منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   لغتنا العربية (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=104)
-   -   التعجب وكيفية اعرابه (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=17927)

زوج السيدة المدير 15 - 8 - 2011 06:45 PM

التعجب وكيفية اعرابه
 
التعجب هو انفعال نفسي يحدث نتيجة الاستغراب والدهشة لأمر ما ، جُهل سببه ، ويكون التعجب لفترة مؤقتة مرتبطة بجهل السبب ، وقد قيل قديما :

إذا عرف السبب بطل العجب



ما هي صيغ التعجب ؟

صيغ التعجب نوعان هي :

1- صيغ سماعية :

وهي ما اعتمدت السمع ، ولم ترجع إلى وزن ما ، فكل كلمة قالها العرب في تعجبهم ، فهي صيغة سماعية لا نزن عليها ، فمثلا : صيغى سبحان الله ! قيلت في التعجب لأمر ما ، فكلمة سبحان لها وزن فعلان ، ومع ذلك فهذا الوزن لا يدل على التعجب ، إنما تدل الكملة سبحان الله فقط على التعجب دون غيرها من الأوزان المشابهة ، كعدوان هي على وزن سبحان إلا انها لا تدل على العجب بتاتا
ومن صيغ التعجب السماعية نجد قولهم : عجبا .. أواه .. يا لها من .. عجيب ..

2 - صيغ التعجب القياسية :

وهي الصيغ التي لها وزن نرجع إليها لنتمكن من إحداث التعجب في كلامنا ، وهما صيغتان

أ - ما أفعله ! :

نحو : ما أحسن القمر ! ، أو : ما أحسنه

ب - أفعل به ! :

نحو : أكرم بالرجل ! ، أو : أكرم به !

إعراب صيغة التعجب ما أفعله ! :


المثال : ما أحسن القمر !


ما : نكرة تامة تعجبية بمعنى شيء ، مبني على السكون في محل رفع مبتدأ

أحسن : فعل ماض مبني على الفتح للتعجب ، والفاعل ضمير مستتر يعود على ما ،
والجملة الفعلية (أحسن) في محل رفع خبر المبتدأ (ما)

القمر : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة
فإن قلنا : ما أحسنه ، أعربنا الهاء ضميرا متصلا مبنيا على الضم في محل نصب مفعول به

ترى لماذا نعرب (ما) نكرة تامة ، بمعنى شيء ، في محل رفع مبتدأ ؟؟


نعرف أن النكرة هي من الكلمة التي تخلو من (ال) التعريف مثل (الشمس) ، أو التي ليس فيها إضافة مثل ، ( نور الشمس )


ولكن ؟؟

ما علاقة التعريف والتنكير بالتعجب ؟؟
عرفنا النكرة ، لكن ما معنى أن تكون النكرة تامة ؟؟
ثم لماذا (ما) التعجبية تكون نكرة ؟؟
لماذا تكون تامة ؟؟
ولماذا تكون بمعنى شيء ؟؟

للإجابة على هذه الاسئلة نقول :

(ما) : نكرة تامة


لأنها تعجبية ، والتعجب يكون لأمر نجهله ، فإذا كنا نعرفه ، تلاشى التعجب ، فوجب ان تكون ما نكرة ، وما دام زمن التعجب قائما ، فإن جهل السبب يبقى قائما ، فهي تامة أي أن النكرة تبقى مستمرة ، فلا تعريف لها مرتقب ، وإلا بدأنا نبتعد عن العجب إلى معرفة السبب


(ما) : بمعنى شيء



أولا : نقول بمعنى شيء ، ولا نقول بمعنى الشيء ، فشيء نكرة ذلك لأننا نجهله ، فإن عرفنا اللفظة وقلنا الشيء فهذا يعني أننا نعرف ذلك الشيء ، ثانيا قلنا بمعنى شيء ، لأننا نجهله ، وكأننا نريد القول : شيء ما جعل القمر حسنا

لماذا نقول مثل هذا الكلام ؟


نحن نرى القمر كل يوم ، ونراه مكتملا كل 14 يوما أو 15 ، والقمر هو القمر نفسه الذي نراه كل ليلة ، فلماذا نتعجب هذه المرة ؟
ذلك لأننا نجهل سبب استحساننا للقمر ، وكأننا نريد القول ، هناك شيء ما جعل القمر حسنا في عيوننا هذه المرة ، وليس كالمرات السابقة ، ما هو هذا الشيء ؟ .. لا ندري !
لأننا في عجب منه


في محل رفع مبتدأ :


عرفنا أن معناها بمعنى الاسم النكرة (شيء) ، و قد ابتدأنا بها الكلام فهي مبتدأ

مبنية على السكون :

لأنها الرفع الخاص بالمبتدأ لا يظهر عليها ، إنما يظهر عليها السكون ، والأصل أن يكون المبتدأ مرفوعا وليس ساكنا ، إذن فهي مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ ، وفي محل تعني أنه مكان ظهور الرفع ظهر السكون (محل = مكان / local)


مراجعة الإعراب السابق (ما أحسن القمر )
ما : نكرة تامة تعجبية بمعنى شيء منبية على السكون ، في محل رفع مبتدأ
أحسن : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر يعود على ما
والجملة الفعلية (أحسن) في محل رفع خبر المبتدأ (ما)
القمر : مفعول به منصوب ن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة



إعراب صيغة التعجب : أفعل به !


المثال : أكرمْ بالرجل ِ !


أكرم : فعل ماض جاء على صيغة الأمر لإنشاء التعجب
بـ : حرف جر زائد
الرجل : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه فاعل

فك غموض هذا الإعراب


نعلم أن هذا الرجل الذي نتحدث عنه كريما ، لكننا تعجبنا من كرمه ، وحتى يحصل التعجب ، وجب أن نجهل سر الإعجاب بنوعية الكرم أو حجمه أو ما شابه ، وكأننا نريد القول لمن يستمع إلينا : الرجل كريم إلى درجة تدهشنا ، فإن سألونا ما الذي جعلكم تتعجبون ، أجبنا : لا ندري ، هناك أمر ما جعل كرم هذا الرجل يثير دهشتنا واستغرابنا ،
أما عن الإعراب فقد قلنا إن فعل أكرم هو فعل ماض رفم أن الظاهر ينبئ أنه أمر


لماذا هو فعل ماض وليس أمر



ذلك أننا نتعجب من أمر قد وقع ، ولا نتعجب من أمر لم يقع بعد



فلماذا لا نصوغه بزمن الماضي ، فنقول كَرٌمَ الرجلُ ؟؟


ذلك أن الماضي قد انتهى ، لكننا لا زلنا في عجب ، فلا بد من صيغة نجعل فيها الماضي يبدو كأنه مستقبل ، للتعبير عن اعجابنا المستمر إلى المستقبل المجهول ، فالتعجب لا يزال قائما بدأ في الماضي ويستمر إلى المستقبل
وكأننا نود القول للمستمع : إن هذا الرجل كريم وليس مثله أحد في الكرم ، فنحن متعجبون لكرمه حتى إننا نظن أن لا يكون مثله أحد في الكرم مستقبلا


الرجلِ : لماذا أعربناه فاعلا رغم كونها اسم مجرورا ؟؟


لأن الفاعل هو الذي يقوم بالفعل ، ومن صاحب الكرم هو الرجل فهو الفاعل

فلماذا لا نبقيه فاعلا بعلامة الضم ؟؟



لأن تركيب الجملة سينكسر إن قلنا : أكرمْ الرّجلُ ، علما أننا فهمنا لماذا يجب القول بفعل أكرمْ .. تذكروا : إنه ماض يدل على المستقبل



لأن صيغة (أكرمْ الرجلُ ) غير مقبولة على مستوى التركيب النحوي ، فإننا نأتي بحرف جر ليس له معنى ، أي حرف جر زائد ، من أجل ضبط الجملة ، وإخفاء الرفع في المحل ، فنقول : اسم مجرور لفظا بحرف الجر الزائدة ، مرفوع محلا على أنه فاعل ، وحركة الضم منع من ظهورها حركة حرف الجرّ الزائدة


لكن يا ترى كيف نستطيع صياغة التعجب ، هل يكون ذلك عشوائيا ، أم أن هناك قواعدا وشروطا معينة ؟؟


طبعا هناك شروطا وقواعد لتحقيق صيغتي التعجب


بناء صيغي التعجب (ما أفعله ! ، أفعل به !)

تبنى صيغتا التعجب إذا كان الفعل :


1- ثلاثيا

مثل : استحسن هو ليس فعلا ثلاثيا فلا يمكن التعجب معه بقولنا : ما استحسنه ، ولا بقولنا استحسن به .. فهذا غير جائز


2- تاما

مثل : كان .. هو ليس فعلا تاما بل هو ناقص ، فلا يمكن التعجب معه بقولنا : ما أكونه ، ولا بقولنا أكون به .. فهذا غير جائز


3- مثبتا

مثل : ما ساد ، ما كرم .. هو ليس فعلا مثبتا بل هو منفي ، فيستحيل النطق بصيغة التعجب معه

4- مبنيا للمعلوم

مثل : بُنِيَ .. هو ليس فعلا مبنيا للمعلوم بل هو مبني للمجهول ، فلا يمكن التعجب معه بقولنا : ما أُبنيه، ولا بقولنا الثاني الذي يستحيل النطق به على وزن أفعل به ..


5- معناه قابل للتفاضل

فمثلا : الفعل : مات لا يقبل التفاضل فلا يجوز أن نصوغ منه التعجب ، كأن نقول هذا أَمْوَت من هذا ، فهذا غير معقول بتاتا ذلك لأن الموت واحدة وليس فيها أي تفضيل


6- ليس وصف المذكر منه على وزن أفعَل الذي مؤنثه فعلاء

مثلا لا يجوز أن نصوغ التعجب من الألوان كأحمر فهو على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء وهنا حمراء ، فلا تقول ما أحمره ، ولا تقول : أحمر به


7- متصرفا


مثل : نِعْمَ .. هو ليس فعلا متصرفا بل هو فعل جامد ، فلا يمكن التعجب معه بقولنا : ما أنعمه ، ولا بقولنا أنعم به .. فهذا غير جائز


وردة المسااااء 16 - 8 - 2011 03:48 AM

مشكور على الطرح والافادة
تحياتي لك زوج السيدة المديرة

أبو جمال 16 - 8 - 2011 04:45 AM

موفق يا زوج بطرحك كعادتك دائما
سلمت الايادي وما يحرمنا مواضيعك

صمت الجروح 16 - 8 - 2011 01:22 PM

طرحك في منتهي الروعه والفائده

في انتظار جديدك


ودمت بكل خير




shreeata 16 - 8 - 2011 01:22 PM

مشكور اخي على روعة الطرح
سلمت بروعتك
تحيات لك

سما 17 - 8 - 2011 12:48 AM

شكرا كبيرة يا زوج على ما قدمت لنا
المدارس اقتربت وفرصة ان يستفيد الابناء من هذه المواضيع القيمة

شيرين 18 - 8 - 2011 05:33 AM

مجهود رائع وموضوع قيّم
استمتعت بتواجدي بصفحتك
بانتظار المزيد من هذا العطاء
لك مني ارقّ تحية وأعذبها
دمت بخير

أرب جمـال 19 - 8 - 2011 05:17 AM

الف شكر يا زوج على افادتك وطرحك الموضوع
يعطيك الصحة والعافية

أبو جمال 19 - 8 - 2011 06:06 PM

مجهود رائع وموضوع قيّم
استمتعت بتواجدي بصفحتك

بانتظار المزيد من هذا العطاء

لك مني ارقّ تحية وأعذبها

دمت بخير

زوج السيدة المدير 10 - 10 - 2011 09:08 PM

اسعدني حضوركم وترك ردودكم الرائعه
مشكورين
تحياتي وخالص الود والتقدير لكم


الساعة الآن 01:27 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى