![]() |
حسن الجوار
حسن الجوار جلسَ ماجدٌ يتحدّثُ معَ صديقهِ عمران على مقعدٍ خشبيٍّ عندَ بوابَةِ منْزلهِ فقالَ له: هلْ تعلمُ يا عمرانُ أنّ جارَنَا أحمَدَ رجلٌ طيّبٌ يُحبُّ الخيْرَ؟ قالَ عمرانُ: وكيفَ عرفتَ ذلكَ يا مَاجد؟ أجابَ ماجدٌ: بالأمسِ رأيْتُهُ يسيرُ أمامَ منزِلِنا وهُوَ يحملُ صندوقَ فاكهةٍ لذيذةٍ، فلمّا رآني دعانِي ثُمّ قسمَ لنَا مِنْ فاكهتهِ في كيسٍ ثُمّ ناولنِي إيّاهُ ومضى، فراقبتُهُ فرأيتُهُ يقفُ عندَ حفرةٍ في الطّريقِ ويضعُ الصندوقَ على الأرضِ ثُمّ يسوّي الحُفرةَ مخافَةَ أنْ يقعَ أحدٌ فيها. فعلَ ذلكَ قبلَ أن يعودَ إلى منزلهِ. وليسَ هذَا فقط، بل إنّها عادتُهُ أنْ يُحسنَ إلى الآخرين. قالَ عمران: إنّهُ نِعْمَ الجَار، ولكنّ جارَنَا أبا عاصم على عكْسِ ذلكَ تماماً، فهو يُلقي بالنّفاياتِ أمامَ منزِلنَا، ويصرخُ دائمًا ويزعجنَا أثناء النومِ، بل إنّهُ لا يحلُو لهُ سماعُ الغناءِ الصّاخبِ إلا بعدَ منتصفِ الليلِ، وإذَا كلَّمهُ والدي ردّ عليه بقولهِ: مَنْ لا يعجبهُ فليرحَلْ. ولا يمرّ يومٌ إلا ونعاني فيه من أذاهُ، لدرجةِ أنّ أبي صارَ يفكّرُ ببيعِ المنزلِ والانتقالِ إلى منزلٍ آخر. شعرَ ماجدٌ بأنّ الجارَ الطيّبَ نعمةٌ منَ الله عزّ وجل، وأنّ شكرَ هذهِ النّعمةِ يكونُ بمعاملةِ النّاسِ معاملةً حسنةً، والاقتداءِ بمثلِ هؤلاءِ الجيرانِ الطيّبين. ثُمّ قالَ لصديقهِ: هلْ تعرفُ يا عمران أنّ سعرَ المنزلِ يرتفعُ بوجودِ الجيرانِ الطيّبين، ويرخصُ بوجودِ الجيرانِ المزعجِين؟ قالَ عمران: وكيفَ ذلكَ يا مَاجد؟ قالَ ماجدٌ: يُروى أنّ رجلاً ببغداد أرادَ بيعَ منزلهِ بألفِ دينارٍ، فقالَ لهُ النّاسُ: إنّ منزلكَ لا يستحقّ أكثرَ من خمسمائةِ دينارٍ، فكيفَ تريدُ منّا أنْ نشتريَهُ منكَ بألفِ دينارٍ، فقال لهمْ: صدقتُمْ، هذَا صحيحٌ، فمنزلي يستحقّ خمسمائةِ دينار، وجواري لفُلانٍ يستحقّ خمسمائةٍ أخرى، فهوَ يعودُني إنْ مرضتُ، ويسألُ عنّي إنْ غبتُ، ويعطيني إذا سألتُ، ويواسيني بمالهِ وكرمهِ.. أتريدونَ منّي أنْ أتركَ جوارَ مثلِ هذَا دونَ مُقابل؟! قالَ عمران: صدقتَ يا ماجد، فهذَا معهُ حقٌّ في طلبِ هذهِ الزّيادةِ في سعرِ منزلهِ، بينَمَا نحنُ نبحثُ عمّنْ يشتري المنزلَ فلا نجدُ أحدًا، لأنّ كلّ من يريدُ شراءَهُ يسألُ عن الجيرانِ، فيعرفُ حالَ جارِنَا المزعجِ فيعدلُ عن شراءِ منزلِنَا. حتّى قرّرَ أبي أنْ يبيعَهُ بسعرٍ منخفضٍ جدًا. تنهّدَ ماجدٌ وقال: كما قالَ الشّاعرُ: يلومونَنِي أنْ بعتُ بالرّخصِ منزلي ولمْ يعلمُوا جارًا هُناكَ يُنغِّــصُ فقلتُ لهُم كُفّوا المَلامَ فإنّمـا بجيرانِهَا تغلُوا الدّيارُ وترْخُصُ وقبلَ أنْ يتفرّقَ الصّديقانِ أقبلَ والدُ عمرانَ مُتهلِّلاً يبتسمُ. نهضَ عمرانُ مستبشرًا وهوَ يقولُ: إنّهُ أبي، لا بُدّ أنّهُ يحملُ خبرًا سارًّا اليوم! وما أنْ وصلَ إليهِما حتّى أعلنَ لهُمَا أنّ جارَهُ أبا عاصمٍ أدركَ سوءَ فعلهِ، وجاءَهُ واعتذرَ إليهِ، وقرّرَ أنْ يغيِّرَ معاملَتهُ بعدَ زيارةٍ قامَ بهَا إمامُ المسجدِ لهُ في منزلهِ، ذكرَ لهُ خلالَهَا ما يقولُه النّاسُ عنهُ، ووعظهُ وبيّنَ لهُ عاقبةَ تصرفاتهِ، وأنّ الله يحبُّ المُحسنَ لجارهِ، ولا يرضى عنِ المُفسدِ والمُسيء.. كان محمد بن الجهم جارًا لسعيد بن العاص عاش سنوات ينعم بجواره فلما عرض محمد بن الجهم داره للبيع بخمسين ألف درهم ، وحضر الشهود ليشهدوا ، قال : بكم تشترون مني جوار سعيد بن العاص ؟ قالوا :إن الجوارلا يباع ، وما جئنا إلا لنشتري الدار . فقال : وكيف لا يباع جوار من إذا سألته أعطاك ، وإن سكتَّ عنه بادرك بالسؤال ، وإن أسأت إليه أحسن إليك ، وإن هجته عطف عليك ؟ فبلغ ذلك الكلام جاره سعيد بن العاص فبعث إليه بمائة ألف درهم وقال له : أمسك عليك دارك .....قصص تدل على حسن الجوار القصة الأولى : القصة الثانية :كان ابن المبارك له جار يهودي فكان يبدأ فيطعم اليهودي قبل ابنائة ويكسوه قبل ابنائة فقالوا لليهودي بعنا دارك. قال : داري بألفين دينار , ألف في الدار , وألف في جوار ابن المبارك , فسمع ابن المبارك بذلك فقال : اللهم أهده إلى الإسلام فاسلم بإذن الله هذه هي الأخلاق الإسلامية التي ربى عليها الإسلام أبناءه ، فكانوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا ، يحمل غنيهم فقيرهم ، ويُعين قويهم ضعيفهم ، لا شحناء ولا أحقاد ، ربط الود بين مشاعرهم ، وجمع الإيمان بين أفئدهم ، وما أجمل أن يأخذ المسلمون أنفسهم بهذه المبدأ الكريم . واليك هذه قصة رجل أسلم بسبب تجميع جاره كل الجرائد له فى وقت غيابة http://www.youtube.com/watch?feature...&v=avdcHizmagA قصة الإمام أبو حنيفه مع جاره السكير للشيخ عائض القرني |
الأخ الفاضل أيمن
بارك الله فيك هذه الاضاءه على معاني حسن الجوار وضرورة التحلي بها.. فهل يمكن أن نعتبر أنفسنا جيرانا في المنتديات ونحسن الجوار ..ربما مانراه أحيانا يجعلنا نسأل هذا السؤال فهل نسمع جوابا . بورك بك دوما مميز في إختياراتك لك تحياتي |
يسلموووا
الجااار قبل الدااار تحياااتي |
الحمد لله يا اخي
انو جيرانا مناح والدنيا لسه بخير موضوع قيم بارك الله فيك |
بالفعل الجار قبل الدار
وفقك الله اخي وجزيت خيرا |
بارك اغلله فيك وفي طرحك القيم جزاك الله خيرا |
|
مشكور على الطرح الهادف وعلى جهدك الكبير
لك تحياتي وبارك الله بك |
جزاك الله الخير وبارك بك
في موازين حسناتك ان شاء الله |
موضوع مميّز من يدِ مميّزه
بارك الله فيك تقديري لك ولجهودك |
الساعة الآن 12:30 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |