منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   حـكايـات عـربـيـة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=17740)

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 03:17 AM

مـاذا تأكلــون؟
روى الجاحظ قال:‏ ‏ شهدت الأصمعي يوماً، وقد أقبل على جلسائه يسألهم عن عيشهم، وعما يأكلون ويشربون، فأقبل على الذي عن يمينه فقال: أيا فلان، ما أُدمك؟‏ ‏ قال: اللحم.‏ ‏ قال: في كل يوم لحم؟‏ ‏ قال: نعم.‏ ‏ قال: بئس العيش هذا. ليس هذا عيش آل الخطاب.‏ ‏ كان عمر بن الخطاب يضرب على هذا. وكان يقول:‏ ‏ مدمن اللحم، كمدمن الخمر.‏ ‏ ثم سأل الذي يليه: وهكذا حتى أتى على آخرهم. كل ذلك وهو يقول:‏ ‏ بئس العيش هذا؟ ليس هذا عيش آل الخطاب. كان ابن الخطاب يضرب على هذا.‏ ‏ فلما انقضى كلامه. أقبل عليه بعضهم فقال:‏ ‏ يا أبا سعيد ما أدمك؟‏ ‏ قال: يوماً لبن، ويوماً زيت، ويوماً سمن، ويوماً تمر، ويوماً جبن، ويوماً قفار، ويوماً لحم. عيش آل الخطاب.

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 03:19 AM

مالـي ولهــذا
لما فرغ عمر بن عبد العزيز، من دفن سليمان بن عبد الملك، سمع للأرض رجة، فإذا مراكب الخلافة، البراذين والخيل والبغال، ولكل دابة سائس.‏ ‏ فقال: ما هذه؟‏ ‏ قالوا: مراكب الخلافة يا أمير المؤمنين، قربت إليك لتركبها.‏ ‏ فقال: مالي ولها، نحوها عني، دابتي أوفق لي. ثم لمح صاحب الشرطة يسير بين يديه بالحربة.‏ ‏ فقال له تنح عني، مالي ومالك، إنما أنا رجل من المسلمين.‏ ‏ وكان الخليفة إذا مات، فما لبس من الثياب أو مسَّ من الطيب، كان لولده، وما لم يلبس من الثياب وما لم يمس من الطيب، فهو للخليفة بعده.‏ ‏ فلما أن جاء عمر بن عبد العزيز قال له أهل سليمان: هذا لك، وهذا لنا.‏ ‏ فقال لهم: وما هذا وما هذا؟‏ ‏ قالوا: هذا ما لبس الخليفة من الثياب ومسَّ من الطيب، فهو لولده، وما لم يمس ولم يلبس، فهو للخليفة بعده، وهو لك.‏ ‏ فقال عمر: ما هذا لي ولا لسليمان، ولا لكم، ولكن يا مزاحم، ضم هذا كله إلى بيت مال المسلمين.

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 03:20 AM

متمـم العبـدي والجويريـة
قال متمم العبدي:‏ ‏ خرجتُ من مكة زائراً لقبر النبي. فإذا بي بقرية على الطريق، إذا جويرية تسوق بعيراً وتترنـّم بصوت مليح في هذا الشعر: ‏ ألا أيها البيتُ الذي حِيل دونه بنا أنتَ من بيتٍ وأهلُك من أهلِ فقلت:‏ ‏ لمن هذا الشـِّعر يا جويرية؟‏ ‏ قالت: أما ترى تلك الكـُوَّةَ الموقـّاة بالكـِلـَّة الحمراء؟‏ ‏ قلت: أراها.‏ ‏ قالت: من هناك نهض هذا الشعر.‏ ‏ قلت: أَوَ قائلـُه في الأحياء؟‏ ‏ قالت: هيهات، لو أن لميت أن يرجع لطول غيبته لكان ذلك.‏ ‏ فأعجبني فصاحة لسانها ورقـّة ألفاظها. فقلت لها:‏ ‏ ألكِ أبوان؟‏ ‏ فقالت: فقدتُ خيرَهما وأجلـَّهما، ولي أم.‏ ‏ قلت: وأين أمك؟‏ ‏ قالت: منك بمرأى ومسمع.‏ ‏ فإذا امرأة تبيع الخـَرَزَ على ظهر الطريق. فأتيتها فقلت:‏ ‏ يا أُمـَّتـَاه، استمعي مني.‏ ‏ فقالت الجويرية: يا أُمـَّه، فاستمعي من عمـّي ما يلقيه إليك.‏ ‏ فقالت الأم: هيه، هل من خبر؟‏ ‏ قلت: أهذه ابنتـُك؟‏ ‏ قالت: كذا كان يقول أبوها.‏ ‏ قلت: أفتزوِّجينـَها؟‏ ‏ قالت: أَلـِعـِلـَّةٍ رغبتَ فيها؟ فما هي والله مـَن عندها جمال ولا لها مال.‏ ‏ قلت: لحلاوة لسانها وحسن عقلها.‏ ‏ فقالت: أَيـُّنا أمـْلـَكُ بها؟ أنا أمْ هي بنفسها؟‏ ‏ قلت: بل هي بنفسها.‏ ‏ قالت: فإيـّاها فخاطب.‏ ‏ فقلت: لعلـّها أن تستـَحـِيَ من الجواب في مثل هذا.‏ ‏ فقالت: ما ذاك عندها، أنا أَخـْبـَرُ بها.‏ ‏ فقلت: يا جارية، أما تستمعين ما تقول أمـُّك؟‏ ‏ قالت: قد سمعت.‏ ‏ قلت: فما عندك؟‏ ‏ قالت: أَوَ ليس حسبك أن قلتَ: إني أستحي من الجواب في مثل هذا؟ فإن كنتُ أستحي من شيء، فلـِمَ أفعلـُه؟ أتريد أن تكون الأعلى وأكون بساطـَك؟ لا والله لا يشـُدُّ عليَّ رجلٌ حـِواءه وأنا أجد مـَذْقـَةَ لبنٍ أو بـَقـْلـَةً ألين بها مـِعـَاي.‏ ‏ فورد عليّ أعجب كلام على وجه الأرض.‏ ‏ قلت: أتزوجك والإذن فيه إليك، وأُعطي الله عهداً أني لا أَقـْرَبـُك أبداً إلا عن إرادتك.‏ ‏ قالت: إذًا والله لا تكون لي في هذا إرادةٌ أبداً، ولا بعد الأبد إن كان بـَعـْدَه بـَعـْد.‏ ‏ فقلت: فقد رضيتُ بذلك.‏ ‏ فتزوجتـُها، وحملتـُها معي إلى العراق، وأقامت معي نحواً من ثلاثين سنة ما ضممتُ عليها حـِوايَ قـَطُّ. وكانت قد عـَلـِقـَت من أغاني المدينة أصواتـاً كثيرة، فكانت ربما ترنـَّمـَتْ بها، فأشتهيها. فقلت:‏ ‏ دعيني من أغانيك هذه، فإنها تبعثني على الدّنوّ منك.‏ ‏ فما سمعتها رافعةً صوتـَها بغناء بعد ذلك، حتى فارقت الدنيا. وإن أمـّها عندي حتى الساعة. ‏
من كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 03:20 AM

مثـل هــذا
كان الجاحظ قصير القامة دميم الوجه وله أخبار ظريفة كثيرة ونثر طائل ونظم ضعيف فمن أخباره ونوادره، قال:‏ ‏ ما أخجلني أحد مثل امرأتين، رأيت إحداهما في سامراء وكانت طويلة القامة وكنت على طعام فأردت أن أمازحها فقلت ـ انزلي كلي معنا!‏ ‏ فقالت:‏ ‏ اصعد أنت حتى ترى الدنيا!‏ ‏ وأما الأخرى فإنها أتتني وأنا على باب داري، فقالت:‏ ‏ لي إليك حاجة وأريد أن تمشي معي، فقمت معها إلى أن أتت بي إلى صائغ يهودي، فقالت له:‏ ‏ مثل هذا، وانصرفت!‏ ‏ فسألت الصائغ عن قولها، فقال:‏ ‏ إنها أتت إلي بفصّ، وأمرتني أنقش لها عليه صورة شيطان فقلت لها يا ستي، ما رأيت الشيطان فأتت بك وقالت ما سمعت! ‏
من كتاب شرح رسالة "ابن زيدون" لابن نُباته. ‏


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 03:21 AM

مَدَّ الله في بقائك
حَدَّثَ أبو الجهم بن حذيفة قال: ‏ ‏ وفدت على معاوية بن أبي سفيان وهو خليفة في دمشق، فقال لي: ‏ ‏ والله إن لك لَشَرَفًا وحقّا وقرابة يا أبا الجهم، وإنه لَزَمَتْنا مؤنٌ عظيمة، وهذه مائةُ ألفٍ لك فَخُذْها واعْذُر.‏ ‏ فَقَبَضْتُها على مضض وأنا أرى أنه قد قَصَّر بي ولم يوفني حقي، وقلت في نفسي: ‏ ‏ ما عسى أن أقول له وهو رجل قد ترك بلاد قومه، وتَخَلَّق بأخلاق أهل الشام الجفاة المُقَتّرين، ونسي كرم السادة من قريش. ‏ ‏ فلما توفى معاوية واستُخْلِفَ ابنه يزيد، سِرْتُ إليه وافدا وأقمت عنده أياما. فلما أردت الرحيل، قال لي: ‏ ‏ يا أبا الجهم، إني لَعارفٌ بحقك وقرابتك وشرفك، غير أن ثمة حقوقا لا نستطيع دَفْعَها، وهذه خمسون ألفا لك فخُذْها واعْذُر ابن أخيك. ‏ ‏ فأخذتُها منه وانصرفتُ مغتاظا، وقلت في نفسي: ‏ ‏ هو غلامٌ حَدَثٌ نشأ مع غير قومه من قريش، وسَكَنَ غَيْرَ بلده، وهو إلى هذا ابن امرأة كَلْبِيّة، فأيّ خيرٍ يُرْجَى منه؟! ‏ ‏ فلما بويع عبد الله بن الزبير بالخلافة في مكة فرِحت، وقلت في نفسي: ‏ ‏ هذا بقيّةُ سادة قريش الكرام! ‏ ‏ فأتيتُه وافدا، وأقمت عنده أيام. فلما أردت الانصراف قال لي: ‏ ‏ يا أبا الجهم مهما جهلتُ فلن أجهل شرفك وقرابتك وحقك غير أن علي مؤنا وحقوقا وأمورا يطول شرحها، لكني مع ذلك لن أخيب سفرك وأملك. هذه ألف درهم خذها واستعن بها على أمورك! ‏ ‏ فأخذتها فرحا مسرورا وقلت له: ‏ ‏ يا أمير المؤمنين، مد الله لقريش في بقائك، ولا ابتلاها بفَقْدِك، فوالله لازالت قريشٌ بخير ما بقيتَ لها. ‏ ‏ فتعجّب عبد الله بن الزبير من دعائي له وقال: ‏ ‏ جزاك الله خيرا يا أبا الجهم. ولكن خبرني: أعطاك معاوية مائة ألف ولم تقل له ما قلته لي وأعطاك ابنه يزيد خمسين ألفا فلم تَدْعُ له، وإنما أعطيتُك ألف درهم. ‏ ‏ قلت: ‏ ‏ نعم يا أمير المؤمنين، ومن أجل ذلك قلت ما قلت ودَعَوْتُ لك ما دعوت، لأني بِتُّ الآن واثقا من أنك متى هلكتَ فلن يلي الخلافة بعدك إلا الخنازير! ‏
من كتاب "شرح لامية العجم" لخليل بن أيبك الصَّفَدي. ‏


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 03:22 AM

مرحبـاً بـك
عن أنس رضي الله عنه قال:‏ ‏ أرسل الفقراء رسولاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:‏ ‏ يا رسول الله، إني رسول الفقراء إليك، فقال النبي صلوات الله عليه:‏ ‏ مرحباً بك وبمن جئتَ من عندهم، جئت من عند قوم أحبهم، فقال: إن الفقراء يقولون لك، ذهب الأغنياء بالخير كله، يحجون ولا نقدر أن نحج، وإذا مرضوا، بعثوا بفضل أموالهم ذخيرة لهم، فقال الرسول:‏ ‏ بلغ الفقراء عني، أن لمن صبر واحتسب ثلاث خصال ليست للأغنياء، الأولى أن في الجنة غرفاً من ياقوت أحمر، ينظر إليها أهل الجنة كما ينظر أهل الدنيا إلى النجوم في السماء، لا يدخلها إلا نبي فقير، أو مؤمن فقير، أو شهيد فقير، الثانية يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم، وهو خمسمائة عام، الثالثة إذا قال الغني: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، وقال الفقير مثل ذلك، لم يلحق الغنيُ الفقير، وإن أنفق معها عشرة آلاف درهم، فرجع الرسول إليهم بذلك فقالوا:‏ ‏ رضينا ربنا رضينا.

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 03:23 AM

مـُرِي خيَالَك أن يطرقـَني
كانت زادمهر جارية بارعة الجمال، طيـّبة الغناء. ورآها يومـاً فتى من بغداد فعشقها، وأخذ في استعطافها بالمراسلات والمكاتبات، وهي لا تعرف إلا الدنيا والدينار. وجعل يصف لها في رقاعـِه عشقـَه، وسهره في الليالي، وتقلـّبه على حرّ المقالي، وامتناعه من الطعام والشراب، وما يشاكل هذا من الهذيان الفارغ الذي لا طائل فيه ولا نفع.‏ ‏ فلما أعياه أمرها، ويئس من تعطـّفها عليه، كتب إليها في رقعة:‏ ‏ وإذ قد منعتني زيارتك، فمـُري بالله خيالـَك أن يطرُقـَني ويبرد حرارة قلبي.‏ ‏ فقالت زادمهر لرسولته:‏ ‏ ويحك، قولي لهذا الرقيع: أنا أعمل ما هو خير لك من أن يطرقك خيالي، أرسـِل إليّ دينارين في قرطاس حتى أجيئك أنا بنفسي! ‏ من "حكاية أبي القاسم البغدادي" لأبي المُطـَهـَّر الأزْدِي

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 03:23 AM

مسئوليـة الحـاكــم
‏لما رجع عمر رضي الله عنه من الشام إلى المدينة، انفرد عن الناس، ليتعرف أخبار رعيته، فمر بعجوز في خبائها فقصدها فقالت:‏ ‏ يا هذا ما فعل عمر؟ قال:‏ ‏ قد أقبل من الشام سالماً، فقالت:‏ ‏ لا جزاه الله عني خيراً، قال:‏ ‏ ولـِمَ؟ قالت:‏ ‏ لأنه والله ما نالني من عطائه منذ وُلـِّيَ أمر المؤمنين دينار ولا درهم. فقال:‏ ‏ وما يدري عمر بحالك وأنت في هذا الموضع؟ فقالت:‏ ‏ سبحان الله، والله ما ظننت أن أحداً يلي على الناس ولا يدري ما بين مشرقها ومغربها.‏ ‏ فبكى عمر رضي الله عنه وقال:‏ ‏ واعمراه، كل أحد أفـْقه منك حتى العجائز يا عمر. ثم قال لها:‏ ‏ يا أمة الله، بكم تبيعينني ظلامتك من عمر؟ فإني أرحمه من النار، فقالت:‏ ‏ لا تهزأ بنا يرحمك الله، فقال:‏ ‏ لست بهزَّاء، فلم يزل بها حتى اشترى منها ظلامتها بخمسة وعشرين ديناراً. فبينما هو كذلك إذا أقبل علي بن أبي طالب وابن مسعود رضي الله عنهما فقالا:‏ ‏ السلام عليك يا أمير المؤمنين، فوضعت العجوز يدها على رأسها وقالت:‏ ‏ واسوأتاه، شتمت أمير المؤمنين في وجهه، فقال لها عمر رضي الله عنه:‏ ‏ لا بأس عليك رحمك الله، ثم طلب رقعة يكتب فيها فلم يجد فقطع قطعة من مرقعته وكتب فيها:‏ ‏ بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما اشترى عمر من فلانة ظلامتها، منذ وُلـِّيَ إلى يوم كذا وكذا بخمسة وعشرين ديناراً، فما تدعي عند وقوفه في المحشر بين يدي الله تعالى، فعمر منه بريء، شهد على ذلك علي بن أبي طالب وابن مسعود، ثم دفع الكتاب إلى ولده وقال:‏ ‏ إذا أنا مت، فاجعله في كفني، ألقى به ربي. ‏

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 03:24 AM

مظلومـة
قال الشعبيّ:‏ ‏ كنت مع شُريح القاضي حين جاءته امرأةٌ تخاصم رجلاً. ‏ ‏ فأرسلتْ عينيها وبكت بكاءً مرّا فقلتُ لشُريح:‏ ‏ يا أبا أمية، ما أظنّ هذه البائسة إلا مظلومة.‏ ‏ فقال:‏ ‏ يا شعبيّ، إن إخوةَ يوسف جاءوا أباهم عِشَاءً يبكون.
من كتاب "محاضرات الأدباء" للراغب الإصبهاني.


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 03:25 AM

معاويـة والأحنــف

‏بينما كان أمير المؤمنين، معاوية بن أبي سفيان، جالساً، وعنده وجوه الناس إذ دخل رجل من أهل الشام، فقام خطيباً وقال:‏ ‏ لعن الله علي بن أبي طالب؛ فأطرق الناس، وفيهم الأحنف بن قيس، وكان معروفاً بالحلم، فقال الأحنف يا أمير المؤمنين:‏ ‏ إن هذا القائل، إن علم أن رضاك في لعن المرسلين لعنهم، فاتق الله، ودع عنك علياً، فقد لقي ربه، وأفرد بقبره، وخلا بعمله؛ وكان والله مبرزاً في سبقه، طاهر الثوب، ميمون النقيبة، عظيم المصيبة. فقال له معاوية:‏ ‏ يا أحنف، لقد أغضيت العين على القذى، أما والله لتصعدَنَّ المنبر، وتلعن علياً طوعاً أو كرهاً. فقال الأحنف:‏ ‏ إن تعفني خير لك، وإن تجبرني على ذلك، فوالله لا تجدني به شقياً أبداً، قال:‏ ‏ وما أنت قائل يا أحنف، قال:‏ ‏ أَحمدُ الله وأصلي على نبيه، ثم أقول:‏ ‏ إن أمير المؤمنين أمرني أن ألعن علياً، وقد اقتتل عليّ ومعاوية، واختلفا وادعى كل منهما أنه مـَبـْغـِيٌّ عليه، فإذا دعوت فأمنوا رحمكم الله، اللهم العنْ أنت وملائكتك وأنبياؤك وجميع خلقك الباغي منهما على صاحبه والعن الفئة الباغية، أَمـِّنوا رحمكم الله، لا أزيد على ذلك ولا أنقص يا معاوية، ولو كان فيه ذهاب نفسي، فقال معاوية:‏ ‏ إذن أعفيناك.


الساعة الآن 05:46 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى