ِجنيــــن ..
[gdwl]
ِجنيــــن .. حملت حلمها بين جوانحها وحلّقت بأفكارها بعيدا, في أفق يمتد دون نهاية,, الصمت البادي على محيّاها للجميع يخفي في أعماقها بركان ثائر لا بد أن ينفجر يوما". متى وكيف أو أين؟؟ لا أحد يعلم سوى الله سبحانه وتعالى. ما اللذي يدور فب خلدها؟ ولماذا تبحث عيناها في كل مكان؟ ترنو الى كل شيىء وتخرج بلا شيىء!! جنين ابنة الثامنة عشر عشر ربيعا أو قل خريفا , تجول في أسواق المخيم يوميا" وهي عائدة من مدرستها الثانوية , تلتقط من هنا فكرة ومن هناك خبرا", ترسم في ذاكرتها كل ركن وزاوية, وكل حارة وشارع في هذا المخيم الذي ولدت فيه على حصيرة اليأس وأصوات , وضجيج ورحيل. وعلى صوت بريموس الكاز ورائحة الحطب وتنكة الماء الساخن وطابور المؤن.. كل هذا طبع في ذاكرتها,, وما أصعب أن تمحو ذكريات المرارة من قلب ونفس اثخنوا بها حتى الثمالة. كبرت جنين كما كبرت معها المعاناة والصبر اللذي اعتبرته فريضة وعليها أن تتقنها في حين عجز الآخرون من الكبار عن ذلك فكفروا به وكفروا بالواقع الذي يعيشونه.. رحل من رحل وبقي من كتم همه وليس بيده حيلة سوى الأنتظار. جنين دوما صامتة شاردة , رغم ما يدور من انتهاكات وأعتقالات وتدمير من الصهاينة في المخيم, أحيانا تمد يد العون للآخرين وكثيرا من الأحيان تجلس ساعات طويلة فوق ركام.. لم يرها أحد يوما" تبكي.. لكنها تعيش في واقع مثقل بالهموم والآلام.. ربما ظنها الآخرون ذات مشاعر متحجرة أو.. ربما لا تفصح عمّا يجول بخاطرها... ذهبت لأمتحان التوجيهي وكتبت , كل يوم تكتب وتملأ كراسة الأمتحان... تاهت بين خيارات كثيرة الآمال, الطموح, الأنتقام,, لابد أنها ضاعت بين هذه الخيارات.. برسوم وعبارات وشعارات كانت تتقن صياغتها. تتساءل دوما" في سرّها: هل سيأتي اليوم الذي نودع فيه خيبات الأمل والآلام التي تلازمنا ايمنا حطّت مراكبنا؟ وماذا بعد كل هذا الدمار والتشريد الذي يتفاقم يوما بعد يوم ؟ اليوم يسكن في الجوار بيت ابو سعيد ولا ادري لماذا سمي كذلك!! وغدا" حطام بيته ينبىْ برحيله ,,, وسلامة الذي قطعت رجله ,, بقي يحمل نفس الأسم" سلامة" ,, ووليد الذي ماهنأ في ميلاده زفوه الى المقبرة شهيدا"..و..و.. مابقي هناك في الجوار أحد الاّ وقد بكته الدار أو لنقل ماتبقّى من ركامها. ساعات من الزمن تمضي .. تتساءل جنين : أهذا الواقع هو المكتوب علينا؟؟ البقاء أو الرحيل؟؟ لم يشف أحد من محيطها من خيباته وجروحه بعد.. ولم تشف هي من مرارة الحزن على اسرتها حين تمّ قنصهم فردا" فردا" أمام ناظريها.. ابدا" لن تستطيع أن تتكيف مع المحيط والحزن ما زال يمتطي صهوة جواد يجتاح جل حياتها فيسلب منها الأمان والطمأنينة التي تسرقها من الزمن لتعيشها ولو للحظات. استفاقت على صوت ضجيج في الخارج يبدأ من مكان ما وينتهي في آخر.. لاتدري متى تسلل النوم الى عينيها وجسدها المنهك, وتساءلت: الى متى؟؟؟ خرجت الى المقبرة وقرأت الفاتحة على أرواح أهلها والشهداء. جالت في المقبرة علّها تجد لها مكان يأويها .. غرست غصنا" أخضرا في مكان ليس بعيد عن الباب وكتبت " رحبوا بعروس ستزف في المساء" غابت جنين وفي قلبها ايمان بأن من في داخل اسوار المقبرة يسخرون من الصهاينة بلا شك وأنهم اشد ايلاما لهم من هؤلاء الأحياء اللذين سيزفّون لاحقا بمرتبة شهيد لا عريس. في المساء كان موعدها مع الشهادة كما تمنّت. بعملية جريئة أشبعت بالسكين قتلا أكثر من ثلاث. لم يبق من جنين سوى يد قابضة على سكين... اذ تناثرت أشلاء جسدها هنا وهناك. دفنت اليد والسكين وبقايا الأشلاء في نفس المكان الذي اختارته.. والعود الأخضر أصبح شجرة صفصاف باسقة من ينظر اليها اليوم يذكر جنين ويسير على دربها. ارب |
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك
موفق بإذن الله لك مني أجمل تحية نشمي المنتدى |
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
|
|
|
الغالية أرب
سرد ولا أجمل بورك فيك راقني جدّا ما قرأت هنا .. استمتعت احتراماتي اخوك الأبدي ناجي بن مسعود أبوشعيب |
اقتباس:
تحيتي لك |
اقتباس:
تحيتي لك |
[QUOTE=roro angel;6002]
[/QUOTE شكرا رورو على المرور والرد تحيتي لك |
اقتباس:
اسعدني حضورك تحيتي لك |
مع ان الشكر هو ما نملك
أو ماجرت عليه العادة الا انك تستحقين http://www.arabna.info/vb/images/ranks/star12.gifوأكثر ....سلمت يداكhttp://www.rosesource.com/skin/front.../red-roses.jpg |
عزيزتي ارب وتختلط اليوم هنا ايضا فلسفتك في جعلي اعيد القراءة مرة اخرى تارة اراها عروس بثوب فلسطيني فيها رائحة التشرد والتمرد فيها عبق الانتصارات في المخيم وتارة اشعر انني في ازقتها وشوارعها في سهولها التي توحدت مع مرج ابن عامر وعندما توقفت على شرفة سمائها وتركت روحي تعيد التحليق حيث هناك بين انقاض المخيم ورائحة الشهادة ورائحة الرصاص ورائحة الزيتون والليمون والزعتر فوجدتها فيك وفي دلال وفي الحواري والازقة والشوارع حتى باتت كل حروفك حزء من تفاصيل حكاية وطن ينتظر جنين تعيد له كرامة شهيدة اسمها القدس رائعة ومبدعة عزيزتي ارب http://www.maktoobblog.com/userFiles.../235image.jpeg |
قصتك اخجلت ردي وبـ جنين الخالدة تلبس المكان هيبته جعلتني اطيل امعانا وتحديقا لتخلد في الذاكره قصة اسمها جنين كوني بخير سيدة ارب |
مشكورة اختي ارب عالقصة الجميلة ........
|
اقتباس:
شكرا لحضورك وتركك هذا العبق الجميل تستحقين الدلع تقديري لكِ |
اقتباس:
كم يذهلني تواجدك فاينما اكون تكوني تقديري واحترامي لكِ ولهذا الرد الجميل بورك بك وشكرا لردك |
اقتباس:
يا بعضا من رائحة الوطن الذي نحن اليه .. اشكرك على ردك الذي منحني حرية التفكير بجنين والوطن مرة اخرى تقديري لك وحضورك المتألق دائما كن بخير مثل الوطن |
اقتباس:
وانا اشكرك على حضورك وردك الذي اعتز به سلمت لنا وبانتظارك دائما فلا تطل الغياب تقديري لك |
مشكورة ارب على القصة واحداثها المحزنة
بوركت الايادي ولا هانت |
مشكورة على القصة
من يد ما نعدمها |
قصة أكثر من رائعة ليست لجنين واحدة بل هناك مئات منها بل الاف يطلبون الشهادة لاجل الوطن
لكم احب القراءة لك ارب |
قصة معبره
سلمت الايادي على الابداع تحيتي وورود الجوري انثرها على صفحتك |
اقتباس:
ورود الجوري في قلبي ولك مثلها عزيزتي تقديري |
اقتباس:
اشكرك غاليتي على ردك الراقي تقديري ومحبتي لك |
اقتباس:
تقديري لك عزيزتي تراتيل المطر بالمناسبة اعجبني اسمك جدا |
اقتباس:
تقديري لك |
الساعة الآن 05:52 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |