![]() |
العاشق والأرض ذلك الشيء الذي أطفأ دفء الكلمات كان عنوان حياة حينما سيف المنايا وقعا باسما كان رفيق الأمنيات فايز العاشق والمحبوب والأرض معا أمس ودّعناه في عرس من النار وعزم الأغنيات ثم عدنا , نشعل الكبريت في الليل , نضىء ألف قنديل على الدرب لتمضي القافلة فهو سوما سيجيء من فؤاد العائلة ما شققنا الثوب آن لوّحت كلّ المناديل لتابوت المسافر ملحوظة صغيرة : حينما لم نبك فايز ليس معناه بأنا لم نعد نملك حسّا والذي بين حنايانا حجر إنّما نحن بشر لم تكن تخلو خوابينا من الجوع وأكواب البكاء وتلفّتنا ولكن , ليس من قلب على أحزاننا يوما شعر فعزمنا بيننا , أن يظلّ الحزن في الداخل وعدا كالبذار ورفضنا الإنتظار وتسربّنا إلى الأرض , انزعنا كبرياء مهرها ليس بكاء مهرها ليس بكاء *** " طلّت البارودة والسبع ما طلّ يا بوز البارودة من الصدا مختلّ بارودة يا مجوهرة شكّالك وين شكّالي ع عاداتو سرى في الليل بارودة يا مجوهرة شكّالك راح شكّالي ع عاداتو سرى مصباح " *** مثلما يأتي المطر مثلما ينبت في الأرض الزهر مثلما المشتاق يأتي من سفر فهو يوما سيجيء لم يمت فايز , من قال يموت ذلك الحبّ الصموت |
أم صابر مثل عمّال بلادي البسطاء راح صابر ودّع البيت صباحا مع جموع الثائرين ومضى يهتف في الشارع مرفوع الجبين وأعادوه مساء *** كانت " الوحدات " عرسا من دماء كلّ أم في انتظار ابنها الغائب , كانت أمّ صابر بعد أن أدّت صلاة المغرب الدامي تدعو , أن يجيء ابنها صابر , لكن لم تعد , ضحكة الوجه البريء سألت عنه الرفاق أين صابر ؟ سألت حتى حجار الطرقات ومشت في كلّ حاره أين صابر ؟ أين صابر ؟ واحتواها الصمت , غابت في تلافيف المخيم وصدى " يا كلّ أولاد الحلال من رأى صابر من ؟ آه يا ابني تعال ..." ظلّ مصلوبا على كلّ جدار |
مقاطع من مدائن الأسفار على جواد الانتظار أرحل في المساء يا أحبّتي إلى مدائن النهار أعانق الآتي على جناح ريح تنشلني يداه من قرارة البحار فأستريح وتنتهي الأسفار *** رأيت سيدي المسيح يبكي على الضفاف والنهر يستحمّ تحت غيمة من الدخان أومأ لي وما ابتسم وكان صمته اعتراف بما يعاني من ألم وراح في تطواف *** رأيته على الخليج ممتطيا خيول الحزن يشكو من اغتراب أعماقه تمور بالنشيج سألته فما أجاب وانسل ّمن عينيّ الزحام , عبر رحلة اغتراب *** طوّفت وحدي في حدائق المساء قبرّة بلا غناء نادمت في الشوارع الملساءغربتي العجوز وحينما جرعت كأسي الأخير واستضافني البكاء مالت برأسها إليّ , تمتمت , الدمع يا صديقي الحزين لا يجوز *** أحبابنا في الريح والأهوال والمطر أحبابنا هناك في العراء يسطّرون روعة البقاء ويجدلون من عذابهم للمجد أغنيات ويبسمون رغم قساوة الحياة أحبابنا , والأرض , والإنسان في خطر .. |
تورّق الأشجار زنبقات الحزن في قلبي , يعانقن الظهيرة يتساقطن على طاولة المقهى .. ووجهي لوحة , ينقصها اللون الأخير قهوتي تبرد في ظلّ الشبابيك الحزينة وأنا أرقب أن تأتي , ولكن .. خاننا التوقيت في هذي المدينة أعرضت عن وجع اثنين مضاعين : أسير وأسيرة زنبقات الحزن في قلبي يعانقن الظهيرة *** " إمبارح جينا حارتكم يا دار ما بيّنتو يا علّة في الصدر ما يداويها إلاّ انتو .." والذي أحضرني اليوم هنا كانت رصاصة أخطأتني أمس أثناء العبور حين تابعنا المسيرة زنبقات الحزن في قلبي , يعانقن الظهيرة *** عذّبتني وأنا أمضي إليها عفّرتني برمال الأرض , آه آه , كم كان جميلا ذلك الرمل الذي , يمسح عن وجهي التعب وهو يستنبت في قلبي , أشجار الغضب *** أنا أحببت زهور الياسمين منذ أشرعنا الكوى ذات مساء صار حبّي شجرا , ينبت في كلّ الحدائق فأنا أعرف أن الموت , قد يأتي وقلبي بعد لم يفرح بزهرة قطفتها لي يداك فوق أرض الشام مرّة فلذا أنزف محموما , لذا حبّي صادق *** أستبيح الأرض عذرا أمس في الطابور والخندق , عانقت ظلالك كانت الغابة موسيقى , من الصمت وكانت تورق الأشجار , مع صوت البنادق فاستحال العرق المخلوط بالرمل , على جلدي رياحين وعطرا وحضنت الظلّ كالطفل , وأسندت جبيني مستريحا .. وتنسّمت على مهلي شذي أرض الوطن *** تحت حدّ السيف يا حبّي , وفي ظلّ السلاسل وعلى الدرب الذي يفضي , لساح الجلجلة تطلع الآن من الجرح , أناشيد وعود , وسنابل وشظايا فوق أرض المعركة يا حبيبي , *** إنّني أفهم أن يبكي نورس حينما يقضي سحاب اليوم جائع وأنا أفهم أن تعبس , في وجهي الشوارع حينما تبعد عن عيني الحبيبة وأنا أفهم أنّ الانتظار خطوة نحو مرايا الضوء , ميلاد خصوبة وتباشير نهار فلماذا صوتي الآن تيّبس ؟ *** إغرسي السكين في صدري , وخلّيني أموت شهقة تتبع شهقة في حنايا الزرع , في ظلّ البيوت واسدلي آه على وجهي خرقة ودعيني لندى الأعشاب , أبتلّ فأحيا وأعود |
آثار جرح من يمنح الحنان في بيروت فاطمة التي شممت في حروفها , تنفّس الأعشاب في الحقول فاطمة التي تمزّقت على أسلاكها .. آهات قلبي الذبيح راحت وخلّتني أموت مخّيما على ضفاف اليأس والسكوت ماذا أخطّ أو أقول ؟ في دفتر الأوجاع والجروح فالحزن في بيروت يحاور الأشجار , يسكن البيوت أبو فراس ها هنا يموت من دون قيد الروم , ها هنا يموت فلتفزعي إليه .. *** وقفت خلف بابكم , ناديت لكنّني أواه , ما افتديت أنا الغريب في أرضكم تدّعني .. عيونكم , شفاهكم , قلوبكم ويستمر , يستمر .. مدّ شوقي المشرّع الكوى لأن أضمّكم في جانحي يا أحبتي برغم أنّكم قوّستمو أخي وصاحبي ولم تزل في ظهري المحنّي صلية . وفوق حاجبي آثار جرح |
الكوكب مشرع صدرك للريح , وطلقات البنادق والتي كنت تحبّ ذات يوم حينما رفرف في جنبيّك قلب يترامى جيدها الموجوع , في كلّ الشوارع تسأل العابر ضوءا وجوابا عن فتى أسمر , يبدو فارع الطول , نحيف الجسم غائب ويشيل الهمّ في جنبيه , سهما كوكبا يطلع من بوّابة المغرب شاحب لم تزل تفترش الأرض اغترابا وهي لا تعرف بعد أنّه صار محارب ربما يبحث في الوديان , عن كسرة خبز ربما يعبر نهر الموت ظمآنا وجائع ربما يرقب إطلالة نجم وهو في ليل الخنادق مشرع صدرك للريح , |
قمر الجوع أمطري في القلب , زخّات عذابات وجوع أمطري .. أرضي ظمأى , وأنا تجتاحني حمّى الرجوع أمطري أيتها الذكرى , ورشّي العين حبّات دموع فالمغنّي كمّموا فاه , وسدّوا .. بحجار القهر بابه خطفوا منه الربابة .. *** مرّة أخرى يعود الآن , يستجديك رشفة .. آه من بخل الزمان إذ يغلّ الفقر أيامك , لا تمنح رجفة رجفة الصعلوك إذ يحظى بخبز وأمان .. أعطني من صمتك الطافح , حزنا ومرارة أعطني من شجر الأيام , من لحم التواريخ القديمة أعطني منها العصارة علّه يطلع من حقل الرماد قمر الجوع رغيفا وثمارا علّني أبعث من هذي التعاسات , نبيّا .. |
السقوط في المنفى صار للريح طعم الدم والأغاني بكاء لا تجيئي لمأتمي وتقولي لي العزاء *** وجهك الأمس كان لي كان خبزي ومطرحي والحكايات بيننا تمّحى , آه تمّحى لحظة الحب والعناق كبر الآن جرحنا راعفا خارج الوطن كيف لا تخجل المحن تحت شبّاكنا بكاء يتلوّى على , جمرة الهجر والفراق فاغفري لي وقوفي على شرفة القنوط وأسعفيني من السقوط .. صار للريح طعم الدم ليته خانني فمي ليت دمعي انهمر قبل أن قلت للتي قلبها الطيب انكسر هات مفتاح غرفتي هات إنّي على سفر |
عزف منفرد الأغاني انطفأت هذا الصباح والمدينة غادة ترفض ودّي وأنا أبحث في كلّ الوجوه عن يد تسند ظهري ها أنا أسقط وحدي وسط هذا الشارع المملوء .. بالأقدام ملتفّا بصمتي ليس لي قدرة أن أصرخ , من يسمع صوتي ؟ هذه الصحراء رحب لا يحدّ الحوانيت بوجهي مقفلة وعيون السابلة أسهم تعبر جسمي .. لا تراني والأغاني , الأغاني انطفأت هذا الصباح فتحسست الجراح والسكاكين التي , تغرس في القلب على .. إيقاع أنغام حزينة ليتني أستطيع أن أبعث , من هذا الرماد نبضة الفرحة والميلاد .. أهديها لطفلي وجه طفلي , |
الدفوف تقاسمتك الدفوف عشية الحب ماتا فما فاد الوقوف ولا مللت التفاتا *** قد عزّ طيفك حتى ذابت جموع الأغاني صلبت جبنا وصمتا بكيت مما أعاني *** كبرت عندي حضورا على حدود المكان وظلّ قلبي أسيرا مسافرا في الزمان |
الوداع أقف الآن وحيدا تحت شبّاك أماسيك ولا أحكي , عن السهد وعن جرح المواويل , وعن موتي الطويل هذه المرّة لا أحمل قيثارا , ولا أتلو نشيدا وجيوب السترة السوداء خلو من قصيدة فاعذريني من نفاذ الصبر ؟ ها أنا آخذ شارات الرحيل |
مكابدة الشوق والغصة -1- أشتاق أن أراك في شوارعي المغبّرة أشتاق , أشتاق يا قبّرة موّال حب ينقذني من الجفاف في حياتي المسوّرة بالشوك والأسلاك أواه يا مدينتي المنوّرة متى يحين موعدي , متى أراك ؟ متى تذيب غربتي يداك ؟ -2- يصدف أن ألقاك , في دروبي المنتحبة سحابة مغتربة فنعبر الدائق العجاف , مثل طائرين ظامئين لا نملك الإنسداد الله يا عيني على الحنين والبعاد الله .. يا فراقنا المجتاح ما استطعت أن تزرع النسيان في قلوبنا المعذّبة |
الموت والعناق حينما تسقط في ساحاتنا حتى الحجارة حينما يهدم بيت تلو بيت يصبح الموت إشارة وبدايات لصوت *** عانق الموت بوجه الريح عانق كلّ لون فوق وجه الأرض , في نسغ البدن أنت إن أصبحت عاشق يسقط المحتلّ في الطين , ويبقى وحده مجد الوطن |
تعالي نبوس التراب تعالي , لنمحو أسماءنا من جواز السفر تعالي لنكتب أسمائنا من جديد تعالي لنرسم خارطة للبلاد , ونغتال فينا انتظار البريد تعالي , فبعد فوات الأوان وموت القصيدة سنشقى , ونرضخ قسرا , لتقويم هذا الزمان تعالي نبوس التراب تعالي نعانق كلّ الشجر تعالي نسطّر تاريخنا , وسط هذا الحريق ونصغي لصوت ينادي : تعالي تعالي , تقول الرياح : إذا ما أتيت , سنفقد حتى الكفن ويبرأ منا تراب الوطن .. *** غدا , آه لو عيّروني بماذا أجيب ؟ وأين أخبىء وجهي وهم يسألون ؟ عن الحب والياسمين وكيف انتهى كلّ هذا ؟ تعالي نقيم لنا منزلا , أو كمين نواصل منه لظى المعركة لقد خاننا الأصدقاء علانية , فاحذري من ستار النهاية وألمحهم يستبيحونك الآن , ويصلب وجهك في كلّ ساحة وتمحى تضاريس جسمك , تبنى عليه الهياكل وإسمك ينفى من الخارطة تعالي تعالي تعالي نقاتل |
عودة المغني أبيع المدينة أبيع المواعيد والأغنيات أبيع دفاتر شعري , وكلّ حكايا الأماسي الحزينة وآتي لأشرب من حدقتيك , شعاع الحياة وأزهو بأني أعيش بأرض بلادي وأحضن رمل بلادي وأنّي أسير هواك وأنّي حظيت كعشب البراري بخصب التراب , وسرّ حنان المطر لأن المغنّي تعذّب فوق الصليب وطاف أقاصي الدروب وظلّ يلوب سنينا ليأتيك طفلا جديدا .. تعّرى , وألقى ثياب السفر |
الصورة والتذكار -1- وأذكر لم يكن أحد , عشيّة أن رحلت فعادني حزني تلفّت قلبي الموجوع بالأشواق وألقى نظرة مكسورة الأهداب , فوق رفوف مكتبتي .. وكان فراس جميلا يرسم البسمات خلف إطار وكان فراق يجلّل وجه أمّي بالأسى , فتهمّ أن تبكي .. فأضحك كي تشاركني وفي جنبات قلبي يطلع الصبّار فيا تعبي : أشيل حقائبي , أمشي .. ولا ألقاكمو قربي وأحمل ما تضيق به الجوانح , -2- يا شوارع أينهم صحبي ؟1 ويا مقهى " رقيق الحال " كانوا .. أمس في ركنك ترى غابوا ؟ فهات إذن " طويل العنق " , أشربه , وآخذه معي تذكار ونمشي والطريق أمامنا تمتدّ للصحراء فتورق في القرار قصائد التحنان , أدرك أنّني في التيه .. أنقل يا أحبّائي الخطى وأكابد الإعياء وأقرأ فوق صفحة هذه الكثبان رسائلكم تقول سطورها ويجاهر العنوان بأنّ طريقنا تفضي إلى البحر فعد يا أيّها الربّان , عد لعروسة الفقر .. وأومن أن في كلماتكم .. يا أيّها الأحباب منجاتي من التجوال والغربة وأومن أنّ نارا في العروق تعانق الآتي وتبدع من أحاسيس العذاب خيوط رايتنا -3- وماذا بعد ؟ وماذا ينبيء العرّاف , ماذا تضمر الأيام ؟ يقول الكفّ أنّي .. سوف أرحل باتجاه جزيرة الأحلام وسوف أخوض نهرا من دم , ويصير لون قميصي الكاكيّ .. أحمر مثل حطّة والدي , - الله يرحمه – أبيّا كان فعاجله رصاص الإنجليز , - وكان عمري يومها سنتين – فهاهت ساعة أمي , وكان البين عميق الحزن , فيا أحباب بعيد ذلك الجرح الذي , يمتدّ من عمري إلى قبري فذاكرة الطفولة لا تموت , ولم تزل في دفتري صورة لأمي وهي جاثية أمام أبي وكان جبينه ينزف وكانت ساقه تنزف ولهوي يومها بعقاله , فلبسته وركضت في الحارة فأشرق وجهه بالبشر .. أذكر أنّه قد قال : " يا ولدي " وأحنى رأسه وغفا ولم ~أعرف لماذا كان يبتسم لي .. لماذا كان يبتسم لي |
بطاقة إلى فراس يا لغتي , يا رعشتي المنسابة في جانحيّ , يا تدفّق الكآبة يا كلّ هذه المكابدات , والتأوهات , والرؤى الأسيانة يا جوع هذا القلب , يا عذابه يا قمرا على بوّابة إذا أتتك هذه الكتابة من يحمل الربابة من يبعث الحياة في الأوصال من ينشد الموّال ؟ ومن .. ومن .. ومن تعبت من مرارة السؤال هل تهطل السحابة ؟ ويهدل الحمام في الوطن ؟ |
أيتها الغربة وداعا -1- كان صديقي خالد ممتلئا بالحب كان رقيقا وعنيفا كالنسمة والإعصار كان معي في هذا البلد يكابد .. غربته , مرتقبا سيل النار مسكونا بالفعل الحيّ الصامت وكان يعانق في الصحراء واحته المنفيّة خلف جدار باهت ويحدّثني إذ ألقاه عن فقدان المعنى والتيه عن تلك الأيام الصفراء عن موت الإنسان الضائع , خلف قناع التمويه عن غضب سوف يجيء يكنس فينا هذا الفقر المعتم ويضيء غرفا في النفس رماديّة كان يواجهني بالبسمة محتجّا .. إذ أسمعه بعض الشعر الأسيان - يا قيسيّ دعنا من هذي السوداويّة - الحزن خميرتنا يا خالد والحزن سلاح لا يغمد نغسل أعماق الروح به , نسمو , نتجدّد حين يرافقنا في اليقظة والنوم يتنفّس معنا , ويشاركنا الخبز لا نقدر أن نتجاهل هذي النعمة يا خالد -2- كان جريئا في زمن الصمت لا يخفض هام الكلمة لا يرسلها زلفى لأمير أو حاكم كان يجلّ الصدق يحلم بمدائن تحتضن الإنسان لا تورده الموت لكنّ صديقي خالد طولب أن يصمت طولب أن يكسر قلمه طولب أن يخنق ألمه طولب أن يرضى بالأمر الواقع -3- أسألكم .. من يرضى أن يسقط طوعا ؟ من يقدر أن يمنع أمّا , معدمة , جوعى من أن تحمل سيفا ؟ وإذا لزم الأمر أن تسرق ثمن حليب الطفل الجائع ؟ طوبى لأبي ذر -4- لم يسرق خالد , لم يحمل سيفا لم يقتل يوما نملة كان صديقا للناس , محبّا للفقراء لكنّ الخوف على أمن الدولة يلزمهم أن لا تبقى الكلمة مسموعة أن لا يبقى خالد حرّا -5- فوجىء خالد ذات صباح بدخول الشرطيّ عليه يحمل بين يديه كومة أصفاد في اليوم التالي نشرت بعض الصحف اليوميّة أمر الإبعاد -6- " ملاحظة .. في ذلك اليوم , بكت طفلتان صغيرتان , لأن أباهما تأخر عن موعده , ولم يعد للبيت , كانت تنتظران أن يحمل لهم حبّا , وأمنا , وحلوى .. ربما كانت جائعتين .." -7- لم أر خالد ذاك اليوم لكّني كنت أرى جبهته , سارية في الريح , منارة لم يوهنها الإبحار كان الإصرار مرسوما في عينيه علامة كان يردّد أنّ الصبح , - وإن طال سيأتي واحتضن وسامه ومضى .. يبحث عن أرض , تطعمه خبزا وكرامة .. -8- لا أذكر كم مرّ من الأعوام حين تقابلنا أول مرّة في باحة فندق وسط دمشق أذكر كان عناقا , عبر الصمت مليئا بالصدق حيث أعاد إلى سمعي الكلمات الحرّة كان كلانا , يبحث في رحلته عن شاطىء عن قطعة أرض غالية , يسند جبهته المتعبة عليها .. تطفىء ظمأ الأيام عن شجر يمنحه الظلّ عن بيت دافيء يؤويه إذا جاء الليل -9- وفتحنا كلّ شبابيك الجرح -10- كان تراب الوطن العربي ما زال طريّا أخضر والجثث المقتولة في سيناء وغزة والجزلان ينهشها الطير ولم تدفن وتحدّثنا في ذاك اليوم , عن الآمال البرّاقة وعن السفر الثاني , وزنود الفتيان الغلاّبة إذ تلج بجنح الليل أبواب فلسطين بلا تصريح مثل الريح تحمل شارات الصبح .. -11- كنّا نعبر في الطرقات معا أحزنني وجه دمشق بردى كان بلا صوت لاحظت لأول مرّة أنّ ملابس خالد كانت كاكيّة لكن فيما بعد عرفت أنّ صديقي من زمن , يلتزم بتدريبات يوميّة فسرحت ببصري في الصمت وتحدّث خالد , فاجأني بسؤاله - ما حال الغربة والأصحاب ؟ جالت في أعماقي الكلمات المرّة لكنّي أطرقت -12- يا أيام الغربة أعطيني إسمي أعطيني أوراقي ويدي أعطيني قلمي آن لنا أن نفترق الآن آن لهذا القلب المحكوم عليه أن يرتاد الأبعاد ركضا خلف خلاص موهوم آن له أن يستقبل , فعل المرتقب المحتوم بعد سنّي التجوال أزهر يا غربة في أرضي الليمون وامتلأ " المارس " بسنابل معطاءة وابتهج الفلاحون أمّا الفقراء فقد مدّوا أيديهم , واحتضنوا قمر الثورة يا غربة هاتي كفيّك أودعك بها كلماتي المرّة ورنين الزمن الجاحد إني أرتحل الآن |
الخيط عيناها دوريّان طعينان والأرض كما تبدو ضيّقة , يأخذها الرجفان كانت تلمس قلبي وأنا أرفو أيامي كجوارب بالية , وأحاول أوّل خيط يوصلني بالموّال , أغني هذا الريحان كيف يسبّح في بستان يديها , ويسيل إذ تهدل أو تسكن أوتارا وأناجيل ! كانت تلمس قلبي وتقوم فتشيع الموسيقى صامتة من خجل , وينّور لوز , ويحوم رفّ نورس في أفق , من قمح وغيوم كانت تلمس قلبي وأغنّي عيناها دوريّان طعينان والأرض كما تبدو ضيّقة , لا تسع اثنين معا .. لا تسع اثنين فهل يأتي الطوفان ! |
لها ولي التراب لها والحجارة لي الأغاني لها والهوامش لي النهار الشفيف لها , والزوايا البعيدة لي والهديل الذي ينتهي عند شرفتها فرحا والضحى والأريكة والبيلسان ورنين الكمان وقطوف الكروم لها كلّها ولها المرجان ثمّ لا شيء لي غير هذي الحجارة تسقط من منزلي |
الحصار آه يا وجهي المحنّى بتراب الوطن لم يزل يعصرك البعد .. على أرض المنافي ويغطّيك بعشب الشجن .. وأغانيك انتظار ورحيل من مدار لمدار بعدت عنك التي تهوى , وقد شطّ المزار بعدت وجهك ودار وحدك الآن وقد مرّ القطار وحدك الآن ومن حولك , يلهون بزهر الطاولة وحدك الآن وصمت البحر , ناء عن حصير العائلة والتي ترقب لم تأت , وفيروز تغنّي بوحها المقهور , عن جيل احتراف الحزن , والصمت وليل الانتظار فمتى نخرج من هذا الحصار ؟ فمتى نخرج من هذا الحصار ؟ |
الوطن في الأسر أ التي رحلت في صمت على أرض المطار حمّلتني فوق ما أحمل , من باقات زهر الانكسار والتي ترحل لا تعرف عني غير حزني ب وطني في الأسر يا سيدتي وأنا أعرف أنّي ليس لي أن أسأل الآن , متى اللقيا .. فقد حان الرحيل وبريدي دون عنوان ويومي سفر .. وحياتي تذكرة وارتحال دائم عبر الفصول فاسألي لي المغفرة |
كفر عانة البعيدة وحين ابتعدت , ومالت على البحر شمس حكاياتنا وغّيبك الليل عنّي وأطبق أفق ثقيل الجناح عرفت مدى اللوعة الحارقة وكنت صغيرا على الحب , لكنّني بكيت كشيخ , وأنت تغيمين في عربات الرحيل ولمّا كبرت , |
احتجاج شخصي -1- وأينع وجهك هذا المساء جميلا على صفحة الذاكرة فغنّيت موت السنابل , جوع العصافير , أيقنت أنّك في لحم وقتي وأنّك أكبر من خاطرة -2- تساءلت يا حبّة القلب , كيف تمرّ الثواني , ويهدر نهر الدقائق ؟ ونحن بعيدان , تعبر تيه المنافي ولمّا تهبّ الحرائق ؟ -3- لماذا يمرّ سحاب النهار ةتبعد عن ناظريّ المراكب ؟ ويزحف في داخلي الليل , أشعل كلّ الشموع ولا ألتقي بك .. أمضي وأحضن بين يديّ الحقائب ؟ -4- لئن كان هذا زمان تحت سياط الظهيرة فكيف لمن شاخ أن يشتهي عناق الألى غيّبوا , في طوايا الحريق وكيف تكون الطريق وما بيننا يا أسيرة ركام من اللحم , نهر دم من ضحايا ؟ وأخفيت وجهي , هو البعد يدنو لعينيك هذي الصلاة , وهذي الأغاني الكسيرة -5- ألا إنّني أوجز الآن كلّ فصول الرواية فلم يسدلوا بعد ستر الختام ولكن أحسّ بأنّ البطل سيخدع قبل حلول الظلام وها أنذا يا نيام أصيح : حذار , حذار |
شارة المذبحة أقول وبي همّ جيل وقدّام عينيّ رفّ سنونو قتيل ألا إنّها شارة المذبحة وأنّ الأغاني ديباجة زائفة وسيل الوعود كمائن للموجة الزاحفة قرأت الكتاب من الافتتاح إلى الخاتمة وفاجأت كلّ الشخوص بلا أقنعة قرأت تواقيعهم في سجلّ التهاني أنا كنت حامل أوراقهم , وكنت أصوغ الأغاني وحين تجاسرت ألفيتني خارج القوقعة أقول وقد أيقظتني رؤى الفاجعة يجيء زمان السقوط الأخير ويقضى على الشوكة الجارحة فقادتنا يجهلون علينا , ويريدون أن نترك الأسلحة ألا إنّها شارة المذبحة |
واستطلعي وجهي أ – الطيف بكاء عن شبّاكي وعصف رياح وأيّ نواح ويعبر طيفك المبلول بالمطر المدمّى , والحطام من السلاح قفي .. من أين جئت , وكيف خلفّت الجراح ؟ يدي يبست , ندائي بحّ , واختنق الصباح وأجزع إذ تجيء الريح بالخبر ترى صلبت أغانينا على بوّابة السفر ؟ قفي , واستطلعي وجهي المحنّى بالتراب وما كتبت عن الذي يأتي فما سمعوا وها أنذا تضجّ بي البلاد ويكبر الوجع ب- أسفي على إبراهيم إنّي لأبكي الآن أياما , مضين مطرزّات الحلم , لا أبكي على عمري أبكي على خسران ما كنّا , تصوّرناه يوما داني الثمر أبكي لأنّ أصابعي , جمدت على الأغصان لم تقطف , وكنت حسبت أنّ مواسما , معطاءة الأمطار , تمنح جيلنا خبزا وأورادا وترقب فوج من يأتون من سفر أواه لكّني , شهقت , شهقت من جزعي , على الميناء وخجلت إذ تتراجع الأنهار , يا أسفي على إبراهيم , لو ألقاه بعد الموت , سوف يشيح عنّي الوجه , ينكرني ويرفضني .. إنّي أعود لطفلة الأمس التي قضت الليالي وهي ترسم بيتها في دفتر الإنشاء .. ج – ما يحكيه الموتى ولست يعاتب يوما , إذا راحت أناشيدي تولول في بكاء خافت خائب وإن ظلّ الغسيل على سطوح الدار مبلولا وعقد زواجنا ملقى على الغارب وإن عبرت طيور الحزن من شبّاكي المفتوح , حطّت فوق أوراقي , بنت أعشاشها في وجهي الشاحب ولكّني سأذكر أنّ وجه حبيبتي , |
بضع كلمات للحديث عن فراس ينهلّ صوتك والأغاني مطفأة والعابرون تأخروا فالدرب ملغوم , وخلف الباب موتك قالت لهم ريح البلاد : ألا احذروا فتعثّروا والصمت شارك في سيول الدّم أعرف أنّ تحت الظلّ , كان الآخرون , يدخّنون , ويرقبون .. في نشرة الأخبار – مع زوجاتهم – موتي وهم يتسامرون ينهلّ صوتك والنساء لبسن أثواب الحداد وأنا خبرت من الزمان المرّ هذا أسوأه هلكت جمال قبيلتي, لم يسأل الوالي , ومزّق جنده كتبي , وأنت تسألين عن لون هذا الحزن في عينيّ , عن شعري المشعّث عن مشاوير المساء والحارس الليليّ أيضا , لا يكفّ عن السؤال صمت يرافقني شوارع ذلك البلد البعيد معي , وليس بهذه الطرقات من أحد وأنا أضمّ فراس : ( آه فراس يأكل قلبنا هذا البعاد ويعود لي حزني الجميل , وزهرة الحلم المهاجر والبكاء ) وتعاتبين وأنت لا تدرين ما يفري القلب هذا شتاء آخر قد فاجأه ينهلّ صوتك , والأغاني مطفأة |
حين قال سامر : لا في المواجهة الأولى ( أرض واسعة كخلاء أشبه بالمسرح يتجمّهر خلق , وإضاءة فوضى أصوات متداخلة , خطوات المرأة تملأ أرجاء المطرح تتوّسط دائرة الضوء شيء كالصمت تتحرك , وتحدّق مذعورة ) : امرأة – من ذا يفتح دفتر أيامي ويواجه سفر المأساة إني أرهب سيف التاريخ حين يسطّر ما كنت كتبت يا رمل الذكرى , كن طينا وتماسك ( تنفر أعناق الناس تتلّفت في غضب نحو المرأة إذ تلمس زيف الكلمات والحركات المفتعلة فتواجهها بالأيدي المرفوعة والنظرات المحتّجة والصيحات يخرج من بين الجمهور سامر كالرمح نحيلا , ومضيئا بالحب يتوّقف في دائرة النور ) سامر- إني أنشل نفسي من بئر الأخطاء وأحاكمها وأدينك باسم سنابلنا الظمآنه والشجر المقصوف ( أصوات تخرج من عمق الأشياء لا يظهر من ينشد بينا سامر يتمترس خلف الكلمات والمرأة تخفي عينيها بيديها ) الأغنية الجوقة – الحب الماضي ماذا أثمر في دنيانا ماذا أعطى ؟ هل ثمّة شيء بعد الحب ؟ كلّ الأوراق امتلأت بالكلمات لم يبق لدينا ما نحكيه والآن علينا أن نفعل , أن نفعل نحن عشقنا حتى العشق وفتحنا الأيدي لكن لا شيء نفس الإحساس نفس الحب ونفس اللحظات إنّا ننشد أكثر من هذا نحلم أن يتحقّق في الحب كلّ رموز العالم لكن ما زلنا ننتظر , فماذا بعد ؟ ماذا بعد ؟ ( تخفت كلمات الأغنية ويهزّ الغضب المتسائل أبدان الناس أما المرأة فتحاول أن لا تستسلم تتمالك منها الأنفاس تتحرك في حذر ملحوظ ) المرأة – كنت قديما أبحث عن هذا المطلق لكن حين رأيتك صرت لديّ المجهول , وصرت عروق الأشياء المفقودة وعشقتك , ليس كما يعشق كلّ الناس وحلمت بأطفال يأتون وبفرح لم يشرق .. سامر- معذرة يا سيدتي لا يرحل إلاّ من يأتي لا يكفي الحلم الجوقة – خيمتنا تحت الدلف جحظت عيناها فخجلنا أن لا نبحث عن سقف سامر- حين تغوص السكين عميقا , في القلب ويصير رغيف الحب أبعد من قمر في الصحراء حينئذ لا يتسّع الميناء لأنين صواري البحر , وأشرعة السفن الغرقى المرأة – سامر يرسم فوق الماء أجنحة لعصافير الأمس ويكتب فوق الرمل ما يرويه الليل سامر – لا تجرحني كلماتك أكثر مما فعلت بي رؤية طفل كان يصيح وبقايا جدران وسطوح ( يظهر في الظلمة طيف لامرأة بثياب العرس تتوسط دائرة الضوء تبدو مكتئبة فيباركها سامر بالحب الصامت ) سامر- إنّي أحفر فوق جذوع الأشجار وجها محزونا وعصافير تموت وعيونا تحمل كلّ ملامح ذاك الطفل ( يتلّمس بيديه , جديلتها المبلولة بالدم ) وسأكتب أن الأسفار أخذتني منك , وأنّ الغزلان البريّة والأعشاب وعبور الليل أشهى من كلّ الأضواء , ومن مدن الغربة ( ينسحب الطيف يتلاشى تدريجيا في الظلّ تكبر بقع الدم في عينيّ سامر يهذي بكلام لا يفهم ) المرأة – ماذا حلّ بعقله ؟ سامر – من سنوات حين تلاقينا بعد هبوب الريح الأولى أخذتني نظرتك , أحاطتني كلماتك بالحب منحتني أجمل وعد كنت عرفتك من قبل ولكّني , صدّقت .. عدت فغّنيت على أبوابك كان غنائي يرتّد مخنوقا داخل حنجرتي ويموت صداه على أعتابك وظللت أحدّق في المرآة منتظرا فعل جوابك المرأة – ماذا يمكن أن تلقى , مرسوما في المرآة إلاّ وجهك , وشحوب النظرات ؟ سامر – إنّي أعبر في تقطيب القسمات سردابا مجهولا وأرى باب أتهيّأ حتى أحمل زادي لأجوس طريق النار المرأة – لا تفضي بشبابك للتهلكة , فتندم.. سامر – لا يا سيدتي لم يحدث يوما أنّ سماء مدّت للجائع طبق غذاء ما لم يصفع جوعه الصدى - لم يحدث يوما أنّ سماء مدّت للجائع طبق غذاء ما لم يصفع جوعه المرأة – أتشكّ بأخوتك , وأبناء العم ؟ سامر – لا يا سيدتي فأنا أعرفهم جدا فهمو من هدموا بيتي من أكلوا لحمي من باعوا أرضي أعرف أنّك أنت وعشّاقك , أعددتم هذا الحفل أعرف أكثر من هذا نعرف كلّ سطور التاريخ السريّة , وتواقيع التجّار الصدى - نعرف كلّ سطور التاريخ السريّة , وتواقيع التجّار ( المرأة تأخذ شكلا آخر فالفستان عليها يعتم , بأهلّته ونجومه تتميّع ألوانه الأحمر والأخضر والأبيض , والأصفر والأسود .. تغدو شرطيّا وهراوة ) المرأة – الشرطيّ – حاذر , حاذر واضبط أعصابك يا سامر الجوقة – قل كلماتك يا سامر , قلها وليرتفع السيف قلها , حتى يكتمل الصف سامر- وجهك يا سيدتي يتلوّن , يكلح , يصفّر , ويطالبني بالصمت لكّني أختار الموت ( إعتام فوضى , ودوي كلام ) الجوقة – سامر يصنع من ورق الذاكرة , رسوما للأطفال ويشدّ خيوط الأمس يتماسك في وجه الريح سامر يختار الموت صوت سامر – إنّي أؤمن أنّ المطر الخيّر سيجيء ويكسونا بالأعشاب وستطلع ثانية أزهار الحنّون ويعمّ غناء الأطفال ويكون على الأرض فرح غامر .. الصدى - ويعمّ غناء الأطفال ويكون على الأرض فرح غامر .. ( يظهر سامر متّجها نحو الظلّ ) سامر- فلتفتح يا سيدتي أبواب السجن طفح الحزن طفح الحزن ( الظلمة تفرد في بطء أطراف ستارتها فترة صمت ) الجوقة – الليلة لا يحلم سامر أو يتسكّع بين رفوف الكتب الصفراء الليلة لا يستجي لقمته , لا يكتب أشعار بكاء الليلة يرسم أقمارا خضراء فوق الجدران ويغّني للإنسان الليلة يحتفل وحيدا في عرسه يبدع موّالا , وأناشيد جديدة تحمل رائحة القمح الأسمر والأرض الظمأى والعشب اليابس الليلة يمنحنا سرّ الخصب , وبدء التكوين ( صمت موسيقى غضب أسيان ) الجوقة متوّزعة- أما وقد اختار في آخر هذا الفصل أن يرفع كلمتنا , ويشيل صليب النار فلنتذكّر أنّ الليل سيكون ثقيل الخطو عليه فلكي لا تمتلىء كؤوس مرارتنا , أو تطفح فلنهدم هذا المسرح فلنهدم هذا المسرح ( يهدر فجأة نهر الأصوات الغضبى وتدّق الأجراس في حين تسمع في الظلمة , أصوات مقاعد تتحّطم |
أمور تتعلق بها خاصة تدفق نهر أغان , على شفتيك فأسندت رأسي وأغفوت حينا على شرفة الحلم , أنصتّ ..( كنت حزينا ) فتابعت أنّ المساء جميل , وهذا الهوى لم يدوم فأيقظت فيّ الهموم وكانت جدائل شعرك بين يديّ وفوق جبيني تراتيل حزن , وحقل سنابل فدانيت وجهك , زخّ رصاص على قارعات الطريق بكلّ اتجاه وأنّت شبابيك جدراننا تحت نار الجنود فسبع رؤوس تشبّ بها النار , كانت تغنّي ليوم الخلاص وغالوك يا مهرتي , ما انكسرت , ولكن آه وآه وآه |
الموت خلف الباب الموت خلف الباب هل تتسمعّين خطاه أم تتزيّنين لطلعتي , ورضى الوصول . بحّت ربابات المغّني , ما انتهى مدّ النشيد , ولا استحال إلى ذهول عيني على أطفال قريتنا , وكيف عراهموا همّ الذبول كبروا مع الأيام , آه , أكاد ألمحهم , كأنّي ما نأيت ولا عرفت , مكابدات النار والدم والرحيل عيني على صوت يجيء مبلّلا , بندى الحقول مطر الحنين يسحّ دفّاقا , على صحراء قلبي , غاسلا وجعي , يجيء إليّ ذاك الصوت, وجها ناضرا وحديقة , يغفو على أسوارها طير المساء ويرق هدهدة , فيصغي كلّ عرق فيّ مرتجفا أعيدي آه ذاك الصوت ثانية , وقولي : ( يا ابن العم يا ثوبي علّيي إن اجاك الموت لاردّه بيدي ابن العم يا ثوبي الحريري لاحطّك فوق جنحاني وأطيري واهدّي فيك ع برج الخليلي ) أواه لا أدري , فصوتك موجع هذا المساء لأشم عطر الجرح , نزف طراوة الأعشاب في نبراته , وصدى الأفول " ويلي عليك " تكسّرت أغصان حزني فيك , صوني الثوب , يا أم الذين تضّوروا جوعا وشالوا في الضلوع , بنادق الحب العظيم وسافروا في الريح فانتظري , قدومهمو على باب الفصول |
ثبت العويل في سعف النخيل أيها الأصدقاء القدامى سلاما في المساء يطيب لي الخمر , أركض عبر حقول البكاء أنزوي هامد القلب , مشتعلا بالغناء شاكرا للزمان جزيل العطاء راسما شارة للعبور الأليم , أزامل برد العراء وأجمع وردي من الطرقات , وما كنت أهديته للمساء وألملم نفسي علي حرقة , إذ يهبّ الهواء لاهجا باسم من غازلتني وجاسدتها ألفة , وبكينا أسى وانتشاء ها أنا في عيون التذكّر أهمي وحيدا , وأذبل شيئا فشيئا بلا أصدقاء وأهزّ جذوع النخيل فيدوّي العويل آه , آه يا عيون التي أمطرتني شجى ليس من مرتجى *** أذكر الآن أغنية عن زمان بلون الفجيعة والانكسار يوم أفردت أفراد طرفه حين فقدت جوادي وأطفأت الريح قنديل ذاك النهار لا يد لوّحت في المطار لا عيون التي أشعلتني حوارا , دون حوار فلبست الظلال عابثا بالحقيبة حينا , وحينا أعود فأفرد بين يديّ الجريدة , كان الحصار نافذا مثل سهم , وتحتلني وحشة في القرار لحظة , ورأيت المناديل للآخرين انتظار وأنا كنت وحدي الزحام , وكنت الغبار أستطيب التذكّر والخمر عند المساء أيها الأصدقاء |
في انتظار الأغنية -1- ربما يمهلني الموت قليلا فأغنّي لك يا قرآن حزني إنّني أسمع ما ينقله الأعداء , والعذّال عنّي فأغضّ الطرف لليوم الذي يأتي ولا أسقط في المنفى , ولا تدمع عيني ربما يمهلني الموت قليلا فأغنّي -2- للثواني خطوة المثقل بالغربة والموت البطيء آه من أين يجيء ؟ كلّ هذا الحزن يا حبّي الذي كان يضيء بين أهلي ؟ هذه الصحراء لا تفضي لباب, وأنا أبحث عن أسماء من ماتوا لأنّي ربما يمهلني الموت قليلا فأغنّي -3- فاغفري أيتها الحلوة لو طال سكوتي إنّني ألمح في عينيك أحزان اليتامى , والثكالى , والبيوت وأنا أعلم أنّ القيد قاس , فليكن لا بدّ من هذا ولكن لا تموتي قبل أن يولد لحني ربما يمهلني الموت قليلا فأغنّي -4- حينما أشرع في الحزن تغيب الكلمات يستوي المنفى وأرض الوطن المأسور عندي , والصدى والأغنيات تمحي الأشياء من حولي , ولا يغدو سوى وجهك حيّا , في أغاني النائحات أيّها الحارس ما تطلب منّي ربما يمهلني الموت قليلا فأغنّي -5- تبعدين الآن في المنفى ولا يأتي القطار ونغيبين مع الليل ولا , يحمل لي وجه النهار بعض أخبارك يا سيدة القلب لماذا تذبل الوردة , والعاشق ممنوع من الحب , لماذا أحكموا هذا الحصار بين عينيك وبيني ربما يمهلني الموت قليلا فأغنّي -6- ولأيام طويلة وأنا أحلم في عينيك مفتونا , بصبح وجديلة وأنا أحلم بالعشب نديّا , وبشمس وطفولة وتزوّدت بزهر الوعد يا مهرة أيامي , وغنّيت لأشجار تقاسي , في عويل الريح غصنا إثر غصن ربما يمهلني الموت قليلا فأغنّي -7- كان شهرا حافلا بالياسمين كلّ يوم كان بستانا جديدا , ورموزا للحنين هذه أنت وهذا الموت حلو , وأنا بينكما طير سجين صودرت كلّ الأغاني , والبطاقات أمامي لم تزل بيضاء من حبر التمّني ربما يمهلني الموت قليلا فأغنّي -8- لم أعد وحدي , فأنت الآن وشم أخضر فوق الذراع ومعي في كلّ أسفاري , وفي هذا الضياع مرّة , لو يصدق العمر ويعفيني , من البحر وتلويحة منديل الوداع من يدي أصنع مفتاحا لأبوابك , والأبواب تنأى أيها الحب أعنّي ربما يمهلني الموت قليلا فأغنّي -9- متعبا ألقيت جسمي عند باب الحرم وتمددت لصحو أنّني أغرق في بركة دم ما الذي يشبع احساسي برؤيا الموت , واللحظة تمتدّ كيوم ؟ آه يا أختاه , آه كلّ من حولي قاموا للصلاه وأنا صلّيت من أجل هوانا ركعتين ربما يمهلني الموت قليلا فأغنّي |
أقول لشمس الظهيرة : شكرا وحين عزفت على جرح قلبي , ورحت أغنّي أشحت بوجهك عنّي وخبأت رأسك بين الرمال ولم يك لي حيلة , أن أعيد الطيور التي من يديّ تفرّ رأيت الشوارع والأرصفة تغادر أعلامها إذ أمرّ كأن لم يكن بيننا معرفة *** أقول لشمس الظهيرة شكرا *** ( مضيت وكان لي البحر والأرض , كان المساء يداعب وجهي , ويطلب أن لا أموت بلا ثمن , |
أغنية مجد صغيرة , لا مرثية سمعتهمو يقرأون على قبرك الفاتحة ويلغون في لهجة كاذبة عن الصبر والفادحة ويمضون عنك وأبقى , أغنّيك يا شمسي الغاربة *** مسحت الذي كان خطّ على الشاهدة حفرت عليها : تنام هنا أمة غاضبة وفي لحظة شارده تحدّثت معك عن الحب والأرض , والأعين الجارحة وعدت ولم أقرأ الفاتحه لأنّك يا مهرتي الجامحه |
جزء من حديث ذات ليلة باردة وأنا مثل مغنّ يحمل قيثارا يمشي في الحلم ويبكي , ويغنّي يهبط سقف الليل أفتتح كتاب الوحشة , أرسم فوق الجدران أقمارا , أحرقها وتمرّ فلول الأيام المنهزمة مثل قطار واهن يعبر بي مدن الذكرى أرتعش وتسقط فوق سريري نجمة أبحث في قاموس الأسرار عن معنى المطر , وحزن الآنية المكسورة لكنّ الكلمة تزرعني ثانية في منطقة اللغز ما بين الواقع والأسطورة قال أبو حسن اللدّاوي : ( و أبو حسن اللدّاوي هذا , يعمل حمّذذالا , أحيانا ماسح أحذية , عامل مقهى أحيانا يتجوّل بين الأحياء يبيع الترمس للأولاد , ويملك صندوق عجب ) - في العاشر من أيلول الماضي أعولت الدنيا , وانشقّ جدار البيت عن شيخ كان جريحا ووقور الحزن , مهيب الصمت بادرني مثل الدهشة , قال : * أنا عزّ الدين القسّام هل تأذن لي , أن أقضي الليلة في بيتك ؟ - عزّ الدين القسّام ! لا أعرف أحدا يحمل هذا الإسم * رجل من أرض الشام لا يملك عائلة , لا يملك بيتا يتجوّل في أحياء الفقراء وكثيرا ما شاهده بعض الفلاحين يعبر بين الأشجار يبحث عن حبّة تين يابسة , عن جرعة ماء كان يرى بعض النسوة , يحملن جرارا , ويطفن على الآبار فيمرّ سريعا , ويحاذر لقيا الأطفال والنظر إليهم كي لا يبكي ( وتوقف مهموما مثل حصان مجهد ليتابع ) أعرف أنّي مجهول منسي مجهول المولد , مجهول الموت ( ولمحت بعينيه بريقا , قلت ) : - أتبكي يا شيخ ؟ * لا أملك عينين لأبكي فأنا جئت أزور الوطن لأنظر أحبائي وأعانقهم لا أرثيهم (قال أبو حسن اللدّاوي : واحترت كثيرا في هيئته المأساوية , في بقع الدم المتجّمدة على الكتفين , وفوق الصدر في هذي الأعشاب النامية , على جبهته , والطين العالق في قدميه قلت له ) : - ما الأمر؟ ( أمعن بعض الوقت , وعدّل فوق الرأس عمامته البيضاء فانتحبت في كفّذذيه عصافير كثيره خيّل لي أنّ العزلة تسكنه منذ قرون أنّ الوحشة بيته وكما لو أنّ بلادا واسعة , تحتلّ مساحة قلبه راح يغنّي موّالا شعبيّا عن شمس تغرب عن وجه يشحب عن سفن تشرع نحو المنفى عن عشق لم أسمع مثله يا الله يا الله !! بعد قليل ردّد بأسى مفجوع : * " دار جفتنا يحقّ لنا نعاتبها ونجيب فووس النيا ونهدم عواتبها " ( أسلم عنق الموّال لمقصلة الصمت , ولملم نفسه ) - هل تعمل شيئا يا شيخ ؟ * كنت قديما - أين ؟ * في الشارع والمسجد والبريّة عملي كان محصورا ما بين الفقراء يأتون إليّ صباح مساء فأؤجّج فيهم نار الحكمة , والموعظة وحب الأرض أطعمهم زاد القلب وأقرّبهم من ملكوت الرب أنت حزين يا شيخ ما تحمل في قلبك ؟ منشورات سرية ماذا ؟ أحمل تذكارات الأمس , مواويل الجبل وصورا للأطفال الباكين أحمل وطنا يتوّجع فأنا منذ قتلت هاجرت إلى مملكة الأعشاب , سكنت قلوب الشجر , وأعراق الزعتر , قلت : يأتي من يكسر هذا القيد يأتي من يشعل أعراس الأرض , ويحترم الإنسان لكن لم يأتوا حتى الآن فمتى يأتون , متى يأتون ! - يا شيخي الطيب أحيانا يفلت منّي المعنى لكّني أوخذ بالصوت والحزن الأخضر في كلماتك كيف تقول قتلت , وها أنت أمامي ؟ * الموت رفيقي فلذا يسمح لي أحيانا , أن أتجوّل في مملكتي وأطوف على الأحياء - وجروحك ؟ * يجمل أن تبقى حتى يعرفني الناس حتى يستيقظ فيهم شيء ما حتى لا يقعوا ثانية , في هاوية الأخطاء ما تفعل لو صادفت الحرّاس ؟ الشرطة والعسكر والحرّاس هم بعض الأعداء , ومن مصلحة الدولة أن تبقى أوراقي مطوّيه ( أطفأت الوابور وأنا لا أفهم شيئا وسكبت له كباية شاي ساخن قلت : تفضّل في الخارح كان الليل وحيدا , إلا من صرصرة الريح , ورجع خطى مجهولة ) " جسمي تقّطع وجرحي طال يا مولاي وأقلام صبري براها الهمّ يا مولاي نهر الفرات من دمعتي فار ودّور طاحون وخشب ولا بارك الله في قوم يعبدون الخشب أنت تنين ياللي من حديد وخشب اشحال أنا من لحم ودما صابر على بلواي """" ( التمعت عينا الشيخ وارتفعت يده تمسح عن وجهه شيئا ما قلت ) : - هذا حمدان الناطور وضعت مصلحة البلدية يدها , فوق مساحات من أرض القرية واشتقّت من بيّارته اسفلتا , جعلت منها منتزها للسيّاح قاوم حمدان المشروع بكل قواه , ولكنّ المقدور وقع حمدان جثا فوق الأرض وقبّلها , رفض التعويض .. بكى بين يديّ بيّارته , وهي تغادر أشجارا وترابا وسياجا وحزنّا معه لكن حمدان لم ينس , فمن ذاك اليوم وهو يدور على الأرصفة بلا وعي , يذرع طرق القرية , يزرع قلب الليل موّاويلا حارقة , ويقول بأنّ له عاشقة , بين الصبّار , يطارحها الدمع إذا التقيا والضحكة أحيانا , ويراها في الموّال كما يزعم .. * أعرف حمدان الناطور ووقع الموّال فكثيرا ما صادفني في الليل , ورافقني التجوال وشربنا الشاي معا بالنّعناع ووقفنا فوق الكرمل , ننتظر القادم بسلال الأفراح وأنا أعرف حزن الشجر المقهور , وأنّته الصامتة , وصفرة أوراقه إذ تهوى في وجه الريح , وأعرف زهو الموت وكاميرات السيّاح أعرف حمدان الطفل , الولد اليافع , والشاب الطعنة والبئر , وما فعل الأخوان أعرف هذا الزمن الخوّان والمدن الطالعة من الصحراء بأزياء عصريّة والبدو وحرّاس القصر , وقاتل حمدان الناطور, ومن شربوا الرّاح عصر اشتعل الحرش , وصارت خاصرة الجبل وسادة والريح كفن ( حين نهضت لإحضار فراش , كي يرتاح .. أوقفني عند العتبة صاح : * دهرا نمت , وحين استيقظت , وجدت موانيء , ومسالك تنتظر , وقال المذياع : انتظروا .. وتعثّرت بخوذة جنديّ هارب , وبآخر ملقى .. قلت : الطوفان , السبيّ , وقال المذياع : لا تهنو .. لكنّ القلب الملتاع أسقمه ما أسقمه للحزن طقوس , والأوجاع لا ترفق بالقلب وترحمه عاوده النوم .. و ( يا دار ما دخلك شرّ ) - لكأنك تعنيني يا شيخ , وتحكي عمّا كان بنفسي , حين الأقدار أقلّتني من بيتي , في اللدّ إلى قبية حتى الجلزون والله عليم ما قاسيت من الجوع , ومن ذلّ السير .. ** لا أعني أحدا غرناطة , يافا , اربد , مكّة وارميا العربيّ والبكاء لا في الغزو ولا في التهليل يا مال الشام أضاعوك كمال الأيتام أضاعوني طال مطال البين , وما أحد قال تعال وشال الحمل , ولا تركوني ناديت محبّي , همو خدعوني حزني كالبحر عظيم لا حنطة للأطفال المغشّي عليهم عطشان , صبايا الحيّ ملأن جرار الماء وغادرن , فمن يرويني ناديت محبّي , همو خدعوني - هوّن يا شيخ عليك الدنيا ذاهبة والباقي وجه الله والعمل الصالح ( وانسلّ خفيفا كالطيف , توقّف عند الباب وتهدّل تعبا , كالغصن الملآن فانخلع القلب من الرهبة والحزن واستودعني اليقظة , والحيرة والليل وغاب ) * جسمي تقطّع وجرحي طال يا مولاي وأقلام صبري براها الهمّ يا مولاي نهر الفرا............................ |
تعقيب على ما روي ريح لافتة تأتي , - من هذا الشرق النائم- لا للتذّرية ولا للتنقّية , اليوم يباع أبو ذر بمزاد علنيّ , ويطوّف في الصحراء وحيدا , بين العربان , قبيل الصلب ولا , يسمع صوتا في بوق والقسّام بلا قبر أو شاهدة , ممنوع أن يدخل مدن الدول العربية , أن يعبر دور الفقراء , يصادق أعشاب الأرض فما , عانق نافذة أو مرّ بسوق إلاّ طورد كالسارق وهو المسروق والقسّام وحيد في الكرمل , ينتشر على جسد الأرض , ويطلع حنّون الحزن على ساعده , حيفا تحضنه في البعد , توّسده الصدر المشقوق .. وأبو حسن اللدّاوي , يشكو من رفع الأسعار , ويسأل مولاه القادر تبديل الحال , بأحسن من هذا الحال , وطالب بالعدل , وطالب طالب , ظلّ بدون حقوق .. أمّا حمدان الناطور , فأعلن كذبته الأولى , عن رؤيته المزعومة في الموّال , وأيقن أنّ الموت قرآن أبديّ , للعاشق , إن رام مجاسدة تراب البيّارة , غنّى لرعود آتية , وبروق وأنا أدركني الصبح , وقلبي كالبنّ المحروق.. عفوك يا وطني المشنوق |
عن الصبر وحنين الأعشاب من أين يجيء الصبر من أشجار القهر الممتدّة ما بين أسوار فلسطين إلى صدر البحرين من سجن سميح القاسم , أم من زنزانة قاسم حداد ؟ لو أعرف من أين لتجمّلت قليلا وابتعت لواحدتي منديلا وحملت لها باقة زهر من أين يجيء الصبر وأنا أطعن في السرّ وفي الجهر يا صور الأحباب المنفيّين عن العين لا يرحم هذا البين فأنا مزدحما بالمدن المفجوعة , والقامات المقصوفة , طوّفت بلاد الله , خبرت الأصوات المتجمهرة , على كلّ الساحات , تعدّدت الأسماء , الرايات , المؤتمرات , تعبت عرفت الوجه الآخر للأشياء وحزنت على الوطن الغائب فأتيت أكابد ريح الهجرة فيك إليك أنهل من بين يديك يا قمري الشاحب يا ضوء عذاباتي الليلية ما يملأني بحنين الأعشاب , ونار عذاب الفقر وأتوّج حزني بورود اللهفة , وألاعب طير البحر لكّني يا منديل حبيبي يا صور الأحباب المنفيّين عن العين ضيّعت حروف السروأنا أسأل من أين عفوك يا وطني عفوك يا وطني |
الخداع حدّثني عن ترجمان الصمت والهلاك وقال : لا أنساك حدّثني عن جنّة للمتّقين في غد , وعن مراح وحينما طلبته , وصحت : يا ملاك أسلمني للموت واستراح |
أفكر فيك وأصحو -1- أفكر فيك فتعول ريح الشمال وما بيننا النهر والشرفة الباكية ومنديل أمي ينادي تعال ويحلم بالليلة التالية .. -2- أفكر فيك وأنت صرصي وأنت إذا استرسل القلب في الحلم , سرّ عياطي فماذا لو أنّي ذرعت إليك السجون وصيّرت هذا الحنين بريدا وأفصحت بالحبّ , قايضت موتي بالياسمين .. -3- ولكنّني كلّما منك أدنو وأبعث للشمس برقيّة عن أوان الوصول أخال بأنّي هدمت الجسور , ونلت الذي كنت أرجو فواخجلي منك , ماذا أقول ؟ حسبت حبال النوى بيننا لا تطول .. -4- وأصحو من النوم , أشرع نافذتي للهواء أنامل النهار جارحه هو اليوم يلبس قبعّة البارحه ويأخذ شكل البكاء وأنت هناك تظلّين وعدا جميلا , |
الساعة الآن 06:08 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |