أشجان القيثارة
 

ضاق بالكون شاعرٌ يعشق الكون ويهفو إلى الوجود السعيدِ
عاش كالطير يرسم النور والزهر ويرنو إلى الكمال البعيدِ
كان في الأرض مثل ترنيمة الناي بريئاً وطاهراً كالوليدِ
ينشد الحق والجمال ويرجو لبني الأرض كل شيءٍ حميد
شاقة الخلد فاستراح إلى الحلم وغنَّى برائعات النشيد
ثم ظن الوجود قد راقه اللحن وأشجته رنة التغريد
فاستباح الغناء وانساق في الوهم وغرته لذة الترديد
وأفاق المسكين من سكرة الظن ليلقي مرارة التشريد
خانة الحظ واستخف به الدهر وألقاه في سواد البيدِ
ذاق طعم الفناء ثم عاد إلى الناس ليحيا وجوده كالطريدِ
ليلهُ الهمُّ والنهار هو الذلُّ فو ارحمتا للشقى الوحيد
كم أتى الناس بالعجيب من القول وثنَّى بطارفٍ وتليد
كم شجا الدوح بالترانيم والشدو وأبكاه بالغناء الفريد
بعثر الحب في الطريق فلم يجنِ سوى الغلِّ من حقودٍ حسودِ
قدم الخير للحياة فكم يلق من رفاق الحياة غير الجحود
بذل الود علَّه يسعد الخلق فلاقَوا وداده بالصدود
فانزوى وحده يذوق أسى الذل ويلهى خياله بالوعود
يرسم الصورة الجميلة للناس ويدعو لهم بقلبٍ عميد
ثم صارت دنياه خرساء كالموت وغنى بموجعات القصيدِ
هده البؤس واستبد به اليأس وأضحى لا يبتغي من مزيد
يسأل الله أن يعجل أخراه ليرتاح من عذابٍ شديد
حيث ترعى الآلام في قلبه العاجز وتصول في دربه المسدودِ
صيرت عيشه امتهاناً وذلاً وضياعا وبات في تنكيدِ
حائر الفكر في الختام وفي البدء تعنيه حكمة المعبود
كلما لاح نورها يشرح الصدر توارت وعُمِّيتْ من جديد
وهو يسعى وراءها مثقلَ الخطو بفكر من الخيال البليدِ
عَلَّه يعرف اليقين فيمضي مطمئنا إلى المصير الأكيدِ
راضيَ النفس بالحياة وبالموت وبالألم والشقاء العنيدِ
موقناً أن حكمة الله عُليا تتجلى لكل عقلٍ رشيدِ
د. شعبان عبد الجيد محمد علي
صنصفط ـ منوف ـ منوفية

السلام عليكم

قصيدة تفوح بعبق الروحانيات التي نشأت عليها والواقع الذي يصدم
فضاءات القول :
بارك الله بك
....

بارك الله فيكم جميعاً
لقد أعطيتموني أكثر مما أستحق ...
أرجو أن أكون عند حسن ظنكم
تقبلوا خالص مودتي