![]() |
نسب الجموح
قال ابن هشام : وكل ما كان ها هنا الجموح ، فهو الجموح بن زبد ابن حرام ، إلا ما كان من جدّ الصمة بن عمرو ، فإنه الجموح بن حرام . قال ابن هشام : عمير بن الحارث : ابن لبدة بن ثعلبة . من بني عبيد و حلفائهم قال ابن إسحاق : ومن بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة ، ثم من بني خنساء بن سنان بن عبيد : بشر بن البراء بن معرور بن صخر بن مالك بن خنساء ؛ والطفيل بن مالك بن خنساء ؛ والطفيل ابن النعمان بن خنساء ؛ وسنان بن صيفي بن صخر بن خنساء ؛ وعبدالله بن الجَدّ بن قيس بن صخر بن خنساء ؛ وعتبة بن عبدالله ابن صخر بن خنساء ؛ وجبار بن صخر بن أمية بن خنساء ؛ وخارجة ابن حُميِّر ؛ وعبدالله بن حمير ، حليفان لهم من أشجع ، من بني دهمان . تسعة نفر . قال ابن هشام : ويقال : جبار بن صخر بن أمية بن خُناس . من بني خناس قال ابن إسحاق : ومن بني خناس بن سنان بن عبيد : يزيد بن المنذر ابن سرح بن خناس ، ومعقل بن المنذر بن سرح بن خناس ، وعبدالله ابن النعمان بن بَلْدمة . قال ابن هشام : ويقال : بُلْذمة وبُلْدمة . قال ابن إسحاق : والضحاك بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي ؛ وسواد بن زُريق بن ثعلبة بن عبيد بن عدي . قال ابن هشام : ويقال : سواد : ابن رِزْن بن زيد بن ثعلبة . قال ابن إسحاق : ومعبد بن قيس بن صخر بن حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة . ويقال : معبد بن قيس : ابن صيفي بن صخر بن حرام بن ربيعة ، فيما قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : وعبدالله بن قيس بن صخر بن حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم . سبعة نفر . من بني النعمان ومن بني النعمان بن سنان بن عبيد : عبدالله بن عبد مناف بن النعمان ؛ وجابر بن عبدالله بن رئاب بن النعمان ؛ وخليدة بن قيس ابن النعمان ؛ والنعمان بن سنان ، مولى لهم . أربعة نفر . من بني سواد ومن بني سواد بن غنم بن كعب بن سلمة ، ثم من بني حَديدة بن عمرو بن غنم بن سواد - قال ابن هشام : عمرو بن سواد ، ليس لسواد ابن يقال له غنم - أبو المنذر ، وهو يزيد بن عامر بن حديدة ؛ وسُليم بن عمرو بن حديدة ؛ وقطبة بن عامر بن حديدة ؛ وعنترة ، مولى سُليم بن عمرو . أربعة نفر . قال ابن هشام : عنترة ، من بني سُليم بن منصور ، ثم من بني ذكوان . من بني عدي بن نابي قال ابن إسحاق : ومن بني عدي بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم : عبس بن عامر بن عدي ، وثعلبة بن غنم بن عدي ؛ وأبو اليَسَر ، وهو كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن غنم بن سواد ؛ وسهل بن قيس بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد ، وعمرو بن طلق بن زيد ابن أمية بن سنان بن كعب بن غنم ؛ ومعاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عدي بن أُدي بن سعد بن علي ابن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر . ستة نفر . قال ابن هشام : أوس : ابن عباد بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد . قال ابن هشام : وإنما نَسبَ ابن إسحاق معاذ بن جبل في بني سواد ، وليس منهم ، لأنه فيهم . تسمية من كسروا آلهة بني سلمة قال ابن إسحاق : والذين كسروا آلهة بني سلمة : معاذ بن جبل ، وعبدالله بن أنيس ، وثعلبة بن غنمة ، وهم في بني سواد بن غنم . من بني زريق قال ابن إسحاق : ومن بني زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضْب بن جشم بن الخزرج ، ثم من بن مخلد بن عامر بن زريق - قال ابن هشام : ويقال : عامر : ابن الأزرق - : قيس بن محصن بن خالد بن مخلد . قال ابن هشام : ويقال : قيس : ابن حصن . قال ابن إسحاق : وأبوخالد ، وهو الحارث بن قيس بن خالد بن مخلد ؛ وجبير بن إياس بن خالد بن مخلد ؛ وأبو عبادة ، وهو سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد ، وأخوه عقبة بن عثمان بن خلدة بن مخلد ؛ وذكوان بن عبد قيس بن خلده بن مخلد ؛ ومسعود بن خلدة بن عامر بن مخلد . سبعة نفر . من بني خالد ومن بني خالد بن عامر بن زريق : عباد بن قيس بن عامر بن خالد . رجل . من بني خلدة ومن بني خلدة بن عامر بن زريق : أسعد بن يزيد بن الفاكه ابن زيد بن خلدة ؛ والفاكه بن بشر بن الفاكه بن زيد بن خلدة . قال ابن هشام : بُسر بن الفاكه . قال ابن إسحاق : ومعاذ بن ماعص بن قيس بن خلدة ؛ وأخوه : عائذ بن ماعص بن قيس بن خلدة ؛ ومسعود بن سعد بن قيس بن خلدة . خمسة نفر . من بني العجلان ومن بني العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق : رفاعة بن العجلان ؛ وأخوه خلاد بن رافع بن مالك بن العجلان ؛ وعبيد بن زيد بن عامر ابن العجلان . ثلاثة نفر . من بني بياضة ومن بني بياضة بن عامر بن زريق : زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان ابن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة ؛ وفروة بن عمرو بن وذفة بن عبيد بن عامر بن بياضة . قال ابن هشام : ويقال : ودفة . قال ابن إسحاق : وخالد بن قيس بن مالك بن العجلان بن عامر بن بياضة ؛ ورُجيلة بن ثعلبة بن خالد بن ثعلبة بن عامر بن بياضة . قال ابن هشام : ويقال : رخيلة . قال ابن إسحاق : وعطية بن نويرة بن عامر بن عطية بن عامر بن بياضة ؛ وخُليفة بن عدي بن عمرو بن مالك بن عامر بن فهيرة بن بياضة . ستة نفر . قال ابن هشام : ويقال عليفة . من بني حبيب قال ابن إسحاق : ومن بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضْب ابن جشم بن الخزرج : رافع بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن عدي بن زيد بن ثعلبة بن زيد مناة بن حبيب . رجل . من بني النجار قال ابن إسحاق : ومن بني النجار ، وهو تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرح ، ثم من بنى غنم بن مالك بن النجار ، ثم من بني ثعلبة بن عبد عوف بن غنم : أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب ابن ثعلبة . رجل . من بني عسيرة ومن بني عُسيرة بن عبد عوف بن غنم : ثابت بن خالد بن النعمان ابن خنساء بن عسيرة . رجل . قال ابن هشام : ويقال : عُسير ، وعُشيرة . من بني عمرو قال ابن إسحاق : ومن بني عمرو بن عوف بن غنم : عمارة بن حزم ابن زيد بن لوذان بن عمرو ، وسراقة بن كعب بن عبدالعزى بن غزية بن عمرو . رجلان . من بني عبيد بن ثعلبة ومن بني عبيد بن ثعلبة بن غنم : حارثة بن النعمان بن زيد بن عبيد ؛ وسُليم بن قيس بن قهد : واسم قهد : خالد بن قيس بن عبيد . رجلان . قال ابن هشام : حارثة بن النعمان : ابن نفع بن زيد . من بني عائذ و حلفائهم قال ابن إسحاق : ومن بني عائذ بن ثعلبة بن غنم - ويقال : عابد فيما قال ابن هشام - : سهيل بن رافع بن أبي عمرو بن عائذ ؛ وعدي بن الزغباء ، حليف لهم من جهينة . رجلان . من بني زيد ومن بني زيد بن ثعلبة بن غنم : مسعود بن أوس بن زيد ؛ وأبو خزيمة بن أوس بن زيد بن أصرم بن زيد ؛ ورافع بن الحارث بن سواد ابن زيد . ثلاثة نفر . من بني سواد و حلفائهم ومن بني سواد بن مالك بن غنم : عوف ، ومعوذ ، ومعاذ ، بنو الحارث بن رفاعة بن سواد ؛ وهم بنو عفراء . نسب عفراء قال ابن هشام : عفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن غنم بن مالك ابن النجار ؛ ويقال : رفاعة : ابن الحارث بن سواد . قال ابن إسحاق : والنعمان بن عمرو بن رفاعة بن سواد ؛ ويقال : نعيمان ، فيما قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : وعامر بن مخلد بن الحارث بن سواد ؛ وعبدالله بن قيس بن خالد بن خلدة بن الحارث بن سواد ؛ وعصيمة ، حليف لهم من أشجع ؛ ووديعة بن عمرو ، حليف لهم من جهينة ؛ وثابت بن عمرو بن زيد بن عدي بن سواد . وزعموا أن أبا الحمراء ، مولى الحارث بن عفراء ، قد شهد بدرا . عشرة نفر . قال ابن هشام : أبو الحمراء ، مولى الحارث بن رفاعة . من بني عامر بن مالك قال ابن إسحاق : ومن بني عامر بن مالك بن النجار - وعامر : مبذول - ثم من بني عتيك بن عمرو بن مبذول : ثعلبة بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك ؛ وسهل بن عتيك بن عمرو بن النعمان بن عتيك ؛ والحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك ، كسر به بالروحاء فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه . ثلاثة نفر . من بني عمرو بن مالك ومن بني عمرو بن مالك بن النجار - وهم بنو حديلة - ثم من بني قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار . نسب حديلة قال ابن هشام : حُدَيلة بنت مالك بن زيد الله بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج ، وهي أم معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار ، فبنو معاوية ينتسبون إليها . قال ابن إسحاق : أُبي بن كعب بن قيس ؛ وأنس بن معاذ بن أنس بن قيس . رجلان . من بني عدي بن عمرو ومن بني عدي بن عمرو بن مالك بن النجار : - قال ابن هشام : وهم بنو مَغالة بنت عوف بن عبد مناة بن عمرو بن مالك بن كنانة بن خزيمة ؛ ويقال : إنها من بني زريق ، وهي أم عدي بن عمرو بن مالك بن النجار ، فبنو عدي ينسبون إليها - : أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي ؛ وأبو شيخ أُبيّ بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي . قال ابن هشام : أبو شيخ أبي بن ثابت ، أخو حسَّان بن ثابت . قال ابن إسحاق : وأبو طلحة ، وهو زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي . ثلاثة نفر . من بني عدي بن النجار ومن بني عدي بن النجار ، ثم من بني عدي بن عامر بن غنم بن النجار : حارثة بن سراقة بن الحارث بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر ؛ وعمرو بن ثعلبة بن وهب بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر ، وهو أبو حكيم ؛ وسليط بن قيس بن عمرو بن عتيك بن مالك بن عدي بن عامر ؛ وأبو سليط ، وهو أُسَيرْة بن عمرو ؛ وعمرو : أبو خارجة بن قيس بن مالك بن عدي بن عامر ؛ وثابت ابن خنساء بن عمرو بن مالك بن عدي بن عامر؛ وعامر بن أمية بن زيد بن الحسحاس بن مالك بن عدي بن عامر ؛ ومحُرز بن عامر بن مالك بن عدي بن عامر ؛ وسواد بن غزية بن أهيب ، حليف لهم من بَلىّ. ثمانية نفر . قال ابن هشام : ويقال : سواد . من بني حرام بن جندب قال ابن إسحاق : ومن بني حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي ابن النجار : أبو زيد ، قيس بن سكن بن قيس بن زعوراء بن حرام ، وأبو الأعور بن الحارث بن ظالم بن عبس بن حرام . قال ابن هشام : ويقال : أبو الأعور : الحارث بن ظالم . قال ابن إسحاق : وسليم بن ملحان ؛ وحرام بن ملحان - واسم ملحان : مالك بن خالد بن زيد بن حرام . أربعة نفر . من بني مازن بن النجار وحلفائهم ومن بني مازن بن النجار : ثم من بني عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار : قيس بن أبي صعصعة - واسم أبي صعصعة : عمرو بن زيد بن عوف - وعبدالله بن كعب بن عمرو بن عوف ؛ وعُصيمة ، حليف لهم من بني أسد بن خزيمة . ثلاثة نفر . من بني خنساء بن مبذول ومن بني خنساء بن مبذول بن عمرو بن مازن : أبو داود : عمير بن عامر بن مالك بن خنساء ؛ وسراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء . رجلان . من بني ثعلبة بن مازن ومن بني ثعلبة بن مازن بن النجار : قيس بن مخلد بن ثعلبة بن صخر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة . رجل . من بني دينار بن النجار ومن بني دينار بن النجار ، ثم من بني مسعود بن عبدالأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار : النعمان بن عبد عمرو بن مسعود ؛ والضحاك بن عبد عمرو بن مسعود ؛ وسليم بن الحارث بن ثعلبة بن كعب بن حارثة بن دينار ، وهو أخو الضحاك والنعمان ابني عبد عمرو ، لأمهما ؛ وجابر بن خالد بن عبدالأشهل بن حارثة ؛ وسعد ابن سهيل بن عبدالأشهل . خمسة نفر . ومن بني قيس بن مالك بن كعب بن حارثة بن ديناربن النجار : كعب بن زيد بن قيس : وبجير بن أبي بجير ، حليف لهم . رجلان . قال ابن هشام : بجير : من عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان ، ثم من بني جذيمة بن رواحة . عدد من شهد بدرا من الخزرج قال ابن إسحاق : فجميع من شهد بدرا من الخزرج مئة وسبعون رجلا . أسماء الذين فات ابن إسحاق ذكرهم قال ابن هشام : وأكثر أهل العلم يذكر في الخزرج ببدر ، في بني العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج : عِتبان بن مالك بن عمرو بن العجلان ؛ ومُلَيْل بن وبرة بن خالد بن العجلان ؛ وعصمة بن الحصين بن وبرة بن خالد بن العجلان . وفي بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج ، وهم في بني زريق بن هلال بن المعلى بن لوذان بن حارثة ابن عدي بن زيد بن ثعلبة بن مالك بن زيد مناة بن حبيب . عدد من شهد بدرا من المهاجرين والأنصار قال ابن إسحاق : فجميع من شهد بدرا من المسلمين ، من المهاجرين والأنصار من شهدها منهم ، ومن ضرب له بسهمه وأجره ، ثلاثمائة رجل وأربعة عشر رجلا ؛ من المهاجرين ثلاثة وثمانون رجلا ، ومن الأوس واحد وستون رجلا ، ومن الخزرج مئة وسبعون رجلا . |
من استشهد من المسلمين يوم بدر
القرشيون من بني عبدالمطلب واستشهد من المسلمين يوم بدر ، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من قريش ؛ ثم من بني عبدالمطلب بن عبد مناف : عبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب ، قتله عتبة بن ربيعة ، قطع رجله ، فمات بالصفراء . رجل . من بني زهرة ومن بني زهرة بن كلاب : عمير بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة ، وهو أخو سعد بن أبي وقاص ، فيما قال ابن هشام ؛ وذو الشمالين بن عبد عمرو بن نضلة ، حليف لهم من خزاعة ، ثم من بني غبشان . رجلان . من بني عدي ومن بني عدي بن كعب بن لؤي : عاقل بن البكير ، حليف لهم من ابن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ؛ ومهجع ، مولى عمر بن الخطاب . رجلان . من بني الحارث بن فهر ومن بني الحارث بن فهر : صفوان بن بيضاء رجل . ستة نفر . ومن الأنصار ومن الأنصار ، ثم من بني عمرو بن عوف : سعد بن خيثمة ؛ ومبشر ابن عبدالمنذر بن زنبر . رجلان . من بني الحارث بن الخزرج ومن بني الحارث بن الخزرج : يزيد بن الحارث ، وهو الذي يقال له : ابن فسحم . رجل . من بني سلمة ومن بن سلمة ؛ ثم من بني حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة : عمير بن الحمام . رجل . من بني حبيب ومن بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم : رافع ابن المعلى . رجل . من بني النجار ومن بني النجار : حارثة بن سراقة بن الحارث . رجل . من بني غنم ومن بن غنم بن مالك بن النجار : عوف ومعوذ ، ابنا الحارث بن رفاعة بن سواد ، وهما ابنا عفراء . رجلان . ثمانية نفر . من قتل ببدر من المشركين من عبد شمس وقتل من المشركين يوم بدر من قريش ، ثم من بني عبد شمس بن عبد مناف : حنظلة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس ، قتله زيد بن حارثة ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيما قال ابن هشام ؛ ويقال : اشترك فيه حمزة وعلي وزيد ، فيما قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : والحارث بن الحضرمي ، وعامر بن الحضرمي ، حليفان لهم ، قتل عامرا : عمار بن ياسر ؛ وقتل الحارث : النعمان بن عصر ، حليف للأوس ؛ فيما قال ابن هشام . وعمير بن أبي عمير ، وابنه : موليان لهم . قتل عمير بن أبي عمير : سالم ، مولى أبي حذيفة ؛ فيما قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : وعبيدة بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبدشمس ، قتله الزبير بن العوام ، والعاص بن سعيد بن العاص بن أمية ، قتله علي بن أبي طالب . وعقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس ، قتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، أخو بني عمرو بن عوف ، صبرا . قال ابن هشام : ويقال : قتله علي بن أبي طالب . قال ابن إسحاق : وعتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، قتله عبيدة بن الحارث بن المطلب . قال ابن هشام : اشترك فيه هو وحمزة وعلي . قال ابن إسحاق : وشيبة بن ربيعة بن عبد شمس ، قتله حمزة بن عبدالمطلب ؛ والوليد بن عتبة بن ربيعة ، قتله علي بن أبي طالب ؛ وعامر بن عبدالله ، حليف لهم من بني أنمار بن بغيض ، قتله علي بن أبي طالب . اثنا عشر رجلا . من بني نوفل ومن بني نوفل بن عبد مناف : الحارث بن عمر بن نوفل ، قتله - فيما يذكرون - خبيب بن إساف ، أخو بني الحارث بن الخزرج ؛ وطعيمة بن عدي بن نوفل ، قتله علي بن أبي طالب ؛ ويقال : حمزة بن عبدالمطلب . رجلان . من بني أسد ومن بني أسد بن عبدالعزى بن قصي : زمعة بن الأسود بن المطلب ابن أسد . قال ابن هشام : قتله ثابت بن الجذع ، أخو بني حرام ، فيما قال ابن هشام . ويقال : اشترك فيه حمزة وعلي بن أبي طالب وثابت . قال ابن إسحاق : والحارث بن زمعة ، قتله عمار بن ياسر - فيما قال ابن هشام - وعقيل بن الأسود بن المطلب ، قتله حمزة وعلي ، اشتركا فيه - فيما قال ابن هشام - وأبو البختري ، وهو العاص بن هشام بن الحارث بن أسد ، قتله المجذر بن ذياد البلوي . قال ابن هشام : أبو البختري : العاص بن هاشم . قال ابن إسحاق : ونوفل بن خويلد بن أسد ، وهو ابن العدوية ، عدي بن خزاعة ، وهو الذي قرن أبا بكر الصديق ، وطلحة بن عبيد الله حين أسلما في حبل ، فكانا يسميان : القرينين لذلك ؛ - وكان من شياطين قريش - قتله علي بن أبي طالب . خمسة نفر . من بني عبدالدار ومن بني عبدالدار بن قصي : النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة ابن عبد مناف بن عبدالدار ، قتله علي بن أبي طالب صبرا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفراء ، فيما يذكرون . قال ابن هشام : بالأثيل . قال ابن هشام : ويقال : النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف . قال ابن إسحاق : وزيد بن مليص ، مولى عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبدالدار . رجلان . قال ابن هشام : قتل زيد بن مليص بلال بن رباح ، مولى أبي بكر ؛ وزيد حليف لبني عبدالدار ، من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ؛ ويقال : قتله المقداد بن عمرو . من بني تيم بن مرة قال ابن إسحاق : ومن بني تيم بن مرة : عمير بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم . قال ابن هشام : قتله علي بن أبي طالب ؛ ويقال : عبدالرحمن بن عوف . قال ابن إسحاق : وعثمان بن مالك بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو ابن كعب ، قتله صهيب بن سنان . رجلان . من بني مخزوم ومن بني مخزوم بن يقظة بن مرة : أبو جهل بن هشام - واسمه عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمرو بني بن مخزوم - ضربه معاذ بن عمرو بن الجموح ، فقطع رجله ، وضرب ابنه عكرمة يد معاذ فطرحها ، ثم ضربه معوذ بن عفراء حتى أثبته ، ثم تركه وبه رمق ؛ ثم ذفف عليه عبدالله بن مسعود ، واحتز رأسه ، - حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُلتمس في القتلى - والعاص بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، قتله عمر بن الخطاب ؛ ويزيد بن عبدالله حليف لهم من بني تميم . قال ابن هشام : ثم أحد بني عمرو بن تميم ، وكان شجاعا ، قتله عمار بن ياسر . قال ابن إسحاق : وأبو مسافع الأشعري ، حليف لهم ، قتله أبو دجانة الساعدي - فيما قال ابن هشام - وحرملة بن عمرو ، حليف لهم . قال ابن هشام : قتله خارجة بن زيد بن أبي زهير ، أخو بلحارث بن الخزرج ؛ ويقال : بل علي بن أبي طالب - فيما قال ابن هشام - وحرملة ، من الأسد . قال ابن إسحاق : ومسعود بن أبي أمية بن المغيرة ، قتله علي بن أبي طالب - فيما قال ابن هشام - وأبو قيس بن الوليد بن المغيرة . قال ابن هشام : قتله حمزة بن عبدالمطلب . قال ابن إسحاق : وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة ، قتله علي بن أبي طالب ؛ ويقال : قتله عمار بن ياسر ، فيما قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : ورفاعة بن أبي رفاعة بن عابد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، قتله سعد بن الربيع ، أخو بلحارث بن الخزرج ، - فيما قال ابن هشام - والمنذر بن أبي رفاعة بن عابد ، قتله معن بن عدي بن الجد بن العجلان ، حليف بني عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف ، فيماقال ابن هشام ؛ وعبدالله بن المنذر بن أبي رفاعة بن عابد ، قتله علي بن أبي طالب ، فيما قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : والسائب بن أبي السائب بن عابد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم . قال ابن هشام : السائب بن أبي السائب شريك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاء فيه الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم الشريك السائب ، لا يشاري ولا يماري ، وكان أسلم فحسن إسلامه - فيما بلغنا - والله أعلم . وذكر ابن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عتبة ، عن ابن عباس : أن السائب بن أبي السائب بن عابد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش ، وأعطاه يوم الجعرانة من غنائم حنين . قال ابن هشام : وذكر غير ابن إسحاق : أن الذي قتله الزبير بن العوام . قال ابن إسحاق : والأسود بن عبدالأسد بن هلال بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، قتله حمزة بن عبدالمطلب ؛ وحاجب بن السائب بن عويمر بن عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم - قال بن هشام : ويقال : عائذ : ابن عمران بن مخزوم ؛ ويقال : حاجز بن السائب - والذي قتل حاجب بن السائب ، علي بن أبي طالب . قال ابن إسحاق : وعويمر بن السائب بن عويمر ، قتله النعمان بن مالك القوقلي مبارزة ، فيما قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : وعمرو بن سفيان ، وجابر بن سفيان ، حليفان لهم من طيء؛ قتل عمرا يزيد بن رقيش ، وقتل جابرا أبو بردة بن نيار ، فيما قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : سبعة عشر رجلا . من بني سهم ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي : منبه بن الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم ، قتله أبو اليسر ، أخو بني سلمة ؛ وابنه العاص بن منبه بن الحجاج ، قتله علي بن أبي طالب فيما قال ابن هشام ؛ ونبيه بن الحجاج بن عامر ، قتله حمزة بن عبدالمطلب ، وسعد بن أبي وقاص اشتركا فيه ، فيما قال ابن هشام ؛ وأبو العاص بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم . قال ابن هشام : قتله علي بن أبي طالب ؛ و يقال : النعمان بن مالك القوقلي ؛ و يقال : أبو دجانة . قال ابن إسحاق : وعاصم بن عوف بن ضبيرة بن سُعيد بن سعد بن سهم ، قتله أبو اليسر ، أخو بني سلمة ، فيما قال ابن هشام . خمسة نفر . من بني جمح ومن بني جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي : أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح ، قتله رجل من الأنصار ، من بني مازن . قال ابن هشام : و يقال : بل قتله معاذ بن عفراء ، وخارجة بن زيد ، وخبيب بن إساف ، اشتركوا في قتله . قال ابن إسحاق : وابنه علي بن أمية بن خلف ، قتله عمار بن ياسر ؛ وأوس بن معير بن لوذان بن سعد بن جمح ، قتله علي بن أبي طالب فيما قال ابن هشام ؛ ويقال : قتله الحصين بن الحارث بن المطلب ، وعثمان بن مظعون ، اشتركا فيه ، فيما قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : ثلاثة نفر . من بني عامر ومن بني عامر بن لؤي : معاوية بن عامر ، حليف لهم من عبدالقيس ، قتله علي بن أبي طالب ؛ ويقال : قتله عكاشة بن محصن ، فيما قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : ومعبد بن وهب ، حليف لهم من بني كلب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث ، قتل معبدا خالد وإياس ابنا البكير ؛ ويقال : أبو دجانة ، فيما قال ابن هشام . رجلان . عدد من قتل من المشركين يوم بدر قال ابن هشام : فجميع من أحصي لنا من قتلى قريش يوم بدر . خمسون رجلا . قال ابن هشام : حدثني أبو عبيدة ، عن أبي عمرو : أن قتلى بدر من المشركين كانو ا سبعين رجلا ، والأسرى كذلك ، وهو قول ابن عباس ، وسعيد بن المسيب ، وفي كتاب الله تبارك وتعالى : ( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها ) يقوله لأصحاب أحد - وكان من استشهد منهم سبعين رجلا - يقول : قد أصبتم يوم بدر مثلَيْ من استشهد منكم يوم أحد ، سبعين قتيلا وسبعين أسيرا . وأنشدني أبو زيد الأنصاري ، لكعب بن مالك : فأقام بالعطن المعطن منهم * سبعون ، عتبة منهم والأسود قال ابن هشام : يعني قتلى بدر . وهذا البيت في قصيدة له في حديث يوم أحد ، سأذكرها إن شاء الله تعالى في موضعها . من فات ابن إسحاق ذكرهم قال ابن هشام : وممن لم يذكر ابن إسحاق من هؤلاء السبعين القتلى : من بني عبد شمس من بني عبد شمس بن عبد مناف : وهب بن الحارث ، من بني أنمار بن بغيض ، حليف لهم ؛ وعامر بن زيد ، حليف لهم من اليمن . رجلان . من بني أسد ومن بني أسد بن عبدالعزى : عقبة بن زيد ، حليف لهم من اليمن ؛ وعمير مولى لهم . رجلان . من بني عبدالدار ومن بني عبدالدار بن قصي : نبيه بن زيد بن مليص ؛ وعبيد بن سليط ، حليف لهم من قيس . رجلان . من بني تيم ومن بني تيم بن مرة : مالك بن عبيد الله بن عثمان ، وهو أخو طلحة بن عبيد الله بن عثمان ، أسر فمات في الأسارى ، فعد في القتلى ؛ ويقال : وعمرو بن عبدالله بن جدعان . رجلان . من بني مخزوم ومن بني مخزوم بن يقظة : حذيفة بن أبي حذيفة بن المغيرة ، قتله سعد ابن أبي وقاص ، وهشام بن أبي حذيفة بن المغيرة ، قتله صهيب بن سنان ؛ وزهير بن أبي رفاعة ، قتله أبو أسيد مالك بن ربيعة ؛ والسائب بن أبي رفاعة ، قتله عبدالرحمن بن عوف ؛ وعائذ بن السائب بن عويمر ، أسر ثم افتدي فمات في الطريق من جراحة جرحه إياها حمزة بن عبدالمطلب ؛ وعمير حليف لهم من طيئ ؛ وخيار ، حليف لهم من القارة . سبعة نفر . من بني جمح ومن بني جمح بن عمرو : سبرة بن مالك ، حليف لهم . رجل . من بني سهم ومن بني سهم بن عمرو : الحارث بن منبه بن الحجاج ، قتله صهيب بن سنان ؛ وعامر بن عوف بن ضبيرة ، أخو عاصم بن ضبيرة ، قتله عبدالله بن سلمة العجلاني ، ويقال : أبو دجانة . رجلان . ذكر أسرى قريش يوم بدر من بني هاشم قال ابن إسحاق : وأسر من المشركين من قريش يوم بدر ، من بني هاشم بن عبد مناف : عَقِيل بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم ؛ ونوفل بن الحارث بن عبدالمطلب بن هاشم . من بني المطلب ومن بني المطلب بن عبد مناف : السائب بن عُبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب ، ونُعمان بن عمرو بن علقمة بن المطلب . رجلان . من بني عبد شمس وحلفائهم ومن بني عبد شمس بن عبد مناف : عمرو بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس ؛ والحارث بن أبي وجزة بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس .ويقال : ابن أبي وحرة ، فيما قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : وأبو العاص بن الربيع بن عبدالعزى بن (عبد) شمس ؛وأبو العاص بن نوفل بن عبد شمس . ومن حلفائهم : أبو ريشة بن أبي عمرو ؛وعمرو بن الأزرق ؛ وعقبة ابن عبدالحارث بن الحضرمي .سبعة نفر. من بني نوفل وحلفائهم ومن بني نوفل بن عبد مناف : عدي بن الخِيار بن عدي بن نوفل؛ وعثمان بن عبد شمس ابن أخي غزاون بن جابر ،حليف لهم من بني مازن بن منصور ؛وأبو ثور ،حليف لهم .ثلاثة نفر . من بني عبدالدار وحلفائهم ومن بني عبدالدار بن قصي : أبو عزيز بن عمير بن هاشم ابن عبد مناف بن عبدالدار ؛والأسود بن عامر ،حليف لهم .ويقولون : نحن بنو الأسود بن عامر بن عمرو بن الحارث بن السبَّاق . رجلان . من بني أسد وحلفائهم ومن بني أسد بن عبدالعزى بن قصي : السائب بن أبي حُبيش ابن المطلب بن أسد ؛ والحويرث بن عبَّاد بن عثمان بن أسد . قال ابن هشام : هو الحارث بن عائذ بن عثمان بن أسد . قال ابن إسحاق : وسالم بن شمَّاخ ، حليف لهم . ثلاثة نفر . من بني مخزوم ومن بني مخزوم بن يقظة بن مرة : خالد بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ؛ وأمية بن أبي حذيفة بن المغيرة والوليد بن الوليد بن المغيرة ؛ وعثمان بن عبدالله بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ؛ وصَيفي بن أبي رِفاعة بن عابد بن عبدالله وأبو المنذر بن أبي رفاعة بن عابد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، وأبو عطاء عبدالله بن أبي السائب بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، والمطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم ؛ وخالد بن الأعلم ، حليف لهم . وهو كان - فيما يذكرون - أول من ولى فاراً منهزماً ، وهو الذي يقول : ولسنا على الأدبار تَدمى كُلومنا * ولكن على أقدامنا يَقطر الدم تسعة نفر قال ابن هشام : ويروى : " لسنا على الأعقاب " . وخالد بن الأعلم ، من خزاعة ؛ ويقال : عُقيليّ . من بني سهم قال ابن إسحاق : ومن بني سهم بن عمرو بن هُصيص بن كعب : أبو وَداعة بن ضُبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم ، كان أول أسير أُفتدي من أسرى بدر ، افتداه ابنه المطلب بن أبي وداعة ؛ وفَروة بن قيس بن عدي بن حذافة بن سعد بن سهم ، وحنظلة بن قبيصة بن حذافة بن سعد بن سهم ، والحجاج بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم . أربعة نفر . من بني جُمح ومن بني جمح بن عمرو بن هُصيص بن كعب : عبدالله بن أُبيّ بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح ؛ وأبو عزة عمرو بن عبد بن عثمان بن وهيب بن حذافة بن جمح ؛ والفاكه ، مولى أمية بن خلف ، ادَّعاها بعد ذلك ربَاح بن المُغترف ، وهو يزعم أنه من بني شمَّاخ بن محارب بن فهر - ويقال : إن الفاكه : ابن جَرول بن حِذيم بن عوف بن غضب بن شماخ بن محارب بن فهر ووهب بن عمير بن وهب بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح ؛ وربيعة بن دراج بن العَنبس بن أُهبان بن وهب بن حذافة بن جمح .خمسة نفر . من بني عامر ومن بني عامر بن لؤي : سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد وُدّ بن نصر بن مالك بن حِسل بن عامر ، أسره مالك بن الدُخشم ، أخو بني سالم بن عوف وعبد بن زمعة بن قيس بن عبد شمس ابن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر وعبدالرحمن ابن مشنوء بن وقدان بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن مالك ابن حسل بن عامر . ثلاثة نفر . من بني الحارث ومن بني الحارث بن فِهر : الطفيل بن أبي قُنيع ؛ وعتبة بن عمرو بن جَحدم . رجلان . قال ابن إسحاق : فجيمع من حُفِظ لنا من الأسارى ثلاثة وأربعون رجلا . ما فات ابن إسحاق ذكرهم قال ابن هشام : وقع من جملة العدد رجل لم نذكر اسمه ، وممن لم يذكر ابن إسحاق من الأسارى : من بني هاشم من بني هاشم بن عبد مناف : عُتبة ، حليف لهم ، من بني فِهر . رجل . من بني المطلب ومن بني المطلب بن عبد مناف : عقيل بن عمرو ، حليف لهم ؛ وأخوه تميم بن عمرو ؛ وابنه . ثلاثة نفر . من بني عبد شمس ومن بني عبد شمس بن عبد مناف : خالد بن أسيد بن أبي العيص ؛ وأبو العريض يسار ، مولى العاص بن أمية . رجلان . من بني نوفل ومن بني نوفل بن عبد مناف : نبهان ، مولى لهم . رجل . من بني أسد ومن بني أسد بن عبدالعزى : عبدالله بن حُميد بن زهير بن الحارث . رجل . من بني عبدالدار ومن بني عبدالدار بن قصي : عَقيل ، حليف لهم من اليمن .رجل . من بني تَيم ومن بني تَيم بن مرة : مُسافع بن عياض بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم ؛ وجابر بن الزبير ؛ حليف لهم . رجلان . من بني مخزوم ومن بني مخزوم بن يقظة : قيس بن السائب . رجل . من بني جمح ومن بني جمح بن عمرو : عمرو بن أُبيّ بن خلف ؛ وأبو رُهم بن عبدالله ، حليف لهم ؛ وحليف لهم ذهب عني اسمُه ؛ وموليان لأمية بن خلف ، أحدهما نِسطاس ؛ وأبو رافع ، غلام أمية بن خلف . ستة نفر . من بني سهم ومن بني سهم بن عمرو : أسلم ، مولى نُبيه بن الحجاج . رجل . من بني عامر ومن بني عامر بن لؤي : حبيب بن جابر ؛ والسائب بن مالك . رجلان . من بني الحارث ومن بني الحارث بن فهر : شافع وشفيع ، حليفان لهم من أرض اليمن . رجلان . |
ما قيل من الشعر في يوم بدر
ما قاله حمزة بن عبدالمطلب قال ابن إسحاق : وكان مما قيل من الشعر في يوم بدر ، وترادَّ به القوم بينهم لما كان فيه ، قول حمزة بن عبدالمطلب يرحمه الله : - قال ابن هشام : وأكثر أهل العلم بالشعر ينكرها ونقيضتها - : ألم تر أمراً كان من عجبِ الدهرِ * وللحَين أسبابٌ مبَينة الأمرِ وما ذاك إلا أن قوما أفادهم * فخانوا تواصٍ بالعُقوق وبالكفرِ عشيَّة راحوا نحو بدر بجمعهم * فكانوا رهونا للرَّكيَّة من بدرِ وكنا طلبنا العير لم نبغِ غيرها * فساروا إلينا فالتقينا على قدرِ فلما التقينا لم تكن مثنويةٌ * لنا غير طعن بالمثقَّفة السمرِ وضرب ببيض يختلي الهام حدَّها * مشهَّرة الألوان بينةِ الأُثرِ ونحن تركنا عُتبة الغي ثاويا * وشيبة في القتلى تجرجم في الجفر وعمرو ثوى فيمن ثوى من حماتهم * فشُقت جيوب النائحات على عمرو جيوب نساء من لؤي بن غالب * كرامٍ تفرَّعن الذوائبَ من فِهرِ أولئك قوم قُتِّلوا في ضلالهم * وخلَّوا لواءً غير محتضِر النصرِ لواء ضلال قاد إبليس أهله * فخاس بهم ، إن الخبيث إلى غدر وقال لهم إذ عاين الأمر واضحا * برئت إليكم ما بي اليوم من صبر فإني أرى ما لا ترون وإنني * أخاف عقاب الله والله ذو قَسرِ فقدمهم للحَين حتى تورطوا * وكان بما لم يَخبُرِ القومُ ذا خُبرِ فكانوا غداة البئر ألفا وجمعُنا * ثلاثُ مئين كالمسدمة الزُهرِ وفينا جنود الله حين يمدنا * بهم في مقام ثمَّ مستوضَح الذكر فشدَّ بهم جبريل تحت لوائنا * لدى مأزق فيه مناياهم تجري رد هشام بن المغير ة على ما قاله حمزة فأجابه الحارث ابن هشام بن المغيرة ، فقال ألا يا لقومي للصبابة والهجر * وللحزن مني والحرارة في الصدر وللدمع من عينيَّ جوداً كأنه * فريدٌ هوى من سلك ناظمه يجري على البطل الحلو الشمائل إذ ثوى * رهينَ مقام للركَّيةِ من بدر فلا تبعدن يا عمرو من ذي قرابة * ومن ذي نِدام كان ذا خلق غَمر فإن يك قوم صادفوا منك دولة * فلا بد للأيام من دول الدهر فقد كنتَ في صرف الزمان الذي مضى * تُريهم هوانا منك ذا سبل وعرِ فإلا أمتْ يا عمرو أتركك ثائرا * ولا أبق بقيا في إخاء ولا صِهر وأقطع ظهرا من رجال بمعشر كرامٍ * عليهم مثل ما قطعوا ظهري أغرهم ما جمَّعوا من وشيظة * ونحن الصميم في القبائل من فِهر فيا للؤي ذبِّبوا عن حريمكم * وآلهة لا تتركوها لذي الفخر توارثها أباؤكم وورثتم * أواسيَّها والبيت ذا السقف والستر فما لحليم قد أراد هلاككم * فلا تعذروه آلَ غالبَ من عذر وجِّدوا لمن عاديتم وتوازروا * وكونوا جميعاً في التأسي وفي الصبر لعلكم أن تثأروا بأخيكم * ولا شيء إن لم تثأروا بذوي عمرو بمَطّرِدات في الأكف كأنها * وميض تُطير الهام بيَّنة الأُثر كان مَدبَّ الذَّر فوق متونها * إذا جردت يوما لأعدائها الخُزر قال ابن هشام : أبدلنا من هذه القصيدة كلمتين مما روى ابن إسحاق ، وهما ( الفخر ) في أخر البيت و( فما لحليم ) ، في أول البيت ، لأنه نال فيهما من النبي صلى الله عليه وسلم . شعر لعلي بن أبي طالب في يوم بدر قال ابن إسحاق : وقال علي بن أبي طالب في يوم بدر : قال ابن هشام : ولم أر أحداً من أهل العلم بالشعر يعرفها ولا نقيضتها ، وإنما كتبناهما لأنه يقال : إن عمرو بن عبدالله بن جدعان قتل يوم بدر ، ولم يذكره ابن إسحاق في القتلى ، وذكره في هذا الشعر : ألم تر أن الله أبلى ورسوله * بلاء عزيز ذي اقتدار وذي فضل بما أنزل الكفار دار مذلة * فلاقوا هوانا من إسارٍ ومن قتل فأمس رسول الله قد عز نصره * وكان رسول الله أرسل بالعدل فجاء بفرقان من الله منزل * مبينةٌ آياته لذوي العقل فآمن أقوام بذاك وأيقنوا * فأمسوا بحمد الله مجتمعي الشمل وأنكرأقوام فزاغت قلوبهم * فزادهمُ ذو العرش خَبلاَ على خبلا وأمكن منهم يوم بدر رسوله * وقوماً غضاباً فِعلهم أحسن الفعل بأيديهم بيض خفاف عصوا بها * وقد حادثوها بالجلاء وبالصقل فكم تركوا من ناشئ ذي حميَّة * صريعا ومن ذي نجدة منهم كهل تبيت عيون النائحات عليهم * تجود بإسبال الرشاش وبالوبل نوائح تنعى عُتبة الغيِّ وابنه * وشيبة تنعاه وتنعى أبا جهل وذا الرجل تنعى وابن جدعان فيهم * مسلِّبَةً حرَّى مبيَّنة الثُكل ثوى منهم في بئر بدر عِصابة * ذوي نجدات في الحروب وفي المحل دعا الغي منهم من دعا فأجابه * وللغيِّ أسباب مرمقة الوصل فأضحوا لدى دار الجحيم بمعزل * عن الشَغب والعداون في أشغل الشغل شعر الحارث بن هشام يرد به على علي رضي الله عنه فأجابه الحارث بن هشام بن المغيرة ، فقال : عجبت لأقوام تغنىَّ سفيههم * بأمر سفاه ذي اعتراض وذي بطل تغنى بقتلى يومَ بدر تتابعوا * كرام المساعي من غلام ومن كهل مصاليتَ بيض من لؤي بن غالب * مَطاعين في الهيجا مَطاعيم في المحل أُصيبوا كراما لم يبيعوا عشيرة * بقوم سواهم نازحي الدار والأصل كما أصبحت غسان فيكم بطانة * لكم بدلا منا فيا لك من فعل عقوقا وإثما بينا وقطيعة * يرى جَوركم فيها ذوو الرأي والعقل فإن يك قوم قد مضوا لسبيلهم * وخير المنايا ما يكون من القتل فلا تفرحوا أن تقتلوهم فقتلهم * لكم كائن خبلا مقيما على خبل فإنكم لن تبرحوا بعد قتلهم * شتيتا هواكم غيرُ مجتمعي الشمل بفقد ابن جدعان الحميد فعاله * وعتبة والمدعو فيكم أبا جهل وشيبة فيهم والوليد وفيهم * أمية مأوى المعترين وذو الرِجل أولئك فابك ثم لا تبك غيرهم * نوائح تدعو بالرزية والثكل وقولوا لأهل المكتين تحاشدوا * وسيروا إلى آطام يثرب ذي النخل جميعاً وحاموا آل كعب وذبِّبُوا * بخالصة الألوان محدثة الصقل وإلا فبيتوا خائفين وأصبحوا * أذل لوطء الواطئين من النعل على أنني واللات يا قوم فاعلموا * بكم واثق أن لا تقيموا على تَبل سوى جمعكم للسابغات وللقنا * وللبَيْض والبيض القواطع والنبل شعر ضرار بن الخطاب في يوم بدر وقال ضرار بن الخطاب بن مرادس ، أخو بني محارب بن فهر في يوم بدر : عجبت لفخر الأوس والحَين دائر * عليهم غدا والدهر فيه بصائر وفخر بني النجار إن كان معشر * أصيبوا ببدر كُلِّهم ثمَّ صابر فإن تك قتلى غودرت من رجالنا * فإنا رجال بعدهم سنغادر وتَردي بنا الجرد العناجيج وسطكم *بني الأوس حتى يشفي النفس ثائر ووسط بني النجار سوف نكرُّها * لها بالقنا والدارعين زوافر فنترك صرعى تعصب الطير حولهم * وليس لهم إلا الأماني ناصر وتبكيهم من أهل يثرب نسوة * لهن بها ليل عن النوم ساهر وذلك أنا لا تزال سيوفنا * بهن دم ممن يحاربن مائر فإن تظفروا في يوم بدر فإنما * بأحمد أمسى جدكم وهو ظاهر وبالنفر الأخيار هم أولياؤه * يحامون في اللأواء والموت حاضر يعد أبو بكر وحمزة فيهم * ويدعى علي وسط من أنت ذاكر ويدعي أبو حفص وعثمان منهم * وسعد إذا ما كان في الحرب حاضر أولئك لا من نتَّجت في ديارها * بنو الأوس والنجار حين تفاخر ولكن أبوهم من لؤي بن غالب * إذا عُدت الأنساب كعب وعامر هم الطاعنون الخيل في كل معرك * غداة الهياج الأطيبون الأكاثر شعر كعب بن مالك يرد على ضرار بن الخطاب فأجابه كعب بن مالك ، أخو بني سلمة ، فقال : عجبت لأمر الله والله قادر * على ما أراد ، ليس لله قاهر قضى يوم بدر أن نلاقيَ معشرا * بغوا وسبيل البغي بالناس جائر وقد حشدوا واستنفروا من يليهم * من الناس حتى جمعهم متكاثر وسارت إلينا لا تحاول غيرنا * بأجمعها كعب جميعا وعامر وفينا رسول الله والأوس حوله * له معقل منهم عزيز وناصر وجمع بني النجار تحت لوائه * يمشُّون في الماذيِّ والنقع ثائر فلما لقيناهم وكل مجاهد * لأصحابه مستبسل النفس صابر شهدنا بأن الله لا رب غيره * وأن رسول الله بالحق ظاهر وقد عريت بيض خفاف كأنها * مقابيس يزهيها لعينيك شاهر بهن أبدنا جمعهم فتبددوا * وكان يلاقي الحين من هو فاجر فكبَّ أبو جهل صريعا لوجهه * وعتبة قد غادرنه وهو عاثر وشيبة والتيمي غادرن في الوغى * وما منهم إلا بذي العرش كافر فأمسوا وقود النار في مستقرها * وكل كفور في جهنم صائر تلظى عليهم وهي قد شب حميها * بزبُر الحديد والحجارة ساجر وكان رسول الله قد قال أقبلوا فولوا وقالوا : إنما أنت ساحر لأمر أراد الله أن يهلكوا به * وليس لأمر حمَّه الله زاجر شعر عبدالله بن الزبعرى يبكي قتلى بدر وقال عبدالله ابن الزبعرى السهمي ، يبكي قتلى بدر : قال ابن هشام : وتروى للأعشى بن زرارة بن النباش ، أحد بني أسيد بن عمرو بن تميم ، حليف بني نوفل بن عبد مناف . قال ابن إسحاق : حليف بني عبدالدار : ماذا على بدر وماذا حوله * من فتية بيض الوجوه كرام تركوا نُبيهاً خلفهم ومُنبها * وابني ربيعة خير خصم فئام والحارث الفياض يبرق وجهه * كالبدر جلَّى ليلة الإظلام والعاصي بن منبه ذا مرة * رمحا تميما غير ذي أوصام تنمى به أعراقه وجدوده * ومآثر الأخوال والأعمام وإذا بكى باك فأعول شجوه * فعلى الرئيس الماجد ابن هشام حيا الإله أبا الوليد ورهطه * رب الأنام وخصهم بسلام |
شعر حسَّان بن ثابت يرد على ابن الزبعرى
فأجابه حسَّان بن ثابت الأنصاري ، فقال : ابك بكت عيناك ثم تبادرت * بدم تُعل غروبها سجام ماذا بكيت به الذين تتابعوا * هلا ذكرت مكارم الأقوام وذكرت منا ماجدا ذا همة * سمح الخلائق صادق الإقدام أعني النبي أخا المكارم والندى * وأبرَّ من يولي على الإقسام فلمثله ولمثل ما يدعو له * كان المُمدَّح ثمَّ غير كهام شعر لحسَّان في يوم بدر أيضاً وقال حسَّان بن ثابت الأنصاري أيضاً : تبلتْ فؤادَك في المنام خريدة * تسقي الضجيع ببارد بسام كالمسك تخلطه بماء سحابة * أو عاتق كدم الذبيح مدام نُفُجُ الحقيبة بُوصها مُتنضّد * بلهاء غير وشيكة الأقسام بُنيت على قطن أجم كأنه * فضلا إذا قعدت مداك رُخام وتكاد تكسل أن تجيء فراشها * في جسم خرعبة وحسن قوام أما النهار فلا أُفتر ذكرها * والليل توزعني بها أحلامي أقسمت أنساها وأترك ذكرها * حتى تغيب في الضريح عظامي يا من لعاذلة تلوم سفاهة * ولقد عصيت على الهوى لوامي بكرت علي بسحرة بعد الكرى * وتقارب من حادث الأيام زعمت بأن المرء يكرب عمره * عدم لمعتكر من الأصرام إن كنت كاذبة الذي حدثتني * فنجوت منجا الحارث بن هشام ترك الأحبة أن يقاتل دونهم * ونجا برأس طمرة ولجام تذر العناجيج الجياد بقفرة * مر الدموك بمحصدٍ ورجام ملأت به الفرجين فارمَدَّت به * وثوى أحبته بشر مقام وبنو أبيه ورهطه في معرك * نصر الإله به ذوي الإسلام طحنتهم ، والله ينفذ أمره ، * حرب يُشَبُّ سعيرها بضرام لولا الإله وجريها لتركنه * جزر السباع ودسنه بحوام من بين مأسور يشد وثاقه * صقر إذا لاقى الأسنة حامي ومجدل لا يستجيب لدعوة * حتى تزول شوامخ الأعلام بالعار والذل المبيَّن إذ رأى * بيض السيوف تسوق كل همام بيدي أغر إذا انتمى لم يخزه * نسب القصار سمَيدع مقدام بيض إذا لاقت حديدا صممت * كالبرق تحت ظلال كل غمام شعر الحارث بن هشام يرد على حسَّان فأجابه الحارث ابن هشام فيما ذكر ابن هشام ، فقال : الله أعلم ما تركت قتالهم * حتى حبوا مهري بأشقر مزبد وعرفت أني إن أقاتل واحدا * أقتل ولا ينكى عدوي مشهدي فصددت عنهم والأحبة فيهم * طمعا لهم بعقاب يوم مفسد قال ابن إسحاق : قالها الحارث يعتذر من فراره يوم بدر . قال ابن هشام : تركنا من قصيدة حسَّان ثلاثة أبيات من آخرها ، لأنه أقذع فيها . شعر آخر لحسَّان في يوم بدر قال ابن إسحاق : وقال حسَّان بن ثابت أيضاًً : لقد علمت قريش يوم بدر * غداة الأسر والقتل الشديد بأنا حين تشتجر العَوَالىَ * حماةُ الحرب يوم أبى الوليد قتلنا ابني ربيعة يوم سارا * إلينا في مضاعفة الحديد وفر بها حكيم يوم جالت * بنو النجار تخطر كالأسود وولت عند ذاك جموع فهر * وأسلمها الحويرث من بعيد لقد لاقيتم ذلا وقتلا جهيزا * نافذا تحت الوريد وكل القوم قد ولوا جميعا * ولم يلووا على الحسب التليد وقال حسَّان بن ثابت أيضاً يا حار قد عولت غير معول * عند الهياج وساعة الأحساب إذ تمتطى سرح اليدين نجيبةً * مرطى الجراء طويلة الأقراب والقوم خلفك قد تركت قتالهم * ترجو النجاء وليس حين ذهاب ألا عطفت على ابن أمك إذ ثوى * قَعْص الأسنة ضائع الأسلاب عجل المليك له فأهلك جمعه * بشنار مخزية وسوء عذاب قال ابن هشام : تركنا منها بيتا واحدا أقذع فيه . قال ابن إسحاق : وقال حسَّان بن ثابت أيضاً : قال ابن هشام : ويقال : بل قالها عبدالله بن الحارث السهمي : مستشعري حلق الماذيّ يقدمهم * جلد النحيزة ماض غير رعديد أعنى رسول إله الخلق فضَّله * على البرية بالتقوى وبالجود وقد زعمتم بأن تحموا ذماركم * وماء بدر زعمتم غير مورود ثم وردنا ولم نسمع لقولكم * حتى شربنا رواء غير تصريد مستعصمين بحبل غير منجذم مستحكم من حبال الله ممدود * فينا الرسول وفينا الحق نتبعه * حتى الممات ونصر غير محدود واف وماض شهاب يستضاء به * بدر أنار على كل الأماجيد قال ابن هشام : بيته : " مستعصمين بحبل غير منجذم " عن أبي زيد الأنصاري ، قال ابن إسحاق : وقال حسَّان بن ثابت أيضاً : خابت بنو أسد وآب غزيهم * يوم القليب بسوءة وفضوح منهم أبو العاصي تجدل مقعصا * عن ظهر صادقه النجاء سبوح حينا له من مانع بسلاحه * لما ثوى بمقامه المذبوح والمرء زمعة قد تركن * ونحره يدمى بعاند معبط مسفوح متوسدا حر الجبين معفرا * قد عر مارن انفه بقبوح ونجا ابن قيس في بقية رهطه * بشفا الرماق موليا بجروح وقال حسَّان بن ثابت أيضاً : ألا ليت شعري هل أتى أهل مكة * أبارتنا الكفار في ساعة العسر قتلنا سراة القوم عند مجالنا * فلم يرجعوا إلا بقاصمة الظهر قتلنا أبا جهل وعتبة قبله * وشيبة يكبو لليدين وللنحر قتلنا سويدا ثم عتبة بعده * وطعمة أيضاً عند ثائرة القتر فكم قد قتلنا من كريم مرزَّءٍ* له حسب في قومه نابه الذكر تركناهم للعاويات ينبنهم * ويصلون نارا بعد حامية القعر لعمرك ماحامت فوارس مالك * وأشياعهم يوم التقينا على بدر قال ابن هشام : أنشدني أبو زيد الأنصاري بيته : قتلنا أبا جهل وعتبة قبله * وشيبة يكبو لليدين وللنحر قال ابن إسحاق : وقال حسَّان بن ثابت أيضاً : نجى حكيما يوم بدر شده * كنجاء مهر من بنات الأعوج لما رأى بدرا تسيل جلاهه * بكتيبة خضراء من بلخزرج لا ينكلون إذا لقوا أعداءهم * يمشون عائدة الطريق المنهج كم فيهم من ماجد ذي منعة * بطل بمهلكة الجبان المحرج ومسود يعطي الجزيل بكفه * حمال أثقال الديات متوج زين الندي معاود يوم الوغى* ضرب الكُماة بكل أبيض سَلجج قال ابن هشام : قوله سلجج ، عن غير ابن إسحاق . قال ابن إسحاق : وقال حسَّان أيضاً : فما نخشى بحول الله قوما * وإن كثروا وأجمعت الزحوف إذا ما ألبو جمعا علينا * كفانا حدهم رب رءوف سمونا يوم بدر بالعوالي * سراعا ما تضعضعنا الحتوف فلم تر عصبة في الناس أنكى * لمن عادوا إذا لقحت كشوف ولكنا توكلنا وقلنا * مآثرنا ومعقلنا السيوف لقيناهم بها لما سمونا * ونحن عصابة وهم ألوف وقال حسَّان بن ثابت أيضاً ، يهجو بني جمح ومن أصيب منهم : جمحت بنو جمح لشقوة جدهم * إن الذليل موكل بذليل قتلت بنو جمح ببدر عنوة * وتخاذلوا سعيا بكل سبيل جحدوا الكتاب وكذبوا بمحمد * والله يظهر دين كل رسول لعن الإله أبا خزيمة وابنه * والخالدين وصاعد بن عقيل شعر عبيدة بن الحارث في يوم بدر ويذكر قطع رجله قال ابن إسحاق : وقال عبيدة بن الحارث بن المطلب في يوم بدر ، وفي قطع رجله حين أصيب في مبارزته هو وحمزة وعلي حين بارزوا عدوهم - قال ابن هشام : وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لعبيدة : ستبلغ عنا أهل مكة وقعة * يهب لها من كان عن ذاك نائيا بعتبة إذ ولى وشيبة بعده * وما كان فيها بكر عتبة راضي فإن تقطعوا رجلي فإني مسلم * أرجي بها عيشا من الله دانيا مع الحور امثال التماثيل أخلصت * مع الجنة العليا لمن كان عاليا وبعث بها عيشا تعرقت صفوه * وعالجته حتى فقدت الأدانيا فأكرمني الرحمن من فضل منه * بثوب من الإسلام غطى المساويا وما كان مكروها إلي قتالهم * غداة دعا الأكفاء من كان داعيا ولم يبغ إذ سالو النبي سواءنا * ثلاثتنا حتى حضرنا المناديا لقيناهم كالأسد تخطر بالقنا * نقاتل في الرحمن من كان عاصيا فما برحت أقدامنا من مقامنا * ثلاثتنا حتى أزيروا المنائيا قال ابن هشام : لما أصيبت رجل عبيدة قال : أما والله لو أدرك أبو طالب هذا اليوم لعلم أني أحق منه بما قال حين يقول : كذبتم وبيت الله يُبزَى محمد * ولما نطاعن دونه ونناضل ونسلمه حتى نصرَّع حوله * ونذهل عن أبنائنا والحلائل وهذان البيتان في قصيدة لأبي طالب ، وقد ذكرناها فيما مضى من هذا الكتاب . رثاء كعب بن مالك لعبيدة بن الحارث قال ابن إسحاق : فلما هلك عبيدة بن الحارث من مصاب رجله يوم بدر . قال كعب بن مالك الأنصاري يبكيه : أيا عين جودي ولا تبخلي * بدمعك حقا ولا تَنـُزِري على سيد هدَّنا هلكه * كريم المشاهد والعنصر جريء المقدم شاكي السلام * كريم النثا طيب المكسر عبيدة أمسى ولا نرتجيه * لعرف عرانا ولا منكر وقد كان يحمي غداة القتا * ل حامية الجيش بالمبتر شعر لكعب بن مالك في يوم بدر وقال كعب بن مالك أيضاً في يوم بدر : ألا هل أتى غسان في نأي دارها فينأى داراها وأخبر شيء بالأمور عليهما بأن قد رمتنا عن قسي عداوة * معد معا جهالها وحليمها لأنا عبدنا الله لم نرج غيره * رجاء الجنان إذ أتانا زعيمها نبي له في قومه إرث عزة * وأعراق صدق هذبتها أرومها فساورا وسرنا فالتقينا كأننا * أسود لقاء لا يرجى كليمها ضربناهم حتى هوى في مكرنا * لمنحر نحر سوء من لؤي عظيمها فولوا ودسناهم ببيض صوارم * سواء علينا حلفها وصميمها وقال كعب بن مالك أيضاً : لعمر أبيكما يا بني لؤي * على زهو لديكم وانتخاء لما حامت فوارسكم ببدر * ولا صبروا به عند اللقاء وردناه بنور الله يجلو * دجى الظلماء عنا والغطاء رسول الله يقدمنا بأمر * من أمر الله أحكم بالقضاء فما ظفرت فوراسكم ببدر * وما رجعوا إليكم بالسواء فلا تعجل أبا سفيان وارقب * جياد الخيل تطلع من كداء بنصر الله روح القدس فيها * وميكال فياطيب الملاء شعر طالب في مدحه صلى الله عليه وسلم ، وبكاء أصحاب القليب وقال طالب بن أبي طالب يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبكي أصحاب القليب من قريش يوم بدر ألا إن عيني أنفدت دمعها سكبا * تبكَّىعلى كعب وما إن ترى كعبا ألا إن كعبا في الحروب تخاذلوا * وأرداهم ذا الدهر واجترحوا ذنبا وعامر تبكي للملمات غدوة * فيا ليت شعري هل أرى لهما قربا هما أخوايَ لن يعدَّا لغية * تعد ولن يستام جارهما غصبا فيا أخوينا عبد شمس ونوفلا * فدا لكما لا تبعثوا بيننا حربا ولا تصبحوا من بعد ود وألفة * أحاديث فيها كلكم يشتكى النكبا ألم تعلموا ما كان في حرب داحس * وجيش أبي يكسوم إذ مَلؤوا الشعبا فلولا دفاع الله لا شيء غيره * لأصبحتم لا تمنعون لكم سربا فما إن جنينا في قريش عظيمة * سوى أن حمينا خير من وطىء التربا أخا ثقة في النائبات مرزا * كريما نثاه لا بخيلا ولا ذربا يطيف به العافون يغشون بابه * يؤمون بحرا لا نزورا ولا صربا فوالله لا تنفك نفسي حزينة * تململ حتى تصدقوا الخزرج الضربا ضرار بن الخطاب يرثي أبا جهل بعد غزوة بدر وقال ضرار بن الخطاب الفهري يرثي أبا جهل : ألا من لعين باتت الليل لم تنم * تراقب نجما في سواد من الظلم كأن قذى فيها وليس بها قذى * سوى عبرة من جائل الدمع تنسجم فبلغ قريشا أن خير نديها * وأكرم من يمشي بساق على قدم ثوى يوم بدر رهن خوصاء رهنها * كريم المساعي غير وغد ولا برم فآليت لا تنفك عني بعبرة * على هالك بعد الرئيس أبي الحكم على هالك أشجى لؤي بن غالب * أتته المنايا يوم بدر فلم يرم ترى كسر الخطي في نحر مهره * لدى بائن من لحمه بينها خذم وما كان ليث ساكن بطن بيشة * لدى غلل يجري ببطحاء في أجم بأجرأ منه حين تختلف القنا * وتدعى نزال في القماقمة البهم فلا تجزعوا آل المغيرة واصبروا * عليه ومن يجزع عليه فلم يلم وجدوا فإن الموت مكرمة لكم * وما بعده في أخر العيش من ندم وقد قلت إن الريح طيبة لكم * وعز المقام غير شك لذي فهم قال ابن هشام : وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لضرار . الحارث يرثي أخاه أبا جهل قال ابن إسحاق : وقال الحارث ابن هشام يبكي أخاه أبا جهل ألا يا لهف نفسي بعد عمر * وهل يغني التلهف من قتيل يخبرني المخبر أن عمرا * أمام القوم في جفر محيل فقدما كنت أحسب ذاك حقا * وأنت لما تقدم غير فيل وكنت بنعمة ما دمت حيا * فقد خلفت في درج المسيل كأني حين أمسي لا أراه * ضعيف العقد ذو هم طويل على عمرو إذا أمسيت يوما * وطرف من تذكره كليل قال ابن هشام : وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها للحارث بن هشام ؛ وقوله : " في جفر " عن غير ابن إسحاق . شعر أبي بكر بن الأسود في رثاء قتلى قريش قال ابن إسحاق : وقال أبو بكر بن الأسود بن شعوب الليثي ، وهو شداد بن الأسود : تحيي بالسلامة أم بكر * وهل لي بعد قومي من سلام فماذا بالقليب قليب بدر * من القينات والشرب الكرام وماذا بالقليب قليب بدر * من الشيزى تكلل بالسنام وكم لك بالطوي طوي بدر * من الحومات والنعم المسام وكم لك بالطوي طوي بدر * من الغايات والدسع العظام وأصحاب الكريم أبي علي * أخي الكاس الكريم والندام وإنك لو رأيت أبا عقيل * واصحاب الثنية من نعام إذا لظللت من وجد عليهم * كأم السقب جائلة المرام يخبرنا الرسول لسوف نحيا * وكيف لقاء أصداء وهام قال ابن هشام : أنشدني أبو عبيدة النحوي : يخبرنا الرسول بأن سنحيا * وكيف حياة أصداء وهام قال : وكان قد أسلم ثم ارتد . |
أمية بن أبي الصلت يرثي من أصيب من قريش يوم بدر
وقال ابن إسحاق : وقال أمية بن أبي الصلت ، يرثي من أصيب من قريش يوم بدر : ألا بكيت على الكرا * م بني الكرام أولي الممادح كبكا الحمام على فرو * ع الأيك في الغصن الجوانح يبكين حرى مستكينات * يرحن مع الروائح أمثالهن الباكيات * المعولات من النوائح من يبكهم يبك على * حزن ويصدق كل مادح ماذا ببدر فالعقنل * من مرازبة جحاجح فمدافع البرقين فالحنانا * من طرف الأواشح شمط وشبان بها ليل * مغاوير وحاوح ألا ترون لما أرى * وقد أبان لكل الامح أن قد تغير بطن مكة * فهي موحشة الأباطح من كل بطريق لبطريق * نقي اللون واضح دعموص أبواب الملوك * وجائب للخرق فاتح من السراطمة الخلاجمة * الملاوثة المناجح القائلين الفاعلين * الآمرين بكل صالح المطعمين الشحم فوق * الخبز شحما كالأنافح نقل الجفان مع الجفان * إلى جفان كالمناضح ليست بأصفار لمن * يعفو ولا رح رحارح للضيف ثم الضيف بعد * الضيف والبسط السلاطح وهب المئين من المئين * إلى المئين من اللواقح سوق المؤبل للمؤبل * صادرات عن بلادح لكرامهم فوق الكرام * مزية وزن الرواجح كتثاقل الأرطال بالقسطاس * في الأيدي الموائح خذلتهم فئة وهم * يحمون عورات الفضائح الضاربين التقدمية * بالمهندة الصفائح ولقد عناني صوتهم * من بين مستسق وصائح لله در بني علي * أيم منهم وناكح إن لم يغيروا غارة * شعواء تجحر كل نابح بالمقربات المبعدات * الطامحات من الطوامح مردا على جرد إلى * أسد مكالبة كوالح ويلاق قرن قرنة * مشي المصافح للمصافح بزهاء ألف ثم ألف * بين ذي بدن ورامح قال ابن هشام : تركنا منها بيتين نال فيهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأنشدني غير واحد من أهل العلم بالشعر بيته : ويلاق قرن قرنه * مشي المصافح للمصافح وأنشدني أيضا وهب المئين من المئين * إلى المئين من اللواقح سوق المؤبل للمؤبل * صادرات عن بلادح شعر أمية في رثاء زمعة وقتلى بني أسد قال ابن إسحاق : وقال أمية بن أبي الصلت ، يبكي زمعة بن الأسود ، وقتلى بني أسد : عين بكي بالمسجلات أبا الحارث * لا تذخري على زمعة وابكي عقيل بن أسود أسد البأس * ليوم الهياج والدفعة تلك بنو أسد إخوة الجوزاء * لا خانة ولا خدعة هم الأسرة الوسيطة من كعب * وهم ذروة السنام والقمعه أنبتوا من معاشر شعر الرأس * وهم ألحقوهم المنعة أمسى بنو عمهم إذا حضر البأس * أكبادهم عليهم وجعة وهم المطعمون إذا قحط القطر * وحالت فلا ترى قزعة قال ابن هشام : هذه الرواية لهذا الشعر مختلطة ، ليست بصحيحة البناء ، لكن أنشدني أبو محرز خلف الأحمر وغيره ، وروى بعض ما لم يرو بعض : عين بكي بالمسبلات أبا الحراث * لا تذخري على زمعة وعقيل بن اسود أسد البأس * ليوم الهياج والدفعة فعلى مثل هلكهم خوت الجو * زاء لا خانة ولا خدعة وهم الأسرة الوسيطة من كعب * وفيهم كذروة القمعة أنبتوا من معاشر شعر الرأس * وهم ألحقوهم المنعة فبنو عمهم إذا حضر البأس * عليهم أكبادهم وجعة وهم المطعمون إذا قحط القطر * وحالت فلا ترى قزعة شعر معاوية بن زهير في يوم بدر قال ابن إسحاق : وقال أبو أسامة معاوية بن زهير بن قيس بن الحارث بن سعد بن ضبيعة بن مازن بن عدي بن جشم بن معاوية ، حليف بني مخزوم . قال ابن هشام : وكان مشركا وكان مر بهبيرة بن أبي وهب وهم منهزمون يوم بدر ، وقد أعيا هبيرة ، فقام فألقى عنه درعه وحمله فمضى به ، قال ابن هشام : وهذه أصح أشعار أهل بدر : ولما أن رأيت القوم خفوا * وقد زالت نعامتهم لنفر وأن تركت سراة القوم صرعى * كأن خيارهم أذباح عتر وكانت جمة وافت حماما * ولقينا المنايا يوم بدر نصد عن الطريق وأدركونا * كأن زهاءهم غطيان بحر وقال القائلون من ابن قيس * فقلت : أبو أسامة ، غير فخر أنا الجشمي كيما تعرفوني * أبين نسبتي نقرا بنقر فإن تك في الغلاصم من قريش * فإني من معاوية بن بكر فأبلغ مالكا لما غشينا * وعندك مال إن نبأت خبرى وأبلغ إن بلغت المرء عنا * هبيرة وهو ذو علم وقدر بأني إذ دعيت إلى أفيد * كررت ولم يضيق بالكر صدري عشية لا يكر على مضاف * ولا ذي نعمة منهم وصهر فدونكم بني لأي أخاكم * ودونك مالكا يا أم عمرو فلولا مشهدي قامت عليه * موقفة القوائم أم أجري دفوع للقبور بمنكبيها * كأن بوجهها تحميم قدر فأقسم بالذي قد كان ربي * وأنصاب لدى الجمرات مغر لسوف ترون ما حسبي إذا * ما تبدلت الجلود جلود نمر فما إن خادر من أسد ترج * مدل عنبس في الغيل مجري فقد أحمى الأباءة من كلاف * فما يدنو له أحد بنقر بخل تعجز الحلفاء عنه * يواثب كل هجهجة وزجر بأوشك سورة منا إذا ما * حبوت له بقرقرة وهدر ببيض كالأسنة مرهفات * كأن ظباتهن جحيم جمر وأكلف مجنا من جلد ثور * وصفراء البراية ذات أزر وأبيض كالغدير ثوى عليه * عمير بالمداوس نصف شهر أرفل في حمائله وأمشي * كمشية خادر ليث سبطر يقول لي الفتى سعد هديا * فقلت لعله تقريب غدر وقلت أبا عدي لا تطرهم * وذلك إن أطعت اليوم أمري كدأبهم بفروة إذ أتاهم * فظل يقاد مكتوفا بضفر قال ابن هشام : وأنشدني أبو محرز خلف الأحمر : نصد عن الطريق وأدركونا كأن سراعهم تيار بحر وقوله : - مدل عنبس في الغيل مجري - عن غير ابن إسحاق قال ابن إسحاق : وقال أبو أسامة أيضاً : ألا من مبلغ عني رسولا * مغلغلة يثبتها لطيف ألم تعلم مردي يوم بدر * وقد برقت بجنبيك الكفوف وقد تركت سراه القوم صرعى * كأن رؤوسهم حدج نقيف وقد مالت عليك ببطن بدر * خلاف القوم داهية خصيف فنجاه من الغمرات عزمي * وعون الله والأمر الحصيف ومنقلبي من الأبواء وحدي * ودونك جمع أعداء وقوف وأنت لمن أرادك مستكين * بجنب كراش مكلوم نزيف وكنت إذا دعاني يوم كرب * من الأصحاب داع مستضيف فأسمعني ولو أحببت نفسي * أخ في مثل ذلك أو حليف أرد فأكشف الغمى وأرمي * إذا كلح المشافر والأنوف وقرن قد تركت على يديه * ينوء كأنه غصن قصيف دلفت له إذا اختلطوا بحرَّى * مسحسة لعاندها حفيف فذلك كان صنعي يوم بدر * وقبل أخو مدارة عزوف أخوكم في السنين كما علمتم * وحرب لا يزال لها صريف ومقدام لكم لا يزدهيني * جنان الليل والأنس اللفيف أخوض الصّرة الجمّاء خوضا * إذا ما الكلب ألجأه الشفيف قال ابن هشام : تركت قصيدة لأبي أسامة على اللام ، ليس فيها ذكر بدر إلا في أول بيت منها والثاني ، كراهة الإكثار . شعر لهند بنت عتبة تبكي أباها يوم بدر قال ابن إسحاق : وقالت هند بنت عتبة بن ربيعة تبكي أباها يوم بدر أعينيَّ جوادا بدمع سرب * على خير خندف لم ينقلب تداعى له رهطه غدوة * بنو هاشم وبنو المطلب يذيقونه حد أسيافهم * يعلّونه بعد ما قد عطب يجرونه وعفير التراب * على وجهه عاريا قد سلب وكان لنا جبلاً راسياً * جميل المرارة كثير العشب وأما بري فلم أعنه * فأوتي من خير ما يحتسب وقالت هند أيضاً : يريب علينا دهرنا فيسوؤنا * ويأبى فما نأتي بشيء يغالبه أبعد قتيل من لؤي بن غالب * يراع امرؤ إن مات أو مات صاحبه ألا رب يوم قد رزئت مرزأً * تروح وتغدو بالجزيل مواهبه فأبلغ أبا سفيان عني مألُكا * فإن ألقه يوما فسوف أعاتبه فقد كان حرب يسعر الحرب إنه * لكل امرىء في الناس مولى يطالبه قال ابن هشام : وبعض أهل العلم بالشهر ينكرها لهند . قال ابن إسحاق : وقالت هند أيضاً : لله عينا من رأى * هلكا كهلك رجاليه يا رب باك لي غدا * في النائبات وباكيه كما غادروا يوم القليب * غداة تلك الواعيه من كل غيث في السنين * إذا الكواكب خاويه قد كنت أحذر ما أرى * فاليوم حق حذاريه قد كنت أحذر ما أرى * فأنا الغداة مواميه يا رب قائلة غدا * يا ويح أم معاويه قال ابن هشام : وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لهند . قال ابن إسحاق : وقالت هند أيضاً : يا عين بكي عتبه * شيخا شديد الرقبة يطعم يوم المسغبه * يدفع يوم المغلبه إني عليه حربة * ملهوفة مستلبه لنهبطن يثربه * بغارة منثعبة فيها الخيول مقربه * كل جواد سلهبه شعر صفية بنت مسافر في رثاء أهل القليب في بدر وقالت صفية بنت مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، تبكي أهل القليب الذين أصيبوا يوم بدر من قريش : ( وتذكر مصابهم ) : يا من لعين قذاها عائر الرمد * حد النهار وقرن الشمس لم يقد أُخبرت أن سراة الأكرمين معا * قد أحرزتهم مناياهم إلى أمد وفر بالقوم أصحاب الركاب ولم * تعطف غداتئذ أم على ولد قومي صفيَّ ولا تنسَي قرابتهم * وإن بكيت فما تبكين من بُعُد كانوا سقوب سماء البيت فانقصفت * فأصبح السُمْك منها غير ذي عمد قال ابن هشام : قال أنشدني بيتها : " كانوا سقوب " بعض أهل العلم بالشعر . قال ابن إسحاق : وقالت صفية بنت مسافر أيضاً : ألا يا من لعين * للتَّـبكِّي دمعها فان كغَرْبىَ دالج يسقي * خلال الغيث الدان وما ليثُ غريف ذو * أظافير وأسنان أبو شبلين وثاب * شديد البطش غرثان كحبي إذ تولى * و وجوه القوم ألوان وبالكف حسام صا * رم أبيض ذكران وأنت الطاعن النجلا * ء منها مزبدٌ آن قال ابن هشام : ويروون قولها : " وما ليث غريف " إلى أخرها ، مفصولا من البيتين اللذين قبله. رثاء هند بنت أثاثة بن عباد بن المطلب لعبيدة بن الحارث قال ابن إسحاق : وقالت هند بنت أثاثة بن عباد بن المطلب ترثي عبيدة بن الحارث بن المطلب : لقد ضمن الصفراء مجدا وسؤددا * وحلما أصيلا وافر اللب والعقل عبيدة فابكيه لأضياف غربة * وأرملة تعوي تهوى لأشعث كالجذل وبكيه للأقوام في كل شتوة * إذا احمر آفاق السماء من المحل وبكيه للأيتام والريح زفرة * وتشبيب قدر طالما أزبدت تَغْلى فإن تصبح النيران قد مات ضوؤها * فقد كان يذكيهن بالحطب الجزل لطارق ليل أو لملتمس القرى * ومستنبح أضحى لديه على رسل قال ابن هشام : وأكثر أهل العلم بالشعر ينكرها لهند . شعر قتيلة بنت الحارث تبكي أخاها النضر قال ابن إسحاق : وقالت قتيلة بن الحارث ، أخت النضر بن الحارث ، تبكيه : يا راكبا إن الأثيل مظنة * من صبح خامسة وأنت موفق أبلغ بها ميتا بأن تحية * ما إن تزال بها النجائب تخفق مني إليك وعبرة مسفوحة * جادت بواكفها وأخرى تخنق هل يسمعني النضر إن ناديته * أم كيف يسمع ميت لا ينطق أمحمد يا خير ضنْءِ كريمة * في قومها والفحل فحل معرق ما كان ضرك لو مننت وربما * منَّ الفتى وهو المغيط المحنق أو كنت قابل فدية فلينفقن * بأعز ما يلغو به ما ينفق فالنضر أقرب من أسرت قرابة * وأحقهم إن كان عتق يعتق ظلت سيوف بني أبيه تنوشه * لله أرحام هناك تشقق صبرا يقاد إلى المنية متعبا * رسف المقيد وهُوعانٍ موثق قال ابن هشام : فيقال ، والله أعلم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه هذا الشعر ، قال : لو بلغني هذا قبل قتله لمننت عليه . تاريخ الفراغ من بدر قال ابن إسحاق : وكان فراغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر في عقب شهر رمضان أو في شوال . |
غزوة بني سليم بالكدر
قال ابن إسحاق : فلما قدم ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ) لم يقم بها إلا سبع ليال (حتى ) غزا بنفسه ، يريد بن سليم . قال ابن هشام : واستعمل على المدينة سباع بن عُرفطة الغفاري ، أو ابن أم مكتوم . قال ابن إسحاق : فبلغ ماء من مياهم ، يقال له : الكدر ، فأقام عليه ثلاث ليال ثم رجع إلا المدينة ، ولم يلق كيدا ، فأقام بها بقية شوال وذا القعدة ، وأفدى في إقامته تلك جل الأسارى من قريش . غزوة السويق اعتداء أبي سفيان وخروج الرسول خلفه قال : حدثنا أبو محمد عبدالملك بن هشام : قال : حدثنا زياد بن عبدالله البكائي ، عن محمد بن إسحاق المطلبي ، قال : ثم غزا أبو سفيان بن حرب غزوة السويق في ذي الحجة ، وولىَّ تلك الحجة المشركون من تلك السنة ، فكان أبو سفيان كما حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، ويزيد بن رومان ، ومن لا أتهَّم ، عن عبدالله بن كعب بن مالك ، وكان من أعلم الأنصار ، حين رجع إلى مكة ، ورجع فل قريش من بدر ، نذر أن لايمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدا صلى الله عليه وسلم ، فخرج في مئتي ركاب من قريش ، ليبر يمينه ، فسلك النجدية ، حتى نزل بصدر قناة إلى جبل يقال له : ثيب ، من المدينة على بريد أو نحوه ، ثم خرج من الليل ، حتى أتى بني النضير تحت الليل ، فأتى حيي بن أخطب ، فضرب عليه بابه ، فأبى أن يفتح له بابه وخافه ، فانصرف عنه إلى سلام بن مشكم ، وكان سيد بني النضير في زمانه ذلك ، وصاحب كنزهم ، فاستأذن عليه ، فأذن له ، فقراه وسقاه ، وبطن له من خبر الناس ، ثم خرج في عقب ليلته حتى أتى أصحابه ، فبعث رجالا من قريش إلى المدينة ، فأتوا ناحية منها ، يقال لها : العريض ، فحرقوا في أصوار من نخل بها ، ووجدوا بها رجلا من الأنصار وحليفا له في حرث لهما ، فقتلوهما ، ثم انصرفوا راجعين ، ونذر بهم الناس .فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم ، واستعمل على المدينة بشير بن عبدالمنذر ، وهو أبو لبابة ، فيما قال ابن هشام : حتى بلغ قرقرة الكدر ثم انصرف راجعا ، وقد فاته أبو سفيان وأصحابه ، وقد رأوا أزواداً من أزواد القوم قد طرحوها في الحرث يتخففون منها للنجاء ، فقال المسلمون ، حين رجع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، أتطمع لنا أن تكون غزوة ؟ قال : نعم . سبب تسمية هذه الغزوة باسمها قال ابن هشام : وإنما سميت غزوة السويق ، فيما حدثني أبو عبيدة : أن أكثر ما طرح القوم من أزوادهم السويق ، فهجم المسلمون على سويق كثير ، فسميت غزوة السويق . http://www.al-eman.com/islamlib/images/up.gif ما قاله أبو سفيان شعرا في هذه الغزوة قال ابن اسحاق : وقال أبو سفيان بن حرب عند منصرفه ، لما صنع به سلام بن مشكم : وإني تخيرت المدينة واحدا * لحلف فلم أندم ولم أتلوم سقاني فرواني كُميتا مدامة * على عجل مني سلام بن مشكم ولما تولى الجيش قلت ولم أكن * لأفرحه : أبشر بعز ومغنم تأمل فإن القوم سر وإنهم * صريح لؤي لا شماطيط جرهم وما كان إلا بعض ليلة راكب * أتى ساعيا من غير خلة معدم غزوة ذي أمر فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة السويق ، أقام بالمدينة بقية ذي الحجة أو قريبا منها ، ثم غزا نجدا ، يريد غطفان ، وهي غزوة ذي أمر ، واستعمل على المدينة عثمان بن عفان ، فيما قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : فأقام بنجد صفْراً كله أو قريبا من ذلك ، ثم رجع إلى المدينة ، ولم يلق كيدا . فلبث بها شهر ربيع الأول كله ، أو إلا قليلا منه . غزوة الفرع من بحران ثم غزا ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ) يريد قريشا ، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم ، فيما قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : حتى بلغ بحران ، معدنا بالحجاز من ناحية الفرع ، فأقام بها شهر ربيع الآخر وجمادى الأولى ، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا ، أمر بني قينقاع ما قاله لهم الرسول صلى الله عليه وسلم وردهم عليه قال وقد كان فيما بين ذلك ، من غزو رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بني قينقاع ، وكان من حديث بني قينقاع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعهم بسوق ( بني قينقاع ) ثم قال : يا معشر يهود ، احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة ، وأسلموا ، فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل ، تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم ؛ قالوا : يا محمد ، إنك ترى أنا قومك ! لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب ، فأصبت منهم فرصة ، إنا والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس . ما نزل فيهم من القرآن قال ابن إسحاق : فحدثني مولى لآل زيد بن ثابت عن سعيد بن جبير ، أو عن عكرمة عن ابن عباس ، قال : ما نزل هؤلاء الآيات إلا فيهم : " قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد ، قد كان لكم آية في فئتين التقتا " : أي أصحاب بدر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقريش " فئة تقاتل في سبيل الله ، وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين ، والله يؤيد بنصره من يشاء ، إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار " بنو قينقاع أول من نقض عهده صلى الله عليه وسلم قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة : أن بني قينقاع كانوا أول يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاربوا فيما بين بدر وأحد . سبب حرب المسلمين إياهم قال ابن هشام وذكر عبدالله بن جعفر بن المسور بن مخرمة ، عن أبي عون ، قال : كان من أمر بني قينقاع أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها ، فباعته بسوق بني قينقاع ، وجلست إلى صائغ بها ، فجعلوا يُريدونها على كشف وجهها ، فأبت ، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ، فلما قامت انكشفت سوءتها ، فضحكوا بها ، فصاحتْ . فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله ، وكان يهوديا ، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه ، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود ، فغضب المسلمون ، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع . تدخل ابن أُبيّ في شأنهم معه صلى الله عليه وسلم قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، قال : فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه ، فقام إليه عبدالله بن أبي بن سلول ، حين أمكنه الله منهم ، فقال : يامحمد ، أحسن في موالي ، وكانوا حلفاء الخزرج ، قال : فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقال : يا محمد ، أحسن في موالي ، قال : فأعرض عنه . فأدخل يده في جيب درع رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال ابن هشام : وكان يقال لها ذات الفضول . قال ابن إسحاق : فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرسلني ، وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأوا لوجهه ظُللا ، ثم قال : ويحك أرسلني ؛ قال لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي ، أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع قد منعوني من الحمر والأسود ، تحصدهم في غداة واحدة ، إني والله امرؤ أخشى الدوائر ؛ قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هم لك . مدة حصار بني قينقاع قال ابن هشام : واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة في محاصرته إياهم بشير بن عبدالمنذر ، وكانت محاصرته إياهم خمس عشرة ليلة . خلع ابن الصامت بني قينقاع وما نزل فيه من القرآن وفي ابن أبي قال ابن إسحاق : وحدثني أبي إسحاق بن يسار ، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت ، قال: لما حاربت بنو قينقاع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تشبث بأمرهم عبدالله بن أبي بن سلول ، وقام دونهم . ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان أحد بني عوف ، لهم من حلفه مثل الذي لهم من عبدالله بن أبي ، فخلعهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتبرأ إلى الله عز وجل ، إلى رسوله صلى الله عليه وسلم من حلفهم ، وقال : يا رسول الله أتولى الله رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، وأبرأ من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم ، قال : ففيه وفي عبدالله بن أبي نزلت هذه القصة من المائدة " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ، ومن يتولهم منكم فإنه منهم ، إن الله لا يهدي القوم الظالمين . فترى الذين في قلوبهم مرض " أي لعبدالله بن أبي ، وقوله : إني أخشى الدوائر " يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين. ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم " ، ثم القصة إلى قوله تعالى " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ، الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " وذكر لتولي عبادة بن الصامت الله ورسوله والذين آمنوا ، وتبرئه من بني قينقاع وحلفهم وولايتهم : " ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون " |
سرية زيد بن حارثة إلى القردة
زيد بن حارثة يصيب العير قال ابن إسحاق : وسرية زيد بن حارثة التي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ، حين أصاب عير قريش ، وفيها أبو سفيان بن حرب على القردة ، ماء من مياه نجد . وكان من حديثها : أن قريشا خافوا طريقهم الذي كانوا يسلكون إلى الشام ، حين كان من وقعة بدر ما كان ، فسلكوا طريق العراق ، فخرج منهم تجار ، فيهم : أبو سفيان بن حرب ، ومعه فضة كثيرة ، وهي عظم تجارتهم ، واستأجروا رجلا من بني بكر بن وائل ، يقال له : فرات بن حيان يدلهم في ذلك على الطريق . قال ابن هشام : فرات بن حيان ، من بني عجل ، حليف لبني سهم . قال ابن إسحاق : وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة فلقيهم على ذلك الماء ، فأصاب تلك العير وما فيها ، وأعجزه الرجال ، فقدم بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم . ما قاله حسَّان في هذه الغزوة فقال حسَّان بن ثابت بعد أحد في غزوة بدر الآخرة يؤنب قريشا لأخذهم تلك الطريق : دعوا فلجات الشام قد حال دونها * جلاد كأفواه المخاض الأوارك بأيدي رجال هاجروا نحو ربهم * وأنصاره حقا وأيدي الملائك إذا سلكت للغور من بطن عالج * فقولا لها ليس الطريق هنالك قال ابن هشام : وهذه الأبيات في أبيات لحسَّان بن ثابت ، نقضها عليه أبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب ، وسنذكرها ونقيضتها إن شاء الله في موضعها . مقتل كعب بن الأشرف استنكاره ما فعله المسلمون بقريش في بدر قال ابن إسحاق : وكان من حديث كعب بن الأشرف : أنه لما أصيب أصحاب بدر ، وقدم زيد بن حارثة إلى أهل السافلة ، وعبدالله بن رواحة إلى أهل العالية بشيرين ، بعثهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من بالمدينة من المسلمين بفتح الله عز وجل عليه ، وقتل من قتل من المشركين ، كما حدثني عبدالله بن المغيث بن أبي بردة الظفري ، وعبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، وعاصم بن عمر بن قتادة ، وصالح بن أبي أمامة بن سهل ، كل قد حدثني بعض حديثه ، قالوا : قال كعب بن الأشرف ، وكان رجلاً من طيىء ، ثم أحد بني نبهان ، وكانت أمه من بني النضير ، هذان حين بلغه الخبر : أحق هذا ؟ أترون محمدا قتل هؤلاء الذين يسمي هذان الرجلان - يعني زيدا وعبدالله بن رواحة - فهؤلاء أشراف العرب وملوك الناس ، والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم ، لبطن الأرض خير من ظهرها . ما قاله كعب تحريضا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما تيقن عدو الله الخبر ، خرج حتى قدم مكة ، فنزل على المطلب بن أبي وداعة بن ضبيرة السهمي ، وعنده عاتكة بنت أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، فأنزلته وأكرمته ، وجعل يحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وينشد الأشعار ، ويبكي أصحاب القليب من قريش ، الذين أصيبوا ببدر ، فقال : طحنت رحى بدر لمهلك أهله * ولمثل بدر تستهل وتدمع قتلت سراة الناس حول حياضهم * لا تبعدوا إن الملوك تصرع كم قد أصيب به من أبيض ماجد * ذي بهجة يأوي إليه الضُيَّع طلق اليدين إذا الكواكب أخلفت * حمال أثقال يسود ويربع ويقول أقوام أُسرُّ بسخطهم * إن ابن الاشرف ظل كعبا يجزع صدقوا فليت الأرض ساعة قتِّلوا * ظلت تسوخ بأهلها وتصدَّع صار الذي أثر الحديث بطعنه * أو عاش أعمى مرعشا لا يسمع نبئت أن بني المغيرة كلهم * خشعوا لقتل أبي الحكيم وجُدعوا وابنا ربيعة عنده ومنبه * ما نال مثل المهلكين وتبع نبئت أن الحارث بن هشامهم * في الناس يبني الصالحات ويجمع ليزور يثرب بالجموع وإنما * يحمى على الحسب الكريم الأروع قال ابن هشام : قوله " تبع "، "وأسر بسخطهم ". عن غير ابن إسحاق . ما رد عليه حسَّان رضي الله عنه قال ابن إسحاق : فأجابه حسَّان بن ثابت الأنصاري ، فقال : أبكي لكعب ثم عل بعبرة * منه وعاش مجدعا لا يسمع ولقد رأيت ببطن بدر منهم * قتلى تسح لها العيون وتدمع فابكي فقد أبكيت عبدا راضعا * شبه الكليب إلى الكليبة يتبع ولقد شفى الرحمن منا سيدا * وأهان قوما قاتلوه وصرعوا ونجا وأفلت منهم من قبله * شغف يظل لخوفه يتصدع قال ابن هشام : وأكثر أهل العلم بالشعر ينكرها لحسَّان . وقوله : "أبكى لكعب "عن غير ابن إسحاق . ما ردت به امرأة من المسلمين على كعب قال ابن إسحاق : وقالت امرأة من المسلمن من بني مُريد ، بطن من بلى ، كانوا حلفاء في بني أمية بن زيد ؛ يقال لهم الجعادرة ، تجيب كعبا - قال ابن إسحاق : اسمها ميمونة بنت عبدالله ، وأكثر أهل العلم بالشعر ينكر هذه الأبيات لها ، وينكر نقيضتها لكعب بن الأشرف : تحننَ هذا العبد كل تحنن * يبكى على قتلى وليس بناصب بكت عين من يبكي لبدر وأهله * وعلَّت بمثليها لؤي بن غالب فليت الذين ضُرِّجوا بدمائهم * يرى ما بهم من كان بين الأخاشب فيعلم حقا عن يقين ويبصروا * مجرهم فوق اللحى والحواجب ما أجابها به كعب بن الأشرف فأجابها كعب بن الأشرف ، فقال : ألا فازجروا منكم سفيها لتسلموا * عن القول يأتي منه غير مقارب أتشتمني أن كنت أبكي بعبرة * لقوم أتاني ودهم غير كاذب فإني لباك ما بقيت وذاكر * مآثر قوم مجدهم بالجباجب لعمري لقد كانت مريد بمعزل * عن الشر فاحتالت وجوه الثعالب فحق مريد أن تجد أنوفهم * بشتمهم حيي لؤي بن غالب وهبت نصيبي من مريد لجعدر * وفاء وبيت الله بين الخاشب تشبيب كعب بنساء المسلمين والحيلة في قتله ثم رجع كعب بن الأشرف إلى المدينة فشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كما حدثني عبدالله بن المغيث بن أبي بردة ، من لي بابن الأشرف ؟ فقال له محمد بن مسلمة ، أخو بني عبدالأشهل ، أنا لك به يا رسول الله ، أنا أقتله ؛ قال : فافعل إن قدرت على ذلك . فرجع محمد بن مسلمة فمكث ثلاثا لا يأكل ولا يشرب إلا ما يعلق به نفسه ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدعاه ، فقال له : لم تركت الطعام والشراب ؟ فقال : يا رسول الله قلت لك قولا لا أدري هل أفين لك به أم لا ؟ فقال : إنما عليك الجهد ، فقال : يا رسول الله إنه لا بد لنا من أن نقول : قال : قولوا ما بدا لكم ، فأنتم في حل من ذلك . فاجتمع في قتله محمد بن مسلمة ، وسلكان ابن سلامة بن وقش ، وهو أبو نائلة أحد بني عبدالأشهل ، وكان أخا كعب بن الأشرف من الرضاعة ، وعباد بن بشر بن وقش ، أحد بني عبدالأشهل ، والحارث بن أوس بن معاذ ، أحد بني عبدالأشهل ، وأبو عبس بن جبر ، أحد بني حارثة . ثم قدموا إلى عدو الله كعب بن الأشرف ، قبل أن يأتوه ، سلكان ابن سلامة ، أبا نائلة ، فجاءه ، فتحدث معه ساعة ، وتناشدوا شعرا ، وكان أبو نائلة يقول الشعر ، ثم قال : ويحك يابن الأشرف ! إني قد جئتك لحاجة أريد ذكرها لك ، فاكتم عني ؛ قال : افعل ، قال : كان قدوم هذا الرجل علينا بلاء من البلاء ، عادتنا به العرب ، ورمتنا عن قوس واحدة ، وقلعت عنا السبل حتى ضاع العيال ، وجهدت الأنفس ، وأصبحنا قد جهدنا وجهد عيالنا ؛ قال كعب : أنا ابن الأشرف ، أما والله لقد كنت أخبرك يابن سلامة ، إن الأمر سيصير إلى ما أقول ، فقال له سلكان : إني قد أردت أن تبيعنا طعاما ونرهنك ونوثق لك ، ونحسن في ذلك ؛ فقال : اترهنوني أبناءكم؟ قال : لقد أردت أن تفضحنا ، إن معي أصحابا لي على مثل رأي ، وقد أردت أن آتيك بهم ، فتبيعهم وتحسن في ذلك ، ونرهنك في الحلقة ما فيه وفاء ، وأراد سلكان أن لا ينكر السلاح إذا جاءوا بها؛ قال : إن في الحلقة لوفاء ؛ قال فرجع سلكان إلى أصحابه فأخبرهم خبره ، وأمرهم أن يأخذوا السلاح ، ثم ينطلقوا فيجتمعوا إليه ، فاجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال ابن هشام : ويقال : أترهنوني نساءكم ؟ قال : كيف نرهنك نساءنا وأنت أشب أهل يثرب وأعطرهم ، قال : أترهنوني أبناءكم ؟ قال ابن إسحاق : فحدثني ثور بن يزيد ، عن عكرمة عن ابن عباس قال : مشى معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد ، ثم وجههم ، فقال : انطلقوا على اسم الله ؛ اللهم أعنهم ، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته ، وهو في ليلة مقمرة ، وأقبلوا حتى انتهوا إلى حصنه ، فهتف به أبو نائلة ، وكان حديث عهد بعرس ، فوثب في ملحفته ، فأخذته امراته بناحيتها ، وقالت : إنك امرؤ محارَب ، وإن أصحاب الحرب لا ينزلون في هذه الساعة ، قال : إنه أبو نائلة ، لو وجدني نائما لما أيقظني ، فقالت : والله إني لأعرف في صوته الشر ، قال : يقول لها كعب : لو يدعى الفتى لطعنة لأجاب . فنزل فتحدث معهم ساعة ، وتحدثوا معه ، ثم قال : هل لك يا بن الأشرف أن تتماشى إلىالشعب العجور، فنتحدث به بقية ليلتنا هذه ؟ قال : إن شئتم . فخرجوا يتماشون ، فمشوا ساعة ، ثم إن أبا نائلة شام يده في فود رأسه ، ثم شم يده فقال : ما رأيت كالليلة طيبا أعطر قط ، ثم مشى ساعة ، ثم عاد لمثلها حتى اطمأن ، ثم مشى ساعة ، ثم عاد لمثلها ، فأخذ بفود رأسه ، ثم قال : اضربوا عدو الله ، فضربوه فاختلف عليه أسيافهم ، فلم تغن شيئا . قال محمد بن مسلمة : فذكرت مغولا في سيفي ، حين رأيت أسيافنا لا تغني شيئا ، فأخذته ، وقد صاح عدو الله صيحة لم يبق حولنا حصن إلا وقد أوقدت عليه نار ، قال : فوضعته في ثنته ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته ، فوقع عدو الله وقد أصيب الحارث بن أوس بن معاذ ، فجرح في رأسه أو في رجله ، أصابه بعض أسيافنا . قال : فخرجنا حتى سلكنا على بني أمية بن زيد ، ثم على بني قريظة ، ثم على بعاث ، حتى أسندنا في حرة العريض ، وقد أبطأ علينا صاحبنا الحارث بن أوس ، ونزَّفه الدم ، فوقفنا له ساعة ، ثم أتانا يتبع آثارنا . قال : فاحتملناه فجئنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الليل ، وهو قائم يصلي ، فسلمنا عليه ، فخرج إلينا ، فأخبرناه بقتل عدو الله ، وتفل على جرح صاحبنا ، فرجع ورجعنا إلى أهلنا ، فأصبحنا وقد خافت يهود لوقعتنا بعدو الله ، فليس بها يهدوي إلا وهو يخاف على نفسه . ما قاله كعب بن مالك في هذه الحادثة قال ابن إسحاق : فقال كعب بن مالك : فغودر منهم كعب صريعا * فذلت بعد مصرعه النضير على الكفين ثم وقد علته * بأيدينا مشهرة ذكور بأمر محمد إذ دس ليلا * إلى كعب أخا كعب يسير فما كره فأنزله بمكر * ومحمود أخو ثقة جسور قال ابن هشام : وهذه الأبيات في قصيدة له في يوم بني النضير ، سأذكرها إن شاءالله في حديث ذلك اليوم . ما قاله حسَّان في هذه الحادثة قال ابن إسحاق : وقال حسَّان بن ثابت يذكر قتل كعب بن الأشرف وقتل سلام بن أبي الحقيق : لله در عصابة لاقيتهم يابن ال * حقيق وأنت يابن الأشرف يسرون بالبيض الخفاف إليكم * مرحا كأسد في عين مغرف حتى أتوكم في محل بلادكم * فسقوكم حتفا ببيض ذفَّف مستنصرين لنصر دين نبيهم * مستصغرين لكل أمر مجحف قال ابن هشام : وسأذكر قتل سلاَّم بن أبي الحقيق في موضعه إن شاء الله . وقوله : "ذفَّف "، عن غير ابن إسحاق أمر محيصة وحويصة لوم حويصة لأخيه محيصة لقتله يهوديا ثم إسلامه قال ابن إسحاق : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه ) فوثب محيصة بن مسعود . قال ابن هشام : محيصة ويقال محيصة بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرح بن عمرو بن مالك بن الأوس - على ابن شنينة - قال ابن هشام : ويقال شنينة - رجل من تجار يهود ،كان يلابسهم ويبايعهم فقتله وكان حويصة بن مسعود إذ ذاك لم يسلم ، وكان أسن من محيصة ، فلما قتله جعل حويصة يضربه ، ويقول أي عدو الله ،أقتلته ؟ أما والله لرب شحم في بطنك من ماله . قال محيصة : فقلت : والله لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لضربت عنقك ، قال : فوالله إن كان لأول الإسلام حويصة قال : آولله لو أمرك محمد بقتلي لقتلتني ؟ قال : نعم ، والله لو أمرني بضرب عنقك لضربتها ! قال : والله إن دينا بلغ بك هذا لعجب ، فأسلم حويصة ، ما قاله محيصة في ذلك شعرا قال ابن إسحاق : حدثني هذا الحديث مولى لبني حارثة ، عن ابنة محيصة ، عن أبيها محيصة . قال محصية في ذلك : يلوم ابن امي لو أمرت بقتله * لطبّقت ذفراه بأبيض قاضب حسام كلون الملح أُخلص صقله * متى ما أصوّبه فليس بكاذب وما سرني أني قتلتك طائعا * وأن لنا ما بين بصرى ومأرب |
السيرة النبوية / المجلد الرابع
رواية أخرى في قتل محيصة اليهودي
قال ابن هشام : وحدثني أبو عبيدة عن أبي عمرو المدني ، قال لما ظفر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببني قريظة أخذ منهم نحو من أربعمائة رجل من اليهود ، وكانوا حلفاء الأوس على الخزرج ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن تضرب أعناقهم ، فجعلت الخزرج تضرب أعناقهم ويسرهم ذلك ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخزرج ووجوههم مستبشرة ، ونظر إلى الأوس فلم ير ذلك فيهم ، فظن أن ذلك للحلف الذي بين الأوس وبين بني قريظة ، ولم يكن بقي من بني قريظة إلا اثنا عشر رجلا فدفعهم إلى الأوس ، فدفع إلى كل رجلين من الأول رجلا من بين قريظة وقال : ليضرب فلان وليذفّف فلان فكان ممن دفع إليهم كعب بن يهوذا ، وكان عظيما في بني قريظة فدفعه إلى محيصة بن مسعود وإلى أبي بردة بن نيّار - وأبو بردة الذي رخص له رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن يذبح جذعا من المعز في الأضحى - وقال ليضربه محيصة وليذفف عليه أبو بردة ،فضربه ضربة لم تقطع ، وذفف أبو بردة فأجهز عليه ، فقال حويصة : - وكان كافراً - لأخيه محيصة : أقتلت كعب بن يهوذا ؟ قال : نعم ، فقال حويصة ، أما والله لرب شحم قد نبت في بطنك من ماله ، إنك للئيم يا محيصة ، فقال له محيصة : لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لقتلتك فعجب من قوله ثم ذهب عنه متعجباً . فذكروا أنه جعل يتيقظ من الليل ، فيعجب من قول أخيه محيصة . حتى أصبح وهو يقول : والله إن هذا لدين . ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم ،فقال محيصة في ذلك أبياتا قد كتبناها . المدة بين قدوم الرسول بحران وغزوة أحد قال ابن إسحاق : وكانت إقامة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد قدومه من نجران ، جمادى الآخرة ورجبا وشعبان وشهر رمضان ، وغزته قريش غزوة أحد في شوال ، سنة ثلاث . غزوة أحد من حدث ابن إسحاق بغزوة أحد وكان من حديث أحد ، كما حدثني محمد بن مسلم الزهري ، ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة والحصين بن عبدالرحمن بن عمر بن سعد بن معاذ ، وغيرهم من علمائنا ، كلهم قد حدث بعض الحديث عن يوم أحد ، وقد اجتمع حديثهم كله فيما سقت من هذا الحديث عن يوم أحد قالوا ، أومن قال منهم : قريش تجمع المال لحرب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما أصيب يوم بدر من كفار قريش أصحاب القليب ، ورجع فلُّهم إلى مكة ورجع أبو سفيان بن حرب بعيره ، مشى عبدالله بن أبي ربيعة ، وعكرمة بن أبي جهل ، وصفوان بن أمية ، في رجال من قريش ، ممن أصيب آباؤهم وإخوانهم يوم بدر ، فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة ، فقالوا : يا معشر قريش ، إن محمدا قد وتركم ، وقتل خياركم ، فأعينونا بهذا المال على حربه ، فعلَّنا ندرك منه ثأرنا بمن أصاب منّا ، ففعلوا. ما نزل فيهم من القرآن قال ابن إسحاق : ففيهم ، كما ذكر لي بعض أهل العلم ، أنزل الله تعالى : " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون ، والذين كفروا إلى جهنم يحشرون " اجتماع قريش للحرب فاجتمعت قريش لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فعل ذلك أبو سفيان بن حرب ، وأصحاب العير بأحأبيشها ، ومن أطاعها من قبائل كنانة ، وأهل تهامة ، وكان أبو عّزة عمرو بن عبدالله الجمحي قد منّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر وكان فقيرا ذا عيال وحاجة وكان في الأسارى فقال : إني فقير ذو عيال وحاجة قد عرفتها فامنن علي صلى الله عليك وسلم ، فمنّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له صفوان بن أمية يا أبا عزة إنك امرؤ شاعر فأعنا بلسانك فأخرج معنا ،فقال : إن محمداً قد منّ علي فلا أريد أن أظاهر عليه ، قال بلى فأعنا بنفسك فلك الله علي إن رجعت أن أغنيك ، وإن أصبت أن أجعل بناتك مع بناتي يصيبهن ما أصابهن من عسر ويسر ، فخرج أبو عزة في تهامة ويدعو بني كنانة ويقول : أيها بني عبد مناة الرُزَّام * أنتم حماة وأبوكم حام لا تعدوني نصركم بعد العام * لا تسلموني لا يحلُّ إسلام وخرج مسافع بن عبد مناف بن وهب بن حذافة بن جمح إلى بني مالك بن كنانة يحرضهم ويدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا مال ، مال الحسب المقدَّم * أنشد ذا القربى وذا التّذمُّم من كان ذا رحم ومن لم يرحم * الحلف وسط البلد المحّرم عند حطيم الكعبة المعظم ودعا جبير بن مطعم غلامًا له حبشيًا يقال له : وحشي يقذف بحربة له قذف الحبشة ، قلما يخطئ بها ، فقال له : أخرج مع الناس فإن أنت قتلت حمزة عمّ محمد بعمّي طعيمة بن عدي ،فأنت عتيق . خروج قريش ومن معها فخرجت قريش بحدّها وجدّها وحديدها وأحأبيشها ،ومن تابعها من بني كنانة وأهل تهامة ،وخرجوا معهم الظعن ،التماس الحفيظة ،وألا يفروا . فخرج أبو سفيان بن حرب ، وهو قائد الناس . بهند بنة عتبة وخرج عكرمة بن أبي جهل بأم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة وخرج الحارث بن هشام بن المغيرة ، بفاطمة بنت الوليد بن المغيرة ، وخرج صفوان بن أمية ببرزة بنت مسعود بن عمر بن عمير الثقفية ، وهي أم عبدالله بن صفوان بن أمية . قال ابن هشام : ويقال رقيّة . قال ابن إسحاق : وخرج عمرو بن العاص بريطة بنت منبه بن الحجاج ، وهي أم عبدالله بن عمرو ، وخرج طلحة بن أبي طلحة وأبو طلحة عبدالله بن عبدالعزى بن عثمان بن عبدالدار بسلافة بنت سعد بن شهيد الأنصارية ، وهي أم بني طلحة : مسافع والجلاس وكلاب ، قتلوا يومئذهم وأبوهم ، وخرجت خناس بنت مالك بن المضرب ، إحدى نساء بني مالك بن حسل مع ابنها أبي عزيز بن عمير ، وهي أم مصعب بن عمير ، وخرجت عمرة بنت علقمة إحدى نساء بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة ، وكانت هند بنت عتبة كلما مرت بوحشي أو مر بها ، قالت : ويها أبا دسمة اشف واستشف ، وكان وحشي يكنى بأبي دسمة ، فأقبلوا حتى نزلوا بعينين ، بجبل ببطن السبخة ، من قناة على شفير الوادي ، مقابل المدينة . رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشاورته القوم قال : فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمسلمون قد نزلوا حيث نزلوا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين : إني قد رأيت والله خيرا ، رأيت بقرا ، ورأيت في ذباب سيفي ثلما ، ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة ، فأولتها المدينة . قال ابن هشام : وحدثني بعض أهل العلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : رأيت بقرا لي تذبح ، قال : فأما البقر فهي ناس من أصحابي يقتلون ، وأما الثلم الذي رأيت في ذباب سيفي فهو رجل من أهل بيتي يقتل . مطالبة بعض المسلمين للخروج لملاقاة الكفار خارج المدينة قال ابن إسحاق : فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا ، فإن أقاموا أقاموا بشرِّ مقام ، وإن هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها ، وكان رأي عبدالله بن أبي بن سلول مع رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى رأيه في ذلك ، وألا يخرج إليهم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الخروج ، فقال رجال من المسلمين ، ممن أكرم الله بالشهادة يوم أحد وغيره ، ممن كان فاته بدر : يا رسول الله اخرج بنا إلى أعدائنا ، لا يرون أنا جبنا عنهم وضعفنا ، فقال عبدالله بن أبي ابن سلول : يا رسول الله ، أقم بالمدينة لا نخرج إليهم ، فوالله ما خرجنا منها إلى عدو لنا قط إلا أصاب منَّا ، ولا دخلها علينا إلا أصبنا منهم ، فدعهم يا رسول الله ، فإن أقاموا أقاموا بشر محبس ، وإن دخلوا قاتلهم الرجال في وجوههم ، ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم ، وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاءوا . فلم يزل الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كان من أمرهم حب لقاء القوم ، حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته ، فلبس لأْمته ، وذلك يوم الجمعة حين فرغ من الصلاة . وقد مات في ذلك اليوم رجل من الأنصار يقال له : مالك بن عمرو ، أحد بني النجار ، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم خرج عليهم ، وقد ندم الناس ، وقالوا : استكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن لنا ذلك . فلما خرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا : يا رسول الله : استكرهناك ولم يكن ذلك لنا ، فإن شئت فاقعد صلى الله عليك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل " فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف من أصحابه . قال ابن هشام : واستعمل ابن أم مكتوم على الصلاة بالناس . انخذال المنافقين قال ابن إسحاق : حتى إذا كانوا بالشوط بين المدينة وأحد انخذل عنه عبدالله بن أبي بن سلول بثلث الناس ، وقال : أطاعهم وعصاني ، ما ندري علام نقتل أنفسنا هاهنا أيها الناس ، فرجع بمن اتبعه من قومه من أهل النفاق والريب ، واتبعهم عبدالله بن عمرو بن حرام ، أخو بني سلمة ، يقول : يا قوم أذكركم الله ألا تخذلوا قومكم ونبيكم عندما حضر من عدوهم ، فقالوا : لو نعلم أنكم تقاتلون لما أسلمناكم ، ولكنا لا نرى أنه يكون قتال . قال فلما استعصوا عليه وأبوا إلا الانصراف عنهم ، قال : أبعدكم الله أعداء الله فسيغني الله عنكم نبيه . قال ابن هشام : وذكر غير زياد ، عن محمد بن إسحاق عن الزهري : أن الأنصار يوم أحد ، قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ألا نستعين بحلفائنا من يهود ؟ فقال : " لا حاجة لنا فيهم " . ما تفاءل به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال زياد : حدثني محمد بن إسحاق ، قال : ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سلك في حرة بني حارثة ، فذبَّ فرسه بذنبه ، فأصاب كَلاَّب سيف فاستلَّه . قال ابن هشام : ويقال كِلابُ سيف . قال ابن إسحاق : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وكان يحب الفأل ولا يعاتف - لصاحب السيف : شِم سيفك ، فإني أرى السيوف ستسل اليوم . ما فعله مربع المنافق حين سلك المسلمون حائطه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : مَن رجل يخرج بنا على القوم من كثب - أي من قرب - من طريق لا يمر بنا عليهم ؟ فقال أبو خيثمة أخو بني حارثة بن الحارث : أنا يا رسول الله . فنفذ به في حرة بني حارثة ، وبين أموالهم ، حتى سلك في مال لمربع بن قيظي ، وكان رجلا منافقا ضرير البصر ، فلما سمع حِس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين ، قام يحثي في وجوههم التراب ، ويقول : إن كنت رسول الله ، فإني لا أحل لك أن تدخل حائطي . وقد ذكر لي أنه أخذ حفنة من تراب في يده ، ثم قال : والله لو أعلم أني لا أصيب بها غيرك يا محمد لضربت بها وجهك . فابتدره القوم ليقتلوه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقتلوه ، فهذا الأعمى أعمى القلب ، أعمى البصر " وقد بدر إليه سعد بن زيد أخو بني عبدالأشهل ، قبل نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه ، فضربه بالقوس في رأسه فشجه . نزول الرسول بأحد قال : ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل الشعب من أحد ، في عدوة الوادي إلى الجبل ، فجعل ظهره وعسكره إلى أحد ، وقال " لا يقاتلن أحد منكم حتى نأمره بالقتال " وقد سرَّحت قريش الظهر والكراع ، في زروع كانت بالصمغة من قناة للمسلمين ، فقال رجل من الأنصار حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القتال : أترعى زروع بني قيلة ، ولمَّا نضارب ؟ وتعبىَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتال . وهو في سبعمائة رجل ، وأمَّر على الرماة عبدالله بن جبير ، أخا بني عمرو بن عوف ، وهو مُعلم يومئذ بثياب بيض ، والرماة خمسون رجلا فقال ، " انضح الخيل عنا بالنبل ، لا يأتونا من خلفنا إن كانت لنا أو علينا ، فاثبت مكانك لا نؤتين من قبلك " وظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين درعين ، ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير أخي بني عبدالدار . الرسول يجيز من هم في سن الخامسة عشرة ومن لم يجزهم الرسول قال ابن هشام : وأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ سمرة بن جندب الفزاري ، ورافع بن خديج ، أخا بني حارثة ، وهما ابنا خمس عشرة سنة ، وكان قد ردهما ، فقيل له : يا رسول الله إن رافعا رامٍ فأجازه ، فلما أجاز رافعا قيل له : يا رسول الله فإن سمرة يصرع رافعا ، فأجازه . وردَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم : أسامة بن زيد ، وعبدالله بن عمر بن الخطاب ، وزيد بن ثابت ، أحد بني مالك بن النجار ، والبراء بن عازب ، أحد بني حارثة ، وعمرو بن حزم أحد بني مالك بن النجار ، وأسيد بن ظهير أحد بني حارثة ، ثم أجازهم يوم الخندق ، وهم أبناء خمس عشرة سنة . قال ابن إسحاق : وتعبأت قريش ، وهم ثلاثة آلاف رجل ، ومعهم مئتا فرس قد جنبوها ، فجعلوا على ميمنة الخيل خالد بن الوليد ، وعلى ميسرتها عكرمة بن أبي جهل ، أبو دجانة وشجاعته وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فقام إليه رجال ، فأمسكه عنهم ؛ حتى قام إليه أبو دجانة سماك بن خرشة ، أخو بني ساعدة ، فقال : وما حقه يا رسول الله ؟ قال : أن تشرب به العدو حتى ينحني ؛ قال : أنا آخذه يا رسول الله بحقه ، فأعطاه إياه . وكان أبو دجانة رجلا شجاعا يختال عند الحرب ، إذا كانت ، وكان إذا أعلم بعصابة له حمراء ، فاعتصب بها علم الناس أنه سيقاتل ، فلما أخذ السيف من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أخرج عصابته تلك ، فعصب بها رأسه ، وجعل يتبختر بين الصفين . قال ابن إسحاق : فحدثني جعفر بن عبدالله بن أسلم ، مولى عمر بن الخطاب ، عن رجل من الأنصار من بني سلمة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين رأى أبا دجانة يتبختر : إنها لمشية يبغضها الله ، إلا في مثل هذا الموطن . أمر أبي عامر الفاسق قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة : أن أبا عامر ، عبد عمرو بن صيفي بن مالك بن النعمان ، أحد بني ضبيعة ، وقد كان خرج حين خرج إلى مكة مباعدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، معه خمسون غلاما من الأوس ، وبعض الناس كان يقول : كانوا خمسة عشر رجلا ، وكان يعد قريشا أن لو قد لقي قومه لم يختلف عليه منهم رجلان ؛ فلما التقى الناس كان أول من لقيهم أبو عامر في الأحأبيش وعبدان أهل مكة ، فنادى : يا معشر الأوس ، أنا أبو عامر ؛ قالوا : فلا أنعم الله بك عينا يا فاسق - وكان أبو عامر يسمى في الجاهلية : الراهب ، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم : الفاسق - فلما سمع ردهم عليه قال : لقد أصاب قومي بعدي شر ، ثم قاتلهم قتالا شديدا ، ثم راضخهم بالحجارة . أبو سفيان وامرأته يحرضان قريشا قال ابن إسحاق : وقد قال أبو سفيان لأصحاب اللواء من بني عبدالدار يحرضهم بذلك على القتال : يا بني عبدالدار ، إنكم قد وليتم لواءنا يوم بدر ، فأصابنا ما قد رأيتم ، وإنما يؤتى الناس من قبل راياتهم إذا زالت زالوا ، فإما أن تكفونا لواءنا ، وإما أن تخلوا بيننا وبينه فنكفيكموه ، فهموا به وتواعدوه ، وقالوا : نحن نسلم إليك لواءنا ستعلم غدا إذا التقينا كيف نصنع وذلك أراد أبو سفيان تحريض هند ومن معها جيش الكفار فلما التقى الناس ، ودنا بعضهم من بعض ، قامت هند بنت عتبة في النسوة اللاتي معها ، وأخذن الدفوف يضربن بها خلف الرجال ، ويحرضنهم ، فقالت هند فيما تقول : ويها بني عبدالدار * ويها حماة الأدبار ضربا بكل بتار * وتقول : إن تقبلوا نعانق * ونفرش النمارق أو تدبروا نفارق * فراق غير وامق شعار المسلمين وكان شعار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد : أمت ، أمت ، فيما قال ابن هشام : تمام قصة أبي دجانة قال ابن إسحاق : فاقتتل الناس حتى حميت الحرب ، وقاتل أبو دجانة حتى أمعن في الناس . قال ابن هشام : حدثني غير واحد ، من أهل العلم ، أن الزبير بن العوام قال : وجدت في نفسي حين سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف فمنعنيه وأعطاه أبا دجانة ، وقلت : أنا ابن صفية عمته ، ومن قريش ، وقد قمت إليه فسألته إياه قبله ، فأعطاه إياه وتركني ، والله لأنظرن ما يصنع ؛ فاتبعته ، فأخرج عصابة له حمراء ، فعصب بها رأسه ، فقالت الأنصار : أخرج أبو دجانة عصابة الموت ، وهكذا كانت تقول له إذا تعصب بها . فخرج وهو يقول : أنا الذي عاهدني خليلي * ونحن بالسفح لدى النخيل ألا أقوم الدهر في الكَيُّول * أضرب بسيف الله والرسول قال ابن هشام : ويروى : في الكُبُول . قال ابن إسحاق : فجعل لا يلقي أحدا إلا قتله . وكان في المشركين رجل لا يدع لنا جريحا إلا ذفف عليه ، فجعل كل واحد منهما يدنو من صاحبه . فدعوت الله أن يجمع بينهما ، فالتقيا ، فأختلفا ضربتين ، فضرب المشرك أبا دجانة ، فاتقاه بدرقته ، فعضت بسيفه ، وضربه أبو دجانة فقتله ثم رأيته قد حمل السيف على مفرق رأس هند بنت عتبة ، ثم عدل السيف عنها . قال الزبير فقلت : الله ورسوله أعلم . قال ابن إسحاق : وقال أبو دجانة سماك بن خرشة : رأيت أنسانا يخمش الناس خمشا شديدا ، فصمدت له ، فلما حملت عليه السيف ولول فإذا امرأة ، فأكرمت سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اضرب به امرأة . |
استشهاد حمزة
وقاتل حمزة بن عبدالمطلب حتى قتل أرطاة بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبدالدار ، وكان أحد النفر الذين يحملون اللواء ، ثم مر به سباع بن عبدالعزى الغبشاني ، وكان يكنى بأبي نيار ، فقال له حمزة : هلم إلي يابن مقطعة البظور - وكانت أمه أم أنمار مولاة شريق بن عمرو بن وهب الثقفي . قال ابن هشام : شريق بن الأخنس بن شريق . وكانت ختانة بمكة - فلما التقيا ضربه حمزة فقتله . حديث وحشي في قتله حمزة قال وحشي ، غلام جبير بن مطعم : والله إني لأنظر إلى حمزة يهد الناس بسيفه ما يليق به شيئا ، مثل الجمل الأورق إذ تقدمني إليه سباع بن عبدالعزى ، فقال له حمزة : هلم إلي يابن مقطعة البظور ، فضربه ضربة ، فكأن ما أخطأ رأسه ، وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه ، فوقعت في ثنته ، حتى خرجت من بين رجليه ، فأقبل نحوي ، فغلب فوقع ، وأمهلته حتى إذا مات جئت فأخذت حربتي ، ثم تنحيت إلى العسكر ، ولم تكن لي بشيء حاجة غيره . وحشي يحدث الضمري وابن الخيار عن قتله حمزة قال ابن إسحاق : وحدثني عبدالله بن الفضل بن عباس بن ربيعة ابن الحارث عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال : خرجت أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار ، أخو بني نوفل بن عبد مناف ، في زمان معاوية بن أبي سفيان ، فأدربنا مع الناس ، فلما قفلنا مررنا بحمص - وكان وحشي مولى جبير بن مطعم ، قد سكنها ، وأقام بها - فلما قدمناها ، قال لي عبيد الله بن عدي : هل لك في أن نأتي وحشيا فنسأله عن قتل حمزة كيف قتله ؟ قال : قلت له : إن شئت. فخرجنا نسأل عنه بحمص ، فقال لنا رجل ، ونحن نسأل عنه : إنكما ستجدانه بفناء داره ، وهو رجل قد غلبت عليه الخمر ، فإن تجداه صاحيا تجدا رجلا عربيا ، وتجدا عنده بعض ما تريدان ، وتصيبا عنده ما شئتما من حديث تسألانه عنه ، وإن تجداه وبه بعض ما يكون به ، فانصرفا عنه ودعاه ، قال : فخرجنا نمشي حتى جئناه ، فإذا هو بفناء داره على طنفسة له ، فإذا شيخ كبير مثل البغاث . - قال ابن هشام : البغاث : ضرب من الطير يميل إلى السواد - فإذا هو صاح لا بأس به . قال : فلما انتهينا إليه سلمنا عليه ، فرفع رأسه إلى عبيد الله بن عدي ، فقال : ابن لعدي بن الخيار أنت ؟ قال : نعم ؛ قال : أما والله ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك بذي طوى ، فإني ناولتكها وهي على بعيرها ، فأخذتك بعرضيك ، فلمعت لي قدماك حين رفعتك إليها ، فوالله ما هو إلا أن وقفت علي فعرفتهما . قال : فجلسنا إليه ، فقلنا له : جئناك لتحدثنا عن قتلك حمزة ، كيف قتلته ؟ فقال : أما إني سأحدثكما كما حدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألني عن ذلك ، كنت غلاما لجبير بن مطعم ، وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر ؛ فلما سارت قريش إلى أحد ، قال لي جبير : إن قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق . قال : فخرجت مع الناس ، وكنت رجلا حبشيا أقذف بالحربة قذف الحبشة ، قلما أخطئ بها شيئا ؛ فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة وأتبصره ، حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق ، يهد الناس بسيفه هدا ، ما يقوم له شيء ، فوالله إني لأتهيأ له ، أريده وأستتر منه بشجرة أو حجر ليدنو مني إذ تقدمني إليه سباع بن عبدالعزى ؛ فلما رآه حمزة قال : له هلم إلي يا ابن مقطعة البظور. قال : فضربه ضربة كأن ما أخطأ . رأسه قال : وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها ، دفعتها عليه ، فوقعت في ثنته . حتى خرجت من بين رجليه ، وذهب لينوء نحوي ، فغلب ، وتركته وإياها حتى مات ، ثم أتيته فأخذت حربتي ، ثم رجعت إلى العسكر ، فقعدت فيه ، ولم يكن لي بغيره حاجة ، وإنما قتلته لأعتق . فلما قدمت مكة أعتقت ، ثم أقمت حتى إذا افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة هربت إلى الطائف ، فمكثت بها ، فلما خرج وفد الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلموا تعيت علي المذاهب ، فقلت : ألحق بالشام ، أو باليمن ، أو ببعض البلاد ، فوالله إني لفي ذلك من همي ، إذ قال لي رجل : ويحك ! إنه والله ما يقتل أحدا من الناس دخل في دينه ، وتشهد شهادته . وحشي يحدث الرسول بقتله حمزة فلما قال لي ذلك ، خرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فلم يرعه إلا بي قائما على رأسه أتشهد بشهادة الحق ؛ فلما رآني قال : أوحشي ؟ قلت : نعم يا رسول الله . قال : اقعد فحدثني كيف قتلت حمزة ، قال : فحدثته كما حدثتكما ، فلما فرغت من حديثي ، قال : ويحك ! غيب عني وجهك ، فلا أرينك . قال : فكنت أتنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان لئلا يراني ، حتى قبضه الله ( صلى الله عليه وسلم ) . وحشي يشارك في قتل مسيلمة الكذاب فلما خرج المسلمون إلى مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة خرجت معهم ، وأخذت حربتي التي قتلت بها حمزة ؛ فلما التقى الناس رأيت مسيلمة الكذاب قائما في يده السيف ، وما أعرفه ، فتهيأت له ، وتهيأ له رجل من الأنصار من الناحية الأخرى ، كلانا يريده ، فهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه ، فوقعت فيه ، وشد عليه الأنصاري فضربه بالسيف ، فربك أعلم أينا قتله ، فإن كنت قتلته فقد قتلت خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد قتلت شر الناس . قال ابن إسحاق : وحدثني عبدالله بن الفضل ، عن سليمان بن يسار ، عن عبدالله بن عمر بن الخطاب ، وكان قد شهد اليمامة ، قال : سمعت يومئذ صارخا يقول : قتله العبد الأسود . خلع وحشي من الديوان قال ابن هشام : فبلغني أن وحشيا لم يزل يحد في الخمر حتى خلع من الديوان ، فكان عمر بن الخطاب يقول : قد علمت أن الله تعالى لم يكن ليدع قاتل حمزة . استشهاد مصعب بن عمير قال ابن إسحاق : وقاتل مصعب بن عمير دون رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل ، وكان الذي قتله ابن قمئة الليثي ، وهو يظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرجع إلى قريش فقال : قتلت محمدا . فلما قتل مصعب بن عمير أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء علي بن أبي طالب ، وقاتل علي بن أبي طالب ورجال من المسلمين . قال ابن هشام : وحدثني مسلمة بن علقمة المازني ، قال : لما اشتد القتال يوم أحد ، جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت راية الأنصار ، وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب رضوان الله عليه : أن قدم الراية . فتقدم علي ، فقال : أنا أبو الفُصَم ، - ويقال : أبو القصم فيما قال ابن هشام - فناداه أبو سعد بن أبي طلحة ، وهو صاحب لواء المشركين : أن هل لك يا أبا القصم في البراز من حاجة ؟ قال : نعم . فبرزا بين الصفين ، فاختلفا ضربتين فضربه علي فصرعه ، ثم انصرف عنه ولم يجهز عليه ؛ فقال له أصحابه : أفلا أجهزت عليه ؟ فقال : إنه استقبلني بعورته ، فعطفتني عنه الرحم ، وعرفت أن الله عز وجل قد قتله . ويقال : إن أبا سعد بن أبي طلحة خرج بين الصفين ، فنادى : أنا قاصم ، من يبارز برازا ، فلم يخرج إليه أحد . فقال : يا أصحاب محمد ، زعمتم أن قتلاكم في الجنة ، وأن قتلانا في النار ، كذبتم واللات ! لو تعلمون ذلك حقا لخرج إلي بعضكم ، فخرج إليه علي بن أبي طالب ، فاختلفا ضربتين ، فضربه علي فقتله . خبر عاصم بن ثابت وقاتل عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، فقتل مسافع بن طلحة ، وأخاه الجلاس بن طلحة ، كلاهما يشعره سهما ، فيأتي أمه سلافة ، فيضع رأسه في حجرها فتقول : يا بني ، من أصابك ؟ فيقول : سمعت رجلا حين رماني وهو يقول : خذها وأنا ابن أبي الأقلح ، فنذرت إن أمكنها الله من رأس عاصم ، أن تشرب فيه الخمر ، وكان عاصم قد عاهد الله أن لا يمس مشركا أبدا ، ولا يمسه مشرك . وقال عثمان بن أبي طلحة يومئذ ، وهو يحمل لواء المشركين : إن على أهل اللواء حقا * أن يخضبوا الصعدة أو تندقا فقتله حمزة بن عبدالمطلب استشهاد حنظلة الذي سمي : غسيل الملائكة والتقى حنظلة بن أبي عامر الغسيل وأبو سفيان ، فلما استعلاه حنظلة بن أبي عامر رآه شداد بن الأسود ، وهو ابن شعوب ، وقد علا أبا سفيان . فضربه شداد فقتله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن صاحبكم ، يعني حنظلة ، لتغسله الملائكة . فسألوا أهله ما شأنه ؟ فسئلت صاحبته عنه . فقالت : خرج وهو جنب حين سمع الهاتفة . - قال ابن هشام : ويقال : الهائعة . وجاء في الحديث : خير الناس رجل ممسك بعنان فرسه ، كلما سمع هيعة طار إليها ، قال الطرماح بن حكيم الطائي ، والطرماح : الطويل من الرجال : أنا ابن حماة المجد من آل مالك * إذا جعلت خور الرجال تهيع والهيعة : الصيحة التي فيها الفزع - قال ابن إسحاق : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لذلك غسَّلته الملائكة . شعر الأسود وأبي سفيان في قتل حنظلة قال ابن إسحاق : وقال شداد بن الأسود في قتله حنظلة : لأحمين صاحبي ونفسي * بطعنة مثل شعاع الشمس وقال أبو سفيان بن حرب ، وهو يذكر صبره في ذلك اليوم ، ومعاونة ابن شعوب إياه على حنظلة ولو شئت نجتني كميت طمرة * ولم أحمل النعماء لابن شعوب ومازال مهري مزجر الكلب منهم * لدن غدوة حتى دنت لغروب أقاتلهم وأدعي يا لغالب * وأدفعهم عني بركن صليب فبكي ولا ترعي مقالة عاذل * ولا تسأمي من عبرة ونحيب أباك وإخوانا له قد تتابعوا * وحق لهم من عبرة بنصيب وسلي الذي قد كان في النفس أنني * قتلت من النجار كل نجيب ومن هاشم قرما كريما ومصعبا * وكان لدى الهيجاء غير هيوب ولو أنني لم أشف نفسي منهم * لكانت شجا في القلب ذات ندوب فآبوا وقد أودى الجلابيب منهم * بهم خدب من معطب وكئيب أصابهم من لم يكن لدمائهم * كفاء ولا في خطة بضريب حسَّان يرد على أبي سفيان فأجابه حسَّان بن ثابت ، فيما ذكر ابن هشام ، فقال : ذكرت القروم الصيد من آل هاشم * ولست لزور قلته بمصيب أتعجب أن أقصدت حمزة منهم * نجيبا وقد سميته بنجيب ألم يقتلوا عمرا وعتبة وابنه * وشيبة والحجاج وابن حبيب غداة دعا العاصي عليا فراعه * بضربة عضب بله بخضيب رد ابن شعوب على أبي سفيان قال ابن إسحاق : وقال ابن شعوب يذكر يده عند أبي سفيان فيما دفع عنه ، فقال : ولولا دفاعي يا بن حرب ومشهدي * لألفيت يوم النعف غير مجيب ولولا مكري المهر بالنعف قرقرت * ضباع عليه أو ضراء كليب قال ابن هشام : قوله " عليه أو ضراء " عن غير ابن إسحاق . شعر الحارث في الرد على أبي سفيان أيضا قال ابن إسحاق : وقال الحارث ابن هشام يجيب أبا سفيان : جزيتهم يوما ببدر كمثله * على سابح ذي ميعة وشبيب لدى صحن بدر أو أقمت نوائحا * عليك ولم تحفل مصاب حبيب وإنك لو عاينت ما كان منهم * لأبت بقلب ما بقيب نخيب قال ابن هشام : وإنما أجاب الحارث بن هشام أبا سفيان لأنه ظن أنه عرض به في قوله : وما زال مهري مزجر الكلب منهم * لفرار الحارث يوم بدر . الزبير يذكر سبب الهزيمة قال ابن إسحاق : ثم أنزل الله نصره على المسلمين وصدقهم وعده ، فحسوهم بالسيوف حتى كشفوهم عن العسكر ، وكانت الهزيمة لا شك فيها . قال ابن إسحاق : وحدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير ، عن أبيه عباد ، عن عبدالله بن الزبير ، عن الزبير ، أنه قال : والله لقد رأيتني أنظر إلى خدم هند بنت عتبة وصواحبها مشمرات هوارب ، ما دون أخذهن قليل ولا كثير ، إذ مالت الرماة إلى العسكر ، حين كشفنا القوم عنه وخلوا ظهورنا للخيل ، فأتينا من خلفنا ، وصرخ صارخ : ألا إن محمدا قد قتل ، فانكفأنا وانكفأ علينا القوم بعد أن أصبنا أصحاب اللواء حتى ما يدنو منه أحد من القوم . قال ابن هشام : الصارخ : أزبّ العقبة ، يعني الشيطان . حسَّان يذكر شجاعة صؤاب قال ابن إسحاق : وحدثني بعض أهل العلم : أن اللواء لم يزل صريعا حتى أخذته عمرة بنت علقمة الحارثية ، فرفعته لقريش ، فلا ثوابه . وكان اللواء مع صؤاب ، غلام لبني أبي طلحة ، حبشي ، وكان آخر من أخذه منهم ، فقاتل به حتى قطعت يداه ، ثم برك عليه ، فأخذ اللواء بصدره وعنقه حتى قتل عليه ، وهو يقول : اللهم هل أعزرت - يقول : أعذرت - فقال حسَّان بن ثابت في ذلك : فخرتم باللواء وشر فخر * لواء حين رد إلى صؤاب جعلتم فخركم فيه بعبد * وألأم من يطا عفر التراب ظننتم والسفيه له ظنون * وما إن ذاك من أمر الصواب بأن جلادنا يوم التقينا * بمكة بيعكم حمر العياب أقر العين أن عصبت يداه * وما إن تعصبان على خضاب قال ابن هشام : آخرها بيتا يروي لأبي خراش الهذلي ، وأنشدنيه له خلف الأحمر : أقر العين أن عصبت يداها * وما إن تعصبان على خضاب في أبيات له ، يعني امرأته ، في غير حديث أحد . وتروى الأبيات أيضاً لمعقل بن خويلد الهذلي . |
شعر حسَّان في شجاعة عمرة الحارثية
قال ابن إسحاق : وقال حسَّان بن ثابت في شأن عمرة بنت علقمة الحارثية ورفعها اللواء : إذا عضل سيقت إلينا كأنها * جداية شرك معلمات الحواجب أقمنا لهم طعنا مبيرا منكلا * وحزناهم بالضرب من كل جانب فلولا لواء الحارثية أصبحوا * يباعون في الأسواق بيع الجلائب قال ابن هشام : وهذه الأبيات في أبيات له . ما أصاب الرسول يوم أحد قال ابن إسحاق : وانكشف المسلمون ، فأصاب فيهم العدو ، وكان يوم بلاء وتمحيص ، أكرم الله فيه من أكرم من المسلمين بالشهادة ، حتى خلص العدو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدُثّ بالحجارة حتى وقع لشقه ، فأصيبت رباعيته ، وشج في وجهه ، وكلمت شفته ، وكان الذي أصابه عتبة بن أبي وقاص . قال ابن إسحاق : فحدثني حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ، قال : كسرت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ، وشج في وجهه ، فجعل الدم يسيل على وجهه ، وجعل يمسح الدم وهو يقول : " كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم ، وهو يدعوهم إلى ربهم ، فأنزل الله عز وجل في ذلك : " ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون " قال ابن هشام : وذكر ربيح بن عبدالرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري : أن عتبة بن أبي وقاص رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ، فكسر رباعيته اليمنى السفلى ، وجرح شفته السفلى ، وأن عبدالله بن شهاب الزهري شجه في جبهته ، وأن ابن قمئة جرح وجنته فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته ، ووقع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرة من الحفر التي عمل أبو عامر ليقع فيها المسلمون ، وهم لا يعلمون ؛ فأخذ علي بن أبي طالب بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورفعه طلحة بن عبيد الله حتى استوى قائما ، ومص مالك بن سنان ، أبو أبي سعيد الخدري ، الدم عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ازدرده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من مس دمي دمه لم تصبه النار " . قال ابن هشام : وذكر عبدالعزيز بن محمد الدراوردي : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشى على وجه الارض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله . وذكر ، يعني عبدالعزيز الدراوردي ، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة ، عن عيسى بن طلحة ، عن عائشة ، عن أبي بكر الصديق : أن أبا عبيدة بن الجراح نزع إحدى الحلقتين من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسقطت ثنيته ، ثم نزع الأخرى ، فسقطت ثنيته الأخرى ، فكان ساقط الثنيتين . شعر حسان في عتبة وما أصاب به الرسول قال ابن إسحاق : وقال حسَّان بن ثابت لعتبة بن أبي وقاص : إذا الله جازى معشرا بفعالهم * وضرهم الرحمن رب المشارق فأخزاك ربي يا عتيب بن مالك * ولقَّاك قبل الموت إحدى الصواعق بسطت يمينا للنبي تعمدا * فأدميت فاه قطعت بالبوارق فهلا ذكرت الله والمنزل الذي * تصير اليه عند احدى البوائق قال ابن هشام : تركنا منها بيتين أقذع فيهما . من شجاعة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم قال ابن إسحاق : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غشية القوم : مَن رجل يشري لنا نفسه ؟ كما حدثني الحصين بن عبدالرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن محمود بن عمرو ، قال : فقام زياد بن السكن في نفر خمسة من الأنصار وبعض الناس يقول إنما هو عمارة بن يزيد بن السكن ، فقاتلوا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رجلا ثم رجلا ، يقتلون دونه ، حتى كان آخرهم زياد أو عمارة ، فقاتل حتى أثبتته الجراحة ، ثم فاءت فئة من المسلمين فأجهضوهم عنه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أدنوه مني ، فأدنوه منه ، فوسده قدمه ، فمات وخده على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم . ما فعلته نسيبة بنت كعب قال ابن هشام : وقاتلت أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية يوم أحد . فذكر سعيد بن أبي زيد الأنصاري : أن أم سعد بنت سعد بن الربيع كانت تقول : دخلت على أم عمارة ، فقلت لها : يا خالة ، أخبريني خبرك ، فقالت خرجت : أول النهار وأنا أنظر ما يصنع الناس ، ومعي سقاء فيه ماء ، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو في أصحابه ، والدولة والريح للمسلمين . فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقمت أباشر القتال ، وأذب عنه بالسيف ، وأرمي عن القوس ، حتى خلصت الجراح إليّ . قالت : فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور ، فقلت : من أصابك بهذا ؟ قالت ابن قمئة ، أقمأه الله ! لما ولى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يقول : دلوني على محمد ، فلا نجوت إن نجا ، فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير ، وأناس ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضربني هذه الضربة ، ولكن فلقد ضربته على ذلك ضربات ، ولكن عدو الله كان عليه درعان . شجاعة أبي دجانة وسعد بن أبي وقاص قال ابن إسحاق : وترَّس دون رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو دجانة بنفسه ، يقع النبل في ظهره ، وهو منحن عليه ، حتى كثر فيه النبل ، ورمي سعد بن أبي وقاص دون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال سعد : فلقد رأيته يناولني النبل ، وهو يقول : " ارم فداك أبي وأمي " حتى إنه ليناولني السهم ما له نصل فيقول : ارم به . شجاعة قتادة بن النعمان قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : رمى عن قوسه حتى اندقت سيتها ، فأخذها قتادة بن النعمان ، فكانت عنده ، وأصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان ، حتى وقعت على وجنته . قال ابن إسحاق : فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول الله صلى الله عيله وسلم ردها بيده ، فكانت أحسن عينيه وأحدَّهما . ما فعله أنس بن النضر قال ابن إسحاق : وحدثني القاسم بن عبدالرحمن بن رافع أخو بني عدي بن النجار ، قال : انتهى أنس بن النضر ، عم أنس بن مالك ، إلى عمر بن الخطاب ، وطلحة بن عبيد الله ، في رجال من المهاجرين والأنصار ، وقد ألقوا بأيديهم ، فقال : ما يجلسكم ؟ قالوا : قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ قال : فماذا تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم استقبل القوم ، فقاتل حتى قتل ، وبه سمى أنس بن مالك . قال ابن إسحاق : فحدثني حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ، قال : لقد وجدنا بأنس بن النضر يومئذ سبعين ضربة ، فما عرفه إلا أخته ، عرفته ببنانه . جراحات عبدالرحمن بن عوف قال ابن هشام : حدثني بعض أهل العلم : أن عبدالرحمن بن عوف أصيب فوه يومئذ فهتم ، وجرح عشرين جراحة أو أكثر ، إصابة بعضها في رجله فعرج . كعب بن مالك يعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد إشاعة مقتله قال ابن إسحاق : وكان أول من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهزيمة ، وقول الناس : قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما ذكر لي ابن شهاب الزهري كعب بن مالك ، قال : عرفت عينيه تزهران من تحت المغفر ، فناديت بأعلى صوتي : يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأشار إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن أنصت . قال ابن إسحاق : فلما عرف المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم نهضوا به ونهض معهم نحو الشعب ، معه أبو بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ، وطلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام ، رضوان الله عليهم . والحارث بن الصمة ، ورهط من المسلمين . مقتل أبي بن خلف قال : فلما أسند رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب ادركة أبي بن خلف وهو يقول : أي محمد ، لانجوت إن نجوت ، فقال القوم : يا رسول الله ، أيعطف عليه رجل منا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعوه ؛ فلما دنا تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة ، يقول بعض القوم فيما ذكر لي : فلما أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم منه انتفض بها انتفاضة ، تطايرنا بها تطاير الشعراء عن ظهر البعير إذا انتفض بها - قال ابن هشام : الشعراء ذباب له لدغ - ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تدأدأ منها عن فرسه مراراً . قال ابن هشام : تدأدأ ، يقول : تقلب عن فرسه فجعل يتدحرج . ما تحقق من وعده صلى الله عليه وسلم أبي بن خلف قال إسحاق وكان أبيُّ بن خلف ، كما حدثني صالح بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف ، يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ، فيقول : يا محمد إن عندي العوذ ، فرسا أعلفه كل يوم فرقا من ذرة أقتلك عليه ؛ فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل أنا أقتلك إن شاء الله . فلما رجع إلى قريش وقد خدشة في عنقه خدشا غير كبير ، فاحتقن الدم ، قال : قتلني والله محمد ! قالوا له : ذهب والله فؤادك ! والله إنْ بك من بأس ؛ قال : إنه قد كان قال لي بمكة : أنا أقتلك . فوالله لو بصق عليَّ لقتلني . فمات عدو الله بسرف وهم قافلون به إلى مكة . ما قاله حسَّان في مقتل أبي بن خلف قال ابن إسحاق : فقال حسَّان بن ثابت في ذلك : لقد ورث الضلالة عن أبيه * أُبي يوم بارزه الرسول أتيت إليه تحمل رم عظم * وتوعده وأنت به جهول وقد قتلت بنو النجار منكم * أمية إذ يغوث يا عقيل وتبّ ابنا ربيعة إذ أطاعا * أبا جهل لأمهما الهبول وأفلت حارث لما شغلنا * بأسر القوم أسرته فليل قال ابن هشام : أسرته : قبيلته . وقال حسَّان بن ثابت أيضاً في ذلك : ألا من مبلغ عني أبيا * لقد ألقيت في سحق السعير تمنى بالضلالة من بعيد * وتقسم أن قدرت مع النذور تمنيك الأماني من بعيد * وقول الكفر يرجع في غرور فقد لاقتك طعنة ذي حفاظ * كريم البيت ليس بذي فجور له فضل على الأحياء طرا * إذا نابت ملمات الأمور انتهاء الرسول إلى فم الشعب قال : فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فم الشعب خرج علي بن أبي طالب ، حتى ملأ درقته ماء من المهراس ، فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشرب منه ، فوجد له ريحا ، فعافه فلم يشرب منه ، وغسل عن وجهه الدم ، وصب على رأسه وهو يقول : اشتد غضب الله على من دمَّى وجه نبيه . سعد بن أبي وقاص يحرص على قتل عتبة قال ابن إسحاق : فحدثني صالح بن كيسان عمن حدثه عن سعد بن أبي وقاص أنه كان يقول : والله ما حرصت على قتل رجل قط كحرصي حرصت على قتل عتبة بن أبي وقاص . وإن كان ما علمت لسيء الخلق مبغضاً فيه قومه ، ولقد كفاني منه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : اشتد غضب الله علي من دمَّى وجه رسوله. عمر يصعد إلى قريش الجبل ويقاتلهم قال ابن إسحاق : فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشعب ، معه أولئك النفر من أصحابه ، إذ علت عالية من قريش الجبل . قال ابن هشام : كان على تلك الخيل خالد بن الوليد . قال ابن إسحاق : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم إنه لا ينبغي لهم أن يعلونا ! فقاتل عمر بن الخطاب ورهط معه من المهاجرين حتى أهبطوهم من الجبل . معاونة طلحة الرسول قال ابن إسحاق : ونهض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صخرة من الجبل ليعلوها ، وقد كان بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وظاهر بين درعين ، فلما ذهب لينهض صلى الله عليه وسلم لم يستطع ، فجلس تحته طلحة بن عبيد الله ، فنهض به ، حتى استوى عليها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما حدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير ، عن أبيه ، عن عبدالله بن الزبير ، عن الزبير ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يقول : أوجب طلحة حين صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع . قال ابن هشام : وبلغني عن عكرمة عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبلغ الدرجة المبنية في الشعب . صلاة الرسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا قال ابن هشام : وذكر عمر مولى غفرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر يوم أحد قاعدا من الجراح التي أصابته ، وصلى المسلمون خلفه قعودا . مقتل اليمان وابن وقش قال ابن إسحاق : وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى بعضهم المنقَّى ، دون الأعوص . قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد ، قال : لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد ، رفع حسيل بن جابر ، وهو اليمان أبو حذيفة بن اليمان ، وثابت بن وقش في الآطام مع النساء والصبيان ، فقال أحدهما لصاحبه . وهما شيخان كبيران : ما أبا لك ، ما تنتظر ؟ فوالله لا بقي لواحد منا من عمره إلا ظمء حمار ، إنما نحن هامة اليوم أو غد ، أفلا نأخذ أسيافنا ، ثم نلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم ، لعل الله يرزقنا شهادة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذا أسيافهما ثم خرجا ، حتى دخلا في الناس ، ولم يعلم بهما ، فأما ثابت بن وقش فقتله المشركون ، وأما حسيل بن جابر ، فاختلفت عليه أسياف المسلمين ، فقتلوه ولا يعرفونه ، فقال حذيفة : أبى ؛ فقالوا : والله إن عرفناه ، وصدقوا . قال حذيفة يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يديه ؛ فتصدق حذيفة بديته على المسلمين ؛ فزاده ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا . مقتل حاطب و مقالة أبيه قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة : أن رجلا منهم كان يدعى حاطب بن أمية بن رافع ، وكان له ابن يقال له : يزيد بن حاطب ، أصابته جراحة يوم أحد ، فأتي به إلى دار قومه وهو بالموت ، فاجتمع إليه أهل الدار ، فجعل المسلمون يقولون له من الرجال والنساء : أبشر يابن حاطب بالجنة ؛ قال : وكان حاطب شيخا قد عسا في الجاهلية ، فنجم يومئذ نفاقه ، فقال : بأي شيء تبشرونه ؟ بجنة من حرمل ! غررتم والله هذا الغلام من نفسه . مقتل قزمان منافقا كما حدث الرسول قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، قال : كان فينا رجل أتيّ لا يُدرى ممن هو ، يقال له : قزمان ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، إذا ذكر له : إنه لمن أهل النار ، قال : فلما كان يوم أحد قاتل قتالا شديدا ، فقتل وحده ثمانية أو سبعة من المشركين ، وكان ذا بأس ، فأثبتته الجراحة ، فاحتمل إلى دار بني ظفر ، قال : فجعل رجال من المسلمين يقولون له : والله لقد أبليت اليوم يا قزمان ، فأبشر ، قال : بماذا أبشر ؟ فوالله إن قاتلت إلا عن أحساب قومي ، ولولا ذلك ما قاتلت . قال : فلما اشتدت عليه جراحته أخذ سهما من كنانته ، فقتل به نفسه . |
الساعة الآن 10:13 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |