![]() |
رد: وقفة مع آية قرآنية ومعنى
بارك الله فيكم أحبتي على المرور العطر وجزاكم الله خيرا على ردودكم المشجعة تنبيه هام جدا : هناك كلمة سقطت سهوا من الاية الثالية نرجوا الانتباه لها " وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [سورة الحجرات: 9]. |
رد: وقفة مع آية قرآنية ومعنى
تفسير قول الله تعالى : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (البقرة: 143) فسَّر إبن كثير هذه الآية بقوله: يقول تعالى إلى قبلة إبراهيم عليه السلام، واخترناها لكم لنجعلكم خيار الأمم لتكونوا يوم القيامة شهداء على الأمم لأن الجميع معترفون لكم بالفضل، والوسط ههنا الخيار الأجود، كما يقال قريش أوسط العرب نسباً وداراً أي خيرها وكان الرسول عليه الصلاة والسلام وسطاً في قومه، أي أشرفهم نسباً. ومنه الصلاة الوسطى التي هي أفضل الصلوات.. كما ثبت في الصحاح وغيرها ولما جعل الله هذه الأمة وسطاً خصها بأكمل الشرائع وأقوم المناهج وأوضح المذاهب كما قال تعالى: {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}. وفسَّر الإمام الشوكاني هذه الآية: «عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} قال: عدلاً.. عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يدعى نوح يوم القيامة، فيقال له: هل بلغت؟ فيقول نعم، فيدعي قومه فيقال لهم: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، وما أتانا من أحد، فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته».فذلك قوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}، قال: والوسط العدل، فتدعون فتشهدون له بالبلاغ وأشهد عليكم.. وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أنا وأمتي يوم القيامة على كوم مشرفين على الخلائق، ما من الناس أحد إلا ودّ أنه منا، وما من نبي كذبه قومه إلا ونحن نشهد أنه بلّغ رسالة ربه».. وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أنس قال مروا بجنازة فأثني علينا خيراً فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وجبت وجبت وجبت»، ومروا بجنازة فأثني عليها شرّاً فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وجبت وجبت وجبت» فسأله عمر فقال: «من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض» زاد الحكيم الترمذي: ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} الآية. وفسّر القرطبي هذه الآية بقوله: «.. أي جعلناكم دون الأنبياء وفوق الأمم. والوسط: العَدْل، وأصل هذا أن أحمد الأشياء أوسطها. وروى الترمذي عن أبي سعيد الخُدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} قال: «عدلاً». قال هذا حديث حسن صحيح. وفي التنزيل: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ} أي أعدلهم وخيرهم.. وفلان من أوسط قومه، وإنه لواسطة قومه، ووسط قومه، أي من خيارهم وأهل الحسب منهم.. وروى أبان وليث عن شهر بن حَوْشَب عن عُبادة بن الصامت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أُعطيت أُمتي ثلاثاً لم تُعط إلا الأنبياء، وكان الله إذا بَعث نبيّاً قال له أدعني استجب لك وقال لهذه الأمة ادعُوني أستجب لكم وكان الله إذا بعث النبي قال له ما جعل عليك في الدِّين من حَرَج وقال لهذه الأمة وما جعل عليكم في الدِّين من حَرَج وكان الله إذا بعث النبي جعله شهيداً على قومه وجعل هذه الأمة شهداء على الناس» خرّجه الترمذي الحكيم في (نوادر الأصول)». وقال عزّ وجل في الثناء على أمة سيدنا محمد عليه وآله الصلاة والسلام {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ} وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: «الخير فيَّ وفي أُمتي إلى يوم الدين». فهذه الأدلة صريحة في فضل الأمة الإسلامية وعظم قدرها. |
رد: وقفة مع آية قرآنية ومعنى
تفسير قوله تعالى ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( 35 ) ) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ ) يقول : هادي أهل السماوات والأرض . وقال ابن جريح : قال مجاهد وابن عباس في قوله : (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ ) يدبر الأمر فيهما ، نجومهما وشمسهما وقمرهما . وقال ابن جرير : حدثنا سليمان بن عمر بن خالد الرقي ، حدثنا وهب بن راشد ، عن فرقد ، عن أنس بن مالك قال : إن إلهي يقول : نوري هداي . واختار هذا القول ابن جرير ، رحمه الله . وقال أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب في قول الله تعالى : ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ ) قال : هو المؤمن الذي جعل [ الله ] الإيمان والقرآن في صدره ، فضرب الله مثله فقال : ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ ) فبدأ بنور نفسه ، ثم ذكر نور المؤمن فقال : مثل نور من آمن به . قال : فكان أبي بن كعب يقرؤها : " مثل نور من آمن به فهو المؤمن جعل الإيمان والقرآن في صدره . وهكذا قال سعيد بن جبير ،وقيس بن سعد، عن ابن عباس أنه قرأها كذلك : " نور من آمن بالله " . وقرأ بعضهم : " الله نور السماوات والأرض " " . وعن الضحاك : " الله نور السماوات والأرض " . [ ص:58 ] وقال السدي في قوله : ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ ) : فبنوره أضاءت السماوات والأرض . وفي الحديث الذي رواه محمد بن إسحاق في السيرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في دعائه يوم آذاه أهل الطائف : " أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن يحل بي غضبك أو ينزل بي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك " . وفي الصحيحين ، عن ابن عباس : كان رسول الله صلى الله عليه سلم إذا قام من الليل يقول : " اللهم لك الحمد ، أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد ، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن " الحديث . وعن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار ، نور العرش من نور وجهه . وقوله : ( مَثَلُ نُورِهِ ) في هذا الضمير قولان : أحدهما : أنه عائد إلى الله ، عز وجل ، أي : مثل هداه في قلب المؤمن ، قاله ابن عباس ( كَمِشْكَاةٍ ) . والثاني : أن الضمير عائد إلى المؤمن الذي دل عليه سياق الكلام : تقديره : مثل نور المؤمن الذي في قلبه ، كمشكاة . فشبه قلب المؤمن وما هو مفطور عليه من الهدى ، وما يتلقاه من القرآن المطابق لما هو مفطور عليه ، كما قال تعالى : ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ) [ هود : 17 ] ، فشبه قلب المؤمن في صفائه في نفسه بالقنديل من الزجاج الشفاف الجوهري ، وما يستهديه من القرآن والشرع بالزيت الجيد الصافي المشرق المعتدل ، الذي لا كدر فيه ولا انحراف . فقوله : ( كَمِشْكَاةٍ ) : قال ابن عباس ، ومجاهد ، و محمد بن كعب ، وغير واحد : هو موضع الفتيلة من القنديل . هذا هو المشهور; ولهذا قال بعده : ( فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ ) ، وهو الذبالة التي تضيء . وقال العوفي ، عن ابن عباس [ في ] قوله : ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ ) : وذلك أن اليهود قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم : كيف يخلص نور الله من دون السماء؟ فضرب الله مثل ذلك لنوره ، فقال : ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ ) . والمشكاة : كوة في البيت - قال : وهو مثل ضربه الله لطاعته . فسمى الله طاعته نورا ، ثم سماها أنواعا شتى . وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : الكوة بلغة الحبشة . وزاد غيره فقال : المشكاة : الكوة التي لا منفذ لها . وعن مجاهد : المشكاة : الحدائد التي يعلق بها القنديل . والقول الأول أولى ، وهو : أن المشكاة هي موضع الفتيلة من القنديل; ولهذا قال : ( فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ ) وهو النور الذي في الذبالة . [ ص:59 ] قال أبي بن كعب : المصباح : النور ، وهو القرآن والإيمان الذي في صدره . وقال السدي: هو السراج . ( الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ ) أي : هذا الضوء مشرق في زجاجة صافية . قال أبي بن كعب وغير واحد : وهي نظير قلب المؤمن . ( الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ) : قرأ بعضهم بضم الدال من غير همزة ، من الدر ، أي : كأنها كوكب من در . وقرأ آخرون : " دريء " و " دريء " بكسر الدال وضمها مع الهمز ، من الدرء وهو الدفع; وذلك أن النجم إذا رمي به يكون أشد استنارة من سائر الأحوال ، والعرب تسمي ما لا يعرف من الكواكب دراري . قال أبي بن كعب : كوكب مضيء . وقال قتادة : مضيء مبين ضخم . ( يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ ) أي : يستمد من زيت زيتون شجرة مباركة ) زيتونة ) بدل أو عطف بيان ( لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ) أي : ليست في شرقي بقعتها فلا تصل إليها الشمس من أول النهار ، ولا في غربيها فيتقلص عنها الفيء قبل الغروب ، بل هي في مكان وسط ، تفرعه الشمس من أول النهار إلى آخره ، فيجيء زيتها معتدلا صافيا مشرقا . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عمار قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد ، أخبرنا عمرو بن أبي قيس ، عن سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله : ( لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ) قال : شجرة بالصحراء ، لا يظلها جبل ولا شجر ولا كهف ، ولا يواريها شيء ، وهو أجود لزيتها . وقال يحي بن سعيد القطان ، عن عمران بن حدير ، عن عكرمة ، في قوله : ( زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ) قال : هي بصحراء ، وذلك أصفى لزينتها . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا عمر بن فروخ ، عن حبيب بن الزبير ، عن عكرمة - وسأله رجل عن : ( زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ) قال تلك [ زيتونة ] بأرض فلاة ، إذا أشرقت الشمس أشرقت عليها ، وإذا غربت غربت عليها فذاك أصفى ما يكون من الزيت . وقال مجاهد في قوله : (زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ) قال : ليست بشرقية ، لا تصيبها الشمس إذا غربت ، ولا غربية لا تصيبها الشمس إذا طلعت ، [ ولكنها شرقية وغربية ، تصيبها إذا طلعت ] وإذا غربت . وقال سعيد بن جبير في قوله ( زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ ) قال : هو أجود الزيت . قال : إذا طلعت الشمس أصابتها من صوب المشرق ، فإذا أخذت في الغروب أصابتها الشمس ، فالشمس تصيبها بالغداة والعشي ، فتلك لا تعد شرقية ولا غربية . وقال السدي [ في ] قوله : ( زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ) يقول : ليست بشرقية يحوزها [ ص :60 ] المشرق ، ولا غربية يحوزها المغرب دون المشرق ، ولكنها على رأس جبل ، أو في صحراء ، تصيبها الشمس النهار كله . وقيل : المراد بقوله : ( زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ) أنها في وسط الشجر ، وليست بادية للمشرق ولا للمغرب . وقال أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب ، في قول الله تعالى : ( زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ) قال : فهي خضراء ناعمة ، لا تصيبها الشمس على أي حال كانت ، لا إذا طلعت ولا إذا غربت . قال : فكذلك هذا المؤمن ، قد أجير من أن يصيبه شيء من الفتن ، وقد ابتلي بها فيثبته الله فيها ، فهو بين أربع خلال : إن قال صدق ، وإن حكم عدل ، وإن ابتلي صبر ، وإن أعطي شكر ، فهو في سائر الناس كالرجل الحي يمشي في قبور الأموات . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا مسدد قال : حدثنا أبو عوانة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير في قوله : ( زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ) قال : هي وسط الشجر ، لا تصيبها الشمس شرقا ولا غربا . وقال عطية العوفي : (زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ) قال : هي شجرة في موضع من الشجر ، يرى ظل ثمرها في ورقها ، وهذه من الشجر لا تطلع عليها الشمس ولا تغرب . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عمار ، حدثنا عبد الرحمن الدشتكي ، حدثنا عمرو بن أبي قيس ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، في قوله تعالى : ( لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ) ليست شرقية ليس فيها غرب ، ولا غربية ليس فيها شرق ، ولكنها شرقية غربية . وقال محمد بن كعب القرطي : ( لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ) قال : هي القبلية . وقال زيد بن أسلم : ( لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ) قال : الشام . وقال الحسن البصري : لو كانت هذه الشجرة في الأرض لكانت شرقية أو غربية ، ولكنه مثل ضربه الله لنوره . وقال الضحاك ، عن ابن عباس : ( توقد من شجرة مباركة ) قال : رجل صالح ( زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ) قال : لا يهودي ولا نصراني . وأولى هذه الأقوال القول الأول ، وهو أنها في مستوى من الأرض ، في مكان فسيح بارز ظاهر ضاح للشمس ، تفرعه من أول النهار إلى آخره ، ليكون ذلك أصفى لزينتها وألطف ، كما قال غير واحد ممن تقدم; ولهذا قال : ( يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ ) قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : يعني : لضوء إشراق الزيت . وقوله : ( نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ ) قال العوفي ، عن ابن عباس : يعني بذلك إيمان العبد وعمله . وقال مجاهد ، والسدي : يعني نور النار ونور الزيت . وقال أبي بن كعب : ( نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ ) فهو يتقلب في خمسة من النور ، فكلامه نور ، وعمله نور ، ومدخله نور ، ومخرجه نور ، ومصيره إلى النور يوم القيامة إلى الجنة . وقال شمر بن عطية : جاء ابن عباس إلى كعب الأحبار فقال : حدثني عن قول الله : ( يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ ) [ ص: 61 ] قال : يكاد محمد يبين للناس ، وإن لم يتكلم ، أنه نبي ، كما يكاد ذلك الزيت أن يضيء . وقال السدي في قوله : ( نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ ) قال : نور النار ونور الزيت ، حين اجتمعا أضاءا ، ولا يضيء واحد بغير صاحبه [ كذلك نور القرآن ونور الإيمان حين اجتمعا ، فلا يكون واحد منهما إلا بصاحبه ] وقوله : ( يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ ) أي : يرشد الله إلى هدايته من يختاره ، كما جاء في الحديث الذي رواه الامام أحمد : حدثنا معاوية بن عمرو ، حدثنا إبراهيم بن محمد الفزاري ، حدثنا الأوزاعي ، حدثني ربيعة بن يزيد ، عن عبد الله [ بن ] الديلمي ، عن عبد الله بن عمرو ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله خلق خلقه في ظلمة ، ثم ألقى عليهم من نوره يومئذ ، فمن أصاب يومئذ من نوره اهتدى ، ومن أخطأه ضل . فلذلك أقول : جف القلم على علم الله عز وجل " طريق أخرى عنه : قال البزار : حدثنا أيوب بن سويد ، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله خلق خلقه في ظلمة ، فألقى عليهم نورا من نوره ، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ، ومن أخطأه ضل . [ ورواه البزار ، عن عبد الله بن عمرو من طريق آخر ، بلفظه وحروفه ] . وقوله تعالى : ( وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) لما ذكر تعالى هذا مثلا لنور هداه في قلب المؤمن ، ختم الآية بقوله : ( وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) أي : هو أعلم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الإضلال . |
رد: وقفة مع آية قرآنية ومعنى
اقتباس:
سلمت يداك يعطيك العافيه اخي |
رد: وقفة مع آية قرآنية ومعنى
اقتباس:
لايسعني أختي الغالية إلا أن اشكرك على دعمك وعلى كلمة طيبة منك ونعتز بتواجدكم في صفحاتنا ونفتخر إن وفاء لها بصمة في مساهماتي بارك الله فيك واجزل الله العطاء لك بالخير والبركات |
رد: وقفة مع آية قرآنية ومعنى
تفسير قوله الله تعالى : تفسير ابن كثير: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ . وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ} الايتان 112 - 113 من سورة هود يقول ابن كثير في معرض تفسير هذه الآيات: أن الله تعالى يأمر رسوله وعباده المؤمنين بالثبات والدوام على الاستقامة، وذلك من أكبر العون على النصر على الأعداء، ومخالفة الأضداد. ونهى عن الطغيان، وهو البغي، فإنّه مصرعه حتى ولو كان على مشرك. وأعلم تعالى أنه بصير بأعمال العباد، لا يغفل عن شيء ولا يخفى عليه شيء. وقوله: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا} قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: لا تداهنوا، وقال العوفي عن ابن عباس: هو الركون إلى الشرك، وقال أبو العالية: لا ترضوا بأعمالهم، وقال ابن جرير عن ابن عباس: ولا تميلوا إلى الذين ظلموا، وهذا القول حسن أي لا يستعينوا بالظلمة فتكونوا كأنكم قد رضيتم بأعمالهم {فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون} أي ليس لكم من دونه من ولي ينقذكم، لا ناصر يخلّصكم من عذابه. تفسير فتح القدير: ويقول الإمام الشوكاني في معرض تفسيره لهذه الآيات، أن تفسير قوله تعالى: {فاستقم كما أمرت}، أي كما أمرك الله، فيدخل في ذلك جميع ما أمره به وجميع ما نهاه عنه، لأنه قد أمره بتجنب ما نهاه عنه، كما أمره بفعل ما تعبّده بفعله. وأمتّه أسوته في ذلك، ولهذا قال {ومن تاب معك}، أي رجع من الكفر إلى الإسلام وشاركك في الإيمان… {ولا تطغوا} الطغيان مجاوزة الحد، فلما أمر الله سبحانه بالاستقامة المذكورة، بيّن أن الغلوّ في العبادة والإفراط في الطاعة على وجه تخرج به عن الحد الذي حدّه والمقدار الذي قدّره ممنوع منه منهيٌّ عنه، وذلك كمن يصوم ولا يفطر ويقوم الليل ولا ينام ويترك الحلال الذي أذن الله به ورغَّب فيه، ولهذا يقول الصادق المصدوق فيما صحّ عنه: «أما أنا فأصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأنكح النّساء، فمن رغب عن سنتي فليس منّي». {إنّه بما تعلمون بصير} يجازيكم على حسب ما تستحقون… وقوله: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا} ... قال القرطبي في تفسيره: الركون حقيقته الاستناد والاعتماد والسكون إلى الشيء والرضا به… فروى قتادة وعكرمة في تفسير الآية أن معناها: لا تودّوهم ولا تطيعوهم: وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في تفسير الآية: الركون هنا الإدهان، وذلك أن لا ينكر عليهم كفرهم. وقال أبو العالية: معناه لا ترضوا أعمالهم. قيل إنها عامة في الظلمة من غير فرق بين كافر ومسلم، وهذا هو الظاهر من الآية. وقال النيسابوري في تفسيره: قال المحققون الركون المنهيّ عنه هو الرضا بما عليه الظلمة، أو تحسين الطريقة وتزيينها عند غيرهم، ومشاركتهم في شيء من تلك الأبواب… قوله: {فتمسكم النار} بسبب الركون إليهم، وفيه إشارة إلى أن الظلمة أهل النار، أو كالنار. ومصاحبة النار توجب لا محالة مسّ النار. وجملة {وما لكم من دون الله من أولياء} والمعنى: أنها تمسكم النار حال عدم وجود من ينصركم وينقذكم منها، {ثمّ لا تنصرون} من جهة الله سبحانه، إذ قد سبق في علمه أنّه يعذبكم بسبب الركون الذي نُهيتم عنه فلم ينتهوا عناداً وتمرداً. |
رد: وقفة مع آية قرآنية ومعنى
موضوع قيّم
شكرا اخي ايمن وبارك الله بك تحياتي صائد |
رد: وقفة مع آية قرآنية ومعنى
لا شكر على واجب أخي صائد وجودك نور صفحتنا وكلماتك أثلجت صدورنا وأكد تشجيعكم الدائم لنا |
رد: وقفة مع آية قرآنية ومعنى
تفسير قول الله تعالى : " ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون " الاية 156 سورة الأعراف جاء في الآية "ورحمتي وسعت (في الدنيا) كل شيء فسأكتبها (في الآخرة) للذين يتقون" .. الآية واضحة وعلى هذا التفسير اتفق المفسرون واتفقت الروايات كما يلي.. تفسير الطبري ج9/ص81 حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة فسأكتبها للذين يتقون معاصي الله تفسير الطبري ج9/ص80 حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الحسن وقتادة في قوله ورحمتي وسعت كل شيء قالا وسعت في الدنيا البر والفاجر وهي يوم القيامة للذين اتقوا خاصة جاء في مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص60... 34206 حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن داود عن أبي عثمان عن سلمان قال خلق الله مائة رحمة فجعل منها رحمة بين الخلائق كل رحمة أعظم ما بين السماء والأرض فيها تعطف الوالدة على ولدها وبها شرب الطير والوحش الماء فاذا كان يوم القيامة قبضها الله من الخلائق فجعلها والتسع والتسعين للمتقين فذلك قوله ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون الدر المنثور ج3/ص572 وأخرج ابن أبي شيبة عن سلمان موقوفا وابن مردويه عن سلمان قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله خلق مائة رحمة يوم خلق السموات والأرض كل رحمة منها طباق ما بين السماء والأرض فأهبط منها رحمة إلى الأرض فيها تراحم الخلائق وبها تعطف الوالدة على ولدها وبها يشرب الطير والوحوش من الماء وبها تعيش الخلائق فإذا كان يوم القيامة انتزعها من خلقه ثم أفاضها على المتقين وزاد تسعا وتسعين رحمة ثم قرأ ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون تفسير ابن كثير ج2/ص223 إن رحمت الله قريب من المحسنين أي إن رحمته مرصدة للمحسنين الذين يتبعون أوامره ويتركون زواجره كما قال تعالى ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون الآية وقال قريب ولم يقل قريبة لأنه ضمن الرحمة معنى الثواب لأنها مضافة إلى الله فلهذا قال قريب من المحسنين وقال مطر الوراق إستنجزوا موعود الله بطاعته فإنه قضى أن رحمته قريب من المحسنين رواه ابن أبي حاتم تفسير السمرقندي ج1/ص568 وروى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن قتادة والحسن قالا ورحمتي وسعت كل شيء يعني وسعت في الدنيا البر والفاجر هي يوم القيامة للذين اتقوا خاصة تفسير السمعاني ج2/ص221 ورحمتي وسعت كل شيء قال الحسن وقتادة وسعت رحمته البر والفاجر في الدنيا وهي للمتقين يوم القيامة وفي الآثار الرحمة مسجلة للبر والفاجر في الدنيا "فسأكتبها للذين يتقون " تفسير الطبري ج9/ص81 وأما قوله فسأكتبها للذين يتقون فإنه يقول فسأكتب رحمتي التي وسعت كل شيء ومعنى أكتب في هذا الموضع أكتب في اللوح الذي كتب فيه التوراة للذين يتقون يقول للقوم الذين يخافون الله ويخشون عقابه على الكفر به والمعصية له في أمره ونهيه فيؤدون فرائضه ويجتنبون معاصيه تفسير الطبري ج9/ص81 وقد ذكر عن بن عباس في هذا الموضع أنه قال في ذلك ما حدثني المثنى قال ثنا عبد الله (بن صالح) قال ثني معاوية (بن صالح) عن علي (بن أبي طلحة) عن بن عباس ويؤتون الزكاة قال يطيعون الله ورسوله فكأن بن عباس تأول ذلك بمعنى أنه العمل بما يزكي النفس ويطهرها من صالحات الأعمال زاد المسير ج3/ص271 هذه الرحمة على العموم في الدنيا والخصوص في الآخرة وتأويلها ورحمتي وسعت كل شيء في الدنيا البر والفاجر وفي الآخرة هي للمتقين خاصة قاله الحسن وقتادة فعلى هذا معنى الرحمة في الدنيا للكافر أنه يرزق ويدفع عنه كقوله في حق قارون وأحسن كما أحسن الله إليك زاد المسير ج3/ص271 والرابع أن الرحمة تسع كل الخلق إلا أن أهل الكفر خارجون منها فلو قدر دخولهم فيها لو سعتهم قاله ابن الانباري قال الزجاج وسعت كل شيء في الدنيا فسأكتبها للذين يتقون في الآخرة قال المفسرون معنى فسأكتبها فسأوجبها فتح القدير ج2/ص252 ورحمتي وسعت كل شيء من الأشياء من المكلفين وغيرهم ثم أخبر سبحانه أنه سيكتب هذه الرحمة الواسعة للذين يتقون الذنوب ويؤتون الزكاة المفروضة عليهم والذين هم بآياتنا يؤمنون أي يصدقون بها ويذعنون لها فتح القدير ج2/ص253 وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن وقتادة في قوله ورحمتي وسعت كل شيء قال وسعت رحمته في الدنيا البر والفاجر وهى يوم القيامة للذين اتقوا خاصة وقال النحاس من القرن الرابع في كتابه معاني القرآن ج3/ص88 141 ثم قال جل وعز قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء آية 156 قال الحسن وقتادة وسعت البر والفاجر في الدنيا وهي للتقي خاصة يوم القيامة "فسأكتبها للذين يتقون" تفسير البحر المحيط ج4/ص400 لما سمع إبليس ورحمتي وسعت كل شيء تطاول لها إبليس فلما سمع فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة يئس تفسير الثعلبي ج4/ص290 وقال عطيّة العوفي وسعت كل شيء ولكن لا يجيب إلاّ الذين يتقون وذلك أنّ الكافر يرزق ويدفع عنه بالمؤمن لسعة رحمة الله للمؤمن يعيش فيها فإذا صار إلى الآخرة وجبت للمؤمنين خاصة كالمسير في كالمستضيء بنار غيره إذا ذهب صاحب السراج بسراجه قال أبو روق ورحمتي وسعت كل شيء يعني الرحمة التي قسمها بين الخلائق يعطفه بها بعضهم على بعض وقال ابن زيد ورحمتي وسعت كل شيء هو التوبة وقال آخرون لفظه عام ومعناه خاص لهذه الأُمّة وقال ابن عباس وقتادة وابن جرير وأبو بكر الهذلي لما نزلت هذه الآية ورحمتي وسعت كل شيء قال إبليس أنا من ذلك الشيء ونزعها الله من إبليس فقال فسأكتبها للذين يتقون جاء في تفسير السلمي (توفي 412هـ) ج1/ص245 أنه قال.. قال أبو عثمان لا أعلم في القرآن آية أقنط من قوله ورحمتي وسعت كل شيء -والناس يرونها أرجى آية- وذلك أن الله يقول فسأكتبها للذين يتقون قال الشيخُ الشنقيطيُ في تفسيرهِ أضواء البيان ج2/ص32 ما يلي: رحمته جل وعلا قريب من عباده المحسنين وأوضح في موضع آخر صفات عبيده الذين سيكتبها لهم في قوله "وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ" الآية. انتهى أضواء البيان ج3/ص316 وبين في موضع آخر أن رحمته واسعة وأنه سيكتبها للمتقين وهو قوله وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَواةَ تفسير السعدي ج1/ص148 قال وأطيعوا الله والرسول بفعل الأوامر وامتثالها واجتناب النواهي لعلكم ترحمون فطاعة الله وطاعة رسوله من أسباب حصول الرحمة كما قال تعالى ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة الآيات تفسير السعدي ج1/ص305 ورحمتي وسعت كل شيء من العالم العلوي والسفلي والبر والفاجر المؤمن والكافر فلا مخلوق إلا قد وصلت إليه رحمة الله وغمره فضله وإحسانه ولكن الرحمة الخاصة المقتضية لسعادة الدنيا والآخرة ليست لكل أحد ولهذا قال عنها فسأكتبها للذين يتقون المعاصي صغارها وكبارها |
رد: وقفة مع آية قرآنية ومعنى
۞ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً أي وفقنا للأعمال الصالحة التي تكتب لنا بها الحسنات .وَفِي الْآخِرَةِ أي جزاء عليها .إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ أي تبنا ; قاله مجاهد وأبو العالية وقتادة . والهود : التوبة ;قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ أي المستحقين له , أي هذه الرجفة والصاعقة عذاب مني أصيب به من أشاء . وقيل : المعنى " من أشاء " أي من أشاء أن أضله .وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ عموم , أي لا نهاية لها , أي من دخل فيها لم تعجز عنه . وقيل : وسعت كل شيء من الخلق حتى إن البهيمة لها رحمة وعطف على ولدها . قال بعض المفسرين : طمع في هذه الآية كل شيء حتى إبليس , فقال : أنا شيء ; فقال الله تعالى : " فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون " فقالت اليهود والنصارى : نحن متقون ; فقال الله تعالى : " الذين يتبعون الرسول النبي الأمي " [ الأعراف : 157 ] الآية . فخرجت الآية عن العموم , والحمد لله . روى حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كتبها الله عز وجل لهذه الأمة . روى يحيى بن أبي كثير عن نوف البكالي الحميري : لما اختار موسى قومه سبعين رجلا لميقات ربه قال الله تعالى لموسى : أن أجعل لكم الأرض مسجدا وطهورا تصلون حيث أدركتكم الصلاة إلا عند مرحاض أو حمام أو قبر , وأجعل السكينة في قلوبكم , وأجعلكم تقرءون التوراة عن ظهر قلوبكم , يقرأها الرجل منكم والمرأة والحر والعبد والصغير والكبير . فقال ذلك موسى لقومه , فقالوا : لا نريد أن نصلي إلا في الكنائس , ولا نستطيع حمل السكينة في قلوبنا , ونريد أن تكون كما كانت في التابوت , ولا نستطيع أن نقرأ التوراة عن ظهر قلوبنا , ولا نريد أن نقرأها إلا نظرا . فقال الله تعالى : " فسأكتبها للذين يتقون - إلى قوله - المفلحون " . فجعلها لهذه الأمة . فقال موسى : يا رب , اجعلني نبيهم . فقال : نبيهم منهم . قال : رب اجعلني منهم . قال : إنك لن تدركهم . فقال موسى : يا رب , أتيتك بوفد بني إسرائيل , فجعلت وفادتنا لغيرنا . فأنزل الله عز وجل :" ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " [ الأعراف : 159 ] . فرضي موسى . قال نوف : فاحمدوا الله الذي جعل وفادة بني إسرائيل لكم . وذكر أبو نعيم أيضا هذه القصة من حديث الأوزاعي قال : حدثنا يحيى بن أبي عمرو الشيباني قال حدثني نوف البكالي إذا افتتح موعظة قال : ألا تحمدون ربكم الذي حفظ غيبتكم وأخذ لكم بعد سهمكم وجعل وفادة القوم لكم . وذلك أن موسى عليه السلام وفد ببني إسرائيل فقال الله لهم : إني قد جعلت لكم الأرض مسجدا حيثما صليتم فيها تقبلت صلاتكم إلا في ثلاثة مواطن من صلى فيهن لم أقبل صلاته المقبرة والحمام والمرحاض . قالوا : لا , إلا في الكنيسة . قال : وجعلت لكم التراب طهورا إذا لم تجدوا الماء . قالوا : لا , إلا بالماء . قال : وجعلت لكم حيثما صلى الرجل فكان وحده تقبلت صلاته . قالوا : لا , إلا في جماعة . |
الساعة الآن 08:53 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |