منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القسم الإسلامي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=21)
-   -   الحجامة وشيء من بركتها (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=29519)

منتصر أبوفرحة 19 - 2 - 2013 09:22 PM

الحجامة وشيء من بركتها
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحجامة هي حرفة وفعل الحَجَام ، والحَجْمُ : المَصّ. يقال:حَجَمَ الصبيُّ ثَدي أُمّه إذا مصَّه. والحَجَّامُ: المَصََّاص .
قال الأَزهري: يقال للحاجم حَجَّامٌ لامْتِصاصه فم المِحْجَمَة.
قال ابن الأَثير: المِحْجَم ُ، بالكسر، الآلة التي يجمع فيها دم الحِجامة عند المصّ، قال: والمِحْجَمُ أَيضاً مِشْرَطُ الحَجَّام؛ ومنه الحديث: لَعْقَةُ عَسلٍ أَو شَرْطة مِحْجَم ٍ." انظر لسان العرب "
وبشكل أوضح هي استخراج الدم من الجسد بامتصاصه بآلة مناسبة أو بما يقوم مقام المص من الأجهزة الحديثة .

والحجامة معروفة منذ القدم، عرفها الصينيون والبابليون والفراعنة، ودلت آثارهم وصورهم المنحوتة على استخدامهم الحجامة في علاج بعض الأمراض، وكانوا في السابق يستخدمون الكؤوس المعدنية وقرون الثيران لهذا الغرض وكانوا يفرغونها من الهواء بعد وضعها على الجلد عن طريق المص, ومن ثََمّ استخدمت الكؤوس الزجاجية والتي كانوا يفرغون منها الهواء عن طريق حرق قطعة من القطن أو الصوف داخل الكأس .

وكانوا في السابق يستخدمون الكؤوس المعدنية وقرون الثيران وأشجار (البامبو) لهذا الغرض وكانوا يفرغونها من الهواء بعد وضعها على الجلد عن طريق المَصّ, ومن ثم استخدمت الكاسات الزجاجية والتي كانوا يفرغون منها الهواء عن طريق حرق قطعة من القطن أو الصوف داخل الكأس (بحيث يحترق الأكسجين في الداخل ومن ثم يصبح الضغط الداخلي مقارباً للصفر, والضغط داخل الجسم أعلى بكثير, فينجذب الجلد لداخل الكأس) .



الحجامة في الطِّب النبوي


أقر الإسلام ممارسة الحجامة؛ فقد حض عليها نبي الرحمة -صلى الله عليه وسلم-، ففي الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- "احتجم وأعطى الحجَّام أجره"، كما أثنى الرسول -صلى الله عليه وسلم- على تلك الممارسة، فقال كما جاء في البخاري: "خير ما تداويتم به الحجامة". وكان الأطباء العرب ممن استخدموا هذه الطريقة العلاجية.
كما ورد عدة أحاديث عن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- تبين فضائل الحجامة, ومنها:

***روى البخاري في صحيحه عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا, قَالَ: "الشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ: شَرْبَةِ عَسَلٍ, وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ, وَكَيَّةِ نَارٍ, وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ".

قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( قال الخطابي : انتظم هذا الحديث على جملة ما يتداوى به الناس ، وذلك أن الحجم يستفرغ الدم وهو أعظم الأخلاط ، والحجم أنجحها شفاء عند هيجان الدم ، وأما العسل فهو مسهل للأخلاط البلغميه ، ويدخل في المعجونات ليحفظ على تلك الأدوية قواها ويخرجها من البدن ، وأما الكي فإنما يستعمل في الخلط الباغي الذي لا تنحسم مادته إلا به ، ولهذا وصفه النبي ثم نهى عنه ، وإنما كرهه لما فيه من الألم الشديد والخطر العظيم ، ولهذا كانت العرب تقول في أمثالها :" آخر الدواء الكي " وقد كوى النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ وغيره ، واكتوى غير واحد من الصحابة ) ( إتحاف القاري - 4 / 313 )
وقال - رحمه الله - : ( ولم يرد النبي صلى الله عليه وسلم الحصر في الثلاثة ، فإن حصرها قد يكون في غيرها وإنما نبه بها على أصول العلاج ) ( فتح الباري - 10 / 138 )


***وروى البخاري ومسلم وغيرهما عنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : "إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ ، فَفِي شَرْبَةِ عَسَلٍ ، أَوْ شَرْطَةِ مِحْجَمٍ ، أَوْ لَذْعَةٍ مِنْ نَارٍ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ" .

قال الإمام النووي رحمة الله : ( فهذا الحديث من بديع الطب عند أهله ، لأن الأمراض الامتلائية دموية ، أو صفراوية ، أو سوداوية ، أو بلغميه ، فإن كانت دموية فشفاؤها إخراج الدم ، وإن كانت من الثلاثة الباقية فشفاؤها بالإسهال بالمسهل اللائق لكل خلط منها ، فكأنه نبه صلى الله عليه وسلم بالعسل على المسهلات ، وبالحجامة على إخراج الدم بها ، وبالفصد ، ووضع العلق ، وغيرهما مما في معناها ، وذكر الكي لأنه يستعمل عند عدم نفع الأدوية المشروبة ونحوها ، فآخر الطب بالكي. وقوله: "ما أحب أن أكتوي" إشارة إلى تأخير العلاج بالكي حتى يضطر إليه ، لما فيه من استعمال الألم الشديد في دفع ألم قد يكون أضعف من ألم الكي ) ( صحيح مسلم بشرح النووي - 13 ، 14 ، 15 / 360 ).



*** وروى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي رَأْسِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِهِ بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ لُحْيُ جَمَلٍ", وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ, أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي رَأْسِهِ مِنْ شَقِيقَةٍ كَانَتْ بِهِ".

*** وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: احتجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حجمه أبو طيبة فأمر له بصاعين من طعام، وكلم أهله فوضعوا عنه من خراجه، وقال: (إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الحِجَامَةُ، أَوْ هُوَ مِنْ أَمْثَلِ دَوائِكم). [متفق عليه واللفظ لمسلم]


*** وعن أنس -رضي الله عنه- أنه سُئل عن أجر الحَجَّام فقال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم, حجمه أبو طيبة وأعطاه صاعين من طعام وكلم مواليه فخففوا عنه وقال: "إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري وقال لا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة وعليكم بالقسط"[أخرجه البخاري].

*** وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إِنْ كَانَ في شَيءٍ مِنْ أَدْوِيتكُم -أَوْ يَكُونُ في شَيءٍ مِنْ أَدْوِيَتكُم- خَيرٌ فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِقُ الدَّاءَ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ). [متفق عليه واللفظ للبخاري] .


*** وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما مررت ليلة أسري بي بملإ من الملائكة إلا قالوا: يا محمد مر أمتك بالحجامة) [أخرجه ابن ماجه، وأخرجه الترمذي عن ابن مسعود وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (5671 )] .


*** وعن أبي كبشة الأنماري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يحتجم على هامته وبين كتفيه، ويقول: (من أهراق من هذه الدماء فلا يضره ألا يتداوى بشيء لشيء) [أخرجه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (4926)] .


*** وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (كان يحتجم في رأسه، ويسميها أم مغيث) [أخرجه الخطيب البغدادي، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (4928)].


*** وعن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (كان يحتجم في الأخدعين والكاهل، وكان يحتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين) [أخرجه الترمذي والحاكم، وأخرجه الطبراني في الكبير والحاكم عن ابن عباس وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (4927)] .


منقول للفائدة

أبو جمال 20 - 2 - 2013 12:39 AM

رد: الحجامة وشيء من بركتها
 
والله انا عمري ما جربتها
بارك الله بك اخي منتصر
احترامي

shreeata 20 - 2 - 2013 01:07 AM

رد: الحجامة وشيء من بركتها
 
معلومات قيمة
سلمت لنا بروعتك
وجزاك عنا كل خير
تحيات لك

شيماء يوسف 20 - 2 - 2013 01:26 AM

رد: الحجامة وشيء من بركتها
 
شكرا لك على ما طرحت

بانتظارك وبانتظار باقة من مواضيعك المفيدة

لك منّي ارق تحية وأعذبها


وردة المسااااء 21 - 2 - 2013 12:21 AM

رد: الحجامة وشيء من بركتها
 
جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَالآرضْ
بآرَكـَ الله فيكـ عَ آلمَوضوعْ
آسْآل الله آنْ يعَطرْ آيآمكـ بآلريآحينْ
دمْت بـِ طآعَة الله ...

أرب جمـال 21 - 2 - 2013 01:56 AM

رد: الحجامة وشيء من بركتها
 
شكرا منتصر على الافادة علما انه بالقسم العلمي في موضوع مصور عن الحجامة
لكن لا مانع من الافادة
تقديري لك

ناجي أبوشعيب 21 - 2 - 2013 07:12 PM

رد: الحجامة وشيء من بركتها
 
بارك اللّه فيك لك وعليك
طرح قيّم و مفيد
دمت بألف ودّ

منتصر أبوفرحة 21 - 2 - 2013 08:03 PM

رد: الحجامة وشيء من بركتها
 
والله حتى أنا عمري ما جربتها ولكن تبقى هي من الطب النبوي
واستاذة ارب ما انتبهت للموضوع
انا اهتميت من الناحية الشرعية بالموضوع وليس من الناحية العلمية
نفع الله بالجميع

عاشق تراب الأقصى 1 - 3 - 2013 02:36 AM

رد: الحجامة وشيء من بركتها
 
جزاكـ الله الفردوس الأعلى
كتب الله أجره بموازين حسناتكـ

منتصر أبوفرحة 1 - 3 - 2013 10:13 AM

رد: الحجامة وشيء من بركتها
 
واياكم اخي ونفع الله بك


الساعة الآن 01:35 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى