منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=95)
-   -   التجارة في القرآن الكريم (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=6727)

ميارى 12 - 5 - 2010 05:35 PM

[align=justify]أما الإيمان بالله الإيمان بالله سبحانه وتعالى: هو التصديق الجازم بوجود الله وربوبيته - جل وعلا - واتصافه بكل صفات الكمال، ونعوت الجلال، واستحقاقه وحده العبادة، واطمئنان القلب بذلك اطمئناناً تُرى آثاره في سلوك الإنسان، والتزامه بأوامر الله تعالى، واجتناب نواهيه، وهو أساس العقيدة الإسلامية ولبها؛ فهو الأصل، وكل أركان العقيدة مضافة إليه، وتابعة له. فالإيمان بالله تعالى يتضمن الإيمان بوحدانيته، واستحقاقه للعبادة؛ لأن وجوده - جل وعلا - لا شك فيه ولا ريب، وقد دل على وجوده سبحانه وتعالى: الفطرة، والعقل، والشرع، والحس. (1)
هذا الإيمان بالله هو الذي يحرك هؤلاء المؤمنين التجار (مع الله) و يحفزهم إلى عرض سلعهم في أحسن الوجوه و الصورة ولا يخافون في تجارتهم البوار و الكساد , و كيف تكسد إذا كانت هذه التجارة قد ضمن المشتري بشرائها في قوله .... لن تبور (فاطر) . و الشعور بالأمان من هذا البوار هو نتيجة الإيمان بالله , فما الأمان إلا بالإيمان , كما قال تعالى :
الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (2).
السلعة الثانية : الإيمان بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم
هو أن يصدق المؤمن التاجر ما أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم , لأنه مأمور من عند الله أن يبلغ إلى الناس أوامر الله و نواهيه . و الإيمان بالنبي عليه الصلاة و السلام من مقتضى الإيمان بالله تعالى , لأنه قارن الأمر بالإيمان به مع رسوله و هو محمد صلى الله عليه و سلم , في قوله :
فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) .
__________
(1) المرجع السابق , 64
(2) الأنعام : 82
(3) التغابن : 8
[/align]

ميارى 12 - 5 - 2010 05:36 PM

[align=justify]و للنبي صلى الله عليه وسلم حقوق على أمته وهي (1):
الإيمان المفصل بنبوته ورسالته واعتقاد نسخ رسالته لجميع الرسالات السابقة . ومقتضى ذلك : تصديقه فيما أخبر ، وطاعته فيما أمر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع . وقد دلت على ذلك الأدلة من الكتاب والسنة .قال تعالى : { فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }(2). وقال عز وجل : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } (3) . وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله » متفق عليه (4) .
وجوب الإيمان بأن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح للأمة ، فما من خير إلا ودل الأمة عليه ورغبها فيه ، وما من شر إلا ونهى الأمة عنه وحذرها منه
__________
(1) نخبة من العلماء , كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة , ص 231الطبعة الأولى , وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية , تاريخ النشر : 1421
(2) الأعراف : 158)
(3) الحشر : 7
(4) صحيح البخاري برقم (25) ، ومسلم برقم (22)
[/align]

ميارى 12 - 5 - 2010 05:37 PM

[align=justify]محبته صلى الله عليه وسلم وتقديم محبته على النفس وسائر الخلق . قال تعالى : { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }(1). فقرن الله محبة رسوله صلى الله عليه وسلم بمحبته عز وجل وتوعد من كان ماله وأهله وولده أحب إليه من الله ورسوله - توعدهم بقوله : { فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } . وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين » (2)
تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره وإجلاله . قال تعالى : { لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ }(3) . وقال تعالى : { فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (الأعراف : 157) .
والصلاة والتسليم على النبي صلى الله عليه وسلم والإكثار من ذلك كما أمر الله بذلك . قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }(4) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا » (5)
__________
(1) التوبة : 24
(2) صحيح البخاري برقم (15) ، ومسلم برقم (44)
(3) الفتح : 9)
(4) الأحزاب : 56)
(5) رواه مسلم برقم (384)
[/align]

ميارى 12 - 5 - 2010 05:38 PM

[align=justify]الإقرار له بما ثبت في حقه من المناقب الجليلة والخصائص السامية والدرجات العالية الرفيعة على ما تقدم بيان بعضها في أول هذا المبحث وغير ذلك مما دلت عليه النصوص . والتصديق بكل ذلك والثناء عليه به ونشره في الناس ، وتعليمه للصغار وتنشئتهم على محبته وتعظيمه ومعرفة قدره الجليل عند ربه عز وجل .
تجنب الغلو فيه والحذر من ذلك فإن في ذلك أعظم الأذية له صلى الله عليه وسلم . قال تعالى آمرًا نبيه صلى الله عليه وسلم أن يخاطب الأمة بقوله : { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا }(1). وبقوله : { قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ }(2).
محبة أصحابه وأهل بيته وأزواجه وموالاتهم جميعًا والحذر من تنقصهم أو سبهم أو الطعن فيهم بشيء.
__________
(1) الكهف : 110)
(2) الأنعام : 50)
[/align]

ميارى 12 - 5 - 2010 05:39 PM

[align=justify]فإذا أدى المؤمن التاجر هذه الحقوق حقت له الأرباح في تجارته , و قد وعد قال صلى الله عليه وسلم : التَّاجِرُ الْأَمِينُ الصَّدُوقُ الْمُسْلِمُ مَعَ الشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (1) . و من كيفية الرسول في تبليغ الرسالة تلاوته القرآن على أمته , كما قال تعالى : لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2), و قوله أيضا : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (3), و هو المبحث الآتي أي تلاوة القرآن
Radial Diagram
السلعة الثالث : تلاوة القرآن
حثت النصوص الكثيرة المسلمين التجار (مع الله) على تلاوة القرآن , منها آية الباب , وهي قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ ...... يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ , (4) . أي يداومون على قراءته حتى صارت سمة لهم وعنواناً كما يشعر به صيغة المضارع ووقوعه صلة واختلاف الفعلين والمراد بكتاب الله القرآن فقد قال مطرف بن عبد الله بن الشخير : هذه آية القراء (5) .
__________
(1) سنن ابن ماجه , 6 ص 356
(2) آل عمران : 164
(3) الجمعة :2)
(4) فاطر : 29
(5) روح المعاني , ج 16 ص 395 من الشاملة
[/align]

ميارى 12 - 5 - 2010 05:40 PM

[align=justify]و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ (1). و قوله أيضا : اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ (2) .
و هل يكفي مجرد القراءة ؟ أو مجرد المسابقة ؟ أو مجرد الحفظ ؟ الجواب بلا شك لا , لماذا ؟ لأن الله أنزل القرآن ليتلى و ليتدبر معانيها ثم ليعمل بها , و معنى يتلون كتاب الله في الآية هو يتلون كتابه ويؤمنون به ويعملون بما فيه من إقام الصلاة، والإنفاق مما رزقهم الله في الأوقات المشروعة ليلا ونهارا، سرا وعلانية (3) . المطلوب منا التلاوة مع التدبر , كما قال تعالى : كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (4) . و لقد تكلمنا عن التعامل المطلوب في القرآن في الباب الأول .
وقراءة القرآن يجتمع فيها خمس مقاصد ونيات كلها عظيمة وكل واحدة منها كافية لأن تدفع المسلم أن يسارع لقراءة القرآن ويكثر الاشتغال به وصحبته ، وأهداف قراءة القرآن مجموعة في قولك :( ثم شع )
الثاء : ثواب .الميم : مناجاة ، مسألة الشين : شفاء .العين : علم العين : عمل
__________
(1) رواه مسلم باب صلاة المسافرين , 4 ص 219
(2) رواه مسلم , 4 ص 231
(3) تفسير ابن كثير , ج 5 ص 545 , من الشاملة
(4) القرآن سورة ص : 29
[/align]

ميارى 12 - 5 - 2010 05:42 PM

[align=justify]و استفدنا مما كتبه د.خالد بن عبد الكريم اللاحم (1), و نذكر إجمالا هذه الأهداف نقلا من كتابه :
التلاوة من أجل العلم (قراءة القرآن للعلم)
هذا هو المقصد المهم ، والمقصود الأعظم من إنزال القرآن والأمر بقراءته ، بل ومن ترتيب الثواب على القراءة :قال الله عزوجل : {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}(2) ، {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا}(3) ، قال ابن مسعود : " إذا أردتم العلم فانثروا هذا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين " ،
وقال الحسن بن علي : " إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها في النهار " ، وقال مسروق بن الأجدع (4) : " ما نسأل أصحاب محمد ' عن شئ إلا وعلمه في القرآن ولكن قصر علمنا عنه ، وعن عبد الله بن عمر قال : " عليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون ، وبه تجزون ، وكفى به واعظا لمن عقل , وقال الحسن : " قراء القرآن ثلاثة أصناف : صنف اتخذوه بضاعة يأكلون به ، وصنف أقاموا حروفه ، وضيعوا حدوده واستطالوا به على أهل بلادهم واستدروا به الولاة كثر هذا الضرب من حملة القرآن لا كثرهم الله ، وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم فركدوا به في محاريبهم وحنوا به في برانسهم واستشعروا الخوف فارتدوا الحزن فأولئك الذين يسقي الله بهم الغيث وينصر بهم علىالأعداء والله لهؤلاء الضرب في حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر " اهـ
__________
(1) أستاذ القرآن وعلومه المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , مفاتح تدبر القرآن و النجاح في الحياة , ص 26
(2) 29) سورة ص ]
(3) 82) سورة النساء]
(4) وهو من كبار تابعي الكوفة وأجمعهم لعلم الصحابة
[/align]

ميارى 12 - 5 - 2010 05:44 PM

[align=justify]قال أحمد بن أبي الحواري : "إني لأقرأ القرآن وانظر في آيه فيحير عقلي بها واعجب من حفاظ القرآن كيف يهنيهم النوم ويسعهم أن يشتغلوا بشئ من الدنيا وهم يتلون كلام الله أما إنهم لو فهموا ما يتلون وعرفوا حقه فتلذذوا به واستحلوا المناجاة لذهب عنهم النوم فرحا بما قد رزقوا "
تلاوة القرآن من أجل العمل
قال علي بن أبي طالب _ : " يا حملة القرآن أو ياحملة العلم : اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم ، ووافق علمه عمله وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون حلقا يباهي بعضهم بعضا حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى "اهـ , وعن الحسن البصري قال :" أمر الناس أن يعملوا بالقرآن فاتخذوا تلاوته عملا " ، وقال الحسن بن علي : "إقرأ القرآن ما نهاك فإذا لم ينهك فليست بقراءة " , وقال الحسن البصري : "إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه وإن لم يكن قرأه" اهـ . وعن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان وابن مسعود وأبي بن كعب _م : " أن رسول الله ' كان يقرئهم العشر فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل ، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا ". يقول الآجري : " يتصفح القرآن ليؤدب به نفسه همته متى أكون من المتقين ؟ متى أكون من الخاشعين ؟ متى أكون من الصابرين ؟؟ متى أزهد في الدنيا ؟؟ متى أنهى نفسي عن الهوى ؟؟ "اهـ وفي الصحيح أن عائشة رضي الله عنها سئلت عن قول الله تعالى:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}(1) ما كان خلق رسول الله ؟فقالت : " كان خلقه القرآن يغضب لغضبه ويرضى لرضاه جاء رجل بابنه إلى أبي الدرداء فقال : إن ابني هذا قد جمع القرآن . فقال : اللهم غفرا إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع "
تلاوة القرآن بقصد مناجاة الله
__________
(1) سورة القلم]:
[/align]

ميارى 12 - 5 - 2010 05:46 PM

[align=justify]عن أبي هريرة رصي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ما أذن الله لشئ ما أذن لنبي حسن الصوت يجهر بالقرآن " , ومعنى : أذن . أي : استمع ، وأخرج ابن ماجه عن فضالة بن عبيد قال : قال رسول الله ' : " لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن يجهر به من صاحب القينة إلى قينته " ، وعن عبد الله بن المبارك قال : سألت سفيان الثوري قلت : الرجل إذا قام إلى الصلاة أي شئ ينوي بقراءته وصلاته ؟ قال : ينوي أنه يناجي ربه " ، وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن البياضي أن رسول الله خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال : إن المصلي يناجي ربه عزوجل فلينظر ما يناجيه ، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن"فالمسلم عند قراءته للقرآن عليه أن يستحضر هذا المقصد العظيم لكي يشعر بلذة القراءة حينما يستحضر أن الله يراه ويستمع لقراءته وهو يقرأ ويمدحه ويثني عليه ويباهي به ملائكته المقربين . إن أحدنا لو ظن أن رئيسه ، أو والده أو أميرا ينظر إلى قراءته ويمدحه لاجتهد في ذلك ، فكيف والذي يستمع إليه ويثني عليه ملك الملوك الذي له ما في السموات ومافي الأرض وما بينهما وما تحت الثرى .فالقارئ يستشعر أنه يخاطب الله مباشرة والله تعالى يسمعه ، فإذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بآية فيه وعيد استعاذ ، وإذا مر بسؤال سأل .
تلاوة القرآن بقصد الثواب
[/align]

ميارى 12 - 5 - 2010 05:47 PM

[align=justify]وعن جابر بن عبد الله رصي الله عنهما قال : " كان النبي ' يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول : أيهم أكثر أخذا للقرآن ؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد " ، و عنه صلى الله عليه وسلم : خيركم من تعلم القرآن و علمه , و عنه صلى الله عليه وسلم : مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ , (1) .
تلاوة القرآن من أجل الاستشفاء به
قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }(2) , وقال تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا}(3) ، وقال الله تعالى : { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} (4) , فالقرآن شفاء للقلوب من أمراض الشبهات والشهوات ، وشفاء للأبدان من الأسقام . فمتى استحضر العبد هذا المقصد فإنه يحصل له الشفاءان بإذن الله تعالى .عن علي _ قال : قال رسول الله ' : "خير الدواء القرآن" وعن عائشة أن رسول الله ' دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها فقال : عالجيها بكتاب الله ".
و إليكم رسم أهداف تلاوة القرآن
Radial Diagram
حقا إن تلاوة القرآن لسلعة غالية نبيعها إلى الله تعالى
السلعة الرابعة : إقامة الصلاة
__________
(1) سنن الترمذي , 10 ص 153
(2) سورة يونس : (57)
(3) سورة الإسراء : 82
(4) سورة فصلت : 44
[/align]


الساعة الآن 07:38 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى