![]() |
4320- أَنْصَحُ مِنْ شَوْلَةَ هي كانت خادماً في دار من دور الكوفة، كانت تُرْسِلُ في كل يوم تَشْتَرِي بدرهم سمناً، فبينما هي ذاهبة إلى السوق وجَدَتْ درهما، فأضافته إلى الدرهم الذي كان معها واشترت بهما سمناً، وردَّتْه إلى مَوَاليها، فضربوها وقَالَوا: أنت تأخذين كل يوم هذا المقدار من السمن فتسرقين نصفه، فضرب بها المثل، فقيل لها: شَوْلَة الناصحة. 4321- أَنْدَمُ مِنْ أَبى غَبْشَانَ، ومَنْ شَيْخ مَهْوٍ، وَمِنْ قَضِيبٍ قد مر ذكرهم قبل.[ص 357] 4322- أَنْخَبُ مِنْ يَرَاعَةَ (في الأَصول "أنجب" بالجيم تصحيف) معناه أجبَن وأضعف قَلْبا. واليَرَاعة: القَصَب، ويقال: النعامة، ويراد باليَرَاعة المِزْمَار لأنه أجوفُ، قَالَ الشاعر: رَأَيْتُ اليَرَاعَ نَاطِقاً عَنْ فَخَارِكم * إذَا هَزَمَتْ أثْباجُهُ وتعينا 4323- أَنْدُّ مِنْ نَعَامَةٍ أي أنْفَرَ، يُقَال: ندَّ البعيرُ يند نُدُوداً إذا نفر. 4324- أَنَمُّ مِنْ ذُكاءٍ، ومِنْ جَرَسٍ، ومَنْ جَوْزٍ في جُوالَقٍ 4325- أَنْقَى مِنَ الدَّمْعَةِ، وَمِنَ الرَّاحةِ، ومِنْ طَسْتِ العَرُوسِ 4326- أَنْكَدُ مَنْ كلْبٍ أجَصَّ، ومِنْ أَحْمَرِ عادٍ 4327- أَنْخَى مِنْ دِيكٍ هذا من النَّخْوَة. 4328- أَنْوَرُ مِنْ صُبْحٍ، وَمنْ وَضَحِ النَّهَارِ 4329- أَنْضَرُ مِنْ رَوضَةٍ 4330- أَنْدَي مِنَ البَحْر، ومِنْ القَطْرِ، ومِنَ الذُّبَابِ، ومِنَ اللّيْلَةِ المَاطْرَة 4331- أَنْفَذُ مِنْ سِنَانٍ، ومِنْ خَارِقٍ، ومِنْ خَيَّاطٍ، ومَنْ إبْرَةٍ، ومَنْ الدَّرْهَم 4332- أَنْأي مِنَ الكَوْكَبِ 4333- أَنْشَطُ مِنْ ذِئْبٍ، وَمِنْ عَيْرِ الفَلاَةِ هذا من قولهم "نشِطَ من بلد إلى آخر، ومن أرض إلى أخرى" إذا ذهب، ومنه" ثَوْرُ ناشط" إذا كان بهذه الصفة. 4334- أَنْطَقُ منْ سَحْبَانَ، وَمنْ قُسِّ بْن سَاعِدَةَ 4335- أنْكَحُ مِنْ أعْمَى 4336- أنْزَى مِنْ عُصْفُورٍ، ومِنْ تَيْسِ بني حَمَّانَ 4337- أنْهَمُ منْ كَلْبٍ 4338- أنْفَسُ منْ قُرطَي مارِيَة يعنون قولهم "خُذهُ ولو بِقُرْطي مارية" 4339- أَنْدَسُ منْ ظَرِبان قَالَ بعضهم: معناه أنتن، وقَالَ الطبري:[ص 358] هذا من النَّدَسِ الذي هو الفطَنُ، وذلك أن الظِرْبان يأتي جُحْر الضَّبِّ فيفعل ما قد مر ذكره، ويدخل بين الإبل فيفرقها، وهذا فِطْنَة. *3* http://www.al-eman.com/Islamlib/images/up.gif المولدون نَزَلَتْ سُلَيْمَى بِسُلَيمٍ نَحْنُ على صَيْحَةِ الحُبْلَى يضرب في الخطر. نِكْ وَاطْرَحْ وَانْكِ وَلاَ تَبْرَحْ نِعْمَ حَاجِبُ الشَّهَوَاتِ غَضُّ البصرِ ِنِعْمَ المَشْيُ الهَدِيَّةُ أمامَ الحاجَةِ نَشَأَ مع نُوحٍ في السَّفِينةِ نِعْمَ العَونُ على المَرُوءَةِ المَالُ نِفَاقُ المَرْءِ من ذُلِّهِ نَزَلتُ مِنْهُ بِوَادٍ غَيْرِ ذي زَرْعٍ نَظَرَ الشَّحِيحِ إلى الغَرِيم المُفْلِسِ نَظِيفُ القِدْرِ يضرب للبخيل .َ نعُوذُ بالله منْ حِسَابٍ يَزِيدُ نِعْمَ الثَّوْبِ العَافيَة ِإذَا انْسَدَلَ على الكفَافِ. نُطَفُ السَّكارَى في أرحامِ القِيَانِ النُّقْلَةُ مُثْلَةٌ النَّاسُ أَتْبَاعُ مَنْ غَلَبَ النِّكاحُ يفسدُ الحبَّ النَّاسُ بزَمَانِهِمْ أشْبَهُ مِنْهُمْ بآبائِهِمْ النَّقْدُ صابُون القُلوبِ النُّصْحُ بينَ المَلإ تقْرِيعٌ النَّاسُ على دِينِ المُلوكِ النَّسِيئَةُ نِسْيَانٌ النِّكْايةُ على قَدْرِ الجِنايةِ النَّاسُ أحاديثُ النَّاسُ بِالنَّاسِ النّايُ في كُمَي وَالرِّيحُ في فَمِي قَالَه زنام للمتوكل، وقد أراده على الخروج على الخروج معه. النَّاسُ عَبِيدُ الإَحْسَانِ أَنْفَقْتُ مَالِي وَحَجَّ الجَّمَلُ أنْجَسُ ما يكُونُ الكَلْبُ إذا اغْتَسَلَ نِعْمَ المُؤَدِّبُ الدَّهْرُ. |
الباب السادس والعشرون فيما أوله واو
4340- وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَةَ قَالَ الشرقي بن القطامي: كان رجل من دُهاة العرب وعُقَلاَئهم يُقَال له شَنٌّ، فَقَالَ: والله لأَطُوفَنَّ حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها، فبينما هو في بعض مَسِيرَه إذ وافقه رَجُلٌ في الطريق، فسأله شَنٌّ: أين تريد؟ فَقَالَ: موضعَ، كذا، يريد القربة التي يَقْصِدها شَنٌّ، فوافقه، حتى [إذا] أخذا في مسيرهما قَالَ له شَنٌّ: أتحْملُنِي أم أحْمِلُكَ؟ فَقَالَ له الرجل: ياجاهل أنا راكب وأنت راكب، فكيف أحملك أو تحملني؟ فسكتَ وعنه شَنٌّ وسارا حتى إذا قَرُبا من القرية إذا بزَرع قد استَحْصَد، فَقَالَ شَنٌّ: أترى هذا الزرع أكِلَ أم لاَ؟ فَقَالَ له الرجل: يا جاهل ترى نَبْتاً مُسْتَحْصِداً فتقول أكِلَ أم لاَ ؟ فسكَتَ عنه شن حتى إذا دخلاَ القرية لَقَيَتْهما جِنَازة فَقَالَ شن: أترى صاحبَ هذا النّعْشِ حياً أو ميتاً؟ فَقَالَ له الرجل: ما رأيتُ أجْهَلَ منك، ترى جِنَازة تسأل عنها أمَيْتٌ صاحبُها أم حى؟ فسكت عنه شَن، لاَاراد مُفارقته، فأبى الرجل أن يتركه حتى يصير به إلى منزله فمضى معه، فكان للرجل بنت يُقَال لها طَبقة فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضَيفه، فأخبرها بمرافقته إياه، وشكا إليها جَهْلَه، وحدثها بحديثه، فَقَالَت: ياأبت، ما هذا بجاهل، أما قوله "أتحملنى أم أحملك" فأراد أتحدثُنى أم أحَدِّثك حتى نقطع طريقنا وأما قوله "أترى هذا الزرع أكِلَ أم لاَ" فأراد هَلْ باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لاَ، وأما قوله في الجنازة فأراد هل ترك عَقِباً يَحْيا بهم ذكرهُ أم لاَ، فخرج الرجل فَقَعد مع شَنٍّ فحادثه ساعة، ثم قَالَ أتحبُّ أن أفسِّرَ لك ما سألتنى عنه؟ قَالَ: نعم فَسَّرَهُ، ففَسَّرْهُ، قَالَ شن: ما هذا من كلامك فأخبرنى عن صاحبه، قَالَ: ابنة لى، فَخَطَبها إليه، فزوَّجه إياها، وحملها إلى أهله، فلما رأَوْها قَالَوا: وافَقَ شَنٌّ طَبَقَةَ، فذهبت مثلاً. يضرب للمتوافقين. وقَالَ الأَصمعي: هم قوم كان لهم وعاء من أدَمٍ فَتَشَنَّنَ، فجعلوا له طَبَقاً، فوافقه، فقيل: وافق شن طَبَقَهُ، وهكذا رواه أبو عبيد في كتابه، وفسره.[ص 360] وقَالَ ابن الكلبي: طَبَقَةُ قبيلة من إياد كانت لاَ تطاق، فوقع بها شَنُّ بن أقْصَي بن عبد القيس بن أفصَى بن دُعْمى بن جديلة ابن أسد بن ربيعة بن نزار، فانتصف منها، وأصابت منه، فصار مثلاً للمتفقين في الشدة وغيرها، قَالَ الشاعر: لَقَيَتْ شَنُّ إيَاداً بِالَنَا * طَبْقاً وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَهْ وزاد المتأخرون فيه: وافقه فاعتنقه 4341- وَقَعَ القَومُ في سَلَى جَملٍ السَّلَى: ما تُلْقِيه الناقةُ إذا وضعت، وهي جُليدَةٌ رقيقة يكون فيها الولد من المواشي، وإن نزعت عن وجه الفصيل ساعةً يولدُ وإلاَ قتلته، وكذلك إذا انقطع السَّلَى في البطن، فإذا خرج السَّلَى سلمت الناقة، وسلم الولد، وإذا انقطع في بطنها هلكت وهلك الولد. يضرب في بلوغ الشدة منتهى غايتها. وذلك أن الجمل لاَ يكون له سَلىً، فأرادوا أنهم وقعُوا في شر لاَ مِثْلَ له 4342- وَقَعُوا في أمِّ جُنْدُبٍ قَالَ أبو عبيد: كأنه اسمٌ من أسماء الإساءة. يضرب لمن وقع في ظلم وشر وروى غيره "وقعوا بأم جندب" إذا ظَلَموا وقَتَلوا غيرَ قاتل صاحبهم، وأنشد: قَتَلْنَا بِهِ القَوْمَ الَّذينَ اصْطَلَوا بِهِ * نَهَاراً، ولم نَظْلمِ بِهِ أمِّ جُنْدُبْ أي لم نقتل غير القاتل وقيل: جندب اسمٌ للجراد، وأمه الرَّمْل، لأنه يُرَبِّي بَيْضَة فيه، والماشي في الرمل واقع في الشدة، وقيل: هو فُنْعل من الجَدب أي واقعوا في القَحْط. 4343- وَقَعُوا فِي وَادي جَدَبَاتٍ قد كثرت الرواية في هذا المثل، فبعضهم قَالَ"جدبات" جمع جَدْبة، وبعضهم روى بالذال المعجمة من قولهم "جذب الصبي" إذا فَطَمه وذلك يصعب عليه ويشتد، وربما يكون فيه هلاَكه، والصواب ما أورده الأَزهَري رحمه الله في التهذيب عن الأصمعي جَدَبَات جمع جَدَبة وهي فَعْلَة من الجَدْب، يُقَال: جَدَبته الحية إذا نَهَشَته (ويروى أيضاً "خدبات" بالخاء المعجمة والدال المهملة من الخدب، وهو الضرب بالسيف، والمراد _ على كل حال_ وقعوا في شدائد منكرة) يضرب لمن وقع في هلكة، ولمن جَار عن القَصْدِ أيضاً. 4344- وَقَعُوا في تَحُوطٍ أي سَنة جدبة، قَالَ أوْسٌ:[ص 361] والحَافِظُ الناَّسَ في تَحُوطَ إذا * لَمْ يُرْسِلُوا تَحْتَ عائِذٍ رُبْعاً وقَالَ الفراء: يُقَال وقع و في تَحُوطَ وتُحيط وتِحيط - بكسر التاء إتباعا لكسرة الحاء - قَالَ: أخذت من "أحاط به الأمر" 4345- وَقَعُوا في دُوكَةٍ وبُوخ يروى بضم الدال وفتحها وبوخ بالخاء والحاء، وهما الاَختلاَط، ومنه الحديث "فباتُوا يدُوكُونَ" أي باتوا في اختلاَط ودوران يضرب لمن وقع في شر وخصومة 4346- وَقَعُوا في وَادِي تًضُلِّل وَتَخُيُّبَ وكذلك "تُهْلِّك" كلها على وزن تُفْعِلُ - بضم التاء والفاء وكسر العين غير مصروف - ومعنى كلها الباطل، قَالَه الكِسَائي ومنع كلها من الصرف لشبه الفعل والتعريف ويروى"تَضَلِّل" بفتح الضاد، وكذلك أخواته، والصحيح الضم، كذلك أورده الجوهري في كتابه. 4347- وَقَعُوا في الاَهْيَعَيْنِ يُقَال: عامٌ أهْيَع؛ إذا كان مُخْصِباً كثير العشب. يضرب لمن حَسُنت حاله قَالَوا: ومعنى التثنية الأكل والشرب وقَالَ الأَزهَري الأَكل والنكاح. 4348- وَقَعَ فُلاَنٌ في سِيِّ رَأْسِهِ، وفي سَوَاءٍ رَأْسِهِ إذا وقع في النعمة. قَالَ أبو عبيدة: وقد يفسر سِيُّ رأسه عدد شعر رأسه من الخير، وقَالَ ابن الأَعرَبي أي غمرته النعمة حتى ساوت برأسه وكثرت عليه يضرب لمن وقع في خِضْبٍ. ويروى "في سن رأسه" وهو تصحيف 4349- وَقَعُوا في أمِّ حَبَو كِرٍ، وأمِّ حَبَو كَرَى، وأم حَبَوْ كَرَانَ وتحذف "أم" فيُقَال: وقعوا في حَبَوْ كَرٍ وأصل الحَبَو كر الرمل يضلُّ فيه. يضرب لمن وقع فيه داهية عظيمة. 4350- وَقَعَتْ عَلَيْهِ رَخْمَتُهُ الرَّخْمَة: قريب من الرحمة، يُقَال: رخمة ورحمة قَالَ: مُسْتَوْدَعٌ خَمَرَ الوَعْسَاءِ مَرْخُومُ (هذا عجز بيت لذي الرمة، وصدوه: كأنه أم ساج الطرف أخدرها قَالَ الأَصمعي مرخوم أي ألقيت عليه رخمة أمه، أي حبها له والفته إياه وزعم أبو زيد الأَنصاري أن من أهل اليمن من يقول: رخمته رخمة، بمعنى رحمته. ويُقَال: ألقى الله عليه رخمة فلاَن، أي عطفه ورقته.) [ص 362] يضرب لمن يُحَبُّ ويؤلف. 4351- وَدَقَ العَيْرُ إلى المَاء يُقَال ودَقَ يدِقُ ودَقَا، أَي قرب ودَنَى يضرب لمن خضَع بعد الأَباء 4352- وَجِّهِ الحَجَرَ وجْهَةً مالَهُ "وِجْهَةً مَّاله" و "وَجْهَاً ما له" ويروى وِجْهَة وجْهةٌ ووَجْهٌ بالرفع، و "ما" صِلَة في الوجهين، والنصب على معنى وَجِّه الحَجْرَ جهته، والرفع على معنى وَجِّه الحجر فَلَهُ وِجْهَةٌ وجِهَةٌ، يعنى أن للحجر وِجْهَة ما، فإن لم يقع موقعا ملاَئماً فأدره إلى جهة أخرى فإنا له على حال وجهةً ملائمة ، إلاَ لاَ أنك تخطئها. يضرب في حسن التدبير. أي لكل أمرٍ وجه، لكن الإنسان ربما عجز ولم يهتد إليه. 4353- وَاهاً مَا أبْرَدَهَا عَلَى الفُؤَادِ "وَاهاً" كلمة يقولها المسرور. يحكى أن معاوية لما بلغه موتُ الأشتر قَالَ: واهاً ما أبْرَدَها على الفؤاد؟ وروى: وَاهاً لها من نَغَيَةٍ؟ أي صوت. وزعموا أنه لما أتاه قتلُ تَوبَةَ بن الحُمَيِّرِ العقيلى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمَ قَالَ: يا أهل الشام، إن الله تعالى قَتَلَ الحمار بن الحمير، وكفى المسلمين دَرأه، فاحمدوا الله فإنها نَغَية كالشَّهد، بل هي أَنقع لذى الغليل من الشهد، إنه كان خارجيَّا تُخْشَى بَوَاثقه، فَقَالَ همام بن قبيصة: يا أمير المسلمين، إنه كفاك عمله، ولم يُودِ حتى استكمل رزقه وأجله، كان والله لزَازَ حُرُوبٍ يكره القوم درأه كما قالت ليلى الأَخيلية: لِزَاز حُرُوب يَكْرَهُ القَوْمُ دَرْأه * وَيَمْشِي إلى الأقرانِ بِالسَّيْفِ يَخْطِرُ مُطِلٌّ عَلَى أعْدَائِهِ يَحْذَرُونَهُ * كَمَا يَحْذَرُ اللّيثُ الهِزَبْرُ الغَضَنْفَرُ فَقَالَ معاوية: اسكت يا ابن قبيصة، وأنشأ أو أنشد فَلاَ رَقَأَتْ عَيْنٌ بكَتْهُ، ولاَ رَأَتْ * سُرُوراً، ولاَ زَالَتْ تُهَانُ وَتَحْقَرُ 4354- وَجَدَ تَمْرَةَ الغُرَابِ يضرب لمن وَجَدَ أفضلَ ما يريد. وذلك أن الغراب يطلب من التَّمْر أجَوَدَه وأطْيَبه. 4355- وَجَدَتِ الدَّابَّةُ ظِلْفَهَا يضرب لمن وجد أداةً وآلة لتحصيل طلبته. ويروى "وجدت الدابة طَلْقَها" أي شَوْطَها أو حُضْرها[ص 363] 4356- وُلْدُكِ مِنْ دَمِّي عَقِبَيْكِ الوُلْد: لغة في الوَلَد. حكى المفضل أن امرأة الطُّفَيل بن مالك ابن جَعْفر بن كِلاَب، وهي امرأة من بَلْقِين ولدت له عَقِيل بن الطُّفيل، فَتبنته كَبْشَة بنت عُرْوَة بن جعفر بن كلاَب، فقدم عقيلٌ على أمه يوماً فضربته، فجاءتها كبشة حتى منعتها وقَالَت: ابنى ابنى، فَقَالَت القينية: وُلْدُك - ويروى ابْنُك - مَنْ دَمَّي عِقَبَيْك، يعني الذي نُفِسْتِ به فأدمى النفاسُ عقيبك، أي من ولدته فهو ابنك، لاَ هذا، فرجعت كَبْشَة وقد ساءها ما سمعت، ثم ولدت بعد ذلك عامر بن الطفيل. 4357- وَجَدْتُ النَّاسَ اخْبُرْ تَقْلُهُ ويجوز "وجدتُ الناسُ" بالرفع على وَجْه الحكاية للجملة، كقول ذى الرمة: سَمِعْتُ الناسُ يَنْتَجِعُونَ غَيْثاً * فَقُلْتُ لِصَيْدَحَ انْتَجِعي بِلاَلاَ أي سمعت هذا القول، ومن نصب الناسَ نصبه بالأمر، أي اخْبُرِ الناسَ تَقْلُ، وجعل وجدت بمعنى عرفت هذا المثل، والهاء في "تقلُهْ" للسكت بعد حذف العائد، أعنى أن أصله أخْبُرِ الناسَ تَقْلُهُمْ، ثم حذف الهاء والميم، ثم أدخَلَ هاء الوقف، وتكون الجملة في موضع النصب بوجدت، أي وجدتُ الأمر كذلك. قَالَ أبو عبيد: جاءنا الحديثُ عن أبى الدرداء الأَنصارى رضي الله عنه، قَالَ: أخرج الكلام على لفظ الأمر ومعناه الخبر، يريد أنك إذا خَبَرْتَهُمْ قَلَيْتهم. يضرب في ذم الناس وسُوء مُعاشرتهم 4358- وَحْمَى وَلاَ حَبَلَ أي أنه لاَ يذكر له شيء إلاَ اشْتَهَاه يضرب للشَّرِه والحريص على الطعام، وللذي مالاَ حاجة به إليه 4359- وَجْهُ المُحَرِّشِ أقْبَحُ يضرب للرجل يأتيك من غَيْرِك بما تكره من شَتْم، أي وَجْهُ المبلغ أقبح 4360- أوْسَعْتُهُمْ سَبّاً وَأَوْدَوْا بالإبل يُقَال: "وَسِعَه الشيء" أي حاط به، وأوسَعْتُهُ الشيء، إذا جعلته يَسَعُه، والمعنى كَثَّرْتُه حتى وَسِعه، فهو يقول: كثرت سَبَّهُم فلم أدَعْ منه شيئاً. وحديثه أن رَجُلاً من العرب أغيرَ على إبله فأخِذَتْ، فلما توارَوا صَعدَ أكَمَة وجعل يشتمهم، فلما رجع إلى قومه سألوه عن ماله، فَقَالَ: أوْ سَعْتُهُ سَبّاً وأودوا بالإبل، قَالَ الشاعر:[ص 364] وَصِرْت كَرَاعِي الإبل؛ قَالَ: تَقَسَّمَتْ فأوْدَى بِهَا غيري، وَأوْسَعْتُهُ سَبّاً ويُقَال: إن أول من قَالَ ذلك كعب بن زهير بن أبي سُلْمى، وذلك أن الحارث بن وَرْقاء الصَّيْدَاوى أغار على بنى عبد الله بن غَطَفان، واستاق إبلَ زهير وراعيه، فَقَالَ زهير في ذلك قصيدته التي أولها: بَانَ الخَلِيطُ ولَمْ يَأْوُوا لِمَنْ تَرَكُوا * وَزَوَّدُوكَ اشتيِاقَاً، أيةً سَلَكُوا؟ وبعث بها إلى الحارث، فلم يردَّ الإبل عليه، فهجَاه، فَقَالَ كعب: أوْسَعْتُهم سَبّاً وأوْدَوْا بالإبل، فذهبت مثلاً. يضرب لمن لم يكن عنده إلا الكلام. 4361- أودى العَيْرُ إلاَ ضَرِطاً يضرب للذليل، أي لم توثق من قربه إلاَ هذا، ويضرب للشيخ أيضاً، ونصب "ضَرِطاً" على الاستثناء من غير الجنس. 4362- أَوْرَدَهَا سَعْدٌ وَسْعْدٌ مُشْتَمِلٌ هذا سَعْد بن زيد مَنَاة أخو مالك بن زيد مَنَاة الذي يُقَال له: آبل من مالك، ومالك هذا هو سبط تميم بن مرة، وكان يُحمَق إلاَ أنه كان آبل زمانه، ثم إنه تزوج وَبَنَى بامرأته، فأورد الإبل أخوه سَعْد، ولم يحسن القيام عليها والرفق بها، فَقَالَ مالك: أوْرَدَهَا سَعْدٌ وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ * مَاهكَذَا يا سعدُ تُورَدُ الإبل ويروى: يا سَعْدُ لاَ تروى بهذَاكَ الإبل فَقَالَ سعد مجيبا له: يَظَلُّ يَوْمَ وْرْدِهَا مُزَعْفَراً * وَهْيَ حَنَاظِيلُ تَجُوسُ الخَضِرَا قَالَوا: يضرب لمن أراد المراد بلاَ تَعَب، والصواب أن يُقَال: يضرب لمن قَصَّر في الأمر. وهذا ضد قولهم "بَيْدَيْنِ ما أوْرَدَهَا زائدة" 4363- وَقَعَا كَعِكْمَى عَيْرٍ العير يقع على الحمار الوَحْشِي والأهلي؛ لأنهما يَعِيرَان، أي يَسِيران، وأراد يا لوقوع الحصول، يعني أنهما حصلا في التوازنِ والتعادُلِ سواء، ويجوز أن يكون بمعنى السقوط؛ لأن العِكْمَيْن في الأَكثر إذا حّلا سقَطَا معا، والعِكْمُ: العدل، ويُقَال أيضاً هما عِكْما عَيرٍ، وكلاَهما يضرب للمتساوين 4364- وَقِيَةٌ كَوَاقبةِ الكِلاَبِ الواقية: مصدر كالعاقبة والكاذبة، أي وقاية كوقاية الكلاَب على ولدها، وهي أشدُّ الحيوانات وقاية لأَولاَدها، وفي الحديث "اللهم وَاقية كواقية الوليد" قَالَوا: عنى به صلى الله عليه وسلم موسى عليه السلام.[ص 365] 4365- وَعِيدُ الحُبَارَى الصَّقْرَ وذلك أن الحُبَارى تقف للصَّقْر وتحاربه ولاَ سلاَح لها، وربما ذَرَقَتْه، ولذلك قيل: سِلاَحُه سُلاَحُه، قَالَ الكلبي: أقَلُّ غَنَاء عنك إبعادُ بَارِقٍ * وَعِيدَ الحُبَارَى الصَّقْرَ مِنْ شِدَّةِ الرُّعْب (وقع صدر هذا البيت في أصول هذا الكتاب "لقد غنى عنك إبعاد بارق" وهو تحريف وغير مستقيم الوزن، وعثرت على البيت بعد طول البحث في ثمار القلوب للثعالبي 382 ووقع فيه "أقل عناء" تحريف ما أثبتناه) 4366- أَوْرَدَهُم حِيَاضَ عَطِيشٍ ويروى "مياه عطيش" أي هلكوا والسَّرَابُ يسمى مياه عطيش، وأنشد: وَهَلْ أنَا إلاَ كالقَطَامِّي فيكُمُ * أجلى كما جلى وأغضى كما يغضى قفوا حمرات الجهل لاَ يوردنَّكُمْ * مِيَاهَ عَطِيشٍ غِبَّ ثَالِثَةٍ يُفْضِي ويحكى هذا من قول الحجاج للشعبي حين خرج فيمن كان خرج من الفقهاء عليه فلما ظفر به عاتبه عتاباً طويلاً، فصدقه الشعبي عن نفسه، وأغلظ له في القول، فَقَالَ الحجاج: واصدقاه، وعفا عنه وأطلقه. 4367- الوَلَدُ لِلفِرَاشِ وَاللْعاهِرِ الحَجَرُ اسمُ الفراش يستعار لكل واحد من الزوجين، والعاهر: الزاني، والمرأة عاهرة، والحَجَر: كناية عن الخيبة، كما يُقَال: بِفِيهِ الإثِلِبُ، وبِفِيهِ البَرَى، ويجوز أن يكون كناية عن الرَّجْم يعنى أن الولَدَ للوالد، وللعاهر أن يخيب عن النسب أو يُرْجَم. يضرب لمن يرجع خائباً باستحقاق 4368- أَوْدَتْ بِهِم عُقَابُ مَلاَعٍ قَالَ أبو عبيد: يُقَال ذلك في الواحد والجمع، قَالَ ابن دريد: عُقَاب مَلاَع سريعة وأنشد عُقَاب مَلاَع لاَ عُقَابُ القَوَاعِل والمَليع والمَلاَع: المَفَازة التي لاَ نَبَات بها، ويجوز أن تكون منسوبة إليها لسكونها المفازة، ويجوز أن يقال: نسبت إلى السرعة لأنها أسرع الطير اختطافا، والمَلْع: السير السريع الخفيف، يقال: ملوع ومَلِيع، وقَالَ ثعلب: يُقَال أنت أخَفُّ من عُقَيِّب ملاَع، وهي عقيب تأخذ العصافير والجُرْذَانَ، ولاَ تأخذ أكثر من ذلك. يضرب في هلاَك القوم بالحوادث. 4369- وَقَعَ القَوْمُ في وَرْطَةٍ قَالَ أبو عبيد: أصل الوَرْطَة الأَرض التي تطمئن لاَ طريق فيها، وَوَرَّطَه وأوْرَطَه، إذا أوقَعه في الورطة.[ص 366] يضرب في وقوع القوم في الهلكة |
4370- وَجْدْتُ النَّاسَ إنْ قارضْتُهُمْ قارَضُوكَ، هذا من كلام أبي الدرداء رضي الله عنه، وتمامه "وإن تركتهم لم يتركوك" المقارضة: يجوز أن تكون من القَرْضِ الذي هو الدَّين، وجُعِلَ ايتعارة للأفعال المقتضية للمجازاة، أي إن حسنت إليهم أحسنوا إليك، وإن أسأت فكذلك، ومعنى قوله "وإن تركتهم لم يتركوك" أي إن عَوَّدتهم الإحسان ثم فطمْتَهم لم يتركوك، يعني أنهم يلحون حتى تعود إليهم بالإحسان، ويجوز أن تكون المقارضة من القَرْض الذي هو القَطْع، أي إن نِلْتَ من أعراضهم نالوا من عرضك، وإن تركتهم فلم تنل منهم نالوا منك أيضاً لسوء دِخْلَتهم وخُبْث طباعهم، وسمى النيل من العرض قطعاً لأنه سبب القطع، والمثل في الجملة ذم لسوء معاشرة الناس ونهى عن مخالطتهم، وينشد في هذا المعنى: وَمَا أنْتَ إلاَ ظالم وَابْنُ ظَالمٍ * لأنَّكَ مِنْ أولاد حَوَّا وَآدَمِ فإن كُنْتَ مِثْلَ النَّصْلِ ألْفَيتَ قَائِلاً * ألاَ مَا لهذا النَّصْلِ لَيْسَ بِصَارِمِ وإن كُنْتَ مِثْلَ القَدْحِ ألْفَيْتَ قائلاً * ألاَ مَا لِهذا القِدْحِ لَيْسَ بِقَائِمٍ 4371- وَأمٌّ بِشِقٍّ أهْلُهُ جِيَاعٌ الوَأم: البيتُ الثَّخِين من شَعْر أو وَبَر، وشق: موضع. يضرب للكثير المال لاَ ينتفع به. 4372- الوحدةَُ خَيْرٌ مِنْ جَلِيس السُّوءِ قَالَ أبو عبيد: هذا من أمثالهم السائرة في القديم والحديث. 4373- أوْدَى بِهِ الأزلَمْ الجَذَعُ يُقَال: الأزلم اسم للدهر، والجذع صفة له؛ لأنه لا يهرم أبدا، بل يتجدَّدُ شبابه. يضرب مثلاً لما وَلَّى ويُئِس منه؛ لأن الدهر أهلكَه، قَالَ لَقيط بن يعمُر الإيادي: يَا قَوْمِ بَيضَتكم لاَ تُفْضَحُنَّ بِهَا * إنِّي أخافُ عَلَيْها الأزلم الجَذَعا 4374- وَقَعَ في رَوْضَةٍ وَغَدِيرٍ يضرب لمن وقع في خصْب ودَعَة. 4375- أوْضَعْ بِنَا وَأَمِلَّ الوضيعة: الحَمْضُ بعينه، وقوله أوضع بنا أي أرعِنَا الحْمْض، وأمِلَّ من الإملاَل، وهو الرعى في الخلة، يعني خذ بنا تارة في هذا وتارة في ذاك. يضرب في التوسط حتى لاَ يسأم.[ص 367] 4376- وَرَيْتُ بِكَ زِنَادِى، وزهَّرْتُ بِكَ نَارِي يضربان عند لقاء النجح، أي رأيت منك ما أحب. 4377- وَجْدَانُ الرِّقِينَ يُغَطِّي أفَنَ الأفِينِ. الرَّقَة: الوَرْق، والأفَنُ: الحُمْق والأَفِينُ: المأفون، وهو الأَحمق، والأفَنُ - بالتحريك - ضعف الرأي، وقد أفِنَ الرجلُ، وأفَنَهُ الله يأفنه أفناً، وأصله النقص، يقال: أفن الفصيل ما في ضَرْع أمه، إذا شربه كله. يضرب في فَضْل الغنى والجِدَة. 4378- وَشْكانَ ذَا إذابةً وَحَقْناً أي ما أسرع ما أذيبَ هذا السمن وحُقِن، ونصب "إذابة وحقنا" على الحال وإن كانا مصدرين، كما يُقَال: سرُعَ هذا مُذَاباً ومَحْقُونا، ويجوز أن يحمل على التمييز كما يُقَال حَسُنَ زيد وجهاً، وتَصَيَّبَ عرقاً. يضرب في سرعة وقوع الأمر، ولمن يخبر بالشيء قبل أوانه. 4379- وَقَعَ عَلَى الشَّحْمَةِ الرُّقَّى ويروى "الرُّكَّى" وهو الشحم الذي يذوب سريعاً، يُقَال: الشحمة الرُّكَى على فُعْلَى، والعامة تقول الرُّقَّى. يضرب لمن لاَ يعينك في قضاء الحاجات 4380- وَقَعُوا في عَاثُور شَرٍّ، وعَافُورِ شَر أي وقعوا في شر لاَ مخلصَ لهم منه. 4381- أوْهَيْتَ وَهْياً فارقَعْهُ أي أفسدت أمراً فأصلِحْهُ 4382- أوْدَتْ أرضٌ وأوْدَى عَامِرُهَا يضرب للشيء يذهب ويذهب مَنْ كان يصلحه. 4383- وَيْلٌ لِلشَّجِيِّ مِنَ الخَلِىِّ ذكرت قصته في حرف الصاد عند قولهم "صُغَراهَا شُرَّها" (انظر المثل رقم 2112) وهذه رواية أخرى قَالَ المدائنى ومحمد بن سلام الجحمى: أول من قَالَ ذلك أكْثَمُ بن صَيفي التميمى، وكان من حديثه أنه لما ظهر النبي عليه الصلاَة والسلام بمكة ودَعَا الناسَ إلى الإسلام بعث أكْثَم بن صيفي ابنَهُ حُبَيْشاً، فأتاه يخبره، فجمع بني تميم وقَالَ: يا بني تميم، لاَ تُحْضِرُونِي سفيهاً فإنه مَنْ يَسْمَع يَخَلْ، إن السفيه يُوهِنُ مَنْ فوقه ويثبت من دونه، لاَ خير فيمن لاَ عقل له، كبرت سني ودَخَلَتْني ذلة، فإذا رأيتم مني حَسَناً فاقبلوه، وإن رأيتم مني غير ذلك فقوموني أستقم، إن ابني شَافَهَ هذا الرجل مُشَافهة وأتاني بخبره وكتابه يأمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر، ويأخذ فيه بمحاسن [ص 368] الأخلاَق، ويدعو إلى توحيد الله تعالى، وخلَع الأوثان، وترك الحلف بالنيران، وقد عَرَف ذوو الرأي منكم أن الفضلَ فيما يدعو إليه، وأن الرأي تركُ ما ينهى عنه، إن أحَقَّ الناس بمعونة محمد صلى الله عليه وسلم ومساعدته على أمره أنتم، فإن يكن الذي يدعو إليه حقا فهو لكم دون الناس، وإن يكن باطلاً كنتم أحَقَّ الناس بالكَفِّ عنه وبالسَّتْر عليه، وقد كان أسقفُ نَجْرَان يحدِّث بصفته، وكان سفيان بن مُجَاشع يحدث به قبله، وسمى ابنه محمدا، فكونوا في أمره أولاً، ولا تكونوا آخرا ، ائتُوا طائعين قبل أن تأتوا كارهين، إن الذي يدعو إليه محمد صلى الله عليه وسلم لو لم يكن ديناً كان في أخلاَق الناس حَسَنا، أطيعوني واتَّبِعُوا أمري أسأل لكم أشياء لاَ تنزع منكم أبداً، وأصبحتم أعز حي في العرب، وأكثرهم عدداً، وأوسعهم داراً، فإني أرى أمراً لاَ يجتنبه عزيز إلاَ ذل، ولاَ يلزمه ذليل إلاَ عز، إن الأَوَّل لم يَدَعْ للآخر شيئاً، وهذا أمر له ما بعده، مَنْ سبق إليه غمر المعالي، واقتدى به التالي، والعزيمة حزم، والاَختلاَف عجز فَقَالَ مالك بن نُويْرة، قد خَرِفَ شيخكم، فَقَالَ أكثم: ويل للشجىِّ من الخلى، والهَفْي على أمْرٍ لم أشهده ولم يسعنى. 4384- وَرَدُوا حِيَاضَ غَتِيمٍ أي ماتوا قَالَ الأَزهَري: الغَتيم الموت قلت: لعله أخِذَ من الغتم، وهو الأَخذ بالنفس من شدة الحر، ومنه (قبل هذا البيت قوله: و *حرقها حمض بلاَ دقل* و "غير مستقل" هنا غير مرتفع لثبات الحر المنسوب إليه، وإنما يشتد الحر عند طلوع الشعرى التي في الجوزاء) وَغَتْمُ بَحْمٍ غَيْرَ مُسْتَقِل* وتركيب الكلمة يدل على انسداد وانغلاَق كالغُتْمَةِ، وهي العُجْمَة، ومن مات انسَدَّت مسامُّه وانغلقت متصرفاته، وروى ثعلب بالثاء المعجمة بثلاَث، ولاَ أدرى ما صحته (قَالَ في اللسان (غ ت م) "ووقع فلاَن في أحواض غتيم، أي وقع في الموت، لغة في غثيم، عن ابن الأَعرَبي، وحكى اللحياني: ورد حوض غتيم، أي مات، قَالَ: والغتيم الموت، فأدخل عليه الألف واللأم، قَالَ ابن سيده: ولاَ أعرفها عن غيره" اهـ. وقَالَ في (غ ث م) "ووقع في أحواض غثيم، أَي في الموت، لغة في غتيم، قَالَ أبو عمر الزاهد: يُقَال للرجل إذا مات: ورد حياض غثيم، وقَالَ ابن دريد: غتيم، وقَالَ بن الأَعرَبي: قتيم" اهـ)[ص 369] 4385- وَسِعَ رِقَاعٌ قَوْمَهُ رِقَاع: اسم رجل كان شريراً، يقول: أو فرنا شراً، قَالَ المؤرج: وربما قيلت في الخير، وهي في الشر أكثر، وإنما يُقَال ذلك للجاني على قومه 4386- وَرَثْتُهُ عَنْ عَمَّةٍ رَقُوبٍ الرَّقُوبُ: التي لا يعيش لها ولد؛ فهي أرْأَفُ بابن أخيها 4387- وَقَعُوا فِي تُغُلِّسَ بضم التاء والغين وكسر اللام - أي وقعوا في داهية، قَالَه أبو زيد. قلت: هذا اللفظ في أمثاله المقروءة على المشايخ على وزن تُقُتِّلَ، وكذلك قرىء على القاضي أبي سعيد، إلاَ أنه قَالَ: أنا لاَ أحفظ إلاَ تُغُلِّسَ، كما أثبته أنا ههنا. 4388- وَلِيَ حارَّهَا مَنْ وَليَ قَارَّهَا ويروى "من تَوَلَّى" قَالَه عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعتبة بن غَزْوَان، أولأَبي مسعود الأَنصاري رضي الله عنه، أي احمل ثقلك على مَنِ انتفع بك. 4389- وَاحَبَّذا وَطْأةُ المَيْلِ قَالَه رجل راكب دابة، وقد مال على أحد جانبيه، فقيل له: اعتدل، فاستطاب رِكْبَتَه، فلم يزل كذلك حتى نزل وقد عَقَر دابته. يضرب لمن خالف نصيحة. 4390- وَأَهْلُ عَمْرٍ وقدْ أضَلُّوهُ قَالَوا: هو عمرو بن الأَحوَص بن جعفر ابن كلاَب، قَالَه أبوه لما قتل (كان عمر وقد غزا بني حنظلة في يوم ذي نجب، فقتله خالد بن مالك بن ربعى، وكان أبوه يحبه، فكان كلما سمع باكية قَالَ "وأهل عمر وقد أضلوه" عمرو فلم يرجع إليه، والمثل هكذا يضرب مع الواو في "وأهل" لما أهلكه صاحبه بْيده. 4391- أَوْدَى دَرِمٌ هو دَرِم بن دُبّ بن مرة بن ذُهْل بن شيبان. قَالَ أبو عمرو: كان النعمان بن المنذر يطلب دَرِماً وجَعَل فيه جُعْلاَ لمن جاء به أو دلَّ عليه، فأصابه قوم، فأقبلوا به إليه، فمات في أيديهم قبل أن يبلغوا به إليه فقيل "أودى دَرِم" يضرب لمن لم يدرك بثأره. 4392- وَلْغٌ جَرِىٍّ كانَ مَحْشُوماً قَالَ ابن الأَعرَبي: حَشَمْتُه أي أخجلته ويروى "وَلَغْ جَرِيٍّ كان محسوماً" بالسين هكذا رواه ابن كثوة. يضرب في استكثار الحريص من الشيء قَدَرَ عليه بعد أن لم يكن قادراً.[ص 370] 4393_ وَجَدْتَنِي الشَّحْمَةَ الرُّقى طَرِفاً أي رقيقةَ الطرف، أي وجدتَنِى لاَ امتناعَ بي عليك. 4394- وَلُوعٌ وَلَيْسَ لِشيء يَرِدُ أي هو حَرِيص على ما مُنِع، ولاَ يرد عليه شيء مما يريد. 4395- وَقَعُوا في أُمِّ خَنُّورٍ مثال تَنُّور وسِنَّوْر، أي في نعمةٍ، كذا قَالَه أبو عمرو، وقَالَ آخرون: أي في داهية. 4396- وَيَشْرَبُ جَمَلُها مِن المَاءِ أصله أن رَجُلاً تزوج امرأة فمقَتَها فطلقها، ثم لبث زماناً، فاستسقاه ظُعُن مررن به، فسقاهن، فرأي جملها وهي عليه، فعرفها فَقَالَ: ويشربُ جملُها من الماء. يضرب عند التهكم بالممقوت. 4397- وَعَدَهُ عِدَةَ الثُّرَيَّا بِالقَمَرِ وذلك أنهما يلتقيان في كل شهر مرة. 4398- أَوْرَدْتَ مَالَمْ تَصْدُرْ أي نَطَقْتَ بما لم تقدر على ردِّهَا من كلمة عَوْراء، أو جنيتَ جنايةً شَنْعَاء. 4399- وَابِطَينَا بَطَّنْ أصله أن رَجُلاً من العرب كانت له ابنة فخطبها قوم، فدفع أبوها إليهم ذِرَاعاً مع العضد، وقَالَ: مَنْ فَصَلَ بينهما فهي له، فعالجوا فلم يَصِلُو إليها، حتى وقعت في يد غلام كان يعجب الجارية يسمى بطينا فَقَالَت: وَابِطَيناً بَطِّن، أي حُزَّ باطنا تصادف المِفْصَل، فَقَالَ أي لا تقطعه إلا من باطنه، فلما أمرته طبق المَفْصِلَ، فقال أبوها: وابِطْنَك وهَوَانَك، يعني ستَرَيْنَ سَغَبَ بطِنكِ و إهانتك. يضرب في حُسْن الفهم والظفر. 4400- وَلَدَتْ رَأساً عَلَى رَأسٍ يضرب للمرأة تَلِدُ كلَّ عام ولدا. 4401- وَيْلٌ أَهْوَنُ مِنْ وَيَلَيْنِ هذا مثل قولهم "بَعْضُ الشَّرِّ أهْوَنُ من بعض" 4402- وَيْلٌ لِعَالِمِ أَمْرٍ مِنْ جاهِلِهِ قَالَه أكْثَمُ بن صَيْفِي في كلام له، ويروى "ويل عالم أمر من جاهله" 4403- وَرَاءَكَ أَوْسَعُ لَكَ أي تأخر تَجِدْ مكانا أو سَعَ لك، ويُقَال في ضده "أمامَكَ" أي تَقَدَّمْ. 4404- وَجْهُ عَدُوِّكَ يُعْرِبُ عَنْ ضَمِيرِهِ وهذا كقولهم "البُغْضُ تبديه لك العَيْنَانِ"[ص 371] 4405- وَهَلْ يُغْنِى مِنَ الحدثانِ لَيْتُ هذا قريبٌ من قولهم: إنَّ لَوّاً وَإنَّ لَيتَاً عَنَاءُ 4406- أَوْسَعُ القَوْمِ ثَوْباً أي أكثرهم معروفاً وأطْوَلُهم يداً، كما يُقَال "عمرو طَوِيلُ الرداء" إذا كان سخياً 4407- الوَفَاءُ مَنَ الله بمكانٍ أي للوفاء عند الله محل ومنزلة، وهذا كما يُقَال "لي من قلب فلاَن مكان" يضرب في مدح الوفاء بالوعد وروي عن عبد الله بن عمر أنه كان وَعَدَ رجلاً من قريش أن يزوجه ابنته، فلما كان عند موته أرسل إليه فزوجه، وقَالَ: كرهت أن ألْقَى الله بثُلًثِ النفاق. 4408- الوَاقِيةُ خَيْرٌ مِنَ الرَّاقِيَّةِ يعني الوِقَاية وهي الحفظ، أي حفظ الله إياكَ خيرٌ لك من أن تُبْتَلَى فترقى، والراقية يجوز أن بمعنى المصدر كالواقية بمعنى الوقاية، ويجوز أن تكون الفاعلة من الرُّقيَة يضرب في اغتنام الصحة. 4409- أَوْدَى عَتيب قَالَ ابن الكلبي: هو عَتِيب بن أسلم بن مالك بن شَنُوأة بن قديل، وهو أبو حى من العرب، أغار عليهم بعضُ الملوك فَسَبَى الرجال فكانوا يقولون: إذا كبر صبيانُنَا لم يتركونا حتى يَفْتَكُّونَا، فلم يزالوا عنده حتى هلكوا فضربتهم العرب مثلاً، وقَالَت: أودى عَتِيب، كما قَالَوا أودى دَرِم، قَالَ عدي بن زيد: تُرَجِّيْهَا وَقَدْ وَقَعَتْ بِقُرٍّ * كَمَا تَرْجُو أصَاغِرَها عَتِيبُ 4410- وَقَعُوا في أُمِّ عُبَيْدٍ تَصَايَحَ حَيَّاتُهَا أي إذا وقَعُوا في داهية، وأم عبيد: كُنَيَةُ الفَلاَة. 4411- وَلُودٌ الوَعْدِ عَاقِرُ الإنْجَازِ يضرب لمن يكثر وَعْدُه ويقلُّ نَقْدُه 4412- وَجَدْتُهُ لاَبِساً أُذُنَيْهِ أي متغافلاَ، قَالَ الشاعر: لَبِسْتُ لِغَالِبٍ أذُنِي حَتَّى * أراد برَهْطِهِ أنْ يأكلوني أي تغافلت حتى أرادوا أن يأكلوني، والباء في "برهطه" بمعنى مع، أي حتى أراد هو مع رهطه أن يأكلوني، يريد حلمت عنهم حتى استولوا 4413- وَصَلَ رَبِيعَةُ بِضُرِّهِ ويُقَال "وصَلَ الضَّرَّةَ بالهُزَال وسوء [ص 272] الحال" أي غَيَّر عيشه عليه ووصَلَ خيره بشره، وينشد للأَعشى: ثم وصلت ضَرَّهُ بِرَبيعِ* 4414- وَقَعْتِ في مَرْتَعَةٍ فَعِيثى المَرْتَعَة: الخِصْب، يُقَال: ظلُّوا في مَرْتَعَة من العيش، وعِيثِي: أي أفْسِدِي. يضرب للذي لاَ يحسن إيالة ماله إذا قدر على كثرة مال. قَالَ الفراء: يُقَال كانت لنا البارحَةَ مَرْتَعَة، وهي الأصوات واللعب، وقال غيره: يُقَال للدابة إذا طردت الذبابَ برأسها: رتعت، قَالَ مصاد بن زهير سَمَا بِالرَّاتِعَاتِ مِنَ المَطَايَا * قوىٌّ لاَ يَضِلُّ وَلاَ يَجُوزُ 4415- الوَحْشَةُ ذَهَابُ الأعْلام يعني أن الوحشة كل الوَحْشَة ذهابُ العظماء إما في الدين وإما في أمر الدنيا 4416- وَدَّعَ مَالاً مُودِعُهُ لأنه إذا استودَعه غيرَه فقد وَدَّعه وغُرِّرَ به، ولعله لاَ يرجع إليه أبداً (يضرب في قلة الثقات) 4417- الوَقْسُ يُعْدِى فَتَعَدَّ الوَقْسَا مَنْ يَدْنُ لِلْوَقْسِ يُلاَقِي تَعْسَا الوَقْسُ: الجَربُ، يقول: تَجنَّبِ الشِّرَار فإن شرهم يُعدِى كما تدنو الصَّحَاح من الجرْبى فتعديها. 4418- وَقَعُوا في هُوَّةٍ تَتَرَامَي بِهِمْ أرْجَاؤُهَا أي نواحيها، وأنشد ابنُ الأَعرَبي: وأشْعَثَ قد طارَتْ قَنَازِعُ رَأْسِهِ * دَعَوْتُ عَلَى طُولِ الكَرَى وَدَعَانِي مَطَوْتُ بِهِ في الأَرض حَتَّى كأنَّه * أخُو سَبَبٍ يَرْمِى بِهِ الرَّجَوَانِ أي كأنه في بئر يضرب به رَجَوَاها مما به من النُّعَاس. 4419- وَرْياً يَقْطَعُ العِظَامَ بَرْياً أي وَرَاه الله وَرْياً وهو أن يأكل القَيْحُ جَوْفَه. يضرب في الدعاء على الإنسان 4420- وَقَعُوا في صُلَّعٍ مُنْكَرَةٍ يضرب لمن وقع في مكروه. وكذلك: 4421- وقَعُوا في حَرَّةٍ رُجَيْلَةٍ يُقَال حَرَّة (حكى المجد: حرة رجلاَء كحمراء، وحرة رجلى كسكرى، وقَالَ: خشنة يترجل فيها، أو مستوية كثيرة الحجارة) رَجْلاَء ورُجَيْلَة، إذا كانت كثيرة الحجارة يشتدُّ، المشى فيها[ص 373] 4422- وَشِيعَةٌ فِيهَا ذِئَابٌ وَنَقْدٌ الوَشِيعة: مثل الحظيرة تبنى من فروع الشجر للشاء، والنَّقَد: صغار الغَنَم. يضرب لمكان فيه الظَّلَمة والضَّعَفة ولاَ مجير ولاَ مغيث 4423- أَوْدَى بِلُبِّ الحَازِمِ المَطْرُوقُ يُقَال: أودى به؛ إذا أهلَكَه، والحازم: العاقل، والمطروق: الضعيفُ الرأي. يضرب للعاقل يخدعه جاهل. 4424- وَمَوْرِدُ الجَهْلِ وَبِيُّ المَنْهَلِ المَوْرِد والمَنْهَل: واحد، ولعله أراد المصدر من نهل ينهل نَهَلاً ومَنْهلاً، والوبي: الذي لاَ يستمرئ ولاَ يسمن عليه المال. يضرب في النهي عن استعمال الجهل. 4425- أوْرَدْتَ مَا نَامَ عَنْهُ الفَارِطُ يُقَال للذي يتقدم الواردةَ: فَارِط، وفَرَطٌ؛ لأنه يتقدم فيهيء الأَرْشِيَةَ وَالدِّلاَء يضرب لمن نال بغيتُه من غير تَعَب 4426- أَوْدُّ مِنْ عَيْشِكَ شَوْكُ العُرْفُطِ (من حق التنسيق أن يكون هذا المثل فيما جاء على أفعل من باب الواو) أوَدُّ: أفْعَلُ من المفعول، وهو المودود ومثل هذا يشذ، يعني أن يُبْنَي أفعلُ من المفعول، والعُرْفُظُ: من العَضَاه، يريد شَوْكُ العرفط أليَنُ وألذُّ من عَيْشك. يضرب لمن هو في تَعَب ونَصَب من العيش 4427- أَوْقَدَ في ظَلِفَةٍ لاَ تُسْلَكُ الظَّلِفَةِ والظَّلِيف من الأَرض: التي لاَ تؤدى أثراً لصلاَبها، زعم أنه لو أوْقَدَ في أرضٍ لاَ يأتيه أحد طلباً للقرى لشدة بخله. يضرب للواجِدِ البَخِيل. 4428- وَاحِدَةٌ جَاءَتْ مِنَ السَّبْعِ المِعَرِ الأمعَرُ: العاري من الشعر الذي يُغَطَّي الجسد، أي داهية واحدة جاءت من الدواهي السبع الظاهرة. يضرب لمن حُذَِر فلم يَحْذر ثم نُكِب بِما خِيفَ عليه. 4429- وَحْيٌ فِي حَجَرٍ الوَحْي: الكتابة. يضرب عند كتمان السر. أي سِرُّكَ وَحْي في حَجَر؛ لأن الحَجَر لاَ يُخْبر أحداً بشيء، أي أنا مثله. 4430- وَقَعَ الكَلْبُ عَلَى الذِّئْبِ هذا من قول عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهم. وذلك أنه سُئِل عن رجل غَصَبَ رجلاً مالاَ ثم قَدَرَ المغضوبُ على مال الغاصب، أيأخذ منه مثل ما أخذ؟ فَقَالَ عكرمة: وقعَ الكلبُ على الذئب، ليأخُذْ منه مثلَ ما أخَذَ يضرب في الاَنتصار من الظالم [ص 374] *3* http://www.al-eman.com/Islamlib/images/up.gif ما جاء على أفعل من هذا الباب 4431- أَوْلَى الأمور بِالنَّجَاحِ المُواظَبَةُ والإلحاحُ يضرب في الحثِّ على المداومة فإن فيها النُّجْحَ والظَّفَرَ بالمراد. 4432- أَوْفَى مَنَ السَّمَوْأَلِ هو السَّمَوأل بن حيَّان بن عَادِياء اليَهُودي. وكان من وفائه أن امرأ القَيْس لما أراد الخُرُوجَ إلى قيصر اسْتَوْدَعَ السموألَ دُرُوعاً وأحَيْحَةَ بن الجُلاَح أيضاً دورعا، فلما مات امرؤ القيس غَزَاه ملك من ملوك الشأم، فتحرز منه السموأل، فأخذ الملك ابناً له، وكان خارجاً من الحِصْنِ، فصاح الملك بالسموأل، فأشرف عليه، فَقَالَ: هذا ابنُك في يَدَيَّ، وقد علمت أن امرأ القيس ابن عمي ومن عشيرتي، وأنا أحقُّ بميراثه؛ فإن دفَعْتَ إلي الدروع وإلاَ ذَبَحْتُ ابنك، فَقَالَ: أجِّلْني، فأجله، فَجَمعَ أهلَ بيته ونساءه، فشاوَرَهم، فكُلٌّ أشار عليه أن يدفع الدروع ويستنقذ ابنه، فلما أصبح أشْرَفَ عليه وقَالَ: ليس إلى دَفْعِ الدروع سبيل، فاصنع ما أنت صانع، فذبَحَ الملكُ ابنه وهو مُشْرِف ينظر إليه، ثم انصرف الملك بالخيبة، فوافى السموألُ بالدروع الموسمَ فدفعها إلى ورثة امرئ القيس، وقَالَ في ذلك: وفَيْتُ بأدْرُعِ الكِنْدِيِّ إني * إذا ما خَانَ أقْوَام وَفِيْتُ وَقَالَوا: إنه كَنْزٌ رَغِيبٌ، * وَلاَ وَالله أغْدِرُ مَا مَشَيْتُ بَنَى لِي عَادِيَا حِصْناً حِصْينَاً * وَبِئْراً كُلَّمَا شئْتُ اسْتَقَيْتُ طمرا تَزْلقُ العِقَبَانُ عَنْهُ * إذا مَا نَا بَنِي ظُلْمٌ أبيتُ ويروى: إذا مَا سَامَنِي ضيم أبَيْتُ* وقَالَ الأعْشَى في ذلك: شريح لاَ تَتْركَنِّي بَعْدَ مَا عَلِقَتْ * حِبَالُكَ اليَوْمَ بَعْدَ القِدِّ أظْفَارِي كُنْ كالسَّمَوْألِ إذْ طَافَ الهُمَامُ بِهِ * فِي جَحْفَلٍ كَسَوَادِ اللَّيْلِ جَرَّارِ بالأَبلقِ الفَرْدِ مِنْ تَيْمَاءَ مَنْزِلُهُ * حِصْنٌ حَصَينٌ وَجَارٌ غَيْرُ غَدَّارِ إذْ سَامَهُ خُظَّتَى خَسْفٍ فَقَالَ لَهُ * مَهْمَا تَقُلْهُ فَإنِّي سَامِعٌ حَارِ (في الأصول "جارى" وحار: أي ياحارث) فَقَالَ: غَدْرٌ وَثُكْلٌ أنْتَ بَيْنَهُمَا * فَاخْتَرْ، ومَا فِيْهَا حَظ لِمُخْتَارِ [ص 375] فَشَكَّ غَيْرَ طَويلٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ: اذْبَحْ أسِيْرَكَ إنِّي مَانِعٌ جَارِي هّذا لَهُ خَلَفٌ إن كُنْتَ قَاتِلَهُ * وَإنْ قَتَلْتَ كَرٍيماً غَيْرَ خَوَّارِ فَقَالَ تَقَدِمَةً إذْ قَامَ يَقْتُلُهُ * أشْرِفْ سَمَوْأَلُ فَانظُرْ لِلْدَّمِ الجَارِي أَأقْتُلُ ابْنَكَ صَبْراً أوْ تَجِىءَ بِهِ * طَوْعَاً؟ فأنكرَ هذا أي إنْكارِ فَشَكَّ أوْ دَاجَهُ وَالصَّدْرُ فِي مَضَضٍ * عَلَيْهِ مُنْطَوياً كَاللَّذْعِ بِالنَّارِ وَاخْتَارَ أدْرَاعهُ أنْ لاَ يُسَبَّ بِهَا * ولَمْ يكُنْ عَهْدُهُ فِي غَيْرِ مختار وَقَالَ: لا أشتري عَاراً بِمْكرُمَةٍ * فاختارَ مَكْرَمُةَ الدُّنيا عَلَى العَارِ والصَّبْرُ مِنْهُ قَدِيماً شِيمَةٌ خُلُقٌ * وَزَنْدُهُ في الوَفَاءِ الثَّاقِبُ الوَاري 4433- أَوْفَى مِنْ عَوْفِ بنِ مُحَلِّمٍ (انظر المثل رقم 4438) كان من وفائه أن مَرْوَان القَرَظِ بن زنباع غزا بكر بن وائل، فَقَصُّوا أثرَ جيشِه، فأسره رجل منهم وهو لاَ يعرفه، فأتى به أمه، فلما دخل عليها قَالَت له أمه: إنك لتَخْتَالُ بأسيرك كأنك جئت بمَرْوان القرظ فَقَالَ لها مروان: وما تَرْتَجِينَ من مروان؟ قَالَت: عظم فدائه، قَالَ: وكم ترتجين من فِدَائِه؟ قَالَت: مائة بعير، قَالَ مروان: ذاك لك على أن تؤديني إلى خَمَاعَةَ بنت عَوْف بن مُحَلَم، وكان السبب في ذلك أن لَيْثَ بن مالك المسمى بالمنزوف ضَرِطاً لما مات أخذت بنو عَبْس فرسَه وسَلَبه ثم مالوا إلى خِبَائه فأخذوا أهلَه وسلَبوا امرأته خُمَاعَةَ بنت عَوْف بن مُحَلم، وكان الذي أصابها عَمْرو ابن قاربٍ وذُؤَاب بن أسماء، فسألها مروان القرظ: مَنْ أنتِ؟ فَقَالَت: أنا خُمَاعة بنت عَوف بن مُحَلم فانتزعها من عمرو وذُؤَاب لأنه كان رئيسَ القوم، وقَالَ لها: غَطَّي وجْهَك، والله لاَ ينظر إليه عربي حتى أردك إلى أبيك، ووقع بينه وبين بني عبس شر بسببها، ويُقال: إن مروان قَالَ لعمرو وذؤاب: حَكِّماني في خُماعة، قَالاَ: قد حكَّمناك يا أبا صهبان، قَالَ: فإني اشتريتها منكما بمائة من الإبل، وضمَّها إلى أهله، حتى إذا دخل الشهر الحرام أحسن كُسْوَتها وأخْدَمها وأكرمها وحَمَلَها إلى عُكاظ، فلما انتهى بها إلى منازل بني شيبان قَالَ لها: هل تعرفين منازل قومك ومنزل أبيك؟ فَقَالَت: هذه منازل قومي وهذه قُبَّةُ أبي، قَالَ: فانطلقي إلى أبيك، فانطلقت فخبرت بصنيع مروان، فَقَالَ مروان فيما كان بينه وبين قومه في أمر خُمَاعة ورَدَّها إلى أبيها: [ص 376] رَدَدْتُ عَلَى عَوْفٍ خُمَاعَةَ بَعْدَ مَا * خَلاَها ذُؤَابٌ غَيْرَ خَلْوَةِ خَاطِبِ وَلَوْ غَيرُها كَانَتْ سَبِيَّةَ رُمْحِهِ * لَجَاء بِهَا مَقْرُونةً بِالذَّوَائِبِ وَلكِنَّهُ ألقَى عَلَيْهَا حِجَابَهُ * رَجَاء الثَّوَابِ أوْ حِذَارَ العَوَاقِبِ فَدَافَعْتُ عَنْهَا نَاشِباً وَقَبِيلَهُ * وَفَارِسَ يَعْبُوبٍ وَعَمْرَو بنْ قَارِبِ فَفَاديْتُها لمَّا تبَيَّنَ نصفها * بِكُومِ المتَالَي وَالعِشَارِ الضَّوَارِبِ صُهَابِيَّةٍ حُمْرِ العَثَانِينِ وَالذَُرى * مَهَارِيسَ أمثالِ الصُّخُورِ مصاعِبِ في أبيات مع هذه؛ مكانت هذه يدا لمروان عند خُماعة، فلهذا قال: ذاك لك على أن تؤديني إلى خماعة بنت عوف بن محلم فَقَالَت المرأة: ومَنْ لي بمائة من الإبل؟ فأخذ عُوداً من الأَرض فَقَالَ: هذا لك بها، فمضَتْ به إلى عوف بن مُحَلم، فبعث إليه عمرو بن هند أن يأتيه به، وكان عمرو وجد على مروان في أمر، فآلى أن لا يعفُو عنه حتى يضع يَدَه في يَدَه، فَقَالَ عَوْف حين جاءه الرسول: قد أجارتهُ ابنتي، وليس إليه سبيل، فَقَالَ عمرو بن هند: قد آليت أن لاَ أعفو عنه أو يضَعَ يَده في يدي، قال عوف: يضع يده في يدك على أن تكون يدي بينهما، فأجابه عمرو بن هند إلى ذلك، فجاء عوف بمروان فأدخله عليه فوَضَعَ يده في يده ووضع يده بين أيديهما، فعفا عنه، وقَالَ عمرو: لاَ حُرَّ بوادي عوف، فأرسلها مثلاً، أي لاَ سيد به يناويه، وإنما سمى مروان القَرَظِ لأنه كان يغزو اليمنَ وهي منابت القَرَظِ. 4434- أَوْفَى مِنَ الحَارثِ بنْ ظَالِمٍ وكان من وفائه أن عياض بن دَيْهَث مَرَّ برعاء الحارث وهم يسقون، فسَقَى فقَصُرَ رِشَاؤُه فاستعار من أرِشيَةِ الحارث فَوَصل رشاءه، فأرْوَى إبله، فأغار عليه بعضُ حَشِم النعمان فاطردوا إبله، فصاح عياض: يا جاراه يا جاراه، فَقَالَ له الحارث: متى كنتُ جارَك؟ فَقَالَ: وصَلْتُ رشائي برشائك فسقيتُ إبلي فأغير عليها، وذلك الماء في بطونها، قَالَ: جِوَار ورَبِّ الكعبة، فأتى النعمانَ، فَقَالَ: أبيْتَ اللعن! أغار حَشَمُك على جَاري عياض بن ديهث فأخذوا إبله وماله عليه، فَقَالَ له النعمان: أفلاَ تشد ما وَهَى من أديمك، يريد أن الحارث قتل خالد بن جعفر بن كلاب في جوار الأَسود بن المنذر، فَقَالَ الحارث: هل تعدون الحلبة إلى نفسي؟ ويروى: هل تعدون الحلبة من الأعداء؟ يعني تركضون، ويروى "تعدون" من التعدي أي تتعدون [ص 377] أي تتجاوزون، فأرسلها مثلاً، أي أنك لاَ تهلك إلاَ نفسي إن قتلتها، فتدبر النعمان كلمته، فرد على عياض أهله وماله. قَالَ الفرزدق يضرب المثل لسيلمان بن عبد الملك حين وفي ليزيد بن المهلَّب: لَعَمْرِي لقد أوفَى و زَادَ وَفَاؤُهُ * عَلى كل جَارٍ جارُ آلِ المُهَلَّبِ كَمَا كان أوْفى إذ يُنَادِي ابنُ دَيْهَثٍ * وَصِرْمُتُه كالمَغْنَمِ المُتَنَهَّبِ فَقَامَ أبُو لَيْلَى إلَيْهِ ابْنُ ظالم * وَكَانَ مَتَى ما يَسْلُلِ السيفَ يَضْرِبِ 4435- أوفَى مِنْ أُمِّ جَمِيلٍ هي من رَهْط أبى هُريرة رضي الله عنه من دَوْسٍ، وهم أهل السَّرَاة وكان من وفائها أن هشام بن الوليد بن المُغِيرَة المَخْزومي قَتَلَ أبا زُهَيرٍ الزَّهْرَاني من أزْدِ شَنُوأة، وكان صِهْرَ أبي السفيان بن حرب، فلما بلغ ذلك قومه بالسَّرَاة وثبُوا على ضِرَار بن الخَطَّاب ليقتلوه، فسعى حتى دخل بيتَ أمِّ جميل وعاذَبها، فضربه رجل منهم فوقَع ذُبابُ السيف على الباب، وقامت في وجوههم فَذَبَّتُهُمْ، ونادت قومها فمنعوه لها، فلما قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ظَنَّتْ أنه أخوه، فأتته بالمدينة وقد عرف عُمرُ القصة فَقَالَ: إني لستُ بأخيه إلاَ في الإسلام، وهو غَازٍ، وقد عرفنا مِنَّتَكِ عليه فأعطاها على أنها ابنةُ سبيل. |
4436- أَوْفَى مِنْ أبِي حَنْبَلٍ هو أبو حَنْبل الطائي ومن حديثه أن امرأ القَيْس نزل به ومعه أهلُه وماله وسلاَحُه، ولأبي حنبل امرأتان: جَدَلِيَّة، وتَغْلَبيَّة، فَقَالَت الجدلية، رزقٌ أتاك الله به، ولاَ ذِمَّةَ له عليك، ولاَ عقْد، ولاَ جِوَار، فأرى لك أن تأكله وتطعمه قومك، وقَالَت التغلبية: رجل تَحَرَّمَ بك واستجارك واختارك، فأرى لك أن تحفظه وتَفِىَ له، فقام أبو حنبل إلى جَذَعَة من الغنم فاحتَلَبَها وشرب لبنها ثم مسح بطنه وحجَل، ثم قَالَ: لَقَدْ آليْتُ أعذر فِي جِذَاعٍ * وَإن مُنِّيتُ أمَّاتِ الرِّبَاعِ لأنَّ الغَدْرَ فِي الأقْوَامِ عَارٌ * وَإنَّ الحرَّ يَجْزِى بِالكُرَاعِ فَقَالَت الجَدَلية وقد رأت ساقيه حَمِشَتَيْنِ: تالله ما رأيت كاليوم سَاقِي وَافٍ، فَقَالَ أبو حنبل: هما سَاقَا غادِرِ شر، فذهبت مثلاً. [ص 378] 4437- أَوْفَى مِنَ الحَارِثِ بنْ عُبَادٍ (ضبط ؟؟ في أصول هذا الكتاب بفتح العين وتشديد الباء كشداد، والصواب أنه كغراب، قَالَت امرأة من بني مرة: جاءوا بحارشة الضباب كأنهم * جاءوا ببنت الحارث بن عباد) يُقَال: إنه كان أسَرَ عديَّ بن ربيعة في يوم قِضَّةَ، ولم يعرفه، فَقَالَ له: دُلَّنِي على عَدِيِّ بن ربيعة، فَقَالَ له: إن أنا دَلَلْتُكَ على عَديٍّ أتؤمنني؟ قَالَ: نعم، قَالَ: فليضمن ذلك عليك عَوْفُ بن مُحلم، فأمره الحارث بن عباد فضمن له عوف أن يؤمنه الحارث إذا دَلَّه على عَدِيٍّ، فَقَالَ عدي: أنا عدي، فخَّلاَه، وقَالَ الحارث في ذلك: لَهْفَ نَفْسِي عَلَى عَدٍِّ وقَدْ أشْـ * عَبَ للموتِ وَاحْتَوْتْهُ اليَدَانِ 4438- أَوْفَى مَنْ خُمَاعَةَ (انظر المثل رقم 4433) هي خُمَاعة بنت عَوْف بن محلم التي أجارت مَرْوَانَ القَرَظِ، وقد مر ذكرها عند ذكر أبيها. 4439- أَوْفَى مِنْ فُكَيْهَةَ هي امرأة من بني قَيْس بن ثعلبة قَالَ حمزة: هي فُكَيهة بنت قَتَادة بن مَشْنوء خالة طَرَفَةَ؛ لأَن أم طرفة وَرْدَة بنت قَتَادة. وكان من وفائها أن السُّلَيك بن سُلَكة غزا بَكْر بن وائل، فأبطأ ولم يجد غَفْلة يلتمسها، فرأي القوم أثَرَ قَدم على الماء لم يعرفوها، فكمَنُوا له وأمهلوه حتى وَرَدَ وشرب فامتلأَ، فهاجوا به، فعدا، فأثقله بطنه، فولَجَ قُبَّةَ فكيهة، فاستجارها فأدخلته تحت درعها، فجاؤا في أثره فوجدوه تحت ثوبها، فانتزعوا خَمَارَهَا، فنادت إخْوتها وولدها، فجاؤا عشرة، فمنعتهم عنه، وكان سُلَيْك يقول بعد ذلك؛ كأني أجِدُ خشونة استها على ظهري حين أدخلتني تحت دِرْعها، وفيها قَالَ سُلَيك: لَعَمْرُ أبِيكَ وَالأَنبَاء تَنْمِى * لَنِعْمَ الجَارُ أخْتُ بَنِي عوارا عَنَيْتُ بِهَا فُكَيْهَةَ حينَ قَامَتْ * كَنَصْلِ السَّيْفِ فَانْتَزَعُوا الخِمَارَا مِنَ الخَفِرَاتِ لَمْ تَفْضَحْ أخَاهَا * وَلَمْ تَرْفَعْ لِوَالِدِهَا شَنَارَا 4440- أَوْفَدُ مِنَ المُجْبِرِينَ قَالَوا: هم أولاَد عَبْدِ مَنَاف بن قُصي، كانوا أكثر العرب وِفَادة على الملوك، وقد مرت قصتهم مستوفاة مستقصاة قبل هذا الباب في باب القاف عند قولهم "أقْرَشُ من المجبرين" (انظر المثل رقم 2961) [ص 379] 4441- أَوْفَقُ لِلشَّيء مِنْ شَنٍّ لِطَبَقَةَ قد مر جميع ما ذكره حمزة ههنا في قولهم "وافق شن (انظر المثل رقم 4340) طَبَقة" قَالَ: وخالف ابن الكلبي الشرقي بن القطامي في الروايةِ والتفسير فرواه "أوفَقُ من طَبَق لَشٍّ" ويروى "لشنة" وزعم أن طبقا بطن من إياد، وشن من ربيعة، وهو شن بن أفصى بن عَبْد القَيْسل، فأوقعت طبق بشن وقعة انتصفت بها منها، فقيل: وافق شن طبقة، وأنشد: لَقَيَتْ شَنٌّ إياداً بالقَنَا * وَلَقدْ وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَهْ 4442- أَوْلَمُ مِنَ الأَشعث هو الأَشعث بن قيس بن مَعْدِ يَكَرِبَ الكِنْدِي. وكان من حديثه أنه ارتَدَّ في جملة أهل الردة، فأتى به أبو بكر رضي اللَه عنه أسيراً، فأطلقه وزَوّجه أخته فَرْوَة بنت أبي قُحافة رغبةً منه في شَرَفه، فخرج من عند أبى بكر ودخل السوق فاخترطَ سَيْفَه ثم لم تَلْقَه ذاتُ أربع إلاَ عَرْقَبَها من بعير وفرس وبقر، ومضى فدخل داراً من دور الأَنصار، فصار الناسُ حَشْداً إلى أبى بكر رضي الله عنه، فَقَالَوا: هذا الأَشعث قد ارتَدَّ ثانية، فبعث أبو بكر رضي الله عنه إليه، فأشرف من السطح وقَالَ: يا أهل المدينة إنِّي غريبٌ ببلدكم، وقد أَوْلَمت بما عَرْقَبْتُ فليأكل كل إنسان ما وجَد وليَغْدُ على من كان له قبلي حق، فلم تَبْقَ دار من دور المدينة إلاَ دَخَلها من ذلك اللحم، ولاَ رؤى يوم أشبه يوم الأَضحَى من ذلك اليوم، فضرب أهلُ المدينة به المثل فَقَالَوا: أوْلَمُ من الأَشعث، وقَالَ فيه الشاعر: لَقَدْ أوْلَمَ الكِنْدِيُّ يَوْمَ مِلاَكِهِ * وَليمَةَ حَمَّالٍ لِثْقْلِ العِظَائِمِ لَقَدْ سَلَّ سَيْفَاً مِنْهُ قَدْ كَانَ مُغْمَداً * لَدَى الحَرْبِ مِنْهُ فِي الطُّلاَ والجَمَاجِمِ فأغْمَدَهُ فِي كُلِّ بَكْرٍ وَسَابِحٍ * وَعَيْرٍ وَثوْرٍ فِي يَوْم الحَشَا وَالقَوَائِمِ فَقُلْ لِلْفَتَى الكِنْدِىِّ يَوْمَ لِقَائِهِ * ذَهَبْتَ بأسْنَى ذِكْرِ أوْلاَدِ دَارِمِ وقَالَ الأصبغ بن حَرْمَلَة الليثي متسخطا لهذه المُصَاهرة: أتَيْتَ بِكِنْدِيٍّ قَدْ ارْتَدَّ وانْتَهَى * إلى غَايَةٍ مِنْ نَكْثِ مِيثَاقِهِ كُفْرَا فَكَانَ ثواب النَّكْثِ إحياءَ نَفْسِهِ * وَكَانَ ثَوَاب الكُفْرِ تَزْوِيجَهُ البِكْرَا [ص 380] وَلَوْ لأنه يَأبي عَلَيْكَ نِكَاحَهَا * وَتَزْوِيجَها مِنْهُ لأمهَرْتهُ مَهْرَا وَلَوْ أنهُ رَامَ الزِّيادَةَ مِثْلَهَا * لأَنكَحْتَهُ عَشْراً واتْبَعْتَهُ عَشْراَ فَقُلْ لأبِي بَكْرٍ: لَقَدْ شِنْتَ بَعْدَهَا * قُرَيَشاً وأخْمَلْتَ النَّبَاهَةَ والذِّكْرَا أما كانَ فِي تَيْمٍ بن مُرَّة وَاحدٌ * تُزَوِّجْهُ لَوْلاَ أرْدَتَ بِهِ الفَخْرا وَلَوْ كُنْت لمَّا أنْ أتَاكَ قَتَلْتَهُ * لأَحْرَزْتَهَا ذِكْرَاً وَقَدَّمْتَهَا ذُخْرَا فَأَضْحَى يَرَى مَا قَدْ فَعَلْتَ فَرِيضةً * عَلَيْكَ؛ فَلاَ حَمْدَاً حَوْيْتَ ولاَأجْرَا 4443- أَوْفَرُ فِدَاءً مِنَ الأَشْعَثِ وذلك أن مَذْحِجَاً أسَرَتْهُ فَفَدَى نفسه بما لم يفد به عربي قط، لاَ مَلِك ولاَ سُوقة، بثلاَث آلاَف بعير، وإنما كان فداء الملك ألفَ بعير، وفي ذلك يقول عمرو بن معد يكرب: أتَانَا ثَائِراً بأبِيْهِ قَيْسٌ * فأهْلَكَ جَيْشَ ذلِكُمُ السَمَغْدِ وكانَ فِدَاؤُهُ ألَفَى قَلُوصٍ * وَألْفاً مِنْ طَريفَاتٍ وَتُلْدِ 4444- أوْحَى مِنْ عُقُوبَةٍ الفُجَاءَةِ أوْحَى: أي أسْرَعُ وأعْجَل، من قولهم: الوَحَى الوَحَى، أي العَجَلَ العَجَلَ، والفُجَاءة: رجل من بنى سُلَيم كان يقطع الطريقَ في زمن أبى بكر رضي الله عنه، فأتىَ به أبو بكر رضي الله عنه مع رجل من بنى أسد يُقَال له شُجَاع بن زَرْقَاء كان يُنْكَح في دبره نكاح المرأة، فتقدَّم أبو بكر في أن تُؤَجَّجَ لهما نار عظيمة، ثم زُجَّ الفُجَاءة فيها مَشْدُودا، فكلما مَسَّته النار سال فيها وصار فحمة، ثم زجّ شجاع فيها غير مشدود، فكلما اشتعلت النار في بدنه خَرَجَ منها، واحترق بعد زمان، فقال الناس بالمدينة: أوحى من عُقُوبة الفُجَاءة، فذهبت مثلاً 4445- أَوْغَلُ مِنْ طُفِيلٍ زعم أبو عبيدة أنه كان رجلاً من أهل الكوفة يُقَال له طُفيل بن زَلاَّل من بني عبد الله بن غَطَفان، وكان يأتي الولاَئم من غير أن يُدْعَى إليها، وكان يُقَال له "طُفَيْلُ الأعراِسِ" و "طُفَيْلُ العرائِسِ" وكان أول رجل لاَبَسَ هذا العملَ في الأمصار، فصار مثلاً ينسب إليه كل مَنْ يقتدي به فيُقَال: طُفَيلي، فأما العربُ بالبادية فإنها كانت تقول لمن يذهب إلى طعامٍ لم يُدع إليه: وَارِش، وتقول لمن فعل ذلك على الشراب: وَاغِل، وأهل الأمصار يسمون [ص 381] مَنْ فعل ذلك على الطعام واغلاَ، قَالَ شاعرهم: أَوْغَلُ فِي التَّطْفِيلِ مِنْ ذُبَابِ * عَلَى طَعَامٍ وَعَلَى شَرَابِ لَوْ أبْصَرَ الرُّغْفَانَ في السَّحَابِ * لَطَارَ في الجَوِّ بِلاَ حِجَابِ وقَالَ آخر: أوْغَلُ في التَّطفِيلِ مِنْ مثمود * ألْزَمُ لِلْشِّوَاءَ مِنْ سَفُّودِ يَعْمَلُ فِي الشِّوَاءَ وَالقَدِيدِ * أصَابِعاً أمْضَى مِنَ الحَدِيدِ وزعم الأَصمعي أن الطُفَيلي هو الذي يدخل على القوم من غير أن يُدْعَى، قَالَ: وهو مشتق من الطَّفَلِ، وهو إقبال الليل على النهار بظُلْمته، وقَالَ أبو عمرو: الطَّفَلُ الظلمة بعينها، وقَالَ ابن الأَعرَبي: يُقَال للطفيلي: اللَّعْمَظِيُّ، والجمع اللَعَامِظَة، وأنشد: لَعَامِظَةٌ بَيْنَ العَصَا وَلِحَائَهَا * أدْقَّاء أكَّالُونَ مِنْ سَقَطِ السفْرِ 4446- أَوْلَغُ مِنْ كَلْبٍ هذا من الوُلُوغ في الإناء وأما قولهم: 4447- أَوْلَغُ مِنْ قِرْدٍ فهذا بالعين غير معجمة من الوَلوع؛ لأنه يُولَعُ بحكاية كل ما يراه وأما قولُهم: 4448- أَوْضَحُ مِنْ مِرْآةِ الغَرِيبَةِ (انظر المثل رقم 4304 "أنقى متن مرآة الغريبة) فلاَن المرأة إذا كانت هَديَّا في غير أهلها تكون مِرْآتُها أبدا جِلِيَّةً تتعهد بها أمر وجهها. 4449- أوْطَأَ مِنْ الرِّيَاءِ هذا مثل حكاه وفسره المبرد، وزعم أن أهل كل صناعة ومَقَالَةٍ أحْذَقُ بها من غيرهم، ومن ذلك ما يروى عن محمد بن واسع أنه قَالَ: الاتقَّاء على العمل أشَدُّ من العمل، أَي يُتَّقَى عليه من أن يَشُوبه حُبُّ الرياء والسُّمْعة، ومنه ما يحكى عن أبي قُرَّةَ الجائع أنه قَالَ: الحمية أشدُّ من العلة، وذلك أنه يتعجَّلُ الأَذى في ترك الشَّهْوَة لما يرجو من تعقب العافية. 4450- أَوْحَى مِنْ صَدىً، ومِنْ طَرَفِ البُوقِ 4451- أَوْضَعُ مِنَ ابنِ قَوْضَعٍ 4452- أَوْلَجُ مِنْ رِيحٍ، ومِنْ زُجٍّ 4453- أَوْقَلُ مِنْ وَعِلٍ، ومِنْ غُفْرٍ 4454- أَوْثَبُ مِنْ فَهْدٍ [ص 382] 4455- أوْقَحُ مِنْ ذِئْبٍ 4456- أَوْقَى لِدِمِهِ مِنْ عَيْرٍ 4457- أَوْفَى مِنْ كَيْلِ الزَّيْتِ 4458- أوْجَدُ مِنَ المَاءِ وَمِنْ التُّرَابِ 4459- أوْفَرُ مِنَ الرُّمَانَةِ 4460- أوْسَعُ مِنَ الدَّهْنَاءِ، ومِنَ اللّوحِ 4461- أوْثَقُ مِنَ الأَرض، وَأوْطَأ مِنَ الأَرض 4462- أَوْهَنُ مِنْ بَيْتِ العَنْكَبُوتِ 4463- أوْهَى مِنَ الأَعْرَج *3* http://www.al-eman.com/Islamlib/images/up.gif المولدون وَعَظْتَ لَوْ اتَّعَظْتَ وَقِّرْ نَفْسَكَ تُهَبْ وَضِيعَةٌ عاجِلَةٌ خَيْرٌ مِنْ ربحٍ بَطِيء وَقَعَ اللّصُّ على اللِّصِّ وَجْهُهُ يَرُدُّ الرِّزْقَ وَقَعَ نَقْبُهُ على كَنِيفٍ وَجْهٌ مَدْهُونٌ وَبَطْنٌ جَائِعٌ وَاحِدُ أمِّه يضرب ذلك للشيء العزيز وَقعَتْ آجُرَّةٌ وَ لَبِنَةٌ في الماءِ فَقَالَتِ الآجُرَةَ: وابْتِلاَلاَهُ، فَقَالَتِ اللِّبِنَةُ: فَمَاذَا أقُولُ أنَا؟ وَعْدُ الكَرِيمِ ألْزَمُ مِنْ دَيْنِ الغَرِيم الوَلَدُ ثَمَرَةُ الفُؤَادِ الوَجْهُ الطَّرِىُّ سَفْتَجَةٌ (السفتجة: أن تعطى في بلدك مالاَ لآخر، وتكون مسافرا إلى بلد، ويكون لمن أعطيته المال عميل في تلك البلد، فتسوفي مالك من ذلك العميل؛ فتستفيد أمن الطريق) الوَثْبَةُ على قَدْرِ الإمكَانِ الوَثْيقَةُ في نَصِّ الحديثِ على أهْلِهِ. |
الباب السابع والعشرون فيما أوله هاء
4464- هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ الهُدْنَة في كلام العرب: اللَّينُ والسُّكون ومنه قيل للمصالحة: المُهَادنة؛ لأنها مُلاَينة أحد الفرقين الآخر، ومنه قول الطُّهَوِى وَلاَ يَرْعُونَ أَكْنَافَ الهُوَيْنَا * إذَا حَلُّوا ولاَ أرْضَ الهُدُونِ [ص 383] والدَّخَن: تَغَيُّر الطعام وغيره مما يصيبه من الدُّخَان، يُقَال منه: دَخِنَ الطعامُ يَدْخَنُ دَخْنَاً؛ إذا غَيَّرَه الدُّخَان عن طعمه الذي كان عليه، فاستعير الدَّخَنُ لفَسَاد الضمائر والنيات 4465- هَلْ بِالرَّمْلِ أو شَالٌ؟ الوَشَلُ: الماء المنحدِر من الجبل، يُقَال: وَجبل وَاشِل يقطر منه الماء، ولاَ يكون بالرمل وَشَل. يضرب عند قلة الخير، وللشيء لاَ يوثق به، وللبخيل لاَ يَجُودُ بشيء. 4466- هَلْ تُنْتَجُ النَّاقَةُ إلاَ لَمنْ لَقِحَتْ لَهُ يُقَال: نُتِجَتِ الناقةُ - على مالم يَسَمَّ فاعله - وأنتَجَتُها أنا، إذا أعنتها على ذلك، والناتج للنوق كالقابلة للإنسان، ولَقِحَتْ تَلْقَحُ لقحا ولِقَاحا، والناقة لاَقح ولَقُوح، ومعنى المثل: هل يكون الولد إلاَ لمن يكون له الماء؟ يضرب في التشبيه. ويروى "لما لقحت له" أي للقاحها أي لقبول رحمها ماءً الفحلِ، يشير إلى صِدْقِ الشَّبَه، و"ما" مع "لقحت" للمصدر. 4467- هَيْنٌ لَيْنٌ وَأودَتِ العَيْنُ يُقَال: إن المثل سار من قول دُغَةَ وذلك أن صَوَاحبها حَسَدْنها على أنساع كُنَّ لها جُدُدٍ جعلت تَئِط إذا ركبت، فقلن لها: ويْحَكْ يا دُغَةُ إن أنساعك تئط، وإذا سَمِعَ أطيطَها الرجالُ قَالَوا: هذا ضُرَاط دُغَةَ، لو أنك دَهْنتها فهو ألين لها وأبقى، فيذهب عنك هذا الذي تخافين عاره، قَالَت: فإني فاعلة، فلما نزلت حملت النساء إليها السَّمْنَ في الأقداح، فلما صار السمن بيدها أخذت نِسْعاً من أنساعها فقَطَرت على بعض نَوَاحيه من السمن، فاسْوَدَّ ولاَنَ، فعند ذلك قَالَت دُغَة: هين لين وأودت العين، تعنى بالعين حُسْنَ النِّسْعِ. يضرب لمن هَمَّ بإصلاَح شيء فأفسده، بل أهلك عينه. وقَالَ أبو عمرو: يضرب لمن نزل به أمر فيُقَال له: صبراً فقد كنت عُرْضَةً لأَعظَمَ مما نزل بك. 4468- هُوَ العَبْدُ زَلَمَةُ. أي: قدُّه قَدُّ العبدِ، يُقَال: هو العبد زَلَمَةً وزَلْمَةً وزَلُمَةً وزَلْمَةً، والنون تعاقب اللام في جميع الوجوه، يُقَال: زَلَمْتُ القَدحَ وزَنَمْتْهُ، أي سَوَّيْتُه ونَحَتُّه، يُقَال: قدحٌ مُزَلَّم وزلِيم، فكأنه قَالَ: هو العبد مَزْلُوما، أي خلقه الله على خلقة العبد حتى إن من نظر إليه رأي آثار العبيد عليه. [ص 384] يضرب للئيم. ويحكى أن الحجاج قَالَ لجَبَلَة بن عبد الرحمن البَاهِلي: أخبرني عن قتيبة بن مسلم فإني قد أردت التزويج إليه، فَقَالَ: أصلح الله الأمير! هو والله في صُيَّابة الحي، قال الحجاج: إني واللهِ ما أدري ما صيَّابة الحي، الحي لكني أعطي الله عهدا لئن أصبت فيه ثلبا لأَقْطَعَنَّ منك طابقا، فَقَالَ: هو والله العبد زَلَمَةً، أي لاَ شَكَّ في لؤمه. 4469- هَاجَت زَبْرَاءُ أصله أنه كان للأَحنف بن قَيْس خادم سَليطة تُسَمَّى زَبْرَاء، وكانت إذا غضبت قَالَ الأَحنفُ: قد هاجت زَبْرَاء، فذهبت مثلاً في الناس، حتى يُقَال لكل إنسان إذا هاج غضبه: قد هاج زَبْرَاؤه، والأَزْبَر: الأَسد الضخم الزُّبْرَة، وهي موضع الكاهل، واللَّبْؤة زَبْرَاء. 4470- هَجَمَ عَلَيْهِ نِقَابَاً قَالَ الأَصمعي: أي اهْتَدَى إليه بنفسه ولم يَحِدْ عنه، ونصب "نِقَابا" على المصدر أي فَجْأةُ فَجْأةً. 4471- هُوَ في مَلاَءِ رَأْسِهِ يضرب للرجل يُشْغَلُ عنك بِمُهِمٍّ يحدُث له. 4472- هُوَ قَفَا غَادِرٍ شَرٌّ أصله أن رَجُلاً من تميم أجار رجلاً، فأراد قومُه أن يأكلوه، فمنعهم، فَقَالَت الجارية لأبيها: أرِنِي في هذا الوافي، وكان دمِيمَ الوجْهِ، فأراها إياها، فلما أبصرت دَمَامَتَه قَالَت له: لم أر كاليوم قَفَا وافٍ، فسمعها الرجلُ فَقَالَ: هو قفا غادر شر. قوله "قفا غادر" في موضع النصب على الحال، أي هو شر إذا كان قفا غادر، والمعنى لو كان هذا القفا على دَمَامته لغادرٍ كان أقْبَحَ؛ إذ جَمَعَ بين الغَدْر والدَّمَامة، وهذا كما يُقَال: هو راكب جملٍ أطولُ، ويجوز أن يكون "هو" ضمير الشأنِ والأمر و"قفا" في موضع الرفع بالابتداء، أي الأمر والشأن قفا غادرٍ شَرٌّ من دمامتي. يضرب لمن لاَ يُنْظَر له، وفيه خصال محمودة، وقد يُقَال: هي قفا غادرٍ بالتأنيث على أن تكون "هي" ضمير القصة، أو لأَن القفا يذكر ويؤنث. 4473- هُوَ ألْزَمُ لَكَ مِنْ شَعَرَاتِ قَصِّكَ يريد أنه لاَ يفارقك، ولاَ يستطيع أن تلقيه عنك. يضرب لمن ينتفي من قريبه، ويضرب [ص 385] أيضاً لمن أنكر حقا يلزمه من الحقوق. والقَصُّ والقصص: عِظَامُ الصدر، وشعره لاَ يُحْلَق، ويجوز أن يراد بالقصِّ مصدر قصَصْتُ الشَّعْرَ بالمِقَصِّ، ويقول: لاَ يفارقك ما تنتفي منه وإن قصدت إزالته كما لاَ تفارقك هذه الشعرات وإن قَصَدَها قصك. 4474- هُوَ أَزْرَقُ العينِ يضرب في الاستشهاد على البغضِ. قَالَ الأَصمعي: هو من صفات الأَعداء وكذلك "هو أسْوَدُ الكَبِدِ" و "هم سُودُ الأَكباد" و "صُهْبُ السِّبَالِ" قَالَ: معنى كلمة العداوة، وليس يراد به نعوتُ الرِجَال، ولاَ أدري لعل أصله من النعت. 4475- هُوَ عَلَى حُنْدُرِ عَيْنِهِ الحُنْدُورُ والحُنْدورَة: الحدقة. يضرب لمن يُسْتثْقِلُ حتى لاَ يقدر أن ينظر إليه. 4476- هُمُّهُ في مِثْلِ حَدَقَةِ البَعِيرِ يضرب لمن هو في خَصْب ونَعْمة، وذلك أن حدقة البعير أخْصَبُ ما فيه؛ لأن بها يعرفون مقدار سمنها، وفيها يبقى آخر النِّقْى (النقى - بكسر النون وسكون القاف مخ العظام، وشحمة العين من السمن) وفي السلامي، قال الراجز يذكر إبلا: مَا تَشْتَكِينَ عَمَلاً مَا أنْقَيْنْ * مَادَامَ مُخٌّ فِي سلامى أوْ عَيْنْ ومثلُه: 4477- هُمْ في مثْلِ حَوْلاَءِ النَّاقَةِ قَالَ اللحياني: الحِوَلاَء (يُقَال: ليس في العربية على فعلاَء - بكسر ففتح - سوى حولاَء وعنباء وسيراء) والحُوَلاَء من الناقة هو قائد السَّلَى، أي يخرج قبله، ويراد به كثرة العُشْب؛ لأَن ماء الحِوَلاَء أشَدُّ ماء خُضْرَةً، قَالَ الشاعر: بأغَنَّ كَالحِوَلاَءِ زَانَ جَنَابَهُ * نَورُ الدَّ كَادِكِ سُوقُهُ تتَخَضَّضُ وقَالَ رائد: تركتُ الأَرض مخضرة كأنها حِوَلاَء، بها قَصِيصة رَقْصاء، وعَرْفَجَة خاضِبِة حَمْرَاء، وعَوْسَج كأنه النعام من سَواده 4478- هُوَ يَقْرَعُ سِنَّ نَادِم ويروى "سِنَّ النَّدَمِ" قَالَ جرير: إذا رَكِبَتْ قَيْسٌ بِخَيْلٍ مُغِيرَةٍ * عَلَى العَيْنِ يَقْرَعْ سِنَّ خَزْيَانَ نَادِمِ 4479- أهْدِ لِجَارِكَ أشَدُّ لمَضِغِكَ يعني أنك إذا أهديتَ لجارك أهْدَى إليك، فيكون إهداؤه أشَدَّ لِمَضْغِكَ 4480- هُوَ يَحُطُّ في هَوَاهُ أي يَعْتَمِد في منفعته.[ص 386] وهو مثلُ قولهم: 4481- هُوَ يَحْطِبُ في حَبْلِهِ 4482- هَذَا أمرٌ لَيْسَ دُونَهُ نَكْبَةٌ ولاَ ذُبَاحٌ النَّكْبَة: أن ينكبك الحجر، والذُّبَاح: شَقٌّ يكون في باطن أصابع الرجل. يضرب في الأمر يَسْهُل من وجهين؛ لأَن الطريق إذا لم يكن فيه حجارة تَنْكُب ولم يكن في رِجْلِ الراجل شُقُوق سَهْل عليه أن يسير 4483- هَيْهَاتَ تَضْرِبُ في حديدٍ بارِدٍ هيهات: معناه بَعُد، وفيه لُغَات: الفتح، والكسر، والضم بغير تنوين، وبالتنوين أيضاً ويجوز "أيهات" بالتاء "وأيهان" بالنون. يضرب لمن لاَ مَطْمَعَ فيه، وأوله: يَا خَادِعَ البُخْلاَء عَنْ أمْوَالهم * هَيْهَاتَ تَضْرِبُ في حَدِيدٍ باردٍ 4484- هَا أَنَا ذَا وَلاَ أنا ذَا يقولهُ الرجلُ بقَالَ له: أين أنت؟ فيقول: ها أنا ذا ولاَ أنا ذَا، أي ولا أُغْنِي عنك غَناء 4485- الهَابِي شَرٌّ مِنَ الكابي يُقَال: هَبَا الجمرُ هُبُواًّ، إذا خَمَدَ وصار رَمَادا هابيا، أي صار كالهبَاء في الدِّقَّة، وكبا الجمر: إذا صار فَحْماً، وهو أن تخمد ناره يضرب للفاسِدَين يَزِيدُ فسادُ أحِدهما على الآخر. 4486- هُرِيقَ صَبُوحُهُم على غَبُوقِهِمْ يضرب للقوم نِدِمُوا على ما ظهر منهم. وقَالَ بعضهم: أي ذَهَبا جميعاً فلاَ صَبُوحَ ولاَ غَبُوقَ. 4487- هَيْهَاتَ طَارَغِرْ بانُها بِجِرْ ذَانِكَ يضرب للأمر الذي فاتَ فلاَ مَطْمَع في تَلاَفيه ومثلُه: (مَتَى عَهْدُكَ بأسْفَلِ فيكَ؟). 4488- هؤلاَءِ عِيالُ ابنِ حُوبٍ يضرب لمن أصبَحَ في جهد ومَشَقَةً، والجوبُ: الشدَّة 4489- هَذا الذّي كُنْتِ تَخْبَئِينَ يخاطب امرأة ظَنَّ بها جَمَالاً تستره، فلما رآها خاب ظَنُّه وقَالَ: هذا الذي كنت تكتمين. يضرب لمن خَالَفَ ظنكَ فيما كنتَ راجياً له. 4490- هَيْهَاتَ مِنْ رُغَائِكِ الحَنينُ الرُّغَاء: الضَّجيجُ، والحنين: تَشَوَّقٌ إلى الولد أو وَطَن، يقول: بَعُدَ الحنين من الرُّغَاء، يعني أن بينها فرقاً. يضرب للمتخلفين في أحوالها 4491- هَيْهَاتَ تَطْرِيقٌ مَعَ الرِّجْلِ كَذِبٌ التَّطْرِيق: أن تخرج يَدُ الولدِ مع [ص 387] الرأس فإذا خرج الرجلُ قبل اليد فهو اليَتْنُ، وهو المذموم، وربما يموت الوالد والأم إذا ولد كذلك. يضرب لمن رَكِبَ طريقاً لاَ يُفْضي به إلى الحق والخير. 4492- هَيْهَاتَ مَحْفىً دُونَهُ وَمَرمَضٌ المَحْفَى: موضع يُحْفَى منه لخشونته، والمَرْمَضُ: موضع يَرْمَضُ [السائر] فيه، أي يحترق لحرارةِ رَمْلِهِ. يضرب لما لاَ يُوصَلُ إليه إلاَ بشدة وتَعَب ومقَاساة عَنَاء ونصَب 4493- هُوَ ابنُ شَفٍّ فَدَعِ العِتَابا الشَّفُّ: الفَضْل والنقصان أيضاً، وهو من الأَضداد، يقول: هو صاحب نقصان في المروءة وفي المودة وإن أظهر لك الوداد والميلَ فدَع عتابه ولاَ تَسْكُنْ إليه. يضرب للواهي حَبلِ الودَاد. 4494- هَنِيئاً مَرِيئاً غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ سمع الشَّعْبِيُّ قوماً ينتقصونه، فَقَالَ: هنيئاً مريئاً، البيتَ قَالَوا: كان كُثَيِّرٌ في حَلَقة البصرة ينشد أشعاره، فمرت به عَزَّهُ مع زوجها، فَقَالَ لها زوجُها: أعِضِّيِه، فاستَحْيَتْ من ذلك، فَقَالَ لها: لَتِعضَّنَّهُ أو لأضربنك، فَدَنَتْ من تلك الحلقة، فأعَضَّتْه، وذلك أنها قَالَت: كذا وكذا بفم الشاعر، فَعَرَفَهَا كثير، فَقَالَ: يُكلِّفُها الخِنْزِيرُ شَتْمَي، ومَا بِهَا * هَوَانِي، ولكِنْ للِمَلِيك اسْتَذَلَّتِ هَنِيئاً مَرِيئاً غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ * لِعَزَّةَ مِنْ أعْرَاضِنَا مَا اسَحَلَّتِ 4495- الهَوَى الهَوَانُ أولُ من قَالَ ذلك رجلٌ من بني ضَبَّةَ يُقَال له أسعد بن قيس، وصفَ الحُبَّ فَقَالَ: هو أظهرُ من أن يَخْفَى، وأخفى من أن يُرَى، فهو كامن كُمُون النار في الحجَرِ، إنْ قَدَحْتَه أوْرَى، وإن تركته تَوَارى، وإنَّ الهَوَى الهوانُ، ولكن غلظ باسمه؛ وإنما يَعْرِفُ ما أقول، منْ أبكته المنازلُ والطلولُ، فذهب قوله مثلاً 4496- هَذَا أحَقُّ مَنْزِلٍ بِتَرْكٍ يضرب لكل شيء قد اسْتَحَقَّ أن يُتْرَك من رجلٍ أو جِوار أو غيره وقَالَ أبو عوسجة: هذا أحقُّ مَنْزِلٍ بِتَرْكِ * الذئبُ يَعْوِي وَالغُرَابُ يَبْكِي 4497- هُوَ مَكَانُ القُرَادِ مِنَ اسْتِ الجَمَلِ يضرب لمن يلاَزم شيئاً لاَ يفارقه البتة 4498- هذا أَوَانُ شَدِّكُمْ فَشَدُّوا مثلُ قولهم: [ص 388] 4499- هذا أوانُ الشَّدِّ فَاشْتَدى زِيَمْ (سيكرره المؤلف، ويأتى برقم -4520) 4500- هُوَ لَكَ عَلَى ظَهْرِ العَصَا مثل قولهم: 4501- هُوَ عَلَى طَرَفِ الثُّمَام (سيكرره، ويأتى برقم 4571) لما يوصَلُ إليه من غير مشقة 4502- هُوَ كَدَاءِ البَطْنِ لاَ يُدْرَي أنَّى يُؤْتى يضرب لمن لاَ يخلص منه 4503- هُمُ المِعَى والكَرِشُ يضرب في إصلاَح الأمر بين القوم، وقَالَ: يا أيُّهَذَا النَّائِمُ المُفْتَرِشْ * لَسْتَ عَلَى شيء فَقُمْ وَانْكَمِشْ لِسْتَ كَقَوْمٍ أصْلَحُوا أمْرَهُمْ * فأصْبًحُوا مِثْلَ المِعَى وَالكَرِشْ 4504- هُوَ حَيَاءُ مَارِخَةَ مارخة: امرأة كانت تتَخَفَّر فعثر عليها تنبش قبرا. يضرب في فَرْطِ الوقَاحة 4505- هَادِيَةُ الشَّاةِ أبْعَدُ مِنَ الأذَى الهادية: الرقَبَة والكتف والذراع، وبُعْدُها من الأذى تَنَحِّيها من الكرش والحَوَايا والأعْفَاج والجَوَاعر، وفي قبائل قضاعة قبيلة يُقَال لها بَلِى، فهم لاَ يأكلون الأَلْيَةَ لقربها من الجواعر ولأنها طَبَقُ الاَسْتِ 4506- هَدْمَةُ الثَّعْلَبِ يعنون جُحْره المهدوم يضرب للقوم يقع بينهم الشر، وقد كانوا من قبل على صلح 4507- هُوَ دَرْجَ يَدِكَ وهي وهما وهم دَرْجَ يدك، المذكر والمؤنث والواحد والجمع والاَثنان سَوَاء، ومعناه طَوْع يدك، قَالَه الشرقي، وكذلك قَالَ أبو عمرو، ونصب "دَرَجَ" على الظرف، كما يُقَال: أنْقَدته دَرْجَ كتابي، وروى المنذري "دَرَجَ" بنصب الراء، كما يُقَال: ذهب دَمُهُ دَرَجَ الرياح، إذا بَطَلَ وهدر 4508- هُوَ عَلَى حَبْلِ ذرَاعِكَ أي الأمر فيه إليك. يضرب في قرب المتَنَاوَلِ. قَالَ الأَصمعي: يضرب للأَخ لاَ يُخَالف أخاه في شيء بإخائه وإشفاقا عليه. أي هو كما تُريد طاعةً وانقيادا لك، وحَبْلُ الذراع: عِرْقٌ في اليد. 4509- هذِهِ يَدِي لَكَ كلمة يقولها المُنْقَاد الخاضَع، أي أنا بين يديك فاصنع بى ما شئت. [ص 389] 4510- هُوَ عِنْدِي بِاليَمِينِ أي بالمنزلة الشريفة. ويُقَال في ضده: 4511- هُوَ عِنْدِي بِالشِّمَالِ أي بالمنزلة الخسيسة، قَالَ أبو خِرَاشٍ: رَأيْتُ بَنِي العَلاَتِ لَمَّا تَصَافَرُوا * يَجُرُّونَ سَهْمِي دُونَهُم في الشَّمَائِلِ أي يجعلون سَهْمِي وحَظِّي في المنزلة الخسيسة. 4512- هُمْ علَيْهِ يَدٌ وَاحِدَةٌ أي مجتمعون، ومنه قوله عليه الصلاَة والسلام "وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ" 4513- هَلَكُوا عَلَى رِجْلِ فُلاَنٍ أي على عهْده، ويروى عن سعيد بن المسيب أنه قَالَ: ما هلَكَ على رِجْلِ أحْدٍ من الأََنبياء ما هلك على رِجل موسى عليه الصلاَة والسلام. 4514- هذَا حِرٌ مَعْرُوفٌ أولُ من قَالَ ذلك لقمانُ بن عادٍ بن عَوْص بن إرَم. وذلك أن أخته كانت تحت رجلٍ ضعيفٍ، وأرادت أن يكون لها ابن كأخيها لقمان في عَقْله ودَهَائه، فَقَالَت لاَ امرأة أخيها: إن تَعْلى ضعيفٌ، وأنا أخاف أن أضعف منه فأعِيِرِيني فراشَ أخي الليلة، ففعلت، فجاء لقمان وقد ثَمِلَ فبطش بأخته، فعلَقَتْ منه على لُقَيم، فلما كانت الليلة الثانية أتي صاحبته فَقَالَ: هذا حِرٌ مَعْرُوف. وقد ذكره النَّمِرُ بن تَوْلب في شعره فَقَالَ: لُقَيْمُ ابنُ لُقْمَانَ مِنْ أخْتِهِ * فَكَانَ ابنَ أخْتٍ لَهُ وَابْنَمَا لَيَالي حمق فَما اسْتَحْقَبَتْ * إلَيْهِ فَغُرَّ بها مُظْلِمَا فَأحْبَلَهَا رَجُلٌ نَابِهٌ * فَجَاءَتْ بِهِ رَجُلاً مُحْكمَا 4515- هُنِئتَ وَلاَ تُنْكَهُ قَالَ أبو عبيد: أي أصبت خيراً ولا أصابك الضر. قَالَ الأزْهري: هُنِّيئتَ أي ظَفِرْتَ ولاَ تُنْكَ بغير هاء، فإذا وقف على الكاف اجتمع ساكنا فحُرِّكَ الكافُ وزيدت الهاء للسكوت عليها، ولاَ تُنْكَ: أي لاَ نُكِيتَ أي لاَ جَعَلَكَ الله منهزما مَنْكِّياً، ويجوز ولاَ تَنْكَه - بفتح التاء - يُقَال: نَكَيْتُ في العدو، أي هزمته؛ فنكِي ينْكَي نكاء هذا كله حكاه عن أبى الهيثم. وقَالَ أبو عمرو: هنيت ولم تَبْكِه، أي وجَدْتَ ميراثَ مَنْ لم تبكه. [ص 390] ويروى هُنِئْتَ من الهِنْء وهو العَطَاء، أي أُعْطَيْتَ، ولاَ تنكه، أي لا تنك فيك، ثم حذف "فيك" وقَالَ: ولاَ تُنْك، ثم أدخل هاء السكت. |
4516- هُم في أَمْرٍ لاَ يُنَادَي وَلِيدُهُ قَالَ أبو عبيد: معناه أمر عظيم لاَ ينادي فيه الصغار، وإنما يُدْعَى فيه الكهول والكبار وقَالَ الفراء: هذه لفظه تستعملها العرب إذا أرادت الغاية في الخير والشر. وأنشد فيه الأَصمعي: فأقْصَرْتُ عَنْ ذِكْرِ الغَوَانِي بِتَوْبَةٍ * إلَى الله مِنِّى لاَ يُنَادَي وَلِيدُهَا وقَالَ آخر: ومنهن فسق لاَ يُنَادَى وَليدُهُ وينشد: لَقَدْ شَرْعَتْ كَفَّا يَزِيدَ بنْ مزْيَدٍ * شَرَائِعَ جُودٍ لاَ يُنَادَي وَلِيدُها وقَالَ الكلاَبي: هذا مثل يقوله القوم إذا أخصبوا وكثرت أموالهم، فإذا أهوى الصبي إلى شيء ليأخذه لم يُنْهَ عن أخذه ولم يُصَحْ به؛ لكثرته عندهم، وقَالَ أصحاب المعاني أي ليس فيه وليد فيدعى، وأنشد: سَبَقْتُ صِيَاحَ فَرَارِيجهَا * وصَوْتَ نَوَاقِيسَ لمْ تُضْرَبِ أي لست ثمَّ نواقيسُ فتضرب ولكن هذا من أوقاتها. 4517- هَوْتْ أُمُّهُ أي سَقَطت، وهذا دعاء لاَ يراد به الوقوع، وإنما يُقَال عند التعجب والمَدْح، قَالَ الشاعر: هَوْتْ أُمُّهُ مَا يَبْعَثُ الصبح غاديا * وَمَا ذا يُؤَدِّي اللَّيْل حِينَ يَؤُبُ معناه التعجب، يُقَال: العربُ تدعو على الإنسان والمراد الدعاء له، كما يُقَال للديغ: سَلِيم، وللمهلكة: مَفَازة، على سبيل التفاؤل ومعنى "ما يبعث الصبح" إمعانه في وصفه بالجلد حين يصبح، أي ما يبعث الصبحُ منه وكذلك ماذا يؤدي الليلُ منه حين يمسي، فحدف "منه" كما يُقَال: السَّمْنُ مَنَوَان بدرهم، أي منوان منه بدرهم. 4518- هَلْ لَكَ في أُمِّكَ مَهْزُولَةً؟ قَالَ: إنَّ مَعَهَا إحْلاَبَةَ الإحلاَبة: أن يحلبَ الرجلُ ويبعثَ به إلى أهله من المرعَى، يريد هل لك طمع في أمك في حال فقرها، أي لاَ تَطْمَعْ فيها فليس بشيء، قَالَ: إن معها إحلاَبة. يضرب في بقاء طمع الولد في إحسان الأم [ص 391] 4519- هَذَا التَّصَافِي لاَ تَصَافِي المِحْلَبِ قَالَ أبو عمرو بن العَلاَء: خرج رجلاَن من هُذَيل بن مُدْركة ليُغِيَرا على فَهْم على أرجلها، فأتَيَا بلاَد فَهْم فأغارا، فقتلاَ رجلاً من فَهْم، ونذر بهما، فأخِذَ عليهما الطريقُ فأسِرَا جميعا، فقيل لهما: أيكما قَتَلَ صاحبنا؟ فَقَالَ الشيخ: أنا قتلته وأنا الثأر المُنِيمُ، وقَالَ الشاب: أنا قتلته دون هذا الشيخ الهِمِّ الفاني، وأنا الشابُّ المقتبلُ الشباب، وأنا لكم الثأر المنيم، فقتلوا الشيخ بصاحبهم، وطمعوا في فِدَاء الشاب، فَقَالَ رجل من فَهْم: هذا التصافي لا تصافي المِحْلَب، ويروى "المشعل" وهو إناء ينبذ فيه، أي هذه المصافاة لاَ مصافاة المؤاكلة والمشاربة. يضرب في كرم الإخاء. 4520- هَذَا أوان الشَّدِّ فَاشْتَدِّي زِيَمْ (سبق برقم 4499) زعم الأصمعي أن "زِيَمْ" في هذا الموضع اسمُ فرسٍ، وشَدَّ واشْتَدَّ إذا عدا. يضرب للرجل يؤمر بالجِدِّ في أمره. وتمثل به الحجاجُ على منبره حين أزعج الناسَ لقتال الخوارج. وأورد أبو عبيد هذا المثل مع قولهم "لَيْسَ هَذَا بعُشِّكِ فَادْرُجِي، يضرب للمتشبع بما ليس عنده، يؤمَرُ بإخراج نفسه منه، ولاَ نسبة بينهما، إلاَ أن يُقَال: أراد هذا ليس وقت الجمام، بل هذا وقت العدو حتى يكون بإزاء قوله "ليس هذا بعشك فادْرُجِي" 4521- هُما كَفَرَسَي رِهَانٍ يضرب للاثنين إلى غاية يَسْتَبِقَانِ فيستويان، وهذا التشبيه يقع في الاَبتداء، لاَ في الاَنتهاء؛ لأَن النهاية تُجَلَّى عن سَبْق أحدهما لاَ محالة. ومثلُه قولُهم: 4522- هُمَا كَرُكْبَتِي البَعِيرِ قَالَ ابن الكلبي: إن المثل لِهرِمِ بن قُطْبةَ الفَزَاري، تمثَّلَ به لعلْقمة بن عُلاَثة وعامر بن الطُّفَيل الجعفر بين حين تنافرا إليه، فَقَالَ: أنتما كَرُكْبَتَي البعير يا ابني جعفر تَقَعَانِ مَعاً، ولم يُنْفِّرْ أحَدَهما على الآخر، وذلك أنهما انتهَيَا إليه مساء، فأمر لكل واحدٍ منها بُقَّبةٍ، وأمر لهما بالأنزال وما يحتاجان إليه، فلما هَدَأت الرِّجْلُ أتى عامرا فَقَالَ له: لماذا جئتني؟ قَالَ: جئْتُك لُتَنَفِّرني على علقمة، فَقَالَ: بئس الرأي رأيت، وساء ما سَوَّلَتْ لك نفسُكَ، أفْضِّلُكَ على علقمة ومن أمره كذا وكذا؟ يعدِّد مفاخِرَه ومآثره وقديمه وحديثَه، والله لئن رأيتُك غداً معه [ص 392] متحاكمين إلىَّ لاَنفرنَّهُ عليك، ولاَ يطلق القلم مني به وبك غيره، ثم تركه ومضى إلى عَلْقَمة فَقَالَ: ما جاء بك؟ قَالَ: جئتك لتنفِّرِني على عامر فقال: أين غاب عنك حلمكَ ؟ أعلى عامر أفضِّلُك؟ وقديم عامر كذا وكذا، وحَسَبَهُ كذا، والله لئن نافَرْتَهُ إلى لأحكمن له، فأقْدِمْ على ما تريد أو أَحْجِمْ عنه، ثم فارقه ورجع إلى بيته، فلما أصْبحَا قَالاَ: نرجع ولاَ حاجة بنا إلى التنافر، ولاَ يدري كل واحدٍ منهما ما عند صاحبه، فلما كانا في بعض الطريق تلقَّاهُما الأعْشَى، فسألهما عما خرجا له، فأخبره بقصتهما، فَقَالَ الأعْشَى لعلقمة: مالي عندك إن نَفَّرْتُكَ على عامر؟ قَالَ: مائة من الإبل، قَالَ: وتُجِيرُنِي من العرب؟ قَالَ: أجيرك من قومى، فَقَالَ لعامر: فإن أنا نفرتك على علقمة فمالي عندك؟ قَالَ: مائة من الإبل، قَالَ: وتُجيرُني من أهل الأَرض؟ قَالَ: أجيرك من أهل السماء والأَرض، قَالَ الأعْشَى: تُجيرُني من أهل الأَرض فكيف تُجيرُني من أهل السماء؟ قال: إن مات أحد من وَلْدَك أو أهلك ودَيْتُه، وإن ماتت لك ماشية فعليَّ عِوَضُها، قَالَ: نعم، فمدح عامرا، وهجا علقمة، فَقَالَ من قصيدته في هجائه: أعَلْقَمُ قَدْ حَكَّمْتَنِي فوجدتني * بكُم عالما عند الحكومة غائصاً كِلاَ أبَوَيْكُم كانَ فَرْعَى دِعَامَةٍ * ولكنَّهُمْ زَادُوا وَأصْبَحْتَ نَاقِصَاً تَبِيتُونَ في المَشْتى مِلاَءً بُطُونُكُمْ * وَجَارتُكُمْ غَرْثَى يَبتْنَ خَمَائِصَاً فَمَا ذَنْبُنَا إن جَاشَ بَحْرُ ابن عَمَّكُمْ * وتَجْرُك سَاجٍ مَا يُوارِي الدَّعَامِصَاً (الدعامص: جمع دعموص. وهي دويبة تغوص في الماء) وكان يُقَال: مَنْ مدحه الأعْشَى رَفَعه ومَنْ هَجَاه وضَعه، وكان يُتَّقَي لسانه، وكان علقمة ممن آمن وصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما عامر فلاَ. 4523- هّذا الَّذي كُنْتِ تَحْيَيْنَ يُقَال: حِييتُ حَيَاء، أي استَحْيَيْتُ وأصل المثل أن امرأة سَتَرت وَجْهَها، فظهر منها هَنُا، فقيل لها: هذا الذي كنت تستحيين منه فقد بدا وانكشف. يضرب لمن رام إصلاَح شيء فأفسده. 4524- هَذَا أمْرٌ لاَ يفِي لهُ قَدْرِي أي أمر لا أقربه ولا أقبله 4525- أَهْنَى المَعْرُوفِ أَوْحاهُ أي أعْجَلهُ، من قولهم الوَحَي الوحَي، أي العَجَلَ العَجَلَ.[ص 393] 4526- هَذِهِ خَيْرُ الشَّاتَيْنِ جِزَّةً يضرب للشيئين يَفْضُل أحَدُهما على الآخر بقليل، ونصب "جزة" على التمييز. 4527- هانَ على الأمْلَس مالا قَي الدَّبرُ يضرب في سوء اهتمام الرجل بشأن صاحبه 4528- هذا أَمْرٌ لاَ تَبْرُكُ عَلَيهِ الإِبِلُ يضرب للأمر العظيم الذي لا يصبر عليه 4529- هوَ أذَلُّ مِنْ حِمَارٍ مُقَيَّدٍ قَالَ المتلمس: وَمَا يُقِيمُ بدارِ الذَُلِّ يَعْرِفُهَا * إلاَ الأذَلاَنِ عَيْرُ الحَيِّ وَالوَتِدُ هذا عَلَى الخَسْفِ مَرْبُوطٌ بِرُمَّتِهِ * وَذَا يُشَجُّ فَمَا يَبْكِى لَهُ أحَدُ 4530- هُوَ يَبْعَثُ الكِلاَبَ عَنْ مَرابِضِهَا. يضرب للرجل يخرج بالليل يسأل الناس مِنْ حِرصه فتنجه الكلاَب؛ فذلك بَعْثُه إياها عن مرابضها. ويُقَال: بل يثير الكلاَبَ يطلب تحتها شيئاً لشَرَهِهِ وحرصه على ما فضل من طعامها 4531- هَلْ أوفَيْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ وتَقَلَّيْتُ الإيفاء: الإشراف، والتَّقَلِّي: تجاوزُ الحدِّ يضرب لمن بَلَغَ النهايةَ وزاد على ما رسم له 4532- هُمَا يَتَماشَنان جِلْدَ الظَّربِانِ يضرب للرجلين يقع بينهما الشر فيتفاحشان 4533- هُوَ بَيْنَ حاذِفٍ وقاذِفٍ الحاذف: بالعصا، والقاذف: بالحصا. قَالَوا: المعنى في الأَرنب؛ لأنها تُحْذَفُ بالعَصَا وتقذف بالحجر. يضرب لمن هو بين شَرَّيْنِ قَالَ اللحياني: يُقَال قَالَ الوبر للأرنب: آذان آذان، عَجُزٌ وكتفان، وسائرك أكلتان، فَقَالَ الأرنب: وبروبر، عجز وصدر، وسائرك حقر نقر. 4534- هُمْ في خَيْرٍ لاَ يَطِيرُ غُرَابُهُ أصله أن الغراب إذا وقع في مَوْضع لم يجتح أن يتحوَّلَ إلى غيره. قيل: هذا يضرب في كثرة الخِصْب والخير، عن أبي عبيدة، وقد يضرب في الشدة أيضاً، عن أبي عبيد، وقَالَ: ومنه قول الذبياني: وَلرَهْطِ حرابٍ وقد سَوْرَةٌ * فِي المَجْدِ لَيْسَ غُرابُها بِمُطَارِ 4535- هُوَ وَاقِعُ الغُرَابِ كما يُقَال "ساكن الريح" أي هو وَقُوع وَدُروع، قَالَ الشاعر: وَمَازِلْتُ مُذْقَامَ ابنُ مَرْوَانَ وَابْنُهُ * كأنَّ غُرَابا بَيْنَ عَيْنَي وَاقِع [ص 394] 4536- هُوَ غُرَابُ ابنُ دَأيَةَ يكنى به عن الكاذب في نسبه. 4537- هُوَ إحْدَى الأثَافي يضرب للذي يُعين عليك عَدْوَّك 4538- هُوَ ابْنَةُ الجَبَلِ ومعناه الصَّدَى يجيب المتكلم. يضرب لمن يكون مع كل أحد. 4539- هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ الجَنَابُ الأخْضَر. قَالَ الشرقي: هذا من أمثالهم القديمة، وأصل ذلك أنه لما ثَقُلَ ضبة بن أدَّ اغتمَّ، فَقَالَ له وَلَدُه: لو قد انتهينا إلى الجَنَاب الأخضر لقد انحل عنك ما تجد، فَقَالَ: هيهات هيهات الجناب الأخضر؟ أي لاَ أدركه، فكان كذلك. يضرب لما لاَ يمكن كذلك تَلاَفِيهِ 4540- هَلْ عَادَ مِنْ كَرَمٍ بَعْدي؟ لذكوان، قيل: إنه كان رَجُلاً شَحيحاً يضرب للرجل يَعِدُ من نفسه ما لم يُعْهَدْ منه، فيُقَال له: هل غَيَّرَك بعدي مُغَير؟ أي أنت على ما عهدتك. ومثلُه: 4541- هَلْ صَاغَكَ بَعْدِي صَائغٌ يوضع في الخير والشر، قَالَه أبو عمرو 4542- هَكذَا فَصِدى قيل: إن أول مَنْ تكلم بِهِ كَعْبُ بن مَامة، وذلك أنه كان أسيراً في عَنْزَة، فأمرته أمُّ منزله أن يَفْصِدَ لها ناقةً، فنحرها، فلامته على نَحْره إياها، فَقَالَ: هكذا فَصِدى، يريد أنه لاَ يصنع إلاَ ما يصْنَع الكرام. 4543- هُوَ أعْلَى النَّاسِ ذَا فُوقٍ أي أعلى الناس سَهْماً، ويقولون: هو أعلى القوم كَعْبا، وقَالَ سعد بن أبى وَقَّاص رضي الله عنه لأهل الكوفة: إن المسلمين قد بَايَعُوا عثمان بن عفان رضي الله عنه ولم يألوا أن يبايعوا أعلاَهم ذا فُوقٍ، أي أفْضَلَهُمْ 4544- هُوَ أصْبَرُ عَلَى السَّوَافي مِنْ ثَالِثَةِ الأثَافِي. يضرب لمن تعوَّدَ هلاَكَ مالِهِ. 4545- هُوَ إمَّعَةٌ وكذلك "إمْرَةٌ" وهما الرجل الضعيفُ الرأي الذي يقول لكل: أنا مَعَكَ، وفي الحديث "إذ وقع الناسُ في الشر فلاَ تكن إمَّعَةً" قَالَوا هو أن يقول: إن هلك الناسُ هلكت لاَ أثور في الشر، يُقَال: رجل إمَّعٌ وإمعة، وقَالَ ابن السراج: هو فِعْلٌ لأنه لاَ يكون إفعل صفة، قَالَ: وقولُ من قَالَ "امرأة إمعة" غلطٌ، لاَ يُقَال للنساء ذلك، [ص 395] وقد حكى عن أبي عبيد، ويروى عن أمير المؤمنين علي رضي اللَه عنه بيتان في هذا المعنى، وهما: وَلَسْتُ بإمَّعَةٍ في الخَطُوبِ * أسائِلُ هذا وَذَا مَا الخَبَرْ وَلَكِنِّني مِدْرَهُ الأَصْغَرَيـ * نِ جَلاَبُ خيرٍ وَذَا وَفَرَّاجُ شَرْ 4546- هَنِيئاً لِسُحَامٍ مَا أكَلَ سحام: اسم كلب، قَالَ لبيد: فتقصدت منها كَسَابِ فضرجت * بِدَمٍ وَغُودِرَ فِي المكَرٍّ سُحَامُهَا ويروى "سُخَامها" بالخاء. يضرب في السماتة بهلاك مال العدو 4547- هَيْهَاتَ مِنْكَ قُعيقْعِانُ هذا الجبل بمكة، وبالأَهواز أيضاً جبل يُقَال له قعيعقان قلت: ولاَ أدري أيهما المعنى في المثل يضرب في اليأس من نيْل ما تريد 4548- هَذَراً هَذرِيانُ أي أكثِرْ من كلامك وتَخليطك ياهَذْرِيَان، وهو المِهْذَار 4549- هُوَ الضَّلاَلُ بنُ يَهْلَلَ وتهلل، وفَهلل، وكلها من أسماء الباطل لاَ تصرف، ومعناه باطل بن باطل، وروى اللحياني بالتاء المعجمة من فوقها بنقطتين، أي كما أن هذه الأَلفاظ لاَ تقوم بإفادة كذلك هو قلت: والسبب في ترك صرف هذه الأَسماء أنها أعجمية في الأَصل، فاجتمع فيها التعريف والعجمة، ولو كان لها مَدْخَل في العربية لكان وَجْهُها الصرف، كما لو سمى رجل بدَحْرَج لصُرف لأنه زنة لاَ تختص بالفعل. 4550- هُوَ قَريبُ المَنْزَعَةِ أي قريب الهِمَّة، وقريب غَوْر الرأي، ومنه قولهم "لتعلمن أينا أضعف منزعة" ومنزعة الرجل: رأيه 4551- هَذِهِ مِنْ مُقَدِّمَاتِ أفَاعيكَ أي من أوائل شرك 4552- هُوَ الفَحْلُ لاَ يُقْدَحُ أنْفُهُ القَدْح: الكَفُّ يضرب للشريف لاَ يُرَدُّ عن مُصَاهرة ومُواصلة 4553- هُوَ يَلْطِمْ عَيْنَ مِهْرَان يضرب للرجل يكذب في حديثه، وينشد لمحلم: إذا ما اجتمع الجزلىُّ * والكوفى والأَعلَم فكم من سىء يُنْثَي *وكم من حَسَن يكتم وكم عين لمهران * إذا ما اجتمعوا تلطم[ص 396] 4554- هُوَ يَنْسَى ما يَقُولُ قَالَ ثعلب: إنما تقول هذا إذا أردتَ أن تنسب أخاك إلى الكذب 4555- هُوَ يَخْصِفُ حِذَاءَهُ أي يزيد في حديثه الصدق ماليس منه 4556- أَهْلَكْتَ مِنْ عَشْرٍ ثَمانياً وَجِئْتَ بِسَائِرها حَبْحَبَةً أي مَهَازيل ضعيفة قَالَ ابن الأعرابي: ومن الحبحبة نار أبي حباحب؛ وقَالَ غيره: الحَبْحَبَة السَّوْقُ الشديد، ونصبه على المصدر، ويجوز على الحال 4557- هُوَ يَدِبُّ مَعَ القُرَادِ يضرب للرجل الشرير الخبيث، أنشد ابن الأَعرَبي لنا عِزٌّ ومَرْمَانَا قريبٌ * ومولىً لاَ يَدِبُّ مع القراد وأصل هذا أن رجلاً كان يأتي بشنة فيها قِرْدَان، فيشدها في ذنب البعير، فإذا عضَّه منها قُراد نفر فنفرت الإبل، فإذا نفرت الإبل استلَّ منها بعيراً فذهب به 4558- هُنَاكَ وهُهنَاكَ عَنْ جَمَالِ وَعْوَعَةٍ العربُ إذا أرادت البعد قَالَت: هناك وههناك، وإذا أرادت القرب: قَالَت هنا وههنا، كأنه يأمره بالبعد عن جمال وَعْوَعَة، وهي مكان، ويُقَال أراد إذا سَلِمْتَ لم أكثرت لغيرك، قَالَوا: وهذا كما تقول "كل شيء ولاَ وَجَعُ الرأس" و "كل شيء ولاَ سيف فراشه" وقَالَ أبو زيد: وَعْوَعَة رجل من بنى قيس بن حنظلة، قَالَ: وهذا نحو قول الرجل "كل شيء ما خلاَ الله جَلَل" 4559- هُوَ أهْوَنُ عَلَي مَنْ طَلَبَهُ يُقَال: هي الرَّبذة والمِثْملَة (الربذة - بفتحات أو بكسر فسكون - ومثلها المثملة - بوزن المكنسة - خرقة أو صوفة يهنأ بها البعير) وهما الخرقة التي يُهْنأ بها البعير، وقَالَ: يَاعَقِيد اللُّؤْم لَوْلاَ نعمتى * كُنْتَ كالرِّبْذَةِ مُلْقىً بِالفِنَا يضرب للرجل الذليل 4560- هُوَ إسْكُ الأمةِ ويقال "إسْكُ الإماءِ" يضرب للحقير المُنْتِنِ الذليل، والإسك: جانب الفَرْج 4561- هُمْ كَنَعَمَ الصَّدَقَةِ يضرب لقوم مختلفين وهذا كقولهم: 4562- هُمْ كَبَيْتِ الأدَمِ يعني أن فيهم الشريف والوضيع [ص 397] 4563- هُمْ كالحَلَقَةِ المُفْرَغَةِ وهي التي لاَ يُدْرَى أين طرفها يضرب للقوم يجتمعون ولاَ يختلفون 4564- أَهْدِ لِجَارِكَ الأدْنَى لاَ يَقْلِكَ الأقْصَى ويروى "ولاَ يقلك" أي أنك إذا أهديتَ للأدنى يَعْذِرُك الأَقصى لبعده عنك ومن روى "ولاَ يقلك" أي لاَ تَفْعَلْ ما يؤذي الأَقصى، فكأنه يأمر بالإحسان إليهما. 4565- هُوَ قَاتِلُ الشَّتَوَاتِ يضرب للذي يُطْعِم فيها ويدفِئُ، ويروى "قاتل السَّنَوات" أي الجَدُوب، بأن يُحْسِنَ إلى الناس فيها. 4566- هُوَ علَيه ضِلَعٌ جائرةٌ ويروى "هُمْ" يضرب للرجل يميل عليه صاحبه. 4567- هَذَا جَنَايَ وَخَيَارُهُ فِيهِ الجَنَي: المجنىُّ، ويروى "هذا جناي وهِجَانه فيه" والهجَان: البيض، وهو أحسن البَيَاض وأعتَقُه، يُقَال: ناقة هِجَان وجمل هِجَان. وأول من تكلم بهذا المثل عمرو بن عَدِيّ بن أخت جَذِيمة، وذلك أن جَذيمة خرج مبتديا بأهله وولده في سنة مُكلئة، وضربت له أبنية في زهرة وروضة، فأقبل ولده يَجْتَنُون الكمأة، فإذا أصاب بعضُهم كمأة جيدة أكلها، وإذا أصابها عمرو خَبَأها في حجزته، فأقبلوا يتعادَوْنَ إلى جَذيمة وعمرو يقول وهو صغير: هذا جناي وخياره فيه * إذ كل جانٍ يدهُ إلى فيه فضمه جذيمة إليه والتزمه، وسُرَّ بقوله وفعله، وأمر أن يُصاغ له طَوْق، فكان أول عربي طُوِّقَ، وكان يُقَال له "عمرو ذو الطَّوْق (انظر المثل رقم 3017) " وهو الذي قيل فيه المثل المشهور "كبر عمرو عن الطوق(1) )) وقد مر ذكره قبل وتقدير المثل: هذا ما اجتنيته ولم آخذه لنفسي خير ما فيه إذ كل جان يَدُه مائلة إلى فيه يأكله. 4568- هذَا عَبْدُ عَيْنٍ يضرب للعبد يعمل ما دام مولاَه يراه، فإذا غاب عنه لاَ يهتم بأمره. وكذلك يُقَال "فلاَن أخو عَيْنٍ" "وصديقُ عَيْنٍ" إذا كان بُرَائى؛ فيرضيك ظاهره. 4569- هذَا وَلمَّا تَرَى تِهَامَةَ يضرب لمن جَزِعَ من الأمر قبل وَقْتِ الجزع. [ص 398] قَالَه رجل وهو يَنْجِد بناقته وهو يريد تهامة فحَسِرَتْ ناقته وضَجِرَتْ. 4570- هُوَ أشَدُ حُمَرَةً مِنَ المًصَعة وهو ثمر العَوْسَج أحمر ناصع الحمرة. 4571- هُوَ عَلَى طَرَفِ الثُمَامِ (هذا المثل مكرر قد مضى رقم 4501) وهو نبت ضعيف سَهْل التناول يُسَدّ به خصَاص البيوت، وقَالَوا: إنه ينبت على قدر قامة المرء. يضرب في تسهيل الحاجة وقُرْبِ النَّجَاح. 4572- هُوَ حُوَّاءَةٌ قَالَ أبو زيد: الحُوَّاءة من الأحرار، ولها زهرة بيضاء، وكأن ورقها ورق الهندبا يتسطح على الأَرض. يضرب مثلاً للرجل الذي لاَ يبرح مكانه 4573- هذَا الجَنَى لاَ أنْ يُكَدَّ المُغْفُرُ وروى أبو عمرو "لاَ أن تكد المغفر" قَالَ: لأنه لاَ يجتمع منه في سَنَة إلاَ القليل، قَالَ أبو زياد: المَغَافير تكون في الرمث والعش والثمام، والمغفر والمغفور والمغثور: لُغات. يضرب في تفصيل الشيء على جنسه ولمن يصيب الخير الكثير. 4574- هُوَ يَرْقمُ فِي المَاءِ يضرب للحاذق في صنعته. أي من حذقه يرقم حيث لاَ يثبت فيه الرقم، قَالَ الشاعر: سأرقم في الماء القَرَاح إليكم * على نأيكم إن كان في الماء رَاقِمُ 4575- هذا بَرْضٌ مِنْ عِدٍّ البَرَض، والبراضُ: القليل، والعِدُّ: الماء الدائم لاَ انقطاع له. يضرب لمن يعطي قليلاَ من كثير 4576- هُوَ يَحْطِبُ في حَبْلِهِ إذا كان يجيء ويذهب في منفعته، ويكون هَوَاه معه. 4577- هُوَ ثَاقِبُ الزَّنْدِ وكذلك "وَارِى الزَّنْدِ" يضرب لمن يُطْلَبُ منه الخير فيُوجدُ وفي ضده يُقَال |
<FONT size=4 face="times new roman(arabic)">
4578- هُوَ كَابِى الزِّنَادِ، وصَلُودُ الزِّنَادِ إذا كان نَكِداً قليلَ الخير، يُقَال: كَبا الزند يَكْبُو، وأكبَوْتُه أنا، وفي الحديث أن أم سلمة قَالَت لعثمان رضي الله عنهما وهي تَعِظُه: يا بنى مالي أرى رَعيَّتَكَ [ص 399] عنك نافرين، وعن جَنَاحك ناقرين، لاَ تعف طريقاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبها، ولاَ تقتدح بزندٍ كان عليه السلام أكباه، وتوخَّ حيث تَوَخَّى صاحباك فإنهما ثكما الأمر (ثكما الأمر لزماه ولم يفارقاه) ثكما، ولم يظلما، هذا حق أمومتي قضَيْتُه إليك، وإن عليك حق الطاعة، فَقَالَ عثمان رضي الله عنه: أما بعد فقد قلتِ فَوَعِيتُ، وأوصيتِ فقبلتُ، ولي عليك حق (النصتة - بالضم - الاَسم بمعنى الإنصات) النُّصته، إن هؤلاَء النفر رَعَاع ثغر، تطأطأت لهم تطأطؤ الدلاَء، وتلددت (أصل التلدد الالتفات يميناً وشمالاَ، وأراد أنه حرص عليهم ونظر إليهم) لهم تلدد المضطرب، فأرانيهم الحقُّ إخوانا، وأراهموني الباطلُ شيطانا، أجررْتُ المرسُونَ رَسَنه (أجررته رسنة: كناية عن أنه تركه يصنع ما شاء.) وأبلغت الراتع مسقاته، فتفرقوا على فرقا ثلاَثا (لم يذكر في التفصيل غير فرقتين.) فصامِتٌ صَمْتُه أنفذ من صَوْل غيره، وساعٍ أعطاني شاهده ومنعني غائبه، فأما منهم بين ألسن لِدَادٍ وقلوب شِداد وسيوف حِداد، عذرني الله منهم أن لاَ ينهى عالم منهم جاهلاً، ولاَ يَرْدَع أو يُنذر حليمٌ سفيها، والله حسبي وحسبهم يوم لاَ ينطقون ولاَ يُؤْذَنُ لهم فيعتذرون. 4579- هَرِقْ عَلَى جَمْرِكَ ماءً يضرب للغَضْبَان، أي اصْبُب ماء على نار غضبك، قَالَ رؤبة: يا أيها الكَاسِرُ عينَ الأغصن * والقَائِلُ الأقوالِ مالم تَلْقَنِي هَرِقْ عَلَى جَمْرِكَ أوْ تَبَيَّنِ * بأي دَلْوٍ إذْ عَرَفْنَا تَسْتَنِي 4580- هُوَ أوْثَقُ سَهْمٍ في كِنَآنِتِي يضرب لمن تعتمده فيما يَنُوبُكَ. قَالَه مالك بن مسمع لعبيد الله بن زياد بن ظَبْيَان التَّيْمي من بنى تَيْم الله بن ثعلبة، وكانت ربيعة البصرة اجتمعت عند مالك، ولم يعلم عبيدُ الله، فلما علم أتاه فَقَالَ: يا أعور، اجتمعت ربيعة ولم تعلمني، فَقَالَ مالك: يا أبا مَطَر، والله إنك لأَوثَقُ سهمٍ في كنانتي عندي، فَقَالَ عبيد الله: وأيضاً فإني لَسَهْم في كنانتك؟ أما والله لئن قمت فيها لأطولنها، ولئن قعدت فيها لأخرقنها، فَقَالَ مالك وأعجبه: أكثرَ الله في العشيرة مثلك، فَقَالَ: لقد سألت رَبَّكَ شَطَطا، فَقَالَ مقاتل بن مسمع: ما أخْطَلَك! فَقَالَ له: اسكت ليس [ص 400] مثلك يُرَادُّني، فَقَالَ مقاتل: يا ابن اللَّكْعاء لعن الله عُشاًّ دَرَجْتَ منه وبيَضَةً تقوَبَتْ (التقويب - ومثله القوب - حفر الأَرض، وفلق الطائر بيضة ليخرج الفرخ) عن رأسك، قَالَ: يا ابن اللقيطة إنما قتلنا أباك بكلبٍ لنا يوم جُؤَاثى (جؤاثى: حصن بالبحرين) وكان عمرو بن الأسود التيمي قتل مسمعا يوم جؤاثى مرتداً عن الإسلام وعبيد الله هذا أحد فُتَّاكِ العرب، وهو قاتل مصعب بن الزبير 4581- هُمَا في بُرْدَةٍ أخْمَاسٍ الخِمْس: ضربٌ من بُرُودِ اليَمَنِ قَالَ أبو عمروٍ: وأول من عمله ملك باليمن يُقَال له خمس، قَالَ الأعْشَى يصف الأَرض: يَوْماً تَرَاهَا كَشِبْهِ أرْدِيَةَ ال * خِمْس، وَيَوْمْاً أديمها نَغِلاَ وقَالَ بعضهم: بردة أخماسٍ بردةٌ تكون خمسةَ أشبار يضرب للرجلين تَحَابَّا وتقاربا وفعَلاَ فعلاَ واحدا، ويشبه أحدهما الآخر حتى كأنهما في ثوب واحد 4582- هُوَ الشِّعَارُ دُونَ الدِّثَارِ الشِّعَار من الثياب: ما يَلِى الجَسَد، والدِّثَار: ما يُلْبَسُ في فوقه يضرب للمُخْتَصِّ بك العالم بدِخْلَةِ أمْرِكَ 4583- هُوَ مُؤدَمٌ مُبْشَرٌ أصلُ هذا في الأديم إذا صُنع منه شيء فجعلت أدمته هي الظاهرة، يطلب بذلك لِينه، يُقَال آدمَ يُؤْدم إيداما فهو مُؤْدِم، وإن جعلت بشرته هي الظاهرة قيل: أبْشَرَ يُبْشِر. يضرب للكامل في كل شيء، أي قد جَمَع بين لينِ الأدمة وخُشُونة البشرة 4584- هذَا حَظُّ جَدٍّ مَنَ المَبْنَاةِ جَدٌّ: اسم رجلٌ من عادٍ، كان ليبياً حازماً، دخل على رجل من عادٍ ضَيْفاً وهو مسافر، فَبَاتَ عنده، ووجد في بيته أضيافا له قد أكثروا من الطعام والشراب قبله، وإنما طَرَقَهم جد طروقا، فبات عندهم وهو يريد الدُّلَجَة من عندهم، ففرش لهم رَبُّ المنزل مَبْنَاه له، والمبناة: النطع، فناموا عليها جميعاً، فسلحَ بعضُ القوم الذين كانوا يشربون، فخاف جَدٌّ أن يدلج فيظن رب المنزل أنه هو الذي سلح، فقطع حظه الذي نام عليه من النطع، ثم دعا رَبَّ المنزل وقد طواه فَقَالَ: هذا حظ جد من المبناة، فأرسلها مثلاً يضرب في براءة الساحة وقد ذكرته العربُ في أشعارها، قَالَ مالك بن نُوَيْرَةَ:[ص 401] ولما أتيتم ما تَمَنَّى عَدُوُّكم * عزلت فِرَاشي عنكم ووِسادي وكنتُ كجدحين قَدَّ بسَهْمِهِ * حذار انخلاَطٍ حظه بسوَادِ وقَالَ خراش بن سمير المحاربي: كما اختار جَدٌّ حَظَّه من فِرَاشه * بِمِبْرَاتِهِ أو أمره إذ يزاوله 4585- هَرِقْ لَهَ قَرْقَرْ ذَنُوباً القَرْقَر: حَوْض الركيَّة يضرب للرجل يستضعف ويغلب فيأتيه من يُعينه وينجيه مما هو فيه 4586- هُوَ يَشُوبُ وَيَرُوبُ الشَّوْبُ: الخَلْط، والرَّأب: الإصلاَح، وأصله يَرْؤُب، ولكن قَالَوا يَرُوبُ لمكان يَشُوب. يضرب للذي يخطيء ويصيب قَالَ أبو سعيد الضرير: يَشُوب يدفع، من قولهم "فلاَن يَشُوبُ على أصحابه" أي يدافع، ويروب: من قولهم "راب يَرُوب" إذا اختلط رأيه، ورجل رائب ورَؤبان، وقوم رَوْبي يضرب للرجل يَرُوب أحياناً فلاَ يتحرك وأحياناً ينبعث فيقاتل ويدافع عن نفسه وغيره ويروى "هو يَشُوب ولاَ يَرُوبُ" قَالَ الأَصمعي، ومعناه يخلط الماء بالبن، أي يخلط بالكذب، ولاَ يروب لأنه خالط اللبن الماء لم يَرُبِ اللبن 4587- هُوَ السَّمْنُ لاَ يَخِمُّ يُقَال: خَمَّ اللحمُ خُمُوماً؛ إذا انتنَ شوَاء كان أو طَبيخاً وهذا المثل يضرب للرجل يثنى عليه بالخير، أي أنه حَسَنُ السجية، لاَ غائلة عنده، ولاَ يتلون ولاَ يتغير عما طبع عليه، قَالَت ابنة الخُسِّ ووصفت رَجُلاً: لاَ أريدهُ أخا فلاَنٍ ولاَ ابنَ عم فلاَن، ولاَ الظريف ولاَ المتظرف ولاَ السمن لاَ يخم، ولكن أريده حلوا مرا كما قَالَ: أُمِرُّ وأحْلَوْلِى وَتِلْكَ سَجِيتِي * ولاَ خير فيمَنْ لاَ يَمرُّ ولاَ يُحْلِي 4588- هِيَ الخَمْرُ تُكْنَى الطَّلاَءَ يضرب للأمر ظاهرُهُ حسن وباطنه على خلاَف ذلك 4589- هذِهِ بِتْلكَ وَالبَادِى أظْلَمُ قَالَوا: إن أول مَنْ قَالَ ذلك الفرزدق، وذلك أنه كان ذاتَ يوم جالسا في نادي قومه ينشدهم، إذ مر به جرير بن الخَطَفى على راحلة وهو لاَ يعرفه، فَقَالَ الفرزدق: من ذلك الرجل؟ فَقَالَوا: جرير ابن الخَطَفَى، فَقَالَ [ص 402] لفَتىً: ائتِ أبا حَزْرة فقل له: إن الفرزدق يقول: ما في حِرِامَّكَ إسْكة معروفةٌ * للناظرين، وماله شَفَتَانِ قَالَ: فلحقه الفتى فأنشده بيت الفرزدق، فَقَالَ جرير: ارجع إليه فقل له: لكِنْ حِرَامِّكَ ذو شِفَاةٍ جَمَّةٍ * مخضرة كَغَبَاغِبِ الثيران (الغباغب: جمع غبغب، وهو اللحم المتدلى تحت الحنك، وهو الغبب أيضاً) قَالَ فرجع الفتى فأنشده بيت جرير، فضحك الفرزدق، ثم قَالَ: هذه بتلك والبادي أظلم، والجالبُ للباء في قوله "بتلك" معنى الاَستحقاق، أي هذه المقَالَة مستحقة أو مجلوبة بتلك المقَالَة، ويجوز أن تسمى باء البدل، كما يُقَال: هذا بذاك، أي بَدَله، وقوله "والباَدي أظلم" جعله أظلم لأنه سببُ الاَبتداء والجزاء، ويجوز أن يكون أفعل بمعنى فاعل كما قَالَ (قائله الفرزدق، وصدره قوله: إن الذي سمك السماء بنى لنا") بيتاً دَعَائمه أعَزُّ وأطوَلُ* أي عزيزة طويلة 4590- الهَيْبَةُ مِنَ الخَيْبَةِ ويروى "الهيبة خيبة" يعني إذا هِبْتَ شيئاً رجَعْتَ منه بالخيبة، وقَالَ: مَنْ رَاقَبَ الناس ماتَ غَمّاً * وفازَ باللَّذةِ الجَسُورُ 4591- هذِهِ بِتْلْكَ فَهَلْ جَزَيْتُكَ؟ رأي عمرو بن الأَحوَص يزيدَ بن المنذر وهما من بنى نَهْشَلْ، يُداعب امرأته، فَطَلَّقَها عمرو، ولم يتنكر ليزيد، وكان يزيد يستحي منه مدة، ثم إنهما خرجا في غَزَاة فاعْتَوَرَ قَومٌ عمرا فطعَنُوه، وأخذوا فرسَه، فحمل عليهم يزيدُ واستنقذه، وردَّ عليه فرسَهُ فلما ركب ونجا قَالَ يزيد: هذه بتلك فهل جزيتك؟ 4592- هَمُّكَ ما هَمَّكَ ويُقَال: هَمُّكَ ما أهَمَّكَ يضرب لمن لاَ يهتم بشأن صاحبه، إنما اهتمامه بغير ذلك، هذا عن أبي عبيد، يُقَال: أهمني الأمر؛ إذا أقَلكَ وحَزَنَكَ، ويقال: هَمُّكَ ما أهَمَّكَ أي آذاك ما أقلقك، ومَنْ روى "هَمُّكَ" بالرفع فمعناه شأنُك الذي يجب أن تهتم به هو الذي أقلك وأوقعك في الهم، أي الحزن، والمهموم: المحزونُ 4593- هَلُمَّ جَرَّا قَالَ المفضل: أي تَعَالوا على هِينَتكم كما يسهل عليكم، وأصل ذلك من الجر في السَّوْق، وهو أن تترك الإبل والغنم ترعى [ص 403] في سيرها، قال الراجز: لطالما جَرَرْتُكُنَّ جَرَّا * حتى نَوَى الأَعْجَفُ وَاسْتَمَرَّا فَاليَوْمَ لاَ آلُو الركاب شرّاً وأول من قَالَ ذلك المستطعمُ عَمْرو بن حمران الجَعْدِي زُبْداً وتامكا، حتى قَالَ له عمرو: كلاَهما وتمرا، وقد مر ذكرها في حرف الكاف (انظر المثل رقم 3079) واسم ذلك الرجل عائذ، وكان له أخ يسمى جندلة، وهما ابنا يزيد اليشكري، ولما رجع عائذ قَالَ له أخوه جندلة: أعائذُ لَيْتَ شَعْرِى أي أرضِ * رَمَتْ بك بعد ما قَدْ غِبْتَ دَهْرَا فلم يَكُ يُرْتَجِي لكم إيابُ * ولم نَعْرِفْ لدارك مُسْتَقَرَّا فقد كان الفراقُ أذابَ جِسْمِي * وكان العيشُ بعد الصَّفْوِ كَدْرَا وكم قاسَيْتُ عَائِذُ من فظيع * وكَمْ جاوَزْتُ أمْلَسَ مُقْشَعِرَّا إذا جاوزتها اسْتَقْبَلْت أخرى * وأقود مُشْمَخِرّ النِّيقِ وَعْرَا فأجابه عائذ، فَقَالَ: أجَنْدَل كَمْ قَطَعْتُ إليكَ أرْضاً * يَمُوتُ بها أبو الأشْبَال ذُعْرَا قَطَعْتُ وَلاَ مِعَاتُ الآلِ تَجْرِي * وقد أوترت في الموماة كدرا وَطَامِسَةُ المُتونِ ذَعَرْتُ فِيهـَا * خَوَاضِبَ ذَاتَ أرْآلٍ وَغُبرَا وإن جَاوَزْت مُقْفِرَةً رَمَتْ بي * إلى أخْرَى كَتِلْكَ هَلُمَّ جَرَّا فَلَمَّا لاَحَ لي سَغَبٌ ولُوحٌ * وقد مَتَعَ النَّهَارُ لقيت عَمْرَا فَقُلْتُ: فَهَاتِ زُبْداً أوْ سَنَاماً * فَقَالَ: كِلاَهُما وَتَزْادُ تَمْرَا فَقَدَّمَ لِلْقِرَى شطبا وزبدا * وَظَلْتُ لَدِيهِ عَشْراً ثم عَشْرَا فذهب قولُه مثلاً 4594- الهَوَى مِنَ النَّوَى يعني أن البعد يُورِثُ الحبَّ، ومنه يتولد؛ فإن الإنسان إذا كان يرى كل يوم استحقر ومل، ولذلك قيل: اغْتَرِبْ تَتَجَدَّد ومنه *رُبَّ ثاوٍ يُمَلّ منه الثَّوَاء * (هذا عجز مطلع معلقة الحارث بين حلزة، وصدره: آذنتا بينها أسماء*) 4595- الهَيْدَانُ والرَّيْدَانُ يُقَال للجبان "هَيْدَان" من هِدْتُهُ وهَيَّدْتُهُ" إذا زجرته، فكأن الجبان زجر عن [ص 404] حضور الحرب، والرَّيْدَان: من رَيْدِ الجبل، وهو الحرفُ الناتئ منه، شبه به الشجاع. يضرب للمقبل والمدبر والجبان والشجاع وقَالَ أبو عمرو: فلاَن يُعْطِي الهيدان والريدان، أي من يَعْرِف ومن لاَ يعرف. 4596- هُوَ حَمِيرُ الحَاجَاتِ أي ممن يُسْتَخْدَم يضرب للحقير الذليل 4597- هَيَّجْ عَلَى غَيٍّ وذَرْ يضرب للمتسرع إلى الشر أي هيج بينهم حتى إذا التحمت الحرب كف عن المعونة 4598- هَلاَ بِصَدْرِ عَيْنِكَ تَنْظُر يضرب للناظر إلى الناس شَزْراً 4599- هَلْ مِنْ مُغْرِبَةَ خَبْرٍ؟ ويروى "هل من جائبة خَبَر" أي هل من خبر غريب أو خَبَر يجُوبُ البلاَد 4600- هَلْ يَخْفَى عَلَى النَّاسِ القَمَرُ؟ يضرب للأمر المشهور، قَالَ ذو الرمة: وقَدْ بَهَرْتَ فَمَا تَخْفَى عَلَى أحَدٍ * إلاَ عَلَى أحْدٍ لاَ يَعْرِفُ القَمَرَا (ومن المثل قول عمر بن أبى ربيعة: قَالَت الصغرى وقد تيمتها: قد عرفناه، وهل يخفى القمر؟) 4601- هَلْ يَنْهَضُ البازِي بِغَيْرِ جَنَاحٍ؟ يضرب في الحثِّ على التَّعَاون والوفاق 4602- هَوِّنْ عَلَيْكَ ولاَ تُولَعْ بإشْفَاقِ أي لاَ تكثر الحزن على ما فاتك من الدنيا، فإنك تاركُهُ ومُخَلَّفُهُ على الورثة، وتمام البيت قوله: فإنما مَالُنَا لِلْوَارِثِ البَاقِي* (وهو بيت من كلمة ليزيد بن حذاق) 4603- هُمُ السَّهُ السُّفْلَى السَّهُ: أصلُه سَتَه، فحذف التاء حذفا شاذاً، فبقي سه، وهي تؤنث؛ فلذلك قيل "السُّفْلى" يضرب للقوم لاَ خير فيهم ولاَ غناء عندهم قَالَ الشاعر: شأتْكَ قُعَيْنٌ غَثُّها وسَمِينُهَا * وأنتَ السَّهُ السُّفْلَى إذا دُعِيَتْ نَصْرُ 4604- هَلْ يَجْهَلْ فُلاَناً إلاَ مَنْ يِجْهَلُ القَمَرَ؟ هذا مثل قول ذي الرمة: وقد بَهَرْتَ فما تَخْفَى على أحَدٍ* البيت 4605- الهَمُّ مَا دَعَوْتَهُ أجَابَ يضرب في اغتنام السرور. [ص 405] أي كلما دعوت الحزن أجابك، أي الحزنُ في اليد، فانتهز فرصة الأنس. 4606- هَنِيئاً لَكَ النَّافِجَةُ كانت العرب في الجاهلية تقول، إذا وُلِدَ لأحدهم بنت "هنيئاً لك النافجة" أي المعظمة لمالك، لأنك تأخذ مهرها فتضمه إلى مالك فينتفج. 4607- هَامَةُ اليَوْمِ أوْغَدٍ أي هو ميت اليوم أو غدا. وقائله شُتيْر بن خالد بن نُفَيل لضرار بن عمرو الضبي، وقد أسره فَقَالَ: اخْتَرْ خلة من ثلاَث، قَالَ: أعرضهن علي، قَالَ: تردُّ علىَّ ابنى الحصينَ وهو ابن ضِرَار قتَلَه عُتبة بن شُتَير، قَالَ: قد علمتَ أبا قبيصة أنى لاَ أحيي الموتى، قَالَ: فتدفع إليَّ ابنَكَ أقْتُله به، قَالَ: لاَ ترضى بنو عامر أن يدفعوا إلىَّ فارساً مقتبلاً بشيخ أعور هامة اليوم أو غد، قَالَ: فأقتلك، قَالَ: أما هذه فنعم، قَالَ: فأمر ضرار ابنه أن يقتله، فنادى شُتَير: يا آل عامر صَبْراً وبضبي؟ أي أقتل صبرا ثم بسبب ضبي، وقد مر هذا في باب الصاد. 4608- هَبَلَتْهُ أُمُّهُ أي ثَكِلَتْه، هذا يتكلم به عند الدعاء على الإنسان، والهَبَلُ: مثل الثكْلِ. 4609- اهْتَبَلْ هَبَلَكَ أي اشتغل بشأنك ودَعْنِي. يضرب لمن يُشَاجر خَصْمَه. قَالَ أبو زيد: لاَ يُقَال إلاَ عند الغضب 4610- هُوَ عَلَى خَلِّ خَيْدَ بِهِ الخَيدَب: الطريق الواضح، والخَلُّ: الطريق في الرمل. يضرب لمن رَكِبَ أمراً فلزمه ولاَ ينتهي عنه 4611- هَلْ تَرَى البَرْقَ بِفِى شانِئِكَ؟ البرق: جبل، قَالَوا: وهو مثل قولك "حَجَر بفى شَانِئِكَ" 4612- هَلَكُوا فَصَارُوا حُثّاً بَثّاً الحُثُّ: الذي قد يَبِسَ، والبَثُّ: الذي قد ذهب. 4613- هُوَ كزِيَادةِ الظَّلِيمِ وهي التي تَنْبُت في مَنْسِمِهِ مثل الأصبع يضرب لمن يضر ولاَ ينفع 4614- هٌوَ أبُوهُ عَلَى ظَهْرِ الإنَاءِ وذلك إذا شُبِّهَ الرجل بالرجل، يُرَاد أن الشبه بينهما لاَ يخفى كما لاَ يخفى ما على ظهر الإنَاء، ويروى "هو أبوه على ظهر الثمة" إذا كان يشبهه، وبعضهم يقول "الثَّمَّة" بفتح الثاء، وهما الثمام إذا نزع فجعل تحت الأُسقية، هذا قول أبي الهيثم، وقَالَ غيره: ثممت السقاء، إذا جعلته تحت الثمة. [ص 406] *3* http://www.al-eman.com/Islamlib/images/up.gif ما جاء على أفعل من هذا الباب 4615- أَهْوَنُ مَرْزِئةً لِسَانٌ مُمِخُّ أمخَّ العظمُ؛ إذا صار فيه المخ، والمرزثة: النقصان، ومعنى المثل أهْوَنُ معونة على الإنسان أن يعين بلسانه دون المال، أي بكلام حسن. 4616- أهْوَنُ هَالِكٍ عَجُوزٌ فِي هَامِ سَنَةٍ يضرب للشيء يُسْتخف به وبهلاَكه. قَالَ الشاعر: وأهْوَنُ مَفْقُودٍ إذا الموتُ نَابهُ * عَلَى المَرْءِ من أصحابه منْ تَقَنَّعَا 4617- أهْوَنُ مَظلُومٍ عَجُوزٌ مَعْقُومَةٌ يضرب لمن لاَ يُعْتَدُّ به لضعفه وعجزه. يُقَال: أعقَمَ الله رحمها فَعُقِمَتْ - على مالم يسم فاعله - إذا لم تقبل الولد، قَالَ الأزهري: عَقَمِتْ تَعْقَم عقما وعَقُمَتْ عُقْماً وعُقِمَتْ عقما، ثلاَث لغات (كفرح وكرم وعنى، وبقيت رابعة كنصر) تقول من إحداها: امرأة مَعْقُومة، ومن الباقي: امرأة عَقِيمٌ 4618- أهْوَنُ مِنْ عَفطَةِ عَنْزٍ بالحَرَّةِ يُقَال: عَفَطَتْ العَنْزُ تَعْفْطُ عطفا، إذا حَبَقَتْ 4619- أَهْوَنُ مَظُلومٍ سِقَاءٌُ مُرَوَّبٌ المروَّبُ: مالم يُمْخَضُ وفيه خميرة، والرائب: المخيض الذي أخذ زُبْدُه، وظُلْمُ السقاء: أن يُشْرَبَ قبل إدراكه، قَالَ الشاعر: وقَائِلَةٍ ظَلمْتُ لَكُمْ سِقَائِي * وَهلْ يَخْفَى عَلَى العَكِدِ الظَّليمُ؟ هذا فعيل بمعنى مفعول وهذا المثل في المعنى كقولهم "أهونُ من عَجُوز مَعْقُومة" جعلاَ مثلاً لمن سِيمَ خَسْفاً ولاَ نكير عنده 4620- أهْوَنُ السَّقْيِ التَّشْرِيعُ أَهْوَنُ ههنا: من الهَوْنِ والهُوَيْنَا، بمعنى السهولة، والتشريع: أن تُورِدَ الإبل ماء لاَ يحتاج إلى مَتحِه، بل تشريع الإبل شروعاً يضرب لمن يأخذ الأمر بالهُوَيْنَا ولاَ يستقصى يُقَال: فُقِدَ رجل فاتهم أهلُه أصحَابَه، فرفع إلى شريح، فسألهم البينة على قتله، فارتفعوا إلى علي رضي الله عنه وأخبروه بقول شريح، فَقَالَ علي: أوْرَدَهَا سَعْدٌ وَسَعْدٌ مُشْتَمِلْ * يا سَعْدُ لاَ تروى عَلَى هَذَا الإبل [ص 407] ثم قَالَ: أهونُ السَّقْىِ التَّشْرِيعُ، ثم فرق بينهم وسألهم، فاختلفوا ثم أقَرُّوا بقتله 4621- أهْوَنُ منْ قُعَيْسٍ عَمَّتِهِ قَالَ بعضهم: إنه كان رَجُلاً من أهل الكوفة دخل دارَ عمتِهِ، فأصابهم مطر وقر، وكان بيتها ضيقاً، فأدخلت كَلْبها البيتَ وأبرزتْ قُعِيساً إلى المطر، فمات من البرد وقَالَ الشرقي بن القطامي: إنه قُعَيْس بن مُقَاعس بن عمرو من بني تميم، مات أبوه فحملته عمته إلى صاحب بر فرهَنَتْه على صاع من بر، فغلق رَهْناً لأنها لم تَفْكَّهُ، فاستعبدها الحَنَّاطُ فخرج عبداً. 4622- أهْوَنُ مِنْ نُغَلَةٍ النغلة: ما يقع في جلود الماشية، والعرب تقول: قَالَت النُّغَلة "لا أكون وَحْدِي" وذلك أن الضائنة ينتف صوفها وهي حية، فإذا دَبَغُوا جلدها من بعد لم يصلحه الدباغ فينغل ما حواليه، ومعنى هذا المثل أن الرجلَ إذا ظهرت فيه خصلة سوء لاَ تكون وحدها، بل تقترن بها خصال أخَرُ من الشر 4623- أهْوَنُ مِنْ دِحِنْدِحٍ قَالَ حمزة: إن العرب تقول ذلك، فإذا سُئلوا ما هو قَالَوا: لاَشيء، قَالَ: وقَالَ بعض أهل اللغة في دحندح: إنه لُعْبة من لُعَب صبيان الأعراب يجتمع لها الصبيان فيقولونها، فمن أخطأها قام على رجله وحَجَل على إحدى رجليه سبعَ مَراتٍ 4624- أهْونُ منْ ضَرْطَةِ العَنْز هذا من قول الشاعر: فَسِيَّانِ عِنْدِيَ قَتْلُ الزُّبَيرِ* وَضَرْطَةُ عَنْزٍ بِذِي الجُحْفَةِ 4625- أهْوَنُ منْ ثَمَلَةٍ، وَمِنْ طَلْياءَ، ومِنْ رِبْذَة هذه كلها أسماء خرقة يُطْلَى بها الإبل الجَرْبى 4626- أهْوَنُ مِنْ مِعْبأةٍ هي خرقة الحائض التي تَعْتَبىء بها، والاعتباء: الاحتشاء 4627- أهْوَنُ مِنْ لَقْعَةٍ بِبَعْرَةٍ اللَّقعة: الحذفة والرمْيَةُ وزعموا أن هشام بن عبد الملك وَرَدَ المدينة حاجا، فدخل إليه سالم بن عبد الله بن عمر، فَقَالَ له: كم تعدُّ يا سالم؟ فقال: ثلاَثاً وستين، قَالَ: تالله ما رأيت في ذوى أسنانك أحْسَنَ كِدْنَةً (الكدنة - بالكسر - السنام واللحم والشحم) منك، فما غذاؤك؟ قَالَ: الخبز والزيت، قَالَ: أفلاَ تأجمه (أجم الطعام يأجمه: كرهه وعافته نفسه) قَالَ: [ص 408] إذا أجَمْتُه تركته حتى أشتهيه، فانصرف سالم إلى بيته وحُمَّ، فجعل يقول: لَقَعَنِي الأحوال بعينه، حتى مات، واجتاز هشام بجنازته راجلاً فصلى عليها 4628- أهْوَنُ مِنْ تَبَالَةَ على الحَجَّاجِ يعني الحجاج بن يوسف، وتَبَالة: بلدة صغيرة من بُلْدَان اليمن، وهذا المثل من أمثال أهل الطائف زعم أبو اليقظان أن أولَ عملٍ وَلِيه الحجاجُ عمل تَبَالة، فسار إليها، فلما قرب منها قَالَ للدليل: أين هي؟ قَالَ: سَتَرْتَهَا عنك هذه الأكمة: فَقَالَ أهونْ عليَّ بعمل بلدة تسترها عني أكَمَة، ورجع من مكانه، فَقَالَت العرب: أهَوَنُ من تَبَالة على الحجاج 4629- أهْوَنُ منَ النُّبَاحِ عَلى السِّحابِ وذلك أن الكلب بالبادية إذا ألحت عليه السحابُ بالأمطار لقي جَهدا؛ لأَن مَبيته أبدا تحت السماء وكلاَب البادية متى أبصرت غيماً نَبَحَتْهُ لأنها عرفت ما تلقى من مثله، ولذلك يُقَال في مثل آخر: لاَ يَضُرُّ السحَابَ نُبَاح الكلاَب، ولا الصخرةَ تفْليلُ الزجاج وقَالَ بعض بلغاء أهل الزمان: وما عسى أن يكون قَرْصُ النملة، ولَسْعُ النحلة، ووقوع البقة النخلة، ونباح الكلاَب على السحاب، وما الذباب وما مرقته؟ ولذلك قَالَ شاعرهم: ومَالِيَ لاَ أغْزُو وللّهْرِ كَرَّةٌ * وقَدْ نَبَحَتْ تَحْتَ السَّمَاءِ كِلاَبُهَا وقَالَ آخر: يَا جَابِرُ بنَ عَدِيٍّ أنت مع زُفَر * كالكَلْب يَنْبَحُ من بُعْدٍ على القمر وذلك أن القمر إذا طلع من المشرق يكون مثل قطعة غيم. وأما قولهم: 4630- أَهْلَكُ مِنْ تُرَّهَاتِ البَسَابِسِ فذكر أبو عبيد أنه مَثَلٌ من أمثال بنى تميم، وذلك أن لغتهم أن يقولوا: هَلَكْتُ الشيء، بمعنى أهلكته، يدل على ذلك قول العجاج وهو تميمي: ومَهْمَهٍ هَالِكِ مَنْ تَعَرَجَا * أي مُهْلك مَنْ تعرج. وذكر الأَصمعي أن التُّرَّهَاتِ الطرق الصغار المتشعبة من الطريق الأعظم، والبسابس: جمع بَسْبَس، وهو الصحراء الواسعة التي لاَ شيء فيها، فيُقَال لها بَسْبَس وسَبْسَب بمعنى واحد، هذا أصل الكلمة، ثم يُقَال لمن جاء بكلام مُحَال: أخذ في ترهات البسابس، وجاء بالترهات، ومعنى [ص 409] المثل أنه أُخذَ في غير القصد وسلَكَ في الطريق الذي لاَ ينتفع به، كقولهم: رَكِبَ فلاَن بُنَيَّات الطريق، وأخذ يتعلل بالأباطيل. 4631- أهْدَى مِنْ دُعَيْمِيصِ الرَّمْلِ قَالَوا: إنه كان رَجُلاً دليلاَ خِرِّ يتاً غَلَب عليه هذا الاَسم، ويُقَال "هو دُعَيْمِيصُ هذا الأمر" أي العالم به، قَالَ الشاعر: دُعْمُوصُ أبوابِ المُلُو * كِ وَجَائِبٌ للخَرْقِ فَاتِحْ ويروى "راتق للخرق فاتق" قَالَوا: ولم يدخل بلاَدَ وَبَار أحدٌ غيره، فلما انصرف قام بالموسم فجعل يقول: وَمَنْ يُعْطِنِي تِسْعاً وتسعِينَ بَكْرَةً * هِجَاناً وأدما أهْدِهِ لِوَبَارِ فقام رجل من مَهْرَة وأعطاها ما سأل، وتحمل معه بأهله وولده، فلما توسطوا الرمل طَمَسَتِ الجنُّ عينَ دعيميص فتحير وهلك مع مَنْ معه في تلك الرمال، ففي ذلك يقول الفرزدق: كَهَلاَكِ مُلْتَمِسٍ طَرِيقَ وَبَارِ |
4632- أَهْنَى مِنْ كَنْزِ النَّطَفِ قد مر ذكر النطف قبل هذا عند قولهم "لو كان عنده كنز النطف ما عدا" 4633- أََهْوَن مِنْ تِبْنْةٍ على لَبِنَةٍ، أَهْوَن مِنْ ذُبَابٍ، وَمِنْ ضَوَاةٍ، وَمِنْ حُنْدَجٍ، وَمِنْ الشَّعْرِ السَّاقِطِ، وَمِنْ قُرَادَة الجَلَمِ، وَمِنْ حُثَالَةِ القَرَظِ، وِمِنْ ضَرْطَةِ الجَمَل، ومنْ ذَنب الحِمَار عَلَى البَيْطَارِ، وَمِنْ تُرَّهَاتِ البَسَابِسِ 4634- أَهْوَلُ مِنَ السَّيْلِ، وَمِنْ الحَرِيقِ 4635- أهْرَمُ مِنْ لُبَدٍ، ومِنْ قَشْعَمٍ 4636- أهْدَى مَنَ اليَدِ إلى الفَمِ، ومِنَ النَّجْمِ، وِمِنْ قَطَاةٍ، وَمِنْ حَمَامة، وَمِنْ جَمَلٍ *3* http://www.al-eman.com/Islamlib/images/up.gif المولدون هَلاَ التَّقَدُّمُ وَالقُلُوبُ صِحَاحٌ هَدُّ الأرْكَانِ فَقْدُ الإخْوَانِ هَانَ مَنْ لاَحَى هَانَ عَلَى النَّظَّارَةِ مَا يَمُر بِظَهْرِ المَجْلُودِ [ص 410] هَذِهِ الطَّاقَةُ مِنْ هَذِهِ البَاقةِ هَذَا المَّيِّتُ لاَ يُسَاوي البُكَاءَ هَهُنا تُسْكَبُ العَبَراتُ هُوَ أضْرَطُ النَّاسِ في دارٍ فارغَةٍ هَبَّتْ رِيحُهُ إذا قامت دولته هُوَ إحْدَى الآيات - للمُنْتَصِحِ هُوَ مِنْ كلِّ زِقٍّ رُقْعَةٌ، ومِنْ كُلِّ قِدْرٍ مَغْرَفَةٌ وَمِنْ كُلِّ كُتَّابٍ صَبِيُّ هذا حَتَّى تَعْلَمَ أنَّ الميِّتَ يَضْرَطُ هُوَ لِيَ كالطبِيبِ لاَ كَالمُغَنِّي هُوَ منْ أهْلِ الجَنَّةِ يعنون الأَبلهَ هُوَ عَلَيْنَا بِجُرْعَةِ الثَّكْلى يضرب للمُغْتَاظ هَمُّهُ لاَ يَجَاوِزُ طَرَفى رِدَائِهِ هذا بِنَاءٌ قَدْ تَغَنَّتْ عَلَيهِ الإماء الحَوَاطِبُ هُوَ وَرَبِّ الكَعْبَةِ آخرُ ما في الجُعْبَةِ هَلَكَ مَنْ تَبِعَ هَوَاهُ الهَوَى إلَهٌ مَعْبُودٌ هُوَ الدَّهْرُ وِعَلاَجُهُ الصَّبْرُ هُوَ أنَسُ خِدْمِتِه، وبِلاَلُ دَعْوَتِهِ، وعَكَّاشَةُ مُوالاَتِهِ اهْتِكْ سُتُورَ الشَّكِّ بِالسُّؤالِ هَلْ يَخْفَى عَلَى النَّاسِ النَّهارُ؟ |
الباب الثامن والعشرون فيما أوله ياء
4637- يَا بَعْضِى دَعْ بَعْضاً قَالَ أبو عبيد: قَالَ ابن الكلبي: أول من قَالَه زُرَارَةُ بن عُدُسٍ التميمي، وذلك أن ابنته كانت امرأة سًوَيْدْ بن ربيعة، ولها منه تسعة بنين، وأن سُويدا قتل أخاً لعمرو بن هند الملك، وهو صغير، ثم هرب فلم يقْدِر عليه ابن هند، فأرسل إلى زُرَارة فَقَالَ: ائْتني بولده من ابنتك، فجاء بهم، فأمر عمرو بن هند بقتلهم، فتعلَّقوا بجدهم زُرَارة، فَقَالَ: يابعضى دعْ بعضاً فذهبت مثلاً. يضرب في تعاطف ذوي الأَرحام. وأراد بقوله "يا بعضى" أنهم أجزاء ابنته وابنتُهُ جزء منه. وأراد بقوله "بعضاً" نفسه، أي دَعُوا [ص 411] بعضاً مما أشرف على الهلاَك، يعني أنه معرض لمثل حالهم. 4638- يَا عَاقِدُ اذْكُرْ حَلاَ ويروى "ياحامل" فإذا قلت "ياعاقد" فقولك حَلاَ يكون نقيضَ العقد، وإذا رويت "ياحامل" فالحل بمعنى الحُلُول يُقَال: حلَّ بالمكان يَحُلُّ حَلاَ وحُلُولاَ وَمَحَلاَ، وأصله في الرجل يشد حمله فيسرف في الاستيثاق حتى يضر ذلك به وبراحلته عند الحلول. يضرب مثلاً للنظر في العواقب. ومن هذا فعل الطائي الذي نزل به امرؤ القيس بن جُحْر، فهمَّ بأن يغدر به، فأتى الجبل، فَقَالَ: ألاَ إن فلاَناً غَدَرَ، فأجابه الصَّدَى بمثل ما قَالَ، فَقَالَ: ما أقبحَ تا، ثم قَالَ: ألاَ إن فلاَنا وَفَى، فأجابه بمثل ذلك، فَقَالَ: ما أحسنَ تا، ثم وفى لامرئ القيس، ولم يغدر به، وفي الحديث مرفوع "ما أحْبَبْتَ أن تَسمَعَه أذُناك فاتهِ، وما كَرِهْتَ أنْ تَسْمَعَهُ أُذُنَاكَ فاجْتَنِبْهُ" 4639- يَا طَبيبُ طِبَّ لنَفْسِكَ يُقَال: ما كُنتَ طَبيباً ولقد طَبَبْتَ تَطِبُّ طِبّاً فأنتَ طَبٌّ وطَبَيب. يضرب لمن يَدَّعِى علما لاَ يحسنه. وكان حقه أن يقول: طِبَّ نَفْسَكَ، أي عالجها، وإنما أدخل اللام على التقدير طب لنفسك داءها، ويجوز أن يُقَال: أراد عَلِّمْ هذا النوع من العلم لنفسك إن كنت ذا علم وعقل؛ فعلى هذا تكون اللام في موضعها. 4640- يَا مَاءُ لَوُ بِغَيرِكَ غَصِصْتُ يضرب لمن دُهِىَ من حيث ينتظر الخَلاَصَ والمعونة. 4641- يَا عَبْرَى مُقْبلَةً وَسَهْرَى مُدْبِرَة قَالَ أبو عبيدة: هذا من أمثال النساء، إلاَ أن أبا عبيدة حكاه. يضرب للأمر يكره من وجهين. وعَبْرَى: تأنيث عَبَرَان، وهو الباكي، وكذلك سَهْرِى تأنيث سَهْرَان وهو الأَرِقُ يخاطب امرأة. 4642- يَاضُلَّ ما تْجْرِى بِهِ العَصَا قَالَه عمرو بن عَدِيٍّ لما رأي العَصَا وهى فرس جَذِيمة وعليها قصير، والمنادى في قوله "يا" محذوف، والتقدير: يا قوم ضُلَّ، أراد ضَلُلَ بالضم، وهي من أبنية التعجب، كقولهم "حبَّ بفلاَن" أي حَبُبَ، معناه ما أحَبَّه إليَّ، ثم يجوز أن تخفف العين، [ص 412] وتنقل الضمة إلى الفاء، فيُقَال حُبَّ، ومنه قوله: [هَجَرَتْ غَضُوبُ] وحُبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ ويجوز أن تنقل، والضلاَل: الهلاَك، يُقَال: ضَلَّ اللَّبَنُ في الماء؛ إذا غلبه الماء وأهلكهُ، ومعنى المثل: يا قوم ما أضَلَّ - أي ما أهْلَكَ - ما تجرى به العصا، يريد هلاَك جَذِيمة. 4643- يَا للأَفيكَةِ هي فعيلة من الإفكِ، وهو الكذب. وكذلك: 4644- يَالَلْبَهيتةِ وهي البهتان. وقولُهم: 4645- يَا لَلْعَضِيهَةِ مثلهمَا في المعنى. يضرب عند المقالة يُرْمَى صاحبها بالكذب واللام في كلها للتعجب (عبارة الجوهري "تقول: ياللعضيهة" - بكسر اللام - وهي للاستغاثة، ولم يذكر القول الآخر) وهي مفتوحة، فإذا كَسَرْتَ فهي للاستغاثة. 4646- يَا مَهْدِيَ المَالِ كُلْ ما أهْدَيْتَ يضرب للبخيل يجود بماله على نفسه. أي إنما تُهْدَى مالَكَ إلى نفسك؛ فلاَ تَمُنَّ على الناس بذلك. 4647- يَا جُنْدُبُ ما يُصِرُّكَ؟ - أي مَا يَحْمِلك على الصَّرير - قَالَ: أصُرُّ مِنْ حَرِّ غَدٍ يضرب لمن يخاف مالم يقع بعدُ فيه 4648- يُهَيِّحُ لِيَ السَّقام شَوَلاَنُ البَرُوقِ في كُلِّ عَامٍ البَرُوق: الناقةُ تَشُولُ بذنبها فيظُنُّ بها لقح وليس بها يضرب في الأمر يريده الرجل ولاَ يناله، ولكن يناله غيره 4649- يَسَارُ الكَوَاعِبِ كان من حديثه أنه كان عبداً أسْوَدَ يرعى لأهله إبلاَ، وكان معه عبد يراعيه، وكان لمولى يَسَار بنتٌ فمرت يوماً بإبله وهي ترتع في رَوْض مُعْشب، فجاء يسار بعُلبة لبنٍ فسقاها، وكان أفْحَجَ الرجلين، فنظرت إلى فَحَجِهِ فَتَبَسَّمت ثم شربت، وَجَزَتْه خيرا، فانطلق فَرِحاً حتى أتى العبد الراعي وقص عليه القصة، وذكر له فَرَحَها وتبسمها، فَقَالَ له صاحبه: يا يسار كل من لحم الحِوَار، واشرب من لبن العِشَار، وإياك وبنات الأحرار، فَقَالَ: دحِكَتْ إلى دحكة لاَ أخيبها، يقول: ضحكت ضحكة، ثم قام إلى عُلْبَة فملأَها وأتى بها ابنَةَ مولاَها، فنبهها، [ص 413] فشربت ثم اضطجعت، وجلس العبد حِذاءها، فَقَالَت: ما جاء بك؟ فَقَالَ: ماخفى عليك ما جاء بي، فَقَالَت: وأي شيء هو؟ قَالَ: دحكك الذي دَحِكْتِ إلي، فَقَالَت: حياك الله، وقامت إلى سَفَطٍ لها فأخرجت منه بَخُورا ودُهْنا، وتعمدت إلى مُوسى، ودعت مِجْمَرَة وقَالَت له: إن ريحك رِيحُ الإبل، وهذا دهن طيب، فوضعت البخور تحتهُ وطأطأت كأنها تصلح البخور، وأخذت مَذَاكيره وقطعتها بالموسى، ثم شمته الدهن فسلتت أنفه وأُذُنيه، وتَرَكتهُ، فَصَارَ مثلاً لكل جانٍ على نفسه ومُتَعَدٍّ طَوْرَه، قَالَ الفرزدق لجرير: وإنِّي لأخْشَى إنْ خَطَبْتَ إليهمُ * عَلَيْكَ الَّذي لاَقَى يَسَارُ الكَوَاعِبِ ويُقَال أيضاً "يسار النساء" وكان من العبيد الشعراء، وله ابن شاعر يُقَال له: إسماعيل بن يَسَار النساء، وكان مفلقا 4650- يَحْمِلُ شَنٌّ وَيَفَدَّى لُكَيْزٌ قَالَ المفضل: هما ابنا أفصَى بن عبد القَيْس، وكانا مع أمهما في سفر، وهي ليلى بنت قُرَّانَ بن بَلِّىٍ حتى نزلت ذا طُوىً، فلما أرادت الرحيلَ فَدَّتْ لُكَيْزاً ودعت شنا ليحملها، فحملها وهو غضبان، حتى إذا كانوا في الثنية رَمَى بها عن بعيرها فماتت، فَقَالَ: يَحْمِلُ شن ويفدى لكيز، فأرسلها مثلاً (يضرب للرجلين يهان أحدهما ويكرم الآخر، ويضرب أيضاً في وضع الشيء في موضعه) ثم قَالَ: عَلَيْكَ بجعرات أمِّكَ يا لُكَيز، فأرسلها مثلاً ومثلُ هذا قولُ الشاعر: (هو من شواهد سيبويه 1/161 واختلف في قائله، والأشهر أنه لضمرة بن جابر الدرامي) وإذا تَكُونُ كَرِيهَةٌ أدْعَى لَهَا * وَإذا يُحَاسُ الحَيْسُ يُدْعَى جُنْدبُ 4651- يَاجَهَيزَةُ قَالَ الخليل: جهيزة امرأة رَعْنَاء يضرب مثلاً لكل أحمق وحمقاء 4652- يَاشَنٌّ أثْخِنِى قَاسطاً أصله أنه لما وقَعَتْ الحربُ بين ربيعة بن نزار عَبَّأتْ شَنٌّ لأولاَد قاسط، فقال رجلٌ يا شَنُّ أثْخِنِي قاسطا، فذهبت مثلاً، فَقَالَت: مَحَار سُوء، فذهبت مثلاً ومعنى "أثْخِنْ" أوهِنْ، يريد أكثرى قتلهم حتى تُوِهِنِيهِمْ، والمَحَارُ: المرجع، كأنها كرهت قتالهم فَقَالَت: مَرْجِع سوء تَرْجِعُنِي إليه، أي الرجوع إلى قتلهم يسوءني يضرب فيما يُكْرَهُ الخوضُ فيه [ص 414] 4653- يَاعَبْدَ مَنْ لاَعَبْدَ لَهُ يُقَال ذلك للشباب يكون مع ذوي الأَسنان فيكفيهم الخِدْمةَ 4654- يَعْتَلُّ بالإعْسَارِ وَكَانَ فِي اليَسَارِ مَانِعاً يضرب للبخيل طبعاً يعتلّ بالعُسْرِ 4655- يَدَاكَ أوْ كَتَا وَفُوكَ نَفَخَ قَالَ المفضل: أصله أن رَجُلاً كان في جزيرة من جزائر البحر، فأراد أن يُعْبُر على زق نفخ فيه فلم يحسن إحكامه، حتى إذا توسّطَ البحرَ خرجت منه الريح فغرق، فلما غَشِيه الموتُ استغاث برجل، فَقَالَ له: يدَاكَ أو كَتَا وفُوكَ نفخ يضرب لمن يجني على نفسه الحَيْنَ 4656- اليَدُ العُليا خَيرٌ مِنَ اليَدِ السُّفلى هذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم يحث على الصدقة 4657- يَعُودُ لِما أبْنِى فَيَهْدِمُهُ حِسْلٌ يضرب لمن يُفسِدُ ما يصلحه وحِسْلٌ: ابن القائلِ للمثل 4658- يَحْلُبُ بُنَىَّ وَأشَدُّ عَلَى يَدَيْهِ يضرب لمن يفعل الفعل وينسبه إلى غيره وأصل هذا أن امرأة بَدَوِية احتاجت إلى لبن، ولم يَحْضُرْها مَنْ يحلب لها شاتَهَا أو ناقتها، والنساء لاَ يحلبن بالبادية؛ لأنه عارٌ عندهن، إنما يَحْلب الرجالُ، فدعت بُنَيَّاً لها فأقبضته على الخلفِ، وجعلت هي كَفَّها فوق كفه، فَقَالَت: يَحْلُب بُنَيَّ وأشُدُّ على يديه، ويروى "وأضبُّ على يديه" والضَّبُّ: الحلب بأربع أصابع، قَالَ الفرزدق: كَمْ عَمَّةٍ لَكَ يَا جَرِيرُ وَخَالَةٍ * فَدْعَاءَ قَدْ حَلَبَتْ عَلىَّ عِشَارِي شغارة تِقَذُ الفَصِيلَ بِرِجْلِهَا * فَطَّارَةٍ لِقَوَادِمِ الأبْكَارِ شَغَّارة: تَشْغَر ببولها، وتَقِذُ: من الوقذ وهو الضرب، وفَطَّارة: من الفطر وهو الحلب بالسبابة والوسطى، وقوادم: يعنى قوادمَ الضَّرْع، والأبكار: هي الأبكَارُ من النوق 4659- يَجْرِى بُلَيْقٌ وَيُذَمُّ بُلَيْق: اسم فرسٍ كان يسبق، ومع ذلك يعاب. يضرب في ذم المُحْسِنِ 4660- يَخِبطُ خَبْطَ عَشْوَاءَ يضرب للذي يعرض عن الأمر كأنه لم يشعر به، ويضرب للمتهافِتِ في الشيء 4661- يَا إبِلِي عُودِي إلَى مَبْرَكِكِ ويُقَال "إلى مَبَاركك" يُقَال لمن نفر من شيء له فيه خير، قَالَ أبو عمرو: وذلك [ص 415] أن رَجُلاً عَقَرَ ناقة فنفرت الإبل، فَقَالَ: عودي فإن هذا لك ما عِشْت يضرب لمن ينفر من شيء لاَ بُدَّ له منه. 4662- يَوْمٌ بِيَوْمِ الحَفَضِ المُجَوِّرِ الحَفَضُ: الخباء بأسره مع ما فيه من كساء وعَمُود، ويُقَال للبعير الذي يحمل هذه الأمتعة "حفَض" أيضاً، والمجَوَّر: الساقط، يُقَال: طعنه فَجَوَّرُهُ. يضرب عند الشماتة بالنكبة تصيب ولما بلغ أهلَ المدينة قتلُ الحسين بن علي رضي الله عنهما صَرَخَتْ نساء بني هاشم عليه فسمع صُرَاخَهَا عمرو بن سعيد بن عمرو بن العاص، فَقَالَ: يومٌ بيومِ الحَفَضِ المجور، يعني هذا بيوم عثمان حين قتل، ثم تمثل بقول القائل: عَجَّتْ نساء بني زيادٍ عَجَّةً * كَعَجِيجِ نِسْوَتِنَا غَدَاةَ الأرنَبِ وأصلُ المثل - كما ذكره أبو حاتم في كتاب الإبل - أن رَجُلاً كان له عم قد كبر وشاخ، وكان ابنُ أخيه لاَ يزال يدخل بيتَ عمه (في أكثر أصول هذا الكتاب "يدخل بيت ابن عمه" بزيادة كلمة "ابن") ويطرح متاعَه بعضَه على بعض، فلما كبر أدرك بنو أخ أو بنو أخوات له، فكانوا يفعلون به ماكان يفعله بعمه، فَقَالَ: يوم بيوم الحفَضِ المجور، أي هذا بما فعلتُ أنا بعمي، فذهبت مثلاً 4663- يَا شَاةُ أيْنَ تَذْهَبين؟ قَالَتْ: أجَزُّ مَعَ المَجْزُوزِينَ يضرب للأحمق ينطلق مع القوم وهو لاَ يدرى ما هم فيه وإلى ما يصير أمرهم 4664- يَشُجُّ وَيَأسُو يضرب لمن يصيب في التدبير مرة ويخطئ مرة. قَالَ الشاعر: أنِّي لأكْثِرُ مِما سُمْتَنِى عَجَباً * يَدٌ تشُّج وَأخْرَى مِنْكَ تأسُوني 4665- يَرْبِضُ حَجْرَةً وَيَرْتَعِي وَسَطاً ويروى "يأكل خضرة ويربِضُ حجرة" أي يأكل من الروضة ويربِضُ ناحيةً. يضرب لمن يساعدك ما دمت في خير، كما قَالَ مَوَالِنَا إذَا افْتَقَرُوا إلينَا * وَإنْ أَثْرَوا فَلَيْسَ لَنَا مَوَالِي 4666- يَذْهَبُ يَوْمُ الغَيْمِ وَلاَ يُشْعَرُ بِهِ قَالَ أبو عبيد: يضرب للساهي عن حاجته حتى تفوته [ص 416] 4667- يَرْعُدُ وَيَبْرُقُ يُقَال: رَعَدَ الرجل وبَرَقَ، إذا تهدَّد، ويروى "يُبْرِقُ ويُرْعِدُ" وينشد: أبْرِقْ وأرْعِدْ يَايَزِيـ * دُ فما وَعِيدُكَ لي بِضَائِرْ وأنكر الأَصمعي هذه اللغة 4668- يأتيكَ كُلُّ غَدٍّ بِمَا فيهِ أي بما قُضيَ فيه من خير أو شر 4669- يَوْمَ النَّازِلينَ بُنَيتْ سُوقُ ثَمَانينَ يعني بالنازلين نوحاً على نبينا وعليه الصلاَة و السلام ومَنْ معه حين خرجوا من السفينة، وكانوا ثمانين إنسانا مع ولده وكَنَائِنِهِ، وبَنُوا قريةً بالجزيرة يُقَال لها ثمانين بقرب الموصل. يضرب لمن قد أسَنَّ ولقي الناس والأَيام، وفيما لم يذكر وقد قدم 4670- اليَوْمُ ظَلَمَ أي وضع الشيء في غير موضعه. قَالَوا: يضرب للرجل يؤمر أن يفعل شيئاً قد كان يأباه ثم يذلُّ له. قَالَ عطاء بن مصعب: يقولون: أخبرُك واليومُ ظَلَم، أي ضعفتُ بعد القوة، فاليوم أفعل مالم أكن أفعله قبل اليوم، وأنشد الفراء: قُلْتُ لهَا بِينِي فَقَالَتْ لاَجَرَمْ * إنَّ الفِرَاقَ اليَوْمَ وَاليَوْمُ ظَلَمْ ويروى "بلى واليوم ظلم" أي حقا. قَالَ أبو زيد: يقوله الرجل يُقَال له أفعل كذا وكذا، فيقول: بلى واليوم ظلم. وإنما أضيف الظلم إلى اليوم لأنه يقع فيه، كما يُقَال: ليلٌ نائمٌ، ويوم فاجر 4671- يُرِيِكَ يَوْمٌ بِرَأيِهِ يجوز أن يريد بالرأي المرئى، والباء من صلة المعنى، أي يُظْفِرُكَ بما يريك فيه من تنقل الأَحوال وتغيرها، والمصدرُ يُوضع موضَع المفعولِ، وقَالَ بعضهم: يريك كل يوم رأيه، أي كل يوم يظهر لك ما ينبغى أن ترى فيه. 4672- يُوهِى الأدِيمَ وَلاَ يَرْفَعُ يضرب لمن يُفسِدُ ولاَ يصلح 4673- يَحُثُّ وَهُوَ الآخِرُ يضرب لمن يستعجلك وهو أبطأ منك 4674- يَا رُبَّمَا خَانَ النَّصِيحُ المُؤْتَمَنُ يضرب في ترك الاعتماد على أبناء الزمان 4675- يُخَبِرُ عَنْ مَجْهُولِهِ مَرْآتهُ مثل قولهم "إن الجَوَاد عَينُه فِرَارُهُ" [ص 417] 4676- يَدِبُّ لَهُ الضَّرَاءَ وَيَمْشِي لَهُ الخَمْرَ الضَّرَاء: الشجرُ الملتفُّ في الوادي (وهو أيضاً: أرض مستوية تأويها السباع، وبها نبذ من الشجر) َوالخَمَرُ: مَا وَرَاكَ من جُرْفٍ أو حَبْل رَمل يضرب للرجل يَخْتِلُ صاحبه وقَالَ ابن الأعرابي: الضرَاء: ما انخفض من الأَرض. 4677- يَحْسِبُ المَمْطُورُ أنَّ كُلاَ مُطِرَ يضرب للغني الذي يظن كلَّ الناس في مثل حاله 4678- يَجْمَعُ سَيْرَيْنِ فِي خَرَزَةٍ يضرب لمن يجمع حاجتين في وجه واحد 4679- يَلقَمُ لَقْمَاً وَيُفَدِّى زَادَهُ أي يأكل من مَالِ غيره ويحتفظ بماله 4680- يُسِرُّ حَسْواً فِى ارتِغَاءٍ، وَيَرْمِى بأمثالِ القَطا فُؤَادَهُ الاَرتغاء: شرب الرِّغوة قَالَ أبو زيد والأَصمعي: أصلُه الرجلُ يؤْتَى باللَّبنِ؛ فَيَظْهر أنه يريد الرغوة خاصة، ولاَ يريد غيرها، فيشربها، وهو في ذلك ينال من اللبن. يضرب لمن يريك أنه يُعنيك، وإنما يجر النَّفْعَ إلى نفسه، قَالَ الكُمَيْتُ: فإني قد رأيتُ لكم صُدوداً * وتَحْسَاء بِعِلَّةِ مُرْتَغِينَا 4681- يَمْنَعُ دَرَّهُ وَدَرَّ غَيْرِهِ يضرب للبخيل يمنع ماله ويأمر غيره بالمنع. قَالَ أبو عمرو: وذلك أن ناقةً وطئت ولدها فمات، وكان له ظِئر معها فمنعت دَرَّها ودَرَّ غيرها، هذا هو الأَصل. 4682- يَرْوَى عَلَى الضَّيِحِ المَحْلُوبَ الضَّيْح: اللبن الخائر رُقَّق بالماء يصب عليه. وهو أسرع اللبن ريَّا. يضرب لمن لاَ يشتفي موعودُهُ بشيء، وذلك أن الرىَّ الحاصل من الضَّيْح لاَ يكون متيناً وإن كان سريعاً. 4683- يَكْفِكَ نَصِيبُكَ شُحَّ القَوْم أي إن استغنيت بما في يَدِك كفاك مسألة الناس 4684- اليَوْمَ خَمرٌ، وغَداً أمْرٌ (انظر المثل رقم 4709 الآتى) أي يشغلنا اليوم خمر، وغدا يشغلنا أمر، يعني أمر الحرب. وهذا المثل لامرئ القيس بن حجر الكنديُّ الشاعر، ومعناه اليوم خَفْضٌ ودَعَة وغدا جِدٌّ واجتهاد، وكان أبو امرئ القيس [ص 418] حُجْرٌ طَرَدَ امرأ القيس للشعر والغزل، وكانت الملوك تأنَفُ من الشعر، فلحق امرؤ القيس بدَمُّون من أرض اليمن، فلم يزل بها حتى قتل أبوه، قتله بنو أسِدَ بن خزيمة، فجاءه الأَعور العجلي فأخبره بقتل أبيه، فَقَالَ امرؤ القيس: تَطَاوَلَ اللَّيْلُ عَلَيْنَا دَمُّونْ * دَمُّونُ إنَّا مَعْشَرٌ يَمَانُونْ وَإننا لِقَوْمِنَا مُحِبُّونْ* ثم قَالَ: ضَيَّعِني صغيراً، وحَمَّلَني دَمَه كبيراً، لاَ صَحْوَ اليوم، ولاَ شُرْبَ غدا، اليوم خَمْرٌ وغَداً أمر، فذهب قوله مثلاً. يضرب للدول الجالبة للمحبوب والمكروه. ثم شرب سبعة أيام، ثم قَالَ: أتَانِي وَأصْحَابِي عَلَى رَأْسِ صَيْلَع * حَدِيثٌ أطَارَ النَّوْمَ عَنَّى وَأنْعَمَا وَقُلْتُ لِعِجْلِىٍّ بَعَيدٍ مَآبُهُ * تَبَيَّنْ وبَيِّنْ لِى الحَدِيثَ المُعَجَّمَا فَقَالَ: أبَيْتَ اللَّعْنَ عَمْروٌ وَكَاهِلٌ * أبَاحُوا حِمَى حُجْرٍ فأصْبَحَ مُسْلَما 4685- يَا حَبَّذَا الأمارَةُ، ولَوْ على الحِجَارَةِ. قَالَ مُصْعَب بن عبد الله بن الزبير: إنما قَالَ ذلك عبدُ الله بن خالد بن أسيد حين قَالَ لاَبنه: ابن لي دَاراً بمكة، واتَّخِذْ فيها منزلاَ لنفسك، ففعل، فدخل عبدُ الله الدار فإذا فيها منزل قد أجاده وَحَسَّنه بالحجارة المنقوشة، فَقَالَ: لمن هذا المنزل؟ قال: المنزل الذي أعطيتني، فقال عبد الله: ياحبَّذا الأمارة ولو على الحجارة 4686- يَاحَبَّذا التُّرَاثُ لَوْلاَ الذِّلَّةُ هذا من كلام بَيْهَس، وقد ذكرته في باب الثاء عند قولهم "ثكل أرامها ولداً" ( انظر شرح المثل رقم 771) 4687- يَأتِيكَ بِالأمر منْ فَصِّهِ أي يأتيك بالأمر من مَفْصله، مأخوذ من فصوص العظام وهي مَفَاصلها وأحدها فَصّ، قَالَ عبد الله بن جعفر: وَرُبَّ امْرِئ تَزدَرِيهِ العُيُونُ * وَيَأتِيكَ بالأمر منْ فَصِّهِ يضرب للواقف على الحقائق 4688- يَشُجُّ النَّاسَ قَبَلاَ أي يعترض الناس شراً 4689- يَدِي مِنْ يَدِهِ قَالَ اليزيديُّ: يُقَال "يدي فلاَن من يده" إذا ذهبت ويبست يضرب لمن تَجْنِي عليه نفسُه [ص 419] 4690- يَاحِرْزَا وَأبْتَغِى النّوَافِلاَ ويروى "واحِرْزَا" قالوا يريد "واحرزاه" فحذف، وأصله الخطر يضرب لمن طمع في الربح حتى فاته رأس المال، هذا قول بعضهم وقَالَ أبو عبيد: يريد أدركتُ ما أردتُ وأطلب الزيادة، قَالَ: يضرب في اكتساب المال والحث عليه والحرص عليه قَالَوا: والحرز بمعنى المحرز، كأنه أراد يا قوم أبصروا ما أحْرَزْتُ من مُرَادِي ثم أبتغي الزيادة، وحرزا: يريد به حرزي، إلاَ انه فر من الكَسْرة إلى الفتحة لخفتها كقولهم: يا غُلاما، في موضع يا غُلامى 4691- يَرْكَبُ الصَّعْبَ مَنْ لاَ ذَلُولَ لَهُ أي يحملُ المرءُ نفسه على الشدة إذا لم ينل طَلِبته بالهُويْنَا. يضرب في القَنَاعة بنَيْلِ بعض الحاجات 4692- يَكْسُو النَّاسَ وَاسْتُهُ عَارِيةٌ يضرب لمن يُحسن إلى الناس ويُسيء إلى نفسه. 4693- يَاوَيْلِي رَآنِى رَبِيعةُ قَالَته امرأة مَرَّ بها رجلٌ فأحَبَّتْ أن يراها ولاَ يعلم أنها تعرَّضَتْ له. فلما سمع قولها التفت إليها فأبصرها. يضرب للذي يحبُّ أن يُعْلَم مكانه وهو يُرِى أنه يخفى. 4694- يَا لَيْتَنِي المُحْثَى عَلَيْهِ قَالَها رجل كان قاعدا إلى امرأة، وأقبل وصيل لها، فلما رأته حَثَتِ الترابَ في وجهه لئلاَ يدنو منها فيطلع جليسُها على أمرها، فَقَالَ الرجل: يا ليتني المُحْثَى عليه، فذهبت مثلاً يضرب عند تَمَنِّى منزلةِ مَنْ يُخْفَى له الكرامة ويُظْهَر له الإبعاد. 4695- يَا عَمَّاهُ هل كُنْتُ أعْوَرَ قَطٌّ قَالَها صبي كان لأمه خليل، وكان يختلف إليها، فكان إذا أتاها غمض إحدى عينيه لئلاَ يعرفه الصبيُّ بغير ذلك المكان إذا رآه فرفع الصبي ذلك إلى أبيه، فَقَالَ أبوه: هل تعرفه يا بني إذا رأيته؟ قَالَ: نعم، فانطلق به إلى مجلس الحى، فَقَالَ: انظر أي من تراه، فتصفَّح وجوه القوم حتى وقع بصره عليه فعرفه بشمائله وأنكره لعينيه، فدنا منه فَقَالَ: يا عمَّاه هل كنت أعور قط؟ فذهبت مثلاً. يضرب لمن يستدل على بعض أخلاَقه بهيئته وشَارَتِهِ 4696- يَضْرِبُنِي وَيَصْأي يُقَال: صَأي يصْأي، ويقلب فيُقَال: [ص 420] صاء يَصِئ، وهذا كقولهم "تَلْدَغُ العَقْرَبُ وَتَصِئ" 4697- يَوْمٌ تَوَافَى شَاؤُهُ وَنَعَمُهُ يضرب عند اجتماع الشَّمْلِ 4698- يَوْمٌ مِنْ حَبِيبٍ قَلِيلٌ يضرب في استقلاَل الشيء، والاَزدياد منه. 4699- يَشْتَهِي وَيُجِيعُ يضرب لمن أراد أن يأخذَ، ويكره أن يُعْطِى. 4700- يُخبِرُكَ أدْنَى الأَرض عَنْ أقْصَاها أي إذا كان في أولها خير كان في آخرها مثله. 4701- يأكلُهُ بِضِرْسٍ وَيَطؤُهُ بِظِلْفٍ يضرب لمن يَكْفُر ضيعةَ المحسِنِ إليه 4702- يَشُجُّني وَيَبْكي يضرب لمن يغشك، ويزعم أنه لك ناصح 4703- يَا لَهَا دَعَةً لَوْ أنَّ لَي سَعَةً أي أنا في دَعَة ولكن ليس لي مال فأتهنَّى بِدِعَتِى. 4704- يَعِيشُ المَرْءُ بأصَغْرِيهِ ويروى "يستمتع" أي أمْلَكُ ما في الإنسان قلبُه ولسانه، قَالَه شُقَّةُ بن ضَمِيرة للمنذر بن ماء السماء حين أحضِرَ مجلسه وازدراه، وقَالَ: تَسْمَعُ بالمُعَيْدِىِّ خَيْرٌ مِنَ أن تَرَاهُ. (انظر المثل رقم 655) |
4705- يَا ابْنَ إسْتِها إذا أخْمَضَتْ حِمَارها الحمار لاَ يحمض، وإنما هذا شَتْم تقذف به أم الإنسان، يريد أنها أحمضت حمارها ففعل بها حيثُ حلت تحمض الحمار. 4706- يَانَعَامُ إنِّي رَجُلٌ كان من حديثه أن قوماً حَبَلُوا (حبلوا النعامة: صادوها بالحبالة) نعامةً على بيضها، وأمكنوا الحبل رَجُلاً وقَالَوا: لاَ ترينَّكَ ولاَ تعلمَنَّ بك، وإذا رأيتَهَا فلاَ تعجلها حتى تجمع على بيضها، فإذا تمكنت فمدَّ الحبل وإياك أن تراك، فنظرها، حتى إذا جاءت قام فتصدَّى لها فَقَالَ: يا نعام إني رجل، فنفرت، فذهبت مثلاً. يضرب عند الهزء بالإنسان لاَ يَحْذَر ما حُذِّرَ.[ص 421] 4707- يَمْشِي رُويداً وَيَكُونُ أوَّلاَ يضرب للرجل يدرك حاجته في تؤَدة ودَعَة، وينشد: تسألني أمُّ الوليد جَمَلاَ * يَمْشِي رُويدْاً وَيَكُونُ أوَّلاَ 4708- اليَمِينُ حِنْثٌ أَوْ مَنْدَمَةٌ أي إن كانت صادقةً نَدِم، وإن كانت كاذبة حنث. يضرب للمكروه من وجهين. 4709- اليَوْمَ قِحَافٌ، وغَداً نِقَافٌ القِحَاف: جمع قَحِفٍ، وهو إناء يُشْرَب فيه، والنِّقَاف: الناقَفَةُ، يُقَال: نَقَفُ يَنْقُفُ نَقْفَاً؛ إذا شَقَّ الهامةَ عن الدماغ، وكذلك نَقَفُ الحنظل عن الهَبِيد، وقَالَ امرؤ القيس: كأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا * لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنْظَلِ وهذا المثل مثل قوله "اليوم خمر، وغدا أمر" (انظر المثل رقم 4684 السابق) وكلاَ المثلين يروى لامرئ القيس حين قيل له: قُتِلَ أبُوك، فَقَالَ: اليوم قِحَاف، يعني مُشَاربة بالقحف، ويُقَال: القحفُ شدةُ الشرب. 4710- يَدُكَ مِنْكَ وَإنْ كانَتْ شَلاَءَ هذا مثل قولهم "أنْفُكَ منك وإن كان أجْدَعَ" 4711- يَارُبَّ هَيْجَاءَ هي خَيْرٌ مِنْ دَعَةٍ الهيجاء: يمد ويقصر، وهو الحرب، والدَّعة: السكون والراحة. يضرب للرجل إذا وقع في خصومة فاعتذر. 4712- يَا مُتُنوَّراهُ زعموا أن رَجُلاً عَلِقَ امرأة، فجعل يتنورها، والتَّنَوُّرُ: التّضَوَّى، التضوى ههنا من الضوء، فقيل لها: إن فلاَنا يتنورك لتحذره فلاَ يرى منها إلاَ حَسَنَاً، فلما سَمِعَتْ ذلك رفَعَتْ مقدمَ ثوبها ثم قابلته فَقَالَت: يا متنوراه، فأبصرها وسمع مقَالَتها، فانصرفت نفسه عنها. يضرب لكل من لاَ يتقي قبيحاً، ولاَ يَرْعَوِي لحسن. 4713- يُصْبِحُ ظمآنَ وفي البَحْر فَمُهُ يضرب لمن عاش بخيلاً مثرياً. 4714- يمينٌ ظَلَعَتْ في المَحَارِم وهي اليمين جعلت لِصَاحبها مخرجا، وقَالَ جرير: وَلاَ خَيْرَ في مَالٍ عَلَيْهِ أليةٌ * وَلاَ في يَمينٍ غَيْرِ ذاتِ مَحَارِمِ 4715- يَمْلأُ الدَّلْوَ إلى عَقْدِ الكَرَبِ هذا مأخوذ من قول الفضل بن عباس بن عُتبة بن أبي لهب حيث يقول:[ص 422] مَنْ يُسَاجِلْنِي يُسَاجِلْ مَاجِداً * يَمْلأُ الدَّلْوَ إلى عَقْدِ الكَرَبْ وهو الحبل الذي يُشَد في وَسط العَرَاقي ثم يثنى، ثم يثلث؛ ليكون هو الذي يلي الماء فلاَ يعفن الحبل الكبير. يضرب لمن يبالغ فيما يَلِي من الأمر. 4716- يَعْقِدُ في مِثْلِ الصَّوابِ وَفِي عَيْنَيهِ مِثْلُ الجَرَّةِ يضرب لمن يلومُكَ في القليل ما كثر منه من العيوب. أنشد الرياشي: ألاَ أيُّهذَا اللاَئِمِي في خَليقَتي * هَلْ النفس فيمَا كَانَ مِنْكَ تَلُومُ فكيف تَرَى فِي عَيْنِ صَاحِبِكِ القَذَى * وَتَنْسَى قَذَى عَيْنَيْكَ وَهُوَ عَظيمُ 4717- يَدُقُ دَقُّ الإِبِلِ الخَامِسَةِ قَالَ ابن الأَعرَبي: الخِمْسُ أشَدُّ الأظماء لأنه في القيظ يكون ، ولا تصبر الإِبل في القيظ أكثر من الخمس، فإذا خرج القيظُ وطلع سُهَيل بَرَدَ الزمان وزاد في الظمء، وإذا وردت في اليقظ خمساً اشتد شربها، فإذا صَدَرَتْ لم تَدَع شيئاً إلاَ أتت عليه من شدة أكلها وطول عشائها، فضرب به المثل، فَقَالَوا: يدقُّونَ دق الإبل الخامسة. 4718- يَا قِرْفَ القَمْعِ القِرْفُ: القِشْر، والقَمْعُ: (القمع بوزن فلس أو حمل أو عنب) قمع الوَطبَّ يُصِبُّ فيه اللبن، فهو أبدا وسخ مما يلزق به من اللبن، وأراد بالقرْفِ ما يُعْلُوه من الوَسَخ 4719- يَامُهْدِرَ الرّخْمَةِ يضرب للأَحمق. وذلك أن الرَّخَمة لاَ هَدِيرَ لها، وهذا يُكَلفها الهدَير 4720- يَا مَنْ عَارَضَ النَّعَامَةَ بِالمَصَاحِفِ. أصلُ هذا أن قوماً من العرب لم يكونوا رَأَوُا النعامة فلما رأوها ظنوها داهية، فأخرجوا المصحف فَقَالَوا: بيننا وبينكِ كتابُ الله لاَ تهلكينا 4721- يَوْمٌ ذَنُوبٌ أي طويل الشر، لاَ يكاد ينقضي، وينشد: إنْ يَكُنْ يَومِي تَوَلَّى سَعْدُهُ * وَتَدَاعَى لي بِنَحْسٍ وَنَكَدْ فَلَعَلَّ الله يَقْضِي فَرَجاً * فِي غَدٍ مِنْ عِنْدِهِ أوْ بَعْدَ غَدْ 4722- يا عمَّاهُ هَلْ يَتَمَطَّطُ لَبَنُكُمْ كمَا يتَمَطَّطُ لبَنُنا يضرب لمكن صَلَحَ حالُه بعد الفساد.[ص 423] وأصلُه أن صبياً قَالَ لعمه وقد صار فقيراً والصبي قد تمول: يا عماه هل يتمطَّطُ - أي يتمدد - يعني امتدادَ اللبنِ من الضروع عند الحلب، وهذا كالمثل الآخر "كلكم فَلْيَحْتَلِبْ صَعُودا" 4723- يُحْفَظُ المَرْءُ مِنْ كل شيء إلاَ منْ نفسِهِ يضرب في عتاب المخُطىء من نفسه 4724- يَطْلُبُ الدُّرَاجَ في حَبْسِ الأَسد (كذا، وأحسبه محرفا عن "خيس الأَسد") يضرب لمن يطلب ما يتعذر وجوده 4725- يَطْرُقُ أعمَى وَالبَصِيرُ جَاهِلٌ الطَّرْقُ: الضربُ بالحصى، وهو نوع من الكَهَانة يضرب لمن يتصرَّفُ في أمرٍ ولاَ يعلم مَصَالحه فيخبره بالمصلحة غيرُه من خارج 4726- يَحْمِلُ حالاً وَلَهُ حِمَارٌ الحال: الكَارَةُ، وهي ما يحمله القَصَّارُ على ظهره من الثياب يضرب لمن يَرْضَى بالدُّونِ من العيش على أن له ثروة ومقدرة 4727- يَكُرفُ عُوناً نَجِفٌ مَمْعُولُ العُونُ: جمع عَانَةَ، وهي الجماعة من حُمُرِ الوَحْش، والنَّجِفُ: الفحل عليه النِّجَافُ وهو شيء يشد على بطن الفحل حتى يمنعه عن الضِّرَاب، والممعول: الحمار سُلَّتْ خُصْيَتَاه. يضرب لمن يتقرب إلى من يمنعه خيره ويُقصِيه. 4728- يَصُبُّ فُوهُ بَعْدَ مَا اكْتَظَّ الحَشَى الصَّبُّ: السَّيلاَنُ، واكْتَظَّ: من الكِظَّة وهي الامتلاَء، يقال للحريص: تصب (كذا، والمحفوظ "تضب" بضاد معجمة) لَثَاتُه، ومعنى يصب فوه يتَحَلَّبُ من شدة الاَشتهاء. يضرب لمن وَجَدَ بغية ويطمح ببصره إلى ما وراءه لفَرْطِ شَرَهِهِ. 4729- يَأكُلُ قُوَبَينِ قَاباً يَرْتَقِبُ يُقَال: القُوبُ الفَرْخ، وكذلك القابةُ والقاب، يُقَال: تَقَوَّبَتِ القَابَةُ من قُوبِهَا، وقَالَ بعضُهم: القُوبة البيضة ، وقَالَ بعضهم: القائبة البيضة، والصواب أن يكون القُوبُ والقَابُ الفرخ، والقائبة والقابة - بسقوط الياء - البيضة، فاعلة بمعنى مفعولة؛ لأن الطائر يقُوبُ البيضة، وأصل القَوْبِ القَطْعُ،[ص 424] يُقَال: قُبْتُ البلاَد؛ أي جُبْتُها، فالقائبة هي البيضة تَقُوبُ - أي تنشق وتنفلق - عن الفرخ. يضرب لمن يسأل حاجتين ويعدُ الثالثة حرصاً، كقولهم: لاَ يُرْسِلُ السَّاقَ إلاَ مُمْسِكا سَاقَا* 4730- يَرْكَبُ قَيْنَيْهِ وإِنْ ضَبَّا دَمَاً القَيْنَانِ: الرُّسْغَانِ، وهما موضع الشِّكال من الدابة، وضَبَّ وبَضَّ: سال يضرب للصبور على الشدائد ودَماً: نَصْب على التمييز 4731- يَوْمُ الشَّقَاءِ نَحْسُهُ لاَ يَأفُلُ يضرب للطالب شيئاً يتعذر نيله، فإذا ناله فيه عَطَبُه. 4732- يُكْوَى البَعِيرُ مِنْ يَسِيرِ الدَّاءِ يضرب في حَسْمِ الأمر الضائر قبل أن يعظم ويتفاقم. 4733- يَبْكِي إلِيهِ شَبْعَاً وَجُوعاً يضرب لمن عَادَتُهُ الشكاية، ساءت حاله أو حَسُنَت 4734- يَمْأي سِقَاءً لَيْسَ فِيهِ مَخْرَزٌ يُقَال: مأي الجلد يَمْأي مَأياً ومأواً، إذا بَلَّه ثم يمده حتى يتَّسع ثم يقور فيخرز سِقاء، يعني جلدا يجعل منه سقاء وليس فيه موضع خَرْز لأنه فاسد حَلُمَ. يضرب لمن رغب في غير مرغوب فيه، وطمع في غير مطمع 4735- يضْوَى إلى قَوْمٍ بِهمْ هُزَالٌ يُقَال: ضَوِىَ إليه يَضْوَى، إذا أوْى ولجأ. يضرب لمن يستعين بمضطر. 4736- يَمْتَحُ لِلْهيمِ الدَّوَى المَحْرُوقُ يُقَال: دَوَىَ جَوْفُهُ فهو ودٍ ودَوىً أيضاً، وهو وصف بالمصدر؛ والمحروق: الذي أصيبَ حارقَتُه، وهي رأس الفخذ في الورك، ويُقَال الحارقتان عصبتان في الورك ومَنْ كان كذلك فهو لاَ يقدر أن يعتمد على رجليه. يضرب للضعيف يُسْتعان به أمر عظيم 4737- يَحُشُّ قِدْرَ الغَىِّ بالتَّحَوُّبِ الحَشُّ: الإيقاد، والتحوُّب: التوجع يضرب لمن يُظْهر الشفقة ويُضْرِم عليك نارَ الهلاَك والضلاَل. 4738- يَمُدُّ حَبْلاَ أسْنُهُ مُفَكَّكٌ الأسْنُ: واحد آسان الحَبْل والنَّسع، وهي الطاقات التي منها يُفْتَل، والمُفَكَّك: المحلل، يُقَال: فككت الشيء فانفك.[ص 425] يضرب لمن لاَ يُعْتَمَدُ كلامه ولاَ يحصل منه على خير. 4739- يَلَذُّ ضَيحاً وَيَشْتَهِى دَخِيساً يُقَال: لَذِذْتُ الشيء وتَلَذَّذتُه واستَلْذَذْتُه، أي وجدته لذيذاً، والضَّيْح، والضَّيَاحُ: اللبن الكثير الماء، والدَّخِيسُ: لبنُ الضأن يُحْلَب عليه لبن المعز. يضرب لمن طَلَبَ القليلَ ويطمح إلى الكثير أيضاً. 4740- يَغْرِفُ مِنْ حِسىً إلى خَريصٍ الحسى: بئر تحفر في الرمل قريبة القَعْر والخَرِيصُ: الخليج من البحر، ويُقَال: إنما هو الحريص بالحاء المهملة. يضرب لمن يأخذ من المُقِلِّ فيدفعه إلى المُكْثِرِ 4741- يَعُودُ إلى الأذِنِ مَنَاتِيفُ الزَّبَبِ المَنَاتِيفُ: جمع المَنْتُوف، والزَّبَبُ: طول الشعر وكثرته، يقول: شَعْر الأذِنِ إذا نُتِفَ عاد فَنَبَتَ. يضرب للرجل يترك شيئاً تَصَنُّعاً ثم يعود إلى طبعه. 4742- يَرْضَى بِعَقْدِ الأَسْرِ مَنْ أوْفَى الثَّلَلَ يُقَال: أوفِيتُ على الشيء، إذا أشْرَفْتَ عليه، ثم يحذف حرف الجر فيوصَلُ الفعل إلى المفعول، فيُقَال: أوفيتُ الشيء، قَالَ الأَسود بن يَعْفُر: إنَّ المنَّيةَ وَالحُتُوفَ كِلاَهُمَا * يُوفِى الحرائم يَرْقُبانِ سَوَادِى (وفي نسخة "الجرائم" بالجيم والمحفوظ "يوفى المخازم" وهو الصواب) والثَّلَل: الهلاَك: يُقَال: ثلَه يَثُلُّه ثَلاًّ وثَللاً. يضرب لمن ابْتَلَى بأمرٍ عظيم فرضي بما دونه وإن كان هو أيضاً شراً 4743- اليَمِين الغَمُوسُ تَدَعُ الدَّارَ بلاَقِعَ اليمين الغَمُوس: التي تَغْمِسُ صاحبَهَا في الإثم، فهو فَعُول بمعنى فاعل، قَالَ الخليل: الغمُوس اليمين التي لم تُوصَلْ بالاَستثناء، والبْلْقَع: المكان الخالي 4744- يَعُودُ عَلَى المَرْءِ مَا يأْتَمِرُ ويروى "بعدو" والاَئتمار: مُطَاوعة الأمر، يُقَال: أمَرْتُه بكذا فأتَمَرَ، أي جَرَى على ما أمرته، وقَبِلَ ذلك، يعني يَعُودُ على الرجل ما تأمره به نفسه فيأتمر هو، أي يمتثله ظنا منه أنه رَشَد، وربما كان هلاَكه فيه، ومنه قولُ امرئ القيس:[ص 426] أحَارِ بنْ عَمْرٍو وكأنِّي خَمِرْ * وَيَعْدُو عَلَى المَرْءِ مَا يَأتَمِرْ 4745- يَأكُلُ بالضِّرسِ الَّذي لَمْ يُخْلَقْ يضرب لمن يَحُبُّ أن يُحْمَدَ من غير إحسان. 4746- يَفْنَى الكَبَاثُ وَنَتَعَارَفُ قَالَ ابن الأَعرَبي: الكبَاثُ النضيج من ثمر الأراك، قَالَ: وأصله أنهم كانوا يَجْتَنُون الكَبَاثَ أيام الربيع، وشغل رجل باجتنائه عن زيارة صديق له حتى كأنه أنكر خُلَّته، فَقَالَ الصديق: جَاءَ زَمَانُ الكَبَاثَ مُقْتِبلاَ * فَلاَ خَلِيلَ لِخِلِّهِ يَقِفُ فَقُلْ لِعْمرٍو مَقَالَ مٌعْتَبِرٍ: إذَا تَوَّلى الكَبَاثُ نَعْتَرِفُ كأنما رَبْعُهُ المُلاَصِقُ لي * رَبْعُ غَرِيبٍ محله سَرَفُ يضرب لمن يضرب عن الأحباب مشتغلاَ بما لاَ بأس به من الأسباب 4747- يُقَلَّبُ كَفَّيْهِ يضرب للنادم على ما فاته قَالَ الله تعالى (فأصبحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أنْفَقَ فِيهَا) 4748- يَغْلِبْنَ الْكِرَامَ وَيَغْلِبُهُنَّ اللِّئامُ يعنون النساء 4749- يومٌ لَنَا وَيَوْمٌ عَلَينَا (هو من قول الشاعر: فيوم علينا ويوم لنا * ويوم نساء ويوم نسر) يضرب في انقلاب الدُّوَل والتَّسَلِّي عنها 4750- يُطَيِّنُ عَيْنَ الشَّمْسِ يضرب لمن يَسْتُر الحقَّ الجلىَّ الواضحَ 4751- يَكْفِيكَ مِمَّا لاَ تَرَى مَا قَدْ تَرَى يضرب في الاَعتبار والاَكتفاء بما يرى دون الاَختبار لما يرى 4752- يَسْقِى مِنْ كُلِّ يَدٍ بِكأسٍ يضرب للكثير التَّلَوُّنِ 4753- يُوشِكُ مَنْ أَسْرَعَ أنْ يَؤُبَ يضرب في التوديع 4754- يُمْسِى عَلَى حَرٍّ، ويصْبِحُ عَلَى بَارِدٍ يضرب لمَنْ يجدُّ في أمرٍ ثم يَفتُر عنه 4755- يُكَايِلُ الشَّرَّ ويُحَاسبُهُ أي يفعل ما يفعل به صاحبه يضرب في المُجَازاة [ص 427] 4756- يَحَرُّ لَهُ وَيَبْرُدُ أي يَشْتَدُّ عليه مرةً وَيَلينُ أخرى 4757- يَأتِيكَ بالأخْبَار مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ أي لاَ حاجة بك إلى الاَختيار؛ فإن الخَيْرَ يأتيك لاَ مَحَالَةَ 4758- الأَيَّامُ عُوجٌ رَوَاجِعُ العُوجُ: جمع أعْوَجَ، يُقَال: الدهر تارةً يَعْوَجُّ عليك وتارةُ يرجع إليك 4759- اليَسِيرُ يَجْنِي الْكَثِيرَ هذا من كلام أكْثَمَ بن صَيْفِي، وهو مثل قولهم "الشر يَبْدَؤُهُ صِغَارُه" 4760- يَدَعُ العَيْنَ وَيَطْلُبُ الأثَرَ قد ذكرت قصته في باب التاء عند قولهم "تطلبُ أثراً بعد عَيْنٍ" (انظر المثل رقم 652 والمثل 3509) 4761- يَا أُمَّهُ اثْكَلِيهِ يضرب عند الدعاء على الإنسان، وهو في كلام علي رضي الله عنه |
الساعة الآن 11:54 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |