![]() |
فاس فاس مدينة مغربية تتميّز بموقعها الجميل الذي تحيط به التّلال من كلّ جانبٍ، وتتكوّن من قسمين: فاس البالية أي القديمة والتّي تُعَدّ من مدن القرون الوسطى والتي ما زالت مأهولة؛ وفاس الجديدة التي تكوّنت سنة 1276 وتوسّعت جنوبًا. تأسّست فاس على يد إدريس الثّاني سنة 809م في الموقع نفسه الذي اختاره والده إدريس بن عبد الله. وكان إدريس الثّاني هو الذي طوّر المملكة الإدريسيّة، فتطوّرت فاس معها. وأمّت فاس جموع النازحين المُسلمين من الأندلس بعد حركة العصيان في قرطبة، سنة 818م، واستقرّوا في المكان الذي عُرِفَ بِعَدوة الأندلس. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city95a.gif تحوّلت فاس تحت حكم خلفاء إدريس إلى عاصمةٍ عربيّةٍ زاهرةٍ وإلى مركزٍ دينيٍ هامٍ، خصوصًا بعد تأسيس جامع القرويين وجامع الأندلس. وأصبح جامع القرويين مركزًا للعلم والتربية، توافد إليه المسلمون من جميع أنحاء العالم الإسلامي وأيضا العلماء المسيحيون في القرون اللاّحقة، وأخذ مكانته من النفوذ والأهمية في شمال إفريقيا، ولم ينافسه إلاّ جامع الأزهر الذي تأسّس سنة 972م. تقاتل خلفاء قرطبة الأمويون مع حكّام تونس الفاطمييّن للإستيلاء على مدينة فاس، وذلك مع سقوط حكم الإدريسييّن في النصف الثاني من القرن العاشر. وكان كلّ حكمٍ يقيم الأسوار والإستحكامات ويبني الأسوار على ضفاف نهر فاس لتحصين المدينة. وارتبط مصير فاس بالأحداث في إسبانيا المُسلمة. وبانهيار الحكم الأموي في قرطبة، سنة 1031م، زالت جميع أنواع المعارضة في وجه الحاكم الفاطمي العام في فاس. وحدث فراغ في السلطة، في شمال المغرب، ملأه المرابطون، وهُم من بربر زيناتا قدموا من الصّحراء، وكانوا محاربين ومتديّنين. انتعشت مدينة فاس في هذه الحقبة من الإستقرار، وبقيت مدينة مراكش مركزًا إداريًا وثقافيًا خلال حكم المرابطين. واتّسعت حركة المرابطين وأصبحت جميع بلاد الأندلس تحت حكمهم عند موت قائدهم سنة 1106م. بعدها نزح الكثير من مُسلمي الأندلس، ولم تستقبلهم مدينة مراكش لوجود قادة مُتشدّدين فيها، فما كان منهم إلا أن استقرّوا في فاس وساهموا في انتعاش المدينة وجعلها مركزًا تجاريًا للمغرب. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city95b.jpg وبعد المُرابطين، جاء الموحّدون من الجنوب واستولوا على فاس ودمّروا أسوارها سنة 1146م بقيادة أوّل سلطان لهم يُدعى عبد المُؤمن، واستولوا على مراكش وبقيّة المراكز في السّنة التالية. بعد ذلك، أعادوا بناء فاس من جديدٍ، وجعلوا مراكش عاصمتهم والرّباط القاعدة العسكرية الرئيسة لهم. وبالرّغم من ذلك، استمرّت فاس بالإنتعاش، فكانت همزة الوصل بين المغرب وإسبانيا المُسلمة. وبمجيء المرينيين واستيلائهم على فاس سنة 1250م، دخلت المدينة عصرًا ذهبيًا، فجعلها السلطان أبو يوسف اليعقوب عاصمةً له. وأنشأ فاس الجديدة سنة 1276 التي أصبحت المركز الإداري للبلاد ومعقلاً للمرينييّن. وعلى نقيض مَن سَبقوهم، ركّز المرينيّون اهتمامهم على المغرب بدلاً من الأندلس، وكانت إسبانيا بالنّسبة إليهم دولةً عازلةً تردّ عنهم تحرّشات المسيحيين المحتملة بالمغرب. وعرفت فاس عصرها الذّهبي أيّام حكم أبي الرّبيع وأبي سعيد عثمان، وأقاموا في محيط جامع القرويين وجامع الأندلس أمكنةً خاصةً لإستقبال التلامذة الأجانب. وأصبحت فاس بالتالي مركزًا علميًا مرموقًا. إنّ استكشاف فاس الجديدة وفاس البالية يتمّ سيرًا على الأقدام لأنّه من الصعب إيجاد موقف داخل المدينة المُحاطة بالأسوار. تبدأ الرّحلة من ساحة المقاومة ثم التّوجه إلى شارع مولاي يوسف ومنه إلى ساحة العلويين الضخمة التي يقع فيها مدخل القصر الملكي. ومن الساحة يوجد شارع بو قصيصات ومنه الوصول إلى باب سمارين، وبعده الشارع الكبير الذي يمرّ بالقرب من جامع الأزهر الذي بناه أحد سلاطين المرينيين، سنة 1357م. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city95c.jpg يفضي الشّارع الكبير إلى ساحةٍ صغيرةٍ تُدعى "المشوار الصّغير" مقابل باب الدّكاكين الذي كان سابقًا المدخل إلى القصر المَلكي. والزّيارات السياحية ممنوعة إليه. ولقد بدأ ببناء هذا القصر أبو يوسف يعقوب من المرينيين وأكمله خلفاؤه من بعده، وذلك عند البدء بتشييد مدينة فاس الجديدة. يضمّ القصر الهائل، وبمساحة 200 فدّان، الحدائق والساحات والمعسكرات. تقع ساحة "المشوار الصّغير" المحاطة بأسوارٍ عاليةٍ بين باب الدّكاكين و"باب سيجما". وكانت هذه الساحة قديمًا مكان استعراض فرق الجيش من قِبَل السلطان ومكان استقباله للسفراء الأجانب. لكنّها اليوم خليط غريب من مُحتالين وحكواتية وراقصين وغيرهم. بعد ذلك، يقع الباب المحروق الذي بناه محمد الناصر رابع سلاطين الموحّدين. تنتشر حدائق بوجلود إلى جانب باب الدكاكين؛ أمّا الساحة التي تقع بعد باب الشمس، فتمتدّ ما قبل باب بوجلود إلى مدخل فاس البالية. وهذه أعلى نقطة حول منخفض المدينة حيث كان مقر قيادة الدّفاع فيما مضى. الشّارع الرئيسي في فاس البالية هو شارع التلّة الكبيرة الذي يتّجه نزولاً من باب بوجلود. وعلى اليمين تقع مدرسة بو عنانية، وهي كتلة دينية، الأكبر من بين مثيلاتها في ذلك الوقت. ولقد بناها أبو عنان من سلاطين المرينييّن بين عاميّ 1350 و1357. بعد ذلك، تأتي دار البطحاء. وقد كانت قصر السلطان مولاي حسن من القرن التاسع عشر. وفي هذا الدّار يوجد متحف المغرب للفنون والحرف. وفيه معروضات جميلة من الأعمال الحرفية والملابس والسّجاد وأفضل النّماذج من الأسلحة. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...ges/city95.gif |
قرطاج قرطاج أو قرطاجنة مدينة اندثرت ولم يبق منها إلا أنقاضها. بناها الفينيقيون على الساحل التونسي سنة 814 ق.م. ويقول التاريخ القديم إن أليسار أو أليسا أو الملكة ديدون ملكة صور اختلفت مع أخيها بغماليون على وراثة العرش. فالعرف المتبع آنذاك في هذه المملكة الفينيقية الصغيرة لم يفرق بين رجل وامرأة في وراثة العرش واكتفى بالقول إن المولود الأول هو الذي يرث الحكم. ولما كانت أليسار هي البكر فقد تبوّأت العرش. فقامت بينها وبين أخيها نزاعات عنيفة انتهت بأن خرجت أليسار مع مؤيديها ليلاً وأبحرت إلى الشواطئ الأفريقية الشمالية وانتهى بها المطاف إلى تونس حيث اشترت من قبائل هناك مساحة من الأرض أقامت عليها مدينتها التي تحولت مع الزمن إلى قوة اقتصادية وعسكرية هددت الامبراطورية الرومانية. تقع آثار هذه المدينة اليوم على بعد عشرة كيلومترات من تونس العاصمة. وقد نشات قربها بلدة جديدة يقع فيها القصر الجمهوري التونسي. وكان لقرطاج القديمة مرفأ طبيعي ممتاز ساعد أليسار ورجالها وأحفادها على مد خطوط اتصالات واسعة مع الشمال الأفريقي وأوروبا. ولما كان الصوريون القدامى بناة سفن فقد عمدوا فور تأسيس مدينتهم- الدولة إلى بناء أسطول تجاري كبير وسيطروا على البحر بين مدينتهم والجانب الغربي والشمالي من البحر الابيض المتوسط . وكانت أهم تجارتهم تشمل الفضة والرصاص والعاج والذهب والمجوهرات والأواني الزجاجية والخزفية والحبوب والفاكهة والحيوانات الأفريقية البرية. واجه القرطاجيون عدوين: الإغريق والرومان. طالت حروبهم مع الإغريق حوالى مئتي سنة انتهت بفوز للقرطاجيين. أما حروبهم مع الرومان والتي عرفت بالحروب الفونية أو البونية فامتدت من 264 إلى 146 ق.م. وانتهت بانتصار الرومان وتدمير قرطاج. حمل القرطاجيون معهم إلى مدينتهم- الدولة الجديدة تقاليدهم وعاداتهم ولغتهم وديانتهم الفينيقية. فكان الإله بعل كبير الألهة، رغم اقتباسهم تقاليد دينية جديدة من الإغريق وتقبلهم لبعض الآلهة اليونانية مثل ديميتر وبرسيفون. وكان القرطاجيون على عادة أجدادهم في فينيقيا يقدمون القرابين البشرية لآلهتهم. امتدت سلطة القرطاجيين في القرنين السابع والسادس قبل الميلاد لتشمل جزيرة صقلية وليبيا والأجزاء الغربية بمصر وغرباً إلى مراكش وإسبانيا فضلا عن جزيرتي سردينا ومالطة. برز من قادة قرطاج العسكريين هملكار وابنه هنيبعل. وكان الأول قد وصل إلى إسبانيا وأكمل ابنه تقدمه باتجاه روما قاطعاً جبال الألب حتى وصل إلى أبواب روما حيث وقعت بينه وبين الرومان معركة فاصلة انتهت بانكساره وتدمير الأسطول القرطاجي الذي كان قد أبحر من قرطاج لمساندة هنيبعل. ولما فر هذا الأخير عائداً إلى قرطاج ليقود الدفاع عنها لحق به الرومان ودمروا المدينة وأحرقوها وقتلوا أهلها. استعادت قرطاج بعض حيويتها عندما أسس الإمبراطور الروماني أغسطس سنة 29 ق.م. مدينة جديدة على أنقاضها دعاها "جوليا قرطاغو". ولم يمض وقت طويل حتى ازدهرت هذه المدينة وأصبحت الثانية بعد روما عظمة وغنىً. وفي سنة 439م احتل جنزريك ملك الفندال قرطاج وجعلها عاصمة له. وبعد قرنين من الزمن جاءها العرب في زحفهم نحو الساحل الأفريقي الشمالي ودمروا المدينة التي اندثرت منذ ذلك الحين إلى الأبد. http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci.../histcity9.jpg |
قصر النويجيس يقع هذا المعلم الأثري قرب مثلث طبربور في منطقة طارق بالأردن. وهذا القصر عبارة عن ضريح يعود إلى عائلة رومانية، ويرجع تاريخه إلى القرن الثالث الميلادي. تبلغ مساحته مع الأرض التي يقوم عليها حوالى أربعين دونما. بني الضريح بأيدٍ فنية بارعة. فهو مزدان بالزخارف والنقوش، ومبني على الحجارة المشذبة، وله أربعة أقواس داخلية وثلاث طاقات للتهوية، وتغطي سقفه قبة الفلك التي تشبه قبة قصر عمرة. وهناك تمثال يقبع في أعلى الواجهة الأمامية للضريح، لكن عوادي الأيام نالت منه، كما لحق الخراب معظم أجزائه. |
قليهات قليهات مدينةٌ عُمانيةٌ قديمةٌ. وُردَ ذكرها عند العديد من الكتّاب العرب القدماء. أمّا الآن فالبلدة لا تزيد على كونها مجموعة من الخرائب، تغطّي مساحةً من سطح تلك الأرض التي لا يوجد فيها غير مبنى واحد لا يزال قائمًا،http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity10.gif يُصارع البلى واستقرّ في حالةٍ مقبولةٍ من الصّيانة. هذا المبنى هو الجامع الصّغير الذي كُسِيَت جدرانه بالقرميد الملوّن المصقول، نُقِشَ عليها بعض آياتٍ من القرآن الكريم . توجد إلى الشمال من هذه الخرائب قريةٌ صغيرةُ تسكنها جماعة من صائدي الأسماك. ويقوم سكّان هذه القرية أحيانًا بالنّبش في خرائب المدينة، بحثًا عمّا قد يجدونه من عملاتٍ ذهبيّةٍ تُعدّ من أنقى المسكوكات الذهبية معدنًا. وتعود هذه العملات إلى عهد الخليفة هارون الرشيد حيث اسمه مضروب عليها. |
مدينة لبدة كانت منطقة لبدة الليبية موطنًا لجماعاتٍ بشريّةٍ في عصور ما قبل التّاريخ كما تدلّ على ذلك بعض حجارةٍ وُجِدَت على ضفاف وادي الرّملة، حيث أسّس الفينيقيون المراكز الأولى للبدة وصبراته . ولبدة مدينة عظيمة من مُدُن الشّمال الإفريقي الكُبرى، أسّسها الفينيقيّون في أوائل القرن العاشر ق.م، عند بداية استعمارهم إفريقية. وهذا التّاريخ يقرب من تاريخ إنشاء قرطاجنه . وكانت لبدة معروفة عند القرطاجنيين بإسم "لبكي"، ثم حرّفها اليونانيون إلى "لبشس". وبقيت هذه الكلمة مُستعملة إلى القرن الثّالث ق. م، ثمّ حُرِّفَت في اللّغة اليونانية من "لبشس" إلى "لبتس" لسهولة النّطق في اللّغة اليونانية بكلمة "لبتس" عن "لبشس".. وبما أنّ "لبتس" إسم لمدينةٍ في "بيزاشينا" الإغريقية. خافوا أن يحصل التباس بين المدينتين، فأضافوا إلى لبتس الإفريقيّة كلمة "مانيا"، فصارت "لبتس مانيا"، ومعناها لبدة العظيمة، أو لبدة الكبيرة. استطاع الفنيقيون أن يعمّروا البلاد بسرعةٍ نظرًا لخصوبة أرضها واعتدال مناخها وصلاحيّته للسّكن، ولأن لها ميناء مأمونًا وصالحًا للملاحة ولوقوعها على نهر عين كَعَام الذي يقع شرقيّها بقليلٍ. وممّا زاد في سرعة عمرانها العلاقات الطّيبة التّي نشأت بين السّكان والفينيقييّن نتيجةً لحُسن معاملتهم لهم. وذكر هيرودوت معركة كبيرةً عند مصبّ "شنبس"، وادي عين كعام. ويستنبط بعض المؤرّخين أنّ هذه الواقعة كان لها أثر سيّئ في تأخّر لبدة وتدهور حضارتها. وقد اعتراها الإنحطاط في أواخر القرن السّادس ق. م. وفي هذا الوقت، حاولت عصابة من اليونان، برئاسة الأسبرطي ديور، أن تنشىء مستعمرةً عند مصبّ نهر "شنبس" أيّ نهر عين كعام، منتهزةً ما أصاب "لبدة" من التأخر والإنحطاط. وقد تمّ للعصابة ما أرادت. http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity11.jpg حاول اليونانيون أن يحلّوا محلّ الفينيقيين في هذه المنطقة، لكن القرطاجنيين خافوا تسرّب نفوذ اليونان غربي سرت، فلم يلبثوا أن هاجموها وخربوا مستعمراتها وطردوا اليونانيين ومَن معهم. واستولوا على لبدة وما حولها، وأعادوا إليها ما فقدت من عمرانها وحضاراتها. وتوطّد ملك القرطاجنيين فيما بين السرت الكبير والسرت الصغير، وأطلق على هذه المنطقة إسم "أمبوريا". وصارت جزءًا من أملاك الإمبراطورية القرطاجنية، مُتمعتّةً باستقلالٍ داخليٍ. بقيت لبدة تحت حكم القرطاجنيين إلى أوائل القرن الثاني قبل الميلاد. وفي أوائل هذا القرن، أصبحت تابعةً للنوميديين في الفترة ما بين الحربين القرطاجنتين الثانية سنة 218 والثّالثة سنة 149ق. م. وكانت تبعيتها للنّوميديين شكليّةً لأنها كانت مقصورة على دفع الجزية. وفي سنة 111ق.م، أرسلت لبدة وفدًا إلى روما طالبةً صداقتها والتّحالف معها للتّخلص من حكم النوميديين. وفي سنة 107ق.م أمدّتها روما بأربع كتائب من الجنود لمحاربة النوميديين. ويظهر أن هذه القوات لم تتمكّن من التّغلب عليهم، وبقيت تحت سيادتهم الإسمية، متمتّعة باستقلالها الدّاخلي، إلى أن احتلها الرّوم سنة 42 ق.م، وانتهى حكم النوميديين. وبدخولها تحت الرّوم صارت جزءًا من إفريقيا. هذا بالنّسبة للسّواحل. أمّا الدّواخل، فبقيت تحت سلطة حاكم من نوميديا حتّى أوائل القرن الثالث ميلاديًّا، حيث أقيم خطّ دفاعٍ ضدّ سكّان الجنوب، وسمّوه "ليمس تريبوليتانوس". تعرّضت لبدة لغارات الجرمنتيين بين سنتي 24 و17ق. م، واستعانوا بقبائل أخرى من الجنوب، وذلك بسبب نزاع قام بينها وبين "أويا" (طرابلس الحالية) بسبب اختطاف الماشية، والتّعدي على بعض الأشخاص. فاستنجدت "أويا" طرابلس بالجرمنتيين وبعض قبائل الجنوب، فخفوا لنجدتها، وهاجموا لبدة فتغلبوا عليها وخرّبوا ضواحيها. واضّطر السكان إلى الإحتماء بأسوار المدينة حتّى أدركهم "فاليريوفيستو" بجيشه، وطرد الجرمنتيين، وأعاد إلى المدينة طمأنينتها وما فقدته من الأهميّة التي كانت تتمتّع بها كمحطةٍ للقوافل القادمة من ساحل البحر الأبيض بالجنوب والسّودان. وفي سنة 146م، ظهر في لبدة ستيميو سيفير، وهو من إحدى الأُسَر الكريمة فيها، فتولّى عرشها، وعَنِي بشؤونها، ونشر فيها العلم والأمن. وقد أمعن في مطاردة المُعتدين عليها من قبائل الجنوب حتّى أقصاهم عنها. وعني برقيّها الدّاخلي، فوفّر لها سبل الحياة الصّالحة بما أنشأ فيها من وسائل العمران والتّقدم.. وتقديرًا لأعمال هذا الرجل المُصلح واعترافًا بإخلاصه، أطلق السّكان على أنفسهم إسم السّتيمييّن تيمّنًا بإسم ستيميو، واشتهروا بذلك. وفي القرن الثّالث الميلادي، زمن الإمبراطور سيفيروس سيبتيموس، من سنة 193 إلى 211م، وزمن ألكسندر سيفيروس، من سنة 222 إلى سنة 235م، بلغت لبدة مبلغًا عظيمًا في الحضارة والتّقدم العمراني. وفي هذا العصر، كان سكّانها خليطًا من القرطاجنيين والرّوم واليونان والليبيين، وبلغ عددهم ثمانين ألفًا. وكانت أويا (طرابلس) في هذا العهد لم تبلغ شأوا يُمكّنها من مزاحمة لبدة في النّفوذ والسّلطان. وفي القرن الرّابع، أصدر دقيانوس أمره بإعطاء أويا لقب ولايةٍ، وكانت لبدة لها الصّدارة، فأخذت أويا تزاحمها في صدراتها ومكانتها. وفيما بين سنتي 363 و366 من القرن الرّابع ميلاديًا، اعتدى الإستريانون على ولاية لبدة، فألحقوا بها أضرارًا بالغةً، وخصوصًا بالمدينة، حتّى ساءت أحوالها وأخذت في الإنحطاط حتّى طمع فيها الوندال. وفي سنة455م، احتلّها الوندال، ولكنّهم لم يعنوا بها وتركوها للفوضى. وامتدت إليها يد النّهب والسّلب من القبائل البربرية المُقيمة في المدينة وحولها، وأكبرها قبيلة لواتة. وفي هذه الفترة، أُصيبت بفيضانٍ كبيرٍ من وادي عين كعام، فحطَّم الجسور والأسوار، وكان له أسوأ الأثر في شلّ الأيدي العاملة، وتسرّب اليأس إلى النفوس من القُدرة على الإصلاح. فأُهمِلَ شأنها، وزحفت الرّمال عليها، ودبّت روح التّمرد في القبائل القاطنة حولها. ولم تأت سنة 533م حتّى حوّلت هذه القبائل الفوضوية المدينة إلى خرابٍ، وطمع البيزنطيون في احتلالها. احتلّ البيزنطيون لبدة سنة 533م. وكان احتلالهم لها بداية عهدٍ جديدٍ لعمرانها واسترداد بعض ما فقدت من حضارتها. وأصلح حاكمها الجديد جوستنيان كثيرًا ممّا امتدّت إليه أيدي الفساد في العهد الذي قبله. وأدخل عليها الرّوم من فنون العمارة والزّخرفة ما زاد في ضخامتها وجمالها. يشهد بذلك ما اكتُشِفَ من آثارها الجميلة زمن الإحتلال الإيطالي، من سنة 1911 إلى أواخر سنة1942. لكنّ اللواتيين دأبوا على الثورة والتخريب، ولم يخضعوا لما أقيم في لبدة من حكمٍ وانتهى الأمر بانسحاب حاكم البلد "سيرجيو" منها. وبعد جوستنيان، أخذت البلاد في الإنحطاط والسّير إلى الخراب بخطى واسعةٍ. وفي سنة 643م، وصلت إليها طلائع العرب الأولى للفتح الإسلامي، فلم تجد في لبدة من العمران إلاّ بقايا من قصورها العظيمة ودُورها الفخمة، وبقايا من السّكان، خليطًا من أجناسٍ متعدّدةٍ، يعيشون فيما بقي من خرائب دورها وقصورها. وقد مرّ بهم العرب الفاتحون في ذهابهم وإيّابهم، فلم يكن لهم معهم شأن، نتيجةً لما هُم فيه من ضعفٍ واستكانةٍ وفقرٍ مُدقَع. تقع لبدة شرقي مدينة طرابلس بنحو تسعين كيلومترًا، وقد أكل البحر جزءًا كبيرًا منها. وبُنِيَت مدينة الخمس في أوائل القرن التّاسع عشر على جزءٍ منها وبأنقاضها. ولمّا بنى مراد آغا جامعه الذّي بـ"تاجورة" نقل إليه منها أعمدة الرّخام التي أقامها عليها، وكثيرًا ما نُقِلَت منها أعمدة الرّخام للجوامع. http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity17b.jpg |
لكسوس تقع مدينة لكسوس المغربية الأثرية على بعد ثلاثة كيلومترات ونصف شمال شرق مدينة العرائش، على الضفة اليمنى لوادي اللوكوس، فوق هضبة مطلة على الساحل الأطلسي على علو 80 متراً. تعتبر المصادر التاريخية المدينة إحدى أقدم المنشآت الفينيقية بغرب البحر الأبيض المتوسط إذ يذكر بلنيوس الشيخ، الذي توفي سنة 79م، بناء معبد أو مذبح هرقل المتواجد بجزيرة قريبة من مصب نهر اللوكوس، ويؤرخ له بالقرن الثاني عشر قبل الميلاد. كما يوطن المؤرخون القدامى بلكسوس موقع قصر أنتيوس ومعركته ضد هرقل، وكذا حديقة الهسبيريسات ذات التفاح الذهبي التي كان يحرسها تنين رهيب، هو في نظر بلنيوس تمثيل رمزي لنهر اللوكوس. إلا أن هذه المعطيات النصّية لا تستند إلى أي إثبات أركيولوجي. وتبقى أقدم البقايا الفينيقية بالموقع ترجع إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، كما هو الشأن بالنسبة للمستوطنات الفينيقية على الضفة الشمالية لمضيق جبل طارق. ابتداء من القرن الثالث ق. م عرفت المدينة تطوراً معمارياً تمثل في بناء حي سكني يحده من الناحية الغربية سور ذو طابع هلينستي يؤرخ بالقرن الثاني ق. م، وحياة دينية يبرزها المعبد القائم على قمة الأكروبول. ومع بداية القرن الأول ق. م، شيدت بالمدينة معامل لتمليح السمك وصناعة الكاروم والتي تعتبر من أهم المنشآت الصناعية في غرب البحر الأبيض المتوسط وتدل على مكانة المدينة التجارية بالمنطقة. أصبحت لكسوس مستعمرة رومانية خلال حكم الإمبراطور الروماني كلود (42-43 ب. م). وعرفت خلال الفترة الرومانية عهداً جديداً تمثل في إنشاء عدة بنايات، إذ أصبح الاكروبول مركز الحياة الدينية وشيدت به عدة معابد ضخمة كما تم بناء حمام عمومي ومسرح – مدرج يعتبر فريداً من نوعه بالشمال الإفريقي. على إثر الأزمات التي عرفتها الإمبراطورية الرومانية مع نهاية القرن الثالث بعد الميلاد تم إنشاء سور حول الاكروبول والحي الصناعي ودخلت المدينة عهداً من الانحطاط. تفيد المصادر أنه خلال العهد الإسلامي عرفت لكسوس تحت اسمها الجديد تشمس انبعاثاً جديداً، حيث أصبحت عاصمة لإحدى الإمارات الادريسية. إلا أن الأبحاث الأركيولوجية التي أجريت بالموقع لم تكشف إلا عن مسجد صغير ومنزل بفناء بالإضافة إلى عدة قطع خزفية تؤرخ بالفترة الممتدة من القرن الثاني عشر إلى القرن الرابع عشر الميلاديين. |
مدائن صالح/ الحجر تقع مدائن صالح أو "الحجر" على بُعد عشرين كيلومترًا تقريبًا عن مدينة العلا. وهو موقع أثريّ في المملكة العربيه السعوديه بوادي القرى، جنوب غربي تيماء. http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity12.jpg إنّ مقوّمات الإستقرار السّكاني منذ قديم الزمان كانت متوافرة في موقع الحجر من حيث موقعها على طريق التجارة ووفرة الماء وخصوبة التربة والحماية الطبيعية المتمثّلة في الكتل الصخرية الهائلة والمنتشرة في الموقع. وعلى ذلك ليس من الغريب أن يكون تاريخ الإستقرار السّكاني بالحجر أبعد من التاريخ الذي حدّده العلماء. كانت الحجر مقرًا لقوم ثمود، رغم أنّه لم يُعثَر على تاريخٍ مُحدّدٍ لقوم ثمود بالحجر. ثمّ سيطر اللّحيانيّون على الحجر بعد أن قضوا على السّيادة الديدانية بالعلا، واستمرّ حكمهم حتى تغلّب الأنباط عليهم. http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity12a.jpg أقام الأنباط مستوطناتهم الأولى في شمال الأردن وفلسطين . وأٌقدم أثَرٍ لهم عُثِرَ عليه يعود إلى القرن التّاسع قبل الميلاد. وبرز دورهم في المنطقة من القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الثاني ميلادي. وكان أشهر حُكّامها: الملك أريتاس، الملك الحارث الثاني، الملك الحارث الثالث، الملك عبادة الثاني، الملك مالك الأول، الملك عبادة الثالث، الملك مالك الثاني، الملك مالك الثالث. وفي الحجر آثار ثمودية ونَبطية ولحيانيّة قديمة. ويبلغ عدد المدافن في مدائن صالح 131 مدفنًا، منها 32 مدفنًا عُرِفَ تاريخها؛ وتقع في الفترة من العام الأول قبل الميلاد وحتى العام 75 ميلادي. بعد سيطرة الرومان على شمال شبه الجزيرة العربية والقضاء على المملكة النّبطيّة عام 106م وتحوّل طريق التجارة إلى البحر الأحمر، فَقَدت الحجر أهميّتها الإستراتيجية كمركز تبادلٍ تجاريٍ وحماية قوافل وتحصيل الضرائب، وهَجَرها النّاس. وبعد انتشار الإسلام في مختلف أقطار العالم، عاد النّشاط لطريق القوافل كطريقٍ يسلكه الحجّاج القادمين من الشّام قاصدين المدينة المنوّرة ومكّة المُكرّمة، فأصبحت الحجر محطةً من محطّات الحجّاج. ذكر القرآن الكريم قصّة صالح مع قومه، في 17 موضعًا من القرآن الكريم ، بأنهّم قوم وَهَبَهم الله النّعمة والثراء وأنهم جابوا الصّخر بالواد وأنهم كانوا يبنون قصورهم في الواد ويتّخذون من الجبال بيوتًا. ومع ذلك فقد كفروا بنعمة الله وعبدوا الأوثان من دون الله، فأرسل إليهم عبده ورسوله صالح ليدعوهم إلى عبادة الله، فآمن منهم القليل وكذّبه أغلب القوم. مدائن صالح أول موقع من المملكة في قائمة الأماكن "ذات القيمة العالمية الاستثنائية" اليونيسكو تضم "مدائن صالح" السعودية إلى لائحة التراث العالمي أضافت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) "مدائن صالح"، أو موقع "الحجر الاثري" السعودي على لائحتها للتراث العالمي، بحسب ما أعلن الاثنين 7-7-2008. http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...stcity12a1.jpg وتعدّ هذه المرة الأولى التي يدرج فيها موقع سعودي على لائحة المواقع المعمارية والطبيعية التي تتمتع "بقيمة عالمية استثنائية". ويحوي الموقع مقابر ضخمة مصانة بشكل جيد تعود واجهاتها المزخرفة إلى القرن الاول قبل الميلاد. وهو يقع على بعد 500 كلم جنوب شرق البتراء ويضم نحو خمسين نقشا من الحقبة التي سبقت فترة الانباط وعددا من رسوم الكهوف. ويشكل موقع الحجر شهادة فريدة عن حضارة الانباط وتعد مقابره الضخمة البالغ عددها 111 مقبرة زين معظمها بالزخارف اضافة لآباره المائية مثلا استثنائيا للانجازات المعمارية للانباط وخبراتهم الهيدرولوجية. كما اضافت لجنة خبراء المنظمة التابعة الامم المتحدة منطقة مورن الجبلية الطبيعية التي تقع على ارتفاع 550 مترا وكانت ملاذا للعبيد في جزيرة موريشيوس في القرنين 18 و19, الى لائحة التراث العالمي. واضيف الى اللائحة ايضا موقع تولو في فوجيان. ويضم هذا الموقع 46 من البيوت الكينية التي بنيت بين القرنين 12 و20 في جنوب شرق الصين. أما الموقع الرابع الذي اضيف هو 3 أديرة ارمنية في محافظة اذربيجان الايرانية, هي ديرا القديس اصطفان والقديس تداوس (قره كليسا او الكنيسة السوداء) وكنيسة مريم في زورزور)كليسا مريم مقدس زورزور( وقالت اليونيسكو ان هذه المواقع المسيحية الثلاثة التي تعود الى القرن السابع للميلاد تدل على "المبادلات المهمة التي جرت مع ثقافات اخرى وخصوصا البيزنطية والارثوذكسية الفارسية". إلا ان المنظمة لم توافق على ادراج المنطقة الطبيعية في جزيرة بالي الاندونيسية. وتعتمد المنظمة على مبدأين لادراج موقع على لائحتها للتراث العالمي هما "القيمة العالمية الاستثنائية" للموقع وخطة الحماية التي تقدم معه. وفي حال استبعاد أي موقع, يمكن للدولة التي قدمته سحب الملف لاستكماله واعادة ترشيح الموقع. وبذلك اصبحت لائحة اليونيسكو للتراث العالمي تضم 855 موقعا. وستدرس اليونيسكو الاثنين وربما الثلاثاء ايضا 38 موقعا آخر مرشحة للانضمام الى هذه اللائحة. ويستمر الاجتماع السنوي للجنة الخبراء الذين يمثلون 21 دولة اعضاء في اليونيسكو حتى العاشر من يوليو في كيبيك. مدائن صالح أو «الحجر»، الاسم القديم لهذه المدائن، ترجع في تاريخها القديم إلى حضارة الديدان و اللحيان والأنباط، و تعد آثار الحجر من أهم المواقع الأثرية في المملكة العربية السعودية، حيث تدل المقابر المنحوتة في الصخور وعلى واجهات الجبال على وجود حضارات قديمة مزدهرة في فن العمارة والهندسة والنحت فكل واجهة تمثل مقبرة لعائلة ما، وبعض المقابر تكون فردية وأخرى منقوشة أبوابها بشكل متصل، وتقع مدائن صالح على بعد 22 كم شمال شرق مدينة العلا التي تتبع لمنطقة المدينة المنورة، وهي مدينة تاريخية قديمة حيث كانت تسمى بوادي القرى، كتب عنها التاريخ كثيراً و تغنى بها الشعراء، ويسميها الأثريون بعاصمة الآثار . تعتبر الحجر من المناطق المشهورة عبر التاريخ نظراً لموقعها على طريق التجارة القديمة الذي كان يربط جنوب الجزيرة العربية والشام، و يبدو أن توافر الظروف المناخية والبيئة المناسبة كان العامل الأساسي في استقرار السكان في هذه المنطقة، وبالإضافة إلى موقعها الجغرافي تتوافر فيها التربة الصالحة والمياه العذبة والبيئة الطبيعية التي تحميها من الأخطار المتمثلة في الصخور الكبيرة التي تنتشر على أطراف الموقع مدافن عريقة توجد في الموقع آثار تعود لعهد اللحيانيين الذين سيطروا على الحجر بعد أن قضوا على الديدانيةhttp://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...stcity12a2.jpg، وكذلك آثار تعود لفترة حكم الأنباط، وتتميز بوجود عدد كبير من المقابر ففي هذه المنطقة الأثرية نجد 131 مدفناً منها 32 مدفناً عرف تاريخها وتقع في الفترة الممتدة بين العام الأول قبل الميلاد و حتى عام 75م . كما تمتاز آثار الحجر بالصخور الهائلة في حجمها وأعدادها، حيث حددت العوامل المناخية التي مرت عليها شكلها النهائي بالإضافة ليد الإنسان الماهر الذي تفنن في رسم النقوش والنحت عليها لتشكل واجهات المدافن، وهي اليوم على شكل بقايا مبانٍ كانت مطمورة تحت التراب لم يكشف منها إلا القليل، وكذلك النقوش والنحت على الصخور، ويزخر الموقع بآثار للمباني على شكل بيوت وقصور وأسواق تجارية وشوارع رئيسة إضافة إلى المباني الدينية والعسكرية، ويوجد في الحجرعدد كبير من الحجرات، ليست سوى قبور منحوتة في جوف الصخور المنتشرة في السهل والمنحوتة واجهتها بطريقة فنية تظهر فيها روح الإبداع، وتزينها الزخرفة، وتتميز كل مقبرة عن الأخرى بالنقوش التي تغطي واجهتها، كما تتميز بعض المدافن بوجود نصوص نبطية توضح فيها ملكية المقبرة وتاريخها كما يمكن مشاهدة المقابرالنبطية موازية إلى مناطق ووحدات مشهورة وهي الخزيمات وقصر البنت والديوان والكهف والعجوز والفريد وهناك واجهات منحوتة تختلف عن المقابر كديوان أبي زيد و محاريب وقنوات منحوتة وكهوف لحفظ المياه، و هذا دليل مادي على بلوغ سكان مدينة الحجر درجة عالية من التمدن والحضارة، وإلى جانب نحت الصخور لدفن الموتى نحتوا أماكن للعبادة و آباراً استخرجوا منها الماء، و يقول د عبدالله آدم نصيف في كتابه «العلا والحجر» ( مدائن صالح) إن الكتابات القديمة في الحجر تدل على أن المدينة كانت متطورة إبان الازدهار السياسي والاقتصادي لدولة الأنباط. تعاقب الحضارات تعاقبت على حكم الحجر ممالك عديدة، حكمها الديدانيون ثم اللحيانيون ثم الأنباط ثم الرومان الذين سيطروا على شمال شبه الجزيرة العربية في عام 106م، و حولوا طريق التجارة إلى البحر الأحمر الأمر الذي أفقد الحجر أهميتها الإستراتيجية من ناحية التجارة وحماية القوافل وتحصيل الضرائب، ويقال إنه كان مقراً لقوم ثمود الذين جاء القرآن الكريم بذكرهم أنهم رفضوا دعوة نبي الله صالح وعقرهم الناقة التي أرسلها الله لهم آية. لكن مع ظهور الإسلام وانتشاره الكبير في مختلف أصقاع العالم عاد النشاط التجاري إلى سابق عهده بل بزخم أكبر وأصبحت الحجر محطة من محطات الحجاج وممراً للقوافل القادمة من الشام والمتجهة نحو المدينه المنوره ومكه المكرمه . |
مـراكـش مدينة مراكش، التي يطلِقُ عليها المغاربة إسم "الحمراء"، تتكلّم بنفسها وعن نفسها من خلال المناظر الخلاّبة وأسوارها الحمراء وأشجار النخيل وساحاتها الفسيحة بكل ما توفّره من ترفيهٍ مُسلٍ ومأكولاتٍ شعبيةٍ لذيذةٍ. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city58a.jpg يرتبط إسم مراكش في الأذهان بصورة مدينةٍ عريقةٍ زاخرةٍ بالنشاط والحيوية. أسّسها البربر في موقعٍ رائعٍ داخل واحةٍ تتوسّط سهلاً خصبًا بجوار جبال الأطلس الشّاهقة. تُعتبر مراكش التي مَنَحت المغرب اسمه القديم واحدةً من مُدُن المغرب الإمبراطورية الأربع، وهي لؤلؤة حقيقية وسط مدن شمال إفريقيا. وطالما اشتهرت مراكش بأسواقها المُزدحمة بالمتسوّقين وأكشاك الأطعمة الشعبيّة اللّذيذة، والحكواتية، والسَّحَرة، والبهلوانات والمُهرّجين الإستعراضيين والموسيقييّن وقُرّاء الكف. من أبرز النزهات الشّاعرية في هذه المدينة هي تلك التي تتمّ في عرباتٍ تجرّها الخيول. وتتركّز المطاعم والمراكز الترفيهية بصورةٍ رئيسةٍ في المنطقة التي يطلق عليها السّكان إسم "المدينة الجديدة" حيث تنتشر عشرات المقاهي ومطاعم الوجبات الخفيفة. وتوجد المطاعم التي تقدّم الأطباق المَغربيّة التقليدية والعروض الفولكلورية التّرفيهية في المدينة القديمة، وخاصّةً في قصر الرياض القديم. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city58b.jpg ولعلّ ما يجذبُ أنظار الزائرين لمراكش قمم جبال الأطلس المكسوة بالثلوج والمطلّة على المدينة التي يحيط بها أسوار حمراء اللّون تعطيها ذلك اللون الورديّ الجميل، والتي بدورها تحيط بها أشجار النخيل الباسقة لتعطي منظرًا فنيًا طبيعيًا رائعًا يسرّ العيون. تُحدّد المصادر التاريخية بناء النواة الأولى لمراكش سنة 1070م من قِبَل المرابطين، وهم مجموعة قبائل أمازيغيّة رُحَّل أتت من الصحراء. وقد تطوّرت هذه المدينة تحت حكم السلطان يوسف بن تاشفين (1061– 1107م) إلى حدٍ كبيرٍ من نتائج التّوسع المرابطي في إفريقية والأندلس لتصبح المركز السّياسي والثقافي للغرب الإسلامي. بعد استتباب الأمر للموحّدين، عقب دخولهم المدينة سنة 1147م، اتّخذوها عاصمةً لحكمهم وأنجزوا فيها عدّة معالم تاريخيةٍ مازالت تُشكّل مفخرة عصرهم، كصومعة الكتبية بمسجديها والأسوار والأبواب والحدائق إضافة إلى قنطرةٍ على وادي تانسيفت ظلّت تُستَعمَل حتّى عهدٍ قريبٍ. هكذا عَرَفَت مراكش، تحت حكم الموحّدين، إشعاعًا كبيرًا جعل منها مركزًا ثقافيًا واقتصاديًا وسياسيًا لا نظير له في الغرب الإسلامي. أمام ضعف الموحدين ، استولى المرينيون القادمون من الشرق سنة 1269م على المدينة. غير أنهم اتّخذوا فاس عاصمةً لَهُم لقرب هذه الأخيرة من موطنهم الأصلي، ممّا أدى إلى تراجع مدينة مراكش وتحولها لمركزٍ ثانويٍ. في سنة 1551م استعادت المدينة مكانتها كعاصمةٍ للسعدييّن (1589م– 1659م). فعلى عهدهم تمّ تشييد بناياتٍ ومنشآتٍ جديدةٍ، أهمّها قصر البديع ومجمع المواسين ومدرسة ابن يوسف وقبور السّعديين وعدد من السقايات. تحت حكم العلويين، قام المولى رشيد بترميم مسجد بن صالح المريني، غير أن خلفه المولى إسماعيل أولى كل اهتمامه بعاصمة حكمhttp://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city58c.jpgه الجديدة مكناس. وقد عمل السلطان سيدي محمد على إعادة مراكش إلى مكانتها وذلك من خلال إنشاء أحياء ومعالم جديدةٍ. ويمكن القول إنّ مراكش اتّخدت شكلها النهائي ابتداءًا من فترة حكم هذا السلطان، إذ اقتصرت المراحل القادمة على ترميمٍ لم يتم إنجازه منذ العصر الوسيط. ونظرًا لما تزخر به من إرثٍ حضاريٍ كبير، أصبحت مدينة مراكش قبلةً للسياحة العالمية ومقرًا للمؤتمرات الدولية ذات المستوى الرفيع، لتحتلّ بذلك مكانةً خاصةً في المغرب الحديث. |
معبد أشمون يقع معبد أشمون فوق تلة على مسافة 3 كلم شمالي شرقي مدينة صيدا اللبنانية على الضفة اليسرى لنهر الأولي، في المنطقة المعروفة اليوم باسم بستان الشيخ. كرّس هذا البناء الديني لإله صيدا الرئيس الإله الشافي، أشمون. وكانت الأعمال البنائية الأولى في هذا المكان سابقة للعهد الفارسي (أي من أواخر القرن السابع ق.م.). بيد أن هذا الصرح الديني اكتمل شكله النهائي في القرن السادس ق. م. خلال حكم أسرة أشمون عزر الصيدونية. وقد بني في جوار نبع مهم ما زالت مياهه تجري شرقي الموقع. وهو النبع الذي عرف في النصوص الفينيقية باسم "عين يدل" . غير أن تطور طقوس العبادة وتبدلها كانا من عوامل استمرار أعمال البناء طوال قرون عدة. إلا أن ما بقي قائماً من المعبد الأساسي الذي كان قد بناه الملك الصيدوني بود عشترت في أواخر القرن السادس ق.م. يكاد ينحصر بمصطبة عالية. ويبدو أنه تعاقب في هذا المكان نفسه معبدان من مرحلتين مختلفتين: الأولى من القرن الخامس ق.م. وقد نقلت منه إلى المتحف الوطني في بيروت عناصر معمارية جميلة من الرخام هي عبارة عن تيجان أعمدة على شكل مقدمتي ثورين رابضين متدابرين، وقواعد أعمدة منحوتة. يرجح أن هذا المعبد المبني بحسب الطراز المعماري الفارسي قد دمر أثناء ثورة المرازبة عام 351 ق.م. أما المعبد الثاني وهو من الطراز الكورنثي فلم يبق منه سوى أطلال مبعثرة. ثمة مصطبة أخرى مبنية بحجارة كلسية أصغر حجماً من تلك المستخدمة في المعبد السابق، قد تعود أيضاً إلى أواخر القرن السادس ق.م. من عهد أشمون عزر الثاني الذي شيد فوقها على ما يبدو، معبداً لم يبق منه سوى قاعدتي عمود من الحجر الكلسي وبعض العناصر الزخرفية المعمارية. وتعود إلى هذا العهد أيضاً تلك البنى المعمارية المميزة التي يفترض أنها كانت جزءاً من مساكن خصصت للقيمين على المعبد ولزواره من الحجاج. وهنالك مجموعة من تماثيل رخامية صغيرة تمثل أطفالاً وتحمل اهداءات طقوسية باللغة الفينيقية نقلت بدورها إلى المتحف الوطني. أما ذلك النظام المعقد من أقنية المياه في جوار المعبد فما زالت آثاره باقية في أماكنها إلى اليوم. وفي العهد الهلينستي، استمرت ممارسة الطقوس في المعبد حيث أضيفت إليه أبنية جديدة، ومنها المصلى الذي ما زلنا نرى فيه عرشاً كبيراً من الحجر، جانباه على شكل أبي الهول ويعرف باسم عشتروت. وفي جوار هذه القاعة آثار بناء كبير من المرحلة التاريخية نفسها تزينه منحوتات ناتئة تستلهم الميتولوجيا اليونانية. وقد أكدت عبادة هذه الآلهة في بستان الشيخ كتابة تحمل اسمها وجدت منقوشة على قاعدة تمثال عثر عليه في المكان نفسه. ونرى هنا آثار قناة تنطلق من خلف مصطبة معبد أشمون لتغذي الأحواض المجاورة بالمياه العذبة. أما في الشمال الشرقي من المصطبة الرئيسة، فبنيت في القرن الرابع ق.م. منصة أشمون المزينة بمشاهد مستوحاة من الميتولوجيا اليونانية هي اليوم في المتحف الوطني. وأمام هذه المصطبة، شيد في القرن الثاني ميلادياً، بناءان لم تحدد هويتهما بدقة يفصل بينهما صف من الأعمدة من القرن الثالث وزينت أرضيتهما بالفسيفساء الجميلة. وعلى مقربة منهما بناء مقدس يعرف باسم معبد هيجيا. وهنالك صف آخر من الأعمدة بني والكنيسة البيزنطية في القرن الرابع. بيد أنه لم يبق من هذه الأخيرة سوى الأساسات وأرضية من الفسيفساء. |
مقابر ما قبل التاريخ في الجزائر كانت مقابر أهالي المدن الجزائرية على قدر كبير من الفخامة. ففي مدينة الجزائر تقع هذه المدافن بقمة جبل مسيد، في المكان المسمى "نصب الأموات". كما اكتشفت قبور أخرى تقع تحت "كهف الدببة" وأخرى بناحية "بكيرة". كما توجد مقابر أخرى بمنطقة "الخروب" بالمواقع المسماة "خلوة سيدي بو حجر" قشقاش، وكاف تاسنغة ببنوارة وتعود كلها إلى مرحلة ما قبل التاريخ وتنتشر في أكثر بقاع الجمهورية الجزائرية. المقبرة الميغاليتية لبونوارة التي تقع على بعد 32 كلم عن قسنطينة ، وعلى الطريق الوطني المؤدي باتجاه فالمة. وتقوم هذه المقبرة الميغاليتية لبونوارة على المنحدرات الجنوبية الغربية لجبل "مزالة" الكلسي على بعد كيلومترين شمال قرية بونوارة. وتتكون هذه الدولمانات أي المناضد الصخرية من طبقات كلسية متماسكة تعود إلى عصر ما قبل التاريخ، ويبدو أن عددا كبيرا منها قد تعرض للتلف والاندثار. والنموذج العام لهذه المعالم التاريخية يكون على شكل منضدة متكونة من أربع كتل صخرية عمودية وطاولة، مشكلة بدورها غرفة مثلثة الشكل. وعادة ما يكون الدولمان محاطا بدائرة من حجارة واحدة، وفي بعض الأحيان من دائرتين أو ثلاث أو أربع. وقد كان سكان المنطقة القدامى يستعملونها لدفن موتاهم بهذه الطريقة المحصّنة التي يبدو أنها قد استمرت إلى القرن الثالث ق.م. كهف الدببة ويبلغ طوله 60م ويوجد بالصخرة الشمالية لقسنطينة. كهف الأروي: يوجد قرب كهف الدببة ويبلغ طوله ستة أمتار ويعتبر كلا الكهفين محطتين لصناعات أثرية تعود إلى فترة ما قبل التاريخ. ماسينيسا وضريح بالخروب الواقع على بعد 16 كيلومترا جنوب شرق قسنطينة . الضريح عبارة عن برج مربع، تم بناؤه على شكل مدرجات به ثلاثة صفوف من الحجارة وهي منحوتة بطريقة مستوحاة من الأسلوب الإغريقي- البونيقي. وقد نسب هذا الضريح لماسينيسا الذي ولد سنة 238 ق.م وتوفي سنة 148 ق.م. والذي حمى هذه المنطقة لمدة 60 سنة. ويعود له الفضل في تأسيس الدولة النوميدية، كما أسهم في ترقية العمران وتطوير الزراعة بالمنطقة وأسس جيشاً قوياً. ضريح لوليوس الذي يقع في جبل شواية بالمكان المسمى "الهري" على بعد حوالى 25 كيلومتراً شمال غرب قسنطينة، غير بعيد عن "تيدس". له شكل أسطواني. بني من حجارة منحوتة، وشيده لوليوس إبريكيس حاكم روما آنذاك تخليدا لعائلته. مدافن تيديس الواقعة على بعد 30كلم إلى الشمالُ الغربي من قسنطينة وتختفي في جبل مهجور. كانت لها قديما أسماء عديدة مثل: "قسنطينة العتيقة"، "رأس الدار" كما سميت أيضا "مدينة الأقداس" نظراً لكثرة الكهوف التي كان الأهالي يتعبدون بها. ويبدو أن إسمها الحالي "تيديس" هو اسم محلي نوميدي. أما الرومان فأعطوها اسم كاستيلي رسبيبليكا. ومعنى "كاستيلي" هو المكان المحصن، ومعنى "روسبيبليكا" أي التمتع بتنظيمات بلدية. وقد كان دور هذه المدينة هو القيام بوظيفة القلعة المتقدمة لحماية مدينة سيرتا من الهجمات الأجنبية. ولا تزال آثار الحضارات التي تعاقبت على "تيديس" شاهدة إلى اليوم، بدءا بعصور ما قبل التاريخ، فالحضارة البونيقية، الحضارة الرومانية، الحضارة البيزنطية إلى الحضارة الإسلامية. ويتجلى عصر ما قبل التاريخ في مجموعة من القبور تسمى "دولمن" ومعناها" المناضد الصخرية". وهناك عدد من المقابر القديمة تقع على منحدر الجانب الشمالي وتجمع عدداً من المباني الأثرية الدائرية المتأثرة بطريقة الدفن الجماعي والتي تسمى "بازناس". وتدل النصب والشواهد الموجودة على أنها تعود إلى العصر البونيقي، فيما يتجلى الطابع الروماني في المناهج المتعلقة بنظام تخطيط المدن. وخلاصة القول إن الزائر لتيديس يسمع صدى الإنسان في تحولاته. إنها باختصار المكان المثالي لقراءة تاريخ هذه المنطقة وتأمل تفاصيلها الغنية. |
الساعة الآن 08:41 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |