![]() |
مكانة المرأة في القرون الوسطى في اوروبا
مكانة المرأة في القرون أو العصور الوسطى في أوربا:
http://4.bp.blogspot.com/-mC6oJ_azq4...9%84%D9%8A.jpg لقد اشتد سوء الظن بالمرأة في العصور الوسطى، وكُثر الخلاف حول خلقها وطبيعتها، ونالت وذاقت كاسات الذل والهوان، فحرمت من الظهور في المجتمعات العامة، وشاعت عادة أقفال العفة، وهي أقفال من حديد، رُكبت في أحزمة.صورة لسوق أوربي من العصور الوسطى ويبدو تشابه ذي النساء مع زي المرأة في العصر الجاهلي http://2.bp.blogspot.com/-YM4WuBNLoh...8%A7%D8%A1.jpg وخُصصت لتلبسها النساء حول خصورهن، إذا غاب عنهن أزواجهن في السفر، ثم تُغلق بمفاتيح، يُبقيها الزوج معه، لا تفارقه لحظة، بل وصل الأمر في بعض المجتمعات، إلى درجة وضع قفل على فم المرأة، تغدو به وتروح، وقد كان يوضع هذا النوع من الأقفال عند خروج المرأة من دارها، حتى لا يدور بينها وبين الرجال حديث، تغويهم به إلى الرذيلة.أشكال مختلفة من حزام العفة المخصص للنساء في العصور الوسطى http://3.bp.blogspot.com/-cMll3mE1II...%25D8%25B1.jpg لقد كانت النساء في أوربا متأخرات جاهلات يقفن عقبة في سبيل العلم والنور، وكانت الكتب الشرعية تضطرم بسخط شديد على مجرد وجود النساء في العالم، وكان يُقال لهن: يجب أن يخجلن من أنهن نساء، وأن يعشن في ندم متصل، جزاء ما جلبن على الأرض من لعنات(1) تاريخ العالم: أي ستراتش ج 1 ص 395هذا القناع أعد لتلبسة المرأة في بريطانيا في القرن السادس عشر http://3.bp.blogspot.com/-x5HrB4aCxA...%AB%D8%A82.jpg وهكذا كانت تتحرك المرأة بهذا القفل على فمها حتى لا تتكلم مع أحد خارج المنزل فقد شاعت في تلك الفترة عقيدة الزهد والإيمان بنجاسة الجسد، ونجاسة المرأة، وباءت المرأة بلعنة الخطيئة الأولى، فكان الابتعاد عنها حسنة مأثورة، لمنْ لا تغلبه الضرورة، ومن بقايا هذه الغاشية في القرون الوسطى أنها شغلت بعض اللاهوتيين إلى القرن الخامس الميلادي، فبحثوا بحثا جديا في جبلة المرأة، وتساءلوا في مجمع ماكون هل هي جثمان بحت؟! أم هي جسد ذو روح؟! يُناط بها الخلاص والهلاك؟! وغلبت على آرائهم أنها خلو من الروح الناجية، ولا استثناء لإحدى بنات حواء من هذه الوصمة، غير السيدة/ العذراء أم المسيح – عليه الرضوان – وكتب بلاكستون في شروحه على قوانين انجلترا سنة 1765 م يقول: إن القيود التي ترزخ تحتها المرأة، يُراد بها في الغالب حمايتها وخيرها، ذلك أن القانون الإنجليزي يؤثر المرأة بعطف شديد، ومع ذلك فإن هذه المرأة التي أثرها القانون هذا الإيثار الشديد، حُرمتْ من كل حق مدني، وحيل بينها وبين التعليم وكل شئ، ما عدا أحط موارد الكسب، ونزلت عن كل ثروتها عند الزواج (2) تاريخ العالم: أي ستراتش ج 1 ص 399 http://3.bp.blogspot.com/-viHrtkvDlH...8%A3%D8%A9.jpg هكذا كانت تُعامل المرأة في العصور الوسطى ورغم ذلك العطف الشديد الذي يزعمه بلاكستون: فقد وقف الفلاح الإنجليزي توسون في أسواق بريطانيا، وأمسك بزوجته يعرضها للبيع، لقد خدعتني هذه المرأة، تزوجتها لتكون سلواي، فإذا بها تنقلب فتصبح لعنة عليً من السماء، وشيطانا رجيما، وباع الرجل زوجته بعشرين شلنا، وخرج الزوج من الغنيمة مرتاح البالويؤيد ذلك ما ذكره الفيلسوف الإنجليزي/ هربرت سبنسر: من أن الزوجة كانت تُبا ع في إنجلترا خلال القرن الحادي عشر، وقد سنت المحاكم الكنسية في هذا القرن قانونا، ينص على أن للزوج أن ينقل أو يٌعير زوجته إلى رجل لمدة محددة(3) مجلة الوعي الإسلامي: عبد القادر السيسي: المستشرقون وتعدد الزوجات ص 74 العدد 74 بل إن الأمر وصل إلى أكثر من ذلك، ففي أكسفورد وفي عام 1930 رأى زوج أن يستبدل زوجته بسيارة من طراز لاجوندا وتمت الصفة بنجاح (4) الحب والزواج: بولس باسيلي ص 326 يقول العقاد عن تلك العصور الوسطى: والتي يسمونها بعصر الفروسية، وأنها عصر المرأة الذهبي بين الأمم الأوربية، وأن الفرسان كانوا يفدون النساء بالنفس والمال: فهذا العصر كما قال الدارسون له: كان عصر الحصان، قبل أن يكون عصر المرأة، أو عصر السيدة المفداة. ولقد أجمل جون لانجدون دافينر صاحب التاريخ الموجز في النساء وضع المرأة في تلك العصور قائلا: إن عصر الفروسية كان معروفا بما لوحظ فيه من فقدان الشباب على الجملة الاهتمام بالجنس الآخر، ولعلنا نقل من الدهشة لذلك، لو أننا وعينا كلمة الفروسية، وذكرنا أنها لم تكن ذات شأن بالسيدات، كما كانت ذات شأن بالخيل، فقلما بلغ الاهتمام بالمرأة مبلغ الاهتمام بالحصان في عصر الفروسية، إلا على اعتبار أنها عنوان ضيعة. ويذكر العقاد حادثتين توضحان مدى الإهمال، الذي كانت المرأة تلقاه في عصرها الذهبي المزعوم فيقول: جلست ابنة أوسيس في نافذتها ذات يوم فعبر بها الفتيان: جارات وجربرت. فقال: جارات انظر انظر يا جربرت، وحق العذراء ما أجملها من فتاة؟! فلم يزد صاحبه على أن قال: يا لهذا الجواد من مخلوق جميل، دون أن يلتفت بوجهه. وعاد صاحبه يقول مرة أخرى: ما أحسبني قط رأيت بهذه الملاحة، ما أجمل هاتين العينين السوداوين! وانطلقا وجربرت يقول ما أحسب أن جواد قط يماثل هذا الجواد. وهي حادثة صغيرة، ولكنها واضحة الدلالة، إذ أن قلة الاهتمام تورث الازدراء. ويروى أن الملكة بلانشفلور ذهبت إلى قرينها الملك / بيبين تسأله معونة أهل ا لورين، فأصغى إليها ثم استشاط غضبا، ولطمها على أنفها بجمع يده، فسقطت منه أربع قطرات من الدم، وصاحت تقول: شكرا لك إن أرضاك هذا، فأعطني من يدك لطمة أخرى حيث تشاء. ويعلق العقاد قائلا: ولم تكن هذه حادثة مفردة، لأن الكلمات على هذا النحو كثيرا ما تتكرر، كأنها صيغة محفوظة، وكأنما كانت اللطمة بقبضة اليد جزاء كل امرأة جسرت في عهد الفروسية على أن تواجه زوجها بمشورة. http://4.bp.blogspot.com/-bUAFgXNCLo...9%88%D9%85.jpg وكثيرا ما كانت المرأة تُزف إلى زوجها عفو الساعة، وكثيرا ما كانت تُزف إلى رجل لم تره من قبل، إما لتسهيل المحالفات الحربية، والمدد العسكري، أو لتسهيل صفقة الضياع، أترى أن سيدة القصر في عهد الفروسية، أو عصرها الذهبي كما يدعون واحدة لها نصيب من الرحمة، أو ملاذا من حياة الشقاء؟! أو صحبة قرين ليس لها بأهل؟!.حزام العفة للنساء الذي تصنعهُ أوربا حتى هذا اليوم لقد تقدم الزمن في الغرب من العصور المظلمة إلى عصر الفروسية إلى ما بعدها من العصر الحديث، ولم تبرح المرأة في منزلة مسفة، لا تفضُل ما كانت عليه المرأة في الجاهلية العربية، وقد تفضُلها المرأة في تلك الجاهلية، ففي سنة 1970 بيعت المرأة في أسواق انجلترا بشلنين لأنها ثقلت بتكاليفها على الكنيسة التي تؤويها، كما بقيت المرأة إلى سنة 1882 محرومة من حقها الكامل في ملك العقارات وحرية المقايضة(5) عبقريات العقاد: عبقرية محمد ص 75، 74 ففي هذا العصر كان الرجل أو السيد يعيش في بيته الإقطاعي أو القلعة. وكانت القلاع الأولى حصونًا بسيطةمحاطة بأسيجة من جذوع الأشجار. أما الحصون التي شيدت، فيما بعد، فقد كانتضخمة، وتم بناؤها من الحجر. وكان السيد وفرسانه يتناولون طعامهم وشرابهمويقامرون في القاعة الرئيسية للقلعة بجانب المواقد. وكان هؤلاء جميعًايمارسون لعبة النرد والشطرنج. وكانتالسيدة أوالليدي) زوجة السيد) تتدرب على الخياطة والغزل والنسج، والإشراف على خدم المنزل،وكانت تتمتع بحقوق قليلة. وكان بإمكان السيد أن ينهي زواجه منها إذا لمتنجب له ولدًا واحدًا على الأقل. ولم يكن يرى السادة ولا السيدات أنالتعليم أمرٌ ضروري، وبالتالي فإن قلة قليلة منهم كانت تستطيع القراءةوالكتابة. هذه كانت مكانة ومنزلة المرأة في عصرها الذهبي المزعوم، ذلك العصر الذي لم يصل الاهتمام بها فيه إلى نفس الدرجة التي يصل فيها الاهتمام بالحصان أو حتى بالدجاجة. ففي يوغوسلافيا: استبدل فلاح زوجته بحمار، وقال في ذلك: إنه يُحب الحمار ويُفضله على زوجته... وقد تمت هذه الصفقة العجيبة عندما كان البائع والمشتري يحتسيان كأسا من الخمر وأبدى البائع عدم ارتياحه لهذا الثمن، وقال: إن الحمار لا يُعتبر ثمنا عادلا لزوجته، فاقترح المشتري أن يعطيه عنزا فوق الحمار، وقبل الزوج الصفقة. وفي بلجراد بيعت النساء بالميزان، وكان الرطل الواحد يساوي بنسين، أو ثلاث بنسات، وكان ثمن الزوجة التي تزن مائة رطل أو مائة وعشرين رطلا لا يزيد عن 28 شلنا. وفي ولاية نيفادا الأمريكية: منذ سبعة أعوام اتفق رجلا على أن يستبدلا زوجتيهما، وأن تستولي كل زوجة على منزل الأخرى، بما فيه من أثاث ومتاع وأطفال. لم يصل إحترام المرأة في العصور الوسطى إلى نفس درجة احترام الدجاجة لآن الدجاجة تبيض والمرأة لا تبيض وخير ما نختتم به حديثنا عن مكانة المرأة ومنزلتها في بلاد الحضارة والنور في تلك العصور الوسطى، وما تلاها نصيحة برنارد سيفر للأزواج حيث قال: أوصيكم أيها الرجال ألا تضربوا زوجاتكم هن حاملات، فإن ذلك أشد خطرا عليهن، ولست أعني بذلك أنكم لا تضربوهن، ولكن الذي أعنيه أن تختاروا الوقت المناسب لهذا الضرب. ثم يستطرد قائلا: أنا أعرف أن رجالا يهتمون بالدجاجة التي تضع البيضة كل يوم، أكثر من الاهتمام بزوجاتهم، فقد تُكسر الدجاجة وعاء أو قدحا أحيانا، ولكن الرجل لا يضربها خشية فقد البيضة، وكان كثيرا من الرجال، لا يطيقون سماع كلمة من زوجاتهم، وذلك أن الرجل إذا سمع كلمة من زوجته، يرى أنه نابية، عمد من فوره إلى عصا وشرع يضربها، أما الدجاجة التي لا تنقطع عن – الوقوقة – طوال النهار فإنه يصبر عليها من أجل البيضة(7) قصة الحضارة: ول ديورانت ج 4 جزء 5 ص 102، 101 ما أجملها من مكانة، وما أرفعها من منزلة، تلك التي كانت تحتلها المرأة في بلاد الحضارة والنور في عصورهم الذهبية، كما يدعون ويزعمون، فهي رغم تلك المنزلة الرفيعة، والمكانة السامية التي كانت تحتلها، لم يبلغ بها الاهتمام ملبغ الاهتمام بالحصان، ولا حتى بالدجاجة، كما أن تلك المنزلة العالية، والمكانة المرتفعة القدر، لم تحول بين المرأة وبين بيعها في السوق بالرطل حسب وزنها، أو المقايضة عليها بسيارة أو بحمار وعنزا. مقال للكاتب علاء محمد اسماعيل |
رد: مكانة المرأة في القرون الوسطى في اوروبا
الحمد لله على نعمة الاسلام الذي كرم المرأة
بوركت على الطرح تحية لك اخي الفاضل خالد بن سعد |
رد: مكانة المرأة في القرون الوسطى في اوروبا
يعطيك العافية تحيتي لك |
رد: مكانة المرأة في القرون الوسطى في اوروبا
كل أإألــــ ود وباأإأإقــة ورد الله يـــع ــــطيك أإأإأالعافيه ،،، لا عــــدم ــــناأإأإ هـــــذا اأإأإلــتــمــيــــز،،، نــنــتــظــر أإأإالــم ـــزيــد مــن أإأإإبـــداع ـــاتك ،،، تحيـــــآ آ آ تي لكًَ.. ... |
رد: مكانة المرأة في القرون الوسطى في اوروبا
شكرا على الطرح
سلمت ودمت لنا تحيتي والياسمين |
رد: مكانة المرأة في القرون الوسطى في اوروبا
الحمد لله على نعمة الاسلام
لا حرمنا منك يا مبدع محبتي |
رد: مكانة المرأة في القرون الوسطى في اوروبا
اقتباس:
نعم صدقت اخي العاشق الحمد لله على نعمة الاسلام والله يحييك ويبارك فيك |
رد: مكانة المرأة في القرون الوسطى في اوروبا
اقتباس:
الله يحييك ويعافيك ونورتني |
رد: مكانة المرأة في القرون الوسطى في اوروبا
اقتباس:
رائعة دائما ردودك ولا تحرمينا طلتك |
رد: مكانة المرأة في القرون الوسطى في اوروبا
اقتباس:
العفو والله يحييك ويسلمك |
الساعة الآن 01:50 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |