد ابن الحافظ تقي الدين عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الحافظ أبو الفتح‏.‏
ولد سنة ست وستين وخمس ورحل إلى بغداد وهو مراهق‏.‏
فسمع من ابن شاتيل وطبقته وسمع بدمشق من أبي الفهم عبد الرحمان بن أبي العجائز وطائفة‏.‏
وكتب الكثير‏.‏
وعني بالحديث ورحل إلى إصبهان وغيرها‏.‏
وكان موصوفًا بحسن القراءة وجودة الحفظ والفهم‏.‏
قال الضياء‏:‏ كان حافظًا فقيهًا ذا فنون وصفة بالمروءة التامة والديانة المتيتة‏.‏
توفي في تاسع عشر شوال‏.‏
سنة أربع عشرة وست مائة‏.‏
فيها سار خوارزم شاه في أربع مائة ألف راكب إلى أن وصل همذان قاصدًا بغداد ليتملكها ويحكم على الناصر لدين الله‏.‏
فاستعد له الناصر وفرق الأموال والسلاح وراسله مع السهروردي فلم يلتفت عليه فحكى قال‏:‏ دخلت إليه في خيمة عظيمة لم أر مثل دهليزها وهو من أطلس والأطناب حرير وفي الخدمة ملوك العجم وما وراء النهر‏.‏
وهو شاب له شعرات قاعد على تخت وعليه قباء يساوي خمسة دراهم‏.‏
وعلى رأسه قلنسوة جلد تساوي درهمًا‏.‏
فسلمت فما رد ولا أمرني بالجلوس‏.‏
فخطبت وذكرت فضل بني العباس وأطنبت في وصف الخليفة‏.‏
والترجمان يخبره‏.‏
فقال‏:‏ قل له‏:‏ هذا الذي تصفه ماهو في بغداد بل أنا أجيء وأقيم
خليفة هكذا‏.‏
ثم ردنا بلا جواب‏.‏
واتفق ان نزل همذان ثلج عظيم أهلك خيلهم‏.‏
وركب هو يومًا فعثر به فرسه فتطير وقلت الأقوات على جيوشه‏.‏
ولطف الله فردوا‏.‏
وفيها تخربت الفرنج على الملك العادل ونزلوا على عين جالوت وهوببيسان فأحرقها‏.‏
وتقهقر إلى عجلون ثم إلى الفوار‏.‏
فقطعت الفرنج الشريعة وتبعته وبيتوا اليزك وعاثوا في البلاد وتهيأ أهل دمشق للحصار واستحث العادل ملوك النواحي على النجدة وتأخر إلى مرج الصفر‏.‏
فرحعت الفرنج بالسبي والغنائم إلى نحو عكا وكانوا خمسة عشر ألفًا عليهم الهنكر وفيها توفي أبو الخطاب بن واجب أحمد بن محمد بن عمر القيسي البلنسي الإمام‏.‏
ولد سنة سبع وثلاثين وأكثر عن جده أبي حفص بن واجب وابن هذيل وابن قزمان صاحب ابن الطلاع وطائفة وأجاز له أبو بكر ابن العربي‏.‏
قال ابن الأبار‏:‏ هو حامل راية الرواية بشرق الأندلس وكان متفننًا ضابطًا نحويًا عالي الإسناد ورعًا قانتًا‏.‏
له عناية كاملة بصناعة الحديث‏.‏
ولي القضاء ببلنسية وشاطبة غير مرة‏.‏
ومعظم روايتي عنه‏.‏
توفي في رجب‏.‏
والشيخ العماد أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي أخو الحافظ عبد الغني‏.‏
ولد بجماعيل سنة ثلاث وأربعين وجاهر سنة إحدى وخمسين وخمس مائة مع أقاربه‏.‏
وسمع من عبد الواحد بن هلال وجماعة‏.‏
وببغداد من شهدة وصالح ابن الرحلة وبالموصل من
خطيبها وحفظ الخرقي والغريب للعزيزي‏.‏
وألقى الدروس وناظر واشتغل‏.‏
وقد قرأ القراءات على أبي الحسن البطائحي‏.‏
وكان متصديًا لقراءة القرآن والفقه ورعًا تقيًا متواضعًا سمحًا مفضالًا صوامًا قوامًا صاحب أحوال وكرامات موصوفًا بطول الصلاة‏.‏
قال الشيخ الموفق‏:‏ مافارقته إلا أن يسافر فما عرفت أنه عصي الله معصية‏.‏
توفي الشيخ العماد رضي الله عنه فجأة في سابع عشر ذي القعدة‏.‏
وعبد الله بن عبد الجبار العثماني أبو محمد الاسكندراني التاجر الكارمي المحدث‏.‏
سمع من السلفي فأكثر وتوفي في ذي الحجة عن سبعين سنة‏.‏
وابن الحرستاني قاضي القضاة جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الخزرجي الربعي الشافعي ولد سنة عشرين وخمس مائة وسمع سنة خمس وعشرين من عبد الكريم بن حمزة وجمال الإسلام وطاهر بن سهل الأسفراييني والكبار‏.‏
وحدث وأفتى وبرع في المذهب وانتهى إليه علو الإسناد‏.‏
وكان صالحًا عابدًا من قضاة العدل‏.‏
توفي في رابع ذي الحجة وله خمس وتسعون سنة‏.‏
وعلي بن محمدبن علي الموصلي أبو الحسن أخو سليمان‏.‏
سمع من الحسين سبط الخياط وأبي البدر الكرخي وجماعة‏.‏
توفي في جمادى الآخرة‏.‏
وابن جبير الكناني الإمام الرئيس أبو الحسين محم بن جبير البلنسي نزيل شاطبة‏.‏
ولد سنة أربعين وخمس مائة وسمع من أبيه وعلي بن أبي العيش المقرئ وأجاز له أبو الوليد بن الدباغ وحج وحدث في طريقه‏.‏
قال الأبار‏:‏ عني بالآداب فبلغ فيها الغاية وتقدم في صناعة النظم والنثر ونال بذلك دنيا عريضة‏.‏
ثم زهد ورحل مرتين إلى الشرق وفي الثالثة توفي بالاسكندرية في شعبان‏.‏
وأبو عبد الله بن سعادة الشاطبي المعمر محمد بن عبد العزيز بن سعادة‏.‏
أخذ قراءة نافع عن أبي عبد الله بن غلام الفرس والقراءات عن ابن هذيل وأبي بكر محمد بن أحمد بن عمران وسمع من ابن النعمة وابن عاشر وأبي عبيد الله محمد بن يوسف بن سعادة‏.‏
أكثر عنه ابن الأبار‏.‏
وكان مولده سنة ست عشرة وخمس مائة أو قبل ذلك‏.‏
وتوفي يشاطبة في شوال وكان مجودًا للقراءات‏.‏
سنةخمس عشرة وستمائة فيها نازلت الفرنج دمياط فجهز العادل جيشًا نجدة لولده الكامل‏.‏
وفيها كسر الملك الأشرف موسى ملك الروم كيكاوس ثم أخذ عسكره وعسكر حلب ودخل بلاد الفرنج ليشغلهم بأنفسهم عن دمياط‏.‏
فأقبل صاحب الروم إلى أعمال حلب وأخذ رعبان وتل باشر فقصده الملك الأشرف وقدم بين يديه العرب فكسبوا الروم وهزموهم‏.‏
وأخذت الفرنج برج السلسلة من دمياط وكان قفل ديار مصر‏.‏
وهو في وسط النيل فكان يمد منه سلسلة على وجه النيل إلى دمياط وأخرى إلى برج آخر فلا تمكن المراكب أن تعبر من البحر في النيل‏.‏
وفيها التقى الملك المعظم الفرنج فكسرهم‏.‏
وقتل خلق وأسر مائة فارس ولكنه نمقت إلى الناس بإدارة المكوس والحانات بدمشق واعتذر لما عنفوه بقلة المال‏.‏
ثم سار وخرب بانياس وتبنين‏.‏
وقد كانت قفلًا للشام‏.‏
وزعم أنه خربها خوفًا من استيلاء الفرنج‏.‏
وكذلك كان قد أنشأ قلعة منيعة على الطور من أعوام فأخربها وعجز عن حفظ ذلك لاحتياجه إلى المال والرجال‏.‏
ثم سار الكامل والتقى الفرنج فهزمهم ببر دمياط‏.‏
وفيها توفي صاحب مصر والشام العادل وصاحب الروم وصاحب الموصل‏.‏
وفيها جاءت رسل جنكزخان ملك التتار محمود الخوارزمي وعلي البخاري بتقدمة مستطرفة إلى خوارزم شاه ويطلب منه المسالمة والهدنة‏.‏
فاستمال خوارزم شاه محمودًا الخوارزمي وقال‏:‏ أنت منا وإلينا‏.‏
وأعطاه معضدة جوهر وقرر معه أن يكون عينًا للمسلمين‏.‏
ثم قال له‏:‏
أصدقني أيملك جنكزخان طمغاج الصين قال‏:‏ نعم فما ترى قال‏:‏ الهدنة‏.‏
فأجاب وسر جنكزخان بإجابته‏.‏
واستقر الحال إلى أن جاء من بلاده تجار إلى ماوراء النهر وعليها خال خوارزم شاه‏.‏
فقبض عليهم وأخذ أموالهم شرهًا منه‏.‏
ثم كاتب خوارزمشاه يقول‏:‏ إنهم تتار في زي التجار‏.‏
وقصدهم يجسوا البلاد‏.‏
ثم جاءت رسل جنكزخان إلى خوارزم شاه يقول‏:‏ إن كان مافعله خالك بأمره فسلمه إلينا وإن كان بأمرك فالغدر قبيح وستشاهد ما تعرفني به‏.‏
فندم خوارزم شاه وتجلد‏.‏
وأمر بالرسل فقتلوا ليقضي الله أمرًا كان مفعولا‏.‏
فيالها حركة عظيمة الشؤم أجرت كل قطرة بحرًا من الدماء‏.‏
وفيها توفي محدث بغداد ابو العباس البندنيجي أحمد بن أحمد بن كرم الحافظ المعدل ولد سنة إحدى واربعين وسمع من أبي بكر بن الزاغوني وأبي الوقت فمن بعدهما‏.‏
وعني بالحديث وفنونه‏.‏
وكان من أطيب الناس قراءة للحديث‏.‏
وهو الذي أظهر إجازة الناصر لدين الله من أبي الحسين عبد الحق وطبقته‏.‏
ولكنه كان ضعيفًا لأمور‏.‏
توفي في رمضان‏.‏
والشمس العطار أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد السلمي البغدادي الصيدلاني نزيل دمشق‏.‏
ولد سنة ست وأربعين وسمع الناس منه صحيح البخاري غير مرة‏.‏
وكان ثقة توفي في شعبان‏.‏
وصاحب الموصل السلطان الملك القاهر عز الدين أبو الفتح مسعود ابن السلطان نور الدين آرسلان شاه بن مسعود الأتابكي‏.‏
ولد سنة تسعين وخمس مائة وتملك بعد أبيه وله سبع عشرة سنة‏.‏
وكان موصوفًا بالملاحة والعدل والسماحة‏.‏
قيل إنه سم‏.‏
ومات في ربيع ىلآخر وله خمس وعشرون سنة‏.‏
وعظم على الرعية فقده‏.‏
وولي بعده بعهد منه ولده نور الدين إرسلان شاه‏.‏
ويسمى أيضًا عليًا وله عشر سنين‏.‏
فمات في أواخر السنة أيضًا‏.‏
وزينب الشعرية الحرة أم المؤيد بنت أبي القاسم عبد الرحمان بن الحسن بن أحمد بن سهل الجرجاني ثم النيسابوري الشعري الصوفي‏.‏
ولدت سنة أربع وعشرين وسمعت من ابن الفراوي عبد الله لا من أبيه ومن زاهر الشحامي وعبد المنعم بن القشيري وطائفة‏.‏
توفيت في جمادى الآخرة وانقطع بموتها إسناد عال‏.‏
وأبو القاسم بن الدامغاني قاضي القضاة عبد الله بن الحسين بن أحمد ابن علي ابن قاضي القضاة ابي عبد الله الدامغاني الفقيه العلامة عماد الدين‏.‏
سمع من تجني الوهبانية وولي القضاء بالعراق سنة ثلاث وست مائة إلى أن عزل سنة إحدى عشرة توفي في ذي القعدة‏.‏
والقاضي شرف الدين بن الزكي القرشي أبوطالب عبد الله بن زيد القضاة عبد الرحمان بن سلطان بن يحيى بن علي الدمشقي الشافعي‏.‏
ناب في الحكم عن ابن عمه القاضي محيي الدين ثم عن ابنه زكي الدين الطاهر‏.‏
ودرس بالشامية الكبيرة وهوأول من درس بالرواحية توفي في شعبان‏.‏
وصاحب الروم الملك الغالب عز الدين كيكاوس بن كيخسرو بن قلج أرسلان السلجوقي سلطان قونية وأقصرا وملطية وأخو السلطان علاء الدين كيقباذ‏.‏
كان ظلومًا غشومًا سفاكًا للدماء‏.‏
قيل‏:‏ إنه مات فجأة مخمورًا فأخرجوا أخاه علاء الدين وملكوه بعده‏.‏
وذلك في شوال‏.‏
وأبو الفتوح البكري فخر الدين محمد بن محمد بن محمد بن عمروك القرشي التيمي النيسابوري الصوفي‏.‏
ولد سنة ثمان عشرة وخمس مائة ولو سمع في صغره لصار مسند عصره‏.‏
وقد سمع من أبي الأسعد القشيري وغيره وبالاسكندرية مع ابنه محمد من السلفي‏.‏
وحدث بأماكن‏.‏
توفي في جمادى الآخرة‏.‏
والركن العميدي صاحب الجست أبو حامد محمد بن محمد بن السمرقندي الحنفي‏.‏
أخذ عن الرضي النيسابوري وبرع في الخلاف الجدل وصنف الطريقة المشهورة وكتاب شرح الإرشاد توفي في جمادى الآخرة ببخارى‏.‏
والسلطان الملك العادل سيف الدين أبو بكر محمد بن الأمير نجم الدين أيوب بن شاذي‏.‏
ولد ببعلبك حال ولاية أبيه عليها ونشأ في خدمة نور الدين مع أبيه‏.‏
وكان أخوه صلاح الدين يستشيره ويعتمد على رأيه وعقله ودهائه‏.‏
ولم يكن أحد يتقدم عليه عنده‏.‏
ثم تنقلت به الأحوال واستولى على الممالك وسلطن ابنه الكامل على الديار المصرية وابنه المعظم على الشام وابنه الأشرف على الجزيرة وابنه الأوحد على على خلاط وابن ابنه المسعود على اليمن وكان ملكًا جليلًا سعيدًا طويل العمر عميق الفكر بعيد الغور جماعًا للمال ذا حلم وسؤدد‏.‏
وبر كثير وكان يضرب به المثل بكثرة أكله وله نصيب من صوم وصلاة‏.‏
ولم يكن محببًا إلى الرعية لمجيئه بعد الدولتين النورية والصلاحية‏.‏
وقد حدث عن السلفي وخلف سبعة عشر ابنًا تسلطن منهم الكامل والمعظم والأشرف والصالح وشهاب الدين غازي صاحب ميافارقين‏.‏
وتوفي في سابع جمادى الآخرة وله بضع وسبعون سنة‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 10:23 PM

سنة ست عشرة وست مائة فيها تحركت التتار‏.‏
فخارت قوى السلطان خوارزم شاه وتقهقر بين أيديهم ببلاد ما وراء النهر وانجفل الناس بخوارزم وأمرت أمه بقتل من كان محبوسًا من الملوك بخوارزم وكانوا يضعة عشر نفسًا‏.‏
ثم سارت بالخزائن إلى قلعة ايلال بمازندران ووصل خوارزم شاه إلى همذان في نحو عشرين ألفًا وتقوضت أيامه‏.‏
وفي أول العام خرب الملك المعظم سور بيت المقدس عجزًا وخوفًا من الفرنج أن تملكه فتشتت أهله وتعثروا وكان هو مع أخيه الكامل في كشف الفرنج عن دمياط وتم لهم وللمسلمين حروب وقتال كثير وجرت أمور يطول شرحها‏.‏
وجدت الفرنج في محاصرة دمياط وعملوا عليهم خندقًا كبيرًا وثبت أهل البلد ثباتًا لم يسمع بمثله وكثر فيهم القتل والجراح والموت وعدمت الأقوات ثم سلموها بالأمانفس شعبان وطار عقل الفرنج وتسارعوا إليها من كل فج عميق وشرعوا في تحصينها وأصبحت دار هجرتهم وترجوا بها أخذ ديار مصرية‏.‏
وأشرف الإسلام على خطة خسف اقبلت التتار من المشرق والفرنج من المغرب‏.‏
وعزم لمصريون على الجلاء فثبتهم الكامل إلى أن سار إليه أخوه الأشرف كما يأتي‏.‏
وفيها توفي أحمد بن سليمان بن الأصفر أبو العباس الخريبي روى عن أحمد بن علي بن الأشقر وابن الطلابة‏.‏
توفي في ذي الحج‏.‏
وأحمد بن محمد بن سيدهم أبو الفضل الأنصاري الدمشقي الجابي المعروف بابن الهراس‏.‏
سمع من نصر الله المصيصي وغيره‏.‏
توفي في شعبان‏.‏
وابن ملاعب زين الدين أبو البركات داود بن أحمد بن محمد بن منصور بن ثابت بن ملاعب الأزجي وكيل القضاة‏.‏
روى عن الأرموي وابن ناصر وطائفة‏.‏
وبعض سماعاته في الخامسة‏.‏
توفي في جمادى الآخرة بدمشق‏.‏
وريحان بن تيكان بن موسك الحربي الضرير‏.‏
مات في صفر وله بضع وتسعون سنة‏.‏
روى عن أحمد بن الطلاية والمبارك بن أحمد الكندي‏.‏
وست الشام الخاتون أخت الملك العادل‏.‏
توفيت في ذي القعدة ودفنت بتربتها التي بمدرستها الشامية‏.‏
رحمها الله تعالى‏.‏
وأبو منصور بن الرزاز سعيد بن محمد ابن العلامة المفتي سعيد بن محمد ابن عمر البغدادي‏.‏
روى البخاري عن أبي الوقت وحضر ابا الفضل الأرموي‏.‏
وأبو البقاء العلامة محب الدين عبد الله بن الحسين بن أبي البقاء العكبري ثم الأزجي الضرير الحنبلي النحوي الفرضي‏.‏
صاحب التصانيف‏.‏
قرأ القراءات على ابن عساكر البطائحي وتأدب على ابن الخشاب وتفقه على أبي يعلى الصغير وروى عن ابن الطي وطائفة‏.‏
وحاز قصب السبق في العربية وتخرج به خلق‏.‏
ذهب بصره في صغره بالجدري‏.‏
وكان دينًا ثقة‏.‏
توفي في ربيع الآخر‏.‏
وابن شاش العلامة جلال الدين أبو محمد عبد الله بن نجم بن شاش بن نزار الجذامي السعدي المصري شيخ المالكية وصاحب كتاب الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة‏.‏
كان من كبار الأئمة العاملين‏.‏
حج في آخر عمره ورجع فامتنع من الفتيا إلى أن مات مجاهدًا في سبيل الله في حدود رجب‏.‏
وعبد الرحمان بن محمد بن علي بن يعيش الصدر أبو الفرج الأنباري أخو أبي الحسن علي‏.‏
روى عن عبد الوهاب الأنماطي وغيره‏.‏
وعمر تسعين سنة‏.‏
توفي في شعبان‏.‏
وعبد العزيز بن أحمد بن مسعود ابن الناقد أبو محمد البغدادي المقرئ الصالح‏.‏
قرأ القراءات على أبي الكرم الشهرزوري وغيره وسمع من أبي سعد البغدادي والأرموي‏.‏
توفي في شوال‏.‏
والافتخار الهاشمي أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل العباسي البلخي ثم الحلبي الحنفي‏.‏
إمام المذهب بحلب‏.‏
سمع بما وراء النهر من القاضي عمر بن علي المحمودي وأبي شجاع البسطامي وجماعة‏.‏
وبرع في المذهب وناظر وصنف وشرح الجامع الكبير وتخرج به الأصحاب وعاش ثمانين سنة توفي في جمادى الآخرة‏.‏
وعلي بن القاسم ابن الحافظ الكبير أبي القاسم بن عساكر عماد الدين أبو القاسم ولد سنة إحدى وثمانين وسمع من أبيه وعبد الرحمان بن الخرقي وإسماعيل الجنزوري‏.‏
ورحل إلى خراسان فكان آخر من رحل إليها من المحدثين‏.‏
وأكثر عن المؤيد الطوسي ونحوه‏.‏
وكان صدوقًا ذكيًا فهمًا حافظًا مجدًا في الطلب إلا أنه كان تشيع‏.‏
وقد خرجت عليه الحرامية في قفوله من خراسان فجرحوه‏.‏
وأدركه الموت ببغداد في جمادى الأولى‏.‏
وصاحب سنجار الملك المنصور قطب الدين محمد بن عماد الدين زنكي بن مودود بن زنكي بن آقسنقر‏.‏
تملك سنجار مدة‏.‏
حاصره الملك العادل ايامًا ثم رحل عنه بأمر الخليفة‏.‏
توفي في صفر‏.‏
وتملك بعده ولده عماد الدين شاهنشاه أشهرًا ومات قبله أخوه عمر وتملك بعده مديدة ثم سلم سنجار إلى الأشرف ثم مات‏.‏
سنة سبع عشرة وست مائة فيها قصد الموصل الملك مظفر الدين صاحب إربل‏.‏
فالتقاه بدر الدين لولو وكسره‏.‏
وأفلت ونازل مظفر الدين الموصل‏.‏
فنجدها الأشرف ثم وقع الصلح‏.‏
وفي رجب وقعة البرلس بين الكامل والفرنج وكانت فتحًا عزيزًا‏.‏
قتل من الملاعين عشرة آلاف وانهوموا إلى دمياط‏.‏
وفيها حج بالعراقيين أقباش مملوك الخليفة‏.‏
وكان من أحسن أهل زمانه‏.‏
استراه الناصر بخمسة
آلاف دينار‏.‏
وكان معه تقليد بمكة لحسن بن قتادة لموت أبيه في وسط العام‏.‏
فجاءه بعرفات راجح فقال‏:‏ أنا أكبر ولد قتادة فولني‏.‏
فتوهم حسن أنه معزول‏.‏
فأغلق مكة فركب أقباش ليسكن الفتنة وقال‏:‏ ما قصدي قتال‏.‏
فثار به أولئك العبيد الأشرار وحملوا‏.‏
فانهزم أصحابه‏.‏
فتقدم عبد فعرقب فرسه‏.‏
فوقع فذبحوه وعلقوا رأسه‏.‏
وأرادوا نهب العراقيين‏.‏
فقام في القضية أمير الشاميين المعتمد والي دمشق ورد معه ركب العراق‏.‏
وأما التتار فإنهم أخذوا في آخر عام ستة عشر بخارىوقتلوا وما أبقوا‏.‏
ثم عبروا نهر جيحون واستولوا على خراسان قتلًا وسببًا وتخريبًا وإبادة إلى حدود العراق بعد أن هزموا جيوش خوارزم شاه ومزقوهم‏.‏
ثم عطفوا إلى قزوين فاستباحوها وحاصروا تبريز وبها ابن البهلوان‏.‏
فبذل لهم أموالًا وتحفًا‏.‏
فرحلوا عنه ليشنوا على الساحل‏.‏
فوصلوا إلى موغان وحاربوا الكرج وهزموهم في ذي القعدة من سنة سبع عشرة‏.‏
ثم ساروا إلى مراغة وأخذوها بالسيف ثم كروا نحو إربل فاجتمع لحربهم عسكر العراق والموصل مع صاحب إربل فهابوهم وعرجوا إلى همذان فحاربهم أهلها أشد محاربة في العام المقبل وأخذوها بالسيف وأحرقوها ثم نزلوا على بيلقان وأخذوها بالسيف وقتلوا بلا استثناء‏.‏
ثم حاربوا الكرج أيضًا وقتلوا منهم نحو ثلاثين ألفًا ثم سلكوا طرقًا وعرة في جبال دربند شروان وانبثوا من تلك الأراضي وبها اللان واللكز وطوائف من الترك وفيهم قليل مسلمون‏.‏
فتجمعوا والتقوا‏.‏
فكانت الدبرة على اللان‏.‏
ثم بيتوا القفجاق فملكوها وأقاموا هناك إلى سنة عشرين وست مائة‏.‏
ولما تمكن الطاغية جنكزخان وعتا وتمرد وأباد وأذل العرب والعجم قسم عساكره وجهز كل فرقة إلى ناحية من الأرض ثم عادت إليه أكثر عساكره إلى سمرقند‏.‏
فلا يقال كم أباد هؤلاء من بلد وإنما يقال كم بقي‏.‏
وكان خوارزم شاه محمد بطلًا مقدامًا هجامًا وعسكره أو شابًا ليس لهم ديوان ولا إقطاع بل يعيشون من النهب والغارات‏.‏
وهم تركي كافر أو مسلم جاهل لم يعرفوا تعبئة العسكرفي المصاف ولم يدمنوا إلا على المهاجمة ولا لهم زرديات ولا عدد جند‏.‏
ثم إنه كان يقتل بعض القبيلة ويستخدم باقيها ولم يكن فيه سيء منالمداراة ولا التؤدة لالجنده ولالعدوه‏.‏
وتحرش بالتتار وهم يغضبون على من يرضيهم فكيف بمن يغضبهم ويؤذيهم‏.‏
فخرجوا عليهوهم بنوا أب وأولوا كلمة مجتمعة وقلب واحد ورئيس مطاع فلم يمكن أن يقف مثل خوارزم شاه بين أيديهم‏.‏
ولكل أجل كتاب‏.‏
فطووا الأرض وكلت أسلحتهم وتكلكلت أيديهم مما بسطنا أخبارهموشرحنا ما تم للإسلام وأهله في التاريخ الكبير‏.‏
فإنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏
وفيها توفي زكي الدين الطاهر قاضي القضاة ولد قاضي القضاةمحيي الدين محمد ابن قاضي القضاة زكي الدين علي ابن قاضي القضاة المنتجب محمد بن يحيى اقرشي الدمشقي‏.‏
ولي قبل ابن الحرستاني ثم بعده‏.‏
وكان ذا هيبة وحشمة وسطوة‏.‏
وكان الملك المعظم يكرهه‏.‏
فاتفق أن زكي الدين طالب جابي العزيزية بالحساب‏.‏
فأساء الأدب عليه‏.‏
فأمر بضربه بين يديه‏.‏
فوجد المعظم سبيلًا إلى أذيته وبعث إليه بخلعة أمير قباء وكلوته وألزمه بلبسها في مجلس حكمه‏.‏
ففعل‏.‏
ثم قام فدخل ولزم بيته ومات كمدًا‏.‏
يقال إنه رمى قطعًا من كبده‏.‏
ومات في صفر كهلًا وندم المعظم‏.‏
والشيخ عبدالله اليونيني وهو ابن عثمان بن جعفر الزاهد الكبير أسد الشام‏.‏
وكان شيخًا مهيبًا طوالًا حاد الحال تام الشجاعة أمارًا بالمعروف نهاء عن المنكر كثير الجهاد دائم الذكر عظيم الشأن منقطع القرين صاحب مجاهدات وكرامات كان الأمجد صاحب بعلبك يزوره‏.‏
وكان يهينه ويقول‏:‏ يا مجيد أنت تظلم وتفعل‏.‏
وهو يعتذر إليه‏.‏
وقيل كان قوسه ثمانين رطلًا‏.‏
وما كان يبالي بالرجال قلوا أو كثروا وكان ينشد هذه الأبيات ويبكي‏:‏ شفيعي إليكم طول شواقي إليكم وكل كريم للشفيع قبول وعذري إليكم أنني في هواكم أسير ومأسور الغرام ذليل فإن تقبلوا عذري فأهلًا ومرحبا وإن لم تجيبوا فالمحب حمول سأصبر لا عنكم ولكن عليكم عسى لي إلى ذاك الجناب وصول وأبو المظفر ابن السمعاني فخر الدين عبد الرحيم بن الحافظ أبي سعد عبد الكريم ابن الحافظ أبي بكر محمد ابن الإمام أبي المظفر منصور بن محمد التميمي المروزي الشافعي الفقيه المحدث مسند خراسان‏.‏
ولد سنة سبع وثلاثين وخمس مائة وروى كتبًا كبارًا صحيح البخاري ومسند الحافظ أبي عوانة وسنن أبي داود و جامع أبي عيسى و تاريخ الفسوي و مسند الهيثم بن كليب‏.‏
سمع من وجيه الشحامي وأبي تمام أحمد بن محمد بن المختار وأبي سعد الأسعد القشيري وخلق‏.‏
رحله أبوه إليهم بمرو ونيسابور وهراة وبخاري وسمرقند‏.‏
ثم خرج له أبوه معجمًا في ثمانية عشر جزءًا‏.‏
وكان مفتيًا عارفًا بالمذهب‏.‏
عدم في دخول التتار بمرو في آخر العام‏.‏
وقتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى العلوي الحسني صاحب مكة أبو عزيز‏.‏
وعاش أكثر من ثمانين سنة‏.‏
وخوارزم شاه محمد بن تكش السلطان الكبير علاء الدين‏.‏
كان ملكًا جليلًا أصيلًا عالي الهمة واسع الممالك كثير الحروب ذا ظلم وجبروت وغور ودهاء‏.‏
تسلطن بعد والده علاء الدين تكش فدانت له الملوك وذلت له الأمم وأباد أمة الخطا واستولى على بلادهم إلى أن قهر بخروجالتتار الطمغاجية عسكر جنكزخان‏.‏
واندفع قدامهم وأتاه أمر الله من حيث لم يحتسب فما وصل إلى الري إلا وطلائعهم على رأسه‏.‏
فانهزم إلى برجين وقد مسه النصب فأدركوه وما تركوه يبلع ريقه فتحامل إلى همذان ثم إلى مازندران وقعقعة سلاحهم قد ملأت مسامعه‏.‏
فنزل ببحيرة هناك ثم مرض بالإسهال وطلب الدواء فأعوزه الخبر ومات‏.‏
فقيل إنه حمل في البحر إلى دهستان‏.‏
وأما ابنه جلال الدين فتقاذفت به البلاد ثم رمته الهند إلىكرمان‏.‏
وقيل بلغ عدد جيشه ثلاث مائة ألف وقيل أكثر من ذلك‏.‏
وصدر الدين شيخ الشيوخ أبو الحسن محمد ابن شيخ الشيوخ عماد الدين عمر بن علي الجويني‏.‏
برع في مذهب الشافعي وسمع من يحيى الثقفي ودرس وافتى وزوجه شيخه القطب النيسابوري بابنته فأولدها الإخوة الأمراء الأربعة‏.‏
ثم ولي بمصر تدريس الشافعي ومشهد الحسين‏.‏
وبعثه الكامل رسولًا يستنجد بالخليفة وجيشه على الفرنج‏.‏
فأدركه الموت بالموصل‏.‏
أجاز له أبو الوقت وجماعة‏.‏
وكان كبير القدر وصاحب حماة الملك المنصور محمد بن المظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب‏.‏
سمع من أبي الطاهر بن عوف وجمع تاريخًا على السنين في مجلدات‏.‏
وقد تملك حماة بعده ولده الناصر قلج أرسلان فأخذها منه الكامل وسجنه ثم أعطاه لأخيه الملك المظفر‏.‏
والمؤيد بن محمد بن علي بن حسن رضي الدين أبو الحسن الطوسي المقرئ مسند خراسان‏.‏
ولد سنة أربع وعشرين وسمع صحيح مسلم من الفراوي وصحيح البخاري من جماعة وعدة كتب وأجزاء‏.‏
وانتهى إليه علو الإسناد بنيسابور ورحل إليه من الأقطار‏.‏
توفي ليلة الجمعة العشرين من شوال رحمه الله‏.‏
وناصر بن مهدي الوزير نصير الدين العجمي‏.‏
قدم من مازندران سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة فوزر للخليفة الناصر سنتين ثم قبض عليه سنة أربع وست مائة‏.‏
وعاش إلى هذا الوقت‏.‏
توفي في جمادى الأولى‏.‏
سنة ثمان عشرة وست مائة استهلت والدنيا تغلي بالتتار وتجمع إلى السلطان جلال الدين بن خوارزم شاه فل عساكره والتقى تولي خان بن جنكزخان‏.‏
فانكسر تولي خان وأسر خلق من التتار وقتل آخرون ولله الحمد فقامت قيامة جنكزخان واشتد غضبه إذ لم يهزم له جيش قبلها‏.‏
فجمع جيشه وسار بهم إلى ناحية السند‏.‏
فالتقاه جلال الدين في شوال من السنة فانهزم جيشه وثبت هو وطائفة‏.‏
ثم حمل بنفسه على قلب جنكزخان وكسره وولي جنكزخان منهزمًا‏.‏
وكادت الدائرة تدور عليه لولا كمين له عشرة آلاف خرجوا على المسلمين‏.‏
فطحنت الميمنة وأسر ولد السلطان جلال الدين‏.‏
فتبدد نظامه وتقهقر إلى حافة السند‏.‏
وأما بغداد فانزعج أهلها وقنت المسلمون وتأهب وفيها سار الملك الأشرف ينجد أخاه الكامل وسار معه عسكر الشام‏.‏
وخرجت الفرنج من دمياط بالفارس والراجل أيام زيادة النيل فنزلوا على ترعة فبثق المسلمون عليها النيل فلم يبق لهم وصول إلى دمياط‏.‏
وجاء الأصطول فأخذوا مراكب الفرنج وكانوا مائة كند وثمان مائة فارس فيهم صاحب عكا وخلق من الرجالة‏.‏
فلما عاينوا الخذلان بعثوا يطلبون الصلح ويسلمون دمياط إلى الكامل‏.‏
فأجابهم ثم جاءه أخواه بالعساكر في رجب‏.‏
فعمل سماطًا عظيمًا وأحضر ملوك الفرنج وأنعم عليهم ووقف في خدمته المعظم والأشرف‏.‏
وكان يومًا مشهودًا‏.‏
وقام راجح الحلي فأنشد قصيدة منها‏:‏ ونادى لسان الكون فيالأرض رافعًا عقيرته في الخفافين منوشدا أعباد عيسى إن عيسى وحزبه وموسى جميعًا ينصران محمدا وأشار إلى الإخوة الثلاثة‏.‏
وفيها توفي الشيخ الزاهد القدوة نجم الدين أبو الجناب أحمد بن عمر ابن محمد الخيوقي الصوفي المحدث شيخ خوارزم‏.‏
ويقال له نجم الدين الكبري‏.‏
وخيوق من قرى خوارزم‏.‏
كان صاحب حديث وسنة وزهد وورع‏.‏
له عظمة في النفوس وجاه عظيم‏.‏
رحل في الحديث وسمع بهمذان من الحافظ أبي العلاء وبالسكندرية من السلفي وعني بمذهب الشافعي وبالتفسير‏.‏
وله تفسير في اثني عشر مجلدًا‏.‏
ولما نزلت التتار على خوارزم في هذه السنة خرج لقتالهم في خلق فاستشهدوا على باب البلد‏.‏
وعبد المعز بن أبي الفضل بن أحمد أبو روح الهروي البزاز ثم الصوفي مسند العصر‏.‏
ولد سنة اثنتين وعشرين وخمس مائة‏.‏
وسمع من غنيم الجرجاني وزاهر الشحامي وطبقتهما‏.‏
وله مشيخة في جزء‏.‏
روى شيئًا كثيرًا‏.‏
واستشهد في دخول التتار هراة‏.‏
في ربيع الأول‏.‏
وهو آخر من كان بينه وبين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سبعة أنفس ثقات‏.‏
والقاسم ابن المفتي أبي سعد عبد الله بن عمر أبو بكر بن الصفار النيسابوري الشافعي الفقيه‏.‏
روى عن جده العلامة عمر بن أحمد الصفار ووجيه الشحامي وأبي الأسعد القشيري وطائفة‏.‏
وكان مولده سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة‏.‏
استشهد في دخول التتار نيسابور في صفر‏.‏
والشهاب محمد بن خلف بن راجح الإمام أبو عبد الله المقدسي الحنبلي الفقيه المناظر‏.‏
رحل إلى السلفي فأكثر عنه وإلى شهدة وطبقتها فأكثر عنهم‏.‏
وأخذ الخلاف عن ابن المني‏.‏
وكان بحاثًا مفحمًا للخصوم ذا حظ من صلاح الدين وأوراد وسلامة صدر وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر‏.‏
نسخ الكثير‏.‏
ومات في صفر عن ثمان وستين سنة‏.‏
ومحمد بن عمر بن عبد الغالب العثماني المحدث أبو عبد الله الدمشقي‏.‏
دين صالح ورع‏.‏
روى عن أحمد بن حمزة الموازيني وابن كليب وخليل الرازي وطبقتهم‏.‏
توفي بالمدينة النبوية في المحرم كهلًا‏.‏
وفيها توفي موسى ابن الشيخ عبد القادر الجيلي أبو نصر‏.‏
روى عن أبيه وابن ناصر وسعيد بن البنا وأبي الوقت‏.‏
وسكن دمشق‏.‏
وكان عريًا من العلم‏.‏
توفي في أول جمادى الآخرى عن ثمانين سنة‏.‏
وهبة الله بن الخضر بن هبة الله بن أحمد بن طاوس السديد أبو محمد الدمشقي‏.‏
سمعه أبوه من نصر الله المصيصي وابن البن وجماعة‏.‏
وكان كثير التلاوة‏.‏
توفي في جمادى الأولى‏.‏
سنة تسع عشر وست مائة فيها توفي أبو طالب أحمدبن عبد الله بن الحسين بن حديد الكناني الإسكندراني المالكي‏.‏
روى عن السلفي وجماعة‏.‏
وهومن بيت قضاء وحشمة‏.‏
توفي في جمادى الآخرة‏.‏
وابن الأنماطي الحافظ تقي الدين أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن المصري الشافعي‏.‏
روى عن البوصيري ومن بعده ورحل إلى الشام والعراق وكتب الكثير وحصل

وثابت بن مشرف أبو سعد الأزجي البناء المعمار‏.‏
روى عن ابن ناصر والكروخي وطبقتهما فأكثر‏.‏
وحدث بدمشق وحلب‏.‏
وتوفي في ذي الحجة‏.‏
والشيخ علي بن إدريس اليعقوبي الزاهد صاحب الشيخ عبد القادر‏.‏
سيد زاهد عابد رباني متاله بعيد الصيت‏.‏
توفي في ذي القعدة‏.‏
ومسمار بن عمر بن محمد بن العويس أبو بكر البغدادي النيار نزيل الموصل‏.‏
روى عن أبي الفضل الأرموي وابن ناصر وجماعة‏.‏
وحدث بالكثير‏.‏
وكان دينًا خيرًا يقرىء القرآن‏.‏
توفي بالموصل في شعبان‏.‏
وأبو الفتوح بن الحصري الحافظ برهان الدين نصر بن أبي الفرج محمد ابن علي البغدادي الحنبلي المقرئ‏.‏
قرأ القراءات على أبي الكرم الشهرزوري وأقرأها‏.‏
وحدث عن أبي بكر بن الزاغوني وأبي طالب العلوي وخلق كثير‏.‏
وكان يفهم الحديث‏.‏
وجاور بمكة وتعبد ثم خرج إلى اليمن فأدركه أجله بالمهجم في أول السنة‏.‏
وقيل في ربيع الآخر عن ثلاث وثمانين سنة‏.‏
والشيخ يونس بن يوسف بن مساعد الشيباني المخارقي القنيي والقنية قرية من نواحي ماردين وهذا شيخ الطائفة اليونيسية أولى الشطح وقلة العقل وكثرة الجهل‏.‏
أبعد الله شرهم‏.‏
وكان رحمه الله صاحب حال وكشف يحكى عنه كرامات‏.‏

فيها كانت الملحمة البرى بين التتار الذين جاوزوا الدربند وبين القفجاق والروس‏.‏
وثبت الجمعان أيامًا ثم انتصرت التتار وغسلوا اولئك بالسيف‏.‏
وفيها توفي أبو علي الحسن بن زهرة الحسيني النقيب رأس الشيعة بحلب‏.‏
وعزهم وجاههم وعالمهم‏.‏
كان عارفًا بالقراءات والعربية والأخبار والفقه على رأي القوم‏.‏
وكان متعينًا للوزارة أنقذ رسولًا إلى العراق وغيرها‏.‏
اندكت الشيعة بموته‏.‏
والحسين بن يحيى بن أبي الرداد المصري ويسمى أيضًا محمدًا‏.‏
كان آخر من روى بنفس مصر عن رفاعة الخلعيات‏.‏
توفي في ذي القعدة‏.‏
والشيخ موفق الدين المقدسي أحد الأئمة الأعلام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة الحنبلي صاحب التصانيف‏.‏
ولد بجماعيل سنة إحدى وأربعين وخمس مائة‏.‏
وهاجر مع أخيه الشيخ أبي عمر سنة إحدى وخمسين وحفظ القرآن وتفقه ثم ارتحل إلى بغداد فأدرك الشيخ عبد القادر وسمع منه ومن هبة الله الدقاق وابن البطي وطبقتهم‏.‏
وتفقه على ابن المني حتى فاق على الأقران وحاز قصب السبق وانتهى إليه معرفة المذهب وأصوله‏.‏
وكان مع تبحره في العلوم وتفننه ورعًا زاهدًا ربانيًا عليه هيبة ووقار وفيه حلم وتؤده‏.‏
وأوقاته مستغرقة للعلم والعمل‏.‏
وكان يفحم الخصوم بالحجج والبراهين ولا يتحرج ولاينزعج وخصمه يصيح ويحترق‏.‏
قال الحافظ الضياء‏:‏ كان تام القامة أبيض مشرق الوجه أدعج العينين كأن النور يخرج من وجهه لحسنه واسع الجبين طويل اللحية قائم الأنف مقرون الحاجبين لطيف اليدين نحيف الجسم إلى أن قال‏:‏ رأيت الإمام أحمد في النوم فقال‏:‏ ما قصر صاحبكم الموفق في شرح الخرقي‏.‏
وسمعت أبا عمرو بن الصلاح المفتي يقول‏:‏ ما رأيت مثل الشيخ الموفق‏.‏
وسمعت شيخنا أبا بكر بن غنيمة المفتي ببغداد يقول‏:‏ ماأعرف أحدًا في زماننا أدرك درجة الاجتهاد إلا الموفق‏.‏
قلت‏:‏ جمع له الضياء ترجمة في جزئين‏.‏
ثم قال‏:‏ توفي يوم عيد الفطر‏.‏
والشيخ فخر الدين ابن عساكر شيخ الشافعية بالشام أبو منصور عبد الرحمان بن محمد بن الحسن بن هبة الله‏.‏
ولد سنة خمسين وخمس مائة وسمع من عميه الصائن والحافظ أبي القاسم وحسان الزيات وطائفة‏.‏
وبرع في المذهب على القطب النيسابوري وتزوج بابنته ودرس بالجاروخية ثم بالصلاحية بالقدس ثم بالتقوية وكان يقيم بالقدس أشهرا وبدمشق أشهرًا‏.‏
وكان لا يمل الشخص من رؤيته لحسن سمته واقتصاده في لباسه ولطفه ونور وجهه وكثرة ذكره لله‏.‏
عرض عليه المعظم القضاء فامتنع وأشار بتولية ابن الحرستاني فولي‏.‏
وكان له مصنفات في الفقه لم تنشر‏.‏
توفي في رجب وله سبعون سنة‏.‏
وصاحب المغرب السلطان المستنصر بالله أبو يعقوب ابن يوسف بن محمد يعقوب ابن يوسف بن عبد المؤمن القيسي‏.‏
لم يكن في آل عبد المؤمن أحسن منه ولا أفصح ولا أشغف باللذات‏.‏
ولي الأمر عشر سنين بعد أبيه ومات شابًا لم يعقب‏.‏
مات في شوال أو ذي القعدة‏.‏
سنة إحدى وعشرين وست مائة فيها استولى السلطان جلال الدين الخوارزمي على بلاد أذربيجان وراسله الملك المعظم واتفق معه ليعينه على أخيه الملك الأشرف لفساد ما بينهما‏.‏
وفيها استولى لؤلؤ على الموصل وخنق محمود بن القاهر وزعم أنه مات‏.‏
وفيها عادت التتار من بلاد القفجاق ووصلوا إلى الري‏.‏
وكان من سلم من أهلها قد تراجعوا إليها فما شعروا إلا بالتتار قد أحاطوا بهم فقتلوا وسبوا ثم ساروا إلى ساوه ففعلوا بأهلها كذلك ثم ساروا إلى قم وقاشان فأبادوهما ثم عطفوا إلى همذان فغسلوا ونظفوا من تبقي بها ثم ساروا إلى توريز فوقع بينهم وبين الخوارزمية مصاف‏.‏
وفيها توفي ابن صرما أبو العباس أحمد بن أبي الفتح يوسف بن محمد الأزجي المشتري مسند وقته‏.‏
سمع من الأرموي وابن الطلاية وابن ناصر وطائفة‏.‏
وتفرد بأشياء‏.‏
توفي في شعبان‏.‏
وأبو سليمان بن حوط الله وهوداود بن سليمان بن داود الأنصاري نزيل مالقه‏.‏
رحل وروى عن ابن بشكوال فأكثر وعن عبد الحق بن بونة وأبي عبد الله بن زرقون‏.‏
وولي قضاء بلنسية وغيرها وعاش تسعًا وستين سنة‏.‏
وأبو طالب بن عبد السميع الهاشمي عبد الرحمان بن محمد بن عبد السميع بن أبي تمام الواسطي المقرئ المعدل‏.‏
قرأ القراءات على عبد العزيز السماني وغيره وسمع ببغداد من هبة الله بن الشبلي وطائفة وصنف أشياء حسنة وعني بالحديث والعلم‏.‏
توفي في المحرم عن ثلاث وثمانين سنة‏.‏
وابن الحباب القاضي الأسعد أبو البركات عبد القوي ابن القاضي الجليس عبد العزيز بن الحسين التميمي السعدي الأغلبي المصري المالكي الأخباري المعدل راوي السيرة عن ابن رفاعة‏.‏
كان ذا فضل ونبل وسؤدد وعلم ووقار وحلم وكان ذا جمالًا لبلده‏.‏
توفي في شوال وله خمس وثمانون سنة‏.‏
وعبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي سلطان المغرب أبو محمد‏.‏
ولي الأمر في العام الماضي فلم يدار أمر الموحدين فخلعوه وخنقوه في شعبان‏.‏
وكانت ولايته تسعة أشهر وفي أيامه استولى على مملكة الأندلس ابن أخيه عبد الله بن يعقوب الملقب بالعادل‏.‏
والتقى الفرنج فهزموا جيشه فطلب مراكش بأسوإ حال فقبضوا عليه‏.‏
وتملك الأندلس بعده أخوه إدريس مديدة فخرج عليه محمد بن يوسف بن هود الجذامي ودعا إلى آل العباس‏.‏
فمال الناس إليه فهرب إدريس بعسكره إلى مراكش فالتقاه صاحبها يمئذ يحيى بن يوسف‏.‏
فهزم يحيى‏.‏
وابن النبيه الشاعر المشهور علي بن محمد بن النبيه‏.‏
أحد شعراء العصر مات بنصيبين‏.‏
وعلي بن عبد الرشيد أبو الحسن الهمذاني قاضي همذان ثم قاضي الجانب الغربي ببغداد ثم قاضي تستر‏.‏
حضر على أبي الوقت وسمع من أبي الخير الباغبان وقرأ القرآن على جده لأمه أبي العلاء العطار‏.‏
توفي في صفر‏.‏
والشيخ علي الفرتثي الزاهد صاحب الزاوية والأصحاب بسفح قاسيون‏.‏
وكان صاحب حال وكشف وعبادة وصدق‏.‏
توفي في جمادى الآخرة‏.‏
وابن التميم أبو عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد الأنصاري الأندرشي خطيب المرية‏.‏
رحل في الحديث وسمع من أبي الحسن بن النعمة وابن هذيل والكبار وبالإسكندرية من السلفي وببغداد من شهدة وبدمشق من الحافظ ابن عساكر‏.‏
ولد سنة أربع وأربعين وخمس مائة وتوفي في ربيع الأول‏.‏
وابن اللبودي شمس الدين محمد بن عبدان الدمشقي الطبيب‏.‏
قال ابن أبي أصيبعة‏:‏ كان علامة وقته وأفضل أهل

زمانه في العلوم الحكمية‏.‏
وكان له ذكر مفرط وحرص بالغ‏.‏
توفي في ذي القعدة ودفن بتربته بطريق المزة‏.‏
وابن زرقون أبو الحسين محمد بن أبي عبد الله محمد بن سعد الأنصاري الأشبيلي شيخ المالكية‏.‏
كان من كبار المتعصبين للمذهب فأوذي من جهة بني عبد المؤمن لما أبطلوا القياس وألزموا الناس بالأثر والظاهر‏.‏
وقد صنف كتاب المعلي في الرد على المحلى لابن حزم‏.‏
توفي في شوال وله ثلاث وثمانون سنة‏.‏
ومحمد بن هبة الله بن مكرم أبو جعفر البغدادي الصوفي‏.‏
توفي في المحرم ببغداد وله أربع وثمانون سنة‏.‏
روى عن أبي الفضل الأرموي وأبي الوقت وجماعة‏.‏
والفازازي محمد بن يخلقتن بن أحمد البربري التلمساني الفقيه الأديب الشاعر‏.‏
ولي قضاء قرطبة وغير ذلك‏.‏
والفخر الموصلي أبو المعالي محمد بن أبي الفرج بن معالي الشافعي المقرئ صاحب محمد بن سعدون ومعيد النظامية‏.‏
كان بصيرًا بعلل القراءات‏.‏
توفي ببغداد في رمضان عن اثنتين وثمانين سنة‏.‏

فيها جاء جلال الدين بن خوارزم شاه فبذل السيف في دقوقا وفعل ما لا يفعله الكفرة وأحرق دقوقا‏.‏
وعزم على هدم بغداد‏.‏
فانزعج الخليفة الناصر وحصن بغداد وأقام المجانيق وأنفق ألف ألف دينار ففجأ ابن خوارزم شاه أن الكرج قد خرجوا على بلاده فساق إليهم والتقاهم‏.‏
قال أبو شامة‏:‏ فظفر بهم وقتل منهم سبعين ألفًا ثم أخذ تفليس بالسيف وقتل بها ثلاثين ألفًا في آخر العام‏.‏
وكان قد أخذ تبريز بالأمان وتزوج بابنة السلطان طغريل السلجوقي ثم جهز جيشًا فافتتحوا كنجه‏.‏
وفيها توفي الخليفة الناصر لدين الله أبو العباس أحمد بن المستضيء بأمر الله الحسن بن المستنجد بالله يوسف بن المقتفي الهاشمي العباسي‏.‏
بويع بالخلافة في أول ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمس مائة وله ثلاث وعشرون سنة‏.‏
وكان أبيض تركي الوجه أقنى الأنف خفيف العارضين رقيق المحاسن فيه شهامة وإقدام وله عقل ودهاء‏.‏
وهو أطول بني العباس خلافة كما أن الناصر لدين الله الأموي صاحب الأندلس أطول بني أمية دولة وكما أن المستنصر بالله العبيدي أطول بني أبيه دولة وكما أن السلطان سنجر بن ملكشاه أطول بني سلجوق دولة‏.‏
قال الموفق عبد اللطيف‏:‏ كان يشق الدروب والأسواق أكثر الليل والناس يتهيبون لقاءه‏.‏
وأظهر الفتوة والبندق والحمام المناسيب في أيامه وتفنن الأعيان والأمراء في ذلك ودخل فيه الملوك‏.‏
قلت‏:‏

وكان مشتغلًا بالأمور بالعراق متمكنًا من الخلافة يتولى الأمور بنفسه‏.‏
مازال في عز وجلالة واستظهار وسعادة‏.‏
وقد سقت أخباره مستوفاة في تاريخ الأسلام‏.‏
أصابه فالج في أواخر أيامه‏.‏
توفي في سلخ رمضان وله سبعون سنة إلا أشهرًا‏.‏
وولي بعده الظاهر ولده‏.‏
وابن يونس صاحب شرح التنبيه الإمام شرف الدين أحمد ابن العلامة ذي الفنون كمال الدين موسى ابن الشيخ المفتي رضي الدين يونس الموصلي الشافعي‏.‏
توفي في ربيع الآخر عن سبع وأربعين سنة‏.‏
قال ابن خلكان‏:‏ كان كثير المحفوظات غزير المادة نسج على منوال أبيه في التفنن في العلوم‏.‏
وما سمعت أحدًا يلقي الدروس مثله‏.‏
ولقد كان من محاسن الوجود وماأذكره إلا وتصغر الدنيا في عيني‏.‏
رحمه الله‏.‏
قلت‏:‏ عاش بعده أبوه سبع عشرة سنة‏.‏
وإبراهيم بن عبد الرحمن القطيعي المواقيتي أبو إسحاق الخياط‏.‏
روى الصحيح غير مرة عن أبي الوقت‏.‏
توفي في شعبان وكان ثقة فاضلًا موقتًا‏.‏
وأبو إسحاق بن البرني إبراهيم بن مظفر بن إبراهيم الواعظ شيخ دار الحديث الهاجرية بالموصل‏.‏
روى عن البطي وجماعة وكان عالمًا متفننًا‏.‏
وجعفر بن شمس الخلافة محمد بن مختار الأفضلي المصري مجد الملك أبو الفضل الشاعر الأديب الكبير‏.‏
سمع منه ديوانه‏.‏
وله تصانيف تقضي بفضله‏.‏
خدم أميرًا مع صلاح الدين ومع والحسين بن عمر بن باز المحدث أبو عبد الله الموصلي‏.‏
رحل وسمع من شهدة وطبقتها‏.‏
وكتب الكثير ولي مشيخة دار الحديث بالموصل التي بناها صاحب إربل توفي في ربيع الآخر‏.‏
وابن شكر الصاحب الوزير صفي الدين أبو محمد عبد الله بن علي الحسين بن عبد الخالق الشيبي الدينوري المالكي‏.‏
ولد سنة ثمان وأربعين وخمس مائة وسمع الحديث وتفقه وساد‏.‏
قال أبو شامة‏:‏ كان خليقًا بالوزارة لم يتولها بعده مثله‏.‏
قلت‏:‏ كان يبالغ في إقامة النواميس مع التواضع للعلماء ويتعانى الحشمة الضخمة والصدقات والصلات‏.‏
ولقد تمكن من العادل تمكنًا لا مزيد عليه ثم غضب عليه ونفاه‏.‏
فلما مات عاد ابن شكر إلى مصر ووزر للكامل ثم عمي في الآخر‏.‏
توفي في شعبان‏.‏
وابن البناء راوي جامع الترمذي عن الكروخي أبو الحسن علي بن أبي الكرم نصر بن المبارك العراقي ثم المكي الخلال‏.‏
حدث بمصر والإسكندرية وقوص وأماكن وتوفي بمكة في صفر أو في ربيع الأول‏.‏
وزين الدين قاضي القضاة بالديار المصرية أبو الحسن علي ابن العلامة يوسف بن عبد الله بن بندار الدمشقي ثم البغدادي الشافعي‏.‏
عاش اثنتين وسبعين سنة وتوفي في جمادى الآخرة‏.‏
روى عن أبي زرعة وغيره‏.‏

والملك الأفضل نور الدين علي ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب‏.‏
ولد سنة خمس وستين بالقاهرة وسمع من عبد الله بن بري وجماعة وله شعر وترسل وجودة كتابة‏.‏
تسلطن بدمشق ثم حارب أخاه العزيز صاحب مصر على الملك ثم زال ملكه وتملك سميساط وأقام بها مدة‏.‏
وكان فيه عدل وحلم وكرم‏.‏
وإنما أدركته حرفة الأدب‏.‏
توفي فجأة في صفر وكان فيه تشيع‏.‏
وعمر بن بدر الموصلي الحنفي المحدث ضياء الدين‏.‏
حدث عن ابن كليب وجماعة‏.‏
وتوفي بدمشق في شوالها عن بضع وستين سنة‏.‏
والفخر الفارسي أبوعبد الله محمد بن إبراهيم الفيروزآبادي الشافعي الصوفي‏.‏
روى الكثير عن السلفي وصنف التصانيف في التصوف والمحبة وفيها أشياء منكرة‏.‏
تو في في أثناء ذي الحجة وقد نيف على التسعين‏.‏
والقزويني مجد الدين أبو المجد محمد بن الحسين بن أبي المكارم الصوفي الفقيه‏.‏
ولد سنة أربع وخمسين وخمس مائة بقزوين وسمع شرح السنة و معالم التنزيل للبغوي من حفدة العطاردي وسمع من جماعة‏.‏
وحدث بالعراق والشام والحجاز ومصر وأذربيجان والجزيرة وبعد صيته‏.‏
توفي بالموصل في شعبان‏.‏
والفخر بن تميمة أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن محمد الحراني الحنبلي الخطيب المفسر‏.‏
ولد سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة ورحل فسمع من ابن البطي وجماعة‏.‏
وأخذ الفقه عن ابن المني وجماعة والعربية عن ابن الخشاب وصنف مختصرًا في مذهب أحمد‏.‏
وكان رأسًا في التفسير والوعظ بليغًا فصيحًا مفوهًا علامة مفتيًا عديم النظير‏.‏
توفي في صفر بحران‏.‏
والزكي بن رواحة هبة الله بن محمد الأنصاري التاجر‏.‏
المعدل‏.‏
واقف المدرسة الرواحية بدمشق وأخرى بحلب‏.‏
توفي في رجب بدمشق‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 10:24 PM

سنة ثلاث وعشرين وست مائة فيها سار الملك الأشرف إلى أخيه
المعظم وأطاعه وسأله أن يكاتب جلال الدين خوارزم شاه ليحمل جيشه عبه ويترحل عن خلاط‏.‏
فكتب إليه فترحل عنها‏.‏
وكان المعظم يلبس خلعة جلال الدين ويركب فرسه‏.‏
وإذا خاطب الأشرف حلف وحياة رأس السلطان جلال الدين فتألم بذلك‏.‏
وفيها بلغ جلال الدين أن نائبه على مملكة كرمان قد عصي عليه لاشتغاله عنه بأذربيجان وبعده‏.‏
فسار يطوي لأرض إلى كرمان فتحصن منه ذلك النائب في قلعة وخضع له فبعث له الخلعة وأقره على عمله‏.‏
ثم كر إلى أذربيجان ثم نازل خلاط ثانيًا مدة وترحل عنها وحارب التركمان ومزقهم ثم التقى الكرج فهزمهم وأخذ تفليس بالسيف‏.‏
وكانت إذ ذاك دار ملكهم ولها في أيديهم أكثر من مائة سنة‏.‏
وفيها توفي الشمس البخاري أحمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي الحنبلي العلامة المناظر والد الفخر علي‏.‏
ولد بالجبل سنة أربع وستين خمس مائة وسمع من أبي المعالي ين صابر وأبي الفتح بن شاتيل وطبقتهما بالشام والعراق وخراسان‏.‏
ولقب بالبخاري لاشتغاله بالخلاف ببخاري على الرضي النيسابوري‏.‏
توفي في جمادى الآخرة‏.‏
وابن الأستاذ أبو محمد عبد الرحمان بن عبد الله بن علوان الحلبي المحدث الصالح والد قاضي حلب‏.‏
ولد سنة أربع وثلاثين وخمس مائة وسمع من طائفة‏.‏
وحج من بغداد فسمع بها من أحمد بن محمد العباسي وكان له عناية متوسطة بالحديث‏.‏
توفي في عاشر جمادى الآخرة‏.‏
رحمه الله‏.‏
والإمام الرافعي أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن الفضل القزويني الشافعي صاحب الشرح الكبير‏.‏
إليه النتهت معرفة المذهب ودقائقه‏.‏
وكان مع براعته في العلم صالحًا زاهدًا ذا أحوال وكرامات ونسك وتواضع‏.‏
توفي في حدود آخر السنة رحمه الله‏.‏

وعلي بن النفيس بن بورنداز أبو الحسن البغدادي‏.‏
ولد سنة ثمان وثلاثين وخمس مائة وسمع من أبي الوقت ومحمود فورجه وجماعة‏.‏
توفي في ذي القعدة‏.‏
وكافور شبل الدولة الحسامي طواشي حسام الدين محمد بن لاجين ولد ست الشام‏.‏
له فوق جسر ثورا المدرسة والتربة والخانقاه‏.‏
وكان دينًا وافر الحشمة‏.‏
روى عن الخشوعي‏.‏
والظاهر بأمر الله أبو نصر محمد بن الناصر لدين الله أحمد بن المستضيء بأمر الله الحسن بن المستنجد بالله يوسف بن المقتفي العباسي‏.‏
ولد سنة إحى وسبعين وخمس مائة وبويع بالخلافة بعد أبيه في العام المار‏.‏
وكانت خلافته تسعة أشهر ونصفًا‏.‏
وكان دينًا خيرًا عادلًا حتى بالغ ابن الأثير وقال‏:‏ أظهر من العدل والإحسان ما أعاد به سنة العمرين‏.‏
وقال أبو شامة‏:‏ كان أبيض مشربًا حمرة حلو الشمائل شديد القوى‏.‏
قيل له ألا تتفسح قال‏:‏ قد لقس الزرع‏.‏
فقيل‏:‏ يبارك الله في عمرك فقال‏:‏ من فتح بعد العصر إيش يكسب‏.‏
ثم إنه أحسن إلى الناس وفرق الأموال وأبطل المكوس وأزال المظالم‏.‏
قلت‏:‏ توفي في ثالث عشر رجب وبويع بعده ابنه المستنصر بالله‏.‏
وابن أبي لقمة أبو المحاسن محمد بن السيد بن فارس الأنصاري الدمشقي الصفار المعمر‏.‏
ولد سنة تسع وعشرين وخمس مائة وسمع من هبة الله ابن طاوس والفقيه نصر الله المصيصي وجماعة‏.‏
تفرد بالرواية عنهم‏.‏
وأجاز له من بغداد سنة أربعين علي بن الصياغ وطبفته‏.‏
وكان دينًا كثير التلاوة والذكر‏.‏
توفي في ثالث ربيع الأول‏.‏
وابن البيع أبو المحاسن محمد بن هبة الله بن عبد العزيز بن علي الدينوري الزهري‏.‏
سمع من عمه أبي بكر محمد بن أبي حامد ومحمد بن طراد الزينبي وجماعة‏.‏
انفرد بالرواية عنهم‏.‏
وكان شيخًا جليلًا نبيلًا رضي‏.‏
توفي في شوال‏.‏
والمبارك بن علي بن أبي الجود أبو القاسم العتابي الوراق آخر أصحاب ابن الطلاية‏.‏
كان رجلًا صالحًا‏.‏
توفي في المحرم‏.‏
حدث عنه الأبرقوهي‏.‏
والجمال المصري قاضي القضاة أبو الوليد يونس بن بدران بن فيروز القرشي الشيبي الشافعي‏.‏
ولد في حدود الخمسين وخمس مائة وسمع من السلفي وولي الوكالة السلطانية بالشام‏.‏
ودرس بالأمينية ثم ولي القضاء ودرس بالعادلية‏.‏
واختصر الأم للشافعي‏.‏
ولم يكن بذاك المحمود في الولاية‏.‏
توفي في ربيع الآخر ودفن بداره بقرب القليجية وقد تكلم في نسبه‏.‏
سنة أربع وعشرين وست مائة فيها جاء الخبر إلى السلطان جلال الدين وهو بتوريز أن التتار قد قصدوا إصبهان وبها أهله‏.‏
فسار إليهم وتأهب للملتقى‏.‏
فلما التقى الجمعان خذله أخوه غياث الدين وولى وتبعه جهان بهلوان فكسرت ميمنته ميسرة التتار ثم حملت ميسرته على ميمنة التتار فطحنتها أيضًا وتباشر الناس بالنصر‏.‏
ثم كرت التتار مع كمينها وحملوا حملة واحدة كالسيل وقد أقبل الليل‏.‏
فزالت الأقدام وقتلت الأمراء واشتد القتال وتداعى بنيان جيش جلال الدين‏.‏
وثبت هو في طائفة يسيرة وأحيط به فانهزم على حمية وطعن طعنة لولا الأجل لتلف‏.‏
وتمزق جيشه إلا أن ميمنته زخت في أقفية التتار ورجعت بعد يومين فلم يسمع بمثله في الملاحم من انهزام كلا الفريقين وذلك في رمضان‏.‏
وفيها في رمضان قبل هذا المصاف بأيام اتفق موت جنكزخان طاغية التتار وسلطانهم الأعظم الذي خرب البلاد وأباد الأمم‏.‏
وهوالذي جيش الجيوش وخرج بهم من بادية الصين‏.‏
فدانت له المغول وعقدوا له عليهم وأطاعوه ولا طاعة الأبرار للملك القهار‏.‏
واسمه قبل الملك تمرجين‏.‏
ومات على الكفر‏.‏
وكان من دهاة العالم وأفراد الدهر وعقلاء الترك‏.‏
وهوجد ابني العم بركة وهولاكو‏.‏
وقاضي حران أبو بكر عبد الله بن نصر الحنبلي المقرئ‏.‏
رحل واشتغل وحدث عن شهدة وطائفة‏.‏
وقرأ القراءات بواسط على أبي طالب المحتسب وغيره‏.‏
وصنف فيها‏.‏
وعاش خمسًا
وعبد البر ابن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني‏.‏
سمع أباه ونصر بن المظفر وعلي بن المطهر المشكاني راوي تاريخ البخاري‏.‏
وجماعة‏.‏
توفي فيشعبان بروذراور‏.‏
والبهاء عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي الحنبلي‏.‏
رحل واشتغل وحصل الفقه والحديث‏.‏
وروى عن شهدة وعبد الحق وطبقتهما‏.‏
وحدث بالكثير واشتهر ذكره وبعد صيته وصنف في الفقه والحديث والرقائق‏.‏
وكان من كبار المقادسة وعلمائهم‏.‏
آخر من حدث عنه أبو جعفر بن الموازيني‏.‏
توفي في سابع عشر ذي الحجة عن تسع وستين سنة‏.‏
وقاضي القضاة ابن السكري عماد الدين عبد الرحمن بن عبد العلي بن علي المصري الشافعي‏.‏
تفقه على الشهاب الطوسي وبرع في المذهب ودرس وأفتى وولي قضاء القاهرة وخطابتها‏.‏
توفي في شوال وله إحدى وسبعون سنة‏.‏
وحجو الدين الحقيقي أبو طالب عبد المحسن بن أبي العميد الأبهري الشافعي الصوفي‏.‏
ولد سنة ست وخمسين وخمس مائة‏.‏
وتفقه بهمذان وعلق التعليقة عن الفخر الرازي النوقاني وسمع بإصبهان من الترك وجماعة وببغداد من ابن شاتيل وبدمشق ومصر‏.‏
وكان كثير الأسفار والعبادة والتهجد صاحب أوراد وصدق وعزم‏.‏
جاور مدة بمكة وتوفي في صفر‏.‏
والملك المعظم سلطان الشام شرف الدين عيسى بن العادل الحنفي الفقيه الأديب‏.‏
ولد بالقاهرة سنة ست وسبعين وحفظ القرآن وبرع في الفقه وشرح الجامع الكبير في عدة مجلدات بإعانة غيره‏.‏
ولازم الإشتغال زمانًا‏.‏
وسمع المسند كله لابن حنبل‏.‏
وله شعر كثير‏.‏
وكان عديم الالتفات إلى النواميس وأبهة الملك ويركب وحده مرارًا ثم تتلاحق مماليكه بعده‏.‏
توفي في سلخ ذي القعدة‏.‏
وكان فيه خير وشر كثير‏.‏
سامحه الله‏.‏
تملك بعده ابنه‏.‏
والفتح بن عبد الله بن محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام عميد الدين أبو الفرج البغدادي الكاتب‏.‏
ولد في أول سنة سبع وثلاثين وسمع من جده أبي الفتح وأبي الفضل الأرموي ومحمد بن أحمد الطرائفي وطائفة‏.‏
تفرد بالرواية عنهم‏.‏
ورحل الناس إليه‏.‏
توفي في الرابع والعشرين من المحرم وهومن بيت حديث وأمانة‏.‏
سنة خمس وعشرين وست مائة فيها سار الملك الكامل ليأخذ دمشق من ابن أخيه الناصر داود‏.‏
وجاء إلى خدمته وإغاثته أسد الدين صاحب حمص‏.‏
فاستنجد الناصر بعمه الملك الأشرف‏.‏
فجاء إليه فرد الكامل من الغور إلى غزة لذلك وقال‏:‏ أنا ما أقاتل أخي‏.‏
فأعجب الأشرف ذلك‏.‏
واتفق مع أخيه على الناصر‏.‏
وخامر على الناصر عمه الصالح إسماعيل في جماعة وقدم أيضًا المظفر غازي بن العادل‏.‏
فاجتمع الكل بفلسطين وسار الناصر ليجتمع بهم‏.‏
فلما علم باتفاقهم عليه رد إلى دمشق وحصنها واستعد‏.‏
وأما السلطان جلال الدين فجرت له حروب مع التتار له وعليه‏.‏
وفيها ثار الفرنج‏.‏
وقدم الإنبرو بعساكره‏.‏
فكاتبه الكامل وباطنه وأوقفه على مكاتبة ملوك الفرنج إليه بأن عزمهم أن يمسكوه‏.‏
فبعث يقول‏:‏ أنا عتيقك‏.‏
وتعلم أني أكبر ملوك الفرنج إليه وأنت كاتبتني بالمجيء‏.‏
وقد علم البابا والملوك باهتمامي‏.‏
فإن رجعت خائبًا انكسرت حرمتي‏.‏
وهذه القدس فهي أصل دين النصرانية وأنتم قد خربتموها وليس لها دخل طائل‏.‏
فإن رأيت أن تنعم علي بقصبة البلد ليرتفع رأسي بين الملوك وأنا ألتزم بحمل دخلها لك‏.‏
فلان له الكامل وجاوبه أجوبة غليظة وباطنها نعم‏.‏
وفيها توفي اللبلي المحدث الرحال فخر الدين أحمد بن تميم بن هشام الأندلسي‏.‏
طوف وسمع من ابن طبرزد والمؤيد الطوسي وطبقتهما‏.‏
وكان من وجوه أهل لبلة‏.‏
توفي في رجب بدمشق كهلًا‏.‏
وابن طاووس أبو المعالي أحمد بن الخضر بن هبة الله بن أحمد الصوفي أخو هبة الله‏.‏
سمع من حمزة بن كروس وكان عريًا من الفضيلة‏.‏
توفي في رمضان‏.‏

وأحمد بن شرويه بن شهردار الديلمي ابو مسلم الهمذاني‏.‏
روى عن جده ونصر بن المظفر البرمكي وأبي الوقت وطائفة‏.‏
توفي في شعبان‏.‏
وأبو منصور بن البراج أحمد بن يحيى بن أحمد البغدادي الصوفي راوي سنن النسائي عن أبي زرعة‏.‏
سمع أيضًا من ابن البطي‏.‏
وكان صالحًا عابدًا‏.‏
توفي في المحرم‏.‏
وابن بقي قاضي الجماعة أبو القاسم أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن بن احمد الأموي مولاهم البقوي القرطبي‏.‏
سمع جده أبا الحسن ومحمد بن عبد الحق الخزرجي‏.‏
وأجاز له شريح وجماعة‏.‏
وكان مسند أهل المغرب وعالمهم ورئيسهم‏.‏
ولي القضاء بمراكش مضافًا إلى الكتابة العليا وغير ذلك‏.‏
وكان ظاهري المذهب‏.‏
توفي في نصف رمضان وقد تجاوز ثمانيًا وثمانين سنة‏.‏
وآخر من روى عنه عبد الله بن هارون الطائي‏.‏
وأبو علي بن الجواليقي الحسن بن إسحاق ابن العلامة أبي منصور موهوب بن أحمد البغدادي‏.‏
روى عن ابن ناصر وأبي بكر بن الزاغوني وجماعة‏.‏
وكان ذا دين ووقار‏.‏
توفي في شعبان‏.‏
والنفيس بن البن أبو محمد الحسن بن علي بن أبي القاسم الحسين بن الحسن الأسدي الدمشقي‏.‏
تفرد عن جده بحديث كثير‏.‏
وكان ثقة حسن السمت والديانة‏.‏
توفي في شعبان‏.‏
وابن عفيجة أبو منصور محمد بن عبد الله بن المبارك البندنيجي ثم البغدادي البيع‏.‏
أجاز له في سنة بضع وثلاثين وخمس مائة أبو منصور بن خيرون وأبو محمد سبط الخياط وطائفة‏.‏
وسمع من ابن ناصر‏.‏
توفي في ذي الحجة‏.‏
ومحمد بن النفيس بن محمد بن إسماعيل بن عطاء أبو الفتح البغدادي الصوفي‏.‏
سمع البخاري من أبي الوقت‏.‏
وتوفي في ذي القعدة‏.‏
سنة ست وعشرين وست مائة فيها أخلى الكامل البيت المقدس وسلمه إلى الإنبرور ملك الفرنج‏.‏
فإنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏
فكم بين من طهره من الشرك وبين من أظهر الشرك عليه‏.‏
ثم أتبع فعله ذلك بحصار دمشق وأذية الرعية‏.‏
وجرت بين عسكره وعسكر الناصر وقعات وقتل جماعة في غير سبيل الله‏.‏
ونهبوا في الغوطة والحواضر وأحرقت الخانات وخانقاه الطواويس وخانقاه خاتون ودام الحصار أشهرًا ثم وقع الصلح في شعبان ورضي الناصر بالكرك ونابلس فقط‏.‏
ثم دخل الكامل وبعث جيشه يحاصرون حماة‏.‏
ثم سلم دمشق بعد أشهر إلى أخيه الأشرف‏.‏
وأعطاه الأشرف حران والرقة والرها وغير ذلك‏.‏
فتوجه إلى الأشرف ليتسلم ذلك‏.‏
ثم حاصر الأشرف بعلبك وأخذها من الأمجد‏.‏
وقدم المسكين فسكن في داره بدمشق‏.‏

وفيها توفي أبو القاسم بن صصرى مسند الشام شمس الدين بن الحسين ابن هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن محمد التغلبي الدمشقي‏.‏
ولد سنة بضع وثلاثين وسمع من جده وجده لأمه عبد الواحد بن هلال وأبي القاسم بن البن وعبدان بن ذرين وخلق كثير وأجاز له علي بن الصباغ وأبو عبد الله بن السلال وطبقتهما‏.‏
ومشيخته في سبعة عشر جزءًا‏.‏
توفي في الثالث والعشرين من المحرم‏.‏
وأمة الله بنت أحمد بن عبد الله بن علي بن الآبنوسي‏.‏
روت الكثير عن أبيها وتفردت عنه‏.‏
توفيت في المحرم أيضًا‏.‏
وتلقب بشرف النساء‏.‏
وكانت صالحة خيرة‏.‏
والحاجب علي بن حسام الدين نائب خلاط الملك الأشرف‏.‏
كان شهمًا مقدامًا موصوفًا بالشجاعة والسياسة والحشمة والبر والمعروف‏.‏
قبض عليه الأشرف على يد مملوكه عز الدين أيبك ثم قتله‏.‏
فلم يمهل الله أيبك ونازله خوارزم شاه وأخذ خلاط وأسر أيبك وجماعة‏.‏
ومحمد بن محمد أبي حرب بن النرسي أبو الحسن الكاتب الشاعر‏.‏
روى عن أبي محمد بن الملاح وهبة الله بن الشبلي وله ديوان الشعر توفي في جمادى الآخرة‏.‏
وأبو نصر المهذب بن علي قنيدة الأزجي الخياط المقرئ‏.‏
روى عن أبي الوقت وجماعة‏.‏
وتوفي في شوال‏.‏
وياقوت الرومي الحموي ثم البغدادي التاجر شهاب الدين الأديب الأخباري صاحب التصانيف الأدبية في التاريخ والأنساب والبلدان وغير ذلك‏.‏
توفي في رمضان‏.‏
سنة سبع وعشرين وست مائة‏.‏
فيها حاصر جلال الدين والخوارزمية خلاط مرة خامسة ففتح له بابًا بعض الأمراء بها لشدة القحط على أهلها وحلف لهم جلال الدين وغدر وعمل أصحابه بها كما يعمل التتار من القتل والسبي ورفعوا السيف ثم شرعوا في المصادرة والتعذيب وخاف أهل الشام وغيرها من الخوارزمية وعرفوا أنهم إن ملكوا عملوا بهم كل نحس‏.‏
فاصطلح الأشرف وصاحب الروم علاء الدين واتفقوا على حرب جلال الدين وساروا والتقوه في رمضان‏.‏
فكسروه واستباحوا عسكره ولله الحمد‏.‏
وهرب جلال الدين بأسوإ حال‏.‏
ووصل إلى خلاط في سبعة أنفس وقد تمزق جيشه وقتلت أبطاله‏.‏
فأخذ حرمه وما خف حمله وهرب إلى أذربيجان‏.‏
ثم راسل الملك الأشرف في الصلح وذل‏.‏
وأمنت خلاط‏.‏
وشرعوا في إصلاحها‏.‏
قال الموفق عبد اللطيف‏:‏ هزم الله الخوارزمية بأيسر مؤونة بأمر ما كان في الحساب‏.‏
فسبحان من هزم ذاك الجبل الراسي في لمحة ناظر‏.‏

وفيها زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي الشافعي‏.‏
روى عن أبي العشائر محمد بن خليل وعبد الرحمان بن الداراني والفلكي وطائفة‏.‏
وكان صالحًا خيرًا حسن السمت من سروات الناس‏.‏
تفقه على جمال الأئمة علي بن الماسح‏.‏
وولي نظر الخزانة والأوقاف‏.‏
ثم تزهد وعاش ثلاثًا وثمانين سنة‏.‏
وتوفي في صفر‏.‏
وراجح بن إسماعيل الحلي الأديب شرف الدين‏.‏
صدر نبيل‏.‏
مدح الملوك بمصر والشام والجزيرة‏.‏
وسار شعره‏.‏
توفي في شهر شعبان‏.‏
وعبد الرحمن بن عتيق بن عبد العزيز بن صيلا أبو محمد الحربي المؤدب‏.‏
روى عن أبي الوقت وغيره‏.‏
توفي في ربيع الأول‏.‏
وعبد السلام بن عبد الرحمن بن الأمين علي بن علي بن سكينة علاء الدين الصوفي البغدادي‏.‏
سمع أبا الوقت ومحمد بن أحمد التريكي وجماعة كثيرة‏.‏
توفي في صفر‏.‏
وأبو محمد عبد السلام بن عبد الرحمن ابن الشيخ العارف أبي الحكم بن برجان اللخمي المغربي ثم الإشبيلي‏.‏
حامل لواء اللغة بالأندلس‏.‏
توفي في جمادى الأولى‏.‏
أخذ عن أبي إسحاق بن ملكون وجماعة‏.‏
والفخر بن الشيرجي أبو محمد بن عبد الوهاب الأنصاري الدمشقي المعدل‏.‏
ولد سنة تسع وأربعين وسمع من السلفي وابن عساكر‏.‏
وكان رئيسًا سريًا صاحب أخبار وتواريخ‏.‏
توفي يوم النحر‏.‏
سنة ثمان وعشرين وست مائة لما علمت التتار بضعف جلال الدين خوارزمشاه بادروا إلى أذربيجان‏.‏
فلم يقدم جلال الدين على لقائهم‏.‏
فملكوا مراغة وعاثوا وبدعوا وفر هو إلى آمد‏.‏
وتفرق جنده وتخطفوهم‏.‏
وانتقم الله منهم وساقت التتار إلى ديار بكر في طلب جلال الدين لايعلمون أين سلك‏.‏
وأخذوا أسعرد وبذلوا فيها السيف‏.‏
ووصلوا ماردين يسبون ويقتلون‏.‏
وفيها توفي أبو نصر بن النرسي أحمد بن الحسين بن عبد الله بن أحمد ابن هبة الله البغدادي البيع‏.‏
روى عن أبي الوقت وجماعة‏.‏
تو في في رجب‏.‏
والملك الأمجد مجد الدين أبو المظفر بهرام شاه ابن فروخشاه ابن شاهنشاه بن أيوب بن شاذي صاحب بعلبك‏.‏
تملكها بعد والده خمسين سنة‏.‏
وكان جوادًا كريمًا شاعرًا محسنًا‏.‏
قتله مملوك له مليح بدمشق في شوال‏.‏
وجلدك التقوى الأمير‏.‏
ولي نيابة الإسكندرية‏.‏
وشد الديار المصرية‏.‏
وكان أديبًا شاعرًا‏.‏
والزين الكردي محمد بن عمر المقرئ‏.‏
أخذ القراءات عن الشاطبي‏.‏
وتصدر بجامع دمشق مع السخاوي‏.‏
والمهذب الدخوار عبد الرحيم بن علي بن حامد الدمشقي شيخ الطب وواقف المدرسة التي بالصاغة العتيقة على الأطباء‏.‏
ولد سنة خمس وستين وخمس مائة‏.‏
أخذ عن الموفق بن المطران والرضي الرخي‏.‏
وأخذ الأدب عن الكندي‏.‏
وانتهت إليه معرفة الطب‏.‏
وصنف فيه التصانيف وحظي عند الملوك‏.‏
ولما تجاوز سن الكهولة عرض له طرف خرس حتى بقي لا يكاد يفهم كلامه‏.‏
واجتهد في علاج نفسه فما أفاد بل ولد له أمراضًا‏.‏
وكان يشغل إلى أن مات في صفر ودفن بتربته‏.‏
والداهري أبو الفضل عبد السلام بن عبد الله بن أحمد بن بكران البغدادي الخفاف الخزاز‏.‏
سمع من أبي بكر بن الزاغوني ونصر الكعبري وجماعة‏.‏
وكان عاميًا مستورًا كثير الرواية ‏,‏ توفي في ربيع الأول‏.‏
وابن رحال العدل نظام الدين علي بن محمد بن يحيى المصري‏.‏
سمع من السلفي وغيره‏.‏
توفي في شوال‏.‏
وابن عصية أبو الرضا محمد بن أبي الفتح المبارك بن عبد الرحمن الكندي الحربي‏.‏
روى عن أبي وابن معط النحوي الشيخ زين الدين أبو الحسن يحيى بن عبد المعطي بن عبد النور الزواوي الفقيه الحنفي‏.‏
ولد سنة أربع وستين وخمس مائة‏.‏
وأقرأ العربية مدة بدمشق ثم مصر‏.‏
وروى عن القاسم بن عساكر‏.‏
وهو أجل تلامذة الجزولي‏.‏
توفي في ذي القعدة بمصر‏.‏
سنة تسع وعشرين وست مائة فيها عاثت التتار لموت جلال الدين ووصلوا إلى شهرزور‏.‏
فاتفق المستنصر بالله في العساكر وجهزهم مع قشتمر الناصري‏.‏
فانضموا إلى صاحب إربل فتقهقرت التتار‏.‏
وفيها توفي السمذي أبو القاسم أحمد بن أحمد بن أبي غالب البغدادي الكاتب‏.‏
روى جزء أبي الجهم عن أبي الوقت‏.‏
وبعضهم سماه عليًا‏.‏
وإنما اسمه كنيته‏.‏
توفي في المحرم وكان يطلع أمينا في البر‏.‏
وابن الزبيدي الفقيه أبو علي الحسن بن المبارك بن محمد الحنفي أخو سراج الدين الحسين‏.‏
ولد سنة اثنتين وأربعين وسمع الصحيح من أبي الوقت وسمع من أبي علي أحمد بن الخزاز ومعمر بن الفاخر وجماعة‏.‏
وكان إمامًا متقنًا صالحًا‏.‏
قال السيف بن المجد‏:‏ لم ير في المشايخ مثله إلا يسيرًا‏.‏
توفي في سلخ ربيع الأول‏.‏
والسلطان جلال الدين خوارزم شاما منكوبري بن خوارزم شاه السلطان الكبير علاء الدين محمد ابن السلطان خوارزم شاه علاء الدين تكش إرسلان بن خوارزم شاه أتسز بن محمد الخوارزمي‏.‏
أحد من يضرب به المثل في الشجاعة والإقدام‏.‏
ولا أعلم في السلاطين أكثر جولانًا في البلدان منه ما بين الهند إلى ما وراء النهر إلى العراق إلى فارس إلى كرمان إلى أذربيجان وأرمينية وغير ذلك‏.‏
وحضر غير مصاف وقاوم التتار في أول حدهم وحدتهم وافتتح غير مدينة وسفك الدماء وظلم وعسف وغدر‏.‏
ومع ذلك كان صحيح الإسلام‏.‏
كان ربما قرأ في المصحف ويبكي‏.‏
وآل أمره إلى أن تفرق عنه جيشه وقلوا‏.‏
لأنهم لم يكن لهم إقطاع بل أكثر عيشهم من نهب البلاد‏.‏
يقال إنه سار في نفر يسير ونزل منزله فبينه كردي وطعنه بحربة بأخ له قتله‏.‏
وذلك في أوائل هذا العام‏.‏
وأحاطت به أعماله‏.‏
وأبو موسى الحافظ جمال الدين عبد الله ابن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي المقدسي‏.‏
ولد سنة إحدى وثمانين وخمس مائة‏.‏
وسمع من عبد الرحمان بن الخرقي بدمشق ومن ابن كليب ببغداد ومن خليل الرازاني بإصبهان ومن الأرتاحي بمصر ومن منصور بنيسابور‏.‏
وكتب الكثير وعني بهذا الشأن‏.‏
وجمع وأفاد وتفقه وتأدب وتميز مع الأمانة والديانة والتقوى‏.‏
قال الضياء‏:‏ اشتغل بالفقه والحديث وصار علمًا فيه‏.‏
ورحل ثانيًا إلى إصبهان‏.‏
قلت‏:‏ تغير في أخرة لمخالطته للصالح إسماعيل‏.‏
ومرض عنده ببستانه وبه مات في خامس رمضان‏.‏
وعبد الغفار بن شجاع المجلي الشروطي‏.‏
روى عن السلفي وغيره‏.‏
وما في شوال عن سبع وسبعين سنة‏.‏
وعبد اللطيف بن عبد الوهاب بن محمد بن الطبري‏.‏
سمع من أبي محمد بن المادح وهبة الله بن الشبلي‏.‏
توفي في شعبان‏.‏
والموفق عبد اللطيف بن يوسف العلامة ذو تافنون أبو محمد البغدادي الشافعي النحوي اللغوي الطبيب النيسابوري الفيلسوف صاحب التصانيف الكثيرة‏.‏
ولد سنة سبع وخمسين وخمس مائة وسمع من ابن البطي وأبي زرعة وطبقتهما‏.‏
وكان أحد الأذكياء البارعين في اللغة والآداب والطب لكن كثرة دعاويه أزرت به‏.‏
ولقد بالغ القفطي في الحط عليه وظلمه وبخسه حقه‏.‏
سافر من حلب للحج على العراق‏.‏
فأدركه الموت ببغداد في ثاني عشر المحرم‏.‏
والشيخ عمر بن عبد الملك الدينوري الزاهد نزيل قاسيون‏.‏
كان صاحب أحوال ومجاهدات وأتباع‏.‏
وهو والد خطيب كفر بطنا جمال الدين‏.‏
وعمر بن كرم بن أبي الحسن أبو حفص الدينوري ثم البغدادي الحمامي‏.‏
ولد سنة تسع وثلاثين

وسمع من جده لأمه عبد الوهاب الصابوني ونصر الكعبري وأبي الوقت‏.‏
وأجاز له الكروخي وعمر بن أحمد الصفار الفقيه وطائفة‏.‏
وانفرد عن أبي الوقت بجماعة أجزاء‏.‏
وكان صالحًا توفي في رجب‏.‏
وعيسى ابن المحدث عبد العزيز بن عيسى اللخمي الشريشي ثم الإسكنراني المقرئ‏.‏
سمع من السلفي وقرأ القراءات على أبي الطيب عبد المنعم بن الخلوف ثم ادعى أنه قرأ على ابن خلف الداني وغيره‏.‏
فاتهم وصار من الضعفاء وفجعنا بنفسه‏.‏
توفي في سابع جمادى الآخرة‏.‏
وابن نقطة معين الدين الرحال الحافظ أبو بكر بن محمد بن الزاهد عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع البغدادي الحنبلي‏.‏
سمع من يحيى بن يونس وغيره وبإصبهان من عفيفة وبنيسابور من منصور الفراوي وبدمشق ومصر‏.‏
وكتب الكثير وخرج وصنف مع الثقة والجلالة والمرؤءة والديانة‏.‏
توفي في صفر كهلًا‏.‏
سنة ثلاثين وست مائة فيها حاصر الملك الكامل آمد وأخذوها من صاحبها المسعود مودود ابن الملك الصالح الأتابكي بالأمان‏.‏
وكان مودود فاسقًا يأخذ الحرم غضبًا‏.‏
وسلم الكامل آمد إلى ولده الصالح نجم الدين وفيها جاء صاحب الروم وحاصر حران والرقة واستولى على الجزيرة‏.‏
وفعلت الروم مع إسلامهم كما يفعل الروم مع كفرهم‏.‏
وفيها توفي إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد القاضي بهاء الدين التنوخي الشافعي الكاتب البليغ والد تقي الدين محمد‏.‏
قيل روى بالإجازة عن شهدة‏.‏
وولي قضاء المعرة في صباه خمس سنين فقال‏:‏ وليت الحكم خمسًا هن خمس لعمري والصبي في العنفوان فلم يضع الأعادي قدر شأني ولا قالوا فلان قد رشاني توفي في المحرم‏.‏
وإدريس ابن السلطان يعقوب بن يوسف أبو العلا المأمون‏.‏
بايعوهبالأندلس ثم جاء إلى مراكش وملكها وعظم سلطانه‏.‏
وكان بطلًا شجاعًا ذا هيبة شديدة وسفك للدماء‏.‏
قكع ذكر ابن تومرت من الخطبة‏.‏
ومات غازيًا والله يسامحه‏.‏
وإسماعيل بن سلمان بن ايداش أبو طاهر الحنفي بن السلار‏.‏
حدث عن الصائن هبة الله وعبد الخالق بن أسد‏.‏
توفي في ذي القعدة‏.‏
والأوهى الزاهد أبو علي الحسن بن أحمد بن يوسف نزيل بيت المقدس‏.‏
أكثر عن السلفي وجماعة‏.‏
وكان عبدًا صالحًا قانتًا لله صاحب أحوال ومجاهدة‏.‏
له أجزاء يحدث منها توفي في عاشر صفر‏.‏
والحسن ابن الأمير السيد علي بن المرتضى أبو محمد بن باقا العدل صفي الدين أبو بكر البغدادي التاجر نزيل مصر‏.‏
روى عن أبي زرعة ويحيى بن ثابت وجماعة‏.‏
توفي في رمضان عن خمس وسبعين سنة‏.‏
والملك العزيز عثمان بن العادل أخو المعظم لأبويه‏.‏
هو الذي بنى قلعة الصبيبة بين بانياس وتبنين وهونين‏.‏
اتفق موته بالناعمة وهو بستان له ببيت لهيا في عاشر رمضان‏.‏
وعبيد الله بن إبراهيم العلامة جمال الدين العبادي المحبوبي البخاري شيخ الحنفية بما وراء النهر وأحدمن انتهى إليه معرفة المذهب‏.‏
أخذ عن أبي العلاء عمر بن بكر بن محمد الزرنجري عن أبيه شمس الأئمة‏.‏
وبرهان الأئمة عبد العزيز بن عمر بن مازه‏.‏
وتفقه أيضًا على قاضي خان فخر الدين حسن بن منصور الأوزجندي‏.‏
توفي في جمادى الأولى ببخارى عن أربع وثمانين سنة‏.‏
وعلي بن الجوزي أبو الحسن ولد العلامة جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن علي البغدادي الناسخ‏.‏
نسخ الكثير بالأجرة‏.‏
وكان معاشرًا لعابًا‏.‏
روى عن ابن البطي وأبي زرعة وجماعة‏.‏
توفي في رمضان‏.‏
وابن الأثير الإمام عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الجزري الحافظ صاحب التاريخ وأسد الغابة في معرفة الصحابة وغير ذلك‏.‏
كان صدرًا معظمًا كثير الفضائل‏.‏
وبيته مجمع الفضلاء‏.‏
روى عن خطيب الموصل أبي الفضل وغيره‏.‏
وتوفي في الخامس والعشرين من شعبان عن خمس وسبعين سنة‏.‏
وابن الحاجب الحافظ الرحال عز الدين أبو الفتح عمر بن محمد بن منصور الأميني الدمشقي‏.‏
سمع سنة ست عشرة بدمشق ورحل إلى بغداد فأدرك الفتح بن عبد السلام‏.‏
وخرج لنفسه معجمًا حافلا في بضعة وستين جزءًا‏.‏
توفي في شعبان وقد قارب الأربعين‏.‏
وكان فيه دين وخير‏.‏
وله حفظ وذكاء وهمة عالية في طلب الحديث‏.‏
قل من أنجب مثله في زمانه‏.‏
ومظفر الدين صاحب إربل الملك المعظم أبو سعيد كوكبوري ابن الأمير زين الدين علي بن كوجك التركماني‏.‏
وكوجك بالعربي اللطيف القدر‏.‏
ولي مظفر الدين مملكة إربل بعد موت أبيه في سنة ثلاث وستين وله أربع عشرة سنة‏.‏
فتعصب عليه أتابكه مجاهد الدين قيماز وكتب محضرًا أنه لا يصلح للملك لصغره‏.‏
وأقام أخاه يوسف‏.‏
ثم سكن حران مدة‏.‏
ثم اتصل بخدمة السلطان صلاح الدين وتمكن منه وتزوج بأخته ربيعة واقفة مدرسة الصاحبة‏.‏
وشهد معه عدة مواقف أبان فيها عن شجاعة وإقدام‏.‏
وكان حينئذ على إمرة حران والرها فقدم أخوه يوسف

منجدًا لصلاح الدين‏.‏
فاتفق موته على عكا‏.‏
فأعطى السلطان صلاح الدين لمظفر إربل وشهرزور وأخذ منه حران والرها‏.‏
ودامت أيامه إلى هذا العام‏.‏
وكان من أدين الملوك وأجودهم وأكثرهم برًا ومعروفًا على صغر مملكته‏.‏
وكان يضرب المثل بما ينفقه كل عام في المولد‏.‏
وله مدرستان وأربع خوانك ودار الأرامل ودارالأيتام ودار اللقطاء ومارستان وغير ذلك‏.‏
توفي في رابع عشر رمضان‏.‏
وابن سلام المحدث الزكي أبو عبد الله محمد بن الحسن بن سالم بن سلام الدمشقي‏.‏
سمع من داود بن ملاعب وابن البن وطبقتهما‏.‏
وكان إمامًا فاضلًا متقنًا صالحًا ناسكًا على صغره‏.‏
كتب الكثير وحفظ علوم الحديث للحاكم‏.‏
ومات في صفر عن إحدى وعشرين عامًا‏.‏
وفجع به أبوه‏.‏
وابن عنين الصدر شرف الدين أبو المحاسن محمد نصر الله بن مكارم ابن حسن بن عنين الأنصاري الدمشقي الأديب‏.‏
وله ديوان مشهور وهجو مؤلم‏.‏
وكان بارعًا في معرفة اللغة كثير الفضائل يشتعل ذكاء‏.‏
ولم يكن في دينه بذاك‏.‏
توفي في ربيع الأول وله إحدى وثمانون سنة‏.‏
اتهم بالزندقة‏.‏

فيها سار الكامل بجيوش عظيمة ليأخذ الروم‏.‏
وقدم بين يديه جيشًا‏.‏
فهزمهم صاحب الروم علاء الدين وأسر صاحب حماة ومقدم الجيش صوابا الحازم فرد الكامل وأعطى ابنه الصالح حصن كيفا‏.‏
واستناب على آمد صوابًا بعد ما أطلقه صاحب الروم‏.‏
وفيها تسلطن بدر الدين لولو بالموصل وانقرض البيت الأتابكي‏.‏
وفيها تكامل بناء المستنصرية ببغداد‏.‏
وهي على المذاهب الأربعة على يد أستاذ الدار ابن العلقمي الذي وزر ولانظير لها في الدنيا فيما أعلم‏.‏
وفيها توفي إسماعيل بن علي بن إسماعيل بن باتكين أبو محمد البغدادي الجوهري عن ثمانين سنة‏.‏
روى عن هبة الله الدقاق وابن البطي وطائفة وتفرد بأشياء‏.‏
وكان صالحًا ثقة توفي في ذي القعدة‏.‏
وابن الزبيدي سراج الدين أبو عبدالله الحسين بن أبي بكر المبارك بن محمد بن يحيى الربعي اليمني الأصل البغدادي الحنبلي مدرس مدرسة عون الدين بن هبيرة‏.‏
روى عن أبي الوقت وأبي زرعة وأبي زيد الحموي وأبي الفتوح الطائي‏.‏
وكان عالمًا خيرًا عدلًا عالي الإسناد بعيد الصيت‏.‏
سمع منه خلق لايحصون وتوفي في الثالث والعشرين من صفر‏.‏
والعلبي زكريا بن علي بن حسان بن علي أبو يحيى البغدادي الصوفي‏.‏
روى عن أبي الوقت

والسيف الآمدي أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد الحنبلي ثم الشافعي المتكلم العلامة صاحب التصانيف العقلية‏.‏
ولد بعد الخمسين بآمد‏.‏
قرأ القراءات والفقه ودرس على ابن المني وسمع من ابن شاتيل ثم تفقه للشافعي علي ابن فضلان وبرع في الخلاف وحفظ طريقة الشريف وتفنن في علم النظر‏.‏
وكان من أذكياء العالم‏.‏
أقرأ بمصر مدة فنسبوه إلى دين الأوائل وكتبوا محضرًا بإباحة دمه‏.‏
فهرب وسكن بحماة ثم تحول إلى دمشق ودرس لعزيزية ثم عزل لأمر اتهم فيه ولزم بيته يشتغل‏.‏
ولم يكن له نظير في الأصلين والكلام والمنطق‏.‏
توفي ثالث صفر‏.‏
والقرطبي أبو عبد الله محمد بن عمر المقرئ المالكي الرجل الصالح‏.‏
حج وسمع من عبد العزيز بن الفراوي وطائفة وقرأ القراءات على أبي القاسم الشاطبي‏.‏
وكان إمامًا زاهدًا متفننًا بارعًا في عدة علوم كالقثه والقراءات والعربية طويل الباع في التفسير‏.‏
توفي بالمدينة في صفر‏.‏
وطغريل شهاب الدين الخادم أتابك صاحب حلب الملك العزيز مدبر دولته‏.‏
كان صالحًا خيرًا متعبدًا كثير المعروف ذا رأي وعقل وسياسة وعدل‏.‏
والشيخ عبد الله ين يونس الأرموي الزاهد القدوة صاحب الزاوية بجبل قاسيون كان صالحًا متواضعًا مطرحًا للتكلف يمشي وحده ويشتري الحاجة‏.‏
وله أحوال ومجاهدات وقدم في الفقر‏.‏
توفي في شوال وقد شاخ‏.‏

وأبو نصر عبد الرحيم بن محمد بن الحسن بن عساكر‏.‏
روى عن عميه الصائن والحافظ وطائفة‏.‏
وكان قليل الفضيلة‏.‏
توفي في شعبان‏.‏
وأبو رشيد الغزال محمد بن أبي بكر محمد بن عبد الله الإصبهاني المحدث التاجر‏.‏
سمع من خليل الرازاني وطبقته‏.‏
وكان عالمًا ثقة‏.‏
توفي ببخارى في شوال‏.‏
ومحيي الدين بن فضلان قاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن يحيى بن علي بن الفضل البغدادي الشافعي مدرس المستنصرية‏.‏
تفقه على والده العلامة أبي القاسم وبرع في المذهب والأصول والخلاف والنظر‏.‏
ولي القضاء في آخر أيام الناصر فلما استخلف الظاهر عزله بعد شهرين من خلافته‏.‏
توفي عن بضع وستين سنة‏.‏
والمسلم بن أحمد بن علي أبو الغنائم المازني النصيبيني ثم الدمشقي‏.‏
روى عن عبد الرحمان بن أبي الحسن الداراني والحافظ أبي القاسم وأخيه الصائن‏.‏
ودخل في المكس مدة ثم تركه‏.‏
وروى الكثير‏.‏
توفي في ربيع الأول وآخر من روى عنه فاطمة بنت سليمان‏.‏
وأبو الفتوح الأغماتي ثم الإسكندراني‏.‏
واسمه ناصر بن عبد العزيز بن ناصر روى عن السلفي‏.‏
وتوفي في ذي القعدة‏.‏
والرضي الرخي أبو الحجاج يوسف بن حيدرة شيخ الطب بالسام وأحد من انتهت إليه معرفة

الفن‏.‏
قدم دمشق مع أبيه حيدرة الكحال في سنة خمس وخمسين ولازم الاشتغال على المذهب ابن النقاش‏.‏
فنوه باسمه ونبه على محل علمه‏.‏
وصار من أطباء صلاح الدين‏.‏
وامتدت حياته وصارت أطباء البلد تلامذته حتى إن من جملة أصحابه المهذب الدخوار وعاش سبعًا وتسعين سنة ممتعًا بالسمع والبصر‏.‏
توفي يوم عاشوراء‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 10:25 PM

سنة اثنتين وثلاثين وست مائة فيها ضربت ببغداد دراهم
وفرقت في البلد وتعاملوا بها‏.‏
وإنما كانوا يتعاملون بقراضة الذهب القيراط والحبة ونحو ذلك‏.‏
فاستراحوا‏.‏
وفيها توفي أبو صادق الحسن بن يحيى بن صباح المخزومي المصري الكاتب عن نيف وتسعين سنة‏.‏
وكان آخر من حدث عن ابن رفاعة‏.‏
توفي في سادس عشر رجب‏.‏
وكان أديبًا دينًا صالحًا جليلا‏.‏
وصواب شمس الدين العادلي الخادم مقدم جيش الكامل واحد من يضرب به المثل في الشجاعة‏.‏
وكان له من جملة المماليك مائة خادم فيهم جماعة أمراء‏.‏
توفي بحران في رمضان وكان نائبًا عليها للكامل‏.‏

والملك الزاهر داود بن صلاح الدين‏.‏
ولد بالقاهرة سنة ثلاث وسبعين وتملك البيرة مدة إلى أن مات بها في صفر‏.‏
وله شعر‏.‏
والشهاب عبد السلام بن المطهر بن أبي سعد بن أبي عصرون التميمي الدمشقي الشافعي‏.‏
روى عن جده‏.‏
وكان صدرًا محتشمًا مضى في الرسلية إلى الخليفة‏.‏
توفي في المحرم‏.‏
وابن ماسويه تقي الدين علي بن المبارك بن الحسن الواسطي‏.‏
الفقيه الشافعي المقرئ المجود‏.‏
روي عن ابن شاتيل وطبقته‏.‏
وقرأ القراءات على أبي بكر الباقلاني وعلي بن مظفر الخطيب وسكن دمشق وأقرأ بها‏.‏
توفي في شعبان عن ست وسبعين سنة‏.‏
وابن الفارض ناظم الديوان المشهور‏.‏
شرف الدين أبو القاسم عم ابن علي بن مرشد الحموي الأصل المصري‏.‏
حجة أهل الوحدة وحامل لواء الشعر‏.‏
توفي في جمادى الأولى وله ست وخمسون سنة إلا أشهرًا‏.‏
والشيخ شهاب الدين السهروردي قدوة أهل التوحيد شيخ العارفين أبو حفص وأبو عبد الله عمر بن محمد بن عبد الله بن محرر التيمي البكري الصوفي رضي الله عنه‏.‏
ولد سنة تسع وثلاثين وخمس مائة بسهرورد وقدم بغداد فلحق بها هبة الله بن الشبلي وانتهت إليه تربية المريدين وتسليك العباد ومشيخة العراق‏.‏
ولم يخلف بعده مثله‏.‏
توفي في أول السنة‏.‏
والشيخ غانم بن إبراهيم المقدسي النابلسي الزاهد‏.‏
أحد عباد الله الأخفياء الأتقياء والسادة الأولياء‏.‏
ولد سنة اثنتين وستين وخمس مائة بقرية بورين وسكن القدس من الفتوح‏.‏
واتفق موته عند صاحبه الشيخ عبد الله الأرموي في غرة شعبان فدفن عنده‏.‏
ومحمد بن عبد الواحد بن أبي سعيد المديني الواعظ أبو عبد الله مسند العجم‏.‏
ولد سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة‏.‏
وسمع من إسماعيل الحمامي وأبي الوقت وأبي الخير الباغبان‏.‏
قال ابن النجار‏:‏ واعظ مفت شافعي‏.‏
له معرفة بالحديث وقبول عند أهل بلده‏.‏
وفيه ضعف‏.‏
بلغنا أنه استشهد بإصبهان على يد التتار في أواخر رمضان‏.‏
قلت‏:‏ وفي دخولهم إليهم قتلوا أممًا لا يحصون‏.‏
ومحمد بن عماد الدين بن محمد بن حسين أبو عبد الله الحراني الحنبلي التاجر نزيل الإسكندرية‏.‏
روى عن ابن رفاعة وابن البطي والسلفي وطائفة كبيرة باعتناء خاله حماد الحراني‏.‏
توفي في عاشر صفر‏.‏
وكان ذا دين وعلم وفقه‏.‏
عاش تسعين سنة‏.‏
روى عنه خلق‏.‏
وشعرانه وجيه الدين محمد بن أبي غالب زهير بن محمد الإصبهاني الثقة الصالح‏.‏
سمع الصحيح من أبي الوقت وعمر دهرًا‏.‏
ومات شهيدًا‏.‏
ومحمد بن غسان بن عاقل بن نجاد الأمير سيف الدولة الحمصي ثم الدمشقي‏.‏
روى عن
وأبو الوفاء محمود بن إبراهيم بن شعبان بن منده العبدي الإصبهاني‏.‏
بقية آل منده‏.‏
ومسند وقته‏.‏
روى الكثير عن مسعود الثقفي والرستمي وأبي رشيد الفتح وأبي الخير الباغبان وعدم تحت السيف‏.‏
وأبو الفتوح الوثابي محمد بن محمد بن أبي المعالي الإصبهاني‏.‏
روى عن جده كتاب الذكر بسماعه من طراد‏.‏
ويروي عن رجاء بن حامد المعداني‏.‏
راح تحت السيف وله ثمان وسبعون سنة‏.‏
وعبد الأعلى ابن العلامة محمد ابن أبي القاسم ابن القطان الإصبهاني الحافظ ظهير الدين محدث إصبهان‏.‏
حضر على محمد بن أحمد بن شاذه وأكثر عن الترك‏.‏
وله معجم فيه عن خمس مائة وخمسين نفسًا‏.‏
عاش بضعًا وستين سنة‏.‏
وعدم في الوقعة‏.‏
وجامع بن إسماعيل بن غانم صائن الدين الإصبهاني الصوفي المعروف بباله راوي جزء لوين عن محمد بن أبي القاسم الصالحاني‏.‏
ومحمود علي بن محمود بن قرقين شمس الدين الدمشقي الجندي الأديب الشاعر‏.‏
روى عن أبي سعد بن أبي عصرون وتوفي في شوال‏.‏
وابن شداد قاضي القضاة بهاء الدين أبو العز يوسف بن رافع بن تميم الأسدي الحلبي الشافعي‏.‏
ولد سنة تسع وثلاثين وخمس مائة‏.‏
وقرأ القراءات والعربية بالموصل على يحيى بن سعدون القرطبي‏.‏
وسمع من حفدة العطاردي وطائفة‏.‏
وبرع في القثه والعلوم وساد أهل زمانه ونال رئاسة الدين والدنيا وصنف التصانيف وله بحلب تربة بين مدرسته ودار حديثة‏.‏
امتدت أيامه وتخرج به الأصحاب‏.‏
توفي رابع عشر صفر‏.‏
سنة ثلاث وثلاثين وست مائة في ربيع الأول جاءت فرقة من التتار فكسرهم عسكر إربل‏.‏
فما بالوا وساقوا إلى بلاد الموصل‏.‏
فقتلوا وسبوا‏.‏
فاهتم المستنصر بالله وأنفق الأموال فردوا ودخلوا الدربند‏.‏
وفيها عدا الكامل الفرات واستعاد حران وخرب قلعة الرها وهرب من منه نواب صاحب الروم‏.‏
ثم كر إلى الشام خوفًا من التتار فإنهم وصلوا إلى سنجار‏.‏
ثم حشر صاحب الروم ونازل حران وتعثر أهلها بين الملكين‏.‏
وفيها توفي الجمال أبو حمزة أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر المقدسي‏.‏
روي عن نصر الله القزاز وابن شاتيل وأبي المعالي بن صابر‏.‏
وكان يتعاني الجندية‏.‏
وفيه شجاعة وإقدام‏.‏
توفي في ربيع الأول‏.‏
والقيلوبي المؤرخ أبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل عاش سبعين سنة‏.‏
وروي عن الأبله الشاعر وغيره‏.‏
وكتب الكثير‏.‏
وكان أديبًا أخباريًا‏.‏
توفي في ذي القعدة‏.‏
وزهرة بنت محمد بن أحمد بن حاضر‏.‏
شيخة صالحة صوفية بالرباط‏.‏
روت عن ابن البطي ويحيى بن ثابت‏.‏
توفيت في جمادى الأولى عن تسع وسبعين سنة‏.‏
وخطيب زملكا عبد الكريم بن خلف بن نبهان الأنصاري وله اثنتان وسبعون سنة‏.‏
روي عن أبي القاسم بن عساكر‏.‏
توفي في ذي الحجة‏.‏
وابن الرماح عفيف الدين علي بن عبد الصمد بن محمد المصريالمقرئ النحوي‏.‏
قرأ القراءات على أبي الجيوش عساكر بن علي وسمع من السلفي وتصدر للإقراء والعربية بالفاضلية وغيرها‏.‏
توفي في جمادى الأولى‏.‏
وابن روزبة أبو الحسن علي بن أبي بكر بن روزبة البغدادي القلانسي العطار الصوفي‏.‏
حدث بالصحيح عن أبي الوقت ببغداد وحران ورأس عين وحلب ورد منها خوفًا من الحصار الكائن بدمشق على الناصر داود وإلا كان عزمه المجيء إلى دمشق‏.‏
توفي فجأة في ربيع الآخر وقد نيف على التسعين‏.‏
وابن دحية العلامة أبو الخطاب عمر بن حسن بن علي بن الجميل الكلبي الداني ثم السبني‏.‏
الحافظ اللغوي‏.‏
روى عن أبي عبد الله بن زرقون وابن الجد وابن بشكوال‏.‏
وطبقتهم‏.‏
وعني بالحديث أتم عناية‏.‏
وجال في مدن الأندلس ومدن العدوة وحج في الكهولة‏.‏
فسمع بمصر من البوصيري وسمع بالعراق مسند أحمد وبإصبهان معجمالطبراني من الصيدلاني وبنيسابور صحيح مسلم بعلو بعد أن كان حدث به بالمغرب بالإسناد الأندلسي النازل‏.‏
وكان يقول إنه حفظه كله‏.‏
وليس بالقوي ضعفه جماعة‏.‏
وله تصانيف ودعاو مدحضة وعبارة مقعرة مبغضة‏.‏
وقد نفق على الملك الكامل وجعله شيخ دار الحديث بالقاهرة‏.‏
توفي في رابع عشر ربيع الأول وله سبع وثمانون سنة‏.‏
والإربلي فخر الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سليمان الصوفي‏.‏
روى عن يحيى بن ثابت وأبي بكر بن النقور وجماعة كثيرة‏.‏
توفي بإربل في رمضان وروايته منتشرة عالية‏.‏
وأبو بكر المأموني محمد بن محمد بن محمد بن أبي المفاخر سعيد ابن حسين العباسي النيسابوري ثم المصري الجنائزي‏.‏
روى عن السلفي وتوفي في ربيع الآخر‏.‏
ونصر بن عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر‏.‏
قاضي القضاة عماد الدين أبو صالح الجيلي ثم البغدادي الحنبلي‏.‏
أجاز له ابن البطي وسمع من شهدة وطبقتها‏.‏
ودرس وأفتى وناظر وبرع في المذهب وولي القضاء سنة ثلاث وعشرين‏.‏
وعزل بعد أشهر‏.‏
وكان لطيفًا ظريفًا متين
الديانة كثير التواضع‏.‏
متحريًا في القضاء قوي النفس في الحق‏.‏
عديم المحاباة والتكلف‏.‏
توفي في شوال عن سبعين سنة‏.‏
سنة أربع وثلاثين وست مائة فيها نزلت التتار على إربل وحاصروها وأخذوها بالسيف حتى جافت المدينة بالقتلى وعصت القلعة بعد أن لم يبق من أخذها شيء‏.‏
وترحلت الملاعين بغنائم لا تحصى فلا حول ولا قوة إلا بالله‏.‏
وفيها توفي الملك المحسن عين الدين أحمد ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب‏.‏
روى عن ابن صدقة الحراني والبوصيري‏.‏
وعني بالحديث أتم عناية‏.‏
وكتب الكثير‏.‏
وكان متواضعًا متزهدًا كثير الإفضال على المحدثين‏.‏
وفيه تشيع قليل‏.‏
توفي بحلب في المحرم‏.‏
وأحمد بن أحمد بن محمد بن صديق موفق الدين الحراني الحنبلي‏.‏
رحل إلى بغداد وتفقه على ابن المني وسمع من عبد الحق وطائفة‏.‏
وتوفي بدمشق وتوفي في صفر‏.‏
والخليل بن أحمد أبو طاهر الجوسقي الصرصري الخطيب بها‏.‏
قرأ القراءات على جماعة وسمع من ابن البطي وطائفة‏.‏
توفي في ربيع الأول عن ست وثمانين سنة‏.‏
وقد أجاز لجماعة‏.‏
وسعيد بن محمد بن ياسين أبو منصور البغدادي‏.‏
السفار في التجارة‏.‏
حج تسعًا وأربعين حجة‏.‏
وحدث عن ابن البطي وغيره‏.‏
توفي في صفر‏.‏
وأبو الربيع الكلاعي سليمانبن موسى بن سالم البلنسي الحافظ الكبير صاحب التصانيف وبقية أعلام الأثر بالأندلس‏.‏
ولد سنة خمس وستين وخمس مائة سمع أبا بكر بن الجد وأبا عبد الله بن زرقون وطبقتهما‏.‏
قال الأبار‏:‏ كان بصيرًا بالحديث حافظًا عاقلًا عارفًا بالجرح والتعديل ذاكرًا للموالد والوفيات يتقدم أهل زمانه في ذلك خصوصًا من تأخر زمانه‏.‏
ولانظير لخطه في الإتقان والضبط مع الاستبحار في الأدب والبلاغة‏.‏
كان فردًا في إنشاء الرسائل مجيدًا في النظم خطيبًا مفوهًا مدركًا حسن السرد والمساق مع الشارة الأنيقة‏.‏
وهو كان المتكلم عن الملوك في مجالسهم والمبين لما يريدونه على المنبر في المحافل‏.‏
ولي خطابة بانسية‏.‏
وله تصانيف في عدة فنون‏.‏
استشهد بكائنه أنيشة بقرب بلنسية مقبلًا غير مدبر في ذي الحجة‏.‏
والناصح ابن الحنبلي أبو الفرج عبد الرحمان بن نجم بن عبد الوهاب ابن الشيخ أبي الفرج الشيرازي الأنصاري الحنبلي الواعظ المفتي‏.‏
ولد بدمشق سنة أربع وخمسين وبرز في الوعظ ورحل فسمع من شهدة وطبقتها وسمع بإصبهان من أبي موسى المديني وله خطب ومقامات وتاريخ الوعاظ انتهت إليه رئاسة المذهب بعد الشيخ الموفق‏.‏
توفي في ثالث المحرم‏.‏
والناصح عبد القادر بن عبد الظاهر بن أبي الفهم الحراني الحنبلي مفتي حران وعالمها ومدرسها‏.‏
سمع بدمشق من ابن صدقة ويحيى الثقفي وعرض عليه قضاء بلده فامتنع‏.‏
توفي في ربيع الأول عن إحدى وسبعين سنة‏.‏
وأبو عمرو عثمان بن حسن السبتي اللغوي أخو أبي الخطاب بن دحية‏.‏
روي عن أبي بكر بن الجد وابن زرقون وابن بشكوال وخلق وولي مشيخة الكاملية بعد أخيه وتوفي بالقاهرة‏.‏
وصاحب الروم السلطان علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو بن قلج أرسلان بن سلجوق‏.‏
كان ملكًا جليلًا شهمًا شجاعًا وافر العقل متسع الممالك‏.‏
تزوج بابنة الملك العادل وامتدت أيامه‏.‏
وتوفي في سابع شوال‏.‏
وكان عدل وخير في الجملة‏.‏
وأبو الحسن القطيعي محمد بن أحمد بن عمر البغدادي المحدث المؤرخ‏.‏
ولد سنة ست وأربعين‏.‏
وسمع من ابن الزاغوني ونصر الكعبري وطائفة‏.‏
ثم طلب بنفسه ورحل إلى خطيب الموصل وبدمشق من أبي المعالي بن صابر‏.‏
وأخذ الوعظ عن ابن الجوزي‏.‏
وهو أول شيخ ولي مشيخة المستنصرية‏.‏
وآخر من حدث بالبخاري سماعًا عن أبي الوقت‏.‏
ضعفه ابن النجار لعدم اتقانه ولكثرة أوهامه‏.‏
توفي في ربيع الآخر‏.‏
والملك العزيز غياث الدين محمد بن عبد الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين صاحب حلب
وسبط الملك العادل‏.‏
ولوه السلطنة بعد أبيه وله أربع سنين من أجل والدته الصاحبة‏.‏
وهي كانت الكل‏.‏
وكان الأتابك طغريل يسوس الأمور‏.‏
توفي في ربيع الأول وأقيم بعده ابنه الملك الناصر يوسف وهو طفل‏.‏
فنعوذ بالله من إمرة الصبيان‏.‏
ومرتضى بن أبي الجود حاتم بن المسلم الحارثي الحوفي أبو الحسن المقرئ‏.‏
قرأ القراءات وسمع الكثير من السلفي وجماعة‏.‏
وكان عالمًا عاملًا كبير القدر قانعًا متعففًا يختم في الشهر ثلاثين ختمة‏.‏
توفي في شوال عن خمس وثمانين سنة‏.‏
وهبة الله بن عمر بن كمال أبو بكر الحربي الحلاج‏.‏
آخر من حدجث عن هبة الله بن الشبلي وأمه كمال بنت السمرقندي‏.‏
توفي في جمادى الأولى‏.‏
وياسمين بنت سالم بن علي البيطار أم عبد الله الخيمية روت عن هبة الله ابن الشبلي القصار‏.‏
وتوفيت يوم عاشوراء‏.‏
سنة خمس وثلاثين وست مائة كانت طائفة كبيرة من الخورزمية قد خدموا مع الصالح أيوب بن الملك الكامل‏.‏
فعزموا على القبض عليه‏.‏
فهرب إلى سنجار ونهبوا خزائنه‏.‏
فسار إليه لولو صاحب الموصل وحاصروه‏.‏
فحلق الصالح لحية وزيره وقاضي بلده بدر الدين السنجاري طوعًا ودلاه من السور ليلًا‏.‏
فذهب واجتمع بالخوارزمية وشرط لهم كل ماأرادوه فساقوا من حران وبيتوا لولو‏.‏
فنجا بنفسه على فرس النوبة وانتهبوا عسكره واستغنوا‏.‏
وأما دمشق فمات صاحبها الأشرف وتسلطن بعده أخوه الصالح إسماعيل‏.‏
فسار الملك الكامل وقدم دمشق وأخذها بعد محاصرة وتعب‏.‏
وذهب إسماعيل إلى بلد بعلبك ودخل الكامل قلعة دمشق ونفى القندرية والحريرية‏.‏
وتمرض ومات بعد شهرين فتملك بعده بدمشق ابن أخيه الملك الجواد وبمصر ابنه العادل‏.‏
وفيها وصلت التتار إلى دقوقا تنهب وتسبي وتفسد‏.‏
فالتقاهم الأمير بكلك الخليفتي في سبعة آلاف والتتار في عشرة آلاف فانهزم المسلمون بعد أن قتلوا خلقًا وكادوا ينتصرون‏.‏
وقتل بكلك وجماعة أمراء أعيان‏.‏
وفيها توفي أبو محمد الأنجب بن أبي السعادات البغدادي الحمامي عن إحدى وثمانين سنة‏.‏
راو حجة‏.‏
روى عن ابن البطي وأبي المعالي ابن النحاس وطائفة‏.‏
وأجاز‏.‏
له سعيد الثقفي وجماعة‏.‏
توفي في تاسع عشر ربيع الآخر‏.‏
وابن رئيس الرؤساء أبو محمد الحسين بن علي بن الحسين ابن هبة الله ابن الوزير رئيس الرؤساء
أبي القاسم بن المسلمة البغدادي الناسخ الصوفي‏.‏
ولد سنة إحدى وخمسين وسمع من ابن البطي وأحمد بن المقرب‏.‏
توفي في رجب‏.‏
وقاضي حلب زين الدين أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن علوان الأسدي الحلبي الشافعي ابن الاستاذ‏.‏
روى عن يحيى الثقفي‏.‏
توفي في شعبان عن ثمان وخمسين سنة‏.‏
وكان من سروات الرؤساء‏.‏
وابن اللتي مسند الوقت أبو المنجا عبد الله بن عمر بن علي بن عمر ابن زيد الحريمي القزاز‏.‏
رجل مبارك خير‏.‏
ولد سنة خمس وأربعين وسمع من أبي الوقت وسعيد بن البنا وطائفة‏.‏
وأجاز له مسعود الثقفي والإصبهانيون‏.‏
وكان آخر من روى حديث البغوي بعلو‏.‏
نشر حديثه بالشام‏.‏
ورجع منها في آخر سنة أربع وثلاثين‏.‏
فتوفي في رابع عشر جمادى الأولى‏.‏
وعبد الله بن المظفر ابن الوزير أبي القاسم علي بن طراد الزيني أبو طالب العباسي البغدادي‏.‏
روى عن ابن البطي حضورًا وعن أبي بكر بن النقور ويحيى بن ثابت‏.‏
توفي في رمضان‏.‏
والرضي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار أبو محمد المقسي الحنبلي الملقن‏.‏
أقرأ كتاب الله احتسابًا أربعين عامًا وختم عليه خلق كثير‏.‏
وروى عن يحيى الثقفي وطائفة‏.‏
وكان كثير العبادة والتهجد‏.‏
توفي في ثاني صفر وقد شاخ‏.‏
وعبد الرزاق ابن الإمام أبي أحمد عبد الوهاب بن سكينة صدر الدين شيخ الشيوخ البغدادي حضر على ابن البطي وسمع من شهدة‏.‏
وترسل عن الخليفة إلى النواحي‏.‏
توفي في جمادى الأولى‏.‏
والكامل سلطان الوقت ناصر الدين أبو المعالي محمد ابن العادل أبي بكر بن أيوب‏.‏
ولد سنة ست وسبعين وخمس مائة وتملك الديار المصرية تحت جناح والد عشرين سنة وبعده عشرين سنة‏.‏
وتملك دمشق قبل موته بشهرين‏.‏
وتملك حران وآمد وتلك الديار‏.‏
وله مواقف مشهورة‏.‏
وكان صحيح الإسلام معظمًا للسنة وأهلها محبًا لمجالسة العلماء فيه عدل وكرم وإحياء وله هيبة شديدة‏.‏
مرض بقلعة دمشق بالسعال والإسهال نيفًا وعشرين ليلة‏.‏
وكان في رجله نقرس فمات في الحادي والعشرين من رجب‏.‏
ومن عدله المخلوط بالجبروت والظلم شنق جماعة من أجناده على آمد في أكيال شعير غصبوه‏.‏
وأبو بكر محمد بن مسعود بن بهروز البغدادي الطبيب‏.‏
سمعه خاله من أبي الوقت وتفرد بالرواية بالسماع عنه‏.‏
توفي في رمضان وقد جاوز التسعين‏.‏
ومحمد بن نصر بن عبد الرحمن بن محمد بن محفوظ القرشي الدمشقي شرف الدين ابن أخي الشيخ أبي البيان‏.‏
أديب شاعر صالح زاهد‏.‏
ولي مشيخة رباط أبي البيان‏.‏
وروى عن ابن

وأبو نصر بن الشيرازي القاضي شمس الدين محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن يحيى الدمشقي الشافعي‏.‏
ولد سنة تسع وأربعين وخمس مائة‏.‏
وأجاز له أبو الوقت وطائفة‏.‏
وسمع من أبي يعلى بن الحبوبي وطائفة كبيرة‏.‏
وله مشيخة في جزء‏.‏
درس وأفتى وناظر وصار من كبار أهل دمشق في العلم والرواية والرئاسة والجلالة‏.‏
درس مدة بالشامية الكبرى وتوفي في ثاني جمادى الآخرة‏.‏
وخطيب دمشق الدولعي جمال الدين محمد بن أبي الفضل بن زيد بن ياسين الثعلبي الشافعي‏.‏
ولد بقرية الدولعية من عمل الموصل‏.‏
وتفقه على عمه ضياء الدين الدولعي خطيب دمشق وسمع من ابن صدقة الحراني وجماعة‏.‏
توفي في جمادى الأولى ودفن بمدرسته بجيرون‏.‏
ومكرم بن محمد بن حمزة بن محمد المسند نجم الدين أبو الفضل القرشي الدمشقي التاجر المعروف بابن الصقر‏.‏
ولد في رجب سنة ثمان وأربعين وسمع من حمزة بن الحبوبي وحمزة بن كروس وحسان الزيات والفلكي وعلي بن أحمد بن مقاتل السوسي وطائفة‏.‏
وتفرد وطال عمره‏.‏
وسافر للتجارة كثيرًا توفي في رجب‏.‏
والملك الأشرف مظفر الدين أبو الفتح موسى بن العادل‏.‏
ولد سنة ست وسبعين بالقاهرة وروى عن ابن طبرزد‏.‏
تملك حران وخلاط وتلك الديار مدة‏.‏
ثم تملك دمشق تسع سنين‏.‏

فأحسن وعدل وخفف الجور وكان فيه دين وتواضع للصالحين ولد ذنوب عسى الله أن يغفرها له‏.‏
وكان حلو الشمائل محببًا إلى الرعية موصوفًا بالشجاعة لم تكسر له راية قط‏.‏
توفي في يوم الخميس رابع المحرم فتسلطن بعده أخوه إسماعيل‏.‏
وشمس الدين بن سني الدولة قاضي القضاة أبو البركات يحيى بن هبة الله بن الحسن الدمشقي الشافعي والد قاضي القضاة صدر الدين أحمد‏.‏
ولد سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة وتفقه على ابن أبي عصرون والقطب النيسابوري وسمع من أحمد بن الموازيني وطائفة‏.‏
توفي في ذي القعدة‏.‏
وابن الشواء شهاب الدين أبو المحاسن يوسف بن إسماعيل الحلبي الأديب‏.‏
وله ديوان في أربع مجلدات‏.‏
توفي في المحرم عن ثلاث وسبعين سنة‏.‏
سنة ست وثلاثين وست مائة فيها مهنت نفس الملك الجواد وضعف عن سلطنة دمشق بعد أن محق الخزائن‏.‏
وكاتب الملك الصالح أيوب بن الكامل وقايضه فأعطاه دمشق بسنجار وعانة‏.‏
وكانت صفقة خاسرة‏.‏
فبادر الصالح وقدم فتسلم دمشق من الجواد لأن المصريين ألحوا على الجواد في أن ينزل عن دمشق

ويعطي الإسكندرية‏.‏
ثم ركب الصالح في الدست وحمل الجواد الغاشية بين يديه‏.‏
ثم أكل يديه ندمًا وسافر‏.‏
ثم توجه الصالح نحو الغور وطلب عمه ابن إسماعيل من بعلبك ليتفقا‏.‏
فدبر إسماعيل أمره واستعان بالمجاهد صاحب حمص وهجم على دمشق فأخذها في صفر من العام الآتي‏.‏
فسمعت الأمراء فتسحبت إليه‏.‏
وبقي الصالح في طائفة‏.‏
فأخذه عسكر الناصر صاحب الكرك واعتقله الناصر عنده‏.‏
وفيها توفي أبو العباس القسطلاني ثم المصري الفقيه المالكي الزاهد أحمد بن علي تلميذ الشيخ أبي عبد الله القرشي‏.‏
سمع من عبد الله بن بري ودرس بمصر وأفتى ثم جاوز بمكة مدة وعاش سبعًا وسبعين سنة‏.‏
توفي بمكة في جمادى الآخرة‏.‏
وصاحب ماردين ناصر الدين أرتق بن ألبي الأرتقي التركماني‏.‏
تملك ماردين بضعًا وثلاثين سنة‏.‏
وكان فيه عدل ودين في الجملة‏.‏
قتله غلمانه بموطأة ابن ابنه وتملك ابنه نجم الدين غازي‏.‏
والتاج أسعد بن المسلم بن مكي بن علان القيسي الدمشقي‏.‏
توفي في رجب عن ست وسبعين سنة‏.‏
روى عن ابن عساكر وأبي الفهم بن أبي العجائز‏.‏
وكان من كبار العدول‏.‏
وهو أسن من أخيه السديد‏.‏
وبدل بن أبي المعمر بن إسماعيل أبو الخير التبريزي المحدث الرحال‏.‏
ولد بعد الخمسين وخمس
مائة وسمع من أبي سعد بن أبي عصرون وجماعة‏.‏
ورحل فأكثر من اللبان والصيدلاني‏.‏
وسمع بنيسابور ومصر والعراق وكتب وتعب وخرج وولي مشيخة دار الحديث بإربل‏.‏
فلما أخذتها التتار قدم حلب وبها توفي في جمادى الأولى‏.‏
وجعفر بن علي بن هبة الله أبو الفضل الهمذاني الإسكندراني المالكي المقرئ الأستاذ المحدث‏.‏
ولد سنة ست وأربعين وقرأ القراءات على عبد الرحمن ابن خلف الله صاحب ابن الفحام وأكثر عن السلفي وطائفة‏.‏
وكتب الكثير وحصل وتصدر للإقراء ثم رحل في آخر عمره فروى الكثير بالقاهرة ودمشق‏.‏
وتوفي في صفر وقد جاوز التسعين‏.‏
وابن الصفراوي جمال الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد المجيد ابن إسماعيل بن عثمان بن يوسف بن حسين بن حفص الإسكندراني الفقيه المالكي المقرئ‏.‏
ولد في أول سنة أربع وأربعين وخمس مائة‏.‏
وقرأ القراءات على ابن خلف الله وأحمد بن جعفر الغافقي واليسع بن حزم وابن الخلوف‏.‏
وتفقه على أبي طالب صالح بن بنت معافى وسمع الكثير من السلفي وغيره‏.‏
وانتهت إليه رئاسة الإقراء والفتوى ببلده وطال عمره وبعد صيته‏.‏
توفي في الخامس والعشرين من ربيع الآخر‏.‏
وعسكر بن عبد الرحيم بن عسكر بن أسامة أبو عبد الرحيم العدوي النصيبيني‏.‏
من بيت

مشيخة وحديث ودين‏.‏
له أصحاب وأتباع‏.‏
رحل في الحديث وسمع من عبد العزيز بن منينا وسليمان الموصلي وطبقتهما‏.‏
وله مجاميع حسنة‏.‏
توفي في المحرم‏.‏
وعلي بن جرير الرقي الصاحب جمال الدين‏.‏
وزر للأشرف ثم للصالح إسماعيل‏.‏
وتوفي في جمادى الآخرة‏.‏
وعماد الدين بن الشيخ‏.‏
هو الصاحب الرئيس أبو الفتح عمر ابن شيخ الشيوخ صدر الدين محمد بن عمر الجويني ثم الدمشقي‏.‏
ولي تدريس الشافعي ومشهد الحسين ومشيخة الشيوخ بالديار المصرية‏.‏
وقام بسلطنة الجواد‏.‏
ثم دخل الديار المصرية‏.‏
فلامه صاحبها العادل أبو بكر‏.‏
فرد وهم بخلع الجواد من السلطنة فلم يطعه وجهز عليه من الإسماعيلية من قتله في جمادى الأولى وله خمس وخمسون سنة‏.‏
وأبو الفضل السباك محمد بن محمد بن الحسن البغدادي أحد وكلاء القضاة‏.‏
روى عن ابن البطي وأبي المعالي بن اللحاس‏.‏
توفي في ربيع الآخر‏.‏
والزكي البزرالي أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد بن أبي بداس الإشبيلي الحافظ الجوال محدث الشام ومفيده‏.‏
سمع بالحجاز ومصر والشام والعراق وإصبهان وخراسان والجزيرة‏.‏
وأكثر وجمع فأوعى وأول طلبه سنة اثنتين وست مائة وأقدم شيوخه عين الشمس الثقفية وجمال الدين الحصيري شيخ الحنفية أبو المحامد محمود بن أحمد بن عبد السيد البخاري‏.‏
وله تسعون سنة‏.‏
توفي في صفر وروى صحيح مسلم عن أصحاب الفراوي ودرس بالنووية خمسًا وعشرين سنة‏.‏
وكان من العلماء العاملين‏.‏
سنة سبع وثلاثين وست مائة فيها ذكر أن إسماعيل هجم على دمشق في صفر من هذا العام فملكها‏.‏
وتسلم القلعة من الغد واعتقلوا الصالح أيوب بالكرك أشهرًا فطلبه أخوه العادل من الناصر داود وبذل فيه مائة ألف دينار وكذا طلبه الصالح إسماعيل فامتنع الناصر‏.‏
ثم اتفق معه وحلفه وأخذه وسار به إلى الديار المصرية‏.‏
فمالت الكاملية إليه‏.‏
وقبضوا على العادل وتملك الصالح أيوب ورجع الناصر بخفي حنبن‏.‏
وفيها توفي الخوبي قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن الخليل الشافعي في شعبان عن أربع وخمسين سنة وله تصانيف وفضائل ولاسيما في العقليات‏.‏
وثابت بن محمد بن أبي بكر الصدر علاء الدين أبو سعد الخجندي ثم الإصبهاني‏.‏
سمع
وسالم بن الحافظ أبي المواهب بن صصرى الصدر أمين الدين أبو الغنائم البغدادي الدمشقي‏.‏
رحل به أبوه وسمعه من ابن شاتيل وطبقته‏.‏
توفي في جمادى الآخرة وله ستون سنة‏.‏
وشيركوه الملك المجاهد أسد الدين بن محمد بن شيركوه بن شاذي صاحب حمص بحمص في رجب‏.‏
وعبد الرحيم بن يوسف بن هبة الله بن الطفيل أبو القاسم الدمشقي بمصر في ذي الحجة‏.‏
روى عن السلفي‏.‏
وابن الكريم الكاتب شمس الدين محمد بن الحسن بن محمد بن علي البغدادي المحدث الأديب الماسح المتفنن‏.‏
روى عن ابن بوش وابن كليب‏.‏
وخلق‏.‏
وسكن دمشق وكتب الكثير بخطه‏.‏
توفي في رجب عن سبع وخمسين سنة‏.‏
وابن الدبيثي الحافظ المؤرخ المقرئ الحاذق أبو عبد الله محمد بن سعيد بن يحيى الواسطي الشافعي‏.‏
ولد سنة ثمان وخمسين وخمس مائة وسمع من أبي طالب الكناني وأبي الفتح ابن شاتيل وعبد المنعم بن الفراوي وطبقتهم‏.‏
وقرأ القراءات على جماعة‏.‏
وكان إمامًا متفننًا واسع العلم غزير الحفظ‏.‏
أضر في آخر عمره‏.‏
وتوفي في ثامن ربيع الآخر ببغداد‏.‏
ومحمد بن طرخان تقي الدين بن السلمي الدمشقي الصالحي الحنبلي‏.‏
ولد سنة إحدى وستين وخمس مائة وروى عن ابن صابر وأبي المجد البانياسي وطائفة‏.‏
وخرج لنفسه مشيخة‏.‏
وكان فقيهًا جليلًا متوددًا‏.‏
توفي في تاسع المحرم‏.‏
وأبو طالب بن صابر الدمشقي محمد بن أبي المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر السلمي الصوفي الزاهد‏.‏
روى عن أبيه وجماعة وصار شيخ الحديث بالعزية‏.‏
قال ابن النجار‏:‏ لم أر إنسانًا كاملًا غيره زاهدًا عابدًا ورعًا كثير الصلاة والصيام‏.‏
توفي في سابع المحرم‏.‏
وابن الهادي محتسب دمشق رشيد الدين أبو الفضل محمد بن عبد الكريم بن يحيى القيسي الدمشقي‏.‏
شيخ وقور مهيب عفيف‏.‏
سمع ابن عساكر وأبا المعالي بن صابر‏.‏
توفي في جمادى الآخرة عن سبع وثمانين سنة‏.‏
والرشيد النيسابوري محمد بن أبي بكر بن علي الحنفي الفقيه‏.‏
سمع بمصر من أبي الجيوش عساكر والتاج المسعودي وجماعة‏.‏
ودرس وناظر وعاش سبعًا وسبعين سنة‏.‏
ولي قضاء الكرك والشوبك‏.‏
ثم درس بالمعينية توفي في خامس ذي القعدة‏.‏
وشرف الدين أبو البكات المستوفى المبارك بن أحمد بن أبي البركات اللخمي الإربلي وزير إربل وقاضيها ومؤرخها ولد سنة أربع وستين وخمس مائة وسمع من عبد الوهاب بن حبة وحنبل وابن طبرزد وخلق‏.‏
وكان بيته مجمع الفضلاء‏.‏
وله يد طولى في النثر والنظم ونفس كريمة
كبيرة وهمة عالية‏.‏
شرح ديوان أبي تمام والمتنبي في عشر مجلدات‏.‏
وله ديوان شعر سلم بقلعة إربل من التتار ثم سكن الموصل وبها مات في المحرم‏.‏
وضياء الدين بن الأثير الصاحب العلامة أبو الفتح نصر بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري الكاتب البليغ صاحب المثل السائر‏.‏
انتهت إليه رياسة الإنشاء والترسل‏.‏
ومن جملة محفوظاته شعر أبي تمام والبحتري والمتنبي‏.‏
وزر بدمشق للملك الأفضل فأساء وظلم ثم هرب ثم كان معه بسميساط سنوات‏.‏
ثم خدم الظاهر صاحب حلب فلم يقبل عليه‏.‏
فتحول إلى الموصل وكتب الإنشاء لصاحبها محمود بن عز الدين مسعود ولأتابكه لولو وذهب رسولًا في آخر أيامه إلى الخليفة فمات ببغداد في ربيع الآخر‏.‏
وكان بينه وبين أخيه عز الدين مقاطعة كلية‏.‏
وعبد العزيز بن بركات بن إبراهيم الخشوعي الدمشقي إمام الربوة أبو محمد‏.‏
روى عن أبيه وأبي القاسم بن عساكر‏.‏
توفي في ثامن ربيع الآخر‏.‏
وعبد العزيز بن دلف البغدادي المقرئ الناسخ خازن كتب المستنصرية‏.‏
قرأ القراءات على علي بن عساكر البطائحي وسمع من شهدة‏.‏
توفي في السادس والعشرين من صفر‏.‏
والحرالي أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن التجيبي المرسي‏.‏
كان متفننًا عارفًا بالنحو والكلام

وقشتمر سلطان بغداد ومقدم العساكر جمال الدين الخليفتي الناصري توفي في ذي القعدة‏.‏
سنة ثمان وثلاثين وست مائة فيها سلم الملك الصالح إسماعيل قلعة السقيف للفرنج لغرض في نفسه‏.‏
فمقته المسلمون وأنكر عليه ابن عبد السلام وأبو عمرو بن الحاجب‏.‏
فسجنهما‏.‏
وعزل ابن عبد السلام من خطابة دمشق‏.‏
وولي القضاء لرفيع الجيلي‏.‏
وفيها توفي أبو علي أحمد بن محمد بن محمود بن المعز الحراني ثم البغدادي الصوفي‏.‏
روى عن ابن البطي وأحمد بن المقرب وجماعة‏.‏
توفي في المحرم‏.‏
والقاضي نجم الدين أبو العباس أحمد بن محمد خلف بن راجح المقدسي الحنبلي ثم الشافعي صاحب التصانيف‏.‏
روى عن ابن صدقة الحراني وجماعة‏.‏
وسافر إلى همذان فلزم الركن الطاوسي حتى صار معيده‏.‏
ثم سافر إلى بخارى فبرع في علم الخلاف وطار اسمه وبعد صيته‏.‏
وكان يتوقد ذكاء‏.‏
ومن جملة محفوظاته الجمع بين الصحيحين‏.‏
وكان صاحب أوراد وتهجد‏.‏
توفي في خامس شوال‏.‏
وعلي بن مختار بن نصر الله بن طعان جمال الملك أبو الحسن العامري المحلي الإسكندراني ومحيي الدين بن العربي أبو بكر محمد بن علي بن محمد الطائي الحاتمي المرسي الصوفي نزيل دمشق وصاحب التصانيف وقدوة العالمين بوحدة الوجود‏.‏
ولد سنة ستين وخمس مائة‏.‏
وروى عن ابن بشكوال وطائفة‏.‏
وتنقل في البلاد وسكن الروم مدة‏.‏
وقد اتهم بأمر عظيم‏.‏
توفي في الثاني من ربيع الآخر‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 10:27 PM

سنة تسع وثلاثين وست مائة فيها توفي الشمس بن الخباز النحوي
أبو عبد الله أحمد بن الحسين بن أحمد بن معالي الإربلي ثم الموصلي الضرير صاحب التصانيف الأدبية‏.‏
توفي في رجب بالموصل وله خمسون سنة‏.‏
والمارستاني أبو العباس أحمد بن يعقوب بن عبد الله البغدادي الصوفي‏.‏
قيم جامع المنصور‏.‏
روى عن أبي المعالي بن اللحاس وحفدة العطاردي وجماعة‏.‏
توفي في ذي الحجة‏.‏
وإسحاق بن طرخان بن ماض الفقيه تقي الدين الشاغوري الشافعي‏.‏
آخر من حدث عن حمزة بن كروس‏.‏
توفي في رمضان بالشاغور‏.‏
والنفيس بن قادوس هو القاضي أبو الكرم أسعد بن عبد الغني العدوي المصري آخر من روى عن الشريف أبي الفتوح الخطيب وأبي العباس ابن الحطئة‏.‏
توفي في ذي الحجة وله ست

وإسماعيل بن مظفر أبو الطاهر النابلسي ثم الدمشقي الحنبلي المحدث الجوال الزاهد‏.‏
ولد سنة أربع وستين وسمع بمصر من البوصيري وببغدلد من ابن المعطوش وبإصبهان من أبي المكارم اللبان وبنيسابور من أبي سعد الصفار وبدمشق وحران ومكة‏.‏
قال ابن الحاجب‏:‏ كان عبدًا صالحًا صاحب كرامات ذا مروة مع فقر قلت‏:‏ توفي في شوال‏.‏
والحسن بن إبراهيم بن هبة الله بن دينار أبو علي المصري الصائغ‏.‏
روى عن السلفي ومات في جمادى الآخرة عن تسع وثمانين سنة‏.‏
والإسعردي أبو الربيع سليمان بن إبراهيم بن هبة الله بن أحمد المحدث خطيب بيت لهيا‏.‏
ولد بإسعرد وسمع بدمشق من الخشوعي وبمصر من البوصيري وتخرج بالحافظ عبد الغني توفي في ربيع الآخر ببيت لهيا‏.‏
وعبد الرحمن بن مقبل العلامة قاضي القضاة عماد الدين أبو المعالي الواسطي الشافعي‏.‏
ولد سنة سبعين وتفقه فدرس وأفتى وناب في القضاء عن أبي صالح الجيلي ثم ولي بعده القضاء ودرس بالمستنصرية ثم عزل عن الكل سنة ثلاث وثلاثين وحدث عن ابن كليب‏.‏
توفي في ذي القعدة‏.‏
وعبد السيد بن أحمد الضبي خطيب بعقوبا‏.‏
روى عن يحيى بن ثابت وأحمد المرقعاتي‏.‏
والسيف عبد الغني خطيب حران وابن خطيبها فخر الدين محمد بن الخضر بن تيمية‏.‏
توفي في المحرم كهلًا‏.‏
وكان فصيحًا مليح الخطابة‏.‏
والبدر علي بن عبد الصمد بن عبد الجليل الرازي المؤدب بمكتب جاروخ بدمشق‏.‏
روى عن السلفي ثماني الآجري‏.‏
وتوفي في ربيع الآخر‏.‏
وأبو فضيل قايماز المعظمي مجاهد الدين والي البحيرة‏.‏
روى عن السلفي‏.‏
ومات في سلخ شوال‏.‏
وشرف الدين بن الصفراوي قاضي قضاة مصر أبو المكارم محمد ابن القاضي الرشيد علي ابن القاضي أبي المجد حسن الإسكندراني ثم المصري الشافعي‏.‏
ولد بالإسكندرية سنة إحدى وخمسين وخمس مائة وقدم القاهرة فناب في القضاء سنة أربع وثمانين عن صدر الدين بن درباس ثم ناب عن غير واحد وولي قضاء الديار المصرية في سنة سبع عشرةوست مائة‏.‏
توفي في تاسع عشر ذي القعدة‏.‏
وابن نعيم القاضي أبو بكر محمد بن يحيى بن البغدادي الشافعي المعروف بابن الحبير‏.‏
ولد سنة تسع وخمسين وسمع من شهدة وجماعة وكان من أئمة الشافعية صاحب ليل وتهجد وحج طويل الباع في النظر والجدل‏.‏
ولي تدريس النظامية مدة‏.‏
وتوفي في شوال‏.‏
والكمال بن يونس العلامة أبو الفتح موسى بن يونس بن محمد بن منعة بن مالك الموصلي الشافعي‏.‏
أحد الأعلام‏.‏
ولد سنة إحدى وخمسين بالموصل وتفقه على والده وببغداد على معيد النظامية السديد السلماسي وبرع عليه في الأصول والخلاف‏.‏
وقرأ النحو على ابن سعدون القرطبي والكمال الأنباري‏.‏
وأكب على الإشتغال بالعقليات حتى بلغ فيها الغاية‏.‏
وكان يتوقد ذكاء ويموج بالمعارف حتى قيل إنه كان يتقن أربعة عشر فنًا‏.‏
اشتهر ذكره وطار خبره ورحلت الطلبة إليه من الأقطار وتفرد بإتقان علم الرياضي ولم يكن له في وقته نظير‏.‏
قال ابن خلكان‏:‏ كان يهتم في دينه لكون العلوم العقلية غالبة عليه كما قال العماد المغربي فيه‏:‏ وعاطيته صبهاء من فيه مزجها كرقة شعري أو كدين ابن يونس ولكمال الدين عدة تصانيف‏.‏
نوفي في نصف شعبان بالموصل‏.‏
سنة أربعين وست مائة فيها جهز الملك الصالح أيوب عسكره وعليهم كمال الدين ابن الشيخ لأخذ دمشق من عمه الصالح إسماعيل‏.‏
فمات مقدم العسكر كمال الدين بغزة ويقال إنه سم‏.‏
وفيها توفي الزين بن عبد الملك بن عثمان المقدسي الحنبلي الشروطي الناسخ‏.‏
روى عن يحيى الثقفي والبوصيري وابن المعطوش وطبقتهم‏.‏
وطلب وكتب الأجزاء‏.‏
توفي في رمضان عن ثلاث وستين سنة‏.‏
وإبراهيم الخشوعي أبو إسحاق ابن الشيخ أبي طاهر بركات بن إبراهيم ابن طاهر الدمشقي آخر من سمع من عبد الواحد بن هلال وما يدري ما سمع من ابن عساكر‏.‏
توفي في رجب وله اثنتان وثمانون سنة‏.‏
وآسية المقدسية والدة السيف بن المجد الحافظ‏.‏
قال أخوها الضياء‏:‏ ما في زمانها مثلها‏.‏
لا تكاد تدع قيام الليل‏.‏
والجهة الأتابكية امرأة الملك الأشرف موسى صاحبة المدرسة والتربة بالجبل تركان بنت الملك عز الدين مسعود بن قطب الدين مودود بن أتابك زنكي‏.‏
وجمال النساء بنت أحمد بن أبي سعد الغراف البغدادية‏.‏
سمعت من ابن البطي وأحمد بن محمد الكاغدي‏.‏
توفيت في جمادى الأولى‏.‏
وسعيدة بنت عبد الملك بن يوسف بن محمد بن قدامة‏.‏
روت بالإجازة عن العثماني‏.‏
وعائشة بنت المستنجد بالله بن المقتفي وأخت المستضيء وعمة الناصر‏.‏
عمرت دهرًا وماتت في ذي الحجة‏.‏
وابن أبيه عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن الدجاجية‏.‏
روى عن الحافظ ابن عساكر ومات في المحرم‏.‏
وعبد العزيز بن مكي أبو محمد البغدادي‏.‏
روى عن ابن البطي وجماعة‏.‏
توفي في ربيع الآخر‏.‏
وصاحب المغرب الرشيد أبو محمد بن المأمون واسمه عبد الواحد بن إدريس المؤمني صاحب مراكش‏.‏
ولي الأمر سنة ثلاثين وست مائة‏.‏
وأعاد ذكر ابن نومرت في الخطبة ليستميل قلوب الموحدين‏.‏
توفي غريقًا في صهريج بستانه وولي بعده أخوه المعتضد علي‏.‏
والعلم ابن الصابوني أبو الحسن علي بن محمود بن أحمد المحمودي الجويثي الصوفي والد الجمال ابن الصابوني المحدث‏.‏
أجاز له أبو المطهر الصيدلاني وابن البطي وطائفة‏.‏
وسمع من السلفي‏.‏
وكان عدلًا جليلًا وافر الحرمة‏.‏
توفي في شوال عن أربع وثمانين سنة‏.‏
وابن شفنين الشريف أبو الكرم محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن أحمد الهاشمي العباسي المتوكلي مسند العراق‏.‏
أجاز له أبو بكر بن الزاغوني ونصر بن نصر الكعبري وأبو الوقت ومحمد بن عبيد الله القرطبي‏.‏
وسمع من يحيى بن السدنك‏.‏
توفي في رجب وله إحدى وتسعون سنة‏.‏
وكان سريًا نبيلًا‏.‏
والمستنصر باله أبو جعفر منصور بن الظاهر بأمر الله محمد بن الناصر أحمد بن أحمد بن المستضيء حسن بن المستنجد يوسف بن المقتفي العباسي‏.‏
ولد سنة ثمان وثمانين وخمس مائة وهو ابن تركية‏.‏
استخلف في رجب سنة ثلاث وعشرين فحمدت سيرته‏.‏
وكان أشقر ضخمًا قصيرًا وخطه الشيب فخضب بالحناء ثم تركه‏.‏
توفي عاشر جمادى الآخرة بكرة الجمعة‏.‏
وبويع ولده المستعصم بالله‏.‏
سنة إحدى وأربعين وست مائة فيها حكمت التتار على بلد الروم وألزم صاحبها ابن علاء الدين بأن يحمل لهم كل يوم ألف دينار ومملوكًا وجارية وفرسًا وكلب صيد‏.‏
وفيها توفي التقي الصريفيني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الأزهر الحافظ‏.‏
ولد سنة ثلاث وثمانين وخمس مائة بصريفين ورحل إلى الشام والعراق والجزيرة وخراسان وإصبهان وجمع وصنف وحدث عن حنبل وأبي روح وطبقتهما‏.‏
وكان ذا صدق وإتقان وحفظ‏.‏
توفي في جمادى الأولى بدمشق‏.‏
والأعز بن كريم أبو محمد الحربي الإسكافي البزاز‏.‏
سمع من يحيى بن ثابت وغيره‏.‏
توفي في صفر‏.‏
وحمزة بن عمر بن عتيق بن أوس الغزال أبو القاسم الأنصاري الإسكندراني‏.‏
روى عن السلفي‏.‏
وتوفي في ذي الحجة‏.‏
وسلطان بن محمود البعلبكي الزاهد أحد أصحاب الشيخ عبد الله اليونبني‏.‏
كان صاحب أحوال وكرامات‏.‏
وهو والد الشيخ الزاهد محمود رحمهما الله‏.‏
وعائشة بنت محمد بن علي بن البل البغدادي أمة الحكم الواعظة‏.‏
أجاز لها أبوالحسن بن غبرة والشيخ عبد القادر‏.‏
وكانت صالحة تعظ النساء‏.‏
توفيت في جمادى الأولى‏.‏
وعبد الحق بن خلف بن عبد الحق أبو محمد الدمشقي الحنبلي‏.‏
روى عن أبي الفهم بن أبي العجائز وابن صابر وجماعة‏.‏
توفي في شعبان عن نيف وتسعين سنة‏.‏
وكان صالحًا فاضلًا‏.‏
وأبو طالب بن القبيطي عبد اللطيف بن محمد بن علي بن حمزة الحراني ثم البغدادي الجوهري‏.‏
ولد سنة أربع وخمسين وسمع الكثير من ابن البطي وأبي زرعة والشيخ عبد القادر وطبقتهم‏.‏
وكان من أهل القرآن والصلاح والإسناد العالي‏.‏
توفي في جمادى الآخرة‏.‏
وقد تفرد بأشياء‏.‏
وأبو الوفاء عبد الملك بن عبد الحق ابن شرف الإسلام عبد الوهاب ابن الحنبلي الأنصاري الدمشقي‏.‏
روى عن السلفي وجماعة‏.‏
توفي في جمادى الآخرة أيضًا بدمشق‏.‏
وأبو المكارم عبد الواحد بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن محمد بن هلال الأزدي الدمشقي‏.‏
والتسارسي أبو الرضا علي بن زيد بن علي الإسكندراني الخياط‏.‏
روى عن السلفي‏.‏
وتسارس من قرى برقة‏.‏
توفي في رمضان‏.‏
وعلي بن أبي الفخار هبة الله بن أبي منصور بن محمد بن هبة الله الشريف أبو تمام الهاشمي العدل خطيب جامع ابن المطلب ببغداد‏.‏
روى عن ابن البطي وابن زرعة وجماعة‏.‏
وعاش تسعين سنة‏.‏
توفي في جمادى الآخرة‏.‏
وعمر بن أسعد بن المنجا القاضي شمس الدين أبو الفتوح التنوخي الدمشقي الحنبلي والد ست الوزراء‏.‏
سمع أبا المعالي ابن صابر والقاضي كمال الدين بن الشهرزوري وجماعة‏.‏
وولي قضاء حران كأبيه‏.‏
وأفتى ودرس‏.‏
وتوفي في ربيع الآخر‏.‏
وقيصر بن فيروز البواب أبو محمد القطيعي‏.‏
روى عن عبد الحق اليوسفي‏.‏
توفي في رمضان‏.‏
وكريمة بنت عبد الوهاب بن علي بن الخضر مسندة الشام أم الفضل القرشية الزبيرية وتعرف ببنت الحبقبق‏.‏
روت عن أبي يعلى بن الحبوبي وعبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني وحسان الزيات وجاعة‏.‏
وأجاز لها أبو الوقت السجزي وأبو الخير الباغبان ومسعود الثقفي وخلق‏.‏
وروت شيئًا كثيرًا‏.‏
توفيت في جمادى الآخرة ببستانها بالميطور‏.‏
والجواد الذي تسلطن بدمشق بعد الكامل‏.‏
هومظفر الدين يونس بن ممدود بن العادل‏.‏
كان من سنة اثنتين وأربعين وست مائة جر الملك الصالح أيوب الخوارزمية وطلبهم من الجزيرة‏.‏
فعدوا الفرات وندبهم لمحاصرة عمه إسماعيل بدمشق‏.‏
واستنجد إسماعيل بالفرنج وبصاحب حمص‏.‏
فسلقت الخوارزمية واجتمعت بعده بعسكر مصر وجاءتهم الخلع والنفقات‏.‏
وبعث الناصر داود عسكره من الكرك نجدة لإسماعيل ثم وقع المصاف بقرب عسقلان في جمادى الأولى‏.‏
فانتصر المصريون والخوارزمية على الشاميين والفرنج‏.‏
واستحر القتل ولله الحمد بالفرنج وأسرت ملوكهم‏.‏
وخاف إسماعيل وحصن دمشق واستعد‏.‏
وفيها توفي التاج ابن الشيرازي أبو المعالي أحمد بن القاضي أبي نصر محمد بن هبة الله بن محمد الدمشقي المعدل‏.‏
روى عن جده والفضل بن البانياسي وجماعة‏.‏
وتوفي في رمضان وله إجازة من السلفي‏.‏
وحاطب بن عبد الكريم بن أبي يعلى الحارثي أبو طالب المزي‏.‏
عاش خمسًا وتسعين سنة‏.‏
وروى عن أبي القاسم بن عساكر‏.‏
توفي في المحرم‏.‏
وظافر بن طاهر بن ظافر بن إسماعيل بن سحم أبو المنصور الأزدي الإسكندراني المالكي وتاج الدين ابن حموية شيخ الشيوخ أبو محمد عبد الله ويسمى أيضًا عبد السلام بن عمر بن علي بن محمد الجويني الصوفي شيخ السميساطية‏.‏
ولد بدمشق سنة ست وستين وسمع من شهدة والحافظ أبي القاسم‏.‏
ودخل المغرب قبل الستمائة فأقام هناك سنين وله مجاميع وفرائد‏.‏
توفي في صفر‏.‏
والرفيع الجيلي قاضي القضاة بدمشق أبو حامد عبد العزيز بن عبد الواحد بن إسماعيل‏.‏
أحد قضاة الجور‏.‏
كان متكلمًا بارعًا في العقليات والفلسفة رقيق الديانة قبض عليه في آخر سنة إحدى وأربعين‏.‏
ثم بعث مع من رماه في هوة بأرض البقاع‏.‏
نسأل الله الستر‏.‏
والنفيس أبو البركات محمد بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الأنصاري الحموي‏.‏
سمع بمكة من عبد المنعم الفراوي وبالثغر من أبي الطاهر ابن عوف وأبي طالب التنوخي ‏,‏ توفي في آخر السنة عن ثمان وتسعين سنة‏.‏
والجمال ابن المخيلي أبو الفضل يوسف بن عبد المعطي بن منصور بن نجا الغساني الإسكندراني المالكي‏.‏
روى عن السلفي وجماعة‏.‏
وكان من أكابر بلده‏.‏
توفي في جمادى الآخرة‏.‏

في أولها بل قبل ذلك حاصرت الخوارزمية دمشق وعليهم الصاحب معين الدين حسن ابن الشيخ‏.‏
واشتد الخطب وأحرقت الحواضر‏.‏
ورمي من الفريقين بالمجانيق وتعب الدمشقيون بالصالح إسماعيل أولًا وآخرًا وذاقوا من الخوف والقحط والوباء ما لا يعبر عنه‏.‏
ودام الحصار خمسة أشهر إلى أن ضعف إسماعيل وفارق دمشق وتسلمها الصاحب معين الدين‏.‏
فغضبت الخوارزمية من الصلح ونهبوا داريا وترحلوا وراسلوا الصالح إلى بعلبك وصاروا معه على الصالح نجم الدين‏.‏
وردوا معه‏.‏
فحاصروا دمشق في ذي القعدة لموت معين الدين ابن الشيخ وتلك الأيام كان الغلاء المفرط حتى أبيعت الغرارة بدمشق بألف وست مائة درهم‏.‏
وأكلت الجيف وتفاقم الأمر والخمور‏.‏
والفاحشة دائرة بدمشق‏.‏
وفيها توفي بدمشق خلق كثير من الأعيان والشيوخ منهم‏:‏ السيف بن المجد الحافظ القدوة أبو العباس أحمد بن عيسى ابن الشيخ الموفق المقدسي الصالحي في أول شعبان‏.‏
وله ثمان وثلاثون سنة‏.‏
سمع من أبي القاسم بن الحرستاني فمن بعده بدمشق وبغداد‏.‏
وكان من أعيان الأذكياء ومن خيار الصلحاء رحمه الله تعالى‏.‏
والتقي بن العز العلامة المفتي أبو العباس أحمد بن محمد ابن الحافظ عبد الغني المقدسي الصالحي الحنبلي في ربيع الآخر وله اثنتان وخمسون سنة‏.‏
روى عن الخشوعي وعفيفة الفرقانية وطبقتهما‏.‏
ومن محفوظاته الكافي لشيخه الموفق‏.‏
انتهت إليه مشيخة الحنابلة بسفح قاسيون‏.‏
وابن الجوهري الحافظ أبو العباس أحمد بن محمود بن إبراهيم نبهان الدمشقي مفيد الجماعة وله أربعون سنة‏.‏
سمع من أبي المجد القزويني وخلق ورحل إلى بغداد سنة إحدى وثلاثين وكتب الكثير واستنسخ وحصل وكان ذكيًا متقنًا رئيسًا ثقة‏.‏
والقاضي الأشرف أبو العباس أحمد بن ابن القاضي الفاضل عبد الرحيم ابن علي البيساني ثم المصري في جمادى الآخرة وله سبعون سنة‏.‏
سمع من فاطمة بنت سعد الخير والقاسم بن عساكر‏.‏
وحصل له في الكهولة غرام زائد بطلب الحديث فسمع الكثير وكتبه واستنسخ‏.‏
وكان رئيسًا نبيلًا وافر الجلالة يصلح للوزارة‏.‏
ومعين الدين الصاحب الكبير أبو علي الحسن ابن شيخ الشيوخ صدر الدين محمد بن عمر الجويني في رمضان وقد قارب الستين‏.‏
ولي عدة مناصب وتقدم عند صاحب مصر فأمره على جيشه الذين حاصروا دمشق‏.‏
فأخذها وولي وعزل وعمل نيابة السلطنة فبغته الأجل بعد أربعة أشهر ووجد ماعمل‏.‏
وربيعة خاتون الصاحبة أخت صلاح الدين والعادل وقد نيف على الثمانين ودفنت بمدرستها وسالم بن عبد الرزاق بن يحيى ابو المرجا المقدسي خطيب عقربا‏.‏
روى عن أبي المعالي بن صابر وجماعة‏.‏
وعاش أربعًا وسبعين سنة‏.‏
والشرف عبد الله ابن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة أبو محمد وأبو بكر المقدسي خطيب الجبل‏.‏
روى عن يحيى الثقفي وابن صدقة وابن المعطوش والبوصيري وخلق‏.‏
توفي في جمادى الآخرة‏.‏
وأبو سليمان عبد الرحمن ابن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الفقيه من كبار تلامذة الشيخ الموفق‏.‏
سمع بمصر من البوصيري وبدمشق من الخشوعي وببغداد من ابن الجوزي‏.‏
درس الفقه‏.‏
توفي في صفر‏.‏
وعبد الرحمن بن مقرب بن عبد السلام الحافظ أسعد الدين أبو القاسم التجيبي الإسكندري العدل تلميذ ابن المفضل‏.‏
روى عن البوصيري وابن موقا وطائفة‏.‏
وعني بالحديث وكتب وخرج‏.‏
توفي في صفر‏.‏
وعبد المحسن بن حمود الصدر العلامة أمين الدين التنوخي الحلبي الكاتب المنشىء‏.‏
روى عن حنبل وطبقته‏.‏
وله ديوان ترسل وديوان شعر‏.‏
وكتب لجماعة من الملوك‏.‏
توفي في رجب وله ثلاث وسبعون سنة‏.‏
وأبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني المقرئ‏.‏
روى عن ابن عساكر وغيره‏.‏
وتوفي في ذي القعدة عن تسعين سنة‏.‏
وتقي الدين بن الصلاح شيخ الإسلام أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن موسى الكردي السهرزوري الموصلي الشافعي‏.‏
ولد سنة سبع وسبعين وسمع من عبيد الله بن السمين ومنصور الفراوي وطبقتهما‏.‏
وتفقه وبرع في المذهب وأصوله وفي الحديث وعلومه وصنف التصانيف مع الثقة والديانة والجلالة‏.‏
درس بالرواحية وولي مشيخة دار الحديث ثلاث عشرة سنة‏.‏
وتوفي في السادس والعشرين من ربيع الآخر‏.‏
وعلم الدين السخاوي العلامة أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد ابن عبد الأحد الهمذاني المقرئ النحوي‏.‏
ولد قبل الستين وخمس مائة وسمع من السلفي وجماعة‏.‏
وقرأ القراءات على الشاطبي والغزنوي وأبي الجود والكندي وانتهت إليه رئاسة الإقراء والأدب في زمانه بدمشق‏.‏
وقرأ عليه خلق لايحصيهم إلا الله‏.‏
وماعلمت أحدًا في الإسلام حمل عنه القراءات أكثر مما حصل عنه‏.‏
وله تصانيف سائرة متقنة‏.‏
توفي إلى رحمة الله في ثاني عشر جمادى الآخرة ودفن بتربته بجبل قاسيون‏.‏
وأبو الحسن بن المقير مسند الديار المصرية علي بن عبد الله الحسين ابن علي بن منصور البغدادي الحنبلي النجار‏.‏
ولد سنة خمس وأربعين وخمس مائة‏.‏
وسمع من شهدة ومعمر بن الفاخر وجماعة‏.‏
وأجاز له ابن ناصر وأبو بكر الزاغوني وطائفة‏.‏
وكان صاحب تلاوة وذكر وأوراد‏.‏
توفي في نصف ذي القعدة بالقاهرة‏.‏
والعز النسلبة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر الدمشقي‏.‏
صدر كبير محتشم فاضل‏.‏
سمع من عم والده الحافظ ومن أبي الفهم ابن أبي العجائز وطائفة‏.‏
توفي في جمادى الأولى‏.‏
والتاج أبو الحسن محمد بن أبي جعفر أحمد بن علي القرطبي إمام الكلاسة وابن إمامها‏.‏
ولد بدمشق في أول سنة خمس وسبعين وسمع من عبد المنعم الفراوي بمكة ومن يحيى الثقفي والفضل البانياسي بدمشق‏.‏
وطلب وتعب ونسخ الكثير وكان ذا دين ووقار‏.‏
توفي في جمادى الأولى‏.‏
وابن الخازن أبو بكر محمد بن سعد بن الموفق النيسابوري ثم البغدادي أحد مشايخ الصوفية الأكابر‏.‏
ولد في صفر سنة ست وخمسين وسمع من أبي زرعة المقدسي وأحمد بن المقرب وجماعة‏.‏
توفي في السابع والعشرين من ذي الحجة‏.‏
والشيخ الضياء أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي الحنبلي الحافظ‏.‏
أحد الأعلام‏.‏
ولد سنة تسع وستين وخمس مائة‏.‏
وسمع من الخضر بن طاوس وطبقته بدمشق ومن ابن المعطوش وطبقته ببغداد ومن البوصيري وطبقته بمصر ومن أبي جعفر الصيدلاني وطبقته بإصبهان ومن أبي روح المؤيد وطبقتهما بخراسان‏.‏
وأفنى عمره في هذا الشأن مع الدين المتين والورع والفضيلة التامة والثقة والإتقان‏.‏
انتفع الناس بتصانيفه والمحدثون بكتبه فالله يرحمه ويرضى عنه‏.‏
توفي في السادس والعشرين من جمادى الآخرة‏.‏
وابن النجار الحافظ الكبير محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن البغدادي صاحب تاريخ بغداد‏.‏
ولد سنة ثمان وسبعين وخمس مائة وسمع من ذاكر بن كامل وابن بوش وابن كليب ورحل إلى إصبهان وخراسان والشام ومصر وكتب ما لا يوصف‏.‏
وكان ثقة متقنًا واسع الحفظ تام المعرفة بالفن‏.‏
توفي في خامس شعبان‏.‏
والمنتخب بن أبي العز بن رشيد أبو يوسف الهمذاني المقرئ نزيل دمشق‏.‏
قرأ القراءات على أبي الجود وغيره وصنف شرحًا كبيرًا للشاطبية وشرحًا للزمخشري‏.‏
وتصدر للإقراء‏.‏
توفي في ربيع الأول‏.‏
ومنصور بن أبي الفتح أحمد بن محمد بن محمد بن المراتبي الخلال أبو غالب بن المعوج‏.‏
ولد سنة خمس وخمسين وسمع محمد بن إسحاق الصابي وأبا طالب بن خضير وغيرهما‏.‏
توفي في والموفق يعيش بن علي بن يعيش الأسدي الحلبي‏.‏
ولد سنة ثلاث وخمسين وسمع بالموصل من أبي الفضل الطوسي وبحلب من أبي سعد بن أبي عصرون وطائفة وانتهى إليه معرفة العربية ببلده وتخرج به خلق كثير‏.‏
توفي في الخامس والعشرين من جمادى الأولى‏.‏
سنة أربع وأربعين وست مائة لما اتفق الصالح مع الخوارزمية استمال الصالح أيوب صاحب حمص وأفسده على إسماعيل ثم كتب إلى عسكر حلب يحثهم على حرب الخوارزمية وأنهم قد خربوا الشام‏.‏
فبادر نائب حلب شمس الدين لولو واجتمع معه صاحب حمص بالعرب والتركمان وبعسكر دمشق‏.‏
وأقبل الصالح إسماعيل ومعه الخوارزمية وعسكر الكرك وأيبك صاحب صرخد‏.‏
فالتقى الجمعان على بحيرة حمص‏.‏
فقتل بركة خان مقدم الخوارزمية‏.‏
وانهزم الصالح وأيبك وراحت أثقالهم في المحرم‏.‏
ثم سارت الخوارزمية إلى البلقاء واتفق معهم الناصر داود فجهز الصالح صاحب مصر جيشًا عليهم فخر الدين ابن الشيخ فكسروا الخوارزمية بنواحي الصلت وساقوا فنازلوا الكرك وتسلموا بعلبك وبصرى وأخذوا أولاد إسماعيل تحت الحوطة إلى القاهرة والتجأ إسماعيل إلى حلب وانقضت دولته‏.‏
فسبحان من لا يزول ملكه‏.‏
وصفت الشام لنجم الدين أيوب فقدمها
ودخل دمشق في ذي القعدة‏.‏
وكان يومًا مشهودًا‏.‏
ثم مر إلى بعلبك ومر إلى صرخد فأخذها من أيبك المعظمي وأخذ الصبيبة من الملك السعيد ابن العزيز وهو ابن عمه‏.‏
ثم مر ببصرى وبالقدس فأمر بعمارة سورها وأمر بصرف مغلها في سورها‏.‏
وفيها توفي أحمد بن علي بن معقل العلامة عز الدين أبو العباس الأزدي المهلبي الحمصي النحوي اللغوي الذي نظم الإيضاح والتكملة‏.‏
عاش سبعًا وسبعين سنة‏.‏
ومات في ربيع الأول‏.‏
أخذ عن الكندي وأبي البقاء وبرع في لسان العرب‏.‏
وكان صدرًا محترمًا غاليًا في التشيع‏.‏
والملك المنصور بن عمر ابن المجاهد أسد الدين شيركوه بن محمد بن شيركوه‏.‏
صاحب حمص وابن صاحبها وأحد الموصوفين بالشجاعة والإقدام‏.‏
مرض بدمشق ببستان الملك الأشرف ومات به في حادي عشر صفر‏.‏
ونقل فدفن عند عند أبيه بحمص‏.‏
وكان عازمًا على أخذ دمشق ففجأه الموت‏.‏
وقام بعده بحمص ابنه الملك الأشرف موسى‏.‏
والحسن بن علي بن أبي البركات بن صخر بن مسافر حفيد أبي البركات أخي الشيخ عدي شيخ العدوية الأكراد‏.‏
وكان لقب بتاج العارفين شمس الدين‏.‏
له تصانيف في التصوف وشعر كثير وله أتباع يغالون فيه إلى الغاية‏.‏
فقبض عليه صاحب الموصل بدر الدين وخنقه خوفًا من غائلته لأنه خاف أن يثور عليه بالأكراد‏.‏
وإسماعيل بن علي الكوراني الزاهد‏.‏
كان عابدًا قانتًا صادقًا أمارًا بالمعروف نهاء عن المنكر ذا غلظة على الملوك ونصيحة لهم‏.‏
روى عن أحمد بن محمد بن الطرسوسي الحبي وتوفي بدمشق في شعبان‏.‏
وعبد المنعم بن محمد بن محمد بن أبي المضاء أبو المظفر البعلبكي ثم الدمشقي‏.‏
حدث بحماة عن أبي القاسم بن عساكر‏.‏
توفي في ذي الحجة بحماة‏.‏
ومحمد بن حسان بن رافع بن سمير أبو عبد الله العامري المحدث المفيد‏.‏
روى عن الخشوعي وجماعة‏.‏
وكتب الكثير توفي في صفر‏.‏
والتقي المراتبي محمد بن محمود الحنبلي أحد أئمة المذهب بدمشق‏.‏
كان عالمًا متفننًا متبحرًا لم يخلف في الحنابلة مثله‏.‏
توفي في جمادى الآخرة‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 10:29 PM

سنة خمس وأربعين وست مائة في جمادى الآخرة أخذ المسلمون عسقلان
وأخذوا طبرية قبلها بأيام‏.‏
وكان الفتح على يد فخر الدين ابن الشيخ‏.‏
وفيها أخذ الملك الصالح نجم الدين الصبيبة من الملك السعيد وعوضه أموالًا وخبز مائة فارس وفيها نازل عسكر حلب مدينة حمص وأخذوها بعد أشهر في أول سنة ست‏.‏
وفيها توفي الكاشغري أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن يوسف الزركشي ببغداد في حادي عشرة جمادى الأولى وله تسع وثمانون سنة‏.‏
سمع من ابن البطي وعلي بن تاج القراء وأبي بكر بن النقور وجماعة‏.‏
وعمر ورحل إليه الطلبة‏.‏
وكان آخر من بقي بينه وبين الإمام خمسة أنفس ثقات‏.‏
ولي مشيخة المستنصرية‏.‏
وشعيب بن يحيى بن أحمد أبو مدين ابن الزعفراني التاجر‏.‏
إسكندراني متميز‏.‏
جاور بمكة وحدث عن السلفي‏.‏
توفي في ذي القعدة‏.‏
والشيخ علي الحريري أبو محمد بن أبي الحسن بن منصور الدمشقي الفقير‏.‏
ولد بقرية بسر من حوران ونشأ بدمشق وتعلم بها نسج العتابي ثم تمفقر وعظم أمره وكثر أتباعه‏.‏
وأقبل على الطيبة والراحة والسماعات والملاح وبالغ في ذلك‏.‏
فمن يحسن به الظن يقول هو كان صحيحًا في نفسه صاحب حال وتمكن ووصول‏.‏
ومن خبر أمره رماه بالكفر والضلال‏.‏
وهوأحد من لايقطع عليه بجنة ولا نار فاطنا لانعلم بما ختم له لكنه توفي في يوم شريف يوم الجمعة قبيل العصر السادس والعشرين من رمضان‏.‏
وقد نيف على التسعين‏.‏
مات فجأة‏.‏
وأبو علي الشلوبين عمر بن محمد بن عمر الأزدي الأندلسي الإشبيلي النحوي أحد من انتهت إليه معرفة العربية في زمانه‏.‏
ولد سنة اثنتين وستين وخمس مائة وسمع من أبي بكر بن الجد وأبي عبد الله بن زرقون والكبار وأجاز له السلفي وكان أسند من بقي بالمغرب وكان في العربية بحرًا لا يجارى وحبرًا لا يبارى قيامًا عليها واستبحارًا فيها‏.‏
تصدر لإقراء نحوًا من ستين عامًا‏.‏
أخذ عن أبي إسحاق بن ملكون وأبي الحسن نجيه‏.‏
وصنف التصانيف‏.‏
وله حكايات في التغفل‏.‏
وغازي الملك المظفر شهاب الدين ابن العادل‏.‏
كان فارسًا شجاعًا وشهمًا وملكًا جوادًا‏.‏
كان صاحب ميافارقين وخلاط وحصن منصور وغير ذلك‏.‏
حج من بغداد ثم توفي في هذه السنة وتملك بعده ابنه الشهيد الملك الكامل ناصر الدين‏.‏
وابن الدوامي عز الكفاة الصاحب أبو المعالي هبة الله بن الحسن بن هبة الله‏.‏
كان أبوه وكيل الخليفة الناصر وسمع هو من تجني الوهبانية وابن شاتيل‏.‏
وكان حاجب الحجاب مدة ثم تزهد وانقطع إلى أن توفي في جمادى الأولى‏.‏
ويعقوب بن محمد بن حسن الأمير الكبير شرف الدين الهذباني الإربلي‏.‏
روى عن يحيى الثقفي وطائفة وولي شد دواوين الشام‏.‏
وكان ذا علم وأدب‏.‏
توفي في ربيع الأول بمصر‏.‏
فيها قدم المصريون عليهم فخر الدين ابن الشيخ فنازلوا حمص بعد أن تملكها الحلبيون‏.‏
ورميت بالمجانيق وقدم الملك الصالح وعلموا التلاق تحت القلعة لتفرح‏.‏
فهلك سبعة أنفس وتهشم جماعة‏.‏
فمنع من عمل التلاق‏.‏
وكان يترتب عليه مفاسد عظيمة‏.‏
وفيها توفي أحمد بن سلامة الحراني النجار الرجل الصالح‏.‏
رحل وسمع من ابن كليب وجماعة‏.‏
وكان ثقة عالمًا صاحب سنة‏.‏
توفي في وسط العام‏.‏
وإسماعيل بن سودكين أبو الطاهر النوري الحنفي الصوفي صاحب محيي الدين بن العربي‏.‏
وله كلام وشعر ‏,‏ توفي في صفر روى عن الأرتاحي‏.‏
وصفية بنت عبد الوهاب بن علي القرشية اخت كريمة‏.‏
لم تسمع شيئًا بل أجاز لها مسعود الثقفي والكبار‏.‏
وتفردت في زمانها‏.‏
توفيت في رجب بحماة‏.‏
وابن البيطار الطبيب البارع ضياء الدين عبد الله بن أحمد المالقي صاحب كتاب الأدوية المفردة‏.‏
انتهت إليه معرفة تحقق النبات وصفاته وأماكنه ومنافعه‏.‏
وله اتصال بخدمة الكامل ثم ابنه الصالح‏.‏
توفي بدمشق في شعبان‏.‏
وابن رواحة عز الدين أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله الأنصاري الحموي الشافعي‏.‏
ولد بصيقيلية وأبواه في الأسر سنة ستين وخمس مائة فخلصا وسمعه أبوه بالإسكندرية من وابن الحاجب العلامة جمال الدين أبو عمر عثمان بن عمر بن أبي بكر الكردي الأسنائي ثم المصري المالكي المقرئ النحوي الأصولي صاحب التصانيف‏.‏
توفي بالإسكندرية في السادس والعشرين من شوال وله خمس وسبعون سنة‏.‏
كان أبوه حاجبًا للأمير عز الدين موسك الصلاحي فاشتغل هو وقرأ القراءات على الغزنوي وأبي الجود وبعضها على الشاطبي وبرع في الأصول والعربية‏.‏
وكان من أدباء أهل زمانه وأوجزهم بلاغة وبيانًا‏.‏
وابن الدباج العلامة أبو الحسن علي بن جابر النحوي المقرئ شيخ الأندلس‏.‏
أخذ القراءات عن أبي بكر بن صاف والعربية عن أبي ذر بن أبي ركب الخشني وساد أهل عصره في العربية‏.‏
ولد سنة ست وستين وخمس مائة وتوفي بإشبيلية بعد أخذ الروم الملاعين لها في شعبان صلحًا بعد جمعة فإنه هاله نطق الناقوس وخرس الأذان‏.‏
فما زال يتلهف ويتأسف ويضطرب ارتماضًا لذلك إلى أن قضى نحبه‏.‏
وقيل مات يوم أخذها‏.‏
وصاحب المغرب المعتضد ويقال له أيضًا السعيد أبو الحسن المؤمني علي بن المأمون إدريس بن المنصوريعقوب بن يوسف‏.‏
ولي الأمر بعد أخيه عبد الواحد سنة أربعين وقتل على ظهر جواده وهو يحاصر حصنًا بتلمسان في صفر‏.‏
وولي بعده المرتضى أبو حفص‏.‏
فامتدت دولته عشرين عامًا‏.‏
والقفطي الوزير الأكرم جمال الدين أبو الحسين علي بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد الشيباني وزير حلب وصاحب التصانيف والتواريخ‏.‏
جمع من الكتب على اختلاف أنواعها ما لا يوصف‏.‏
وكان ذا عزم مفرط بها‏.‏
ولما احتضر أوصى بها للناصر صاحب حلب وكانت تساوي نحوًا من أربعين ألف دينار‏.‏
توفي في رمضان‏.‏
والأفضل الخونجي محمد بن ناماور الشافعي الفيلسوف‏.‏
ولد سنة تسعين وخمس مائة واشتغل في العجم ثم قدم وولي قضاء مصر‏.‏
وأفتى وصنف وبرع في المنطق والإلهي والطبيعي توفي في رمضان‏.‏
ومحمد بن يحيى بن ياقوت أبو الحسن الإسكندراني المقرئ‏.‏
روى عن السلفي وغيره‏.‏
توفي في سابع عشر ربيع الآخر‏.‏
ومنصور بن سند بن الدباغ أبو علي الإسكندراني النحاس‏.‏
روى عن السلفي‏.‏
توفي في ربيع الأول‏.‏
سنة سبع وأربعين وست مائة رجع السلطان إلى مصر مريضًا في محفة واستناب على دمشق جمال الدين بن يغمور‏.‏
وفي ربيع الأول نازلت الفرنج دمياط برًا وبحرًا وكان بها خير الدين ابن الشيخ‏.‏
وعسكر فهربوا وملكتها الفرنج بلا ضربة ولا طعنة‏.‏
فإنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏
وكان السلطان بالمنصورة فغضب على أهلها كيف سيبوها حتى إنه شنق ستين نفسًا من أعيان أهلها وقامت قيامته على العسكر بحيث إنهم تخوفوه وهموا به‏.‏
فقال فخر الدين‏:‏ أمهلوه فهو على شفا‏.‏
فمات ليلة نصف شعبان بالمنصورة‏.‏
وكتم موته أيامًا وساق مملوكًا حافظًا بأعلى البرية إلى أن عبر الفرات وساق إلى حصن كيفا وأخذ الملك المعظم تورانشاه ولد الصالح وقدم به دمشق فدخلها في آخر رمضان في دست السلطنة‏.‏
وجرت للمصريين مع الفرنج فصول وحروب إلى أن تمت وقعة المنصورة في ذي القعدة وذلك أن الفرنج حملوا ووصلوا إلى دهليز السلطان‏.‏
فركب مقدم الجيش فخر الدين ابن الشيخ وقاتل فقتل‏.‏
وانهزم المسلمون ثم كروا على الفرنج ونزل النصر وقتل من الفرنج مقتلة عظيمة‏.‏
ولله الحمد‏.‏
ثم قدم الملك المعظم بعد أيام‏.‏
وفيها أغارت التتار بعد أيام بأطراف العراق وقتلوا خلقًا كثيرًا‏.‏
وفيها توفي الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد بن العادل‏.‏
ومولده سنة ثلاث وست مائة‏.‏
بالقاهرة‏.‏
وسلطنه أبوه على حران وآمد وسنجار وحصن كيفا‏.‏
فأقام هناك إلى أن قدم وملك دمشق بعد الجواد‏.‏
وجرت له أمور‏.‏
ثم ملك الديار النصرية ودانت له الممالك‏.‏
وكان وافر الحرمة عظيم الهيبة طاهر الذيل خليقًا للملك ظاهر الجبروت‏.‏
وابن عوف الفقيه رشيد الدين أبو الفضل عبد العزيز بن عبد الوهاب ابن العلامة أبي طاهر إسماعيل بن مكي الزهري العوفي الإسكندراني‏:‏ المالكي‏.‏
سمع من جده الموطأ‏.‏
وكان ذا زهد وورع‏.‏
توفي في صفر عن ثمانين سنة‏.‏
وعجيبة بنت الحافظ محمد بن أبي غالب الباقداري البغدادية‏.‏
سمعت من عبد الحق وعبد الله بن منصور الموصلي‏.‏
وهي آخر من روى بالإجازة عن مسعود والرستمي وجماعة‏.‏
توفيت في صفر عن ثلاث وتسعين سنة‏.‏
ولها مشيخة في عشرة أجزاء‏.‏
وابن البراذعي صفي الدين أبو البركات عمر بن عبد الوهاب القرشي الدمشقي العدل‏.‏
روى عن ابن عساكر وأبي سعد بن عصرون‏.‏
توفي في ربيع الآخر‏.‏
والسيدي أبو جعفر محمد بن عبد الكريم بن محمد البغدادي الحاجب‏.‏
روى عن عبد الحق وتجني وجماعة كثيرة‏.‏
وطال عمره‏.‏
وفخر الدين ابن شيخ الشيوخ الأمير نائب السلطنة أبو الفضل يوسف ابن الشيخ صدر الدين محمد بن عمر بن علي بن محمد بن حمويه الجويني‏.‏
ولد بدمشق بعد الثمانين وخمس مائة وسمع من منصور بن أبي الحسن الطبري وغيره‏.‏
وكان رئيسًا محتشمًا سيدًا معظمًا ذا عقل ووقار ودهاء وشجاعة وقد سجنه السلطان وقاسى شدائد وبقي في الحبس ثلاث سنين ثم أخرجه وأنعم عليه وقدمه على الجيش‏.‏
طعن يوم المنصورة وجاءته ضربتان في وجهه فسقط‏.‏
والساوي يوسف بن محمود أبو يعقوب المصري الصوفي‏.‏
روى عن السلفي وعبد الله بن بري وتوفي في رجب عن ثمانين سنة‏.‏
سنة ثمان وأربعين وست مائة استهلت والفرنج على المنصورة والمسلمون بإزائهم مستظهرون لانقطاع الميرة عن الفرنج ولوقوع المرض في خيلهم‏.‏
ثم عزم ملكهم الفرنسيس على المسير في الليل إلى دمياط ففهمها المسلمون‏.‏
وكان الفرنج قد عملوا جسرًا من صنوبر على النيل فنسوا قطعه فعبر عليه الناس وأحدقوا بهم‏.‏
فتحصنوا بقرية تهيه أبي عبد الله‏.‏
وأخذ أصطول المسلمين أصطولهم أجمع وقتل منهم خلق‏.‏
فطلب الافرنسيس الطواشي رشيد الدين القيمري فأتوه‏.‏
فكلمهم في الأمان على نفسه وعلى من معه‏.‏
فعقدا له الأمان وانهزم جل الفرنج على حمية‏.‏
فحمل عليهم المسلمون ووضعوا فيهم السيف‏.‏
وغنم الناس ما لا يحد ولا يوصف‏.‏
وأركب الفرنسيس وطلبه في حراقة والمراكب الإسلامية محدقة به تخفق بالكوسات والطبول وفي البر الشرقي الجيش سائر تحت ألوية النصر وفي البر الغربي العربان والعوام‏.‏
وكانت ساعة عجيبة واعتقل الفرنسيس بالمنصورة وذلك في أول يوم من المحرم‏.‏
قال سعد الدين ابن حمويه‏:‏ كانت الأسرى نيفًا وعشرين ألفًا فيهم ملوك وكنود‏.‏
وكانت القتلى سبعة آلاف‏.‏
واستشهد نحو مائة نفس‏.‏
وخلع الملك المعظم على الكبار من الفرنج خمسين خلعة فامتنع الكلب الفرنسيس من لبسها وقال‏:‏ أنا مملكتي تقدر بمملكة صاحب مصر كيف ألبس خلعته‏.‏
ثم بدت من المعظم خفة وطيش وأمور خرج بسببها عليه مماليك أبيه وقتلوه وقدموا على العسكر عز الدين أيبك التركماني الصالحي وساقوا إلى القاهرة بعد أن استردوا دمياط‏.‏
وذلك أن حسام الدين بن أبي علي أطلق الفرنسيس على أن يسلم دمياط وعلى بذل خمس مائة ألف دينار للمسلمين‏.‏
فأركب بغلة وساق معه الجيش إلى دمياط فما وصلوا إلا وأوائل المسلمين قد ركبوا أسوارها‏.‏
فاصفر لون الفرنسيس‏.‏
فقال حسام الدين‏:‏ هذه دمياط قد ملكناها‏.‏
والرأي أن لا نطلق هذا لأنه قد اطلع على عورتنا‏.‏
فقال عز الدين أيبك‏:‏ لا أرى الغدر‏.‏
وأطلقه‏.‏
وأما دمشق فقصدها الملك الناصر صاحب حلب واستولى عليها في ربيع الآخر ثم بعد أشهر قصد الديار المصرية ليملكها‏.‏
فالتقى هو والمصريون في ذي القعدة بالعباسية‏.‏
فانهزم المصريون

ودخل أوائل الشاميين القاهرة‏.‏
وخطب بها للناصر‏.‏
فالتف على عز الدين أيبك والفارس أقطايا نحو ثلاث مائة من الصالحية وهربوا نحو الشام‏.‏
فصادفوا فرقة من الشاميين فحملوا عليهم وهزموهم وأسروا نائب الملك الناصر وهو شمس الدين لولو فذبحوه وحملوا على طلب الناصر‏.‏
فكسروا سناجقه ونهبوا خزائنه‏.‏
فأخذه نوفل البدوي والحاصلية وساقوا إلى غزة ودخلت الصالحية بأعلام الناصر منكسة وبالأسارى‏.‏
وكانوا النصرة‏.‏
ولد السلطان الكبير صلاح الدين والملك الأشرف موسى بن صاحب حمص والملك الصالح إسماعيل ابن العادل وطائفة وقتل عدة أمراء‏.‏
وفيها توفي فخر القضاة ابن الحباب أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الحسين السعدي المصري وناظر الأوقاف وراوي صحيح مسلم عن المأموني‏.‏
سمع قليلًا من السلفي وابن بري‏.‏
توفي في رمضان وله سبع وثمانون سنة‏.‏
وابن الخير أبو إسحاق إبراهيم بن محمود بن سالم بن مهدي الأزجي المقرئ الحنبلي‏.‏
روى الكثير عن شهدة وعبد الحق وجماعة‏.‏
وأجاز له ابن البطي‏.‏
وقرأ القراءات ولقن دهرًا‏.‏
توفي في ربيع الآخر وله خمس وثمانون سنة‏.‏
قال ابن النجار‏:‏ فيه ضعف‏.‏
والملك الصالح عماد الدين أبو الجيش إسماعيل بن العادل الذي تملك دمشق مدة‏.‏
انضم سنة أربع وأربعين إلى ابن أخيه صاحب حلب الملك النصصر‏.‏
وكان من كبراء دولته ومن جملة أمرائه بعد سلطنة دمشق‏.‏
ثم قدم معه دمشق وسار معه فأسرته الصالحية ومروا به على تربة الصالح مولاهم وصاحوا‏:‏ يا خوند أين عينك تبصر عدوك أسيرًا‏.‏
ثم أخذوه في الليل وأعدموه في سلخ ذي القعدة‏.‏
وأمين الدولة الوزير أبو الحسن الطبيب‏.‏
كان سامريًا ببعلبك فأسلم في الظاهر والله أعلم بسريرته‏.‏
ونفق علىالصالح إسماعيل حتى وزر له‏.‏
وكان ظالمًا نجسًا ماكرًا داهية‏.‏
وهو واقف الأمينية االتي ببعلبك‏.‏
أخذ من دمشق بعد حصار الخوارزمية وسجن بقلعة مصر فلما جاء الخبر الذي لم يتم بانتصار الناصر توثب أمين الدولة في جماعة وصاحوا بشعار الناصر‏.‏
فشنقوهم هو وناصر الدين ابن يغمور والخوارزمي‏.‏
والملك المعظم غياث الدين تورانشاه بن الصالح نجم الدين أيوب‏.‏
لما توفي أبوه حلف له الأمراء وقعدوا وراءه كما ذكرنا وفرح الخلق بكسر الفرنج على يده لكنه كان لا يصلح لصالحه لقلة عقله وفساد بالمرد‏.‏
ضربه مملوك بسيف فتلقاها بيده ثم هرب إلى برج خشب فرموه بالنفط فرمى بنفسه وهرب إلى النيل فأتلفوه وبقي ملقى على الأرض ثلاثة أيام حتى انتفخ ثم واروه‏.‏

وخطب بعده على منابر الإسلام لشجرة الدر أم خليل حظية والده‏.‏
قال أبو شامة‏:‏ دخل في البحر إلى حلقة فضربه البندقداري بالسيف فوقع‏.‏
وابن رواج المحدث رشيد الدين أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر بن علي بن فتوح الإسكندراني المالكي‏.‏
ولد سنة أربع وخمسين وخمس مائة‏.‏
وسمع الكثير من السلفي وطائفة ونسخ الكثير وخرج الأربعين‏.‏
وكان ذا دين وفقه وتواضع‏.‏
توفي في ثامن عشر ذي القعدة‏.‏
والمجد الأسفراييني المحدث قارىء دار الحديث أبو عبد الله محمد بن محمد بن عمر الصوفي‏.‏
روى عن المؤيد الطوسي وجماعة‏.‏
توفي بالسميساطية‏.‏
ومظفر ابن الفوي أبو منصور بن عبد الملك بن عتيق الفهري الإسكندراني المالكي‏.‏
الشاهد‏.‏
روى عن السلفي وعاش تسعين سنة‏.‏
توفي في سلخ ذي القعدة‏.‏
ويوسف بن خليل الحافظ الرحال محدث الشام أبو الحجاج الدمشقي الأدمي‏.‏
نزيل حلب‏.‏
ولد سنة خمس وخمسين وخمس مائة‏.‏
ولم يعن بالحديث إلى سنة بضع وثمانين‏.‏
فروى عن يحيى الثقفي وطائفة ثم رحل إلى بغداد قبل التسعين ثم إلى إصبهان بعد التسعين‏.‏
وأدرك بها إسنادًا عاليًا كبيرًا وكتب ملا يوصف بخطع المليح وانتشر حديثه ورحل الناس غليه‏.‏
توفي في عاشر جمادى الآخرة بحلب‏.‏
أقامت عساكر الشام على غزة نحوًا من سنتين خوفًا من المصريين وترددت الرسل بين الناصر والمعز أيبك‏.‏
وفيها تملك المغيث بن الملك العادل بن الكامل الكرك والشوبك‏.‏
سلمها إليه متوليها الطواشي صواب‏.‏
وفيها توفي ابن العليق أبو نصر الأعز بن فضائل البغدادي الببصري‏.‏
روى عن شهدة وعبد الحق وجماعة‏.‏
وكان صالحًا تاليًا لكتاب الله‏.‏
توفي في رجب‏.‏
والنشتبري أبو محمد عبد الخالق بن الأنجب بن معمر الفقيه ضياء الدين شيخ ماردين‏.‏
روى عن أبي الفتح ابن شاتيل وجماعة‏.‏
وكان له مشاركة قوية في العلوم‏.‏
قال شيخنا الدمياطي‏:‏ مات في الثاني والعشرين من ذي الحجة وقد جاوز المائة‏.‏
وقال الشريف عز الدين في الوفيات‏:‏ كان يذكر أنه ولد في سنة سبع وثلاثين وخمس مائة‏.‏
وعبد الظاهر بن نشوان الإمام رشيد الدين الجذامي المصري الضرير شيخ الإقراء بالديار المصرية‏.‏
قرأ على أبي الجود وسمع من البوصيري وجماعة‏.‏
توفي في جمادى الأولى‏.‏
وكان عارفًا بالنحو‏.‏
وأبو نصر بن الزبيدي عبد العزيز بن يحيى بن المبارك اللابعي اليماني البغدادي‏.‏
ولد سنة ستين

وابن الجميزي العلامة بهاء الدين أبو الحسن علي بن هبة الله بن سلامة ابن المسلم اللخمي المصري الشافعي المقرئ الخطيب‏.‏
ولد سنة تسع وخمسين بمصر حفظ الختمة سنة تسع وستين ورحل به أبوه فسمعه بدمشق من ابن عساكر وببغداد من شهدة وجماعة‏.‏
وقرأ القراءات على أبي الحسن البطائحي وقرأ كتاب المهذب على القاضي أبي سعد بن أبي عصرون وقرأه أبو سعد على القاضي أبي علي الفارقي عن مؤلفه‏.‏
وسمع بالإسكندرية من السلفي وتفرد في زمانه ورحل إليه الطلبة ودرس وأفتى وانتهت إليه مشيخة العلم بالديار المصرية‏.‏
توفي في الرابع والعشرين من ذي الحجة‏.‏
والسديد أبو القاسم عيسى بن أبي الحرم مكي بن حسين العامري المصري الشافعي المقرئ إمام جامع الحاكم‏.‏
قرأ القراءات على الشاطبي وأقرأها مدة‏.‏
توفي في شوال عن ثمانين سنة‏.‏
قرأ عليه غير واحد‏.‏
وابن المني المفتي الإمام سيف الدين أبو المظفر محمد بن أبي البدر مقبل بن فتيان بن مطر النهرواني ثم البغدادي الحنبلي‏.‏
روى عن شهدة وعبد الحق وجماعة وتفقه على عمه ناصح الإسلام أبي الفتح بن المني وقرأ القراءات على أبي بكر بن الباقلاني وتوفي في جمادى الآخرة وهو في عشر التسعين‏.‏
وجمال الدين بن مطروح الأمير الصاحب أبو الحسين بن يحيى بن عيسى بن إبراهيم بن مطروح المصري صاحب الشعر الرائق‏.‏
ولد سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة وبرع في الأدب وخدم الملك الصالح وأقام عنده بحصن كيفا وسنجار ثم ولي نظر الخزانة بمصر في أيامه وعمل وزارة دمشق سنة ثلاث وأربعين ولبس زي الأمراء‏.‏
ثم عزله سنة ست لأمور بدت منه‏.‏
توفي في شعبان‏.‏
سنة خمسين وست مائة فيها وصلت التتار إلى ديار بكر فقتلوا وسبوا وعملوا عوائدهم‏.‏
وفيها توفي الرشيد بن مسلمة أبو العباس أحمد بن المفرج بن علي الدمشقي ناظر الأيتام‏.‏
ولد سنة خمس وخمسين وخمس مائة وأجاز له الشيخ عبد القادر الجيلي وهبة الله بن الدقاق وابن البطي والكبار‏.‏
وتفرد في وقته وسمع من الحافظ ابن عساكر وجماعة توفي في ذي الفعدة‏.‏
والكمال بن أحمد المعري الشافعي المفتي تلميذ ابن الصلاح‏.‏
كان إمامًا بارعًا زاهدًا عابدًا‏.‏
توفي بالرواحية‏.‏
والصغاني العلامة رضي الدين أبو الفضائل الحسن بن محمد بن الحسن ابن حيدر العدوي العمري الهندي اللغوي نزيل بغداد‏.‏
ولد سنة سبع وسبعين وخمس مائة بلوهور ونشأ بغزنة وقدم بغداد وذهب في الرسلية غير مرة وسمع بمكة من أبي الفتوح بن الحصري وببغداد من سعيد بن الرزاز‏.‏
وكان إليه المنتهى في معرفة علم اللغة‏.‏
له مصنفات كبار في ذلك وله بصر بالفقه والحديث مع الدين والأمانة‏.‏
توفي في شعبان وحمل إلى مكة فدفن بها‏.‏
ومحمد بن سعد بن عبد السلام شمس الدين الأنصاري المقدسي الصالحي الأديب الكاتب‏.‏
ولد سنة إحدى وسبعين وخمس مائة وسمع من أحمد بن الموازيني ويحيى بن الثقفي وجماعة‏.‏
وكان متشيعًا بليغًا وشاعرًا محسنًا ودينًا صينا‏.‏
توفي في شوال‏.‏
وسعد الدين بن حمويه الجويني محمد بن المؤيد بن عبد الله بن علي الصوفي صاحب أحوال ورياضيات وله أصحاب ومريدون وله كلام على طريقة الاتحاد‏.‏
سكن سفح قاسيون مدة ثم رجع إلى خراسان فتوفي هناك‏.‏
وهبة الله بن محمد بن الحسين بن مفرج جمال الدين أبو البركات المقدسي ثم الإسكندراني الشافعي ويعرف بابن الواعظ‏.‏
من عدول الثغر‏.‏
روى عن السلفي قليلًا وعاش إحدى وثمانين سنة ‏,‏ توفي في صفر‏.‏
وابن قميرة المؤتمن أبو القاسم يحيى بن أبي السعود نصر بن أبي القاسم ابن أبي الحسن التميمي الحنظلي الأزجي‏.‏
التاجر السفار بعد التاجر مسند العراق‏.‏
ولد سنة خمس وستين وخمس مائة وسمع من شهدة وتجني وعبد الحق وجماعة وحدث في تجارته بمصر والشام‏.‏
توفي في السابع والعشرين من جمادى الأولى‏.‏
سنة إحدى وخمسين وست مائة دخلت وسلطان مصر هو الملك الأشرف يوسف بن صلاح الدين يوسف بن الملك المسعود أقسس بن الكامل وأتابكه المعز أيبك‏.‏
وفيها توفي الجمال بن النجار إبراهيم بن سليمان بن حمزة القرشي الدمشقي المجود‏.‏
كتب للأمجد صاحب بعلبك مدة‏.‏
وله شعر وأدب‏.‏
أخذ عن الكندي وفتيان الشاغوري‏.‏
توفي بدمشق في ربيع الآخر‏.‏
والملك الصالح صلاح الدين أحمد بن الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين يوسف بن أيوب صاحب عين تاب‏.‏
ولد سنة ست مائة وإنما أخروه عن سلطنة حلب لأنه ابن أمة ولأن أخاه العزيز ابن بنت العادل‏.‏
وقد تزوج بعد أخيه العزيز بفاطمة بنت الملك العادل‏.‏
وكان مهيبًا وصالح بن شجاع بن محمد بن سيدهم أبو التقا المدلجي المصري المالكي الخياط راوي صحيح مسلم عن أبي المفاخر المأموني‏.‏
كان صالحًا متعففًا‏.‏
توفي في المحرم‏.‏
والسبط جمال الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي بن عبد الرحمن الطرابلسي المغربي ثم الإسكندراني‏.‏
ولد سنة سبع وسبعين وخمس مائة وسمع من جده السلفي الكثير ومن بدر الجذداذي وعبد المجيد بن دليل وجماعة وأجاز له عبد الحق وشهدة وخلق وانتهى إليه علو الإسناد بالديار المصرية‏.‏
وكان عريًا من العلم‏.‏
توفي في رابع شوال بمصر‏.‏
وابن الزملكاني العلامة كمال الدين عبد الواحد ابن خطيب زملكا أبي محمد عبد الكريم بن خلف الأنصاري السماكي الشافعي‏.‏
صاحب علم المعاتي والبيان‏.‏
كان قوي المشاركة في فنون العلم خيرًا متميزًا وكان سريًا‏.‏
ولي قضاء صرخد ودرس مدة ببعلبك‏.‏
وتوفي بدمشق في المحرم‏.‏
وله نظم رائق‏.‏
والشيخ عثمان شيخ دير ناعس ابن محمد بن عبد الحميد البعلبكي الزاهد القدوة العدوي‏.‏
صاحب أحوال وكرامات ومجاهدات من مريدي الشيخ عبد الله اليونيني‏.‏
توفي في شعبان‏.‏
وأبو الحسن بن قطرال بن عبد الله بن محمد الأنصاري القرطبي‏.‏
سمع عبد الحق بن توبة وأبا القاسم ابن الشراط وناظر على ابن أبي العباس بن مضاء وقرأ العربية وولي قضاء شاطبة‏.‏
ثم ولي قضاء قرطبة وولي قضاء فاس‏.‏
وكان يشارك في عدة علوم وينفرد ببراعة البلاغة‏.‏
توفي بمراكش في ربيع الأول وله ثمان وثمانون سنة‏.‏
والشيخ محمد ابن الشيخ الكبير عبد الله اليونيني‏.‏
خلف أباه في المشيخة ببعلبك مدة‏.‏
وكان زاهدًا عابدًا متواضعًا كبير القدر‏.‏
توفي في رجب‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 10:32 PM

سنة اثنتين وخمسين وست مائة فيها تسلطن الملك المعز أيبك
وشال من الوسط الملك الأشرف‏.‏
وذلك بعد ما قتل الفارس أقطايا وهربت البحرية إلى الشام ورأسهم سيف الدين بلبان الرشيدي وركن الدين بيبرس البندقداري‏.‏
فبالغ الملك الناصر في إكرامهم وقووا عزمه ولزوه في المسير إلى مصر ليأخذها فإن العسكر مختبط‏.‏
فجهز جيشًا عليهم تورانشاه ابن السلطان صلاح الدين‏.‏
فساروا إلى غزة فخرج صاحب مصر المعز وقصدهم فلم يتم حال‏.‏
وفيها توفي الرشيد العراقي أبو الفضل إسماعيل بن أحمد بن الحسين الحنبلي الجابي بدار الطعم‏.‏
كان أبوه فقيهًا مشهورًا‏.‏
سكن دمشق واستجاز لابنه من شهدة والسلفي وطائفة‏.‏
فروى الكثير بالإجازة‏.‏
توفي قينصف جمادى الأولى‏.‏

وأقطايا الأمير فارس الدين التركي الصالحي النجمي‏.‏
كان موصوفًا بالشجاعة والكرم‏.‏
اشتراه الصالح بألف دينار‏.‏
فلما اتصلت السلطنة إلى رفيقه الملك المعز بالغ أقطايا في الإدلال والتجبر وبقي يركب ركبة ملك تزوج بابنة صاحب حماة وقال للمعز‏:‏ أريد أعمل العرس في قلعة الجبل فأخلها لي‏.‏
وكان يدخل الخزائن ويتصرف في الأموال‏.‏
فاتفق المعز وزوجته شجرة الدر عليه ورتبا من قتله‏.‏
وأغلقت أبواب القلعة فركبت مماليكه وكانوا سبع مائة وأحاطوا بالقلعة فألقي إليهم رأسه فهربوا وتفرقوا‏.‏
وكان قتله في شعبان‏.‏
وشمس الدين الخسروشاهي أبو محمد عبد الحميد بن عيسى التبريزي المتكلم‏.‏
ولد سنة ثمانين وخمس مائة ورحل فاشتغل على فخر الدين الرازي وسمع من المؤيد الطوسي وتقدم في علم الأصول والعقليات وقدم الشام وأقام مدة بالكرك عند الناصر‏.‏
وله يد طولى في الفلسفة‏.‏
توفي في الخامس والعشرين من شوال‏.‏
ومجد الدين بن تيمية شيخ الإسلام أبو البركات عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد الحراني الحنبلي‏.‏
ولد على رأس التسعين وخمس مائة ورحل إلى بغداد وهو مراهق في صحبة ابن عمه السيف عبد الغني‏.‏
فقرأ القراءات على عبد الواحد بن سلطان وسمع من عبد الوهاب بن سكينة وضياء ابن الخريف وطائفة‏.‏
وتفقه على أبي بكر ابن غنيمة وانتهى إليه
وعيسى بن سلامة بن سالم ابو الفضل الحراني الخياط المعمر‏.‏
ولد في آخر شوال سنة إحدى وخمسين وخمس مائة وسمع من أحمد بن الوفاء الصائغ‏.‏
وأجاز له ابن البطي وأبو بكر بن النقور ومحمد بن محمد بن السكن وجماعة‏.‏
وانفرد بالرواية عنهم‏.‏
نوفي في أواخر هذه السنة‏.‏
والناصح فرج بن عبد الله الحبشي الخادم مولى أبي حعفر القرطبي وعتيق المجد البهنسي‏.‏
سمع الكثير من الخشوعي والقاسم وعدة‏.‏
وكان صالحًا كيسًا متيقظًا‏.‏
وقف كتبه وعاش قريبًا من ثمانين سنة‏.‏
توفي في شوال‏.‏
والكمال محمد بن طلحة أبو سالم النصيبيني الشافعي المفتي‏.‏
رحل وسمع بنيسابور من المؤيد وزينب الشعرية وكان رئيسًا محتشمًا بارعًا في الفقه والخلاف‏.‏
ولي الوزارة مرة ثم زهد وجمع نفسه‏.‏
توفي بحلب في رجب وقد جاوز السبعين وله دائرة الحروف ضلال وبلية‏.‏
ومحمد بن علي بن بقاء أبو البقاء بن السباك البغدادي‏.‏
سمع من أبي الفتح بن شاتيل ونصر الله القزاز وجماعة‏.‏
توفي في شعبان‏.‏
والسديد مكي بن المسلم بن مكي بن خلف بن علان القيسي الدمشقي المعدل آخر أصحاب الحافظ أبي القاسم بن عساكر وفاة‏.‏
وتفرد أيضًا عن أبي الفهم عبد الرحمن بن أبي العجائز وأبي المعالي بن خلدون‏.‏
توفي في العشرين من صفر عن تسع وثمانين سنة‏.‏
فيها توفي الشهاب القوصي أبو المحامد وابو العرب إسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي الشافعي وكيل بيت المال‏.‏
ولد في المحرم سنة أربع وسبعين بقوص ورحل إلى مصر سنة تسعين ثم إلى دمشق فسكنها‏.‏
روى عن إسماعيل بن ياسين والأرتاحي والخشوعي وخلق كثير‏.‏
وخرج لنفسه معجمًا في أربع مجلدات كبار فيه غلظ كثيرز وكان أديبًا أخباريًا فصيحًا مفوهًا بصيرًا بالفقه‏.‏
توفي في ربيع الأول ودفن بداره التي وقفها دار حديث‏.‏
وسيف الدين القيمري صاحب المارستان بالجبل‏.‏
كان من جملة الأمراء وأبطالهم المذكورين‏.‏
توفي بنابلس ونقل فدفن بقبته التي بإزاء المارستان‏.‏
وصقر بن يحيى بن سالم بن يحيى بن عيسى بن صقر المفتي الإمام المعمر ضياء الدين أبو محمد الكلبي الشافعي‏.‏
ولد قبل الستين وخمس مائة وروى عن يحيى الثقفي وجماعة‏.‏
نوفي في صفر بحلب‏.‏
والنظام البلخي محمد بن محمد بن محمد بن عثمان الحنفي نزيل حلب‏.‏
ولد ببغداد سنة ثلاث وسبعين وتفقه بخراسان وسمع صحيح مسلم من المؤيد الطوسي‏.‏
وكان فقيهًا مفتيًا بصيرًا بالمذهب‏.‏
توفي بحلب في جمادى الآخرة‏.‏
والنور البلخي أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أحمد بن خلف المقرئ بالألحان‏.‏
ولد بدمشق سنة سبع وخمسين وخمس مائة وسمع بالقاهرة من التاج المسعودي واجتمع بالسلفي وأجاز له‏.‏
وسمع بالإسكندرية في سنة خمس وسبعين من المطهر الشحامي‏.‏
توفي في الرابع والعشرين من ربيع الآخر وكان صالحًا خيرًا‏.‏
سنة أربع وخمسين وست مائة فيها كان ظهور النار بظاهر المدينة النبوية‏.‏
وكانت آية من آيات ربنا الكبرى‏.‏
لم يكن لها حر على عظمها وشدة ضوئها‏.‏
وهي التي أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى وبقيت أيامًا وظن أهل المدينة أنها القيامة وضجوا إلى الله بالدعاء وتواتر أمر هذه الاية‏.‏
وفيها كان غرق بغداد‏.‏
وزادت دجلة زيادة ما سمع بمثلها وغرق خلق كثير ووقع شيء كثير من الدور وأهلها وأشرف الناس على الهلاك وبقيت المراكب تمر في أزقة بغداد وركب الخليفة في مركب وابتهل الخلق إلى الله بالدعاء‏.‏
وفي أول رمضان احترق مسجد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من مسرجة القوام وأتت النار على جميع سقوفه ووقعت بعض السواري وذاب الرصاص وذلك قبل أن ينام الناس‏.‏
واحترق سقف الحجرة ووقع بعضه في الحجرة‏.‏
و فيها كان خروج الطاغية هولاوو‏.‏
فاخذ قلعة الألموت وغيرها وغاث بنواحي الري وسار ناجونورين بأمره إلى الروم‏.‏
فهرب صاحبها‏.‏
وملكت التتار سائر الروم بالسيف‏.‏
وتوجه الكامل محمد بن غازي صاحب ميافارقين إلى خدمة هولاوو فأكرمه وأعطاه الفرمان‏.‏
ثم نزل هولاوو أذربيجان عازمًا على قصد العلااق‏.‏
فجاء رسول الخلافة الباذرائي إلى الناصر بأن يصالح المعز ويتفقا على حرب التتار‏.‏
فأجاب الناصر وأمر عسكره بالمجيء من غزة‏.‏
وفيها توفي ابن وثيق شيخ القراء أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الأموي الإشبيلي المجود الحاذق‏.‏
ولد سنة سبع وستين وخمس مائة وذكر أنه قرأ القراءات السبع بالكافي وغيره سنة سبع وتسعين علي غير واحد من أصحاب أبي الحسن شريح وأن أبا عبد الله بن زرقون أجاز له‏.‏
فروى عنه التيسير بالإجازة‏.‏
قال‏:‏ أنبأنا أحمد بن سسمحمد الخولاني عن الداني‏.‏
تنقل ابن وثيق في البلاد وأقرأ بالموصل والشام ومصر‏.‏
وكان عالي الإسناد‏.‏
توفي بالإسكندرية في ربيع الآخر‏.‏
والعماد بن النحاس الأصم أبو بكر بن عبد الله بن أبي المجد الحسن ابن الحسن بن علي الأنصاري الدمشقي‏.‏
ولد سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة وسمع من أبي سعد بن أبي عصرون‏.‏
وكان آخر من روى عنه ومن الفضل ابن البانياسي ويحيى الثقفي وجماعة‏.‏
وسمع بنيسابور من منصور الفراوي وبإصبهان من علي بن منصور الثقفي ‏,‏ وكان ثقة خيرًا نبيلًا به صمم مفرط‏.‏
سمع الناس من لفظه ومات في الثاني والعشرين من صفر‏.‏
ونجم الدين الرازي العارف شيخ الطريق أبو بكر عبد الله بن محمد بن شاهاور الأسدي الصوفي‏.‏
ولد سنة ثلاث وسبعين وخمس مائة وأكثر التطواف والأسفار وصحب الشيخ نجم الدين الكبرى الخيوقي وسمع الكثير من منصر الفراوي وأبي بكر عبد الله بن إبراهيم الشحاذي وطبقتهما‏.‏
وهو من شيوخ الدمياطي توفي ببغداد في شوال‏.‏
وشمس الدين عبد الرحم بن نوح بن محمد المقدسي مدرس الرواحية وأجل أصحاب ابن الصلاح وأعرفهم بالمذهب‏.‏
توفي في ربيع الآخر وقد تفقه به جماعة‏.‏
والشيخ عيسى بن أحمد بن إلياس اليونيني الزاهد صاحب الشيخ عبد الله‏.‏
زاهد عابد صوام قوام خائف قانت متبتل منقطع القرين صاحب أحوال وإخلاص غلا أنه كان حاد النفس‏.‏
و لذلك قيل له سلاب الأحوال‏.‏
وكان خشن العيش في ملبسه ومأكله‏.‏
توفي في ذي القعدة ودفن بزاويته بيونين‏.‏
وكان كلمة إجماع بين البعلبكيين‏.‏
وابن المقدسية شرف الدين أبو بكر محمد بن الحسن بن عبد السلام التميمي السفاقسي الأصل الإسكندراني المالكي‏.‏
ولد في أول سنة ثلاث وسبعين وأحضره خاله الحافظ ابن المفضل
قراءة المسلسل بالأولية عند السلفي‏.‏
واستجازه له ثم أسمعه من أحمد بن عبد الرحمن الحضرمي وغيره‏.‏
توفي في جمادى الولى‏.‏
وله مشيخة خرجها منصور بن سليم الحافظ‏.‏
والكمال بن الشعار أبو البركات المبارك بن أبي بكر بن حمدان الموصلي مؤلف عقود الجمان في شعراء الزمان توفي بحلب‏.‏
ومجير الدين يعقوب ابن الملك العادل‏.‏
أجاز له أبو روح الهروي وطائفة ويلقب باملك المعز‏.‏
توفي في ذي القعدة‏.‏
ودفن بالتربة عند أبيه‏.‏
وابن الجوزي العلامة الواعظ المؤرخ شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزأغلي التركي ثم البغدادي العوني الهبيري الحنفي سبط الشيخ جمال الدين أبي الفرج بن الجوزي‏.‏
سمعه جده منه ومن ابن كليب وجماعة‏.‏
وقدم دمشق سنة سبع وست مائة فوعظ بها وحصل له القبول العظيم للطف شمائله وعذوبة وعظه‏.‏
وله تفسير في تسعة وعشرين مجلدًا وشرح الجامع الكبير وجمع مجلدًا في مناقب أبي حنيفة ودرس وأفتى وكان في شبيبته حنبليًا‏.‏
توفي في الحادي والعشرين من ذي الحجة‏.‏
وكان وافر الحرمة عند الملوك‏.‏
سنة خمس وخمسين وست مائة
وفيها ترددت رسل هولاوو وفر أمينه إلى بغداد إلى ناس بعد ناس والمستعصم لايدري بشيء ولو درى لما درأ‏.‏
وفي رمضان بعث الملك الناصر ولده الملك العزيز وهو صبي مع ثقة الدين الحافظي في الرسلية إلى هولاوو بتحف وتقادم‏.‏
وفيها كانت فتنة السنة والرافضة ببغداد أدت إلى نهب وخراب وقتل جماعة وذلت الرافضة وأوذوا‏.‏
وفيها غضب الملك الناصر من البحرية وتخوفهم وقطع أخبازهم ففارقوه وساروا إلى غزة وانتموا إلى الملك المغيث صاحب الكرك وخطبوا له بالقدس‏.‏
ثم حصل انتصار عليهم فانهزموا إلى البلقاء ثم ساروا إلى مصر وخربوا بلادها‏.‏
وفيها توفي ابن باطيش العلامة عماد الدين أبو المجد إسماعيل بن هبة الله بن سعيد الموصلي الشافعي‏.‏
ولد سنة خمس وسبعين وسمع ببغداد من ابن الجوزي وطائفة وبحلب من حنبل ودرس وأفتى وصنف‏.‏
له كتاب طبقات الشافعية وكتاب المغني في غريب المهذب‏.‏
وكان عارفًا بالأصول قوي المشاركة في العلوم‏.‏
توفي في جمادى الآخرة‏.‏
والمعز عز الدين أيبك التركماني الصالحي صاحب مصر جهاشنكير الملك الصالح‏.‏
كان ذا عقل ودين وترك للمسكر‏.‏
تملك في ربيع اآخر سنة ثمان وأربعين‏.‏
ثم أقاموا معه باسم السلطنة الأشرف يوسف بن أقسيس وله عشر سنين ‏,‏ وبقي المعز أتابكه‏.‏
وهذا بعد خمسة أيام من سلطنة المعز‏.‏
فكان يخرج التوقيع وصورته‏:‏ رسم بالأمر العالي السلطاني الأشرفي والملكي المعزي‏.‏
ثم بطل أمر الأشرف بعد مديدة وجرت لأيبك أمور إلى أن خطب ابنة صاحب الموصل‏.‏
فعادت أم خليل وقتلته في الحمام فقتلوها وملكوا ولده عليًا وله خمس عشرة سنة‏.‏
وصار أتابكه علم الدين سنجر الحلبي‏.‏
وذلك في ربيع الأول ومات المعز كهلًا‏.‏
وشجرة الدر أم خليل كانت بارعة الحسن ذات ذكاء وعقل ودهاء‏.‏
فأحبها الملك الصالح‏.‏
ولما توفي أخفت موته وكان تعلم بخطها علامته‏.‏
ونالت من السعادة اعلى الرتب بحيث إنها خطب لها على المنابر وملكوها عليهم أيامًا فلم يتم ذلك‏.‏
وتملك المعز وتزوج بها‏.‏
وكانت ربما تحكم عليه‏.‏
وكانت تركية ذات شهامة وإقدام وجرأة‏.‏
وآل أمرها إلى أن قتلت وألقيت تحت قلعة مصر مسلوبة ثم دفنت بتربتها‏.‏
والباذرائي العلامة نجم الدين أبو محمد عبد الله بن أبي الوفاء محمد بن الحسن الشافعي الفرضي‏.‏
ولد سنة أربع وتسعين وسمع من عبد العزيز بن منينا وجماعة‏.‏
وبرع في المذهب ودرس بالنظامية ثم ترسل عن الخلافة غير مرة‏.‏
وبنى بدمشق مدرسة كبيرة‏.‏
وولي في آخر ايامه قضاء العراق خمسة عشر يومًا‏.‏
ومات في أول ذي القعدة‏.‏
وكان متواضعًا دمث الأخلاق واليلداني المحدث المسند تقي الدين عبد الرحمن بن أبي الفهم عبد المنعم بن عبد الرحمن الشافعي‏.‏
ولد بيلدان في أول سنة ثمان وستين وطلب الحديث وقد كبر فرحل وسمع من ابن كليب وابن بوش وطبقتهما‏.‏
وكتب الكثير وذكر أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال له في النوم‏:‏ أنت رجل جيد‏.‏
توفي بقريته وكان خطيبها في ثامن ربيع الأول‏.‏
والمرسي العلامة شرف الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل اسلمي الأندلسي المحدث المفسر النحوي‏.‏
ولد سنة سبعين في أولها وسمع الموطأ من أبي محمد بن عبيد الله ورحل إلى أن وصل إلى أقصى خراسان وسمع الكثير من منصور الفراوي وأبي روح والكبار‏.‏
وكان كثير الأسفار والتطواف جماعة لفنون العلم ذكيًا ثاقب الذهن وله تصانيف كثيرة مع زهد وورع وفقر وتعفف‏.‏
سئل عنه الحافظ الضياء فقال‏:‏ فقيه مناظر نحوي من أهل السنة‏.‏
صحبنا وما رأينا منه إلا خيرًا‏.‏
قلت‏:‏ توفي في نصف ربيع الأول في الطريق ودفن بتل الزعقة‏.‏
سنة ست وخمسين وست مائة كان المؤيد بن العلقمي قد كاتب التتار وحرضهم على قصد بغداد لأجل ما جرى على إخوانه الرافضة من النهب والخزي‏.‏
وظن المخذول أن الأمر تم وأنه يقيم خليفة علويًا‏.‏
فارسل أخاه ومملوكه إلى هولاوو وسهل عليه أخذ بغداد وطلب أن يكون نائبًا لهم عليها فوعدوهبالأماني‏.‏
وساروا‏.‏
فأخذ لؤلؤ صاحب الموصل يهيء للتتار الإقامات ويكاتب الخليفة سرًا‏.‏
فكان ابن العلقمي قبحه الله لا يدع تلك المكاتبات تصل إلى الخليفة مع أنها لو وصلت لما أجدت لأن الخليفة كان يرد الأمر إليه‏.‏
فلما تحقق الأمر بعث ولد محيي الدين بن الجوزي رسولًا إلى هولاوو يعده بالأموال‏.‏
فركب هولاوو في خلق من التتار والكرج ومدد من صاحب الموصل مع ولده الصالح إسماعيل‏.‏
فخرج ركن الدين الدويدار فالتقى ناجوانوين وكان على مقدمة هولاوو فانكسر المسلمون ثم سار ناجو فنزل من غربي بغداد ونزل هولاوو من شرقيها‏.‏
فأشار ابن العلقمي على المستعصم بالله أني أخرج إليهم في تقرير الصلح‏.‏
فخرج الخبيث وتوثق لنفسه ورجع‏.‏
فقال‏:‏ إن الملك قد رغب في أن يزوج بنته بابنك الأمير أبي بكر وأن تكون الطاعة له كما كان أجدادك مع الموك السلجوقية ثم يترحل‏.‏
فخرج إليه المستعصم في أعيان الدولة‏.‏
ثم استدعى الوزير العلماء والرؤساء ليحضروا العقد بزعمه فخرجوا‏.‏
فضربت رقاب الجميع‏.‏
وصار كذلك تخرج طائفة بعد طائفة فتضرب أعناقهم حتى بقيت الرعية بلا راع‏.‏
ثم دخلت حينئذ التتار بغداد وبذلوا السيف واستمر القتل والسبي نيفًا وثلاثين يومًا‏.‏
فقل من نجا‏.‏
فيقال إن هولاوو أمر بعد القتلى فبلغوا ألف ألف وثمان مائة ألف وكسر فعند ذلك نودي بالأمان‏.‏
ثم أمر هولاوو بناجونوين فضربت عنقه لأنه بلغه أنه كاتب الخليفة‏.‏
وأرسل رسولًا إلى الناصر صاحب الشام يهدده إن لم يخرب أسوار بلاده‏.‏
واشتد الوباء بالشام ولاسيما بدمشق وحلب لفساد الهواء‏.‏
وفيها توفي أبو العباس القرطبي أحمد بن عمر بن إبراهيم الأنصاري المالكي المحدث الشاهد نزيل الإسكندرية‏.‏
كان من كبار الأئمة‏.‏
ولد سنة ثمان وسبعين وخمس مائة وسمع بالمغرب من جماعة واختصر الصحيحين وصنف كتاب المفهم في شرح مختصر مسلم‏.‏
توفي في ذي القعدة‏.‏
وابن الحلاوي الأديب شرف الدين أبو الطيب أحمد بن محم بن أبي الوفاء الربعي الموصلي الجندي الشاعر المشهور‏.‏
مدح الملوك والكبار وعاش ثلاثًا وخمسين سنة‏.‏
وكان في خدمة صاحب الموصل‏.‏
والكمال إسحاق بن أحمد بن عثمان المقدسي الشافعي المفتي الذي تفقه عليه الشيخ محيي الدين النوري‏.‏
كان عالمًا عاملًا‏.‏
توفي في ذي القعدة‏.‏
والزعبي أبو إسحاق إبراهيم بن أبي بكر بن إسماعيل بن علي المراتبي الحمامي‏.‏
روى كتاب الشكر عن ابن شاتيل ومات في المحرم ببغداد‏.‏
والصدر البكري أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن عمروك بن محمد التميمي النيسابوري ثم الدمشقي الصوفي الحافظ‏.‏
ولد سنة أربع وسبعين وخمس مائة وسمع بمكة من عمر الميانشي وبدمشق من ابن طبرزد وبخراسان من أبي روح وبإصبهان من أبي الفرج بن الجنيد‏.‏
وكتب الكثير وعني بهذا الشأن أتم عناية‏.‏
وجمع وصنف‏.‏
وشرع في مسودة ذيل على تاريخ ابن عساكر‏.‏
وولي مشيخة الشيوخ وحسبة دمشق‏.‏
وعظم في دولة المعظم ثم فتر سوقه وابتلى بالفالج قبل موته بأعوام‏.‏
ثم تحول إلى مصر فتوفي بها في حادي عشر ذي الحجة‏.‏
ضعفه بعضهم‏.‏
وقال الزكي البرزالي‏:‏ كان كثير التخليط‏.‏
والشرف الإربلي العلامة أبو عبد الله الحسين بن غبراهيم الهذباني الشافعي اللغوي‏.‏
ولد سنة ثمان وستين بإربل وسمع بدمشق من الخشوعي وطائفة وحفظ على الكندي خطب ابن نباتة و ديوان المتنبي ومقامات الحريري‏.‏
وكان يعرف اللغة ويقرئها‏.‏
توفي في ثاني ذي القعدة‏.‏
والعماد داود بن عمر بن يوسف أبو المعالي الزبيدي المقدسي ثم الدمشقي اآباري خطيب بيت الآبار‏.‏
ولد سنة ست وثمانين وخمس مائة وسمع من الخشوعي والفتن وطائفة‏.‏
وكان فصيحًا خطيبًا بليغًا‏.‏
ولي خطابة دمشق وتدريس الغزالية بعد ابن عبد السلام صثم عزل بعد ست سنين وعاد إلى خطابة القرية‏.‏
وبها توفي في شعبان ودفن هناك‏.‏
والملك الناصر داود بن المعظم بن العادل صاحب الكرك صلاح الدين أبو المفاخر‏.‏
ولد سنة ثلاث وست مائة‏.‏
وأجاز له المؤيد الطوسي وسمع ببغداد من أبي الحسن القطيعي‏.‏
وكان حنفيًا فاضلًا مناظرًا ذكيًا بصيرًا بالآداب بديع النظم كثير المحاسن‏.‏
ملك دمشق بعد أبيه ثم أخذها منه عمه الأشرف فتحول إلى مدينة الكرك فملكها إحدى وعشرين سنة ثم عمل عليه ابنه وسلمها إلى صاحب مصر الصالح‏.‏
وزالت مملكته‏.‏
توفي بظاهر دمشق بقرية البويضا ودفن عند والده الملك المعظم في جمادى الأولى‏.‏
وكانت أمه خوارزمية عاشت بعده مدة‏.‏
وكان جوادًا ممدحًا‏.‏
والبهاء زهير بن محمد بن علي بن يحيى الصاحب المنشىء أبو الفضل وأبو العلاء الأزدي المهلبي المكي ثم القوصي الكاتب‏.‏
وله ديوان مشهور‏.‏
ولد سنة إحدى وثمانين وخمس مائة بمكة‏.‏
كتب الإنشاء للملك الصالح نجم الدين ببلاد الشرق فلما تسلطن بلغه أرفع المراتب ونفذه رسولًا‏.‏
ولما مرض بالمنصورة تغير عليه وأبعده‏.‏
وكان سريع التخيل والغضب والمعاقبة عى الوهم ثم اتصل البهاء بالناصر صاحب الشام وله فيه مدائح‏.‏
وكان ذا مروءة ومكارم‏.‏
توفي بمصر في ذي القعدة‏.‏
والمستعصم بالله أبو أحمد عبد الله بن المستنصر بالله أبي جعفر منصور ابن الظاهر محمد بن الناصر العباسي آخر الخلفاء العراقيين‏.‏
وكانت دولتهم خمس مائة سنة وأربعًا وعشرين سنة‏.‏
ولد أبو أحمد سنة تسع وست مائة في خلافة جد أبيه وأجاز له المؤيد الطوسي وجماعة وسمع من علي بن النيار الذي لقنه الختمة‏.‏
روى عنه محيي الدين ابن الجوزي ونجم الدين الباذرائي بالإجازة‏.‏
واستخلف في جمادى الأولى سنة أربعين‏.‏
وكان حليمًا كريمًا سليم الباطن قليل الرأي حسن الديانة مبغضًا للبدعة في الجملة‏.‏
وختم له بخير فإن الكافر هولاوو أمر به وبولده أبي بكر فرفسا حتى ماتا وذلك في حدود آخر المحرم‏.‏
وكان الأمر أشغل من أن يوجد مؤرخ لموته أو موار لجسده وبقي الوقت بلا خليفة ثلاث سنين‏.‏
والكفر طابي أبو الفضل عبد العزيز بن عبد الوهاب بن بيان القواس الرامي الأستاذ‏.‏
ولد سنة سبع وسبعين وسمع الكثير من يحيى الثقفي وعمر دهرًا‏.‏
توفي في الحادي والعشرين من شوال بدمشق‏.‏
وابن صديق أبو العز عبد العزيز بن محمد بن أحمد الحراني المؤدب وهو بكنيته أشهر ولهذا سماه بعضهم ثابتًا‏.‏
سمع من عبد الوهاب بن أبي حبة وحدث بدمشق وبها توفي في جمادى الأولى‏.‏
وعبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة الحافظ الكبير زكي الدين ابو محمد المنذري الشامي ثم المصري الشافعي صاحب التصانيف ‏,‏ ولد سنة إحدى وثمانين وخمس مائة وسمع من الأرتاحي وأبي الجود وابن طبرزد وخلق‏.‏
وتخرج بأبي الحسن علي بن المفضل ولزمه مدة‏.‏
وله معجم كبير مروي‏.‏
ولي مشيخة الكاملية مدة وانقطع بها نحوًا من عشرين سنة مكبًا على العلم والإفادة وكان ثبتًا حجة متبحرًا في علوم الحديث عارفًا بالفقه والنحو مع الزهد والورع والصفات الحميدة‏.‏
توفي في رابع ذي القعدة‏.‏
وابن خطيب القرافة أبو عمر عثمان بن علي بن عبد الواحد القرشي الأسدي الدمشقي الناسخ‏.‏
كان له إجازة من السلفي فروى بها الكثير وتوفي في ثالث ربيع اآخر عن أربع وثمانين سنة‏.‏
والشاذلي أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار المغربي الزاهد شيخ الطائفة الشاذلية‏.‏
سكن الإسكندرية وصحبه بها جماعة‏.‏
وله عبارات في التصوف مشكلة توهم ويتكلف له في الإعتذار عنها وعنه أخذ الشيخ أبو العباس المرسي‏.‏
توفي الشاذلي بصحراء عيذاب متوجهًا إلىبيت الله في أوائل ذي القعدة‏.‏
وسيف الدين المشد صاحب الديوان المشهور الأمير أبو الحسن علي بن المظفر بن القاسم الربعي النشبي الدمشقي نائب الحسبة‏.‏
سمع الكثير من الخشوعي والقاسم بن عساكر وخلق‏.‏

وكان فصيحًا طيب الصوت بالقراءة كتب الكثير وكان يؤدب‏.‏
ثم صار شاهدًا‏.‏
توفي في ربيع الأول وقد جاوز التسعين‏.‏
والشيخ علي الخباز الزاهد أحد مشايخ العراق‏.‏
له زاوية وأتباع وأحوال وكرامات‏.‏
قتل شهيدًا‏.‏
وابن عوة أبوحفص عمر بن أبي نصر بن أبي الفتح الجزري التاجر السفار العدل‏.‏
حدث بدمشق عن البوصيري‏.‏
توفي في ذي الحجة‏.‏
وكان صالحًا‏.‏
والموفق بن أبي الحديد أبو المعالي القاسم بن هبة الله بن محمد بت محمد المدائني المتكلم الأشعري الكاتب المنشىء البليغ‏.‏
توفي ببغداد في رجب‏.‏
وله شعر جيد‏.‏
وشعلة الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين الموصلي الحنبلي المقرئ العلامة الذي اختصر الشاطبية‏.‏
كان شابًا فاضلًا صالحًا محققًا يتوقد ذكاء‏.‏
عاش ثلاثًا ومانين سنة ‏,‏ وتوفي بالموصل في صفر‏.‏
وابن الجرج أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الأنصاري التلمساني المالكي‏.‏
نزيل الثغر‏.‏
كان من صلحاء العلماء‏.‏
سمع بسبتة الموطأ من أبي محمد بن عبيد الله الحجري‏.‏
توفي في ذي القعدة عن اثنتين وتسعين سنة‏.‏
وخطيب مردا الفقيه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد بت أبي الفتح المقدسي النابلسي الحنبلي‏.‏
ولد بمردا سنة ست وستين وخمس مائة ظنًا وتفقه بدمشق وسمع من يحيى الثقفي وأحمد الموازيني وبمصر من البوصيري وغير واحد‏.‏
وتوفي بمردا في أوائل ذي الحجة‏.‏
والفاسي الإمام أبو عبد الله محمد بن حسن بن محمد بن يوسف المغربي المقرئ مصنف شرح الشاطبية‏.‏
قرأ على رجلين قرءا على الشاطبي‏.‏
وكان فقيهًا بارعًا متفننًا متين الديانة جليل القدر‏.‏
تصدر للإقراء بحلب مدة‏.‏
وتوفي في ربيع الآخر‏.‏
وابن العلقمي الوزير المبير مؤيد الدين محمد بن محمد بن علي بن أبي طالب البغدادي الرافضي‏.‏
ولي وزارة العراق أربع عشرة سنة‏.‏
وكان ذا حقد وغل على أهل السنة‏.‏
قرر مع التتار أمورًا انعكست عليه وأكل يده ندمًا وبقي بعد تلك الرتبة الرفيعة يركب إكديشًا فصاحت امرأة‏:‏ يا ابن العلقمي‏:‏ أهكذا كنت تركب في أيام أمير المؤمنين ولي وزارة التتار على بغداد مشاركًا لغيره ثم مرض بعد قليل ومات غمًا وغبنا‏.‏
وكان الذي حمله على مكاتبة هولاوو عداوة الدويدار وأبي بكر بن المستعصم وما اعتمداه من نهب الكرخ وأذية الشيعة‏.‏
هلك قبل رجب من السنة ومات بعده ابنه‏.‏
وابن صلايا الصاحب تاج الدين أبو المكارم محمد بن نصر بن يحيى الهاشمي العلوي نائب الخليفة بإربل‏.‏
كان من رجال الدهر عقلًا ورأيًا وهيبة وحزمًا وجودًا سؤددًا‏.‏
قتله هولاوو في ربيع الآخر بقرب تبريز‏.‏
وابن شقير الشيخ عفيف الدين أبو الفضل المرجي بن الحسن بت علي ابن هبة الله بن غزال الواسطي المقرئ التاجر السفار‏.‏
ولد سنة إحدى وستين وخمس مائة بواسط قرأ القراءات على أبي بكر بن الباقلاني وأتقنها‏.‏
وتفقه وكان آخر من حدث عن أبي طالب الكتاني‏.‏
ذكر الفاروثي أنه عاش إلى حدود هذه السنة‏.‏
وابن الشقيشقة المحدث نجيب الدين أبو الفتح نصر الله بن أبي العز مظفر بن عقيل الشيباني الدمشقي الصفار الشاهد‏.‏
ولد بعد الثمانين وخمس مائة وسمع من حنبل وابن طبرزد وخلق كثير وروى مسند أحمد‏.‏
وكان أديبًا ظريفًا مليح البزة‏.‏
رماه أبو شامة بالكذب ورقة الدين توفي في جمادى الآخرة ووقف داره بدمشق دار حديث‏.‏
والصرصري الشيخ العلامة القدوة ابو زكريا يحيى بن يوسف بن يحيى الصرصري الأصل البغدادي الحنبلي الضرير‏.‏
كان إليه المنتهى فيورفة اللغة وحسن الشعر‏.‏
وديوانه ومدائحه سائرة‏.‏
قيل إنه قتل تتاريًا بعكازه ثم استشهد‏.‏
وله ثمان وستون سنة‏.‏
ومحيي الدين بن الجوزي الصاحب العلامة سفير الخلافة أبو المحاسن يوسف ابن الشيخ أبي

الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد التيمي البكري البغدادي الحنبلي أستاذ دار المستعصم بالله‏.‏
ولد سنة ثمان وخمس مائة سمع من ذاكر بن كامل وابن بوش وطائفة‏.‏
قرأ القرآن بواسط على ابن الباقلاني‏.‏
وكان كثير المحفوظ قوي المشاركة في العلوم وافر الحشمة‏.‏
ضربت عنقه هو وأولاده تاج الدين والمحتسب جمال الدين وشرف الدين في صفر‏.‏
سنة سبع وخمسين وست مائة فيها نزل هولاووعلى آمد وبعث رسله إلى صاحب ماردين‏.‏
فبعث ولده الملك المظفر بالتقادم فقبض عليه هولاوو‏.‏
وفي آخرها اشتدت الأراجيف بحركة هولاوو إلى الشام وهرب الخلق‏.‏
فقبض قطز المعزي على ابن أستاذه الملك المنصور علي وتسلطن ولقب بالملك المظفر لحاجة الوقت إلى ملك كاف‏.‏
وأول من جاوز الفرات أشموط ابن هولاوو في ذي الحجة‏.‏
ثم نازلوا حلب فناوشهم أهلها وجندها القتال‏.‏
فهربوا لهم ثم كروا عليه فقتلوا خلقًا واشتد الخطب وحار الناصر في نفسه‏.‏
وفيها توفي أبو العباس بن مامتيت أحمد بن محمد بن الحسن اللواتي الفاسي المحدث المعمر نزيل القاهرة‏.‏
كان صالحًا عالمًا خيرًا‏.‏
روى بالإجازة العامة عن أبي الوقت‏.‏
قال الشريف عز الدين‏:‏
وأبو الحسين بن السراج المحدث الكبير مسند المغرب احمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الأنصاري الإشبيلي‏.‏
ولد سنة ست وخمس مائة‏.‏
وسمع من ابن بشكوال وأبي عبد الله بن زرقون وعبد الحق بن بونة وطائفة‏.‏
وتفرد في زمانه‏.‏
وكانت الرحلة إليه بالمغرب‏.‏
توفي في سابع صفر‏.‏
والصدر بن المنجا واقف المدرسة الصدرية الرئيس أبو الفتح أسعد ابن عثمان بن وجيه الدين أسعد بن المنجا التنوخي الحنبلي المعدل‏.‏
ولد سنة ثمان وتسعين وخمس مائة وروى عن ابن طبرزد‏.‏
توفي في رمضان ودفن بمدرسته‏.‏
وابن اللمط شمس الدين أبو محمد عبد الله بن يوسف الجذامي المصري‏.‏
رحل وسمع من ابن دحية وسمع من أبي جعفر الصيدلاني وعبد الوهاب بن سكينة‏.‏
توفي في ربيع الآخر وله خمس وثمانون سنة‏.‏
وصاحب الموصل الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ الأرمني الأتابكي مملوك نور الدين أرسلان شاه بن عز الدين مسعود صاحب الموصل‏.‏
كان مدبر دولة أستاذه وبدولة ولده القاهر مسعود‏.‏
فلما مات القاهر سنة خمس عشرة أقام بدر الدين ولدي القاهر صورة وبقي أتابكًا لهما مدة ثم استقل بالسلطنة وكان حازمًا شجاعًا مدبرًا خبيرًا‏.‏
توفي في شعبان وقد نيف على الثمانين وانخرم نظام بلده من بعده‏.‏
وابن الشيرجي الصدر نجم الدين مظفر بن محمد بن إلياس الأنصاري الدمشقي‏.‏
ولي تدريس العصرونية والوكالة‏.‏
وحدث عن الخشوعي وجماعة‏.‏
وولي أيضًا الحسبة ونظر الجامع‏.‏
توفي في آخر السنة‏.‏
ويوسف القميني الموله الذي يعتقد فيه العامة أنه ولي وحجتهم الكشف والكلام على الخواطر‏.‏
وهذا شيء يقع من الكاهن والراهب والمجنون الذي له قرين من الجن‏.‏
وقد كثر هذا في عصرنا والله المستعان‏.‏
وكان يوسف يتنجس ببوله ويمشي حافيًا ويأوي إلى قمين حمام نور الدين ولا يصلي‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 10:34 PM

سنة ثمان وخمسين وست مائة في المحرم قطع هولاوو الفرات
ونهب نواحي حلب‏.‏
فراسل متوليها المعظم تورانشاه ابن السلطان صلاح الدين‏:‏ بأنكم تضعفون عنا ونحن نقصد سلطانكم الناصر‏.‏
فاجعلوا لنا عندكم شحنة بالقلعة وشحنة بالبلد‏.‏
فإن انتصر عليها السلطان فاقتلوا الشحنتين أو ابقوهما وإن انتصرنا
فحلب والبلاد لنا ويكونون آمنين‏.‏
فأبى عليه تورانشاه فنزل على حلب في ثاني صفر فلم يصبح عليهم الصباح إلا وقد حفروا عليهم خندقًا عمق قامة وعرض أربعة أذرع‏.‏
وبنوا حائطًا ارتفاع خمسة أذرع ونصبوا عشرين منجنيقًا وألحوا بالرمي وشرعوا في نقب السور‏.‏
وفي تاسع صفر ركبوا الأسوار ووضعوا السيف يومهم ومن الغد‏.‏
وأحمى في حلب أماكن سلم فيها نحو خمسين ألفًا واستتر خلق وقتل أمم لا يحصون وبقي القتل والسبي خمسة أيام‏.‏
ثم نودي برفع السيف وأذن المؤذن يومئذ يوم الجمعة بالجامع وأقيمت الجمعة بأناس ثم أحاطوا بالقلعة وحاصروها‏.‏
ووصل الخبر يوم السبت إلى دمشق فهرب الناصر ودخلت يومئذ رسل هولاوو وقرىء الفرمان بأمان دمشق‏.‏
ثم وصل نائب هولاوو فتلقاه الكبراء وحملت أيضًا مفاتيح حماة إلى هولاوو فسير إليهم شحنة‏.‏
وسار صاحبها والناصر إلى نحو غزة وعصت قلعة دمشق فحاصرتها التتار وألحوا بعشرين منجنيقًا على برج الطارمة فتشقق‏.‏
وطلب أهلها الأمان فأمنوهم وسكنها النائب كتبغا وتسلموا بعلبك وقلعتها وأخذوا نابلس ونواحيها بالسيف ثم ظفروا بالملك وأخذوه بالأمان وساروا به إلى هولاوو فرعى له مجيئه وبقي في خدمته أشهرًا ثم قطع الفرات راجعًا وترك الشام فرقة من التتار‏.‏
وأما المصريون فتأهبوا وشرعوا في المسير من نصف شعبان‏.‏
وثارت النصارى بدمشق ورفعت رؤوسها ورفعوا الصليب ومروا به وألزموا الناس بالقيام له من حوانيتهم في الثاني والعشرين من رمضان ووصل جيش الإسلام عليهم الملك المظفر وعلى مقدمتهم ركن الدين البندقداري‏.‏
فالتقى الجمعان على عين جالوت غربي بيسان‏.‏
ونصر الله دينه وقتل في المصاف مقدم التتار كتبغا وطائفة من أمراء المغول‏.‏
ووقع بدمشق النهب والقتل في النصارى وإحرقت كنيسة لهم‏.‏
وعيد المسلمون على خير عظيم وساق البندقداري وراء التتار إلى حلب وخلت من القوم الشام وطمع البندقداري في أخذ حلب‏.‏
كان وعده بها الملك المظفر ثم رجع فتأثر وأضمر الشر‏.‏
فلما رجع المظفر بعد شهر إلى مصر مضمرًا للبندقداري أيضًا الشر فوافق ركن الدين على مراده عدة أمراء‏.‏
وكان الذي ضربه بالسيف فحل كتفه بكتوت الجوكندار المعزي ثم رماه بهادر المعزي بسهم قضى عليه وذلك يوم سادس عشر ذي القعدة بقرب قطية‏.‏
وتسلطن ركن الدين البندقداري الملك الظاهر‏.‏
وأما نائب دمشق علم الدين الحلبي فحلف الأمراء لنفسه ولقب الملك المجاهد‏.‏
وخطب له بدمشق مع الملك الظاهر‏.‏
وفي آخر السنة كرت التتار على حلب واندفع عسكرها بين أيديهم‏.‏
فدخلوا إليها وأخرجوا من بها إلى قربين وأحاطوا بهم ووضعوا فيهم السيف‏.‏
وفيها توفي ابن سني الدولة قاضي القضاة صدر الدين أبو العباس أحمد بن يحيى بن هبة الله بن

الحسن الدمشقي الشافعي‏.‏
ولد سنة تسعين وخمس مائة وسمع من الخشوعي وجماعة‏.‏
وتفقه على أبيه قاضي القضاة شمس الدين وعلى فخر الدين بن عساكر‏.‏
وقل من نشأ مثله في صيانته وديانته واشتغاله‏.‏
ناب عن أبيه وولي نيابة بيت المال ودرس بالإقبالية والجاروخية‏.‏
وولي القضاء مدة‏.‏
رجع من عند هولاوو متمرضًا وأدركه الموت ببعلبك في جمادى الآخرة‏.‏
وله ثمان وستون سنة‏.‏
وإبراهيم بن خليل نجيب الدين أبو إسحاق الدمشقي الأدمي‏.‏
ولد سنة خمس وسبعين وسمعه أخوه من عبد الرحمن بن علي الخرقي ويحيى الثقفي وجماعة وحدث بدمشق وحلب وعدم بها في صفر‏.‏
وتمام المسروري أبو طالب بن أبي بكر بن أبي طالب الدمشقي الجندي ولد سنة سبع وسبعين وسمع من يحيى الثقفي‏.‏
توفي في رجب‏.‏
وتورانشاه المعظم أبو المفاخر ابن السلطان الكبير صلاح الدين‏.‏
ولد سنة سبع وسبعين وسمع من يحيى الثقفي وابن صدقة الحراني وأجاز له عبد الله بن بري وكان السلطان يجله ويتأدب معه‏.‏
سلم قلعة حلب‏.‏
لما عجز بالأمان‏.‏
أدركه الموت إثر ذلك‏.‏
فتوفي في ربيع الأول وله ثمانون سنة‏.‏
والملك السعيد حسن بن العزيز عثمان بن العادل صاحب الصبيبة وبانياس‏.‏
تملك سنة إحدى وثلاثين بعد أخيه الملك الظاهر إلى سنةبضع وأربعين‏.‏
فأخذ الصبيبة منه الملك الصالح وأعطاه إمرة بمصر ‏,‏ فلما قتل المعظم بن الصالح ساق إلى غزة وأخذ ما فيها وأتى الصبيبة فتسلمها‏.‏
فلما تملك الناصر دمشق قبض عليه وسجنه بالبيرة فلما أخذ هولاوو البيرة أحضر إليه بقيوده وخلع عليه بسراقوس وصار منهم‏.‏
وسلموا إليه الصبيبة‏.‏
وبقي في خدمته كتبغابدمشق‏.‏
وكان بطلًا شجاعًا‏.‏
قاتل يوم عبن جالوت‏.‏
فلما انهزمت التتار جيء به إلى الملك المظفر فضرب عنقه‏.‏
والمحب عبد الله بن أحمد بن أبي بكر محمد بن إبراهيم السعدي المقدسي الصالحي الحنبلي المحدث مفيد الجبل‏.‏
روى عن الشيخ الموفق وابن البن وابن الزبيدي‏.‏
ورحل إلى بغداد فسمع من ابن القبيطي وعلي بن أبي الفخار وطبقتهما‏.‏
وكتب الكثير وعني بالحديث أتم عناية‏.‏
توفي في جمادى الآخرة وله أربعون سنة‏.‏
وابن الخشوعي أبو محمد عبد الله بن بركات بن إبراهيم الدمشقي‏.‏
سمع من يحيى الثقفي وابيه وعبد الرزاق النجار واجاز له السلفي وطائفة‏.‏
توفي في أواخر صفر‏.‏
والعماد عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف المقدسي الجماعيلي الحنبلي المؤدب‏.‏
سمع من وابن العجمي أبو طالب عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن ابن الحسين الحلبي الشافعي‏.‏
روى عن يحيى الثقفي وابن طبرزد‏.‏
ودرس وافتى‏.‏
عذبه التتار على المال حتى هلك في الرابع والعشرين من صفر‏.‏
والملك المظفر سيف الدين قطز المعزي‏.‏
كان بطلًا شجاعًا دينًا مجاهدًا‏.‏
انكسرت التتار على يده واستعاد منهم الشام‏.‏
وكان أتابك الملك المنصور على ولد أستاذه فلما رآه لايغني شيئًا عزله وقام في السلطنة‏.‏
وكان شابًا أشقر وافر اللحية ذكر أنه قال‏:‏ أنا محمود بن ممدود ابن اخت السلطان خوارزم شاه‏.‏
وأنه كان لتاجر في القصاعين بدمشق‏.‏
وقبره بالقصير من رمل مصر قد عفر أثره‏.‏
وكتبغا المغلي نوين مقدم التتار ونائب الشام لهولاوو‏.‏
قتله أقوش الشمسي في المصاف‏.‏
وكان عظيمًا عند التتار معتمدًا عليه لشجاعته ورأيه ودهائه وحزامنه وخبرته بالحروب والحسارات كان هولاكو يتيمن برأيه ويحترمه‏.‏
وكان شيخًا مسنًا كافرًا يميل إلى النصارى‏.‏
والفقيه شيخ الإسلام أبو عبد اله محمد بن أبي الحسين أحمد بن عبد الله بن عيسى اليونيني الحنبلي الحافظ‏.‏
ولد سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة بيونين‏.‏
ولبس الخرقة من الشيخ عبد الله البطائحي عن الشيخ عبد القادر ورباه الشيخ عبد الله اليونيني وتفقه على الشيخ الموفق وسمع من الخشوعي وحنبل‏.‏
وكان يكرر على الجمع بين الصحيحين وكان يكرر على أكثر مسند أحمد‏.‏
ونال من الحرمة والتقدم ما لم ينله أحد‏.‏
وكانت الملوك تقبل يده‏.‏
وتقدم مداسه‏.‏
وكان إمامًا عالمًا علامة زاهدًا خاشعًا قانتًا لله عظيم الهيبة منور الشيبة مليح الصورة حسن السمت والوقار توفي في تاسع عشر رمضان ببعلبك‏.‏
والأكال الشيخ محمد بن خليل الحوراني ثم الدمشقي‏.‏
عاش ثمانيًا وخمسين سنة‏.‏
وكان صالحًا خيرًا مؤثرًا لا يكاد يأكل لأحد شيئًا إلابأجرة‏.‏
وله في ذلك حكايات‏.‏
وابن الأبار الحافظ العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي الكاتب الأديب أحد أئمة الحديث‏.‏
قرأ القراءات وعني بالأثر وبرع في البلاغة والنظم والنثر‏.‏
وكان ذا جلالة ورئاسة‏.‏
قتله صاحب تونس ظلمًا في العشرين من المحرم وله ثلاث وستون سنة‏.‏
ومحمد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة أبو عبد الله المقدسي الجماعيلي‏.‏
سمع من محمد بن حمزة بن أبي الصقر وعبد الرزاق النجار ويحيى الثقفي وطائفة‏.‏
وكان آخر من روى بالإجازة عن شهدة‏.‏
وهو شيخ صالح متعفف تال لكتاب الله يؤم بمسجد ساوية من عمل نابلس ‏,‏ فاستشهد على يد التتار في جمادى الأولى وقد نيف على التسعين‏.‏
والملك الكامل ناصر الدين محمد ابن الملك المظفر شهاب الدين غازي ابن العادل صاحب ميافارقين‏.‏
ملك سنة خمس وأربعين‏.‏
وكان عالمًا فاضلًا شجاعًا عادلًا محسنًا إلى الرعية ذا عبادة وورع‏.‏
ولم يكن في بيته من يضاهيه‏.‏
حاصرته التتار عشرين شهرًا حتى فني أهل البلد بالوباء والقحط ثم دخلوا وأسروه‏.‏
فضرب هولاوو عنقه بعد أخذ حلب وطيف برأسه ثم علق على باب الفراديس ثم دفنه المسلمون بمسجد الرأس داخل الباب‏.‏
بلغني أن التتار دخلوا البلد فوجدوا به سبعين نفسًا بعد ألوف كثيرة‏.‏
والضياء القزويني الصوفي أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن محمد‏.‏
ولد سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة‏.‏
بحلب‏.‏
وروى عن يحيى الثقفي‏.‏
توفي في ربيع الآخر‏.‏
وابن قوام الشيخ الزاهد الكبير أبو بكر بن قوام بن علي بن قوام البالسي‏.‏
جد شيخنا أبي عبد الله محمد بن عمر‏.‏
كات زاهدًا عابدًا قدوة صاحب حال وكشف وكرامات‏.‏
وله رواية وأتباع‏.‏
ولد سنة أربع وثمانين وخمس مائة وتوفي في سلخ رجب سنة ثمان ببلاد حلب‏.‏
ثم نقل تابوته ودفن بجبل قاسيون في أول سنة سبعين‏.‏
وقبره ظاهر يزار‏.‏
وحسام الدين أبو علي بن محمد بن أبي علي الهذباني الكردي‏.‏
من كبار الدولة وأجلائها‏.‏
وكان له اختصاص زائد بالملك الصالح نجم الدين‏.‏
ناب في سلطنة دمشق له ثم في سلطنة مصر وحج سنة تسع وأربعين ثم أصابه في آخر عمره صرع‏.‏
وتزايد به حتى مات‏.‏
ولد بحلب سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة وله شعر جيد‏.‏
وأبو الكرم لاحق بن عبد المنعم بن قاسم الأنصاري الأرتاحي ثم المصري الحنبلي اللبان‏.‏
سمع من عم جده أبي عبد الله الأرتاحي وتفرد بالإجازة من المبارك بن الطباخ‏.‏
وكان صالحًا متعففًا‏.‏
روى عنه الزكي عبد العظيم مع تقدمه‏.‏
توفي بمصر في جمادى الآخرة‏.‏
سنة تسع وخمسين وست مائة في المحرم اجتمع خلق من التتار نجوا من يوم عين جالوت والذين كانوا بالجزيرة فأغاروا على حلب ثم ساقوا إلى حمص لما بلغهم مصرع الملك المظفر فصادفوا على حمص حسام الدين الجوكندار والمنصور صاحب حماة والأشرف صاحب حمص في ألف وأربع مائة والتتار في ستة ألاف‏.‏
فالتقوهم وحمل المسلمون حملة صادقة‏.‏
وكان النصر‏.‏
ووضعوا السيف في الكفار قتلًا حتى أبادوا أكثرهم وهرب مقدمهم بيدرا بأسوأ حال‏.‏
ولم يقتل من المسلمين سوى رجل واحد‏.‏
وأما دمشق فإن الحلبي دخل القلعة فنازله عسكر مصر وبرز إليهم وقاتلهم ثم رد‏.‏
فلما كان في الليل هرب وقصد قلعة بعلبك وعصى بها‏.‏
فقدم علاء الدين قيبرسالوزيري وقبض على الحلبي من بعلبك‏.‏
وقيده‏.‏
فحبسه الملك الظاهر مدة طويلة‏.‏
وفي رجب بويع المستنصر بالله أحمد بن الظاهر محمد بن الناصر لدين الله العباسي الأسود وفوض الأمر إلى الملك الظاهر بيبرس‏.‏
ثم قدما دمشق‏.‏
فعزل عن القضاء نجم الدين ابن سني الدولة بابن خلكان‏.‏
ثم سار المستنصر ليأخذ بغداد ويقيم بها‏.‏
وكان أقواش البرلو قد بايع بحلب الحاكم بأمر الله‏.‏
فلما قدم السلطان تسحب الحاكم ثم اجتمع بالمستنصر وبايعه‏.‏
وكان فيآخر العام مصاف بينه وبين التتار الذين بالعراق فعدم المستنصر في الوقعة وانهزم الحاكم فنجا‏.‏
وفيها توفي الأرتاحي أبو العباس أحمد بن حامد بن أحمد بن حمد الأنصاري المصري الحنبلي‏.‏
قرأ القراءات لى والده وسمع من جده لأمه أبي عبد الله الأرتاحي وابن ياسين والبوصيري‏.‏
ولازم الحافظ عبد الغني فأكثر عنه‏.‏
توفي في رجب‏.‏
وإبراهيم بن سهل الإشبيلي اليهودي شاعر زمانه بالأندلس‏.‏
غرق في البحر‏.‏
والصفي بن مرزوق إبراهيم بن عبد الله بن هبة الله العسقلاني الكاتب‏.‏
ولد سنة سيع وسبعين وخمس مائة وكان متمولًا وافر الحرمة وزر مرة وتوفي بمصر في ذي القعدة‏.‏
والشرف حسن بن الحافظ أبي موسى عبد الله ابن الحافظ عبد الغني أبو محمد المقدسي الحنبلي‏.‏
ولد سنة خمس وست مائة وسمع من الكندي ومن بعده وبرع في المذهب ودرس بالجوزية مدة‏.‏
توفي في المحرم‏.‏
والباخرزي الإمام القدوة الحافظ العارف سيف الدين أبو المعالي سعيد ابن المطهر صاحب الشيخ نجم الدين الكبري‏.‏
كان إمامًا في السنة رأسًا في التصوف روى عن نجم الدين أبي الجناب وعلي بن محمد الموصلي وأبي رشيد الغزال‏.‏
وخرج أربعين حديثًا‏.‏
والشارعي العالم الواعظ جمال الدين عثمان بن مكي بن عثمان بن إسماعيل السعدي الشافعي‏.‏
سمع الكثير من قاسم بن إبراهيم المقدسي والبوصيري وطبقتهما‏.‏
وكان صالحًا متعففًا مشهورًا جليلًا‏.‏
توفي في ربيع الآخر‏.‏
وصاحب صهيون مظفر الدين عثمان بن منكورس‏.‏
تملك صهيون بعد والده ثلاثًا وثلاثين سنة‏.‏
وكان حاومًا سائسًا مهيبًا‏.‏
عمر تسعين سنة‏.‏
ودفن بقلعة صهيون‏.‏
وتملك بعده ابنه سيف الدين محمد‏.‏
والملك الظاهر غازي شقيق السلطان الملك الناصر يوسف‏.‏
وأمهما تركية‏.‏
كان مليح الصورة شجاعًا جوادًا‏.‏
قتل مع أخيه بين يدي هولاكو‏.‏
وابن سيد الناس الخطيب الحافظ أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله ابن محمد اليعمري الإشبيلي‏.‏
ولد سنة سبع وتسعين وعني بالحديث فأكثر وحصل الأصول النفسية وختم به معرفة الحديث بالمغرب‏.‏
توفي بتونس في رجب‏.‏
والصائن النعال أبو الحسن محمد بن الأنجب بن أبي عبد الله البغدادي الصوفي ولد سنة خمس وسبعين وسمع من جده لأمه هبة الله بن رمضان وظاعن الزبيري وأجاز له وفاء بن اليمني وابن شاتيل وطائفة‏.‏
وله مشيخة توفي في رجب‏.‏
والمتيجي محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عيسى بن مغنين ضياء الدين الإسكندراني الفقيه المالكي المحدث الرجل الصالح أحد من عنى بالحديث‏.‏
روى عن عبد الرحمن بن موقا فمن بعده وكتب الكثير‏.‏
توفي في جمادى الآخرة‏.‏
وابن درباس القاضي كمال الدين أبو حامد محمد ابن قاضي القضاة صدر الدين عبد الملك الماراني المصري الشافعي الضرير‏.‏
ولد سنة ست وسبعين وخمس مائة فأجاز له السلفي وسمع من البوصيري والقاسم بن عساكر‏.‏
ودرس وأفتى واشتغل وجالس الملوك‏.‏
توفي في شوال‏.‏
ومكي بن عبد الرزاق بن يحيى بن عمر بن كامل أبو الحرم الزبيدي المقدسي ثم العقرباني‏.‏
والملك الناصر صلاح الدين بن يوسف بن العزيز محمد بن الظاهر غازي ابن السلطان صلاح الدين صاحب الشام‏.‏
ولد سنة سبع وعشرين وست مائة وسلطنوه بعد أبيه سنة أربع وثلاثين ودبر المملكة شمس الدين لؤلؤ والأمر كله راجح إلى جدته الصاحبة صفية ابنة العادل‏.‏
ولهذا سكت الملك الكامل لأنها أخته‏.‏
فلما ماتت سنة أربعين اشتد الناصر واشتغل عنه الكامل بعمه الصالح‏.‏
ثم فتح عسكره له حمص سنة ست وأربعين ثم سار هو وتملك دمشق بلا قتال سنة ثمان وأربعين فوليها عشر سنين وفي سنة اثنتين وخمسين دخل بابنة السلطان علاء الدين صاحب الروم وهي بنت خالة أبيه العزيز‏.‏
وكان حليمًا جوادًا موطأ الأكتاف حسن الأخلاق محببًا إلى الرعية فيه عدل في الجملة وقلة جور وصفح‏.‏
وكان الناس معه في بلهنية من العيش لكن مع إدارة الخمر والفواحش وكان للشعراء دولة بأيامه لأنه كان يقول الشعر ويجيز عليه‏.‏
ومجلسه مجلس ندماء وأدباء‏.‏
خدع وعمل عليه حتى وقع في قبضة التتار فذهبوا به إلى هلاوو فأكرمه فلما بلغه كسرة جيشه على عين جالوت غضب وتنمر وأمر بقتله‏.‏
فتذلل له وقال‏:‏ ماذنبي فأمسك عن قتله‏.‏
فلما بلغه كسرة بيدراعلى حمص استشاط غضبًا وأمر بقتله وقتل أخيه الظاهر‏.‏
وقيل بل قتله في الخامس والعشرين من شوال عام ثمانية‏.‏
وكان شاباص أبيض مليحًا حسن الشكل بعينه قبل‏.‏
في أوائل رمضان أخذت التتار الموصل بخديعة بعد حصار أشهر وطمنوا الناس وخربوا السور‏.‏
ثم بذلوا السيف تسعة أيام وأبقوا على صاحبها الملك الصالح إسماعيل بن لولو أيامًا ثم قتلوه وقتلوا ولده علاء الدين‏.‏
وفيها وقع الخلف بين بركة صاحب دست القفجاق وابن عمه هولاوو‏.‏
وفيها توفي أحمد بن عبد المحسن بن محمد الأنصاري أخو شيخ شيوخ حماة‏.‏
روى عن عبد الله ابن أبي المجد الحربي وغيره‏.‏
والمستنصر بالله أبو القاسم أحمد بن الظاهر بأمر الله محمد بن الناصر لدين الله العباسي الأسود‏.‏
قدم مصر وعقد له مجلس فأثبتوا نسبه‏.‏
ثم بدأ الملك الظاهر بمبايعته ثم الأعيان على مراتبهم‏.‏
ولقب بلقب أخيه صاحب بغداد‏.‏
ثم صلى بالناس يوم الجمعة وخطب ثم ألبس السلطان خلعة بيده وطوقه وأمر له بكتابة تقليد بالأمر‏.‏
وركب السلطان بتلك الخلعة الخليفة وزينت القاهرة وهوالثامن والثلاثون من خلفاء بني العباس‏.‏
وكان جسيمًا شجاعًا عالي الهمة‏.‏
رتب له السلطان أتابك وأستاذ دار وحاجبًا وكاتب إنشاء وجعل له خزانة ومائة فرس وثلاثين بغلًا وستين حملًا وعدة مماليك‏.‏
فلما قدم دمشق وسار إلى العراق وجد بهجانة الحاكم في سبع مائة نفس‏.‏
فاستماله وأنزله معه في دهليزه‏.‏
فتجمعت المغول بالعراق في نحو خمسة آلاف

ثم دخل المستنصر هيت في ذي الحجة في التاسع والعشرين ونهب من بها من الذمة‏.‏
ثم التقى المسلمون والتتار في ثالث المحرم فانهزم التركمان والعرب وأحاطت التتار بعسكر المستنصر‏.‏
فحرقوا وساقوا على حمية‏.‏
فنجا طائفة منهم الحاكم‏.‏
وقتل المستنصر‏.‏
وأضمرته البلاد‏.‏
وقيل إنه قتل ثلاثة من التتار ثم تكاثروا عليه فاستشهد‏.‏
والعز الضرير الفيلسوف الرافضي حسن بن محمد بن أحمد بن نجا الإربلي‏.‏
كان بصيرًا بالعربية رأسًا في العقليات‏.‏
كان يقرىء المسلمين والذمة بمنزله‏.‏
وله حرمة وهيبة مع فساد عقيدته وتركه للصلاة ووساخة هيئته‏.‏
مات في ربيع الآخر عن أربع وسبعين سنة بدمشق‏.‏
وعز الدين شيخ الإسلام أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم السلمي الدمشقي الشافعي‏.‏
ولد سنة ثمان وسبعين وحضر أحمد بن حمزة ابن الموازيني وسمع من عبد اللطيف بن أبي سعد والقاسم بن عساكر‏.‏
وبرع في الفقه والأصول والعربية ودرس وأفتى وصنف وبلغ رتبة الإجتهاد‏.‏
وانتهت إليه رئاسة المذهب مع الزهد والورع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصلابة في الدين‏.‏
قال قطب الدين‏:‏ كان مع شدته فيه حسن محاضرة بالنوادر والأشعار‏.‏
يحضر السماع ويرقص‏.‏
مات في عاشر جمادى الأولى وشيعه الملك الظاهر‏.‏
والتاج عبد الوهاب بن زين الأمناء أبي البركات الحسن بن محمد الدمشقي بن عساكر‏.‏
سمع الكثير من الخشوعي وطبقته‏.‏
وولي مشيخة النورية بعد والده‏.‏
وحج وزار ولده أمين الدين عبد الصمد وجاور قليلًا‏.‏
ثم توفي في حادي عشر جمادى الأولى بمكة‏.‏
ونقيب الأشراف بهاء الدين أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد الحسيني بن أبي الجن‏.‏
سمع حضورًا وله أربع سنين من يحيى الثقفي وابن صدقة‏.‏
توفي في رجب‏.‏
وابن العديم الصاحب العلامة كمال الدين أبو القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة العقيلي الحلبي‏.‏
من بيت القضاء والحشمة‏.‏
ولد سنة بضع وثمانين وخمس مائة وسمع من ابن طبرزد وبدمشق من الكندي وببغداد والقدس والنواحي‏.‏
وأجاز له المؤيد وخلق‏.‏
وكان قليل المثل عديم النظير فضلًا ونبلًا ورأيًا وحزمًا وذكاء وبهاء وكتابة وبلاغة‏.‏
ودرس وأفتى وصنف‏.‏
وجمع تاريخًا لحلب في نحو ثلاثين مجلدًا‏.‏
وولي خمسة من آبائه على نسق القضاء‏.‏
وقد ناب في سلطنة دمشق وعلم عن الملك الناصر‏.‏
توفي بمصر في العشرين من جمادى الأولى‏.‏
والضياء عيسى بن سليمان بن رمضان أبو الروح التغلبي المصري القرافي الشافعي‏.‏
آخر من روى صحيح البخاري عن منجب المرشدي مولى مرشد المديني‏.‏
توفي في رمضان عن تسعين سنة‏.‏
والشمس الصقلي أبو عبد الله محمد بن سليمان أبو الفضل الدمشقي الدلال في الأملاك‏.‏
سمع من ابن صدقة الحراني وإسماعيل الجنزوري وأبي الفتح المندائي‏.‏
وقرأ الختمة على أبي الجود‏.‏
ولد سنة ثلاث وسبعين وتوفي في أواخر صفر‏.‏
وابن عرق الموت أبو بكر محمد بن فتوح بن خلوف بن يخلف ابن مصال الهمذاني الإسكندراني‏.‏
سمع من التاج المسعودي وابن موقا وأجازه أبو سعد بن أبي عصرون والكبار‏.‏
وتفرد عن جماعة‏.‏
توفي في جمادى الأولى‏.‏
وابن زبلاق الشاعر المشهور الأجل محيي الدين يوسف بن يوسف بن يوسف بن سلامة الموصلي العباسي الكاتب‏.‏
قتله التتار بالموصل في آخر شعبان‏.‏
وأبو بكر بن علي بن مكارم بن فتيان الأنصاري المصري‏.‏
روى عن البوصيري وجماعة وتوفي في المحرم‏.‏
سنة إحدى وستين وست مائة في ثامن المحرم عقد مجلس عظيم للبيعة‏.‏
وجلس الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد ابن الأمير أبي علي بن علي بن أبي بكر ابن الخليفة المسترشد بالله بن المستظهر العباسي‏.‏
فأقبل عليه الملك الظاهر ومد يده إليه وبايعه بالخلافة‏.‏
ثم بايعه الأعيان‏.‏
وقلد حينئذ السلطنة للملك الظاهر‏.‏
فلما كان من الغد خطب بالناس خطبة مليحة أولها‏:‏ الحمد لله الذي أقام لآل العباس ركنًا وظهيرًا‏.‏
ثم كتب بدعوته وإمامته إلى الأقطار‏.‏
وبقي في الخلافة أربعين سنة وأشهرًا‏.‏
وفيها خرج الظاهر إلى الشام وتحيل على صاحب الكرك الملك المغيث حتى نزل إليه‏.‏
وكان آخر العهد به‏.‏
وأعطى ولده بمصر خبز مائة فارس‏.‏
ثم قبض على ثلاثة أنكروا أنكروا عليه إعدامه المغيث وهم‏:‏ بلبان الرشيدي وأقوش البرلي وأيبك الدمياطي وكانوت نظراء له في الجلالة والرتبة‏.‏
وفيها وصل كرمون المقدم في طائفة كبيرة من التتار قد أسلموا‏.‏
فأنعم عليهم الملك الظاهر‏.‏
وفيها راسل بركة الملك الظاهر‏.‏
ثم كانت وقعة هائلة بين بركة وبين ابن عمه هولاوو‏.‏
فانهزم هولاوو ولله الحمد‏.‏
وقتل خلق من رجاله وغرق خلق‏.‏
وفيها توفي الحسن بن علي بن منتصر أبو علي الفاسي ثم الإسكندراني الكتبي‏.‏
آخر أصحاب عبد المجيد بن خليل‏.‏
توفي في ربيع الآخر‏.‏
وسليمان بن خليل العسقلاني الفقيه‏.‏
خطيب الحرم أبو الربيع الشافعي سبط عمر بن عبد المجيد الميانسي‏.‏
روى عن زاهر بن رستم وغيره‏.‏
وتوفي في المحرم‏.‏
والرسعني العلامة عز الدين عبد الرزاق بن رزق الله بن أبي بكر المحدث المفسر الحنبلي‏.‏
ولد سنة تسع وثمانين وسمع بدمشق من الكندي وببغداد من ابن منينا‏.‏
وصنف تفسيرًا جيدًا‏.‏
وكان شيخ الجزيرة في زمانه علمًا وفضلًا وجلالة‏.‏
توفي في ثاني عشر ربيع الآخر‏.‏
والأنباري المفتي جمال الدين عبد الرحمن بن سالم الأنصاري الحنبلي البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي‏.‏
سمع من الكندي وعبد القادر الحافظ وطائفة‏.‏
وتفقه بالموفق المقدسي‏.‏
توفي في ربيع الآخر‏.‏
والعز بن العز الحافظ المحدث أبو محمد عبد الرحمن بن عز الدين محمد ابن الحافظ الكبير عبد الغني المقدسي‏.‏
ولد سنة ست مائة‏.‏
وسمع من الكندي وطبقته‏.‏
وتفقه على الموفق ورحل فسمع من الفتح بن عبد السلام وطبقته‏.‏
ثم رحل إلى مصر وكتب الكثير‏.‏
وكان يفهم ويذاكر‏.‏
توفي في ذي الحجة‏.‏
والناشري المقرئ البارع تقي الدين عبد الرحمن بن مرهف المصري‏.‏
قرأ القراءات على أبي الجود‏.‏
وتصدر للإقراء وبعد صيته‏.‏
توفي في شوال عن نيف وثمانين سنة‏.‏
وابن بنين أثير الدين عبد الغني بن سليمان بن بنين المصري الشافعي القباني الناسخ‏.‏
ولد سنة خمس وسبعين‏.‏
وسمع من عشير الجبلي فكان آخر أصحابه‏.‏
وسمع من طائفة وأجاز له عبد الله بن بري وعبد الرحمن السبي‏.‏
وانتهى إليه علو الإسناد بمصر مع صلاح وسكون‏.‏
توفي وعلي بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي‏.‏
ثم الدمشقي الحنبلي روى عن الخشوعي وغيره‏.‏
توفي في رجب‏.‏
وكان مباركًا خيرًا‏.‏
والكمال الضرير شيخ القراء أبو الحسن علي بن شجاع بن سالم بن علي الهاشمي العباسي المصري الشافعي صاحب الشاطبي وزوج ابنته‏.‏
ولد سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة‏.‏
قرأ القراءات على الشاطبي وشجاع المدلجي وأبي الجود‏.‏
وسمع من البوصيري وطائفة‏.‏
وتصدر للإقراء دهرًا وانتهت إليه رئاسة الإقراء‏.‏
وكان إمامًا يجري في فنون من العلم وفيه تودد وتواضع ولين ومروة تامة‏.‏
توفي في سابع ذي الحجة‏.‏
والعلم أبو القاسم والأصح أبو محمد القاسم بن أحمد بن موفق بن جعفر المرسي اللورقي المقرئ النحوي المتكلم‏.‏
شيخ القراء بالشام‏.‏
ولد سنة خمس وسبعين وخمس مائة وقرأ القراءات على ثلاثة من أصحاب ابن هذيل ثم قرأها على أبي الجود ثم على الكندي وسمع ببغداد من ابن الأخضر‏.‏
وكان عارفًا بالكلام والأصلين والعربية‏.‏
أقرأ واشتغل مدة‏.‏
وصنف التصانيف ودرس بالعزيزية نيابة وولي مشيخة الإقراء والنحو بالعادلية‏.‏
توفي في سابع رجب‏.‏
وقد شرح الشاطبية‏.‏
فيها توفي قاضي حلب كمال الدين أحمد بن قاضي القضاة زين الدين عبد الله بن عبد الرحمن ابن الأستاذ الأسدي الشافعي‏.‏
سمع حضورًا من الافتخار الهاشمي وسماعًا من جده وطائفة‏.‏
وكان صدرًا معظمًا كامل الرئاسة‏.‏
واسع الفضيلة‏.‏
ولي قضاء حلب في الدولتين الناصرية والظاهرية‏.‏
وبها توفي في نصف شوال‏.‏
وإسماعيل بن صارم الخياط أبو الطاهر الكناني العسقلاني ثم المصري‏.‏
روى عن البوصيري وابن ياسين‏.‏
توفي في جمادى الأولى‏.‏
والزين الحافظي سليمان بن المؤيد بن عامر العقرباني الطبيب‏.‏
طبب الملك الحافظ صاحب جعبر فنسب إليه‏.‏
ثم خدم الملك الناصر يوسف وعظم عنده وبعثه رسولًا إلى التتار فباطنهم ونصح لهم‏.‏
فأمره هولاوو وصار تتريًا خائنًا للمسلمين‏.‏
فسلط الله عليه مخدومه فقتل بين يديه لكونه كاتب الملك الظاهر وقتل معه أقاربه وخاصته‏.‏
وكانوا خمسين‏.‏
وشيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصاري الدمشقي ثم الحموي الشافعي الأديب‏.‏
كان أبوه قاضي حماة‏.‏
ويعرف بابن الرقاء‏.‏
ولد هو بدمشق سنة ست وثمانين وكان مفرط الذكاء‏.‏
رحل به أبوه فسمعه من ابت كليب جزء ابن عرفة‏.‏
ومن ابن أبي المجد المسند كله‏.‏
وله محفوظات كثيرة وفضائل شهيرة وحرمة وجلالة‏.‏
توفي في ثامن رمضان‏.‏
والعماد بن الحرستاني أبو الفضائل عبد الكريم بن القاضي جمال الدين عبد الصمد بن محمد الأنصاري الدمشقي الشافعي‏.‏
ولد سنة سبع وسبعين وسمع من الخشوعي والقاسم‏.‏
وتفقه على أبيه وأفتى وناظر وولي قضاء الشام بعد أبيه قليلًا ثم عزل‏.‏
ودرس بالغزالية مدة وخطب بدمشق‏.‏
وكان من جلة العلماء‏.‏
له سمت ووقار وتواضع‏.‏
ولي الدار الأشرفية بعد ابن الصلاح‏.‏
ووليها بعده شهاب الدين ابو شامة‏.‏
توفي في جمادى الأولى‏.‏
والضياء ابن البالسي أبو الحسن علي بن محمد بن علي المحدث الخطيب العدل الشروطي‏.‏
ولد سنة خمس وست مائة‏.‏
وسمع من ابن البن وأجاز له الكندي‏.‏
وعني بهذا الشأن‏.‏
وكتب الكثير‏.‏
توفي في صفر‏.‏
والملك المغيث فتح الدين عمر بن العادل أبي بكر ابن الملك الكامل ابن العادل‏.‏
حبس بعد موت عمه الصالح بالكرك‏.‏
فلما قتلوا ابن عمه المعظم أخرجه معتمد الكرك الطواشي وسلطنه بالكرك‏.‏
وكان كريمًا مبذرًا للأموال‏.‏
فقل ماعنده حتى سلم الكرك إلى صاحب مصر ونزل إليه فخنقه‏.‏
وكذا خنق عمه أباه العادل وعاش كل منهما نحو ثلاثين سنة‏.‏
والبابشرقي أبو عبد اله محمد بن إبراهيم بن علي الأنصاري التاجر بجيرون‏.‏
روى عن الخشوعي وطائفة‏.‏
توفي في ربيع الأول‏.‏
وابن سراقة الإمام محيي الدين أبو بكر محمد بن محمد بن إبراهيم الأنصاري الشاطبي شيخ دار الحديث الكاملية بالقاهرة‏.‏
ولد سنة اثنتين وتسعين وسمع من أبي القاسم أحمد بن بقي بالعراق من أبي علي بن الجواليقي وطبقته‏.‏
وله مؤلفات في التصوف‏.‏
توفي في العشرين من شعبان‏.‏
والملك الأشرف مظفر الدين موسى بن المنصور إبراهيم بن المجاهد أسد الدين شيركوه صاحب حمص‏.‏
ولد سنة سبع وعشرين وست مائة‏.‏
وتملك حمص سنة أربع وأربعين فأخذت منه سنة ست‏.‏
ثم تملك الرحبة ثم سار إلى هولاوو فأكرمه وأعاد إليه حمص وولاه نيابة الشام مع كتبغا‏.‏
فلما قلع الله التتار راسل الملك المظفر من تدمر فأمنه وأقره على حمص‏.‏
فغسل هناته بيوم حمص وكسر التتار ونبل قدره‏.‏
وكان ذا حزم ودهلء وشجاعة وعقل‏.‏
توفي بحمص في صفر فيقال إنه سقي‏.‏
وتسلم الظاهر بلده وحواصله‏.‏
والجوكندار العزيز بن حسام الدين لاجين من أكبر أمراء دمشق‏.‏
كان محبًا للفقراء مؤثرًا لراحتهم يجمعهم على السماعات والسماطات التي يضرب بها المثل ويخدمهم بنفسه‏.‏
توفي في المحرم كهلًا‏.‏
والرشيد العطار الحافظ أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله بن علي ابن مفرج القرشي الأموي النابلسي ثم المصري المالكي‏.‏
ولد سنة أربع وثمانين وسمع من البوصيري وإسماعيل بن ياسين والكبار‏.‏
فأكثر وأطاب وجمع المعجم وحصل الأصول‏.‏
وتقدم في الحديث‏.‏
ولي مشيخة
والقباري أبو القاسم بن منصور الإسكندراني الزاهد‏.‏
كان صالحًا قانتًا مخلصًا منقطع القرين في الورع‏.‏
كان له بستان يعمله منه وله ترجمة مفردة جمعها ناصر الدين بن المنير‏.‏
توفي في سادس شعبان‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 10:39 PM

سنة ثلاث وستين وست مائة فيها كانت ملحمة عظمى بالأندلس
التقي الفنش لعنه الله وأبو عبد الله بن الأحمر غير مرة ثم انهزمت الملاعين وأسر الفنش‏.‏
ثم أفلت وحشد وجيش ونازل أغرناطة‏.‏
فخرج ابن الأحمر وكسرهم وأسر منهم عشرة آلاف‏.‏
وقتل المسلمون فوق الأربعين ألفًا وجمعوا كومًا هائلًا من رؤوس الفرنج أذن عليه المسلمون واستعادوا عدة مدائن من الفرنج ولله الحمد‏.‏
وفيها نازلت التتار البيرة‏.‏
فساق سم الموت والمحمدي وطائفة وكشفوهم عنها‏.‏
وفيها قدم السلطان فحاصر قيسارية وافتتحها عنوة‏.‏
وعصت القلعة أيامًا ثم أخذت‏.‏
ثم نازل أرسوف وأخذها بالسيف في رجب ثم رجع فسلطن ولده الملك السعيد في شوال وركب بأبهة الملك وله خمس سنين‏.‏
ثم عمل طهوره بعد أيام‏.‏
وفيها جرد بديار مصر أربعة حكام من المذاهب لأجل توقف تاج الدين ابن بنت الأعز عن تنفيذ كثير من القضايا‏.‏
فتعطلت الأمور‏.‏
فأشار بهذا جمال الدين أيدغدي العزيزي‏.‏
فأعجب السلطان وفعله في آخر السنة‏.‏
ثم فعل ذلك بدمشق‏.‏
وفيها ابتدى بعمارة مسجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏
ففرع في أربع سنين‏.‏
وفيها حجب الخليفة الحاكم بقلعة الجبل‏.‏
وفيها توفي المعين القرشي الذكوي المحدث المتقن أبو إسحاقإبراهيم بن عمر بن عبد العزيز بن الحسن بن القاضي الزكي علي بن محمد بن يحيى‏.‏
كتب عن ابن صباح وابن اللتي وكريمة فأكثر وكتب الكثير‏.‏
توفي فجأة في ربيع الأول‏.‏
والزين خالد بن يوسف بن سعد الحافظ اللغوي أبو البقاء النابلسي ثم الدمشقي‏.‏
ولد سنة خمس وثمانين وسمع من القاسم ومحمد بن الخطيب وابن طبرزد وببغداد من ابن الأخضر وطبقته‏.‏
وحصل الأصول وتقدم في الحديث‏.‏
وكان فهمًا يقظًا حلو النوادر‏.‏
توفي في سلخ جمادى الأولى‏.‏
والنظام ابن البانياسي عبد الله بن يحيى بن الفضل بن الحسين‏.‏
سمع من الخشوعي وجماعة‏.‏
وكان دينًا فاضلًا‏.‏
توفي في صفر‏.‏
والنجيب فراس بن علي بن زيد أبو العشائر الكناني العسقلاني‏.‏
ثم الدمشقي التاجر العدل‏.‏
وابن مسدي الحافظ أبو بكر محمد بن يوسف الأزدي الغرناطي‏.‏
روى عن محمد بن عماد وجماعة كثيرة‏.‏
وجمع وصنف‏.‏
توفي بمكة في شوالها وقد خرج لنفسه معجمًا‏.‏
وجمال الدين بن يغمورالباروقي موسى‏.‏
ولد بالصعيد سنة تسع وستين‏.‏
وكان من جلة الأمراء‏.‏
ولي نيابة مصر ونيابة دمشق‏.‏
توفي في شعبان‏.‏
وبدر الدين السنجاري الشافعي قاضي القضاة أبو المحاسن يوسف بن الحسن الزراري‏.‏
صدر معظم وجواد ممدح‏.‏
ولي قضاء بعلبك وغيرها قبل الثلاثين‏.‏
ثم عاد إلى سنجار فنفق على الصالح نجم الدين‏.‏
فلما ملك الديار المصرية وفد عليه فولاه مصر والوجه القبلي‏.‏
ثم ولي قضاء القضاة بعد شرف الدين ابن عين الدولة وباشر الوزارة‏.‏
وكان له من الخيل والمماليك ما ليس لوزير مثله‏.‏
ولم يزل في ارتقاء إلى أوائل الدولة الظاهرية‏.‏
فعزل ولزم بيته‏.‏
توفي في رجب‏.‏
وقيل كان يرتشي ويظلم‏.‏
وأبو القاسم الحواري الزاهد شيخ بلد السواد له أتباع ومريدون‏.‏
توفي في ذي الحجة‏.‏
سنة أربع وستين وست مائة فيها غزا الملك الظاهر وبث جيوشه بالسواحل فأغاروا على بلاد عكا وصور وطرابلس
وحصن الأكراد‏.‏
ثم نزل على صفد‏.‏
في ثامن رمضان وأخذت في أربعين يومًا بخديعة ثم ضربت رقاب مائتين من فرسانهم وقد استشهد عليها خلق كثير‏.‏
وفيها استباح المسلمون قارة وسبي منها ألف نفس وجعلت كنيستها جامعًا‏.‏
وفيها توفي الشيخ أحمد بن سالم المصري النحوي نزيل دمشق‏.‏
فقير متزهد محقق للعربية‏.‏
اشتغل بالناصرية وبمقصورة الحنفية الحلبية مدة وتوفي في شوال‏.‏
وابن شعيب الإمام جمال الدين أحمد بن عبيد الله بن شعيب التميميالصقلي ثم الدمشقي المقرئ الأديب الذهبي‏.‏
ولد سنة تسعين وخمس مائة ولزم السخاوي مدة‏.‏
وأتقن القراءات وسمع من القاسم بن عساكر وطائفة وقرأ الكثير على السخاوي وطبقته‏.‏
توفي في جمادى الأولى‏.‏
وابن البرهان العدل الصرد رضي الدين إبراهيم بن عمر بن مضر بن فارس المضري الواسطي البزري التاجر السفار ‏,‏ ولد سنة ثلاث وتسعين‏.‏
وسمع صحيح مسلم بن منصور الفراوي وسمعه منه خلق بدمشق ومصر والنضر واليمن توفي في حادي عشر رجب‏.‏
وابن الدرجي الفقيه صفي الدين إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن علوان القرشي الحنفي‏.‏
ولد سنة اثنتين وسبعين وسمع من عبد الرحمن بن علي الخرقي ومنصور الطبري وطائفة‏.‏
توفي في وأيد غدي العزيزي الأمير الكبير جمال الدين‏.‏
كان كبير القدر شجاعًا مقدامًا عاقلًا محتشمًا كثير الصدقات متين الديانة من جلة الأمراء ومتميزيهم‏.‏
حبسه المعز مدة ثم أخرجوه نوبة عين جالوت‏.‏
وكان الملك الظاهر يحترمه ويتأدب معه‏.‏
جهزه في آخر السنة‏.‏
فأغار على بلاد سيس ثم خرج على صفد فتمرض‏.‏
وتوفي ليلو عرفة بدمشق‏.‏
وابن صصري الصدر العدل بهاء الدين الحسن بن سالم بن الحافظ أبي المواهب التغلبي الدمشقي‏.‏
أحد أكابر البلد‏.‏
روى عن ابن طبرزد وطائفة‏.‏
توفي في صفر عن ست وستين سنة‏.‏
وابن صصري الصدر الرئيس شرف الدين عبد الرحمن بن سالم أخو الذي قبله‏.‏
سمع من حنبل وابن طبرزد وولي المناصب الكبار ونظر الديوان ومات في شعبان عن تسع وستين سنة‏.‏
والموقاني المحدث جمال الدين محمد بن عبد الجليل المقدسي نزيل دمشق‏.‏
سمع من أبي القاسم بن الحرستاني وخلق‏.‏
وعني بالحديث والأدب‏.‏
وله مجاميع مفيدة‏.‏
توفي في ذي القعدة وله أربع وسبعون سنة‏.‏
وابن فار اللبن معين الدين أبو الفضل عبد الله بن محمد بن عبد الوارث الأنصاري المصري‏.‏
آخر من قرأ الشاطبية على مؤلفها‏.‏
قرأها عليه شيخنا البدر التادفي‏.‏
وهولاكو بن قاآن بن جنكزخان المغلي مقدم التتار وقائدهم إلى النار الذي أباد العباد والبلاد‏.‏
بعثه ابن عمه القان الكبير على جيش المغل فطوى الممالك وأخذ حصون الإسماعيلية وأذربيجان والروم والعراق والجزيرة والشام‏.‏
وكان ذا سطوة ومهابة وعقل وغور وحزم ودهاء وخبرة بالحروب وشجاعة ظاهرة وكرم مفرط ومحبة لعلوم الأوائل من غير أن يفهمها‏.‏
مات على كفره في هذه السنة بعلة الصرع فإنه اعتراه منذ قتل الشهيد صاحب ميافارقين الملك الكامل محمدبن غازي حتى كان يصرع في اليوم مرة ومرتين‏.‏
وقيل مات في ربيع الآخر من العام الماضي بمراغة ونقلوه إلى قلعة تلا وبنوا عليه قبة‏.‏
وخلف سبعة عشر ابنًا‏.‏
تملك عليهم ابنه ابغا‏.‏
وكان القان قد استناب هولاوو لا رحمه الله على خراسان وأذربيجان وما يفتحه‏.‏
سنة خمس وستين وست مائة في أولها كبا الفرس بالملك الظاهر فانكسر فخذه‏.‏
وحصل له عرج منها‏.‏
وفيها توفي خطيب القدس كمال الدين أحمد بن نعمة بن أحمد النابلسي الشافعي‏.‏
ولد سنة تسع وسبعين وخمس مائة وسمع بدمشق من القاسم ابن عساكر وحنبل‏.‏
وكان صالحًا متعبدًا متزهدًا‏.‏
توفي بدمشق في ذي القعدة‏.‏
وإسماعيل الكوراني القدوة الزاهد شيخ كبير القدر قصود بالزيارة صاحب ورع وصدق وتفتيش عن دينه‏.‏
أدركه أجله بغزة في رجب‏.‏
وبركة بن تولى بن جنكزخان المغلي سلطان مملكة القفجاق الذي أسلم‏.‏
وراسل الملك الظاهر وكذا ابن عمه هولاوو‏.‏
وتوفي في عشر الستين‏.‏
وتملك بعده ابن أخيه منكوتمر‏.‏
والقميري الأمير مقدم الجيوش ناصر الدين حسين بن عزيز الذي أنشأ المدرسة بسوق الحريمين‏.‏
كان بطلًا شجاعًا رئيسًا عادلًا جوادًا وهو الذي ملك دمشق للناصر‏.‏
توفي مرابطًا بالساحل في ربيع الأول‏.‏
وأبو شامة العلامة المجتهد شهاب الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي ثم الدمشقي الشافعي المقرئ النحوي المؤرخ صاحب التصانيف‏.‏
ولد سنة تسع وتسعين وخمس مائة‏.‏
قرأ القراءات سنة ست عشرة على البخاري وسمع من الشيخ الموفق وعبد الجليل بن مندويه وطائفة‏.‏
توفي في تاسع عشر رمضان ‏,‏ وكان متواضعًا خيرًا‏.‏
وابن بنت الأعز قاضي القضاة تاج الدين أبو محمد عبد الوهاب بن خلف بن بدر العلامي المصري الشافعي‏.‏
صدر الديار المصرية ورئيسها‏.‏
كان ذا ذهن ثاقب وحدس صائب وعقل ونزاهة وتثبت في الأحكام‏.‏
روى عن جعفر الهمذاني وتوفي في السابع والعشرين من رجب‏.‏
وابن القسطلاني الشيخ تاج الدين علي بن الزاهد أبي العباس أحمد بن علي القيسي المصري المالكي المفتي المعدل‏.‏
سمع بمكة من زاهر بن رستم ويونس الهاشمي وطائفة‏.‏
ودرس بمصر ثم ولي مشيخة الكاملية إلى أن توفي في سابع عشر شوال‏.‏
وله سبع وسبعون سنة‏.‏
وأبو الحسن الدهان علي بن موسى السعدي المصري المقرئ الزاهد‏.‏
ولد سنة سبع وتسعين وخمس مائة وقرأ القراءات على جعفر الهدذاني وغيره وتصدر بالفاضلية‏.‏
توفي في رجب‏.‏
وكان ذا علم وعمل‏.‏
وصاحب المغرب المرتضى أبو حفص عمر بن أبي إبراهيم القيسي المؤمني‏.‏
ولي الملك بعد ابن عمه المعتضد علي وامتدت أيامه‏.‏
وكان مستضعفًا وادعًا فلما كان في المحرم من العام دخل ابن عمه أبو دبوس الملقب بالواثق بالله إدريس بن أبي عبد الله بن يوسف مراكش فهرب المرتضى فظفر به عامل للوائق وقتله بأمر الواثق في ربيع الآخر وأقام الواثق ثلاثة أعوام ثم قامت دولة بني مرين وزالت دولة آل عبد المؤمن‏.‏
وابن خطيب بيت الآبار ضياء الدين أبو الطاهر يوسف بن عمر بن يوسف بن يحيى الزبيدي‏.‏
توفي يوم الجمعة يوم الأضحى وله أربع وثمانون سنة‏.‏
سمع من الجنزوري والخشوعي وناب في خطابة دمشق زمن العادل‏.‏
ويوسف بن مكتوم بن أحمد القيسي شمس الدين والد المعمر صدر الدين‏.‏
توفي في ربيع الأول عن إحدى وثمانين سنة‏.‏
وروى عن الخشوعي والقاسم وجماعة‏.‏
وقد روى عنه زكي الدين البرزالي مع تقدمة‏.‏
سنة ست وستين وست مائة في جمادى الأولى افتتح السلطان يافا بالسيف وقلعتها بالأمان‏.‏
ثم هدمها ثم حاصر الشقيف عشرة أيام وأخذها بالأمان‏.‏
ثم أغار على أعمال طرابلس وقطع أشجارها وغور أنهارها‏.‏
ثم نزل تحت حصن الأكراد فخضعوا له فرحل إلى حماة ثم إلى أفاميا ثم ساق وبغت أنطاكية فأخذها في أربعة أيام وحصر من قتل بها فكانوا أكثر من أربعين ألفًا‏.‏
ثم أخذ بغراس بالأمان‏.‏
وفيها كانت الصعقة العظمى على الغوطة يوم ثالث نيسان إثر حوطة السلطان عليها‏.‏
ثم صالح أهلها على ست مائة ألف درهم فأضر الناس وباعوا بساتينهم بالهوان‏.‏
وفيها توفي المجد ابن الحلوانية المحدث الجليل أبو العباس أحمد بن عبد الله بن المسلم بن حماد الأزدي الدمشقي التاجر‏.‏
ولد سنة أربع وست مائة وسمع من أبي القاسم بن الحرستاني فمن بعده‏.‏
وكتب العالي والنازل ورحل إلى بغداد ومصر والإسكندرية وخرج المعجم‏.‏
توفي في والشيخ العز خطيب الجبل أبو إسحاق إبراهيم بن الخطيب شرف الدين عبد الله بن أبي عمر المقدسي الزاهد‏.‏
ولد سنة ست وست مائة وسمع من العماد والموفق والكندي وخلق‏.‏
وكان فقيهًا بصيرًا بالمذهب صالحًا عابدًا مخلصًا متينًا صاحب أحوال وكرامات وأمر بالمعروف وقول بالحق‏.‏
توفي في تاسع عشر ربيع الأول‏.‏
وقد جمع ابن الخباز سيرته في مجلد‏.‏
والحبيس النصراني الكاتب ثم الراهب‏.‏
أقام الراهب‏.‏
أقام بمغارة بجبل حلوان بقرب القاهرة‏.‏
فقيل إنه وقع بكنز الحاكم صاحب مصر‏.‏
فواسى منه الفقراء والمستورين من كل ملة‏.‏
واشتهر أمره وشاع ذكره وأنفق ثلاث سنين أموالًا عظيمة‏.‏
وأحضره السلطان وتلطف به فأبى عليه أن يعرفه بجلية أمره وأخذ يراوغه ويغالظه‏.‏
فلما أعياه حنق عليه وسلط عليه العذاب‏.‏
فمات‏.‏
وقيل إن مبلغ ما وصل إلى بيت المال من طريقه في الداء عن المصادرين في مدة سنتين ست مائة ألف دينار‏.‏
فضبط ذلك بقلم الصيارفة الذين كان يضع عندهم الذهب‏.‏
وقد أفتى غير واحد بقتله خوفًا على ضعفاء الإيمان من المسلمين أن يضلهم ويغويهم‏.‏
وصاحب الروم السلطان ركن الدين كيقباذ بن السلطان غياث كيخسرو بن السلطان كقباز بن كجيزو قلج أرسلان بن مسعود بن قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش بن إسرائيل بن سلجوق بن دقاق السلجوقي‏.‏
كان هو وأبوه مقهورين مع التتار له الاسم ولهم التصرف فقتلوه في هذه
السنة وله ثمان وعشرون سنة لأن البروناه عمل عليه ونم عليه بأنه يكاتب الملك الظاهر‏.‏
فقتلوه خنقًا وأظهروا أنه رماه فرسه‏.‏
ثم أجلسوا في الملك ولده غياث الدين كيخسرو وله عشر سنين‏.‏
سنة سبع وستين وست مائة فيها نزل السلطان على خربة اللصوص ثم ركب وسار في البريد سراص إلى مصر‏.‏
فأشرف على ولده السعيد وكان قد استنابه بمصر‏.‏
ثم رد إلى الغربة‏.‏
وكانت الغيبة أحد عشر يومًا أوهم فيها أنه متمرض بالمخيم‏.‏
وفيها توفي إسماعيل بن عبد القوي بن عزون زين الدين أبو الطاهر الأنصاري المصري الشافعي‏.‏
سمع الكثير من البوصيري وابن ياسين وطائفة‏.‏
كان صالحًا خيرًا‏.‏
توفي في المحرم‏.‏
والروذراوري مجد الدين عبد المجيد بن أبي الفرج اللغوي نزيل دمشق‏.‏
كانت له حلقة اشتغال بالحائط الشمالي‏.‏
توفي في صفر‏.‏
وكان فصيحًا مفوهًا حفظة لأشعار العرب‏.‏
وعلي بن وهب بن مطيع العلامة مجد الدين بن دقيق العيد القشيري المالكي‏.‏
شيخ أهل الصعيد ونزيل قوص‏.‏
وكان جامعًا لفنون العلم موصوفًا بالصلاح والتأله معظمًا في النفوس‏.‏
روى عن علي بن المفضل وغيره‏.‏
وتوفي في المحرم عن ست وثمانين سنة‏.‏

والأيبوردي الحافظ زين الدين أبو الفتح محمد بن محمد بن أبي بكر الصوفي الشافعي‏.‏
سمع وهو ابن أربعين سنة من كريمة وابن قميرة فمن بعدهما حتى كتب عن أصحاب محمد بن عماد‏.‏
وشرع في المعجم وحرص وبالغ فما أفاق من الطلب إلا والميتة قد فجئته‏.‏
وكان ذا دين وورع‏.‏
توفي بخانكاه سعيد السعداء في جمادى الأولى‏.‏
وله شعر‏.‏
والتاج مظفر بن عبد الكريم بن نجم الحنبلي الدمشقي مدرس مدرسة جدهم شرف الإسلام‏.‏
روى عن الخشوعي وحنبل‏.‏
ومات فجأة في صفر وله ثمان وسبعون سنة‏.‏
وكان مفتيًا عارفًا بالمذهب حسن المعرفة‏.‏
سنة ثمان وستين وست مائة فيها تسلم الملك الظاهر حصون الإسماعيلية مصياف وغيرها وقرر على زعيمهم نجم الدين حسن بن الشعران ي أن يحمل كل سنة مائة ألف وعشرين ألفًا وولاه على الإسماعيلية‏.‏
وفيها أبطلت الخمور بدمشق وقام في إعدامها الشيخ خضر شيخ السلطان قيامًا كليًا‏.‏
وكبس دور النصارى واليهود ‏,‏ حتى كتبوا على نفوسهم بعد القسامة أنه لم يبق عندهم منها شيء‏.‏
وفيها توفي أحمد بن عبد الدائم بن نعمة مسند الشام زين الدين أبو العباس المقدسي الحنبلي الفقيه المحدث الناسخ‏.‏
ولد سنة خمس وسبعين وخمس مائة وأجاز له خطيب الموصل وعبد المنعم الفراوي وابن شاتيل وخلق‏.‏
وسمع من يحيى الثقفي وابن صدقة وأحمد بن الموازيني وعبد الرحمن الخرقي وجماعة‏.‏
وتفرد بالرواية عنهم في الدنيا ثم رحل إلى بغداد فسمع من ابن كليب وابن المعطوش وجماعة‏.‏
وقرأ بنفسه وكتب بخطه السريع المليح ما لا يدخل تحت الحصر وتفقه على الشيخ الموفق وخطب بكفر بطنا مدة‏.‏
وكان فيه دين وتواضع ونباهة‏.‏
روى الحديث بضعًا وخمسين سنة وانتهى إليه علو الإسناد‏.‏
توفي في تاسع رجب‏.‏
وأبو دبوس صاحب المغرب الواثق بالله أبو العلاء إدريس بن عبد الله المؤمني‏.‏
جمع الجيوش وتوثب على مراكش وقتل ابن عمه صاحبها أبا حفص‏.‏
وكان بطلًا شجاعًا مقدامًا مهيبًا خرج عليه آل مرين يعقوب بن عبد الحق المريني وتمت بينهما حروب إلى أن قتل دبوس بظاهر مراكش في المصاف واستولى يعقوب على المغرب‏.‏
والكرماني الواعظ المعمر بدر الدين عمر بن محمد بن أبي سعد التاجر‏.‏
ولد بنيسابور سنة سبعين وسمع في الكهولة من القاسم بن الصفار‏.‏
وروى الكثير بدمشق وبها توفي في شعبان‏.‏
ومحيي الدين قاضي القضاة أبو الفضل يحيى ابن قاضي القضاء محيي الدين أبي المعالي محمد ابن قاضي القضاة زكي الدين أبي الحسن علي بن قاضي القضاة منتجب الدين أبي المعالي القرشي الدمشقي الشافعي‏.‏
ولد سنة ست وتسعين وروى عن حنبل وابن طبرزد‏.‏
وتفقه على الفخر بن عساكر وولي قضاء دمشق مرتين فلم تطل أيامه‏.‏
وكان صدرًا معظمًا معرقًا في القضاء‏.‏
له في ابن العربي عقيدة تتجاوز الوصف‏.‏
وكان شيعيًا يفضل عليًا على عثمان مع كونه ادعى نسبًا إلى عثمان‏.‏
وهو القائل‏:‏ أدين بما دان الوصي ولا أرى سواه وإن كانت أميةمحتدي ولو شهدت صفين خيلي لأعذرت وساء بني حرب هنالك مشهدي وسار إلى خدمة هولاوو فأكرمه وولاه قضاء الشام وخلع عليه خلعة سوداء مذهبة‏.‏
فلما تملك الملك الظاهر أبعده إلى مصر وألزمه بالمقام بها‏.‏
توفي بمصر في رابع عشر رجب‏.‏
سنة تسع وستين وست مائة في شعبان افتتح السلطان حصن الأكراد بالسيف ثم نازل حصن عكار وأخذه بالأمان‏.‏
فتذلل له صاحب طرابلس وبذل له ما أراد وهادنه عشر سنين‏.‏
وفي شوال جاء بدمشق سيل عرم وقت أول دخول المشمش وذلك بالنهار والشمس طالعة فغلقت أبواب البلد وطغى الماء وارتف وأخذ البيوت والجمال والأموال‏.‏
وارتفع عند باب الفرج ثمانية أذرع حتى طلع الماء فوق أسطحة عديدة وضج الخلق وابتهلوا إلأى الله‏.‏
وكان وقتًا مشهودًا أشرف الناس فيه على التلف ولو ارتفع ذراعًا آخر لغرق نصف دمشق‏.‏
وفيها توفي ابن البارزي قاضي حماة شمس الدين إبراهيم بن المسلم بن هبة الله الحموي الشافعي‏.‏
توفي في شعبان عن تسع وثمانين سنة‏.‏
وكان ذا علم ودين تفقه بدمشق بالفخر بن عساكر وأعاد له‏.‏
ودرس بالرواحية ثم تحول إلى حماة ودرس وأفتى وصنف‏.‏
والشيخ حسن بن أبي عبد الله بن صدقة الأزدي الصقلي المقرئ الرجل الصالح‏.‏
قرأ القراءات على السخاوي وسمع الكثير وأجاز له المؤيد الطوسي‏.‏
وتوفي في ربيع الآخر‏.‏
وكان صالحًا ورعًا مخلصًا متقللًا من الدنيا منقطع القرين‏.‏
عاش تسعًا وسبعين سنة رحمه الله‏.‏
وابن سبعين الشيخ قطب الدين عبد الحق بن إبراهيم بن محمد بن نصر المرسي الصوفي‏.‏
كان من زهاد الفلاسفة من القائلين بوحدة الوجود‏.‏
له تصانيف وأتباع يقدمهم يوم القيامة‏.‏
توفي بمكة في شوال كهلًا‏.‏
وأبو الحسن بن عصفور الأبيلي النحوي صاحب التصانيف‏.‏
والمجد ابن عساكر محمد بن إسماعيل بن عثمان بن مظفر بن هبة الله ابن عبد الله بن الحسين الدمشقي العدل‏.‏
سمع من الخشوعي والقاسم وجماعة‏.‏
توفي في ذي القعدة‏.‏
فيها سار السلطان إلى دمشق فعزل عنها النجيبي وأمر عليها عز الدين أيدمر مملوكه‏.‏
وفي رمضان حولت التتار من تبقى من أهل حران إلى دمشق وخربت ودثرت بالكلية‏.‏
وفيها توفي أحمد بن قاضي الديار المصرية زين الدين علي ابن العلامة أبي المحاسن يوسف بن عبد الله بن بندار الدمشقي ثم المصري معين الدين‏.‏
ولد سنة ست وثمانين وخمس مائة وسمع من البوصيري وابن ياسين وطائفة‏.‏
توفي في رجب‏.‏
والكمال سلار بن الحسن بن عمر بن سعيد الإربلي الشافعي المفتي أبو الفضائل صاحب ابن الصلاح‏.‏
توفي في جمادى الآخرة وعليه كان مدار الفتيا بدمشق في وقته ولم يكن معه غير إعادة الباذرائية تفقه به جماعة‏.‏
ومات في عشر السبعين أو نيف عليها‏.‏
والجمال البغدادي عبد الرحمن بن سلمان بن الحراني الحنبلي المفتي نزيل دمشق‏.‏
ولد سنة خمس وثمانين وخمس مائة وروى عن حنبل‏.‏
وحماد الحراني وطائفة‏.‏
توفي في شعبان‏.‏
وابن يونس العلامة تاج الدين عبد الرحيم بن الفقيه رضي الدين بن محمد بن العلامة العلامة الكبير عماد الدين محمد بن يونس بن منعة الموصلي الشافعي مصنف التعجيز‏.‏
توفي ببغداد وله اثنتان وسبعون سنة‏.‏
وعبد الوهاب بن محمد بن إبراهيم بن سعد المقدسي أبو محمد الصحراوي‏.‏
روى عن
وابن صصري القاضي الرئيس عماد الدين محمد بن سالم بن الحافظ أبي المواهب التغلبي الدمشقي والد قاضي القضاة نجم الدين‏.‏
ولد بعد الست مائة وسمع من الكندي وجماعة‏.‏
وكان كامل السؤدد متين الديانة وافر الحرمة‏.‏
توفي في العشرين من ذي القعدة عن سبعين سنة‏.‏
والوجيه ابن سويد التكريتي محمد بن علي بن أبي طالب التاجر‏.‏
كان واسع الأموال والمتجر عظيم الحرمة مسوط اليد في الدولة الناصرية والظاهرية‏.‏
توفي في ذي القعدة عن نيف وستين سنة‏.‏
ولم يرو شيئًا وأبو بكر النشي محمد بن المحدث علي بن المظفر بن القاسم الدمشقي المؤذن ولد في المحرم سنة إحدى وتسعين وسمع من الخشوعي وطائفة كبيرة‏.‏
توقف بعض المحدثين في السماع منه لأنه كان جنائزيًا‏.‏
سنة إحدى وسبعين وست مائة فيها وصلت التتار إلى حافة الفرات ونازلوا البيرة‏.‏
وكان السلطان بدمشق فأسرع السير وأمر الأمراء بخوض الفرات‏.‏
فخاض سيف الدين قلاوون وبيسري والسلطان أولًا ثم تبعهم العسكر ووقعوا على التتار فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وأسروا مائتين‏.‏
وفيها توفي أبو البركات أحمد بن عبد الله بن محمد الأنصاري المالكي الإسكندراني بن
وأحمد بن هبة الله بن أحمد السلمي الكهفي‏.‏
روى عن ابن طبرزد وغيره‏.‏
توفي في رجب‏.‏
وعبد الهادي بن عبد الكريم بن علي أبو الفتح القيسي المصري المقرئ الشافعي خطيب جامع المقياس‏.‏
ولد سنة سبع وخمسين وخمس مائة‏.‏
وقرأ القراءات بالسبعة على أبي الجود وسمع من قاسم بن إبراهيم المقدسي وجماعة وأجاز له أبو طالب أحمد بن المسلم اللخمي وأبو الطاهر بن عوف وجماعة‏.‏
تفرد بالرواية عنهم‏.‏
وكان صالحًا كثير التلاوة‏.‏
وابن هامل المحدث العالم شمس الدين ابو عبد الله محمد بن عبد المنعم ابن عمار بن هامل الحراني‏.‏
أحد من عني بالحديث وكتب العالي والنازل‏.‏
روى عن أصحاب أبي الوقت والسلفي‏.‏
تو في في ثامن رمضان‏.‏
وصاحب صهيون سيف الدين محمد بن مظفر الدين عثمان بن منكورس بن خمرتكين ملك صهيون وبرزية بعد أبيه اثنتي عشرة سنة‏.‏
ومات بصهيون في عشر السبعين‏.‏
وملك بعده ولده سابق الدين ثم جاء إلى خدمة الملك الظاهر مختارًا غير مكره فسلم الحصن إليه فأعطاه إمرة وأعطى أقاربه أخبازًا‏.‏
وخطيب بيت الآبار موفق الدين محمد بن عمر بن يوسف‏.‏
حدث عن حنبل وابن طبرزد‏.‏
ومات في صفر وله ست وسبعون سنة‏.‏
والشريف ابن النابلسي الحافظ أبو المظفر يوسف بن الحسن بن بدر الدمشقي‏.‏
ولد بعد الست مائة‏.‏
وسمع من ابن البن وطبقته‏.‏
وفي الرحلة من عبد السلام الداهري وعمر بن كرم وطبقتهما‏.‏
وكتب الحديث الكثير‏.‏
وكان فهمًا يقظًا حسن الحفظ مليح النظم‏.‏
ولي مشيخة دار الحديث النورية‏.‏
توفي في حادي عشر المحرم‏.‏
سنة اثنتين وسبعين وست مائة فيها توفي الكمال المحلى أحمد بن علي الضرير‏.‏
شيخ القراء بالقاهرة‏.‏
انتفع به جماعة ومات في ربيع الآخر عن إحدى وخمسين سنة‏.‏
والمؤيد ابن القلانسي رئيس دمشق أبو المعالي أسعد بن المظفر بن أسعد بن حمزة بن أسد التميمي‏.‏
سمع من ابن طبرزد وحدث بمصر ودمشق‏.‏
توفي في المحرم‏.‏
والأتابك الأمير الكبير فارس الدين أقطاي الصالحي المستغرب‏.‏
توفي في جمادى الأولى بمصر وقد شارف السبعين‏.‏
أمره أستاذه الملك الصالح ثم ولى نيابة السلطنة للمظفر قطز ولما قتل قطز قام مع الملك الظاهر وسلطنه في الوقت‏.‏
وكان من رجال العالم حزمًا ورأيًا وعقلًا ومهابة‏.‏
وناب مدة للملك الظاهر ثم قدم عليه بيلبك الخزندار ثم اعتراه طرف جذام فلزم بيته‏.‏
والنجيب عبد اللطيف بن عبد المنعم بن الصقيل أبو الفرج الحراني الحنبلي التاجر مسند الديار المصرية‏.‏
ولد بحران سنة سبع وثمانين ورحل به أبوه فأسمعه الكثير من ابن كليب وابن المعطوش وابن الجوزي وابن أبي المجد‏.‏
وولي مشيخة دار الحديث الكاملية‏.‏
وتوفي في أول صفر وله خمس وثمانون سنة‏.‏
وعلي بن عبد الكافي الحافظ الإمام نجم الدين والد المفتي الخطيب جمال الدين الربعي الدمشقي‏.‏
أحد من عنى بالحديث مع الذكاء المفرط عاش وما تقدمه أحد في الفقه والحديث‏.‏
بل توفي في ربيع الآخر ولم يبلغ الثلاثين‏.‏
والكمال التفليسي أبو الفتح عمر بن بندار بن عمر الشافعي القاضي‏.‏
توفي في ربيع الأول بالقاهرة وله سبعون سنة‏.‏
درس وأفتى وبرع في الأصول والكلام وناب في الحكم بدمشق مدة فلما غلب هولاوو على الشام بعث له تقليدًا بالقضاء‏.‏
فحكم أبامًا وبالغ في الذب والإحسان‏.‏
فلما جاء ابن الزكي بالقضاء ولاه قضاء حلب ونواحيها فتوجه إليها تلك الأيام‏.‏
ثم ألزم بسكنى مصر فاشتغل عليه أهلها‏.‏
وابن أبي اليسر مسند الشام تقي الدين أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله التنوخي الدمشقي الكاتب المنشىء‏.‏
ولد سنة تسع وثمانين وروى الكثير عن
الخشوعي فمن بعده‏.‏
وتوفي في السادس والعشرين من صفر وله شعر جيد وبلاغة وفيه خير وعدالة‏.‏
وابن علاق أبو عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن علاق الأنصاري المصري الرزاز المعروف بابن الحجاج‏.‏
سمع البوصيري وإسماعيل بن ياسين وكان آخر من حدث عنهما‏.‏
توفي في أول ربيع الأول وله ست وثمانون سنة‏.‏
والكمال ابن عبد المسند الثقة أبو نصر عبد العزيز بن عبد المنعم ابن الفقيه أبي البركات الخضر بن شبل الحارثي الدمشقي‏.‏
ولد سنة تسع وثمانين وسمع من الخشوعي والقاسم وعبد اللطيف بن أبي سعد توفي في ثاني شعبان‏.‏
وابن مالك العلامة حجة العرب جمال الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني النحوي اللغوي صاحب التصانيف وواحد العصر في علم اللسان‏.‏
روى عن ابن صباح والسخاوي وتوفي بدمشق في ثاني عشر شعبان وهو في عشر الثمانين‏.‏
والشاطبي الزاهد نزيل الإسكندرية أبو عبد الله محمد بن سليمان المعافري‏.‏
كان أحد المشهورين بالعبادة والتأله يقصد بالزيارة ويتبرك بلقائه‏.‏
عاش بضعًا وثمانين سنة‏.‏
وخواجا نصير الطوسي أبو عبد الله محمد بن محمد بن حسن‏.‏
مات في ذي الحجة ببغداد وقد وكان رأسًا في علم الأوائل ذا منزلة من هولاوو‏.‏
ويحيى بن الناصح عبد الرحمن نجم بن الحنبلي الأنصاري سيف الدين سمع حضورًا من الخشوعي وبه ختم حديثه وسمع من حنبل وجماعة توفي في ثاني عشر شوال‏.‏
سنة ثلاث وسبعين وست مائة في رمضان غزا السلطان بلاد سيس‏.‏
فملك المصيصة وأدنة وأباس‏.‏
ورجع الجيش بسبي عظيم وغنائم لا تحصى‏.‏
وفيها توفي قاضي القضاة شمس الدين عبد الله بن محمد بن عطاء الأذرعي الحنفي‏.‏
وكان المشار إليه في مذهبه مع الدين والرصانة والتواضع والتعفف‏.‏
اشتغل عليه جماعة وتوفي في جمادى الأولى وروى عن ابن طبرزد وغيره‏.‏
ومات في جمادى الأولى وقد قارب الثمانين‏.‏
وعمر بن يعقوب بن عثمان تقي الدين الإربلي الصوفي‏.‏
روى بالإجازة عن المؤيد وزينب وجماعة وسمع الكثير توفي يوم الأضحى‏.‏
ومنصور بن سليم بن منصور فتوح المحدث الحافظ وجيه الدين ابن العمادية الهمذاني الإسكندراني‏.‏
ولد سنة سبع وست مائة وسمع الكثير من أصحاب اللفي ورحل إلى الشام
والعراق‏.‏
وكان يفهم كثيرًا من هذا الشأن‏.‏
خرج تاريخًا للإسكندرية‏.‏
وأربعين حديثًا بلدية‏.‏
ودرس وولي حسبة بلده‏.‏
توفي في شوال‏.‏
سنة أربع وسبعين وست مائة فيها توفي شيخ الأداب التاج الصرخدي محمود بن عابد التميمي الحنفي الشاعر المحسن‏.‏
وكان قانعًا زاهدًا معمرًا‏.‏
ومحمد بن مهلهل بن بدران سعد الدين ابو الفضل الأنصاري الحنبلي‏.‏
سمع الأرتاحي والحافظ عبد الغني وتوفي في ربيع الأول‏.‏
والمكين الحصني النحدث أبو الحسن بن عبد العظيم بن أبي الحسن ابن أحمد المصري‏.‏
ولد سنة ست مائة وسمع الكثير وكتب وقرأ وتعب وبالغ واجتهد وما أبقى ممكنًا‏.‏
وكان فاضلًا جيد القراءة متميزًا‏.‏
توفي في تاسع عشر رجب‏.‏
وأبو الفتح عثمان بن هبة الله بن عبد الرحمن بن مكي بن إسماعيل بن عوف الزهري العوفي الإسكندراني‏.‏
آخر أصحاب عبد الرحمن بن موقا وفاة‏.‏
وسعد الدين شيخ الشيوخ الخضر ابن شيخ الشيوخ تاج الدين عبد الله ابن شيخ الشيوخ أبي الفتح عمر بن علي ابن القدوة الزاهد محمد بن حمويه الجويني ثم الدمشقي‏.‏
عمل للجندية مدة ثم لزم الخانقاه‏.‏
وله تاريخ مفيد وشعر متوسط‏.‏
سمع من ابن طبرزد وجماعة وأجاز له ابن كليب والكبار‏.‏
توفي في ذي الحجة وقد نيف على الثمانين‏.‏
وظهير الدين أبو الثناء محمود بن عبيد الله الزنجاني الشافعي المفتي‏.‏
أحد مشايخ الصوفية‏.‏
كان إمام التقوية وغالب نهاره بها‏.‏
صحب الشيخ شهاب الدين السهروردي وروى عنه وعن أبي المعالي صاعد‏.‏
توفي في رمضان وله سبع وسبعون سنة‏.‏
سنة خمس وسبعين وست مائة فيها كاتب أمراء الروم الملك الظاهر وقووا عزمه على أخذ الروم‏.‏
فسار بجيشه وقطع الدربند‏.‏
ثم وقع صاحب مقدمته سنقر الأشقر على ثلاثة آلاف من التتار فهزمهم وأسر الجيش من الجبال على صحراء البلستين فإذا بالتتار قد تعبئوا أحد عشر طلبًا الطلب ألف فارس‏.‏
فلما التقى الجمعان حملت ميسرتهم‏.‏
فصدموا سناجق السلطان وخرقوا وعطفوا على ميمنة السلطان‏.‏
فرد فيها بنفسه ثم حمل بها حملة صادقة فترجلت التتار وقاتلوا أشد قتال‏.‏
فأخذتهم السيوف وأحاطت بهم العساكر المحمدية حتى قتل أكثرهم وقتل من الأمراء عز الدين أخو المحمدي وضياء الدين محمود ابن الخطير الرومي الذي كان قد سار إلى خدمة السلطان منذ أشهر وشرف الدين قيران العلائي وسيف الدين قفجق الششنكير وعز الدين أيبك الشقيفي‏.‏
ثم سار الملك الظاهر يخترق مملكة الروم ونزل إليه ولاة القلاع وأطاعوه ونزل إليه سنقر الأشقر ليطمن الرعية وليخرج سوقا‏.‏
ثم وصل قيصرية الروم في أثناء ذي القعدة فتلقاه أعيانها وترجلوا ودخلها وجلس على سرير ملكها‏.‏
وصلى الجمعة بجامعها‏.‏
ثم بلغه أن البرواناه يحث أبغا على المجيء ليدرك السلطان‏.‏
فرحل عنها لذلك وللغلاء وقطع الدربند فجرى بعده بالروم خبطة ومحنة عظيمة فقصدهم أبغا وقال‏:‏ أنتم باغي علينا ولم يقبل لهم عذرًا‏.‏
وبذل السيف فيقال إنهم قتلوا من أهل الروم ما يزيد على مائتي ألف نفس‏.‏
فإنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏
وفيها توفي الشيخ قطب الدين أبو المعالي أحمد بن عبد السلام بن المطهر بن أبي سعد بن أبي عصرون التميمي الشافعي مدرس الأمينية والعصرونية بدمشق‏.‏
ولد سنة اثنتين وتسعين وختم القرآن سنة تسع وتسعين وأجاز له ابن كليب وطائفة‏.‏
وسمع ابن طبرزد والكندي‏.‏
توفي في جمادى الآخرة بحلب‏.‏
وابن الفويرة بدر الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد السلمي الدمشقي الحنفي‏.‏
أحد الأذكياء الموصوفين‏.‏
درس وأفتى وبرع في الفقه والأصول والعربية ونظم الشعر الرائق ‏,‏ وتوفي في جمادى والشمس محمد بن عبد الوهاب الحراني الحنبلي‏.‏
كان بارعًا في المذهب والأصول والخلاف‏.‏
وله حلقة اشتغال بدمشق‏.‏
وكان موصوفًا بجودة المناظرة والتحقيق والذكاء‏.‏
توفي في جمادى الأولى‏.‏
وصاحب تونس أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الواحد الهنتاني وله نيف وخمسون سنة‏.‏
كان ملكًا سائسًا عالي الهمة شديد البأس جوادًا ممدحًا‏.‏
تزف إليه كل ليلة جارية‏.‏
تملك تونس سنة سبع وأربعين بعد أبيه ثم قتل عميه وقتل جماعة من الخوارج عليه وتوطد له الملك‏.‏
توفي أواخر العام‏.‏
والشهاب التلعفري صاحب الديوان المشهور محمد بن يوسف بن مسعود بن بركة الشيباني الأديب‏.‏
مدح الملوك والكبراء وسار شعره‏.‏
توفي في شوال عن اثنتين وثمانين سنة‏.‏


الساعة الآن 01:56 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى