![]() |
[frame="7 98"]
من أسود تسربلت بالحديد و من الجنّ في رواء الجنود ينشدون الوغى و ما ينشد الحسناء غير المتيّم المعمود كلّ قرم درع من الصبر و درع مسرودة من حديد تحته أجرد أشدّ حنينا و اشنياقا ألى الوغى من نجيد سابح عنده العسير يسير و القصيّ القصيّ غير بعيد و صبا للنجوم من قد علاه أصبح الجوّ تحته كالصعيد تحسب الأرض قد جرت يجرى و تراه كأنّه في ركود إنّما يركب الجواد جواد و يصون الذمار غير بليد و خميس يحكي النجوم انتظاما عجبا من كواكب في بيد أوقع الرّعب في قلوب الضواري فاستكانت كأنّها في قيود أصبحت تهجر المياه و كانت لا ترى الماء غير ماء الوريد خافقات أعلامه ، أرأيتم كقلوب العشّاق عند الصدود قاده ذلك الغضنفر ( نوجي ) و يناط الحسام بالصنديد رجل دونه الرجال مقاما مشبه في الأنام بيت القصيد كلّ سيف في غير قيضة نوجي فهو عند السيوف غير سعيد يا يراعي سل ( بورت أرثور ) عنه إنّ تلك الحصون خير شهود معقل أصبحت جحافل هيتو حوله كالعقود حول الجيد هجموا هجمة الضراغم لمّا حسبوها فريسة للأسود و تعالى الضجيج للأفق حتى كاد ذاك الضجيج بالأفق يودي و توالى هجومهم و المنايا ضاحكات ، فيا لها من صيود كم جريح مضرّج بدماه و قتيل على الثرى ممدود و أسير إلى أسير يساقون تباعا إلى الشقاء العتيد أسطرهم مدافع الروس نارا أصبحوا بعدها بغير جلود دامت الحرب أشهرا كلّما قيل خبت نارها ذكت من جديد و المنايا تحوم السرايا حومة العاشقين حول الغيد حيث حظّ المقدام مثل سواه و كحظّ الكبير حظّ الوليد صبر الروس صبر أيوب للبلوى على ذلك العدوّ العنيد غير أنّ االأيّام ( وستوسل ) يمني أجفانه بالهجود فتولاهم القنوط من النصر فردّوا أسيافهم للغمود كان هذا للصّفر عيدا و عند الروس ضربا من الليالي السود قلعة صانها الزمان فلولا كيد نوجي لبشرّت بالخلود [/frame] |
[frame="8 98"] ما لهند و كلّ حسناء هند كلّ يوم تبدو بزيّ جديد تلبس الثوب يومها و هي تطريه ، و تطريه عندها كلّ خوذ فإذا جاء غيره أنكرته فرأينا الحميد غير الحميد أولعت نفسها بكل طرف ليتها أولعت ببعض التليد أصبحت تعشق المشدّ و لم أبصر طليقا متيّما بالقيود رحمة بالخصور أيّتها الغيد و رفقا رفقا بتلك القدود ما جنته الزنود حتى ينال العري منها ، يا عاريات الزنود ؟ لهف نفسي على المعاصم تغدو غرض الحرّ عرضة للجليد علام الأذيال أمست طوالا كليالي الصدود أو كالبنود ؟ لو تكون الذيول أعمار قوم لضمنّا لهم نوال الخلود قصرت همّها الحسان على اللهو و يا ليت لهوها بالمفيد ساء حال الأزواج في عصرنا هذا ، و ساءت أحوال كلّ وليد كلّ زوج شاك ، و كلّ صغير دامع الطرف كاره للوجود يظلم الدهر حين يعزو إليه البؤس ، و البؤس كلّ أم كنود لا رعى الله زوجة تنفق الأموال و العمر في اقتناء البرود ليس في اللهو و البطالة فخر إنّما الفخر كلّ عرس كدود [/frame] |
[frame="7 98"]
يا شاعر هذي روعة العيد فاستجد الوحي و اهتف بالأناشيد هذا النعيم الذي قد كنت تنشده لا تله عنه بشيء غير موجود محاسن الصضيف في سهل و في جبل و نشوة الصيف حتى في الجلاميد و لست تبصر وجها غير مؤتلق و لست تسمع إلّا صوت غرّيد قم حدّث الناس عن لبنان كيف نجا من الطغاة العتاه البيض و السود و كيف هشّت دمشق بعد محنتها و استرجعت كلّ مسلوب و مفقود * فاليوم لا أجنبي يستبدّ بنا و يستخفّ بنا استخفاف عربيد يا أرز صفق ، و يا أبناءه ابتهجوا ، قد أصبح السرب في أمن من السيّد * ما بلبل كان مسجونا فأطلقه سحّانه ، بعد تعذيب و تنكيذ فراح يطوي الفضاء الرحب منطلقا إلى الربى و السواقي و الأماليد إلى المروج يصلّي في مسارحها ، إلى الكروم يغني للعناقيد منّي بأسعد نفسا قد نزلت على قومي الصناديد أبناء الصناديد سماء لبنان بشر في ملامحهم و فجره في ثغور الخرّد الغيد إن تسكنوا الطود صار الطود قبلتنا أو تهبطوا البيد لم نعشق سوى البيد (هيوز) وقد كان قبلا ((موشّح)) .. شكوت إليه انقلاب الأمور [/frame] |
[frame="10 98"]
لوعة في الضلوع مثل جهنّم تركت هذه الضلوع رمادا بتّ مرمى للدهر بي يتعلّم كيف يصمي القلوب و الأكبادا كيف ينجو فؤاده أو يسلم من تمادى به الأسى فتمادي أنا لولا الشعور لم أتألّم ليت هذا الفؤاد كان جمادا كيف لا أبكي و في العين دموع كيف لا أشكو و في القلب صدوع قلّ في الناس من صبر مختار **** لحظة ، ثمّ صار ضحكي و جيبا و نشيجا ، و النوم صار سهادا ربّ لمّا خلقت هذي الخطوبا لم لم تخلق الحشا فولاذا كلّما قلت قد وجدت حبيبا طلع الموت بيننا يتهادى صرت في هذه الحياه غريبا ليت سهدي الطويل كان رقادا فتجلّد أيّها القلب الجزوع أو تدفّق كلّما شاء الولوع عندما أو دما هدر أو نارا **** كان بين الكرى و بيني صلح فأراد القضاء أن نتعادى لم أكد أخلع السّواد و أصحو من ذهولي حتّى لبست السوادا في فؤادي ، لو يعلم الناس ، جرح لا يلاشي حتّى يلاشي الفؤدا يا خليلي ، هيهات ينفع نصح بعدما ضيّع الحزين الرشادا أنت لا تستطيع إحياء الصريع و أنا ، حمل الأسى لا أستطيع ذا الذي صيّر الكدر إكدارا **** يا ضريحا على ضفاف الوادي جاد من أجلك الغمام البلادا فيك أودعت ، منذ ست ، فؤادي و برغمي أطلت عنك البعادا غير أنّي ، و إن عدتني العوادي ما عدتني بالرّوح أن أرتادا أنبتت حولك الزهور الغوادي و اللّيالي أنبتن حولي القتادا و ذبول الغصن في فصل الربيع لو رآه شجر الروض المريع جمد الماء في الشجر محتارا **** كيف لا يتّقي الكرى أجفاني و جفوني قد استحلن صعادا و دموعي بلونها الأرجواني منهل ليس يعجب الورّادا و الذي في الضلوع من نيران صار ثوبا و مقعدا ووسادا كيف يقوي على الشدائد عان أكل السقم جسمه أو كادا فإذا ما غشى الطرف النجيع فتذكّر أنّه القلب الصديع كظّه الحزن فانفجر انفجارا **** طائر كان في الربى يتغنّى أصبح اليوم يحمل الأصفادا غصن كان و الصبا يتثنّى هصرته يد الردى فانآدا نال مني الزمان ما يتمنّى و أبى أن أنال منه مرادا و تجنّى ما شاء أن يتجنّى و استبدّت صروفه استبدادا حطّم السيف و ما أبقى الدروع و تداعى دونه السور المنيع و أراني من العبر أطوارا **** ما لهذي النجوم تأبى الشروقا أتخاف الكوكب الأرصادا فرط البين عقدها المنسوقا أم لما بي البياض سوادا أم فقدن كما فقدت شقيقا فلبسن الدجى عليه حدادا ما لعيني لا تبصر العيّوفا و لقد كان ساطعا و قّادا سافرا يختال في هذا الرفيع هل أتاه نبأ الخطب الفظيع أم رأى مصرع القمر فتوارى **** سدّد الدهر قوسه ورماني لم تحد مهجتي و لا السّهم حادا هكذا أسكتت صروف الزمان بلبلا كان نوحه إنشادا فهو اليوم في يد السّجّان يشتهي كل ساعة أن يصادا فاحسبوني أدرجت في الأكفان إن أنفتم أن تحسبوا القول بادا ليس في هذي و لا تلك الربوع ما يسلّي النفس عن ذاك الضّجيج قبره ، جادك المطر مدرارا [/frame] |
[frame="7 98"]
شهور العام أجمملها " ربيع " و أبغضها إلى الدنيا " جمادى " و خير المال ما أمسى زكاة و خير الناس من نفع العبادا بربّك قل لنا و خلاك ذمّ أعيسى كان يذّخر العتادا ؟ تنبّه أيّها الراعي تنبّه فمن حفظ الورى حفظ العبادا خرافك بين أشداق الضواري و مثلك من حمى ووقى النقادا تبدّل أمنهم رعبا و خوفا و صارت نار أكثرهم رمادا لقد أكل الجراد الأرض حتى تمنّوا أنّهم صاروا جرادا فمالك لا تجود لهم بشيء وقد رقّ العدوّ لهم وجادا ؟ و مالك لا تجيب لهم نداء كأنّ سواك ، لا أنت ، المنادى ؟ ... وربّت ساهر في " بعلبك " يشاطر جفنه النجم السّهادا يزيد الليل كربته اشتدادا وفرط الهمّ ليلته سوادا إذا مال النعاس بأخدعيه ثنى الذعر الكرى عنه وذادا به الداءان من سغب وخوف فما ذاق الطعام و لا الرقادا تطوف به أصيبيه صغار كأنّ وجوههم طليت جسادا جياع كلّما صاحوا و ناحوا توهّم أنّ بعض الأرض مادا إذا ما استصرخوه وضاق ذرعا نبا عنهم و ما جهل المرادا و لكن لم يدع بؤس اللّيالي طريفا في يديه و لا تلادا و لو ترك الزّمان له فؤادا لما تركت له البلوى فؤادا ... أتفترش الحرير و ترتديه و يفترش الجنادل و القتادا و يطلب من نبات الأرض قوتا و تأبى غير لحم الطير زادا و تهجع هانئا جذلا قريرا و قد هجر الكرى وجفا الوسادا عجيب أن تكون كذا ضنينا و لم تبصر بنا إلّا جوادا أما تخشى ذي لسان : أمات الناس كي يحيي الجمادا ... لذاتك همّهم نفع البرايا و همّك أن تكيد و أن تكادا نزلت بنا فأنزلناك سهلا وزدناك النضار المستفادا فكان حزاؤنا أن قمت فينا لاتعلّمنا القطيعة و البعادا فلمّا ثار ثائر حرّ رجعت اليوم تمتدح الحيادا أتدفع بالغويّ إلى التمادي و تعجب بعد ذلك إن تمادى ؟ سكتّ فقام في الأذهان شكّ و قلت فأصبح الشّكّ اعتقادا تجهّمت القريض ففاض عتبا و إن أحرجته فاض انتقادا و لولا أن أثرت الخلف فينا وددنا لو محضناك الودادا [/frame] |
صائد الافكار
اخي الفاضل يعطيك العافية على ما ادرجت واكيد ساعود كل مرة لارتشف الشعر من هنا رائع اخي تحيات لك |
[frame="7 98"]
( بعث بها الى صديقه السيد فهمي يعزيه و قد فجع بموت والدته و كريمته و شقيقته في اسبوع واحد ) ------------------ فديناك ، لو أنّ الردى قبل الفدى ، بكلّ نفيس بالنفاس يفتدى أبى الموت إلاّ ن ينالك سهمه و ألا يرى شمل مبدّدا فأقدم لا يبغي سواك و كلّما درى أنّه عظيما تشدّدا دهاك الردى لكن على حين فجأة فتبّت يداه غادر صرح النّدى دهاك و لم يشفق عل الصبيّة الألى تركتهم يبكون مثنى و موحدا فقدت و أوجدت الأسى في قلوبنا أسى كاد لولا الدمع أن يتوقّدا بكيناك حتى كاد يبكي لنا الصفا و حتى بكت ممّا بكينا له العدى و ما كاد يرقى الدمع حتى جرى به غد عندما ، يا ليتنا لم نر غدا ! قضت طفلة تحكي الملاك طهارة و ألحقها الموت الزؤام بمن عدا لقد ظعنت تبغي لقاك كأنّما ضربت لها قبل التفرّق موعدا كأنّ لها نذرا أرادت قضاءه كأنّك أنت الصوت جاوبه الصدى مشت في طريق قد مشى فيه بعدها فتاك الذي أعددت منه المهنّدا فتى طاب أخلاقا و طاب محادا و طاب فؤادا مثلما طاب محتدا فتى كان مثل الغصن في عنفوانه فللّه ذاك الغصن كيف تاوّدا تعوّد أن يلقاك في كلّ بكرة فكان قبيح ترك ما قد تعوّدا فجعنا به كالبدر عند تمامه و لم نر بدرا قبله الأرض وسّدا فلم يبق طرف لم يسل دمعه دما و لم يبق قلب في الملا ما تصعّدا كوارث لو نابت جبالا شواهقا لخرّت لها تلك الشواهق سجّدا و لو أنّها في جلمد صار سائلا و لو أنّها في سائل صار جلمدا ( أفهمي ) إنّ الصبر أليق بالفتى و لا سيما من كان مثلك ( سيّدا ) فكن قدوة للصابرين فإنّما بمثلك في دفع الملمّات يقتدى لعمرك ما الأحزان تنفع ربّها فيجمل بالمحزون أن يتجلّدا فما وجد الإنسان إلا ليفقدا و ما فقد الإنسان إلا ليوجدا و ما أحد تنجو من الموت نفسه و لو أنّه فوق السماكين أصعدا فلا يحزن الباكي و لا تشمت العدا فكل امريء ، يا صاح ، غايته الردى [/frame] |
[frame="8 98"]
مرضت فأرواح الصّحاب كئيبة بها ما بنفسي ، ليت نفسي لها فدى ترفّ حيالي كلّما أغمض الكرى جفوني جماعات و مثنى و موحدا تراءى فآنا كالبدور سوافرا و آونة مثل الجمان منضّدا و طورا أراها حائرات كأنّها فراقد قد ضيّعن في الأرض فرقدا و طورا أراها جازعات كأنّما تخاف مع الظلماء أن تتبدّدا أحنّ إليها رائحات و عوّدا سلام عليها رئحات و عوّدا تهشّ إليها مقبلات جوارحي كما طرب السّاري رأى النور فاهتدى و ألقي إليها السّمع ما طال همسها كذلك يسترعي الأذان الموحّدا و يغلب نفسي الحزن رحيلها كما تحزن الأزهار زايلها الندى كرهت زوال اللّيل خوف زوالها و عوّدت طرفي النوم حتى تعوّدا و لو أنّها في الصحو تطرق مضجعي حميت الكرى جفني و عشت مسهّدا و لو لم تكن تعتاد منّي مثلما خيالاتها همّت بأن تتقيّدا فيا ليتني طيف أروح و أغتدي و يا ليتها تستطيع أن تتقيّدا نحلت إلى أن أنكر صورتي و أخشى لفرط السقم أن أتنهّدا مبيتي على الوثير ليانه و أحسبني فوق الأسنّة و المدى كأنّ خيوط المهد صارت عقاربا كأن وسادي قد تحوّل جلمدا لقد توشك الحمّى ، إذ جدّ جدّها تقوّم من أضلاعي المتأوّدا تصوّر لي الخيال حقيقة و أحسب شخصا واحدا متعدّدا لقد ضعضعتني ، و هي سر ، و لم يكن يضعضعني صرف الزمان إذا عدا إذا ما أنا أسندت رأسي إلى يدي رمتني منها بالّذي يوهن اليدا تغلغل في جسمي النحيل أوارها فلو لم أقدّ الثوب عنه توقّدا رأيت الذي لم يبصر الناس نائما و طفت الدنى شرقا و غربا موسّدا يقول النطاسي لو تبلّدت ساعة تبلّدت لو أنّي أطيق التبلّدا تهامس حولي العائدون ورجّموا و عنّف بعض الجاهلين و فنّدا فما ساءني شماتة معشر رجوت بهم عند الشدائد مسعدا أسأت إليهم ، بل أساؤوا فإنّني ظننتهم شراوي خلقا و محتدا أحبّ الضّنى قوم لأنّي ذقته و أحببته كما يحبّ و يحسدا وودّ أناس لو يعاجلني الردى كأنّي أرجو فيهم أن أخلّدا و ما ضمنوا أن لا يموتوا و إنّما يودّ زوال الشمس من كان أرمدا إذا اللّيل أعياه مساجله الضحى تمنّى لو أنّ الصبح أصبح أسودا على أنّني والداء يأكل مهجتي أرى العار ، كلّ العار ، أن أحسد العدى فإنّ الذي بالجسم لا بدّ زائل و لكنّ ما بالطبع ينفك سرمدا لئن أجلب الغوغاء حولي و أفحشوا فكم شتموا موسى و عيسى و أحمدا و لا عجب أن يبغض الحرّ جاهل متى عشق البوم الهزار المغرّدا ؟ و إنّي في كبت العداة و كيدهم كمن يسلك الدرب القصير المعبّدا و لكنّني أعفو و للغيظ سورة أعلّم أعدائي المروءة و الندى ألا ربّ غرّ خامر الشك نفسه فلمّا رآني أبصر البحر مزبدا فأصبح يخشاني و قد بتّ ساكتا كما كان يخشاني وقد كنت منشدا و يرهب إسمي أن يطيف بسمعه كما تتّقي الدرداء حرفا مشدّدا و من نال منه السيف و هو مجرّد تهيّب أن يرنو إلى السيف مغمّدا أحبّ الأبي الحر لا ودّ عنده و أقلى الذليل النفس مهما تودّدا و بين ضلوعي قلّب ما تمرّدت عليه بنات الدهر إلاّ تمرّدا و لو أنّ من أهوى أطال دلاله تركت لمن يهواها اللّهو و الدّدا [/frame] |
[frame="8 98"]
قالت سكتّ و ما سكتّ سدى أعيا الكلام عليك أم نفدا ؟ إنّا عرفنا فيك ذا كرم ما إن عرفنا فيك مقتصدا فاطلق يراعك ينطلق خببا واحلل لسانك يحلل العقدا ما قيمة الإنسان معتقدا إن لم يقل للناس ما اعتقدا ؟ و الجيش تحت البند محتشدا إن لم يكن للحرب محتشدا ؟ و النور مستترا ؟ فقلت لها كفّي الملامة و اقصري الفندا ماذا يفيد الصوت مرتفعا إن لم يكن للصوت ثمّ صدى ؟ و النور منبثقا و منتشرا إن لم يكن للناس فيه هدى ؟ إنّ الحوادث في تتابعها أبدلني من ضلّتي رشدا ما خانني فكري و لا قلمي لكن رأيت الشعر قد كسدا ... *** كان الشّباب ، و كان لي أمل كالبحر عمقا ، كالزمان مدى و صحابه مثل الرّياض شذى و صواحب كورودها عددا لكنّني لمّا مددت يدي و أدرت طرفي لم أجد أحدا !.. *** ذهب الصّبي و مضى الهوى معه أصبابه و الشيب قد وفدا ؟ فاليوم إن أبصرت غانية أغضي كأنّ بمقلتي رمدا و إذا تدار الكأس أصرفها عنّي ، و كنت ألوم من زهدا و إذا سمعت هتاف شادية أمسكت عنها السمع و الكبدا كفّنت أحلامي و قلت لها نامي ! فإنّ الحبّ قد رقدا وقع الخطوب عليّ أخرسني و كذا العواصف تسكت الغردا عمرو صديق كان يحلف لي إن نحت ناح و إن شدوت شدا و إذا مشيت إلى المنون مشى و إذا قعدت لحاجة قعدا صدّقته ، فجعلته عضدي و أقمت من نفسي له عضدا لكنّني لمّا مددت يدي و أدرت طرفي لم أجد أحدا !.. *** هند ، و أحسبني إذا ذكرت أطأ الأفاعي ، أو أجسّ مدى كانت إلها ، كنت أعبده و أجلّه ، و الحسن كم عبدا كم زرتها و الحيّ منبته و تركتها و الحيّ قد هجدا و لكم و قفت على الغدير بها و الريح تنسج فوقه زردا و الأرض ترقص تحتنا طربا و الشهب ترقص فوقنا حسدا و لكم جلسنا في الرياض معا لا طارئا نخشى و لا رصدا و اللّيل فوق الأرض منسدل و الغيم فوق البدر قد جمدا قد كاشفتني الحبّ مقتربا و شكت إليّ الشوق مبتعدا لكنّني لمّا مددت يدي و أدرت طرفي لم أجد أحدا ! .. *** قومي ، و قد أطربتهم زمنا ساقوا إليّ الحزن و الكمدا هم عاهدوني إن مددت يدي ليمدّ كلّ فتى إليّ يدا قالوا غدا تهمي سحائبنا فرجعت أدراجي أقول غدا و ظننت أنّي مدرك أربي إن غار تحت الأرض أو صعدا فذهبت أمشي في الثرى مرحا ما بين جلّاسي و منفردا تيه المجاهد نال بغيته أو تيه مسكين إذا سعدا لكنّني لمّا مددت يدي و أدرت طرفي لم أجد أحدا ! ... *** هم هدّدوني حين صحت بهم صيحاتي الشّعواء منتقدا و رأيت في أحداقهم شررا و رأيت في أشداقهم زبدا و سمعت صائحهم يقول لهم أن أقتلوه حيثما وجدا فرجعت أحسبهم برابرة في مهمة و أظنّني ولدا مرّت ليال ما لها عدد و أنا حزين باهت كمدا أرتاع إن أبصرت واحدهم ذعر الشويهة أبصرت أسدا و إذا رقدت رقدت مضطربا و إذا صحوت صحوت مرتعدا لكنّني لمّا مددت يدي و أدرت طرفي لم أجد أحدا ! ... *** لا تذكروهم لي ، و إن سألوا لا تذكروني عندهم أبدا لا يملأ السربال واحدهم و له وعود تملأ البلدا يا ليتني ضيّعت معرفتي من قبل أعرف منهم أحدا [/frame] |
[frame="8 98"]
( رثى بها فقيد اللغة و الأدب المرحوم الشيخ ابراهيم اليازجي ) - - - - عدمت قلبي لم يعدم الجلدا و نال نفسي الردى إن لم تذب كمدا آها و لو نفعت آه أخا شجن لم يبتع غيرها عند الأسى عضدا آها و لو لم يكن خطب ألمّ بنا ما سطّرتها يدي في كاغد أبدا ألمرء مجتهد و الموت مجتهد أن ليس يترك فوق الأرض مجتهدا ساوى الرضيع به شاب مفرقه و العبد سيّده و الثعلب الأسدا قد غادر الفضل بالأحزان منفردا من كان بالفضل دون الناس منفردا مات ( البيان ) بموت ( اليازجّي ) فمن لم يبك هذا بكى هذا الذي فقدا و الله ما ولدت حواء أطهر من هذا الفقيد فؤادا لا ولن تلدا أين ( الضياء ) الذي زان البلاد كما يزين البدر في جنح الدّجى الجلدا ؟ أين اليراع الذي قد كان يطربنا صريره في أديم الطرس منتقدا ؟ و أين أين سجاياه التي حسدت يبكي الشقيق أخا والوالد الولدا أقسمت ما اهتز فوق الطرس لي قلم إلاّ جعلت له دمعي البتيت مددا و لا تخذت أخا في الدهر يؤنسني بعد الجليل سوى الحزن الذي وجدا [/frame] |
الساعة الآن 12:28 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |