![]() |
واقرأ نصً آخر في وصف مونتيلاّ:
صريعًا في الوادي ملء جسمه الزنابق وعلى صدغه الجلنار" (ص62) وفي مقطع آخر: "ريح شرقية ومصباح درب والخنجر في القلب والشارع يهتز كالوتر المشدود" (ص63) وسميح القاسم يرى لوركا: "زنبقة خلف ستار شباك"، فهل هذه الرؤية بعيدة عن معرفة الجو الذي وصف لوركا به نفسه: "إن مت دعوا الشرفة مفتوحة" (انظر كتاب عبد الغفّار مكاوي: ثورة الشعر الحديث ج2، ص54) ولغة" قنديل الحزن القمر" فيها تجميع من القاموس الشعري اللوركيّ... ألفاظ ثلاثة تتوارد في شعره بنفس روح التشبيه القاسمي، وقلبي تفاحة... ومشتعلاً بلهيب الوردة والجيتار المشتعل... عيّنات أخرى لا يصعب علينا إيجاد مثائل لها في شعر لوركا... والتحليق في أجواء الشاعر الذي يكتب عه دليل عافية للقصيدة المستخدمة، ودليل على أن الشاعر يعيش بكليته في تجربة. وفي ختام القول لن أذهب ما ذهب إليه سنير- في مقالته التي أشرت إليها –أن الشاعر يرى الكتائب السوداء وكأنها الجيش الإسرائيلي المحتل، وأن الشاعر الفلسطيني ضحيّة لهذا الاحتلال... ذلك لأني أرى أن القصيدة تصب في وجهة المقارعة ومناهضة الاحتلال لا في جهة اليأس والانعزال. وتوجه القاسم إلى لوركا فيه تمثل لمعاناته، كأنني أنا أنت، ولكن نهايتي ستؤول إلى نهايتك... ستكون الزنبقة والرهفة (الفراشة) والتمسيد برومانسية حالمة وحياة وادعة... أما الكتائب السوداء- وهي عنصر الشر أنّى حل –فهي تحيق بنا منن كل حدَب... وهذا الاستصراخ المعبّر عنه بتقطيع لفظه فدر.. ري... كو تارة ...وبتكرار الاستغاثة والاستجارة تارة أخرى ، وببحر الخبب/ المتدارك، كل هذا يؤدي بالتالي إلى شحن الجو بالفجيعة والدرامية، بسبب ما يراه الشاعر على أرض الواقع من انتصارات الشر على البراءة وعلى الإنسانية العذبة.... ويبقى مع ذلك خلود الخير، فهو لا يموت، حتى لو شبع موتًا، وهو يضم كل باحث عنه ولاجئ إليه. |
مجموعة متنوعة من قصائده
أغاني الدروب من رُؤى الأثلام في موسمٍ خصبِ و من الخَيْبةِ في مأساةِ جدْبِ من نجومٍ سهرت في عرشها مؤنساتٍ في الدّجى قصةَ حبِّ من جنون اللّيل..من هدأتهِ من دم الشّمس على قطنة سُحْبِ من بحار هدرتْ..من جدولٍ تاهَ..لم يحفل به أيُّ مَصَبِّ من ذؤابات وعت أجنحةً جرفتها الريح في كل مهبِ من فراش هامَ في زهر و عشبِ ونسورٍ عشقت مسرحَ شُهب من دُمى الأطفال.. من ضحكاتهم من دموع طهّرتها روحُ رَبِّ من زنود نسّقَتْ فردوسها دعوةً فضلى على أنقاض حرب من قلوب شعشعت أشواقها شُعلاً تعبرُ من رحب لرحب من عيون سمّمت أحداقها فوهةُ البركان في نظره رعب من جراحاتٍ يضرّي حقدَهـا ما ابتلى شعبٌ على أنقاض شعب من دمي.. من ألمي.. من ثورتي من رؤاي الخضرِ.. من روعة حبّي من حياتي أنتِ.. من أغوارها يا أغانيَّ ! فرودي كل درب |
جيل المأساة هنا.. في قرارتنا الجائعهْ هنا.. حفرت كهفها الفاجعهْ هنا.. في معالمنا الدارساتِ هنا.. في محاجرنا الدامعهْ نَبوخَذُ نصّرُ و الفاتحون و أشلاء رايتنا الضائعهْ فباسمكَ يا نسلَنا المرتجى و باسمكِ يا زوجنا الضارعه نردُّ الزمان إلى رشده و نبصق في كأسه السابعه و نرفع في الأفق فجر الدماء و نلهمه شمسنا الطالعه ! |
ما زال دم أسلافي القدامى لم يزل يقطـــرُ منّي و صهيل الخيل ما زال ، و تقريعُ السيوفْ و أنا أحملُ شمساً في يميني و أطــوف في مغاليــقِ الدّجى.. جرحاً يغنـّي !! لأننــا أحسُّ أننا نمــوت لأننا..لا نتقن النّضال لأننا نَعيد دون كيشوت لأننا... لهفي على الرجال! في القرن العشرين أنا قبل قرونْ لم أتعوّد أن أكره لكنّي مُكره أن أُشرِِعَ رمحاً لا يَعيَى في وجه التّنين أن أشهر سيفاً من نار أشهره في وجه البعل المأفون أن أصبح ايليّا (1) في القرن العشرين أنا.. قبل قرون لم أتعوّد أن أُلحد ! لكنّي أجلدْ آلهةً.. كانت في قلبي آلهةً باعت شعبي في القرن العشرين ! أنا قبل قرون لم أطرد من بابي زائر و فتحت عيوني ذات صباح فإذا غلاّتي مسروقه و رفيقةُ عمري مشنوقه و إذا في ظهر صغيرتي.. حقل جراح و عرفت ضيوفي الغداّرينْ فزرعوا ببابي ألغاماً و خناجر و حلفت بآثار السكّينْ لن يدخل بيتي منهم زائر في القرن العشرين ! أنا قبل قرون ما كنت سوى شاعر في حلقات الصوفيّينْ لكني بركان ثائر في القرن العشرين .................. (1) نبيّ يهوديّ حارب الأوثان، و ينسب إليه أنّه قتل كهنة بعل |
أمطار الدم ((النار فاكهة الشتاءْ)) و يروح يفرك بارتياحٍ راحتين غليظتينْ و يحرّك النار الكسولةَ جوفَ موْقدها القديم و يعيد فوق المرّتين ذكر السماء و الله.. و الرسل الكرامِ.. و أولياءٍ صالحين و يهزُّ من حين لحين في النار.. جذع السنديان و جذعَ زيتون عتيـق و يضيف بنّاً للأباريق النحاس و يُهيلُ حَبَّ (الهَيْلِ) في حذر كريم ((الله.. ما أشهى النعاس حول المواقد في الشتاء ! لكن.. و يُقلق صمت عينيه الدخان فيروح يشتمّ.. ثم يقهره السّعال و تقهقه النار الخبيثة.. طفلةً جذلى لعوبه و تَئزّ ضاحكةً شراراتٌ طروبه و يطقطق المزراب.. ثمّ تصيخ زوجته الحبيبة -قم يا أبا محمود..قد عاد الدوابّ و يقوم نحو الحوش.. لكن !! -قولي أعوذُ..تكلمي! ما لون.. ما لون المطر ؟ و يروح يفرك مقلتيه -يكفي هُراءً.. إنّ في عينيك آثار الكبَر ؟ و تلولبت خطواته.. و مع المطر ألقى عباءته المبللة العتيقة في ضجر ثم ارتمى.. -يا موقداً رافقتَني منذ الصغر أتُراك تذكر ليلة الأحزان . إذ هزّ الظلام ناطور قريتنا ينادي الناس: هبوا يا نيام دَهمَ اليهود بيوتكم.. دهم اليهود بيوتكم.. أتُراك تذكرُ ؟.. آه .. يا ويلي على مدن الخيام ! من يومها .. يا موقداً رافقته منذ الصغر من يوم ذاك الهاتف المشؤوم زاغ بِيَ البصر فالشمس كتلة ظلمة .. و القمح حقل من إبر يا عسكر الإنقاذ ، مهزوماً ! و يا فتحاً تكلل بالظفر ! لم تخسروا !.. لم تربحوا !.. إلا على أنقاض أيتام البشر من عِزوتي .. يا صانعي الأحزان ، لم يسلم أحدْ أبناء عمّي جُندلوا في ساحة وسط البلد و شقيقتي.. و بنات خالي.. آه يا موتى من الأحياء في مدن الخيام ! ليثرثر المذياع (( في خير )) و يختلق (( السلام )) !! من قريتي.. يا صانعي الأحزان ، لم يَسلم أحدْ جيراننا.. عمال تنظيف الشوارع و الملاهي في الشام ، في بيروت ، في عمّان ، يعتاشون.. لطفك يا إلهي ! و تصيح عند الباب زوجته الحبيبه -قم يا أبا محمود .. قد عاد الجُباة من الضريبه و يصيح بعض الطارئين : افتح لنا هذي الزريبه أعطوا لقيصر ما لقيصر !! *** و يجالدُ الشيخ المهيب عذاب قامته المهيبه و تدفقت كلماته الحمراء..بركانا مفجّر -لم يبق ما نعطي سوى الأحقاد و الحزن المسمّم فخذوا ..خذوا منّا نصيب الله و الأيتام و الجرح المضرّم هذا صباحٌ.. سادن الأصنام فيه يُهدم و البعلُ.. و العزّى تُحطّم *** و تُدمدم الأمطارُ..أمطار الدم المهدوم.. في لغةٍ غريبهْ و يهزّ زوجته أبو محمود.. في لغة رهيبه -قولي أعوذُ.. تكلّمي ! ما لون.. ما- لون المطر ؟ ويلاه.. من لون المطر !! |
أطفال سنة 1948 كَوَمٌ من السمك المقدّد في الأزقة . في الزوايا تلهو بما ترك التتار الانكليز من البقايا أُنبوبةٌ.. و حطام طائرةٍ.. و ناقلةٌ هشيمه و مدافع محروقة.. و ثياب جنديٍّ قديمه و قنابل مشلولة.. و قنابل صارت شظايا *** ((يا اخوتي السمر العراة.. و يا روايتيَ الأليمه غنّوا طويلاً و ارقصوا بين الكوارث و الخطايا )) لم يقرأوا عن (( دنُ كشوت )) و عن خرافات القتال و يجنّدون كتائباً تُفني كتائب في الخيال فرسانها في الجوع تزحف.. و العصيُّ لها بنادق و تشدّ للجبناء، في أغصان ليمونٍ، مشانق و الشاربون من الدماء لهم وسامات الرجال *** يا اخوتي ! آباؤنا لم يغرسوا غير الأساطير السقيمه و اليتم.. و الرؤيا العقيمه فلنجنِ من غرسِ الجهالة و الخيانة و الجريمه فلنجنِ من خبز التمزّقِ.. نكبة الجوع العضال *** يا اخوتي السمر الجياع الحالمين ببعض رايه يا اخوتي المتشرّدين و يا قصيدتيَ الشقيّه ما زال عند الطيّبين، من الرثاء لنا بقيّه ما زال في تاريخنا سطر.. لخاتمة الروايه ! |
غرباء ..! و بكينا.. يوم غنّى الآخرون و لجأنا للسماء يوم أزرى بالسماء الآخرون و لأنّا ضعفاء و لأنّا غرباء نحن نبكي و نصلي يوم يلهو و يغنّي الآخرون *** و حملنا.. جرحنا الدامي حملنا و إلى أفق وراء الغيب يدعونا.. رحلنا شرذماتٍ.. من يتامى و طوينا في ضياعٍ قاتم..عاماً فعاما و بقينا غرباء و بكينا يوم غنى الآخرون *** سنوات التيهِ في سيناءَ كانت أربعين ثم عاد الآخرون و رحلنا.. يوم عاد الآخرون فإلى أين؟.. و حتامَ سنبقى تائهين و سنبقى غرباء ؟! |
القصيدة الناقصة أمرُّ ما سمعت من أشعارْ قصيدةٌ.. صاحبها مجهول أذكر منها، أنها تقول: سربٌ من الأطيارْ ليس يهمّ جنسُه..سرب من الأطياء عاش يُنغِّمُ الحياه قي جنَّةٍ..يا طالما مرَّ بها إله *** كان إن نشنَشَ ضَوءْ على حواشي الليل..يوقظ النهار و يرفع الصلاه في هيكل الخضرة، و المياه، و الثمر فيسجد الشجر و يُنصت الحجر و كان في مسيرة الضحى يرود كل تلّة.. يؤم كل نهرْ ينبّه الحياة في الثّرى و يُنهِض القرى على مَطلِّ خير و كان في مسيرة الغيابْ قبل ترمُّد الشعاع في مجامر الشفق ينفض عن ريشاته التراب يودّع الوديان و السهول و التلال و يحمل التعب و حزمة من القصب ليحبك السلال رحيبةً..رحيبةً..غنيّة الخيال أحلامُها رؤى تراود الغلال و تحضن العِشاشُ سربَها السعيد و في الوهاد، في السفوح، في الجبال على ثرى مطامحِ لا تعرف الكلال يورق ألف عيد يورق ألف عيد.. *** و كان ذات يوم أشأم ما يمكن أن يكون ذات يوم شرذمةٌ من الصّلال تسرّبت تحت خِباءِ ليلْ إلى عِشاشِ.. دوحها في ملتقى الدروب أبوابها مشرّعةْ لكل طارقٍ غريب و سورها أزاهرٌ و ظل و في جِنان طالما مرَّ بها إله تفجّرت على السلام زوبعهْ هدّت عِشاشَ سربنا الوديع و هَشَمتْ حديقةً.. ما جدّدت (( سدوم ))(1) و لا أعادت عار (( روما )) الأسود القديم و لم تدنّس روعة الحياه و سربُنا الوديع ؟! ويلاه.. إنّ أحرفي تتركني ويلاه.. إنّ قدرتي تخونني و فكرتي.. من رعبها تضيع و ينتهي هنا.. أمر ما سمعت من أشعار قصيدة.. صاحبها مات و لم تتم لكنني أسمع في قرارة الحروف بقيّة النغم أسمعُ يا أحبّتي.. بقيّة النغمْ |
بوابة الدموع أحبابنا.. خلف الحدود ينتظرون في أسى و لهفة مجيئنا أذرعهم مفتوحة لضمنا لِشَمِّنا قلوبُهم مراجل الألم تدقّ.. في تمزّق أصم تحارُ في عيونهم.. ترجف في شفاههم أسئلة عن موطن الجدود غارقة في أدمع العذاب و الهوان و الندم *** أحبابنا.. خلف الحدود ينتظرون حبّةً من قمحهم كيف حال بيتنا التريك و كيف وجه الأرض.. هل يعرفنا إذا نعود ؟! يا ويلنا.. حطامَ شعب لاجئ شريد يا ويلنا.. من عيشة العبيد فهل نعود ؟ هل نعود ؟! |
صوت الجنة الضائع صوتها كان عجيباً كان مسحوراً قوياً.. و غنياً.. كان قداساً شجيّاً نغماً و انساب في أعماقنا فاستفاقت جذوة من حزننا الخامد من أشواقنا و كما أقبل فجأة صوتها العذب، تلاشى، و تلاشى.. مسلّماً للريح دفئَه تاركاً فينا حنيناً و ارتعاشا صوتها.. طفل أتى أسرتنا حلواً حبيباً و مضى سراً غريبا صوتها.. ما كان لحناً و غناءاً كان شمساً و سهوباً ممرعه كان ليلا و نجوما و رياحاً و طيوراً و غيوما صوتها.. كان فصولاً أربعه لم يكن لحناً جميلاً و غناءا كان دنياً و سماءا *** و استفقنا ذات فجر و انتظرنا الطائر المحبوب و اللحن الرخيما و ترقّبنا طويلا دون جدوى طائر الفردوس قد مدّ إلى الغيب جناحا و النشيد الساحر المسحور.. راحا.. صار لوعه صار ذكرى.. صار نجوى و صداه حسرةً حرّى.. و دمعه *** نحن من بعدك شوق ليس يهدا و عيونٌ سُهّدٌ ترنو و تندى و نداءٌ حرق الأفقَ ابتهالاتِ و وجْدا عُدْ لنا يا طيرنا المحبوب فالآفاق غضبى مدلهمّه عد لنا سكراً و سلوانا و رحمه عد لنا وجهاً و صوتا لا تقل: آتي غداً إنا غداً.. أشباح موتى !! |
الساعة الآن 10:48 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |