![]() |
[frame="7 80"]
سلام عليكم رجال الوفء وألف سلام على الوافيات ويا فرح القلب بالناشئين ففي هؤلاء جمال الحياة هم الزهر في الأرض إذ لا زهور وشهب إذ الشهب مستخفيات إذا أنا أكبرت شأن الشباب فإنّ الشباب أبو المعجزات حصون البلاد وأسوارها إذا نام حرّاسها والحماة غد لهم وغد فيهم فيا أمس فاخر بما هو آت ويا حبّذا الأمهات اللواتي يلدن النوابغ والنابغات فكم خلدت أمة بيراع وكم نشأت أمة في دواة أنا شاعر أبدا تائق إلى الحسن في الناس والكائنات أحبّ الزهور ، وأهوى الطيور، وأعشق ثرثرة الساقيات ورقص الأشعة فوق الروابي، وضحك الجداول والقهقهات تطالع عيناي في ذا المكان روائع فاتنه ساحرات كأن الفضاء وفيه الطيور بحور بها سفن سابحات كأن الزهور ترقرق فيها سقسط الندى أعين باكيات ومن بلبل ساجع لمغنّ، ومن زهرة غضة لفتاة فما أجمل الصيف في الخلوات وأروع آياته البينات نضا الستر عن حسنات الوجود وكانت كأسراره المضمرات وأحيا رغائبنا الذابلات فعاشت وكانت كأرض موات ففي الأرض سحر، وفي الجوّ عطر، فيا للكريم ، ويا للهبات أمامكم العيش حرّ رغيد ألا فاغنموا العيش قبل الفوات [/frame] |
[frame="7 75"]
لما سكت حسبت أنك تاج هيهات إنّي كالمنون أفاجي تاللّه تطمع بالسلامة بعدما ألقاك جهلك في يد الأمواج إن كان داخلك الغرور فإنّه ما انفكّ في البسطاء والسّذاج إني أنا الأسد الهصور بسالة ويل لقوم حاولوا إحراجي حاولت أن تهتاجني عن مربضي لتنال ذكرا ، خبت يا ذا الرّاجي عار إذا أنشبت فيك مخالبي إذ ليس من خلقي افتراس نعاج وظننت أنّك بالغ شأوي إذا رمت القريض فما ظفرت بحاج إنّ القوافي كالخرائد منعة وتفوقها في نبذ كلّ مداج والشعر تاج لو عامت ولم تكن مّمن يليق بحمل هذا التاج خذها مثّقفة إذا وقعت على جبل لأزعج أيّما إزعاج أنا خير من قال القوافي مادحا أنا خير من قال القوافي هاجي قد كنت أزهد في الهجا لو لم يكن لك يا مريض العجب، خير علاج [/frame] |
[frame="7 70"]
جاء الشّتاء جيئة المفاجي كأنّما قد كان في الرّتاج فجمد السائل في الزجاج واكتست الأرض بمثل العاج فامتنع المرعى على النّعاج وامتنع الحبّ على الدّجاج وامتنع الّسير على النّواحي ربّ جواد لاحق هملاج معود الإلجام والإسراج والوخد والذّميل والإهماج أصبح مثل العرق في اختلاج متعرجا في غير ذي انعراج لو هاجه الرّاكب بالكرباج لما مشى به سوى اعوجاج لولا الجليد طار بالمهتاج مثل البراق بفتى المعراج وحطّه والشّمس في الأبراج لكنّه منه على الزّجاج وأمسك النّاس عن اللجاج أما ترى نداءهم تناجي كأنّما الجموع في الملاجي على ((منى)) مواكب الحجّاج ورغب المثري عن الدّيباج إلى اللّباس الخشن النّساج وكان أن جيء له يالتّاج أعرض عنه وارم الأوداج وانقبض النّهر عن الهياج وكان مثل الزّاخر العجّاج يصارع الأمواج بالأمواج يا مسبح الإوز والدّرّاج كيف غدوت موطىء الأحداج ومعبر الخلق إلى الخراج مالي والصّبح على انبلاج أخبط كالعشواء في الدّياجي إذا أردت السّير في منهاجي طال عثاري فيه وانزلاجي كأنّني أمشي على زجاج محتذيا بالزّئبق الرّجراج خيّل لي ، لشدّة ارتجاجي أنّ دمي يرتج في أوشاجي أرى الدّنى ضيّقة الفجاج ولم تضق ، لكنّما احتياجي إلى طريق واضح الشّجاج أسلك فيه غير ما انزعاج وحاجتي بالكوكب الوّهاج كحاجة الأعمى الى سراج! إنّ لجّ هذا القرّ في إحراجي لأرفعنّ للسّما احتجاجي! [/frame] |
[frame="6 70"]
قال الغراب وقد رأى كلف الورى وهيامهم بالبلل الصدّاح لم لا تهيم بي المسامع مثله ما الفرق بين جناحه وجناحي؟ إني أشدّ قوى وأمضى مخلبا فعلام نا الناس عن تمداحي؟ أمفرق الأحباب عن أحبابهم ومكدّر اللذات والأفراح كم في السوائل من شيبة بالطلا فعلام ليس لها مقام الراح؟ ليس الخطوط من الجسوم وشكلها ألسرّ كلّ في الأرواح والصوت من نعم السماء ولم تكن ترضى السما إلا عن الصدّاح حكم القضاء فإن نقمت على القضا فاضرب بعنقك مدية الجراح [/frame] |
[frame="7 70"]
دمعة على جبران جبران ---------- أيّها الشاعر الذي كان يشدو بين ضاح من الجمال وضاحك جلل أن يصيدك القدر الأعمى ويمشي مقصّه في جناحك موكب الشعر تائه في فضاء ليس فيه سوى حطيم سلاحك والبساتين ، والبلابل فيها تتغنّى، حزينة لرواحك قنعت بالنواح منك فلّما زال عاشت بذكريات نواحك والدجى ، والنجوم تسطع فيه، واجم حسرة على مصباحك تلمس العين أينما لمسته جمرات التياحنا والتياحك قد تولّت جلالة السحر عنه واضمحلّت مذ صار غير وشاحك هبطت ربّة الحياة لكي تكب خمر الجمال في أقدامك فإذا أنت في السرير مسجّى صامت كالطيوف في ألواحك فتولّت مذعورة تلطم الوجة ويبكيك، يا قتيل سماحك! سبقتها إلآهة الموت كي تخظى ولو باليسير من أفراحك ويحها! ويح حبّها من أثيم طردتنا ولم تقم في ساحك أيبست روضك الجميل ، ولم تظفر بغير التّراب من أدواحك ذهب الموت بالكؤوس جميعا غير كأس ملأتها من جراحك [/frame] |
[frame="7 70"]
هاتها في القدح نسمة في شبح هاتها فالنّفس في حاجة للفرح واسقنيها كوثرا وعلّي اقترح إن تكن قد حرّمت فعلى المستقبح هي في سفرتها طلعة المفتضح وهي في حمرتها كخديد المستحي وهي في شدّتها ثورة المجترح وهي في رقّتها خاطرا لم يلح أتراها شفقا كللت بالصّبح أم هي الوجنات قد ذوبت في قدح؟ [/frame] |
[frame="7 70"]
(ألا نبي)) ، لو طبعنا الشّمس يوما وقلّدنا سيفا صفيحا ورصّعناه بالشّهب الدّراري لما زدناك فخرا أو مديحا لأنّك أشجع الأبطال طرا وأعظم قادة الدّنيا فتوحا إذا ما مرّ ذكرك بين قوم رأيت أشدهم عيّا فصيحا فكم داويت سوريّا مريضا وكم أسقيت تركيا صحيحا وكم قد صنت في بيروت عرضا وكم أمّنت في الشّهباء روحا غضبت على ((الهلال)) فخرّ ذعرا ولحت له فحاذر أن يلوحا عصفت بهم فأمسى كلّ حصن لخيل النّصر ميدانا فسيحا مشت بك همّة فوق الثّريّا فزلزلت المعاقل والصّروحا من الوادي إلى صحراء سينا إلى أن زرت ذيّاك الضّريحا إلى بحر الجليل إلى دمشق تطارد دونك التّركي القبيحا فكان الجند كلّهم يشوعا وكانت كلّ سوريّا ((أريحا)) فإن يكن المسيح فدى البرايا فإنّك أنت أنقذت المسيحا! [/frame] |
[frame="8 70"]
نظرت دودة تدبّ على الأرض إلى بلبل يطير ويصدح فمضت تشتكي إلى الورق الساقط في الحقل أنها لم تجنّح فأتت نملة إليها وقالت اقنعي واسكتي فما لك أصلح ما تمنيت إذ تمنّيت إلا أن تصيري طيرا يصاد ويذبح فالزمي الارض فهي أحنى على الدود، وخليّ الكلام فالصمت أريح [/frame] |
[frame="8 70"]
جلست إليها والترام بنا يعدو إلى حيث لا واش هناك ولا ضدّ قد انتظت هذي القطارات في الثّرى كأن الثّرى وتلك لها عقد بلى، هي عقد بل عقود ، ألا ترى على الأرض أسلاكا تدور فتمتدّ؟ يسير فيطوي الأرض طيا كلأنّما دواليبة أيدي، كأنّ الثذرى يرد فكالطو إلاّ أنّ ذيّاك ثابت توهّمته من سرعة السّير راكدا وأنّ الدّنى فيمن على ظهرها تعدو تحوم عليه المركبات كأنه مليك وتلك المركبات له جند تقصر عنه الرّيح إما تسابقا فكيف تجاربه المطهّمة الجرد؟ على أنه في كفّ عبد زمامه فيا من رأى ملكا يصرفه عبد كأني به ، يا صاح، دار ضيافة يغادر وفد ويقصده وفد خلوت بمن أهوى به رغم عاذلي ولم يك غير القرب لي ولها قصد فسار بنا في الأرض وخدا كأنما درى أنّ ما نبغه منه هو الوخد فما راعني واللّه إلا وقوفه فقد كنت أخشى أن يفاجئنا وغد ولما انتهى من سيره وإذا بنا على شاطىء البحر الذي ما له حد هناك وقفنا والشّفاة صوامت كأن بنا عيّا وليس بنا وجد سكتنا ولكنّ العيون نواطق أرق حديث ما العيون به تشدو سكرنا ولا خمر ولكنّه الهوى إذا اشتدّ في القلب امرىء ضعف الرشد فقالت وفي أجفانها الدمع جائل وقد عاد مصفرّا على خدّها الورد ألا حبّذا ، يا صاحبي، الموت ههنا إذا لم يكن من تذوّق الرّدى بدّ فيالك من فكر مخيف وهائل ويا لك من مرآى يرقّ له الصّلد فقلت لها إني محب لكلّ ما تحبين ، إن السمّ منك هو الشّهد فقالت أمن أجلي تحنّ إلى الردى؟ دع الهزل إنّ المرء حليته الجد فقلت لها لو كنت في الخلد راتعا ولست معي واللّه ما سرّني الخلد فإن لم يكن مهد إليك يضمّني فيا حبّذا ، يا هند ، لو ضمّنا لحد فقالت لعمر الحقّ إنك صادق فدمت على ود ودام لك الودّ فلو لم أكن من قبل أعشق حسنها لهمت بها واللّه حسبي من بعد [/frame] |
[frame="8 75"]
وربّت أمريكيّة خلت ودّها يدوم، ولكن ما لغانية ودّ صبوت إلى هند فلمّا رأيتها سلوت بها هندا وما صنعت هند وأوحت لها عيناي أنّ صبابة تلجلج في صدري وأحذر أن تبدو فألقت إلى أترابها وتبسّمت أعي سكوت الصّب أم صمته عمد؟ فقلت سلام اللّه ، قالت وبرّه فقلت : أهزل ذلك القول أم جدّ وأمسكت أنفاسي وأزهقت مسمعي ففي نفسي جزر وفي مسمعي مدّ فقالت وددنا لو عرفنا من الفتى وما يبتغيه ؟ قلت ما يبتغي العبد؟ قتيل ولكن ثوبه كفن له وكلّ مكان يتريح به لحد فإن لم يكن من نظرة ترأب الحشا فردّي عليه قلبه وبه زهد فضرّج خدّيها احمرار كأنّما تصاعد من قلبي إلى خدّها الوجد وقرّبها منّي وقرّبني الهوى إلى أن ظننّا أنّنا واحد فرد وكهرب روحينا فلمّا تنهدت تنهّدت حتّى كاد صدري ينهد وكان حديث خلت أنّي حفظته فأذهلني عنه الّذي كان من بعد أمرت فؤادي أن يطيع فؤادها فيبكي كما تبكي وتشدو كما تشدو وقلت لنفسي هذه منتهى المنى وهذا مجال الشّكر إن فاتك الحمد فإن ترعني عنها ، وفيك بقيّة ، فما أنت نفسي إنّما أنت لي ضدّ ومرّت ليال والمنى تجذب المنى وقلبي ، كما شاءت ، يلين ويشتدّ نروح ونغدو واللّيالي كأنها وقوف لأمر لا تروح ولا تغدو رأى الدّهر سدّا حول قلبي وقلبها فما زال حتّى صار بينهما السّدّ خدعت بها والحرّ سهل خداعه فلا طالعي يمن ولا كوكبي سعد وكنا تعاهدنا على الموت في الهوى فما لبثت إلاّ كما يلبث الورد كأنّي ما ألصقت ثغري بثغرها ولا بات زندي وهو في جيدها عقد ولم نشتمل بالليل والحيّ نائم ولم نستتر بالرّوض واللّيل ممتدّ ولا هزّنا شدو الحمائم في الضّحى ولا ضمّنا بيت ولم يحونا برد أإن لاح في فودي القتير نكرتني أيزهد في الصّمصام إن خلق الغمد لئن كان لون الشّعر ما تعشقينه فدم أبيضا مادمت يا شعري الجعد فلا تشمتي منّي فلست بمأمن ولا تزهدي فيه، فليس به زهد هو الفاتح الغازي الذي لا تردّه عن الفاتح الغازي قلاع ولا جند فلو كان غير الشّيب عني صرفته ولكنّ حكم اللّه ليس له ردّ وإن تعرضي عن مفرقي وهو أبيض فيا طالما قبلته وهو مسودّ شفى اللّه نفسي لا شفى اللّه نفسها ولا غاب عن أجفانها الدّمع والسّهد ولا قدّها غصن ولا خيزرانة ولا خصرها غور ولا ردفها نجد ولا وجهها شمس ولا شعرها دجى ولا صدّها حرّ ولا وصلها برد أحبّ إلى نفسي الرّدى من لقائها وأجمل في عينّي من وجهها القرد فإن تلمس الثّوب الّذي أنا لابس قددت بكفّي الثوب من قبل ينقدّ وإن تقرب الدّار التي أنا ساكن هجرت مغانيها ولو أنّها الخلد فإن كان غيري لم يزل دينه الهوى فإني ، ولا أخشى الملامة ، مرتد [/frame] |
الساعة الآن 02:56 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |