![]() |
[frame="7 75"]
وقعت نحلة على الأقحوان فإذا في القفير شهد ومشت بعدها على الأغصان دودة فالغصون جلرد وهمي الغيث في الحقول ففيها شجر وارف وزهر وأصاب الرمال كي يحييها فهما ميّت وقبر أنا غيث ، فإن وجدتك حقلا فأنا العشب والشجر غير أني ، إذا لقيتك رملا، لست شيئا حتى المطر وأنا الأقحوان سيّان عندي عشت يوما أو بعض يوم لا أبالي الفناء إن كان مجدي في فنائي أو مجد قومي إن تغب في فراشة ألواني فأنا زهرة تطير وإذا انحلّ في الشعاع كيانب فأنا في الضّحى عبير جنّبوني الفناء في الديدان إنه المصرع الكربه وانعدام الأريج والألوان واندثار لا مجد فيه كن شعاعا يبين فيه كياني لا ظلاما ولا رغام ولأعش في الشعاع بضع ثوان فهي خير من ألف عام [/frame] |
[frame="8 80"]
يمشي الزمان بمن ترقب حاجة متثاقلا كالخائف المتردّد حتى ليحسبه أسيرا موثقا ويراه أبطأ من يح مقعد ويخال حاجته التي يصبو لها في دارة الجوزاء أو في الفرقد ويكون ما يرجوه زورة صاحب ويكون أبعد ما يرجّى في غد فإذا تولّى النفس خوف في الضحى من واقب تحت الدجى أو معتد طارت بها خيل الزمان ونوقه نحو الزمان المدلهمّ الأسود فكأنها محمولة في بارق، أو عارض، أو عاصف في فدفد ويكون أقصر ما يكون إذا الفتى مدّت له الدنيا يد المتودّد فتوسط اللذّات غير منفّر وتوسد الأحلام غير منكّد فإذا لذيذ العيش نغبة طائر وإذا طويل الدهر خطرة مرود وإذا الفتى لبس الأسى ومشى به فكأنما قد قال للزمن اقعد فإذا الثواني أشهر، وإذا الدقائق أعصر ، والحزن شيء سرمدي وإذا صباح أخي الأسى أو ليله متجدد مع همه المتجدّد فهو الورى وأذلّهم أنّ الورى متعلل، أو طامع ، أو مجتد جعلوا رغائبهم قياس زمانهم والدهر أكبر أن يقاس بمقصد وقلت في نفسي الرغائب والمنى فقهرته بتجرّدي وترّهدي يشكو الذي يشكو السهاد جفونه أو لم يكن ذا ناظر لم يسهد إن كان شيء للنفاد أعده فيما انقضى ومضى وإن لم ينفد ما أن رأيت الكحل في حدق المهى إلاّ لمحت الدود خلف الأثمد من ليس يضحك والصباح مورّد لم يكتئب والصبح غير مورّد سيّان أحلام أراها في الكرى عندي ، وأشياء اشتملت يدي أنا في الزمان كموجة في زاخر أنا فيه إن يزيد وإن لم يزيد مهما تلاطم فهو ليس بمغرقي، أو مخرجي منه، ولا بمبدّدي هيهات ما أرجو ولا أخشى غدا هل أرتجي وأخاف ما لم يوجد والأمس فيّ فكيف أحسبه انتهى أفما رأيت الأصل في الفرع الندي؟ قبل كبعد حالة وهميّة أمسي أنا، يومي أنا، وأنا غدي [/frame] |
[frame="8 80"]
يا أيّها المغرّد في الضحى أهواك إن تنشد وإن لم تنشد الفنّ فيك سجيّة لا صنعة والحبّ عنك كالطبيعة سرمدي فإذا سكتّ فأنت لحن طائر وإذا نطقت فأنت غير مقلّد للّه درّك شاعرا لا ينتهي من جيّد إلا صبا للأوجود مرح الأزهار في غنائك والشّذى وطلاقة الغدران والفجر الندي وكأنّ زورك فيه ألف كمنجة وكأنّ صدرك فيه ألف مردّد كم زهرة في السفح خادرة المنى سكنت على يأس سكون الجلمد غنّيتها ، فاستيقظت وترنّحت وتألّقت كالكوكب المتوقّد وجرى الهوى فيها وشاع بشاشة من لم يحب فإنه لم يولد وكأنّني بك حين تهتف قائل للزهر : إنّ الحسن غير مخلّد فاستنفدي في الحبّ أيام الصّبا واسترشديه فهو أصدق مرشد واستشهدي فيه، فمن سخر القضا أن لا تذوقيه وأن تستشهدي! يا فيلسوفا قد تلاقى عنده طرب الخلّي وحرفة المتوجّد رفع الربيع لك الأرائك في الربى وكسا حواشيها برود زبرجد أنت المليك له الضياء مقاصر وتعيش عيش الناسك المتزهد مستوفزا فوق الثرى، منتقلا في الدّوح من غصن لغصن أملد متزودا من كلّ حسن لمحة شأن المحبّ الثائر المتمرّد وإذا ظفرت بنفحة وبقطرة فلقد ظفرت بروضو وبمورد تشدو وتبهت حائرا مترددا حتى كأنك حين تعطي تجتدي فكأنما لك موطن ضيّعته خلف الكواكب في الزمان الأبعد وطن جميل كنت فيه سيّدا فمضى ودام عليك همّ السيّد طورت عنه إلى الحضيض فلم تزل متلفتا كالخائف المتشرد يبدو لعينك في العتيق خاليه وتراه في ورق الغصون الميّد صور معدّدة لغير حقيقة كالآل لاح لمعطش في فدفد فتهمّ أن تدنو إليه وتنئني حتى كأنك خائف أن تهتدي وكأنه حلم يصحّ مع الكرى فإن انتهت من الكرى يتبدّد كم ذا تفتّش في السفوح وفي الذّرى عنقاء أقرب منه للمتصيّد يا أيها الشادي المغرّد في الضحى أهواك إن تنشد وإنلم تنشد طوباك إنك لا تفكّر في غد بدء الكآبة أن نفكّر في غد إن كنت قد ضيّعت إلفك إنني أبكي على إلفني الذي لم يوجد [/frame] |
[frame="6 98"]
في اليوبيل الذهبي لمجلة المقتطف ------------- قل للحمائم في ضفاف الوادي يا ليتكن على شغاف فؤادي لترين كيف تبعثرت أحلامه وجرت به الآلام خيل طراد كانت تشعّ على جوانبه المنى فخبت وبدّل جمرها برماد أسعدنه، فعسى يخفّ ولوعه إنّ الشجي أحقّ بالإسعاد ذهب الصبا وبقيت في خسراته ليت الأسى مثل الصبا لنفاد إنّ الشباب هو الغني فإذا مضى وأقمت لا ينفكّ فقرك بادي أمسيت أنظر في الحياة فلا أرى إلا سوادا آخذا بسواد ألقى تقابلني النجوم تخاوصت فكأنما هي أعين الحسّاد ما ثمّ من ذكرى إذا خطرت على قلبي استراح سوى خيال الوادي أفلا تزال الشمس تصبغ وجهه بالورس آونة وبالفرصاد أفلا يزال يذوب في أمواجه ذهب الأصيل وفضّة الآراد؟ لهفي إذا ورد الرفاق عشيّة وذكرت أني لست الزوّاد وإذا الحمام شدا وصفّق موجه أن لا أصفقّ للحمام الشادي وإذا النخيل تطاولت أظلاله أن لا يكون مظلّتي ووسادي وإذا الكواكب رصّعت آفاقه أن لا يكون لرعيهنّ سهادي ذقت الهوى وعرفته في شطه إن الهوى للمرء كالميلاد لا تدرك الأكباد سرّ وجودها حتى يجول الحبّ في الأكباد ما عشت لم يمسس جوانحك الهوى لم ندر ما في العيش من أمجاد لا تبصر العين الرياض وحليها إلاّ على ضوء الصباح الهادي وطنان أشواق ما أكون إليهما مصر التي أحببتها وبلادي ومواطن الأرواح يعظم شأنها في النفس فوق مواطن الأجساد حرصي على حبّ ((الكنانة)) دونه حرص السجين على بقايا الزاد بلد الجمال خفيّة وجليّه والفنّ من مستطرف وتلاد عرضت مواكبها الشعوب فلم أجد إلاّ بمصر نضارة الآباد كم من دفين في ثراها لم يزل كالحي ذا مقة وذا أحقاد ومشيّد ، للناس إذ يغثونه من كلّ أرض خشية العبّاد عاش الجدود وأثّلوا ما أثّلوا واليوم ينبعثون في الأحفاد ألمسبغين على النوابغ فضلهم كالفجر منبسطا على الأطواد أبناء مصر الناهضين تحية كودادكم إن لم أقل كودادي من شاعر كلف بكم وبأرضكم أبدا يوالي فيكم ويعادي إن تكرموا شيخ الصحافة تكرموا أسنى الكواكب في سماء الضاد خلع الشباب على الكنانة مطرفا هو كالربيع على ربى ووهاد ما زال يقحم في الجهالة نوره حتى تقاصر ليلها المتمادي بصحيفة نور العيون سوادها وبياضها من ناصع الأجياد ينبوع معرفة ،وهيكل حكمه، ووعاء آداب ، وكنز رشاد أغلى المواهب والعقول رأيتها سكنت قصور مهارق ومداد ذكر المجاهد في الحقيقة خالد ويزول ربّ السيف والأجناد لولا جبابرة القرائح لم يسر في الأرض ذكر جبابر القوّاد ما ذلّلت سبل المعالي أمّة إلا بقوة مصلح أو هادي ((صرّوف)) يسألك الأنام فقل لهم كم في حياتك ساعة استشهاد طلع القنوط عليك من أغواره فرددت طائره وجأشك هادي ومضيت تستقصي الحياة وسرّها في كلّ عاقلة وكلّ جماد حتى لكدت تحسّ هاجسة المنى وتبين كم في النفس من أضداد أنت الذي أسرت به عزماته والدرب غامضة على الروّاد والليل آفات على أغوارها والهول أنجاد على الأنجاد إنّ الحقائق أنت ناشر بندها في حين كان العلم كالإلحاد والعقل في الشرقّي من أوهامه كالنسر في الأوهاق والاصفاد تشقى متى تشقى الشعوب بجهلها وتعزّ حين تعز بالأفراد ألساهرين الليل مثل نجومه فكأنهم للدهر بالمرصاد ألباذلين نفوسهم لم يسألوا وعلى النفوس مدارع الفولاد خفضوا جناحهم وتحت برودهم همم الملوك وصولة المرّاد لهم الزمان قديمه وحديثه ما الناس في الدنيا سوى الآحاد أنّ الأنام على اختلاف عصورهم جعلوا لأهل العلم صدّر النادي ما العيد للخمسين بل عيد النهى وفنونه والخاطر الوقّاد عيد الحصافة والصحافة كلّها في مصر ، في بيروت، في بغداد ما العيش بالأعوام كم من حقبة كالمحو في عمر السواد العادي ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ كالقفر طال به عناء الحادي وسوى حياة العبقريّ نقيسها فتقاس بالآجال والآماد [/frame] |
[frame="9 98"]
مثلما يكمن اللّظى في الرّماد هكذا الحبّ كامن في فؤادي لست مغرى بشادن أو شاد أنا صبّ متيّم ببلادي يا بلادي عليك ألف تحيّة هو حبّ لا ينتهي والمنيّة لا ولا يضمحلّ والأمنيّة كان قبلي وقبل الشّجيّه كان من قبل في حشا الازليّه وسيبقى ما دامت الأبديّه! خلّياني من ذكر ليلى وهند واصرفاني عن كل قدّ وخدّ كلّ حسناء غير حسناء عندي أو أرى وجدها بقومي كوجدي لا حياء في الحبّ والوطنيّه كلّ شيء في هذه الكائنات من جماد وعالم ونبات وقديم وحاضر أو آت صائر للزوال أو للممات غير شوقي إليك يا سوريّه أنت ما دمت في الحياة حياتي فإذا ما رجعت للظلمات واستحالت جوارحي ذرّات فلتقل كلّ ذرة من رفاتي عاش لبنان ولتعش سوريّه ولتقل كلّ نفحة من ندّ ولتقل كلّ دمعة في خدّ ولتّقل كلّ غرسة فوق لحدي وليقل كلّ شاعر من بعدي عاش لبنان ولتعش سوريّه ربّ ليل سهرته للصبّاح حائرا بين عسكر الأشباح ليس لي مؤنس سوى مصباحي ونداء الملاّح للملاّح وصراخ الزّوارق اللّيليّة تتهادى في السّير كالملكات أو كسرب النّعام في الفلوات مقبلات في النّهر أو رائحات تحت ضوء الكواكب الزّاهرات فوق ماء كالبردة اليمنيّه تتمشّى في صفحتيه النّسائم فترى الموج فيه مثل الأراقم يتلوّى ،وتارة كالمعاصم كلف الماء بالنّسيم الهائم ليتني كنت نسمة شرقيّه هجع النّاس كلهم في المدينه وتولّت على ((نويورك))السّكينة وجفوني، بغمضها، مستهينه لا ترى غير طيف تلك الحزينه لست أعني بها سوى سوريّه ذاك ليل قطعته أتأمّل رسمها الصّامت الذي ليس يعقل وبناني مع خاطري تتنقل بين هذا الحمى وذاك المنزل والرّبى والخمائل السّندسيّه ههنا رسم منزل اشتهيه ههنا مربع أحبّ ذويه ههنا رسم معهد كنت فيه مع رفاقي أجرّ ذيل التّيه في الضّحى ، في الأصيل، بعد العشيّه كم تطلعت في الخطوط الدّقيقه ولثمت الطّرائق المنسوقه قنعت بالخيال نفسي المشوقه ليت هذا الخيال كان حقيقه فعذابي في لذّتي الوهميّه يا رسوما قد هيّجت اشواقي طال ، لو تعلمين، عهد الفراق أين تلك الكؤوس ، أين السّاقي؟ أين تلك الأيّام، أين رفاقي؟ أيا أحلامي الحسان البهيّه؟ يارسوم الرّبوع والأصحاب بحياتي عليك بالأحباب أخبرني فقد عرفت مصابي أترى عائد زمان التّصابي أم طوته عنّا الأبديّه؟ سبقتني دنيا أرادت لحافي فأنا الآن آخر في السّباق نصف عمري نصفي الباقي كرثاء الأوراق للأوراق يبس الأصل والفروع نديّه ما تراني إذا تغنّى الشّادي ومضى في الغناء والإنشاد فأطار الأسى عن الأكباد أحسب العود في يديه ينادي أيّها القوم أنقذوا سوريّه! وإذا ما جلست تحت الظّلام أرقب البدر من وراء الغمام رنّ في مسمعي فهزّ عظامي شبه صوت يقول للنوّام أيّها القوم أنقذوا سوريّه! وإذو ما ذهبت في البستان بين زهر الخزام والأقحوان أسمع الهاتفات في الأفنان قائلات وللكلام معان أيّها القوم أنقذوا سوريّه! وإذا ما وقفت عند الغدير حيث تمشي الطّيور خلف الطّيور خلت أنّ الأمواه ذات الخرير قائلات معي لأهل الشّعور أيّها القوم أنقذوا سوريّه! ما لقومي وقد دهتها الدّواهي بالذي يطفىء النّجوم الزّواهي ويثير (الحماس) في الأمواه قعدوا بين ذاهل أو لاه أين أين الحفيظة العربيّه؟ هي أمّ لكم وأنتم بنوها حفظت عهدكم فلا تنكروها أنتم أهلها وأنتم ذووها لا تعينوا بالصّمت من ظلموها ذاك علم على النّفوس الأبيّه كن نبيا يستنزل الإلهاما كن مليكا يصدر الأحكاما كن غنيا ، كن قائدا ، كن إماما كن حياة،كن غبطة، كن سلاما لست مني أو تعشق الحريّه!!! شوق يروح مع الزّمان ويغتدي والشّوق ، إن جدّدته يتجدّد دع عنك نصحي بالتّبلّد ساعة يا صاح، قد ذهب الأسى بتبلّدي ما زاد في أسف الحزين وشجوه شيء كقولك للحزين تجلّد ما زلت أعصيه إلى أن هاجني ذكر الحمى فعصيت كلّ منفّد وأطار عن جفني الكرى وأطارني عن مرقدي مشي الهموم بمرقدي في جنح ليل مثل حظّي حالك كالبحر ساج ... مقفر كالفدفد أقبلت أنظر في النّجوم مصعدا عيني بين مصوب ومصعد أو واجف أو راجف مترجرج أو ظافر أو حائر متردّد يمشين في هذا الفضاء وفوقه وكأنّما يمشين فوق الأكبد والبدر منبعث الشّعاع لطيفه صاف كذهن الشّاعرالمتوقّد ما زال ينفذ في الدّجى حتّى استوى فيه ، فيا لك أبيضا في أسود والشهب تلمع في الرّفيع كأنّها أحلام أرواح الصّغار الهجّد ينظرون عن كثب إليه خلسة نظر الملاح إلى الغرير الأمرد فعجبت مّمن نام ملء جفونه والكون يشهد مثل هذا المشهد ورأيتني فوق الغمام محلقا في الأفق ما بين السّهاوالفرقد فسمعت صوتا من بعيد قائلا يا أيّها السّاري مكانك تحمد ما دمت في الدّنيا فلا تزهد بها فأخو الزّهادة ميت لم يلحد لا تقنطنّ من النّجاح لعثرة ما لا ينال اليوم يدرك في غد كم آكل ثمرا سقاه غيره دمه ، وكم من زارع لم يحصد لو كان يحصد زرعه كلّ امرىء لم تخلق الدّنيا ولم تتجدّد بالذكر يحيا المرء بعد مماته فانهض إلى الذكر الجميل وخلّد فلئن ولدت ومتّ غير مخلّد أثرا فأنت كأنّما لم تولد حتّى م في لا شيء يقتتل الورى إنّ الحمام على الجميع بمرصد طاشت حلوم المالكين ، فذاهل لا يستفيق وحائرلا يهتدى وأفقت ، إذ قطع الكلام مكلّمي فنظرتني فإذا أنا لم أصعد ما للكواكب لا تنام ولا تني قد طال سهدك يا كوكب فارقدي كم تنظرين إلى الثّرى من حالق ما في الثّرى لأخي الأسى من مسعد أو تريني عندما اشتّدّ الدّجى واشتدّ دائي نام عني عوّدي حتّى لقد كاد القريض يعقّني ويصون عنّي ماءه وأنا الصّدى أمسي أهمّ به ويظلع خاطري فكأنّما أنا ماتح من جلمد لا تسألني لم سهدت فإنّني لو كان في وسعي الكرى لم أسهد صرفت يد البلوى يدي عن أمرها ما خلت أمري قطّ يخرج من يدي في أضلعي نار أذابت أضلعي ومشت إلى كبدي ولّما تخمد أخشى على الأحشاء من كتمانها وأخاف أن أشكو فيشمت حسّدي ومليحة لا هند من أسمائها كلاّ، وليست كالحسان الخرّد نشز الجواري والإماء تمردّدت وونت فلم تنشز ولم تتمرّد في النّفس منها ما بها من دهرها أزكى السّلام عليك أرض الموعد يا ليت شعري كم أقول لها انهضي وتقول أحداث الزّمان لها اقعدي ليس الذي لاقته هينا إنّما حمل الأذى هين على المتعوّد [/frame] |
[frame="7 98"]
أنت والكأس في يدي فلمن أنت في غد؟ فاستشاطت لقولتي غضبا في تمرّد وأشاحت بوجهها وادّعت أنّني ردي! كاذب في صبابتي ماذق في تودّدي قلت: عفوا ، فإنّها سورة من معربد وجرى الصلح، والتقى ثغرها ثغري الصدى أذعن القلب طائعا بعد ذاك التمرّد فنعمنا هنيهة بالولاء المجدّد بين ماء مصفّق وهزار مغرّد ثمّ عادت وساوسي فأنا في تردّد راعها منّي السكوت فذّمت تبلّدي قالت: الحبّ سرمد قلت: لا شيء سرمدي أتحبّينني إذا زال مجدي وسؤددي؟ فأجابت لفورها أنت ، لا المجد،مقصدي قلت: هل تحفظين عهدي إذا ضاع عسجدي؟ فأجابت برقّة أنت، ما عشت ، سيّدي كنت كالشمس في الغنى أم فقيرا كجدجد حسنا... قلت ضاحكا: يا ملاكي وفرقدي إنّما هل يدوم لي حبّك المشرق الندى إن حتى الدهر قامتي ومحا الشيب أسودي وانطوى رونق الصّبا مثل برق بفدفد؟ قالت : الشكّ آفة الحبّ فانبذه تسعد ليس حبّيك للصّبا لست فيه بأوحد بل لما فيك من صفات ، ومن طيب محتد قلت: والشكّ رائح في صميري ومغتد: وإذا غالني الحمام وأصبحت في غد جثّة لفّها الثرى بالظلام المؤبّد ليس فيها لصاحب أرب أو لحسّد وسرى الدود حولها يتغذّى ويعتدي ومررت الغداة بي فمررت بجامد ونظرت فلم تري غير عظم مجرّد بعثرته يد البلى كنافايات موقد هل تحبّينني إذن لخلالي ومحتدي؟ ويك ! صاحت ودمعها كجمان مبدّد كم تظنّ الظنون بي أيّها الزائغ اهتد أشهد الصبح فائضا في مروج الزبرجد أشهد الليل لابا طلبان التمرّد أشهد الغيث معطيا، أشهد الحقل يجتدي وذوات الجناح من باغم أو مغرّد والأزاهير والشّذى في وهاد وأنجد أشهد الأرض والسما أشهد اللّه موجدي سوف أحيا كما ترى الهوى والتوجّد فأناجيك في الضحى وهو أمراس عسجد وأناجيك في المسا والأصيل المورّد في الربى تخلع الجمال برودا وترتدي والسواقي لها غناء كألحان معبد والعصافير أقبلت نحوها للتبرّد أسهر الليل وحشة بفؤاد مشدّد وإذا نمت نمت كي يطرق الطيف مرقدي فيظلّ الهيام بي ينتهي حيث يبتدي ويحزن تنهّت فاستجاشت تنهّدي فاعتنقنا سويعة مثل جفني مسهّد! أفلت الأمس هاربا وغد؟ ليس من غد! صرت وحدي وليس لي أربّ في التّوحّد يا نديمي إلى الكؤوس ، ويا منشد انشد زد لي الخمر كلّما قلت: ((يا صاحبي زد)) لا تقل أيّ موسم ذا، فذا يوم مولدي! أنا، ما زلت في الحياة ، لي شبابي وسؤددي ولجيني وعسجدي، وخلالي ومحتدي إنّما ((تلك)) أخلفت قبل ليلين موعدي لم تمت... لا ، وإنّما أصبحت في سوى يدي! آفة الحبّ أنّه في قلوب وأكبد فهو كالنار لم تدم في هشيم لوقد [/frame] |
[frame="9 98"]
جلست وقد هجع الغافلون أنكر في أمسنا والغد وكيف استبدّ بنا الظالمون وجاروا على الشيخ والأمرد فخلت اللواعج بين الجفون وأنّ جهنم في مرقدي وضاق الفؤاد بما يكتم فأرسلت العين مدرارها ذكرت الحروب وويلاتها وما صنع السيف والمدفع وكيف تجور على ذاتها شعوب لها الرتبة الأرفع وتخضب بالدم راياتها وكانت تذمّ الذي تصنع فباتت بما تهدم صروح العلوم وأسرارها نساء تجود بأولادها على الموت، والموت لا يرحم وجند تجود بأكبادها على الأرض ، والأرض لا تعلم وتغدو الطيور بأجسادها فإن عطشت فالشراب الدم وفي كلّ منزلة مأتم تشقّ بها الغد أزرارها لقد شبع الذئب والأجدل وأقفرت الدور والأربع فكم يقتل الجحفل ويفتك بالأروع الأروع ولن يرجع القتل من قتلوا ولن يستعيد الذي ضيعوا فبئس الألى بالوغى علموا وبئس الألى أجّجوا نارها أمن أجل أن يسلم الواحد تطلّ الدماء وتفنى الألوف؟ ويزرع أولاده الولد لتحصدهم شفرات السيوف؟ أمور يحار بها الناقد وتدمي فؤاد اللبيب الحصيف فيا ليت شعري متى يفهم معاني الحياة وأسرارها وحوّلت طرفي إلى المشرق كما جتمعت حول نفسي الغموم فأسندت رأسي إلى مرفقي وقلت ، وقد غلبتني الهموم بربك، أيتها الأنجم متى تضع الحرب أوزارها؟ كما يقتل الطير في الجنة ويقتنص الظبي في السبب كذلك يجنى على أمتي بلا سبب وبلا موجب فحتذام تؤخذ بالقوة ويقتصّ منها ، ولم تذنب؟ وكم تستكين وتستسلم وقد بلغ السيل زنارّها وسيقت إلى النّطع سوق الغنم مغاورها ورجال الأدب وكل امرىء لم يمت بالخذم فقد قتلوه بسيف السغب فما حرّك الضيم فيها الشمم ولا رؤية الدم فيها الغضب تبدّلت الناس والأنجم ولما تبدّل أطوارها أرى الليث يدفع عن غيضته بأنيابه وبأظفاره ويجتمع النمل في قريته إذا خشيء الغدر من جاره ويخشى الهزار على وكنته فيدفع عنها بمنقاره فلا الكاسرات ولا الضيغم ولا الشاة تمدح جزّارها عجبت من الضاحك اللاعب وأهلوه بين القنا والسيوف يبيتون في وجل ناصب فإن نصبوا ألجئوا للكهوف وممن يصفقّ للضارب وأحبابه يجرعون الحتوف متى يذكر الوطن النّوم كما تذكر الطير أوكارها؟ [/frame] |
[frame="10 98"]
مالي وما للرشا الأغيد خلت من الحب ومنه يدي نأى، فما في قربه مطمع لا تصل الكفّ إلى الفرقد قطّعت باليأس حيوط المنى وقلت للسلوان _ لا تبعد وصرت لا يطربني منشد ولا أنا أصبو إلى منشد أسير في الرّوضة عند الضحى حيران كالمدلج في فدفد أمامي الماء ولا أرتوي ، وحولي النور ولا أهتدي يا ليت شعري، أين عهد الصّبا وأين أحلام الفتى الأمرد ولّى وولّت كخيال الكرى يلوح في الذّهن ولم يوجد فيا قلوب الكاشحين اكني ويا عيون الحاسدين ارقدي ويا شياها تتقي صولتي قلّمت أظفاري فاستأسدي يا سائلي عن أمس كيف انقضى دعه وسلني، يا أخي ، عن غد أروح للنفس وأهنا لها أن تحسب الماضي لم يولد [/frame] |
[frame="10 98"]
مثلي هذا النجم في سهده و مثله المحبوب في بعده يختال في عرض السّما تائها كأنّما يختال في برده إن شئت فهو الملك في عرشه أو شئت فهو الطفل في مهده يرمقني شذرا كأنّي به يحسبني أطمع في مجده يسعى و لا يسعى إلى غاية كمن يرى الغاية في جدّه كأنّما يبحث عن ضائع لا يستطيع الصبر من بعده طال سراه و هو في حيرة كأنّه المحزون في وجده في جنح ليل حالك فاحم كأنّ حظي قدّ من جلده لا يحسد الأعمى به مبصرا كلاهما قد ضلّ عن قصده ساورني الهمّ و ساورته ما أعجز الإنسان عن ردّه ! ما أعجب الدهر و أطواره في عين من يمعن في نقده ؟ جرّبته دهرا فما راقني من هزله شيء و لا جدّه أكبر منه أنّني زاهد ما زهد الزاهد في زهده أكبر منّي ذا و أكبرت أن يطمع ، أن أطمع في رفده و عدّني أعجوبة في الورى مذ رحت لا أعجب من حقده يا ربّ خلّ كان دوني نهى عجبت من نحسي و من سعده و عائش يخطر فوق الثرى أفضل منه الميت في لحده أصبح يجبني الورد من شوكه و بتّ أجني الشوك من ورده أكذب إن صدّقته بعدما عرفت منه الكذب في وعده لا أشتكي الضرّ إذا مسّني منه ، و لا أطرب من رغده أعلم أن البؤس مستنفذ و الرّغد ما لا بدّ من فقده إذا الليالي قرّبت نازحا و كنت مشتاقا إلى شهده أملّك عنه النفس في قربه خوفا من الوحشة في صدّه و إن أر الحزن على فائت أضرّ بي الحزن و لم يجده [/frame] |
[frame="7 70"]
في المنزل المهجور أذكركم فأخالني في جنّة الخلد أنتم معي في كلّ آونه و الناس يحسب أنّني وحدي ! [/frame] |
الساعة الآن 08:54 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |