![]() |
فـــنون الادارة والتحـفيــز والـتـطوير الـذاتي
كيف تبني الإرادة داخلك؟ [البحث عن الحقيقة]
من أعظم الصفات التي اعطاها الله لجميع مخلوفاته الإرادة، ففي كل مخلوق تجد فيه هذه الإرادة. وتتفاوت هذه الإرادة بين المخلوقات تفاوتًا عجيبًا؛ ففي الحيوانات مثلًا تجد صورًا عجيبة من تفاوت الإرادة، فالحية تطلب ما حَفَرَ غيرها والعنكبوت منذ أن يولد ينسج لنفسه بيتًا ولا يقبل منة الأم، والغراب يتتبع الجيف، والصقر لا يقع إلا على الحي، والأسد لا يأكل البائت، والفيل يتملق حتى يأكل. فصاحب الإرادة هو من له السيادة، فلذلك الأسد هو ملك الغابة، والصقر هو أقوى الطيور الجارحة. إن الهوان حمار البيت يألفه والحر ينكره والفيل والأسد ولا يقيم بدار الذل يألفها إلا الذليلان غير الحر والوتد وخص الله الإنسان دون المخلوقات كلها بالتحكم في هذه الإرادة، والقدرة على توجيهها، ولذا فهي من أسرار تكريم الله للإنسان، فالإرادة كنز الأفراد الناجحين والأمم المتقدمة. معظم الناس اليوم أصبحوا سجناء في حياتهم السلبية، التي تحد من أن يكون لهم أثر في حياتهم، هذا هو الوضع الذي نجد عليه الأمة كلها كبيرها صغيرها. يصف الله حال من ضاعت همته وإرادته بقوله سبحانه: { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ [175] وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [176] } سورة الأعراف ونحن على يقين راسخ أن كل إنسان على هذه الأرض لديه أصل الإرادة، وهي كنز محبوس داخلنا، ولكن الفرق بين إنسان وآخر هي القدرة على أخراج هذا الكنز أو القضاء عليه. قال صلى الله عليه وسلم : [[ كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ]]. صححه الألباني في صحيح الجامع. فعندما ولدت أنا وأنت، كان أصل خلقنا على الفطرة، وأصل الفطرة أن الإنسان لديه إرادة يمكن أن ينميها أو يقضي عليها. وهذا هو سؤالي لضعيف الإرادة: من طعن هذه الإرادة داخلك؟؟ من طعنني في إرادتي وأنا لا أشعر!! إن أول الطريق لبناء الإرادة أن نعلم من أُتي بذلك السهم المسموم الصامت، الذي يعرف بـ'التحدث إلى الذات' فإنك كثيرًا ما تسمع صوتًا بداخلك يتحدث، وكأنه شخص يتحدث إليك................................ وهذا السهم القاتل الذي دخل، وتسلل إليك لكي تحدث نفسك بهذه الأحاديث قد يكون له ثلاثة مصادر: 1- الوالدين [الدب الذي قتل صاحبه]: فالوالدين لهما أكبر تأثير في التحدث مع ذاتك، كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكرناه، و يقول الدكتور تشاد هليمستر في كتابه ': [ إنه في خلال ال18 سنة الأولي من عمرنا، وعلى افتراض نشأتنا وسط عائلة إيجابية إلي حد معقول، فإنك قد قيل لك أكثر من 148000 مرة 'لا' أو 'لا تعمل ذلك' ]. تخيل 148000 مرة، وستصل دهشتك إلى ذروتها عندما تعلم إنه في نفس الفترة كان عدد الرسائل الإيجابية التي وصلتنا -تبعًا للدكتور هليمستر لا تتجاوز- 400 مرة، وهذا بالطبع يعني أن آباءنا وأمهاتنا لم يكونوا سيئين، ولكن للأسف لم يكونوا على دراية بأي طريقة أخري أفضل، لأنهم كانوا قد نشأوا وتبرمجوا على نفس المنوال بواسطة آبائهم، وبالتالي قاموا بتربيتنا بنفس الطريقة، وقاموا ببرمجتنا سلبيًا بدون قصد ولكن مع الحب, فالأب والأم لهم أعظم الأثر في ذلك. وأحكي لك قصة توضح لك الأمر :لي صديق قد بلغ الآن سن 21 عامًا ولكنه محطم جدًا، ويعتقد بداخله أنه لا تأثير له في الحياة، وأنظر إليه، فهو في غاية من الحزن دائمًا, وقلما تجد الروح في وجهه، بل يعتقد أن الله قد خلقه بهذه الصفات، وأن غيره من أصدقائه أقوياء، لسان حاله يقول :'فإن الله قد منحهم هذه الشخصية القيادية البارعة، وأما أنا فلا'. وفي يوم بدأ يحكي لي عن حياته؛ فعلمت أنه لما كان صغيرًا كان أبواه ينظران إليه على أنه ليست له قيمة، وأنه قد يكون أقل عقلًا من أخيه الأكبر، وبدأت هذه الأشارات تترسخ في عقله الباطن 'أنت فاشل', 'انظر إلى أخيك العبقري وكيف يكون مستقبله الباهر، أما أنت فليس هناك أمل فيك'. وجاءت له الفرصة عندما خيَّب أخوه الأكبر العبقري أمال والديه، عندما لم يستطع أن يدخل إلى الكلية التي كان يرغب والداه أن يدخلها. وهنا بدأ صاحبي يعيش حياة التحدي، ولكن مازالت هذه القناعات راسخة داخله أنه سيئ، فدخل في الثانوية العامة، وتحدى نفسه أن يحصل على مجموعٍ عالٍ، ويدخل إلي الكلية التي عجز أخوه الأكبر العبقري أن يدخلها. وحارب من أجل أن يصل إلى هذا الأمر، واستطاع أن يحصل على درجة عالية، ويدخل إلى هذه الجامعة، وانتصر على نفسه و على أخيه وعلى أهله لأول مرة. بالطبع في هذه اللحظة شعرت أنه قد قضى على مشكلته، وأنه لا بد وأن يكون قد شعر بالقوة داخله 'إنني أستطيع أن أفعل ما أريد'، ولكن رجع بعد ذلك ليسيطر عليه هذا الإحساس في حياته 'إنني فاشل' ,' أنا لا أستطيع'، خاصة عندما يفشل في أمر جديد. فما زالت في صاحبي حتى الآن هذه المحادثات القديمة أنت فاشل', 'انظر إلى أخيك العبقري وكيف يكون مستقبله الباهر، أما أنت فليس هناك أمل فيك'، يعيش الآن في دوامة قاتلة من الهزيمة وقلة الإرادة. يقول د/جيمس وويات وودسمول : [ عندما نبلغ السابعة من عمرنا؛ يكون أكثر من 90% من قيمنا قد تخزنت في عقولنا، وعندما نبلغ سن الواحدة والعشرين؛ تكون جميع قيمنا قد اكتملت واستقرت في عقولنا ]. فعلمت حينها أن هذه السلبية أصبحت من قيم صاحبي التي يجب عليه تغييرها. 2- الأصدقاء : يؤثر الأصدقاء بعضهم على بعض بطريقة جوهرية، حيث من الممكن أن يتناقلوا عادات سلبية؛ كالتدخين والمخدرات وشرب الخمر وغيرها، ويعجز الشاب بعد ذلك عن البعد عنها بسبب التحدث السلبي للذات، الذي تعلمه من أصدقاءه: 'أنا لا أستطيع أن أبتعد عن.......' . وقد يكون غير ذلك، فقد يؤثر الأصدقاء على صديقهم سلبيًا؛ فينقلون إليه روحًا سلبية أو برمجة سلبية، وهم لا يشعرون والمثال على ذلك: شاب صغير لم يتجاوز 13 من عمره يحكي لنا قصته فيقول: [ كان لدي ثلاثة من الأصدقاء، أكبرهم يكبرني بثلاث سنوات، وكنا نعيش مع بعضنا البعض، وكنت أحبهم حبًا شديدًا. كنا نحب القراءة في علم النفس وأسرار النفس البشرية، وفي يوم من الأيام جاء أحدهم باختبار في معرفة النفس البشرية، وقد قسم هذا البحث البشر إلي أربعة أصناف منها ما هو القوي، ثم الأضعف فالأضعف. فيواصل قائلًا : فبدأنا نطبق هذه الصفات على أنفسنا؛ فوجدنا أن صديقنا الأكبر هو أقوى الشخصيات، ثم الصديقين الآخرين، وكنت أنا صاحب أسوأ شخصية في هذه الشخصيات الأربعة على حد علمنا. وبدأ أصدقائي يعملون على إثارة غضبي كنوع من الفكاهة، فكانوا كلما رأوا رجل ضعيف ذو مواصفات شبيهة بي يقولون: 'ستكون مثل هذا الرجل'. لم أتخيل أن هذا الكلام سيؤثر علي، ولكني رأيت نفسي أُصدِّق بأني أضعف أصدقائي وأني فاشل، وكنت أدعو الله ألا أكون مثل هذا الرجل الضعيف، وكنت كثيرًا ما أشعر بالإحباط، وأنني كلما دخلت مسابقة أو تحدي معهم كنت أشعر من قبل بدء التحدي أنني الأخير، و هذا دائمًا الذي كان يحدث. أنا الآن قد تغلبت عليه، ولكن قد ينتابني هذا الشعور في بعض الأوقات، وكلما أتذكر هذه القصة؛ أعجب كيف أن هذا الكلام أثر عليَّ كل هذا التأثير؟ 3- أنت قاتل نفسك: بالإضافة إلى المصدرين السابقين، فإنك قد تضيف السلبية وقلة الإرادة إليك فهي نابعة منك أنت. فانظر كيف تتحدث مع نفسك؟ نعم كل منا يتحدث مع نفسه، ألم تشعر يومًا أن بداخلك رجلًا يتحدث إليك؟!! ألم تشعر يومًا أنه حدث لك صراع داخلي، ووجدت شخصين يتحدثان بعضهما إلى بعض؟!! فهكذا قد تكون أنت السبب. فقد ترى بعض الناس يقومون بإرسال إشارات سلبية لعقلهم الباطن؛ 'أنا لا أستطيع', ' أنا لا أحب', 'أنا خجول', 'أنا ضعيف'. يقول د/هلميستر: [ إن ما تصنعه في نفسك سواء كان سلبيًا أو إيجابيًا ستجنيه في النهاية ] ولذلك تصبح هذه الإشارات بعد ذلك اعتقادًا جازمًا داخل هذا الشخص، وهذا يؤثر على تصرفاتهم بعد ذلك. وهناك نموذج آخر لقتل الإرادة في النفس يفعله الكثير، فتجده يقول: 'أنا أرغب في التغيير ولكن لا أستطيع'، وللأسف فإن الكلمة 'لكن' تمحو جميع الأشارات الإيجابية التي سبقتها، فلا يبقى من كلامنا إلا هذه الكلمة السلبية التي تلي كلمة 'لكن'، وهنا يصبح خطابك لنفسك هو ' أنا لا أستطيع'. وأخيرًا، فإن أولى خطواتنا من أجل تحقيق الإرادة داخلنا 'كن فطنًا'. فيجب أن نعرف من أين هذا السهم القاتل؟ من جعل في داخلي هذه السلبية ؟ من غير فطرتي التي فطرني الله عليها؟ الوالدين !! الأصدقاء!! أم أنا قاتل نفسي!! أم من......!! وهكذا نكون قد وضعنا أرجلنا على أول الخيط، وبعد ذلك نخطوا الخطوة الأولى لبناء الإرادة، ولكن تذكر...... يقول أرست هولمز: [ أفكاري تتحكم في خبراتي، وفي استطاعتي توجيه أفكاري]. |
كيف تغير نفسك .... عاداتك ترسم مصيرك
'كان هناك ضفدع يقفز بين أوراق الأشجار الطافية بعد أن أغرق ماء النهر بفيضانه الأرض حوله، فلمح الضفدع عقربًا يقف حائرًا على أحد الصخور، والماء يحيط به من كل جانب، قال العقرب للضفدع: يا صاحبي ألا تعمل معروفًا وتحملني على ظهرك لتعبر بي إلى اليابس فإني لا أجيد العوم، ابتسم الضفدع ساخرًا وقال: كيف أحملك على ظهري أيها العقرب وأنت من طبعك اللسع؟ قال العقرب في جدية: أنا ألسعك؟! كيف وأنت تحملني على ظهرك، فإذا قرصتك مت في حينك وغرقت وغرقت معك؟ تردد الضفدع قليلاً وقال للعقرب: كلامك معقول ولكني أخاف أن تنسى. قال العقرب: كيف أنسى يا صديقي، إن كنت سأنسى المعروف، فهل أنسى أني معرض للموت؟ هل أعرض نفسي للموت بسبب لسعة؟! بدت القناعة على الضفدع بسبب لهجة العقرب الصادقة، فاقترب منه، فقفز العقرب على ظهره وسار الضفدع في النهر يتبادل الحديث الهادئ مع العقرب الساكن على ظهره، وفي وسط النهر تحركت أطراف العقرب في قلق، وتوجس الضفدع شرًا، فقال للعقرب في ريبة: ماذا بك يا صديقي؟ قال العقرب في تردد وقلق: لا أدري يا صديقي، شيء يتحرك في صدري. زاد الضفدع من سرعته عومًا وقفزًا في الماء، وإذا به يستشعر لسعة قوية في ظهره، فتخور قواه بعد أن سرى سم العقرب في جسده، وبينما يبتلع الماء جسديهما نظر الضفدع إلى العقرب في أسى وهو يبتلع الماء ليغرق، فقال العقرب في حزن شديد قبل أن يبتلعه الماء: اعذرني... الطبع غلاب يا صاحبي' رى لماذا تصرف العقرب بهذه الطريقة؟ هل لأنه كان يحب فعلاً أن يلسع الضفدع أو يهلك نفسه؟! كلا، ولكن العقرب تعود منذ مولده أن يتصرف بطريقة معينة حيال أي كائن حي يحتك به ، هي أن يلسعه لأنه خطر عليه، وهذا ما نسميه بالعادة، فالعادة هي سلوك متكرر يصدر من الشخص بصورة لا إرادية نتيجة قناعة ترسخت في عقله الباطن عبر السنين. خطورة العادات: وتنبع خطورة العادات من أنها تتحكم تمامًا في سلوكيات الإنسان وبالتالي تتدخل في كل لحظة من لحظات حياته، فالإنسان في الحقيقة ما هو إلا مجموعة من العادات، كما تقول الحكمة القديمة: 'اغرس فكرة احصد فعلاً، اغرس فعلاً احصد عادة،اغرس عادة احصد شخصية ، اغرس شخصية احصد مصيرًا' فالعادات في النهاية هي التي تحدد مصير الإنسان ـ بإرادة الله تعالى ـ في الحياة سواء كان النجاح أم الفشل. مثال: إنسان لديه عادة التسويف والكسل. ـ كيف تكونت لديه هذه العادة؟ 1ـ شب منذ صغره فرأى أباه أو أمه يكسلون عن واجباتهم، ويسوفون أعمالهم0000فكرة. 2ـ بدأ يمارس نفس هذا الأفعال التي رآها من والديه00000فعل. 3ـ بتكرار الفعل ومع مرور السنين تكون لديه سلوك الكسل 00000عادة. ـ ما رأيك إنسان عنده عادة التسويف والكسل وإيثار الدعة والراحة على العمل الجاد الدءوب، فكيف سيكون ذلك مؤثرًا على حياته؟ لا شك أنه سيحصد شخصية كسولة تقوده إلى مصير الفشل الذريع. وعلى العكس من ذلك إنسان لديه عادة الجدية والالتزام، وبدأ يمارس نفس الأفعال ومع الممارسة لأفعال الجدية وحب النشاط والعمل ترسخت في نفسه تلك العادة، فحصد شخصية جادة نشيطة منضبطة لابد أن تقوده في النهاية إلى مصير النجاح بعون الله تعالى. إذن فنجاح الإنسان وخروجه من نفق الفشل مرتبط بعاداته ، فللنجاح عادات كما أن للفشل عادات. هل من الممكن تغيير العادات؟ عندما انطلقت السفينة [أبوللو 2] في رحلتها إلى القمر، تجمد المشاهدون على شاشات التلفاز وفي محطة الإطلاق في أماكنهم ،حينما رأوا أول إنسان يمشي على القمر ثم يعود إلى الأرض، ومن أجل الوصول إلى هناك كان على رواد الفضاء في تلك السفينة أن يتخلصوا من أكبر عائق في طريق الوصول ألا وهو قوة الجاذبية الأرضية، ومن أجل ذلك تم تحميل تلك السفينة على صاروخ فضائي ذي مراحل مختلفة، استخدم هذا الصاروخ في المرحلة الأولى للإطلاق كمًا هائلاً من الطاقة في الدقائق الأولى من الإطلاق خلال الأميال الأولى القليلة من الرحلة، يزيد عما استخدم في غضون الأيام التالية لقطع مسافة حوالي نصف مليون ميل ، وذلك للتخلص من أسر الجاذبية الأرضية وعادات الإنسان أيضًا لها قوة جذب هائلة لأنها القناعات التي نتجت عنها قد استقرت في أعماق العقل الباطن عبر السنين، ولكن مع ذلك يمكن تغييرها بالجهد والمتابعة، ومع أن ذلك يستغرق جهدًا جبارًا في أول الأمر، لكننا بعد ذلك يخف الأمر علينا بعد أن نشعر بالتخلص من أسر هذه العادات وما لها من آثار سلبية على حياتنا، والرائع في الأمر أننا عندما نستبدل عادات الفشل بعادات النجاح، فإن عادات النجاح أيضًا تكون لها نفس تلك الجاذبية القوية، بمعنى أننا لن نستطيع التخلي عنها بسهولة مما يحتم علينا أن ننجح ولو رغمًا عنا، فالعادات إذن لها قوة جذب هائلة وبإمكانك أن تسخر تلك القوة لتعمل لصالحك، أو تسخرك هي لنفسها لتعمل ضد نفسك، فالعادات يمكن تغييرها جزمًا، وهذا مقتضى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]. يقول الإمام الغزالي رحمه الله: 'لو كانت الأخلاق لا تقبل التغيير لبطلت الوصايا والمواعظ والتأديبات، ولما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [[حسنوا أخلاقكم]] وكيف ينكر هذا في حق الآدمي وتغيير خلق البهيمة ممكن، إذ ينقل الصقر من الاستيحاش إلى الأنس، والكلب من شره الأكل إلى التأدب والإمساك، والفرس من الجماح إلى سلاسة الانقياد، وكل ذلك تغيير للأخلاق' أهم المراجع 1- العادات السبع لأكثر الناس فاعلية ستيفن كوفي 2- متعة النجاح د. أكرم رضا 3- إحياء علوم الدين الإمام الغزالي |
كيف تكتسب الثقة في نفسك.تفكير الواثق[1] يصف الداعية محمد أحمد الراشد العاجز وغير الواثق من نفسه بأنه كثيراً ما تتردد على لسانه هذه الكلمات: [ تريد مني أن أكون فقيهاً وليس جدي مالكاً ولا الشافعي، وتطلبون أن أتغنى بالشعر وما ولدني المتنبي ولا البحتري، وتتمنون أن ألوك الفلسفة وليس جاري سقراط، فمن أين يأتي لي الإبداع وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم –: الناس كإبل مئة لا تكاد تجد فيها راحلة. صححه الألباني في صحيح الجامع. فيرد عليه ويقول له: نعم نريد ونطلب ونتمنى ونظن ونجزم، ولا وجه لاستضعافك نفسك، وقد أعطاك الله ذكاء ونسبيًا، فلم لا تتعلم السهر وتطلب الفصاحة؟ ]. أخي الكريم، لا زلنا معاً على طريق غرس الثقة بالنفس، وكان موعدنا في الحلقة الماضية مع الوسيلة الخامسة، والتي كانت بعنوان [ الانطلاقة المزدوجة ]، والتي كانت تتلخص في بناء الثقة بالنفس عن طريق تطوير نقاط القوة لديك والتغلب على نقاط ضعفك. واليوم موعدنا مع الوسيلة السادسة من وسائل كسب الثقة النفس، ألا وهي 'تفكير الواثق' تقول روس تايلور صاحبة كتاب الثقة في سبعة أيام فقط: [ تتركز الثقة الداخلية بشكل كبير في التفكير، هناك طرق كثيرة للتفكير قد تساعدك كي تمضي قدماًَ نحو مستقبل تتمتع فيه بالمزيد من الثقة ]. وتقول أيضاً: [ يعد أسلوبك في التفكير بمثابة حجر الأساس الذي ترتكز عليه الثقة ]. أيها القارئ الكريم، لتعلم أن هناك نوعين من التفكير: تفكير إيجابي يؤدي إلي الشعور بالنجاح والثقة بالنفس، وعلى النقيض تفكير سلبي يؤدي إلى الشعور بالفشل وفقد الثقة بالنفس، وسنعرض لك أخي الكريم بعض مزالق التفكير السلبي، وكيف تحولها إلي التفكير الإيجابي 'تفكير الواثق بنفسه'. مزالق التفكير السلبي: إليك بعض أنواع التفكير السلبي التي يقع تحت أسرها كثير من الناس، وبالتالي يفقدون ثقتهم بأنفسهم: 1- أنا موعود بالأشياء السيئة: هذا النوع من التفكير يسمى بالتفكير السيئ دائماًََ، وهو شعور الشخص بأن الحياة ستعصف به دوماًَ مهما فعل، ولذا على الأرجح أن الشخص يستسلم بسهولة، ويشعر بقلة الحيلة عند مواجهة أي كارثة . وكمثال لذلك : تحكي أحد المتطوعات للعمل في نُزل إيواء المشردين، أنها عندما تقوم بمقابلة الشباب قبل دخولهم إلى المنزل؛ كانت تجد أنهم مفعمون بالأمل والتوقعات من أجل المستقبل، ولكن بعد أن يمر عليهم أسبوعان داخل النزل. وبعد أن يجلسوا مع أمثالهم من النزلاء الذين قضوا أمداً طويلاً في النزل؛ يبدءون في الحديث أنهم يشعرون بالأسر، وأنهم لن يجدوا أبداً فرصة للخروج من أخدود الحياة الكئيبة، لقد أصبحوا دائماً يفكرون بطريقة تشاؤمية مثل الباقين، وأصبحوا خاملين ويائسين، هؤلاء الشباب للأسف اكتسبوا نوعاً من 'التفكير السيئ دائماً' ومن علامات الشخص الذي عنده هذا النوع من التفكير، استخدامه لكلمات مثل 'دائماً' و 'أبداً'، وإليك هذه الأمثلة : - 'لا ترغب أبداً أيها الشخص في فعل ما أريده' - 'لا تصلح معي أنظمة الحمية الغذائية' - 'دائماً ما أجد نفسي وسط هذه الفوضى' العلاج : إن هذا الشخص في حاجة إلى التفاؤل بالخير، وإذا حدث أي شيء سيئ؛ عليه أن يعتقد أنه مجرد أزمة عارضة، وأنه سوف يسترد عافيته قريباً، وإليك هذه الأمثلة : 1- بدلًا من قول: لا ترغب أبداً أيها الشخص في فعل ما أريده. قل: أعرف أنك تحب أن تقوم بما ترغب فيه لكن سوف يكون شيئاً عظيماً لو فعلت ما أرغب فيه أحياناً. 1- وبدلًا من قول: لا تصلح معي أنظمة الحمية الغذائية. قل: لا تصلح أنظمة الحمية الغذائية معي عندما أكون متعباً . سوف تكون فعالة عندما أسترخي وأستريح. 3- بدلًا من قول: دائماً ما أجد نفسي وسط هذه الفوضى. قل: أشعر بأنني في حالة من الفوضى الآن لكن سوف يصبح كل شيء على ما يرام قريباً. 2- التفكير السلبي'أفلحت فيما قمت به اليوم، لكنني مع سوء حظي أتوقع أن ذلك لن يفلح غداً'. عندما ننسب كل الأحداث الطيبة إلي الحظ والصدفة؛ فلا شك أن هذا تفكير خاطئ، فقد جعل الله لكل شيء سبباً، وقال تعالى: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }، ولذا فمن الطبيعي إذا حقق الإنسان نجاحاً أن يشكر الله تعالى، وأن يبني على هذا النجاح، وأن بعلم أنه ليس هناك سبب يحول دون استمرار النجاح، أما أصحاب هذا النوع من التفكير فيعتقدون أنهم بمجرد ما يصبحوا ناجحين؛ ستنقلب الأمور رأساً على عقب. ولذا فمن الكلمات والعبارات التي يستخدمونها كثيراًَ في هذه المواقف: 'مسألة حظ' و 'مجرد' و 'فقط' مثل : ' آخر مرة حققت فيها نجاحاً هي التي تحدد مقدار النجاح . أعتقد أن كل هذا يمكن أن يختفي في طرفة عين ' ' أنني أحقق نجاحاً فقط عندما يساعدني الآخرون وقت الحاجة ' ' هذا النجاح الذي حققته لن يدوم طويلاً ' العلاج : كما ذكرنا أن الله تعالى قد جعل لكل شيء سبباً فإذا أخذت بأسباب النجاح، وتوكلت على الله تعالى؛ فلا شك أن الله تعالى سيوفقك وينصرك وييسر لك سبل النجاح، قال تعالى: { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين }. وإليك هذه الجمل الإيجابية استخدمها كعلاج لتلك الجمل السلبية التي مرت، وحدِّث نفسك – إن كنت من أصحاب ذلك التفكير- دائمًا بهذه الجمل الإيجابية: 1-فبدلًا من قولك: أعتقد أن كل هذا يمكن أن يختفي في طرفة عين. قل: ليس هناك من سبب بإذن الله يحول بيني وبين الاستمرار في تحقيق نتائج أكبر وأفضل. 2-وبدلًا من قولك: إنني أحقق نجاحاً فقط عندما يساعدني الآخرون وقت الحاجة. قل: إنني بحمد الله أجيد فن تحفيز الآخرين وتشجيعهم لتشكيل فريق عمل ناجح، ربما يمكنني أن أعمم ذلك على الشركة ككل. 3-وبدلًا من قولك: هذا النجاح الذي حققته لن يدوم طويلاً. قل: عليَّ أن أشكر نعمة الله تعالى، قال تعالى: { وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم }، وسيزيدني الله تعالى بإذنه نجاحاً فوق نجاح. |
كيف تكتسب الثقة في نفسك..تفكير الواثق[2] لا زلنا عزيزي القارئ مع الوسيلة السادسة من وسائل كسب الثقة بالنفس، ألا وهي تفكير الواثق، و تتلخص في أن تتعود على أن تجعل تفكيرك إيجابيًا، تفكير الواثق من نفسه، وتدع الأفكار السلبية وتطرحها جانبًا، وقد ابتدأنا الحديث حول ' تفكير الواثق' في المرة السابقة، وكما وعدناكم فحلقة اليوم هي استكمال لما ابتدأناه في الحلقة السابقة، من عرض بعض أنواع التفكير السلبي وكيفية التغلب عليها. 3-'لم أحصل على هذه الوظيفة إنني لا أصلح لأي عمل'. هذا النوع من التفكير يمكن أن يطلق عليه ' التفكير المعمم'، والذي تسلكه عندما تجعل من موقف واحد حدث لك حكماً على المواقف الحياتية الأخرى، يعني موقف فشل واحد تعممه وتعتبر نفسك فاشلًا في كل شئ في الحياة؛ لأنك عممت تجربة الفشل على حياتك كلها، وأعطيتها أكبر بكثير من حجمها الطبيعي، وبالتالي تعيش أسر التجارب الفاشلة لا تستطيع الخروج منها ولا الفكاك من أسرها، ومن أمثلة ذلك: 'لقد فقدت وظيفتي . إنني إنسان فاشل تماماً' 'لا أستطيع أبداً السيطرة على نفسي' 'أنا عاجز تماماً عن حل المشكلات بمفردي' العلاج: ألا تعمم التجربة، فعليك أن تدرك أن عدم تحقيقك للنجاح يقتصر على مواقف معينة، فهذا يؤدي إلى إيمانك بأنك قادر على حل المشكلات، أما عندما تقوم بالتعميم الخاطئ؛ فإنك ستصبح أسيراً للفشل لا تستطيع أن تغير من الأمر شيئاً، وتحيا حياه بائسة. ولذا دع الأشياء السعيدة التي تحدث لك تضيء أركان حياتك بسراج التفاؤل، وها هو رئيس المسابقات في مجلة Reeder،s Digest يخبر أن الفوز حتى ولو بقدر ضئيل من المال؛ يمكن أن يغير الناس ويؤثر فيهم بعمق، إذ يشعرون فجأة أنهم صاروا في زمرة الفائزين، ولذا فحينما تصاب ببعض الإحباط من تجربة فاشلة عليك أن تسارع إلى عمل ثلاثة أمور في غاية الأهمية: 1- تذكر بعض المواقف التي نجحت فيها؛ لتدرك أن هذا الموقف الذي فشلت فيه هو موقف عابر ولا يعمم على حياتك كلها، فكل البشر ينجحون في مواقف ويفشلون في أخرى، وما حدث لك هو شئ عادي يحدث لجميع البشر. 2- اسأل نفسك: ماذا تعلمت من هذه التجربة؟ وما هي الفوائد التي حصلت عليها منها لحياتك كلها بعد ذلك؟ وتذكر دائما هذه القاعدة الغالية أنه 'من رحم الفشل يولد النجاح' اسأل نفسك هذا السؤال: كيف أن الفشل في هذه التجربة سيجعلني ناجحًا في حياتي كلها بعد ذلك؟ يقو ل د0 عوض القرني: [ طرد رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة فأقام في المدينة دولة ملأت سمع التاريخ وبصره، سجن أحمد بن حنبل فصار إمام أهل السنة، وحبس ابن تيمية فأخرج من حبسه علماً جماً، ووضع السرخسي في قصر بئر معطلة فأخرج عشرين مجلداً في الفقه، وأقعد بن الأثير فصنف جامع الأصول والنهاية من أشهر وأنفع كتب الحديث. ويقول أيضاً: [ إذا داهمتك داهية فأنظر في الجانب المشرق منها، وإذا ناولك أحد كوب ليمون فأضف إليه حفنة من السكر، وإذا أهدى لك ثعباناً فخذ جلده الثمين واترك باقية، وإذا لدغتك عقرب فأعلم أنه مصل واق ومناعة حصينة ضد سم الحيات، تكيف في ظرفك القاسي لتخرج لنا منه زهراً وورداً وياسميناً ]. 3- حقق أي نجاح مع نفسك ولو بسيط للغاية، لتعيد إلى نفسك روح التفاؤل والإيجابية من جديد، أي نجاح مهما صغر، ولكن احرص على أن تحقق أي نجاح في الحال، ولو كان هذا النجاح البسيط معناه أن تغسل أسنانك أو ترتب حجرتك، لأن المخ البشري يبني على آخر تجربة مر بها؛ فإذا مر بتجربة فشل قد يظل يبني بقية التجارب التي يمر بها على أنه فاشل، والعكس صحيح إذا نجحت في أي تجربة ولو صغيرة؛ سيبني مخك تجاربه على أنه ناجح. وخلاصة هذه النقطة أنه 'في أثناء الأحداث السيئة يعتقد الشخص السلبي أنه دائماً -وفي كل جانب من حياته- سيفشل بصورة ما، أما الشخص المتفائل يرى أنه أحياناً -وفي بعض الظروف- قد يكون أقل نجاحاً. وأما في الأحداث السعيدة، يعتقد السلبي أنه أحياناًَ -وفي بعض الظروف الدقيقة- قد ينجح، أما المتفائل يعتقد أنه دائماً -وفي كل جانب من حياته- سوف ينجح بأذن الله'. وهذا هو الفارق بين الناجح والفاشل فتأمل . 4- 'أنا المسؤول عن الخطأ': قد يكون لدى كثير من الناس هذا النوع من التفكير، وهو عند حدوث أي خطأ أو فشل يعتبر نفسه الوحيد المسؤول عن الخطأ، وعن كل ما يجري في الوقت الذي يمكن أن يكون اللوم موجهاً للآخرين معه، والمسؤولية تقع على عاتقهم بالفعل ومن أمثلة ذلك: 'الخطأ خطئي'. 'لقد خذلت الفريق'. ' أنا الملوم عن فشل زيجتي'. 'لم أكن مثير للأهتمام بالقدر الكافي'. وينتج عن هذا النوع من التفكير قدر متدني من تقدير الذات، لدرجة أن حياة الشخص سوف تصبح مكاناً يبحث عن الكآبة بصورة متزايدة. وعلى النقيض هناك التفكير بطريقة 'لست المسؤول'، وهو أن الشخص يصول ويجول كي يحمل الآخرين المسؤولية عن أي أخطاء تحدث له، ولكن هذا التفكير يمنعه أن يكون صادقاً مع نفسه في نهاية المطاف، ولن يتعلم من تجاربه، وكما أنه سيفقد الكثير من الأصدقاء والعلاقات الاجتماعية بذلك، ومن أمثلة هذا النوع من التفكير: ' الخطأ خطؤهم' كان ينبغي على الفريق أن يقوم بعملي أثناء غيابي'. ' السبب في فشل زيجتي هو تقصير الطرف الآخر'. العلاج: الحل في ذلك هو 'التفكير المتوازن' فهو طريقة معقولة وهادئة لتقييم ما يحدث، فعندما يحدث شيء كارثي؛ من الطبيعي أن نكتئب ونضطرب، لكن كلما أدركنا وبسرعة ماذا ومن كان السبب فيما حدث؟ وماذا يمكن أن نفعل للتقليل من حجم الخسائر؟ وما هي الخطوة التالية التي يمكن أن نقوم بها؟ وماذا يمكن أن نتعلم من هذه التجربة ككل؟ تمكنا وبسرعة من تخطي هذه العقبة. ولذا فعند الأزمات أسأل نفسك هذه الأسئلة: أولاً: بالنسبة للدليل: 1- ما الدليل الذي يدعم اعتقادك أنك الذي تستحق اللوم؟ 2- ما الدليل الذي يدعم اعتقادك بأن الآخرين هم المسؤولون عما حدث؟ 3- هل ممكن أن يكون السبب فيما جرى مجموعة من الظروف؟ وما هي؟ ثانياً: بالنسبة للمساعدين: 1- من الأصدقاء الذي يمكنك أن تطلب منهم إما دعم أو تحليل للموقف؟ 2- ما آراؤهم؟ وكيف تختلف عن آرائك؟ 3- من الخبراء الذين تعرفهم في هذا المجال؟ وكيف يمكنهم مساعدتك؟ ثالثاً بالنسبة للتعلم: 1- ما الذي تعلمته من التجربة؟ 2- ما الذي تفعله بشكل مختلف في المرة القادمة؟ رابعاً بالنسبة للعمل: 1- ما هي الخطوة التالية التي يجب أن تقوم بها؟ 2-ما الذي يجب أن تتعامل معه كي يتحسن الموقف؟ 3- ما الذي يجب عمله كي تتأكد أن ذلك لن يحدث ثانية؟ ولا يشترط أن يكون مثل هذا التحليل طويلاً، فقد يكون الإجراء مجرد اتصالين هاتفين والتفكير لبعض الوقت، وفي البداية أقترح عليك أن تقوم بكتابة ما توصلت إليه من إجابات ونتائج، هذا من شأنه أن يقلل من شدة الحدث، ويقلل من قلقك ويزيد من سيطرتك. وهكذا أخي القارئ عش حياتك بتفكير إيجابي متفائل بتفكير الواثق من نفسه، ورحم الله إقبال حين قال: لقد هبَّت علىَّ نفحة من نسيم السحر في الصباح الباكر، وناجتني وقالت لي: إن الذي عرف نفسه، وعرف قيمتة ومركزه؛ لا يليق به إلا عروش المجد وقال في موضع آخر وهو يناديك أنت من بين كل الناس: فيا رجل البادية، ويا سيد الصحراء، عد إلى قوتك وعزتك وأمتلك ناصية الأيام، وخذ بعنان التاريخ، وقُد قافلة البشرية إلي الغاية العظمى. |
كيف تضاعف قدراتك الذهنية على التعلم ... إدارة العقل لماذا لا نتعلم بصورة أفضل في حين يحتوي المخ على 200 بليون خلية ربما يعادل عدد النجوم في بعض المجرات الكونية,ِ لماذا لا نتذكر بصورة أفضل في حين تستطيع عقولنا أن تحتفظ بحوالي 100 بليون معلومة , والتي تعادل ما تتضمنه دائرة المعارف, لماذا لا نفكر بصورة أسرع في حين أن أفكارنا تسافر بسرعة تتجاوز 300 ميل في الساعة , وهي سرعة أكبر قطار في العالم وهي سرعة أكبر من أسرع قطار في العلم قطار الرصاصة, لماذا لا نفهم بصورة أفضل في حين أن عقولنا تحتوي على أكثر من تريليون وصلة محتملة, وهو ما يتواري منه اعظم الحاسبات الإلكترونية خجلاً, الإجابة على هذه التساؤلات سهلة للغاية إن معظمنا لا يستخدم بحكم العادة سوى جزء بالغ الضآلة من قوانا العقلية وهو ما يقدر العلماء بمعهد أبحاث 'سانفورد' بنسبة 10% فقط. لقد أعطانا الله سبحانه وتعالى عقولا مذهلة وقدرات ذهنية غير عادية وصدق الله إذ يقول 'لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم' فلماذا لا نشكر نعمة الله علينا ونستغل هذه القدرات بصورة أكبر ومن ناحية أخرى فإن التقدم المذهل الذي نراه اليوم وبخاصة في دنيا المعلومات يجعل الحاجة جبرية لقدرات عقلية متناسبة وقد يراودك الظن أن انتهاء تعليمك الجامعي يعني نهاية الدراسة والتعلم والحقيقة غير ذلك تماما حيث يتعين عليك بعد نيل شهادة التخرج والتعلم بما يوازي عشرة أضعاف ما درسته في الجامعة لمجرد الحفاظ على وظيفتك والقيام بأعبائها. والذي نحب أن نطمئن به الاخوة القراء أنه يمكن لأي شخص بسهولة مضاعفة قدراته العقلية وعندما تتعلم الطرق العلمية البسيطة الموجزة لاستغلال قواك العقلية فإن استخدامك لعقلك بقدر الضعف لا يستنفذ مجهودا مضاعفا فأنت ببساطة بالغة تتعلم استخدام عقلك بشكل أكثر كفاءة محققا ضعف النتائج دون أي زيادة في الطاقة العقلية مقارنة بما قبل ذلك. ووفقا للتجارب التي أجراها العالم آلان جيفنر مدير مختبر أجهزة رسم النشاط الكهربي للمخ [eeg] فإن الطاقة المبذولة في وضع خطوط عشوائية دون اكتراث تماثل تلك المستنفذة في رسم لوحة فنية رائعة. وبكل أسف فإن أغلب الناس يفتقدون ضعف قدرتهم على التعلم ويجدون في التعلم صعوبة شديدة ويرجع الأمر في ذلك إلى ثلاثة أسباب: السبب الأول: الخبرات التعليمية السلبية بسبب التجارب المريرة في المدارس والجامعات التي تتناول التعليم بطريقة بدائية عتيقة لا تساهم في التعلم بطريقة صحيحة. السبب الثاني: الافتقار إلى تدريب يساعد على تطبيق المواهب التي تعلمتها. السبب الثالث: أن أغلب الناس يركز على الأوقات التي كانت تفشل أثنائها في التعلم ، إننا نادرا ما نركز على الجوانب الإيجابية في التعلم وفي الأشياء التي نجحنا في تعلمها بالفعل. لقد تعلمت المشي وهو عمل فذ مستخدما الكثير من الحركات والأوضاع البارعة للعضلات والوزن والتوازن وقوة الدفع لقد تعلمت الكلام مستخدما الآلاف من الكلمات وعشرات من القواعد المعقدة لقد تعلمت القراءة والكتابة والعمليات الحسابية وكثيرا من العلوم وكثيرا من الخبرات مما يجعلك حقا متعلما بارعا. وهكذا نكون قد تغلبنا على أول سلبية كانت تقف عائقا أمامك في طريق مضاعفة القدرة على التعلم وحلها ببساطة أن توقن من أنك حقا متعلم بارع. وحتى نضمن أنك تغلبت على هذه السلبية فهناك أربع جمل أساسية سلبية نريدك أن تحولها إلى جمل إيجابية، أنظر الجدول الآتي * جملة سلبية 1- التعلم مثير للضجر. عند تحويلها لجمله ايجابية . التعلم مفيد جدا وفيه إثارة كبيرة. 2- لست متعلما جيدا . عند تحويلها لجمله ايجابية . لقد نجحت في تعلم أشياء كثيرة وأنا بالفعل متعلم بارع. 3- لا أستطيع أن أتعلم أو أفهم هذا الموضوع عند تحويلها لجمله ايجابية . تعلمي لشيء يدل على إمكان تعلم شيء آخر وطالما غيري قد تعلمه فأنا أستطيع أن أتعلمه. 4-لن أتذكر ما أتعلمه. عند تحويلها لجمله ايجابية . لقد تعلمت بالفعل كيف أتذكر الكثير من الأمور الهامة ... حالة التعليم المثلى: هل جربت مرة وشعرت وأنت تتعلم أنك في كامل تركيزك وأنك تستطيع الحصول على المعلومات فورا ودون أي جهد بل وبدرجة من الابتهاج تجعلك ترغب في مواصلة التحصيل حتى تنهار من شدة التعب؟ هل جربت وشعرت أنك في كامل قدراتك العقلية وما أن تنظر للكلمة حتى تحفظها؟ هذه الحالة تسمى حالة التعلم المثلى في حين يسميها بعض العلماء 'قمة الأداء' ويسميها البعض الآخر 'حالة التدفق'. قد يساورك الشك في أنك لم تخض مثل هذه التجربة من قبل ولكن إذا استعرضت شريط حياتك فستتذكر لا ريب مرة واحدة على الأقل كنت في مثل هذه الحالة ولكن المشكلة أنها نادرا ما تأتي ولذا فالذي تود أن نشترك به أيها الأخ الكريم أنه بإمكانك بتطبيق ثلاث خطوات بسيطة الوصول إلى حالة التعلم المثلى. ثلاث خطوات للوصول إلى حالة التعلم المثلى: الخطوة الأولى التنفس العميق: هناك كم هائل من التجارب والبراهين العلمية تؤكد أن بوسع التنفس العميق إيجاد الظروف التي تستند إليها في الأساس جميع تجارب التعلم الأمثل. فالتنفس العميق يزيد من كمية الأكسجين المتاحة للمخ كما يعمل على استرخاء الجسد وتخليص العقل من التوتر. الخطوة الثانية: الاسترخاء: يساعدك على تنقية مخك من الأفكار التي تشتت تركيزك. الخطوة الثالثة: التوكيدات الإيجابية: فالتوكيدات لها من القوة ما يضمن جعل عقلك يتحول إلى حالة التعلم المثلى تماما كالقوة الكامنة في الأمر الصادر إلى الحاسب الآلي للانتقال من برنامج إلى آخر.مثال للتوكيدات 'إنني متعلم لا يشق له غبارولله الحمد' – 'إنني أجتاز حالة التعلم المثلىبفضل الله' تدريب الوصول إلى حالة التعلم المثلى: أولا التنفس العميق: 1- ضع يدك اليمنى على اليسرى أسفل القفص الصدري مباشرة وأرخ عضلاتك بطنك. 2- تنفس بشكل طبيعي وسهل [من الطبيعي أن تتحرك يديك ولكن الحركة يجب أن تنشأ فقط عن طريق تنفسك وليس عن طريق عضلات البطن]. 3- بعد أن تتنفس بشكل طبيعي وسهل استنشق الهواء ببطء عبر أنفك حتى اكتمال العدد لرقم أربعة [تخيل أن الأكسجين يتم سحبه مباشرة من رئتيك إلى مخك]. 4- امسك عن التنفس حتى اكتمال العدد لرقم أربعة [تخيل أن أي توترات تزول مع تنفسك]. 5- كرر الخطوات من 3-5 خمس مرات. ثانيا: الاسترخاء: 1- ابدأ في التنفس بشكل طبيعي مرة أخرى عن طريق الأنف. 2- عندما يعود تنفسك إلى حالته الطبيعية دع نفسك تركز على النفس المنساب شهيقا وزفيرا عن طريق أنفك، لا تعمد إلى استرخاء عن وعي تام حاول الملاحظة في هدوء. ثالثا: التوكيدات الإيجابية: 1- كرر لنفسك العبارات التالية كل عبارة على حدة في تركيز وهدوء. 2- فكر في معنى كل عبارة لمدة دقيقة أو نحوها قبل الانتقال للعبارة الأخرى. 3- بعد التفكير في كل هذه العبارات كررها مرة واحدة في صوت مسموع وهادئ وواضح 4- فيما يلي هذه العبارات: • 'إنني متعلم لا يشق له غبار ولله الحمد'. • إنني اجتاز حالة التعلم المثلى بفضل الله'. • 'سوف أتعلم في سهولة وتعمق إن شاء الله'. إجادة مراحل التعلم الثلاثة: تتم عملية التعلم من خلال ثلاث مراحل: مرحلة ما قبل التعلم – مرحلة أثناء التعلم – مرحلة بعد التعلم. وحتى تضاعف قدرتك على التعلم عليك أن تحسن إتمام كل مرحلة من مراحل التعلم. أولا: مرحلة قبل التعلم: يعتبر الإعداد هو الشيء الرئيسي عليك فعله قبل التعلم فالإعداد يمثل 90% من كل شيء وعندما تقرر شركتك الاندماج في شركة واحدة قد يستغرق توقيع خطاب الاتفاق دقائق معدودة ولكن يسبق ذلك شهورا وربما سنوات من الإعداد وعندما قرر الأخوان رايت الطيران كان ذلك نتيجة إعداد طويل وشاق وهناك ثلاث خطوات لإتمام مرحلة الإعداد لتعلم مجال معين: 1- مراجعة ما تعرفه سابقا عن المجال الذي تريد أن تتعلمه:فمثلا إذا كنت تريد أن تحضر ماجستير في الإدارة راجع بداية ما تعرفه عن الإدارة من طرق ووسائل وأقسام وأنواع ..... وهكذا. 2- تحديد الموضوعات التي تعتقد أنها أكثر أهمية للتعلم:وقد تضع هذه الموضوعات على هيئة أسئلة فمثلا تضع سؤالا مثل 'كيفية بناء روح فريق قوي في العمل' 'كيفية تحضير العاملين .... وهكذا'. 3- اسأل نفسك هل من شيء أستطيع عمله مسبقا لكي يساعدني في الاستفادة بدرجة كبيرة في التعلم: فمثلا من الممكن أن تحدد كتبا معينة نقرأها قبل بداية الماجستير أو نحضر دورات معينة ...... وهكذا. ثانيا: مرحلة أثناء التعلم: إذ أن مفتاح الاكتساب الفوري للمعرفة يتمثل في الاندماج الفعلي والعاطفي الصادق أثناء الوقت الذي تقضيه في التعلم. ومن أنجح الوسائل التي تجعل التعلم مشوقا وغير ممل هي طريقة 'طرح قضايا افتراضية أثناء التعلم' ومعناها أنك أثناء تعلمك تضع تخمينات ذكية وافتراضات لما سيأتي من مواضيع في القراءة ولما سيؤول إليه الأمر الذي تقرأ عنه، فهذه الافتراضات تحافظ على التركيز بانتباه ودون سرحان فنحن نشعر بالاستثارة عندما تتحقق تصوراتنا لما قرأناه ولذا عند قراءتك لأي موضوع حاول أن تخمن النتائج التي سيصل إليها. ثالثا: مرحلة بعد التعلم: أظهرت الأبحاث أن فترة قبل التجربة وفترة بعد التجربة يمكن أن تكون حاسمة في تحديد ما نحصل عليه من التجربة أكثر من أي شيء نفعله خلالها. وحتى نستفيد بأكبر قدر ممكن مما تعلمته عليك باتباع أسلوب استثمار المعرفة' وهو أسلوب يستند على أننا نقضي معظم أوقاتنا في التفكير حول الأشياء التي تثير في أنفسنا أعمق المشاعر فهذا الأسلوب يعتمد على أنه أكثر شيء تتعلمه وتتذكره هو الذي تفاعلت معه بعقلك ووجدانك أثناء التعلم ولذا فعندما تقرأ موضوعا معينا: 1- ابحث عن الحقائق والأرقام التي من الممكن أن تحقق بها نفعا عظيما لنفسك. 2- ابحث عن الأشياء التي وجدتها ممتعة وتبعث على التسلية. 3- اسأل نفسك إذا كان هناك شيء قد أدهشك لأنه قد اتسم بالغباء والسخف 4- اسأل نفسك هل هناك شيء قد أثار غضبك أو جنونك. 5- اسأل نفسك إذ1 كان قد قيل شيء أشعرك بأنك واقع تحت التهديد. وبعد أيها القارئ الكريم، ما عليك الآن سوي أن تبدأ في ممارسة تلك الاستراتيجيات المبسطة التي لا تكلفك الكثير من الجهد، ولكن مع وضعها في الفعل، فلن يمر عليك أسبوع واحد إن شاء الله حتى تلمس بنفسك ذلك التقدم الهائل الذي سيحدث في قدرتك علي التعلم، وفقك الله، |
كيف تضاعف قدراتك الذهنية على التعلم ... إدارة العقل لماذا لا نتعلم بصورة أفضل في حين يحتوي المخ على 200 بليون خلية ربما يعادل عدد النجوم في بعض المجرات الكونية,ِ لماذا لا نتذكر بصورة أفضل في حين تستطيع عقولنا أن تحتفظ بحوالي 100 بليون معلومة , والتي تعادل ما تتضمنه دائرة المعارف, لماذا لا نفكر بصورة أسرع في حين أن أفكارنا تسافر بسرعة تتجاوز 300 ميل في الساعة , وهي سرعة أكبر قطار في العالم وهي سرعة أكبر من أسرع قطار في العلم قطار الرصاصة, لماذا لا نفهم بصورة أفضل في حين أن عقولنا تحتوي على أكثر من تريليون وصلة محتملة, وهو ما يتواري منه اعظم الحاسبات الإلكترونية خجلاً, الإجابة على هذه التساؤلات سهلة للغاية إن معظمنا لا يستخدم بحكم العادة سوى جزء بالغ الضآلة من قوانا العقلية وهو ما يقدر العلماء بمعهد أبحاث 'سانفورد' بنسبة 10% فقط. لقد أعطانا الله سبحانه وتعالى عقولا مذهلة وقدرات ذهنية غير عادية وصدق الله إذ يقول 'لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم' فلماذا لا نشكر نعمة الله علينا ونستغل هذه القدرات بصورة أكبر ومن ناحية أخرى فإن التقدم المذهل الذي نراه اليوم وبخاصة في دنيا المعلومات يجعل الحاجة جبرية لقدرات عقلية متناسبة وقد يراودك الظن أن انتهاء تعليمك الجامعي يعني نهاية الدراسة والتعلم والحقيقة غير ذلك تماما حيث يتعين عليك بعد نيل شهادة التخرج والتعلم بما يوازي عشرة أضعاف ما درسته في الجامعة لمجرد الحفاظ على وظيفتك والقيام بأعبائها. والذي نحب أن نطمئن به الاخوة القراء أنه يمكن لأي شخص بسهولة مضاعفة قدراته العقلية وعندما تتعلم الطرق العلمية البسيطة الموجزة لاستغلال قواك العقلية فإن استخدامك لعقلك بقدر الضعف لا يستنفذ مجهودا مضاعفا فأنت ببساطة بالغة تتعلم استخدام عقلك بشكل أكثر كفاءة محققا ضعف النتائج دون أي زيادة في الطاقة العقلية مقارنة بما قبل ذلك. ووفقا للتجارب التي أجراها العالم آلان جيفنر مدير مختبر أجهزة رسم النشاط الكهربي للمخ [eeg] فإن الطاقة المبذولة في وضع خطوط عشوائية دون اكتراث تماثل تلك المستنفذة في رسم لوحة فنية رائعة. وبكل أسف فإن أغلب الناس يفتقدون ضعف قدرتهم على التعلم ويجدون في التعلم صعوبة شديدة ويرجع الأمر في ذلك إلى ثلاثة أسباب: السبب الأول: الخبرات التعليمية السلبية بسبب التجارب المريرة في المدارس والجامعات التي تتناول التعليم بطريقة بدائية عتيقة لا تساهم في التعلم بطريقة صحيحة. السبب الثاني: الافتقار إلى تدريب يساعد على تطبيق المواهب التي تعلمتها. السبب الثالث: أن أغلب الناس يركز على الأوقات التي كانت تفشل أثنائها في التعلم ، إننا نادرا ما نركز على الجوانب الإيجابية في التعلم وفي الأشياء التي نجحنا في تعلمها بالفعل. لقد تعلمت المشي وهو عمل فذ مستخدما الكثير من الحركات والأوضاع البارعة للعضلات والوزن والتوازن وقوة الدفع لقد تعلمت الكلام مستخدما الآلاف من الكلمات وعشرات من القواعد المعقدة لقد تعلمت القراءة والكتابة والعمليات الحسابية وكثيرا من العلوم وكثيرا من الخبرات مما يجعلك حقا متعلما بارعا. وهكذا نكون قد تغلبنا على أول سلبية كانت تقف عائقا أمامك في طريق مضاعفة القدرة على التعلم وحلها ببساطة أن توقن من أنك حقا متعلم بارع. وحتى نضمن أنك تغلبت على هذه السلبية فهناك أربع جمل أساسية سلبية نريدك أن تحولها إلى جمل إيجابية، أنظر الجدول الآتي * جملة سلبية 1- التعلم مثير للضجر. عند تحويلها لجمله ايجابية . التعلم مفيد جدا وفيه إثارة كبيرة. 2- لست متعلما جيدا . عند تحويلها لجمله ايجابية . لقد نجحت في تعلم أشياء كثيرة وأنا بالفعل متعلم بارع. 3- لا أستطيع أن أتعلم أو أفهم هذا الموضوع عند تحويلها لجمله ايجابية . تعلمي لشيء يدل على إمكان تعلم شيء آخر وطالما غيري قد تعلمه فأنا أستطيع أن أتعلمه. 4-لن أتذكر ما أتعلمه. عند تحويلها لجمله ايجابية . لقد تعلمت بالفعل كيف أتذكر الكثير من الأمور الهامة ... حالة التعليم المثلى: هل جربت مرة وشعرت وأنت تتعلم أنك في كامل تركيزك وأنك تستطيع الحصول على المعلومات فورا ودون أي جهد بل وبدرجة من الابتهاج تجعلك ترغب في مواصلة التحصيل حتى تنهار من شدة التعب؟ هل جربت وشعرت أنك في كامل قدراتك العقلية وما أن تنظر للكلمة حتى تحفظها؟ هذه الحالة تسمى حالة التعلم المثلى في حين يسميها بعض العلماء 'قمة الأداء' ويسميها البعض الآخر 'حالة التدفق'. قد يساورك الشك في أنك لم تخض مثل هذه التجربة من قبل ولكن إذا استعرضت شريط حياتك فستتذكر لا ريب مرة واحدة على الأقل كنت في مثل هذه الحالة ولكن المشكلة أنها نادرا ما تأتي ولذا فالذي تود أن نشترك به أيها الأخ الكريم أنه بإمكانك بتطبيق ثلاث خطوات بسيطة الوصول إلى حالة التعلم المثلى. ثلاث خطوات للوصول إلى حالة التعلم المثلى: الخطوة الأولى التنفس العميق: هناك كم هائل من التجارب والبراهين العلمية تؤكد أن بوسع التنفس العميق إيجاد الظروف التي تستند إليها في الأساس جميع تجارب التعلم الأمثل. فالتنفس العميق يزيد من كمية الأكسجين المتاحة للمخ كما يعمل على استرخاء الجسد وتخليص العقل من التوتر. الخطوة الثانية: الاسترخاء: يساعدك على تنقية مخك من الأفكار التي تشتت تركيزك. الخطوة الثالثة: التوكيدات الإيجابية: فالتوكيدات لها من القوة ما يضمن جعل عقلك يتحول إلى حالة التعلم المثلى تماما كالقوة الكامنة في الأمر الصادر إلى الحاسب الآلي للانتقال من برنامج إلى آخر.مثال للتوكيدات 'إنني متعلم لا يشق له غبارولله الحمد' – 'إنني أجتاز حالة التعلم المثلىبفضل الله' تدريب الوصول إلى حالة التعلم المثلى: أولا التنفس العميق: 1- ضع يدك اليمنى على اليسرى أسفل القفص الصدري مباشرة وأرخ عضلاتك بطنك. 2- تنفس بشكل طبيعي وسهل [من الطبيعي أن تتحرك يديك ولكن الحركة يجب أن تنشأ فقط عن طريق تنفسك وليس عن طريق عضلات البطن]. 3- بعد أن تتنفس بشكل طبيعي وسهل استنشق الهواء ببطء عبر أنفك حتى اكتمال العدد لرقم أربعة [تخيل أن الأكسجين يتم سحبه مباشرة من رئتيك إلى مخك]. 4- امسك عن التنفس حتى اكتمال العدد لرقم أربعة [تخيل أن أي توترات تزول مع تنفسك]. 5- كرر الخطوات من 3-5 خمس مرات. ثانيا: الاسترخاء: 1- ابدأ في التنفس بشكل طبيعي مرة أخرى عن طريق الأنف. 2- عندما يعود تنفسك إلى حالته الطبيعية دع نفسك تركز على النفس المنساب شهيقا وزفيرا عن طريق أنفك، لا تعمد إلى استرخاء عن وعي تام حاول الملاحظة في هدوء. ثالثا: التوكيدات الإيجابية: 1- كرر لنفسك العبارات التالية كل عبارة على حدة في تركيز وهدوء. 2- فكر في معنى كل عبارة لمدة دقيقة أو نحوها قبل الانتقال للعبارة الأخرى. 3- بعد التفكير في كل هذه العبارات كررها مرة واحدة في صوت مسموع وهادئ وواضح 4- فيما يلي هذه العبارات: • 'إنني متعلم لا يشق له غبار ولله الحمد'. • إنني اجتاز حالة التعلم المثلى بفضل الله'. • 'سوف أتعلم في سهولة وتعمق إن شاء الله'. إجادة مراحل التعلم الثلاثة: تتم عملية التعلم من خلال ثلاث مراحل: مرحلة ما قبل التعلم – مرحلة أثناء التعلم – مرحلة بعد التعلم. وحتى تضاعف قدرتك على التعلم عليك أن تحسن إتمام كل مرحلة من مراحل التعلم. أولا: مرحلة قبل التعلم: يعتبر الإعداد هو الشيء الرئيسي عليك فعله قبل التعلم فالإعداد يمثل 90% من كل شيء وعندما تقرر شركتك الاندماج في شركة واحدة قد يستغرق توقيع خطاب الاتفاق دقائق معدودة ولكن يسبق ذلك شهورا وربما سنوات من الإعداد وعندما قرر الأخوان رايت الطيران كان ذلك نتيجة إعداد طويل وشاق وهناك ثلاث خطوات لإتمام مرحلة الإعداد لتعلم مجال معين: 1- مراجعة ما تعرفه سابقا عن المجال الذي تريد أن تتعلمه:فمثلا إذا كنت تريد أن تحضر ماجستير في الإدارة راجع بداية ما تعرفه عن الإدارة من طرق ووسائل وأقسام وأنواع ..... وهكذا. 2- تحديد الموضوعات التي تعتقد أنها أكثر أهمية للتعلم:وقد تضع هذه الموضوعات على هيئة أسئلة فمثلا تضع سؤالا مثل 'كيفية بناء روح فريق قوي في العمل' 'كيفية تحضير العاملين .... وهكذا'. 3- اسأل نفسك هل من شيء أستطيع عمله مسبقا لكي يساعدني في الاستفادة بدرجة كبيرة في التعلم: فمثلا من الممكن أن تحدد كتبا معينة نقرأها قبل بداية الماجستير أو نحضر دورات معينة ...... وهكذا. ثانيا: مرحلة أثناء التعلم: إذ أن مفتاح الاكتساب الفوري للمعرفة يتمثل في الاندماج الفعلي والعاطفي الصادق أثناء الوقت الذي تقضيه في التعلم. ومن أنجح الوسائل التي تجعل التعلم مشوقا وغير ممل هي طريقة 'طرح قضايا افتراضية أثناء التعلم' ومعناها أنك أثناء تعلمك تضع تخمينات ذكية وافتراضات لما سيأتي من مواضيع في القراءة ولما سيؤول إليه الأمر الذي تقرأ عنه، فهذه الافتراضات تحافظ على التركيز بانتباه ودون سرحان فنحن نشعر بالاستثارة عندما تتحقق تصوراتنا لما قرأناه ولذا عند قراءتك لأي موضوع حاول أن تخمن النتائج التي سيصل إليها. ثالثا: مرحلة بعد التعلم: أظهرت الأبحاث أن فترة قبل التجربة وفترة بعد التجربة يمكن أن تكون حاسمة في تحديد ما نحصل عليه من التجربة أكثر من أي شيء نفعله خلالها. وحتى نستفيد بأكبر قدر ممكن مما تعلمته عليك باتباع أسلوب استثمار المعرفة' وهو أسلوب يستند على أننا نقضي معظم أوقاتنا في التفكير حول الأشياء التي تثير في أنفسنا أعمق المشاعر فهذا الأسلوب يعتمد على أنه أكثر شيء تتعلمه وتتذكره هو الذي تفاعلت معه بعقلك ووجدانك أثناء التعلم ولذا فعندما تقرأ موضوعا معينا: 1- ابحث عن الحقائق والأرقام التي من الممكن أن تحقق بها نفعا عظيما لنفسك. 2- ابحث عن الأشياء التي وجدتها ممتعة وتبعث على التسلية. 3- اسأل نفسك إذا كان هناك شيء قد أدهشك لأنه قد اتسم بالغباء والسخف 4- اسأل نفسك هل هناك شيء قد أثار غضبك أو جنونك. 5- اسأل نفسك إذ1 كان قد قيل شيء أشعرك بأنك واقع تحت التهديد. وبعد أيها القارئ الكريم، ما عليك الآن سوي أن تبدأ في ممارسة تلك الاستراتيجيات المبسطة التي لا تكلفك الكثير من الجهد، ولكن مع وضعها في الفعل، فلن يمر عليك أسبوع واحد إن شاء الله حتى تلمس بنفسك ذلك التقدم الهائل الذي سيحدث في قدرتك علي التعلم، وفقك الله، |
كيف تصبح شخصية فعالة .........القيود الخمسة
قام أحد طلبة الماجستير في إحدى الجامعات الأمريكية بإجراء دراسة نادرة، كان ذلك في عام 1935م حيث أجرى هذا الطالب استفتاء لخريجي الجامعة في تلك السنة وكان السؤال الذي وجهه إليهم هو: هل لك أهداف محددة مكتوبة ؟ وكانت النتيجة أن 3% فقط من هؤلاء الخريجين وضعوا لهم أهدافًا محددة ومكتوبة عما يريدون القيام به في حياتهم، وبعد عشرين سنة من ذلك، أي في عام 1973م رجع إليهم صاحب البحث ليستطلع أحوالهم، فوجد أن الـ3% حققوا نجاحًا في وظائفهم وأعمالهم أكثر مما حققه 97% الآخرون مجتمعين [1] . هذه النسبة المخيفة لا تنطبق فقط على طلبة جامعة هارفارد الأمريكية، إنما للأسف هي النسبة المتحققة على مستوى البشر، فيرى العلماء من خلال دراسات أعدت أن نسبة الذين يخططون لحياتهم لا تصل 3% من مجموع الناس كلها، وأن هذه النسبة القليلة هي التي تقود المجتمعات في مجالات الحياة المختلفة. وهذه الدراسات إنما أجريت على ما يسمى بشعوب الدول المتقدمة، فما بالنا بشعوبنا ونحن الآن في ذيل الأمم، فلماذا أغلب الناس لا يحددون أهدافهم في الحياة ؟ والجواب أن هناك قيودًا عديدة تأسر معظمنا، وتمنعه من أن يحدد وجهته في الحياة، ونريد منك أيها القارئ الكريم أن تتأمل معنا في بعض هذه القيود، لتعلم أي قيد وقعت في أسره فمنعك من تحديد هدفك حتى نتعاون سويًا على فكه بإذن الله تعالى. 1- القيد الأول: الخوف من الفشل: الخوف من الفشل هو عدو لدود للإنسان، وهو عائق كبير في طريق نجاحه وفاعليته، وإنما يخاف الإنسان من الفشل لأنه يسبب له ألمًا نفسيًا شديدًا، والإنسان بطبعه مستعد لأن يفعل أي شيء لتجنب الألم [لاسيما لو كان ألمًا نفسيًا] حتى ولو كان هذا الألم هو الطريق الوحيد نحو تحقيق النجاح، ومن ثم يفضل معظم الناس أن يعيشوا بدون أهداف واضحة خشية الوقوع في الإحساس بالألم من جراء الفشل في تحقيق هذه الأهداف، ولذلك فقد كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله تعالى من الجبن ويقرن بينه وبين العجز والكسل، فجاء في دعائه صلى الله عليه وسلم: [[اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، ومنم الجبن والبخل]] وإذا كان هذا هو حال أغلب الناس أنهم يخافون من الفشل، فإنك أيها الصادق لابد أن تنأى بنفسك عن هذه الحالة، إذ كيف تخاف من الفشل وأنت تتلو قول الله تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:51] وأنى للخوف أن يتسلل إلى قلبك وأنت تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوصي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ويوصيك أنت أيها المؤمن من بعده فيقول: [[واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرًا]] ومن ثم ينبغي على المؤمن أن يثق بربه، ويحدد أهدافه ويستمد العون والتوفيق من الله تعالى. 2- القيد الثاني: احتقار الذات: فكثير من المسلمين يحتقر نفسه، ويقلل من قدراته وإمكاناته إلى الحد الذي يصيبه بالإحباط والعجز، ومن ثم يشعر أن النجاح والتميز قد خلق لأجل الآخرين من القادة والعظماء، وليس له هو لأنه لا يستحقه، ولذلك فهو يقبل ويرضى بكل شيء وينتظر ما تأتي له به الأيام، في سلبية وخنوع واستسلام دون أن يصنع لنفسه أهدافًا عظيمة يسعى لتحقيقها، وليست هذه دعوة للتسخط على أقدار الله والعياذ بالله، وإنما هي دعوة للفهم الصحيح للقضاء والقدر، الذي فهمه عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أبى أن يدخل الشام لما انتشر بها الطاعون، فقالوا له: أفرارًا من قدر الله يا أمير المؤمنين؟ فقال رضي الله عنه: 'نفر من قدر الله إلى قدر الله' فهل قدر علينا نحن المسلمين في هذه الأيام الفشل والإحباط والعجز والسلبية ؟ كلا فإننا عبيد لرب كريم علمنا أن نردد كما في كتابه الكريم {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان: 74] وإننا أتباع لسيد أولي العزم من الرسل صلى الله عليه وسلم الذي خاطبنا بقوله: [[إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس الأعلى]] فلماذا نقلل من شأن أنفسنا؟ ونحتقر ذواتنا، مع أن ذلك لا يمت إلى ديننا بصلة وهنا يقع كثير من الناس ضحية الفهم الخاطئ لقضية أخرى، إذ يخلطون بين الكبر وبين تقدير الذات من ناحية، ثم بين التواضع المحمود وبين احتقار الذات من ناحية أخرى، فالكبر كما أخبرنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم هو [[غمط الناس وبطر الحق]] أي احتقار الناس مع رد الحق وإنكاره وهذا عند الله عز وجل من أعظم الكبائر كما قال تعالى في الحديث القدسي: [[العز إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني شيئًا فيهما قصمته]] أما تقدير الذات أو الثقة بالنفس فهو أن يعرف العبد ما حباه الله من هبات وإمكانات لتحقيق الخلافة في الأرض، ويعتقد جازمًا أن هذه المواهب إنما هي محض فضل الله ومنته، فلا يركن إلى النعمة وينسى المنعم سبحانه وتعالى، وهذا أمر محمود، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرض على زرعه في نفوس أصحابه، وليس أدل على ذلك من هذه الألقاب العظيمة التي كان صلى الله عليه وسلم يطلقها على أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، فيلقب أبا بكر بالصديق وعمر بالفاروق، وخالد بسيف الله المسلول، وأبا عبيدة بأمين هذه الأمة، وحمزة بأسد الله وأسد رسوله صلى الله عليه وسلم، وغيرهم كثير من صحابته الكرام، ممن رباهم النبي صلى الله عليه وسلم على الجمع بين تقدير الذات والثقة بالنفس الدافعة إلى معالي الأمور، وبين التواضع وخفض الجناح للمؤمنين كما وصفهم الله تعالى في كتابه: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِين} [المائدة: 54]. وأما احتقار الذات المعجز للنفس الذي يدفع إلى الفشل واليأس والإحباط فليس من ديننا العظيم في شيء. 3- القيد الثالث: الاعتقاد الخاطئ: فبعض الناس يعتقدون أن أعمال الذهن في تحديد الأهداف هو من قبيل تضييع الأوقات، ويستندون في ذلك إلى وجود أمثلة واقعية لأناس لم يعتنوا بتحديد الأهداف ومع ذلك فقد حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم وهؤلاء مثل المدخن الذي يعرف مدخنًا بلغ 155 سنة من العمر، وبالطبع فليس كل الـ97% من الناس الذين يحددون أهدافًا في الحياة فاشلين ولكن الغالبية العظمى منهم يواجهون أوقاتًا عصيبة أكثر من هؤلاء الذين يخططون ويتوقعون فالأصل إذًا أنه لا نجاح ولا إنجاز في الحياة إلا بتحديد الهدف، وأما إذا نجح من لا يحدد هدفه، فيكون نجاحه جزئيًا غير ذي قيمة حقيقية، كما يقول روبرت جيه ميكين: 'لا توجد إنجازات حقيقية بدون أهداف' [2]. 4- القيد الرابع: تعطيل النصف الأيمن من المخ: تدل الأبحاث العلمية الحديثة في علم الفسيولوجي[3] على أن النصف الأيمن من المخ يختلف في وظائفه عن النصف الأيسر مع أنهما متشابهان تمامًا من الناحية التشريحية، والمقصود باختلاف الوظائف هنا هي الناحية النفسية، أما الوظائف الحيوية فهما فيها متماثلان، فكلاهما يحتوي على منطقة حركية ومنطقة للحواس ومنطقة بصرية ومنطقة سمعية، أما الوظائف النفسية فهي مختلفة تمامًا لكل منهما، فلقد أثبتت الدراسات والتجارب أن النصف الأيسر من الدماغ هو المسئول عن وعي الإنسان وخبرته باللغة، والمنطق والرياضيات والعلوم والكتابة، أما النصف الأيمن من الدماغ فهو النصف اللاواعي، والذي يكمن فيه الخيال والتصور والإبداع، والمقدرة على التخيل الفراغي [4] ورغم أن كل إنسان يمتلك القدرة على استخدام هذين النصفين معًا، إلا أن معظم الناس أحدهما دون الآخر، وفي الوقت الحاضر نتيجة لتعقد الحياة المادية، وانشغال الناس بالدوران في طاحونة المشاكل اليومية، فإن الأكثرية يطغى عليهم استخدام النصف الأيسر من المخ، فيجد الواحد منا نفسه مشغولاً بالتفاصيل الصغيرة وبشئون المعيشة اليومية دون محاولة النظر التخيلي إلى الصورة الإجمالية لحياته مما يقع تحت وظائف النصف الأيمن، فلا يحاول الإنسان أن يبدع ويبتكر أهدافًا وطموحات عالية تزيد من فاعليته وإنجازاته، وتنتشله من واقعه الذي لا يدرى عنه. 5- القيد الخامس: الجهل: ونقصد به الجهل بكيفية تحديد الإنسان لأهدافه في الحياة، فبعض الناس قد يكون لديهم الرغبة والحماس لتحديد أهدافهم، ولكنهم لا يعرفون الكيفية الصحيحة التي يتمكنون من خلالها أن يقوموا بوضع أهداف لحياتهم، والثابت أنك إن استطعت عزيزي القارئ أن تكتب سيناريو لحياتك وتحدد أهدافك فيمكنك بكل تأكيد أن تحققه وعندها تكون قد ملكت السر العظيم للنجاح والفاعلية، كما يقول ليون يوريس: 'يجب أن يعرف الروائي ما الذي سوف يقوله في الفصل الأخير من روايته، وبطريقة أو بأخرى يُسيِّر الأحداث في هذا الاتجاه، وفي رأيي أن تصور ما ستئول إليه الأمور في النهاية هو أمر أساسي تمامًا، ولكن يبدو أن القدرة على ذلك سر عظيم'. |
'الأهداف ليست فقط ضرورية لتحفيزنا ولكنها أيضًا شيء أساسي يبقينا أحياء'[1]
روبرت ـ اتش ـ شولر هذه بعض الأرباح العظيمة التي تحوزها إذا قمت بتحديد أهدافك: 1ـ تناغم مع الكون وإلا ...اكتئب: تأمل في الكون من حولك، انظر إلى مخلوقات الله تعالى، الشمس، القمر، النجوم، كل هذه الإبداعات الإلهية، إنما يحكمها ناموس رباني واحد، فكل منها خلق لمهمة وهدف واضح ومحدد، يسعى إلى تحقيقه بأمر من المدبر الحكيم، يقول تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [يـس: 38]، وأما القمر {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [يـس:39]، والنجوم {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [النحل:16]. وهكذا سائر المخلوقات، كل يسعى إلى هدفه الواضح المحدد، إلا كسالى بني الإنسان. فاربأ بنفسك أيها المؤمن أن تشذ عن هذا الكون، بأن تعيش في هذه الحياة وأنت ابن يومك، لا تحدد هدفك، ولا تملك رسالة أو رؤية واضحة لحياتك، وعندها تحس بالغربة والوحشة، ثم تصاب بالاكتئاب وأنت ترى الناجحين يحققون الآمال والإنجازات وأنت لا تزال تراوح مكانك. 2ـ كن إنسانًا: اسمح لي أن أقص عليك قصة كثيرة من الناس، إن حياته تتلخص في أنه ولد ثم تربى في بيت والديه ودخل المدرسة، فلما أنهى دراسته الثانوية قالوا له إن مجموعك هذا يدخلك الكلية الفلانية، فدخلها، فلما تخرج منها قالوا له: إن تقديرك هذا يتيح لك العمل في الوظيفة الفلانية، فتقدم إليها حصل عليها فعلاً، فلما استقر في عمله قالوا له: آن لك اليوم أن تتزوج وهذه فلانة زوجة مناسبة لك، فتزوجها وأنجب منها أولادًا كرر معهم نفس قصته إلى أن رقد على فراش الموت ومات ثم دفن وبقي أولاده ليعيشوا نفس القصة. أيها المؤمن أليست هذه القصة تعبر عن واقع أكثر المسلمين اليوم وإن المرء ليتساءل ما الفرق بين صاحب هذه القصة وبين باقي الكائنات الحية من غير بني البشر؟ أليست هذه قصة جميع الأنعام، ولد ـ كبر ـ تزوج ـ أنجب ـ مات، إن الفرق الأساسي بين الإنسان وغيره من الكائنات الحية أنه وحده عنده القدرة على وضع الأهداف وتحقيقها, فإذا لم يحدد الإنسان هدفه في الحياة فإنه لا يستحق إنسانيته بعد أن أضاع حياته في أكل وشرب ونوم، يقول تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَام} [محمد: 12] {أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179] أما الإنسان حقًا فهو الذي يعطي لحياته قيمة ومعنى بتحديد رسالة وهدف له فيها. 3ـ مفتاح النهضة: في مناهج الدراسة الغربية للمرحلة الابتدائية، توجد حصة أسبوعية للأطفال تسمى حصة: الهدف، وفيها يعلم المدرسون تلاميذهم الإجابة على هذا السؤال: ما هو هدفك في الحياة؟ يتكرر هذا السؤال كل أسبوع، في البداية لا يستطيع الأطفال فهمه بدقة، ويعجزون عن الإجابة عليه، ولكن مع الوقت يضطر الطفل تحت إلحاح معلمه أن يجيب عليه، فيقول مثلاً: أريد أن أصبح أشهر طبيب لأمراض القلب، أو أشهر مهندس كمبيوتر، وبعد ذلك تأتي مرحلة اكتشاف ميول ومهارات الولد ومدى توافقها مع هدفه، حتى يصلوا في النهاية إلى تحديد هدف واضح محدد لكل طفل يتوافق مع ميوله وقدراته واستعداداته، ويتطور السؤال الأسبوعي بعد ذلك إلى أن يصبح: ماذا فعلت لتحقق هدفك خلال هذا الأسبوع؟ وهكذا يتم توجيه الطفل إلى خطوات عملية بسيطة يتقدم خلالها إلى هدفه، والأهم من ذلك يكبر الهدف مع الطفل ويصير حلمه في الحياة أن يحقق هذا الهدف، وحتى في الإجازة الصيفية ترسل المدرسة إلى أسرة الطفل: إن ابنكم قد اختار هدف كذا وكذا، ومطلوب منكم أن تحاولوا إكسابه المهارات الفلانية خلال الإجازة، وأن تحاسبوه دومًا على مدى تقدمه نحو هدفه، فإذا جاء الموسم الدراسي، تتواصل المتابعة مرة أخرى، وهكذا حتى ينمو الطفل وقد امتلأ كيانه كله بالهدف، فلا يأتي عليه عام التخرج إلا وقد أصبحت لديه كل المهارات والقدرات المطلوبة لإنجاز هدفه، فيصبح تحقيقه لحلمه والذي يصب في نهضة أمته تحصيل حاصل. 4ـ امتلاك البوصلة: هل تعرف ما هي البوصلة؟ إنها ذلك الاختراع البسيط الذي يتكون من إبرة مغناطيسية تشير دومًا نحو اتجاه الشمال، يستخدمها المسافر في الصحراء أو القبطان على سفينته، لتحديد الاتجاه الصحيح للسير، إن الأهداف في الحياة هي بمثابة البوصلة الذاتية لكل إنسان، فهي التي تحدد له الاتجاه الذي ينبغي عليه أن يسلكه في هذه الحياة، وتشكل له إطارًا مرجعيًا يستطيع أن يرجع إليه ليتخذ كافة قراراته، أما الذي لا يملك أهدافًا فإنه يخبط في حياته خبط عشواء، لا يدري أي الطرق يسلك، وإذا كنت قد قرأت قصة لويس كارول 'أليس في بلاد العجائب' فربما تتذكر معنا ذلك الحوار المعبر الذي دار بين تلك الفتاة 'أليس' والقط الحكيم 'تشيشاير' والذي يعبر عن هذا المعنى العام الذي نتحدث عنه، عندما تسأل 'أليس' القط 'تشيشاير' عن الطريق فتقول: 'من فضلك هل لي أن أعرف أي طريق أسلك؟' ـ 'يتوقف هذا إلى حد بعيد على المكان الذي تريدين الذهاب إليه' يرد القط. ـ 'إنني لا أعبأ كثيرًا بالمكان' تقول أليس. ـ 'إذًا فلا تهتمي كثيرًا بأي الطرق تسلكين' يرد القط. ـ 'طالما أصل إلى أي مكان؟' تضيف أليس متسائلة. ـ 'نعم، نعم، ستصلين بالتأكيد إلى مكان ما، بشرط أن تسيري كفاية' يرد القط [2]. أ لا يحتاج الوصول إلى أي مكان إلى أي جهد يذكر، لا تفعل أي شيء وسوف تصل بعد دقيقة واحدة، على أي حال، إذا كنت تريد الوصول إلى مكان ذي معنى فعليك أولاً أن تعرف أين تريد الذهاب [3]. وهكذا، إذا أردت أن تتخذ أي قرار في حياتك، مثل: في أي كلية تدرس؟ أي رياضة تمارس؟ أي مستوى مادي ينبغي أن تحصله؟ أي عمل تلحق به؟ فعليك أولاً أن تحدد بوصلتك الذاتية، أي أهدافك التي سوف تسترشد بموجبها في جميع قرارات حياتك وإلا وقعت في دوامة من الفوضى والتخبط لا تنتهي إلا يوم وفاتك، وساعتها تكتشف مقدار الخسران الذي طالك في حياتك. 5ـ إدارة الوقت: الشخص الذي حدد أهدافه في الحياة هو الشخص الوحيد القادر على إدارة وقته بكفاءة واقتدار، بحيث يحقق أقصى استفادة قصوى منه، فإدارة الوقت لا تعني استغلاله وفقط، إنما تعني الاستفادة القصوى من الوقت في تحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف، فليس المهم أن تتقدم بسرعة، بل المهم أن يكون تقدمك في الاتجاه الصحيح. تحديد أهدافنا هو الذي يمكننا من ترتيب أولوياتنا بحيث نستطيع توزيع ما نملك من وقت على الأنشطة اليومية التي تصب في تحقيق هذه الأهداف تبعًا لأهميتها بالنسبة لنا، أما الذي لا يملك أهدافًا واضحة في حياته فإن وقته يضيع سدى حتى لو كان يصرفه في أنشطة نافعة مفيدة لأنها لا تعمل في اتجاه أهداف محددة، وكما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: 'ليس العاقل من يعرف الخير من الشر، إنما العاقل من يعرف خير الخيرين وشر الشرين'. 6ـ الثقة بالنفس: إن تحديدك لأهدافك وسعيك إلى تحقيقها، سوف يعطيك الشعور بأنك تتحكم في حياتك بإذن الله، فأنت الذي تقرر ماذا تريد وأي اتجاه تسلك، ولا تترك ذلك للظروف وللآخرين يختارون لك حياتك، مما يملأك شعورًا عارمًا بالثقة بالنفس والإحساس بالقوة التي أنعم الله بها عليك، كما يقول نيدو كوبين 'تركيز كل طاقاتك على مجموعة محددة من الأهداف هو الشيء الذي يستطيع أكثر من أي شيء آخر أن يضيف قوة إلى حياتك' وتزداد هذه الثقة عندما ترى نفسك وقد اقتربت يومًا بعد يوم من تحقيق أهدافك، وعندها لن يمنعك شيء من بلوغ آمالك، وستجد في نفسك القوة على مواجهة أي عقبة تحول بينك وبينها. 7ـ الإحساس بالسعادة: إذا قمت بوضع أهدافك بصورة واضحة ومحددة، فإنك ستصبح أكثر تركيزًا عليها، مما يحدو بك ولابد إلى مزيد من النجاح والإنجاز فتتحسن حياتك، وتصير أكثر طاقة ودافعية، وفي هذا وصول إلى درجة عالية من السعادة، كما يقول فرانكلين روزفلت: 'إن السعادة تكمن في متعة الإنجاز ونشوة المجهود المبدع' وتكون هذه السعادة دائمة ومستمرة إذا ارتبطت هذه الأهداف التي حددتها لنفسك بمرضاة الله عز وجل إذ أنها تكون في هذه الحالة سببًا للسعادة، ليس فقط في الدنيا، وإنما أيضًا في الآخرة، وذلك هو الفوز العظيم، يقول الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]. وهكذا نجد أن الإنسان الوحيد الذي يستطيع أن يسعد سعادة حقيقية في الدنيا والآخرة هو المؤمن الناجح الفعال، صاحب الأهداف الواضحة، والفاعلية العالية. هل علمت الآن أخي المؤمن كيف تربح المليون؟ إنك بتحديدك لأهدافك تربح ثروة لا تساويها مليارات الأرض كلها؛ لأنك تربح بذلك حياتك نفسها، وهي لا تقدر بثمن، كما تقول جاكلين كيندي: 'الثروة الوحيدة التي تستحق أن تجدها هي أن يكون لك هدف في الحياة'، أو كما يقول هاري كمب: 'ليس الفقير هو من لا يملك مالاً، ولكن الفقير هو من لا يملك حلمًا'. |
كيف تكون عمليًا أكثر؟
إذا أحرزت أكثر من 80% من الدرجات فإن إنتاجيتك عادة ما تكون مرتفعة ، ويبقى السبب الوحيد وراء قراءتك لهذا الكتاب هو رغبتك في الحصول على أعلى نسب لدرجات الإنتاجية. أما إذا أحرزت أقل من 80 % فإن هذا الكتاب سيساعدك على تحسين إنتاجيتك الشخصية الفصل الأول :حدد مستواك قبل قراءة هذا الكتاب إذا أحرزت أكثر من 80% من الدرجات فإن إنتاجيتك عادة ما تكون مرتفعة ، ويبقى السبب الوحيد وراء قراءتك لهذا الكتاب هو رغبتك في الحصول على أعلى نسب لدرجات الإنتاجية. أما إذا أحرزت أقل من 80 % فإن هذا الكتاب سيساعدك على تحسين إنتاجيتك الشخصية بالإضافة إلى أنه سيساعدك على : 1-الاستفادة أكثر من وقتك. 2-تقليل متاعبك الشخصية. 3-تحسين علاقتك بالآخرين. 4-تحسين مستوى حياتك الشخصية. 5-تطوير إمكاناتك الذاتية. الأهداف الشخصية الأهداف الشخصية هي بيانات محددة تود تحقيقها ، ويتم تحقيق الأهداف بخطوتين مهمتين : الخطوة الأولى : وضع الأهداف ، إن وضعك أهدافاً لنفسك هو الخطوة الحيوية الأولى باتجاه التخطيط لتحقيقها ، وإلى أن يتم تنفيذها فإنك ستضل تواجه خطورة تتعلق بالتطبيق الخاطئ لوسائلك أو إمكاناتك ، فمادامت هذه الوسائل محدودة فإن أي سوء استخدام لها سيقلل من قدرتك على تحقيق أهدافك. الخطوة الثانية : تحسين إنتاجيتك الشخصية ، وذلك حتى تتمكن من استخدام وسائلك بشكل كامل ، فقياسك لتقدمك باتجاه أهدافك سيبين لك مدى قدرتك على القيام بذلك ، وقبل أن تمضي قدماً نحو تحقيق هدفك لابد أن تأخذ قسطاً من الوقت كي تنظم تفكيرك ، وتحاول كتابة أهدافك الشخصية على الورق لتعرف ما تهدف إليه. وعندما تكتب أهدافك حاول أن تصيغها كأحداث لا كأنشطة ؛ لأن قياس التقدم حيال الأهداف أيسر منه حيال الأنشطة. وحاول أن تكون أميناً مع نفسك ، وحدد هدفك الذي تريد الوصول إليه ، وحاول أن تبدأ بأهدافك المهمة ، فمنها هدفك في العمل ، فبعض هذه الأهداف ستكون أهداف وظيفتك حسب اتفاقك مع رئيسك ، وبعضها الآخر سيكون من اختيارك أنت. أما إذا كنت تعمل في البيت حيث تتولى رعاية العائلة فسيكون لديك العديد من الأمور التي تود تحقيقها في هذا المجال ، فعلاقتك بالعائلة والأصدقاء ودورك في المجتمع وبيتك نفسه كلها أمور يجب أن توضع في الاعتبار. وأخيراً فكِّر فيما أنت فاعله لتطوير نفسك نحو تحقيق التنفيذ الذاتي للبرامج الدراسية والقراءة والمسئوليات الاجتماعية... كيفية تحقيق الأهداف إن تحقيق تلك الأهداف سيتطلب سلعتين نادرتين هما الوقت والجهد [ ولو أنك فقط تمكنت من إيجاد كليهما والاستفادة المثلى منهما فسيكون من السهل عليك تحقيق جميع الأهداف. الفصل الثاني : معنى الإنتاجية الشخصية من المفيد قبل أن نبدأ في تعريف الإنتاجية الشخصية أن نقرر ماذا تعني الإنتاجية في حد ذاتها. الإنتاجية : الإنتاجية مقياس يقيس العلاقة بين ما هو منتج والوسائل المستخدمة في عملية الإنتاج ، وقيمتها الأساسية تكمن في أنها تمكننا من مقارنة أدائين أو أكثر مع بعضها البعض أو مع مستوى من الأداء المحدد مسبقاً. العوامل المؤثرة في الإنتاجية العامل الأول : الاستخدام الفعَّال للوسائل المتاحة أو الاستفادة من المعايير الإنتاجية. فالوسائل يمكن أن يساء استخدامها بطرق مختلفة ؛ فبدء العمل متأخراً أو الانتهاء منه مبكراً أو التوقف عنه لأي سبب من الأسباب سيقلل الاستفادة من الوقت ، وبالمثل فإن تبديد مادة بفقدانها أو سرقتها أو تعطيلها أو سوء استعمالها سيقلل من حجم الاستفادة منها. العامل الثاني : الكفاءة والمهارة. وهي تعني السرعة والدقة في الإنتاج ، ولكن هناك بالطبع عدداً آخر من العوامل التي يمكن أن تؤثر في الاستفادة والكفاءة في العمل ؛ مثل ضعف الإشراف وسوء ظروف العمل وعدم وجود حافز للعمل وضعف خطط العمل.... الإنتاجية الشخصية : وهي مقياس لما نحصل عليه في حياتنا مقارنة بما نبذله من أجل ذلك. فهي العلاقة بين ما نحصل عليه من إنتاج ومقدار ما نملكه من إمكاناتنا الشخصية ، ومشكلتنا الوحيدة فقط هي أننا لن نكون قادرين على قياس إنتاجيتنا بدقة إلا إذا حددنا بجلاء الإنتاج والمعطيات الموجودة لمعايير محددة. والنقطة المهمة هنا أنه إذا وضعت مقاييس للإنتاجية الشخصية فلا تجعلها معقدة. الوسائل المستخدمة لتحقيق الإنتاجية الشخصية الوسيلة الأولى : الوقت ، هناك أربع وعشرون ساعة في اليوم لاأكثر ولاأقل ، ولذلك فإننا نعاني جميعاً من قيود الوقت نفسه ، فساعات النهار والليل تتغير مع تغير الفصول الأربعة فيمثل هذا التغير إلى حد ما كذلك قيداً على ما يمكن أن نفعله. ومع ذلك فإن الطريقة التي نخصص بها الوقت المتوافر للأشياء التي ينبغي أن نعملها من أجل تحقيق أهدافنا هي طريقة شخصية. الوسيلة الثانية : خاصيتنا الشخصية المميزة، والمتمثلة في معلوماتنا ومهاراتنا المكتسبة وخبراتنا وصحتنا ومظهرنا وحافزنا. الوسيلة الثالثة : موجوداتنا ، ونعني بها الممتلكات المادية التي بحوزتنا مثل البيت والسيارة. الوسيلة الرابعة : علاقاتنا ، ونعني بها العلاقات العائلية وعلاقاتنا مع الأصدقاء والأقارب الذين سيساعدوننا ويدعموننا ويوفرون لنا الراحة التي نحتاج لها لتحقيق أهدافنا. عنوان الكتاب : كيف تكون عملياً أكثر المؤلفان :همفري و جون فيونا الترجمة : سامي بن تيسير سلمان |
كيف تخطط لحياتك ؟ إن الوقت هو جوهر الوجود لكن أغلب الناس لا يستثمرونه الاستثمار الصحيح ومن ثم يعيشون في دائرة مفرغة ليس لها نهاية , حتى يكتشفوا أن أحلامهم وآمالهم وأهدافهم ما زالت بعيدة عنهم رغم ما بذلوه من مجهود. فكيف السبيل إلى تحقيق أهدافنا في أقل وقت وبأقل جهد ؟!! * حتى تحقق هدفك لا بد أن تسيطر على وقتك: ' أريد أن أكون........' في داخل كل منا عبارة تتردد ترسم هدفه تبدأ كبيرة ثم لا تلبث أن تزول فلم لا تتحول أهدافنا إلى واقع ملموس ؟!! إن أهدافنا ما هي إلا أحلام وأماني ما ظلت مطلقة بلا زمن لتحقيقها. إن الهدف لكي يكون ممكن التحقيق ينبغي أن يكون محددا من حيث الحجم والوقت فإن الهدف والوقت متلازمان تماما فلا يمكن أن تحقق واحدا دون الآخر. فالشخص الذي حدد أهدافه في الحياة هو الشخص الوحيد القادر على إدارة وقته بكفاءة واقتدار بحيث يحقق أقصى استفادة منه وعلى الجانب الآخر لا بد لمن حدد أهدافه أن تكون لأهدافه نقاط بدء ونقاط انتهاء وذلك بوضع فترات زمنية محددة لتحقيق هذه الأهداف. يقول الدكتور/ إبراهيم الفقي: لا بد لهدفك من إطار زمني فبالوقت يمكنك أن تحقق أهدافك'. وليس أدل على ذلك مما وضحه الله تعالى لنا في كتابه الكريم حيث حدد لنا الهدف ' دخول الجنة ' ثم وضع لنا إطارا زمنيا لا بد أن يتحقق فيه وهو الدنيا فقال تعالى :' وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت ' . فإذا كان الهدف الأعظم في الحياة وهو دخول الجنة لا يتحقق إلا من خلال فترة زمنية محددة فكيف بالأهداف الأخرى ؟!! إذا لا بد لكل من وضع لنفسه هدفا أن يحدده بوقت معين فالأهداف التي لا تملك إطارا زمنيا ما هي إلا أمنيات وإذا نحن أقررنا بذلك فلا بد لنا من الإجابة على السؤال الذي يطفو على السطح مباشرة ألا وهو: هل نحن نمتلك الوقت الكافي لتحقيق أهدافنا ؟!! * نحن نمتلك كل الوقت الذي نحتاجه: ' كنت سأفعل كذا لو كان لدي وقت ' ' سأفعل كذا يوما عندما يكون لدي الوقت ' إن فكرة أن الناس قد أوشكوا على استنفاذ كل الوقت فكرة واسعة الانتشار لكنها غير صحيحة على الإطلاق فالشكوى من نفاد الوقت محاولة عقيمة وإهدار كامل للوقت والطاقة فكل شخص لديه أربع وعشرون ساعة في اليوم أي ألف وأربعمائة وأربعون دقيقة فقط [ 1440 د.] لا أكثر ولا أقل وقد تتمنى أن تحصل على المزيد من الوقت أكثر مما لديك ولكن هل تظن أن هذا ممكن ؟ إن الوقت من الأمور التي يتساوى أمامها كل الناس فأنت لديك من الوقت مثل ما كان للإمام ابن الجوزي مثلا الذي قال عن نفسه :' كتبت بأصبعي هاتين ألفي مجلد وتاب على يدي مائة ألف وأسلم على يدي عشرون ألف يهودي ونصراني. ولديك مثل ما كان للإمام ابن جرير الطبري الذي مكث أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة حتى أنه رحمه الله كتب ما يقرب من خمسمائة وأربع وثمانون ألف ورقة [584000]. ولديك أيضا مثل ما كان لدى ابن الهيثم وابن النفيس ونيوتن وأينشتاين وغيرهم. فكل الناس يمتلكون نفس الوقت ولكن من هم الذين يستغلون ما لديهم ؟!! * الوقت يضيع أو يستثمر لكنه أبدا لا يدخر: في سلسلة سباقات الخيل ' تريبل كراون ' للخيول البالغة خلال سباقات 1989 كانت الجائزة قدرها خمسة ملايين دولار للجواد الفائز في السباقات الثلاثة فإذا فشلت الخيول في الفوز بالسباقات الثلاث أعطي مليون دولار لأفضل الخيول التي سجلت أعلى الأرقام في السباقات الثلاث وكانت أفضل الخيول الموجودة في الميدان هما ' صنداي سيلنس ' و ' إيزي جور ' فاز ' صنداي سيلنس ' في السباق الأول بسهولة كما فاز ' إيزي جور ' في السباق الثالث وفي هذين السباقين احتل كل منهما المركز الثاني بالتبادل وكان الاختلاف في السباق الثالث : تنافس الجوادان في هذا السباق منافسة مثيرة على طول المضمار وكان في مقدمة الخيول الأخرى وفي النهاية فاز ' صنداي سيلنس ' بالسباق ' وبالتالي بالمكافأة ' بفارق مسافة الأنف وكانت جائزة المرتبة الأولى في هذا السباق 700 ألف دولار بالإضافة إلى مليون دولار ليصل المجموع إلى مليون وسبعمائة ألف دولار وكانت جائزة المرتبة الثانية سبعون ألف دولار حصل ' صنداي سيلنس ' على ما يعادل خمس وعشرون مرة ضعف ما حصل عليه ' إيزي جور ' فهل كان ' صنداي سيلنس ' أفضل من ' إيزي جور ' بما يعادل خمس وعشرون مرة ' ؟ بالطبع لا فعلى مدى ثلاثة سباقات كان أحد الجوادين أفضل من الآخر بمقدار بوصتين ' بصريا لم يكن هناك اختلاف ' ولكن العائد كان أكبر بمقدار خمس وعشرون مرة. ثانية من الزمن [ مسافة أنف ] استثمرها ' صنداي سيلنس ' كانت سببا في مليون وسبعمائة ألف دولار إن من خصائص الوقت أنه لا يمكن أن يدخر ولكن يمكن استثماره أو تضييعه ومن هنا جاء حرص السلف الشديد على الاهتمام بالوقت فقد وصى الإمام ابن الجوزي في وصية من وصاياه الثمينة التي حوتها رسالته القيمة ' رسالة إلى ولدي ' والتي أوصى بها ابنه أبا القاسم بدر الدين قائلا:' واعلم أن الأيام تبسط ساعات والساعات تبسط أنفاسا وكل نفس خزانة فاحذر أن يذهب نفس بغير شيء فترى يوم القيامة خزانة فارغة فتندم '. وكانوا يقولون:' من علامات المقت إضاعة الوقت '. ويقولون:' الوقت سيف إن لم تقطعه قطعك '. وتتغير الألفاظ ولكن معانيها تبقى واحدة وهي:' الليل والنهار حثيثان يعملان فيك فاعمل فيهما ' الهدف لا بد له من وقت , والوقت بين مستثمر ومضيع , فيكون السؤال: كيف نستثمر أوقاتنا لتحقيق أهدافنا ؟ * لتستثمر الدقائق عليك بحكمة التخطيط: ' لو كنت اشتريت تلك الأداة لكان العمل أبسط ' ' لماذا لم أتذكر المراجعة مع العميل عندما كنت في هذا الجانب من المدينة الآن علي أن أقوم برحلتين ' لا بد أنك مررت بمواقف من هذه الشاكلة تؤكد لك أن الوقت يضيع كل يوم بسبب الافتقار إلى استثماره الاستثمار الأمثل. عزيزي القارئ: لا سبيل لتحقيق الاستثمار الأمثل لتلك الدقائق إلا بالتخطيط فهل تعلم أن كل دقيقة نقضيها في التخطيط يقل الوقت المطلوب بمعدل دقيقة إلى أربع دقائق فإذا قضيت عشر دقائق يوفر من الوقت حوالي 30 إلى 40 دقيقة وإذا قضيت ساعة واحدة فأنت توفر من الوقت قرابة ثلاث إلى أربع ساعات !! وبالتالي يمكن أن تتحكم 15 دقيقة من التخطيط بفاعلية يوم كامل من العمل. وكثيرا ما يقول الآخرون إن التخطيط مضيعة للوقت وأقول لك أنك إذا اعتقدت أنك لا تملك الوقت للتخطيط فاعلم أن التخطيط يمنحك المزيد من الوقت وضع هذه الحكمة أمام عينيك دائما: ' إذا قضيت الدقائق بحكمة ستعتني الساعات والأيام بنفسها ' المصادر: 1- كيف يمكنك الحصول على أقصى استفادة من يوم عملك ؟ بيج بيكرينج. 2- أساسيات إدارة الوقت روي أليكساندر. 3- كيف تكون عمليا أكثر جون وفيونا همفري. |
فن إدارة الوقت
أولاً : أزل من عقلك خرافة[ الوقت حر] إن التفكير بالأشياء الملموسة مثل السيارات والبيوت أسهل من التفكير بالوقت وذلك لأن لها قيمة ، ولكن لأن الوقت غير مرئي وغير قابل للمس فهو لا يحظى بالاحترام الكافي ، فلو سرق شخص مجوهرات منك فإنك ستنزعج وتخبر الشرطة عن الجريمة ولكن سرقة الوقت في العادة لا تعتبر حتى جنحة ، ومما يدل على هذا أننا نسمع أحياناً قول القائل : اعمل ذلك في وقتك الحر ، أي اعمل ذلك حين لا تكون منهمكاً في أمر مهم ، ولكن الحقيقة هي أنه يجب أن لا يكون هناك شيء اسمه الوقت الحر . ثانياً : قدِّر لمجهودك ثمرة أعلى من الثمرة الحالية فإذا بدأت تفكر بأن وقتك فعلاً يساوي ثمرة عظيمة ؛ فلا تفاجئ إذا وجدت نفسك تجني فعلياً تلك الثمرة ، وما سيحصل هو أنك ستبدأ تدرك قيمة الساعة المهدرة ، بعد ذلك ستبدأ بالبحث عن طرق لتقليل الهدر الذي يسببه انعدام الكفاءة ، وربما وهو الأهم ستبدأ بالاختيار بدقة أكثر المشاريع والطلبات ثمرة ، ويجب أن لا تهب وقتك لأحد إلا باختيارك ، ولا تعتبر وقت شخص آخر أكثر قيمة من وقتك . ثالثاً : حاسب نفسك ودقق في وقتك والمجهود المبذول فيه إن كنت من الذين لا يستطيعون أن يستثمروا وقتهم بشكل جيد فحاول أن تضع لك سجلاً تدوِّن فيه جداول لوقتك والوقت الذي قضيته في أداء كل عمل من أعمالك ، وربما لا تكون هذه الطريقة ضرورية للناس الذين تعلموا إدارة وقتهم بشكل جيد ، ولكن بالنسبة للشخص الذي يجد صعوبة في إدارة وقته فإن الاحتفاظ بسجل يمكن أن يكون مفيداً كأداة تشخيص ، فالسجل يمكن أن يكون له أثر الصدمة ؛ حتى للناس ذوي الخبرة حينما يدركون كم من الوقت يتم فقدانه ببساطة ، إن السجل لا يترك مجالاً كبيراً لخداع النفس . الفصل الثاني : نظّم نفسك ورتب أولوياتك إن معرفة التفاوت في أهمية الواجبات على لائحتك أمر حيوي ، فهذا هو الموقع الذي يتيه فيه الكثير ممن يمكن أن يصبحوا خبراء في إدارة الوقت ، فإنهم يصنعون قائمة بالواجبات ، ولكنهم عندما يبدءون بتنفيذ البنود على القائمة ؛ فإنهم يعاملون كل الواجبات بالتساوي ؛ وحتى يحصل تنظيم النفس وترتيب الأولويات فلابد من اتباع الأمور التالية : 1- يجب عليك أن تحدد وتدون أهدافك . 2- ركز نشاطك وجهودك على المصادر المفيدة لعملك . إن الانتباه إلى ما سيعطي أفضل العوائد يحررك من الاهتمام والارتباط بالمصادر التي تساهم بشيء قليل أو بلا شيء في نجاحك ، فقد تحتاج إلى إلغاء 80% من مصادرك أو تتخلص من 80% مما كنت تضعه على لائحة أولوياتك . 3- اكتب كل واجبات يومك . هناك عدة أسباب وجيهة تجعل هذه النصيحة جيدة ، منها : أ-إذا كانت الواجبات مدونة فبإمكانك أن تنام بعمق أكثر ، حيث يصبح ذهنك صافياً ، ولا يخفى عليك أثر النوم بهذه الصفة على عمل الغد . ب-إذا كانت الواجبات مدونة فإن عقلك يتحرر ؛ حتى يحل المشاكل ، وليس فقط ليتذكرها ، فأصبح المجهود العقلي متوجهاً إلى عملية واحدة وهي إيجاد النتائج وليس إلى عمليتين ؛ عملية الحل والتذكر . ج-إذا كانت الواجبات مدونة فأنت تكون قد خطوت خطوة نحو الالتزام ، فإذا كان الواجب لم يكتب فهو على الأرجح لا يستحق التنفيذ. 4- اجعل لائحتك شاملة لوقتك وأولوياتك . وحتى تكون لائحتك عملية فلابد أن : · لا تعتمد على مذكرات مخربشة على قطع من الورق مبعثرة هنا وهناك . · لاتعتمد على قصاصات على مكتبك أو ملصقة على الثلاجة ونحوها بواسطة مغناطيس . · تأكد من وجود لائحتك في مكان واحد على الأقل ، فربما يكون ذلك في مفكرة تحملها معك أو في حاسوب . · اجعل قائمتك حديثة . · تأكد من أن تكون القائمة في متناول اليد في كل الأوقات . 5- افحص قائمتك بشكل منتظم واجعل مرؤوسيك يفعلوا ذلك أيضاً . راجع قائمتك بشكل دوري ، ولابد أن تنظر إليها في الصباح كأول شيء تفعله بدون انقطاع ، وأيضا كلما أعطيت واجبات لمرؤوسيك تأكد من أنهم يحتفظون بقوائم للأمور المطلوبة منهم ، واطلب منهم في الاجتماعات التالية ، أن يحضروا القوائم ويستعملوها كأساس لتقريرهم عن العمل ، وتأكد أنك متى استخدمت القائمة بهذه الطريقة فسوف تتأكد من أن الواجب الذي أمليته لم ينته إلى النسيان . 6- حدد الفقرات على قائمتك بدقة وعلى قدر الطاقة . يجب أن تكون قائمتك شاملة ، ولكنها يجب ألا تكون موسوعية ؛ وإلا أجبرت نفسك على أكثر من طاقتك ، وقبل أن تغادر المكتب اكتب ستة أشياء أو نحوها لم تتمكن من عملها اليوم ، وتحتاج إلى عملها بشدة في الغد ، وبهذا ستصبح أكثر تركيزاً ، وسرعان ما يحصل لك تحسن ملحوظ في إنتاجيتك . 7- حدد تاريخاً وزمناً للواجبات التي على لائحتك . ضع الواجبات المطلوبة على لائحتك ،ويجب أن تلتزم بتنفيذ ما هو على اللائحة ، وأفضل طريقة للالتزام هي إعطاء كل واجب على اللائحة شريحة زمنية محددة . 8- إذا كنت مسئولًا ففكر بعمل لوائح لمعاونيك . فعليك أن تضع لوائح واجبات لمساعديك الرئيسين ، أو تطلب منهم أن يفعلوا ذلك . 9- اعمل لائحة للمدى الطويل . يعمل الكثير من مخططي الوقت لوائح للمدى الطويل ، بل إن بعضهم يعرف لائحة واجباته الشهرية ، فيعرف مسبقاً وقبل شهر معظم المكالمات الهاتفية الهامة التي سيجريها ، وبعض الأشخاص يقدرون حتى كمية الوقت التي سيحتاجها كل من مشاريعهم الموجودة على لائحة المدى الطويل حتى تنتهي ، بعد ذلك يستخدمون لوائح أسبوعية وشهرية وحتى سنوية لعمل لوائحهم من خلالها . اسم الكتاب: فن إدارة الوقت [كيف يدير الناجحون وقتهم] تأليف :ب .يوجين جريسمان |
مهارات الاتصال وبناء العلاقات
أنت الآن على موعد مع مهارة من أهم المهارات التي تتعلمها في حياتك ويتوقف عليها جزء كبير من فاعليتك وتأثيرك ونجاحك في الحياة إنها مهارة الاتصال مع الآخرين. لقد نجحت البشرية في الحقبة الأخيرة من الزمان في تطوير آلات الاتصال من هاتف فاكس وجوال وانترنت وغيرهم حتى سمي عصرنا هذا الذي نعيش فيه بعصر الاتصالات وتطورت الحياة البشرية كثيرًا بتطوير وسائل الاتصال، وهكذا أيها القارئ ستتطور حياتك كثيرًا إذا طورت أدوات اتصالك أنت مع الآخرين. يقول د/ إبراهيم الفقي: 'الاتصال كالوميض مهما كان الليل مظلمًا فهو يضيء أمامك الطريق دائمًا'. وقد بدأنا الحديث في هذا الباب بالتعريف اللغوي للاتصال ومن خلاله نستنتج ثلاث نتائج أولية: 1ـ أن الاتصال يحتوي على صلة أي علاقة بينك وبين من تتصل به. 2ـ أن الاتصال يقتضي البلاغ وهو توصيل ما تريده إلى الآخرين بصورة صحيحة. 3ـ أن الاتصال يعني الاتحاد وهو الاتفاق والانسجام مع الآخرين. وحول هذه المعاني تقول أخصائية العلاج الشهيرة فرجينيا ساتر: ' الاتصال هو عملية أخذ وعطاء للمعاني بين شخصين ' وتقول أيضًا: 'إن الاتصال باختصار هو إقامة علاقة مع الشخص الآخر'. إن هذه التعريفات جيدة للغاية إلا أن أفضل تعريف وصلت إليه هو ما ذكره الدكتور عوض القرني في كتابه 'حتى لا تكون كلاً' فقال عن الاتصال: 'سلوك أفضل السبل والوسائل لنقل المعلومات والمعاني والأحاسيس والآراء إلى أشخاص آخرين والتأثير في أفكارهم وإقناعهم بما تريد سواء كان ذلك بطريقة لغوية أو غير لغوية'. ثم يتابع قائلاً: والاتصال له ثلاثة عناصر رئيسية: 1ـ المرسل 2 المستقبل 3ـ الرسالة وحتى تكون عملية الاتصال ناجحة ومؤثرة لا بد من توافر شروط النجاح في كل عنصر من هذه العناصر الثلاثة ومن الجدير بالذكر أن عملية الاتصال تمر وفق خطوات محددة لا تتم أي عملية اتصال بدونها نذكر هذه الخطوات بإيجاز: 1ـ وجود رغبة وحافز لدى المرسل وهذا يستدعي أن يكون له هدف واضح. 2ـ تحديد صيغة الرسالة ولا بد أثناء ذلك من توقع رد فعل المستقبل:والرسالة الناجحة هي التي تجيب على خمس أسئلة: أـ ماذا أريد من هذه الرسالة ؟ ب ـ متى أريد ذلك ؟. ج ـ أين أريده ؟ د ـ كيف أريد أن يتحقق ؟ ه ـ لماذا أنا أريده ؟. 3ـ إنجاز الرسالة فعلاً وتنفيذها على أرض الواقع. 4ـ استقبال المرسل إليه لرسالتك. 5ـ رد فعل 'المستقبل أو المرسل إليه تجاه رسالتك وهو الهدف الذي تسعى لبلوغه والوصول إليه. إذن تستخلص مما مضى أن الاتصال حتى يكون ناجحًا لا بد من ركنين أساسين: 1ـ إقامة علاقات قوية مع الآخرين والتوافق معهم. 2ـ نقل المعلومات والأفكار إلى الآخرين والتأثير فيهم بما تريد. |
مهارات الإتصال وبناء العلاقات ..... الصفات المؤهلة
قبل الالتحاق بأي شركة أو مؤسسة لا بد أن يكون لديك صفات تؤهلك للالتحاق بها.</span> وفي هذا المقال نذكر لك مجموعة من الصفات تؤهلك لتكون ممتازًا في عملية الاتصال مع الآخرين، وكلما تحققت هذه الصفات في نفسك بصورة أكبر كلما كنت أنجح في الاتصال مع الآخرين. الصفة الأولى: الصدق والأمانة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغًا في قومه بالصادق الأمين والصفة الأساسية التي تصف بها أي نبي ورسول هي الصدق والأمانة. بل روي الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 'يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا على الخيانة والكذب'. وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: نعم، قيل له: أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: نعم. قيل له: أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: لا. لماذا بدأنا أول الصفات المؤهلة بالصدق والأمانة؟ إن الصدق والأمانة بمثابة الأساس الذي سنؤسس عليه عملية الاتصال مع الآخرين بأكملها، ومنذ الآن إلى نهاية هذا الباب تذكر دائمًا الصدق والأمانة، وأن أي شيء ستفعله في اتصالك مع الناس عليك بداية أن تكون صادقًا معهم أمينًا لهم. فحينما نتكلم عن التقدير مثلاً تقديرك للشخص الآخر عليك أن تكون صادقًا في تقديرك له وفي الصفات الحميدة فيه، لا كما يظن البعض أن التقدير يعني عبارات مدح جوفاء وتملق ليس له علاقة بالحقيقة. وكذلك كن أمينًا في تقديرك تقدر الشخص وتثني عليه بما ينفعه ويعطيه الثقة في نفسه، فلا تسرف مثلاً في الثناء والمدح حتى يصاب الشخص بالعجب والغرور. يقول د يل كارينجي 'فما الفرق إذن بين التقدير والتملق؟ الأمر بسيط الأول نقي خالص والآخر يصدر عن اللسان، الأول مجرد من الأنانية، والثاني قطعة من الأنانية، الأول مرغوب فيه من الجميع، والآخر مغضوب عليه من الجميع. الصفة الثانية: العدل: العدل مأخوذ من العِدلة وهي إحدى شقى حمل البعير، فالعدالة هي تعادل شقى حمل البعير وتوازنها. لذا فالعادل هو الذي عدل في حكمه وسوى بين طرفي القضية. وقد جاء الأمر بالعدل في آيات كثيرة في كتاب الله وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} [النحل:90]. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} [النساء:135]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا'. فحتى تنفذ أمر الله وتفوز بمنابر من نور عليك أن تحقق العدل في اتصالك مع الناس. وكما ذكرنا فإن العدل موازنة بين طرفين وهكذا فإن اتصالك مع الناس يجب أن يكون متوازنًا بين طرفين وهما: طرف السلبية × طرف العدوانية فالشخص السلبي هو: الذي يقسم نفسه على أنها أقل أهمية من الآخرين ويتنازلوا عن حقوقهم وأرائهم ومشاعرهم دائمًا أمام حقوق الآخرين. أما الشخص العدواني فهو على العكس تمامًا فهو يقيم نفسه على أنها أكثير أهمية من الآخرين ودائمًا ما يستبد برأيه وحقوقه ومشاعره على حساب حقوق الآخرين. أما الشخص العادل فهو: أن تدرك أن احتياجاتك وحقوقك وأرائك ومشارعك ليست أقل أو أكثر أهمية من تلك التي تخص الآخرين، وأنها تتساوى معها في الأهمية، ولذا ففي ظلال العدل فأنت تطالب بحقوقك واحتياجاتك وتعبر عن آرائك ومشارعك في قوة ووضوح وفي الوقت ذاته تحرتم وجهة نظر الآخرين وتستمع إليها وتتقبلها. وهذا يضمن لك أنك لن تخرج من المواقف وأنت تشعر بعدم الارتياح من نفسك أو تترك الآخرين يشعرون بعدم الارتياح. عزيزي القارئ حتى تحقق العدل في تعاملك مع الناس اتبع الخطوات الآتية: 1ـ قرر ما تريد. 2ـ وضح هذا بصورة واضحة. 3ـ فكر في أكبر عدد ممكن من طرق التعبير عن قرارك على قدر استطاعتك. 4ـ أنصت إلى الآخرين واحترم أرائهم. 5ـ تقبل النقد من الآخرين وناقشه، وعند انتقادهم انتقد أعمالهم لا شخصيتهم. 6ـ لا تتردد في قول 'لا' إذا ما احتجت إليها. ـ الإمام علي رضي الله عنه يضرب لنا مثالاً في العدل: فقد سقط منه درعه في معركة صفين فبينما يمشي في سوق الكوفة يمر أمام يهودي يعرض درعه للبيع فقال لليهودي هذه درعي [يعبرعن حقوقه في قوة ووضوح] فقال اليهودي بل هي درعي وأمامك القضاء [يعبرعن حقه أيضًا] فيذهب الإمام علي للقاضي شريح ويقف هو واليهودي أمام شريح القاضي. فقال شريح: البينة على من ادعى. فقال علي: إن الدرع درعي وعلامتها كيت وكيت. وهذا الحسن بن علي شاهدي على ذلك [يستخدم أكبر قدر من طرق التعبيرعن رأيه] فيقول شريح يا أمير المؤمنين إني أعلم أنك صادق ولكن ليس عندك بينة وشهادة الحسن لا تنفعك لأنه ابنك وقد حكمنا بالدرع لليهودي [يحترم الإمام علي النقد ويقدر وجهة نظر الآخرين]. ومن خلال هذا الموقف الرائع في العدل وفي الاتصال الصحيح يدرك اليهودي أن هذا هو دين الحق فيقول: 'والله إن هذا الدين الذي تحتكمون إليه لهو الحق الناموس الذي أنزل على موسى وأنه لدين حق ألا إن الدرع درع أمير المؤمنين، وأني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. الصفة الثالثة: الرحمة: يقول تعالى في كتابه لنبيه صلى الله عليه وسلم {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: 'الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء' ويقول أيضًا عليه الصلاة والسلام: 'إنما يرحم الله من عباده الرحماء'. ـ الرحمة هي بلسم العلاقات مع الآخرين، وروح الاتصال الصحيح وبدونها تصبح الحياة جافة جدًا وتفقد قيمتها ولا يصبح للاتصال معنى ولا روح. أساس مهم جدًا في اتصالاتك وعلاقاتك الرحمة، أن تشعر بالآخرين وتحب الخير لهم وتقدر مشاعرهم وترى أحوالهم وظروفهم وبالرحمة يلتف الناس حولك ويحبونك ولا يملون من الجلوس معك والحديث إليك. قال تعالى في كتابه الكريم: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران:159]. لقد وصلت هذه الصفة إلى ذروتها في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أرحم نبي بأمته وأرحم أب بأبنائه، وأرحم زوج بأزواجه، وأرحم قائد بجنوده. ها هي زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم ترسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابنها يحتضر وتطلب منه أن يأتي إليها، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إليها أن لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار. فقالت أقسمت عليك أن تأتي فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ الصبي بين يديه ولنفسه صوت قعقة فبكى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه سعد بن معاذ فقال أتبكي يا رسول الله؟ قال: نعم يا سعد هذه رحمة يجعلها الله في قلوب عباده. ـ حتى الجنة يا أخي الجنة رحمة، جاء في الحديث أن الله يقول للجنة: 'أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي' ولا دخول الجنة ولا تنعم إلا برحمة الله تعالى'. |
مباديء الاتصال الاساسية عزيزي القارئ انتهينا في المقال السابق من الصفات المؤهلة التي تؤهلك لتكون ممتازًا في عملية الاتصال مع الآخرين. والآن دعنا نتعمق أكثر. ولتعلم أن الاتصال بمثابة صرح. وهذا المقال هو الأسس والقواعد التي تقيم عليها هذا الصرح. وكلما كان الأساس أمتن كلما كان الصرح أعلى وأشمخ، فافهم هذه المبادئ جيدًا وقوها في نفسك لتصبح ممتازًا في عملية الاتصال. مبادئ الاتصال الأساسية: المبدأ الأول: الاتصال يقوم على فهم الآخرين والتآلف معهم: دعنا نساعدك بداية أخي القارئ في فهم أنماط الناس من جهة استقبالهم للمعلومات والتعبير عن آرائهم، فمن هذه الجهة يقسم الناس إلى ثلاثة أقسام: 1ـ البصري: هذا الشخص يرى العالم حوله من خلال الصور والرؤية بالعين حتى أنه عند الحديث عن المعاني المجردة يحولها إلى صور مشاهدة فهو يركز أغلب انتباهه على صور وألوان التجربة، وعندما يصف حادثة معينة يصفها من خلال الصور، وتجد عباراته يكثر فيها: أرى ـ أنظر ـ يظهر ـ مشهد ـ وضوح ـ لمعان ـ ملاحظة ـ مراقبة ـ منظر ـ ألوان ـ ظلام ـ ظلال ـ شروق. هذا الشخص تجده سريعًا في حركته سريعًا في كلامه في أكله، حياته على نمط سريع وذلك بسبب تأثره بالنمط الصوري القائم على الصور المتلاحقة والضوء. 2ـ السمعي: هذا الشخص الحاسة الغالبة عليه في استقبال المعلومات وفي رؤية العالم من حوله هو السمع، هذا الشخص يحب الاستماع كثيرًا وله مقدرة فائقة على الاستماع دون مقاطعة ويهتم كثيرًا باختيار الألفاظ والعبارات وتجد كلامه بطيئًا، ويركز على نبرات صوته عند الكلام كما أنه يميل للمعاني التجريدية النظرية كثيرًا. وتجد عباراته يكثر فيها: اسمع ـ انصت ـ إصغاء ـ صوت ـ رنين ـ لهجة ـ ازعاج ـ صياح ـ همس ـ ثرثرة ـ صهيل ـ زئير ـ رعد. الشخص السمعي يتأنى في اتخاذ القرار ويجمع أكبر قدر من المعلومات قبل اتخاذه ويقلل إلى أدنى درجة مستوى المخاطرة، فهو رجل قرار حذر 3ـ الحسي: هذا الشخص ينصب اهتمامه الرئيسي على الشعور والأحاسيس، وإذا حكى لك عن تجربة معينة سيحكيها لك من خلال ما شعر به وما أحس به، ولذلك فإن قراراته مبنية على المشاعر والعواطف المستنبطة من التجربة. هذا الشخص تجد كلامه أكثر بطئًا من سابقيه ويستشعر ثقل المسؤولية أكثر من غيره ولذلك ينفعل للمبادئ ويندفع للعمل لها وتجد عباراته يكثر فيها: شعور ـ إحساس ـ لمس ـ إمساك ـ حار ـ بارد ـ ضغط ـ شدة ـ ألم ـ حزن ـ سرور ـ ثقل ـ جرح ـ ضيق. وهكذا إذا فهمت شخصية الآخر، وحددت نمط إدراكه،فإن هذا سيساعدك كثيرًا في تحقيق التآلف معه. اعرف شخصيتك: ها هو اختيار مكون من عشرة أسئلة لتتعرف على شخصيتك: 1ـ ما الذي يؤثر في قرارك بشراء كتاب؟ أـ لون الغلاف والصورة داخل الكتاب. ب ـ عنوان الكتاب ومحتواه. ج ـ نوعية الورق وإحساس لمسه. 2ـ ما الذي تفضله حينما يشرح لك أحد فكرة جديدة؟ أـ مشاهدة الصورة الإجمالية. ب ـ مناقشة الفكرة مع الشخص المعني ومع أشخاص آخرين والتفكير فيها. ج ـ الشعور بالفكرة. 4ـ ما الذي يحدث حينما يواجهك تحدٍ؟ أـ ترى وتتخيل النواحي المختلفة لهذا التحدي. ب ـ تتبادل الآراء حول الحلول البديلة والخيارات. ج ـ تقرر وفقًا لمشاعرك. 4ـ في اجتماع عمل ما هو التصرف الذي تميل إليه؟ أـ مراقبة وجهات النظر ثم إبداء وجهة نظرك الخاصة. ب ـ الاستماع إلى جميع الخيارات ثم تشرح رأيك في الموقف. ج ـ الشعور بالمنافسة ثم إبداء رأيك. 5ـ إذا احتجت إلى معلومات محددة ما الذي تتوقع حدوثه؟ أـ تنقب بنفسك للإطلاع على أراء مختلفة. ب ـ تستمع إلى أفكار الخبراء. ج ـ تستعين بخبرة ومعرفة أفراد آخرين. 6ـ في حالة اختلافك مع شخص آخر ماذا تفعل عادة؟ أـ تركز على بلاغ الشخص الآخر. ب ـ تصغى باهتمام دون مقاطعة. ج ـ تحاور بما يقصده الشخص الآخر. 7ـ خلال مؤتمر أو ندوة ما هو دافعك الأول؟ أـ النظر إلى الصورة الإجمالية وتقييم الأشياء البصرية. ب ـ الإصغاء لكل كلمة في البلاغ. ج ـ الشعور بمعنى البلاغ. 8ـ ما هو الشيء الذي تبحث عنه في علاقة إنسانية؟ أـ الشخص الآخر وهو في أحسن أحواله. ب ـ كلمات دعم وتأييد من قبل الشخص الآخر. ج ـ الشعور بالحب والتقدير من قبل الشخص الآخر. 9ـ ما الذي تبحث عنه لدى شرائك سيارة جديدة؟ أـ الأجهزة البارزة المميزة مثل تكييف الهواء والنوافذ الكهربائية والمقاعد الجلدية. ب ـ كافة التفاصيل التي يزودك بها البائع. ج ـ قيادتها دون تأخير بغية الشعور بالتحكم فيها والسيطرة عليها. 10ـ عند سفرك على متن طائرة ما الذي تبحث عنه؟ أ ـ مقعد بالقرب من النافذة. ب ـ مقعد بقرب الجناح لكونه أقل إزعاجًا للآخرين. ج ـ مقعد وسط يجعلك تشعر بقدر أكبر من الطمأنينة. المجموع الكلي [أ] [ب] [ج] ـ إذا حصلت في [أ] على أعلى مجموع للنقاط فأنت بصري. ـ إذا حصلت في [ب] على أعلى مجموع للنقاط فأنت سمعي. ـ إذا حصلت في [ج] على أعلى مجموع للنقاط فأنت حسي. لا حظ أين يقع المجموع الثاني للنقاط المسجلة فهو يمثل النمط الإدراكي الثاني والثالث طبعًا يكون أدنى مجموع قد حصلت عليه. ـ وبعد أن فهمت أخي القارئ أنماط الناس فيتطرق حديثنا إلى طرق تحقيق الألفة مع الشخص الآخر، فإذا كنت في اجتماع مثلاً أو في لقاء مع شخص وتريد تحقيق الألفة مع الشخص المقابل فأمامك خطوتين: الخطوة الأولى المجاراة: المجارات أن تجعل سلوكك الخارجي يتوافق مع سلوك الشخص الخارجي ويتم ذلك من خلال الخطوات التالية: 1ـ حاول أن تجعل تنفسك متوافقًا مع الشخص الآخر وقد يكون هذا غير مريح بالنسبة لك ولكن تزامن التنفس يعني تأسيس الألفة. 2ـ حاول أن تجعل صوتك متوافقًا مع صوت الآخر من حيث السرعة ـ النبرة ـ الشدة، وسوف يساعد فهمك لطبيعة الشخصية علي تحديد الصوت المناسب لها. 3ـ حاول أن تجعل حركاتك متوافقة مع حركة الآخر حركة اليدين والرجلين والرأس. 4ـ حاول أن تجعل تعبيرات الجسم متوافقة مثل طريقة الجلوس ـ وضع اليد على الخد ـ وضع اليدين على بعضهما ـ تشبيك الأصابع، لاحظ ماذا يفعل المقابل وافعل مثله. 5ـ تكلم مع الشخص المقابل بالأسلوب الأقرب إلى شخصيته فإذا كان شخصًا بصريًا ركز على تصوير الكلام له وضرب الأمثلة الواضحة، وأما إن كان شخصًا سمعيًا ركز على نبرة صوتك واشرح الوضع بالتفصيل وشجع المناقشة بطرح أسئلة صريحة وحاول أن تركز على المعاني والألفاظ الدقيقة. وإذا كنت مع شخص حسي اجعله يشعر بما تقوله وتفاعل مع الكلام. الخطوة الثانية: القيادة: تولد المجاراة التآزر والاتصال القوي، أما الآن وفي هذه الخطوة آن لك أن تقود الشخص الآخر بعدما حصل هذا الاتصال وهذا التآزر، هيا! خذ الآن بزمام المبادرة! قم بتغيير مقصود في سلوكك، وستجد أن المقابل يجاريك بدوره أو يتبعك، إذا حدث ذلك فإن هذا الشخص يتبع قيادتك ولديك علاقة اتصال ممتازة، الآن في هذه اللحظة تستطيع قيادته نحو النتيجة المرغوبة مثل أن تقنعه بما تريد أو تدفعه نحو عمل أو سلوك معين. هذا هو المبدأ الأول نلخصه في الخطوات التالية: 1ـ فهم شخصية الشخص الآخر هل هو بصري أم سمعي أم حسي؟ 2ـ حقق التآلف والتأزر من خلال مجاراة سلوك الشخص الآخر. 3ـ بعد الاطمئنان على تحقيق التآلف قم بقيادة الشخص الآخر نحو ما تريد وتأكد من ذلك من خلال تغيير سلوكك وملاحظة رد فعل الشخص الآخر. المبدأ الثاني: ثلاثية الاتصال: يعتقد بعض الناس أنه حتى يؤثر على الآخرين ويتصل بهم اتصالاً جيدًا فسيركز على الكلمات المؤثرة ويرتبها بنظام معين على حسب شخصية الآخر، وبذلك قد أتم عملية الاتصال، والواقع أنه بذلك قد حصل 7% فقط من عملية الاتصال. فقد أجريت دراسات في بريطانيا في عام 1970م حول تأثير الكلام على الآخرين فوجدوا نسبة التأثير في الآخرين أتت على الوجه التالي: الكلمات والعبارات 7% من التأثير. نبرات الصوت 38% من التأثير. تعبيرات الجسم الأخرى من عيون ووجه وأيدي وجسم 55% من التأثير وعلى الرغم من هذه النسبة الضئيلة للكلمات والعبارات إلا أنها قد تبلغ 100% عند الشخص الآخر لذلك اختر كلماتك بعناية. المبدأ الثالث: أهمية الدقة اللغوية في الاتصال: في عملية الاتصال نحتاج إلى أن تكون دقيقًا جدًا في اللغة التي تستعملها، وعليك أن تركب الجمل بصورة صحيحة محتوية على المعلومات المطلوبة من أجل الحصول على الإجابة المتوقعة. ـ ومن ناحية أخرى فإن الآخرين أثناء حديثهم وبدون أن يشعروا كثيرًا ما يرتكبون أخطاء شنيعة في التعبير عما بداخلهم، أكثر الأخطاء التي تحدث هي: الحذف والتشويه والإلغاء، وسيأتي تفصيل ذلك إن شاء الله، لكنك تحتاج أثناء اتصالك بالناس إلى استدراك هذه الأخطاء من خلال السؤال والاستفسار والتأكد حتى تفهم الآخرين بصورة صحيحة وتصل إليك المعلومات المقصودة، وإليك شرح للأخطاء الثلاثة الشائعة في استعمال للغة: 1ـ الهدف: قد يخاطب شخص ويحذف وسط الكلام معلومات أنت تحتاجها مثال [1] قُتِلَ الرجل! نقول له: من القاتل؟ [2] قتله الأسد. نقول له: من المقتول؟ [3] أنا أكثر حكمة! نقول له: مقارنة بمن؟ 2ـ التشويه: [1] مثل أن يقول لك: إنه يؤذيني. نقول له: ما هو نوع الأذى؟ [2] أو يصدر حكمًا معينًا فيقول مثلاً: من المؤكد أنك تفهم ما أقول. فنقول: من المؤكد بالنسبة لمن؟ أو ما الذي جعله مؤكدًا؟ [3] أو يربط سببًا بنتيجة: كأن يقول: أنت لا تتصل بي أنت لا تحبني. فنقول: كيف أن مجرد عدم الاتصال يعني عدم المحبة؟ 3- التعميم: [1] مثل أن يقول: لم أنجح في أي شيء في حياتي. فنقول له: في كل حياتك! هل نجحت في أي شيء في حياتك ولو مرة واحدة؟ [2] أو نقول: كل الرجال صنف خائن لم أقابل رجلاً أمينًا. فنقول لها: لا أحد على الإطلاق؟ ماذا عن والدك؟ كل هذه الأخطاء عزيزي القارئ تقتضي منك أن تكون في تركيز شديد أثناء اتصالك مع الآخرين جاعلاً حواسك منتبهة لما يحدث. وقد لا يترتب على هذه الأخطاء ضرر يذكر في غالب الأحيان، ولكن هناك أحيان أخرى يكلف الخطأ فيها حياة الإنسان بل حياة أمة بأكملها. |
افعل ما يحبه الناس...مهارات الاتصال وبناء العلاقات " 1 "
ها نحن نبدأ هنا الكلام العملي: وفي هذا المقال نتناول أساليب عملية في فن الاتصال والتعامل مع الآخرين. تعالى معي لنتعرف على القاعدة الأولى وهي: القاعدة الأولى: قدر الشخص: التقدير حاجة فطرية يبحث عنها البشر ، كل البشر يرغبون في أن يكونوا شيئًا مذكورًا فالإنسان بداية يبحث عن الطعام والشراب فإذا تمكن من ذلك بحث عن الأمن، فإذا تمكن من ذلك بحث عن التقدير فإذا تمكن من ذلك بحث عن الإنجاز. يقول الأستاذ جون ديوي 'أعمق واقع للإنسان إلى العمل هو الرغبة في أن يكون شيئًا مذكورًا'. وها هو أحد المديرين الناجحين يسمى تشارلي شواب يسأل عن سر نجاحه في التعامل مع الناس فيقول: 'إنني أعتبر مقدرتي على بث الحماسة في نفوس الناس هي أعظم ما أمتلك وسبيلي إلى ذلك هين وميسور فإني أجزل لهم المديح والثناء وأسرف في التقدير والتشجيع'. إن الناس يبحثون عمن يقدرهم في هذه الحياة وإذا وجدوه تمسكوا به وأحبوه حبًا شديدًا، وإليك هذه القصة العجيبة لتدرك مدى حاجة الناس إلى التقدير: يقول الكاتب الشهير ديل كارنيجي: 'ارتحل مستر 'سي' عقب انضمامه إلى معهدي بمدة وجيزة إلى لونج ايلاند في صحبة زوجته ليزوروا بعض أقاربها الآخرين، ولما كان يتحتم على مستر 'سي' أن يخبر طلبة فصله بنتيجة تطبيقه لمبدأ 'إظهار التقدير للناس' فقد فكر في أن يبدأ بالعمة العجوز. وألقى مستر 'سي' نظرة في أرجاء البيت ليرى أي الأشياء فيه يسعه أن يبدي تقديره له وما لبث أن سأل العمة العجوز: ألم يشيد هذا البيت في نحو عام 1890؟ فأجابته: بلى هذا على وجه التحديد هو العام الذي بني فيه. فقال: إنه يذكرني بالبيت الذي ولدت فيه، إنه جميل، قوي البناء، فسيح الأرجاء، متعدد الغرف، وإنه لمن سوء الحظ أن مثل هذه البيوت لم تعد تشيد في هذه الأيام. فوافقته العمة العجوز على ذلك، وأخذت تحكي له ذكريات الماضي يوم كانت مع زوجها المتوفى ثم أخذت تطوف به في البيت فأبدى مستر 'سي' تقديره المخلص للتذكارات الجميلة التي جمعتها خلال رحلاتها مع زوجها بقول مستر 'سي' فلما فرغنا من جولتنا بأنحاء المنزل اقتادتني العمة إلى الحديثة حيث الجاراج، وهناك وجدت سيارة باكار فخمة تكاد تكون جديدة لم تمس وقالت لي العمة في لهجة رقيقة: لقد اشترى زوجي هذه السيارة قبل أن يموت بمدة قصيرة ولم أركبها قط منذ وفاته، إنك يا مستر 'سي' تقدر الأشياء الجميلة ذات الذكرى العزيزة فخذ هذه السيارة إنها لك مع أخلص تحياتي'. ففوجئ مستر 'سي' بهذه المفاجأة قال: كيف يا عمتي؟ إنني أقدر كرمك طبعًا ولكني لا أستطيع أن أقبل عطيتك، إنني لست قريبًا لك ولديك أقارب كثيرون يودون أن تكون لهم هذه الباكار. فقالت في ازدراء: أقارب؟ نعم لدي أقارب ليس لهم سوى انتظار موتي كي يظفروا بهذه السيارة ولكن بعدًا لهم. فعدت أقول لها: حسنًا إذا كنت لا تريدين أن تعطينها لأحد منهم فلماذا لا تبيعينها ؟ فهتفت مرة أخرى أبيعها ؟ أتحبني أبيع هذه السيارة ؟ أو تظن أنني أطيق أن أرى الغرباء يروحون أمامي ويغدون بهذه السيارة ؟ هذه السيارة التي اشتراها زوجي لي أنا ؟ إنني سأهديها لك يا مستر 'سي' فأنت تقدر التذكارات حق قدرها'. هذه العجوز كانت تتلهف إلى شيء من التقدير والاعتراف بأهميتها فلما وجدت من يغدق عليها هذا التقدير لم تجد أقل من سيارة باكار تهديها له لتعبر عن امتنانها وشكرها'. وإلى جانب ذلك فإن التقدير يعطي الشخص دفعة إيجابية قوية جدًا إلى الأمام ، ويبني في الشخص الثقة بالنفس والشعور بالنجاح ويثبت الإنسان في مواقف الشدائد والمحن، كما فعلت خديجة رضي الله عنها حينما رجع إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما نزل عليه جبريل أول مرة فقال لها: لقد خشيت على نفسي. فقالت له: 'كلا والله لا يخزيك الله أبدًا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق'. مرت بي بعض الأيام كنت مصابًا ببعض الإحباط فقررت أن أصنع ملفًا داخل ذهني يجمع كل كلمات التقدير الحقيقية التي مرت بي في حياتي ؟ فبدأت أتذكر وكلما ذكرت موقفًا سجلته في ذهني، تذكرت مواقف من والدي ومن بعض المعلمين ومن شيوخي، فإذا بي أشعر بأمل كبير وتزداد ثقتي بنفسي وبالفعل تغيرت بعد صنع هذا الملف كثيراً، ومررتُ بعد صنعه بفترة إنجاز كبيرة بحمد الله. ولكن نذكرك وننبهك بأن يكون تقديرك مخلصا وصادقا وحقيقيا ، ابتعد عن التزلق الزائف ، وأخرج الكلام من قلبك واصدق الله فيه، استخدم كلمات ساحرة مثل أن تقول للشخص: أنت رائع، يعجبني فيك القوة والإصرار، لقد تغيرت بالفعل إلى الأحسن ، إننا نقطع شوطًا كبيرًا في إنجاز ما نريد، أنت على ما يرام. ولقد استخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب في تربية أصحابه أيما استخدام ، والمطالع لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجدها مفعمة بالتقدير المخلص،فهذا أبو بكر يسميه بالصديق ، وهذا عمر يسميه بالفاروق، وهذا خالد يسميه سيف الله المسلول ، وهذا حمزة يسميه أسد الله ، وهذا علي بن أبي طالب ، يخبر عنه أنه من الرسول صلى الله عليه وسلم بمنزلة هارون من موسى، وهذا عثمان بن عفان يقول عنه أنه تستحي منه الملائكة، وهذا أبو عبيدة يسميه أمين الأمة، وهذا معاذ بن جبل يسميه أعلم الأمة بالحرام والحلال. القاعدة الثانية: اظهر اهتمامًا حقيقيا بالشخص: على قدر اهتمامك بالناس على قدر ما يهتم بك الناس، فالناس تبحث عمن يهتم بهم ويتفقد أحوالهم ويسأل عليهم لاسيما في هذا الزمان الذي انشغل فيه كل امرئ نفسه. وقد رأيت في حاجة الناس وتعطشهم إلى من يهتم بهم الجب العجاب فبمجرد أن ترفع سماعة الهاتف لتسأل على شخص أو ترسل إليه رسالة على الجوال حتى تجد هذا الشخص يمتن لك هذا الصنيع العظيم امتنانًا عظيمًا، ويطلب منك أن تزيد من هذا العمل بقدر استطاعتك، بل أحيانًا تواجهني مواقف محرجة من بعض الإخوة [وهم إخوة أكفاء كرام متعلمون ومثقفون] حينما يسألونني أو يطلبون مني أن أهتم بهم أو أن أسأل عليهم حينها أشعر بتقصيري تجاههم وأطلب منهم العفو والصفح. لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهتم بأصحابه ويتفقد أحوالهم ويسأل عن غائبهم، ويزور مريضهم، وكان أبو بكر رضي الله عنه وهو خليفة المسلمين يذهب إلى بيت امرأة عجوز ليتفقد أحوالها وينظف لها بيتها ويحلب شاتها ثم ينصرف، وهكذا كان عمر يفعل رضي الله عنه. فلماذا لا نهتم نحن بأحوال الناس ولا نسأل عليهم ولا نظهر اهتمامًا بهم؟ أعرف أحد الإخوة كانت إذا جاءت أيام الامتحانات يتصل بجميع إخوانه ليطمئن عليهم وكنت من جملة من يتصل بهم، وكنت أسعد بهذه المكالمة التي لم تكن تستغرق أكثر من دقيقة 'ماذا فعلت في الامتحان اليوم؟ ما هو الامتحان القادم؟ ربنا يوفقك. وحينما تكلمت مع بعض الإخوة بخصوص هذا الموضوع ذكروا لي أيضًا الأثر الإيجابي الذي تطبعه هذه المكالمة في نفوسهم حتى إن أحد الإخوة قال لي: 'في أحد الامتحانات لم يتصل الأخ فلان بي فاتصلت أنا به'. فتأمل كيف استطاع هذا الأخ أن يقيم اتصالاً ناجحًا من خلال تصرف بسيط وسهل. اشتكى أحد الإخوة في فترة من الفترات من تردي وضعه الإيماني ومن عدم قدرته على مواجهة الذنوب والمعاصي، وكانت المشكلة عدم وجود أخ له علاقة قوية معه حتى يساعده في اجتياز هذه المحنة، حتى برز أحد الإخوة وساعده في تجاوز هذه المحنة، فسألت هذا الأخ الذي ساعد الأخ المشتكي فقلت له: كيف استطعت أن تقيم علاقة قوية مع هذا الأخ مع أني لا أراك تعبر عن مشاعرك وعواطفك تجاهه وهو شخص عاطفي؟ فقال لي: إنه الاهتمام بالشخص. وهكذا اهتم بالشخص وتفقد أحواله تجد نفسك قطعت شوطًا كبيرًا في الاتصال معه. والآن إلى القاعدة الثالثة: وهي: كن مستمعًا طيبًا وشجع محدثك للكلام عن نفسه: يقول الله تعالى في كتابه واصفًا المنافقين: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [التوبة:61]. فلما كان من المنافقين من لا يفقهون ولا يعلمون ولاحظوا هذا الخلق العظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألا هو الاستماع والإنصات للآخرين فأرادوا أن يؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا 'هو أذن' أي يسمع من كل من يقول له، فيرد الله عليهم فيقول: {قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ} [التوبة:61] ولا يقر إلا بالحق ولا يقبل إلا الخير والمعروف، لا أذن شر مثلكم أيها المنافقون ثم تتابع الآية: {يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ} [التوبة:61]. ولعل الآية توحي إلينا أن الاستماع والإنصات للآخرين هذا رحمة بالناس، ولعلها أيضا تجعلك تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر وأكثر وتجعلك تستشعر مدى المصيبة التي أصابت الأمة حينما فقدت هذا القلب الكبير، وهذه الأذن الصاغية المستمعة لمشاكل الناس وهمومهم. وأنا أحيانًا أكون في ضيق أو في مأزق وأشعر بالحاجة إلى هذه الأذن المستمعة فأتذكر شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفتقده وأتذكر العلامة الأولى التي ذكرها د/ فضل البهي في كتاب 'حب النبي صلى الله عليه وسلم وعلاماته' فكانت العلامة الأولى: الحرص على رؤيته وصحبته صلى الله عليه وسلم ويكون فقدهما أشد من فقد أي شيء آخر في الدنيا'. ولعل هذا الشعور هو الذي يدفعني أكثر للاستماع إلى الناس ومحاولة مساعدتهم، فلماذا لا تقتدي أيها الأخ الكريم برسولك صلى الله عليه وسلم ؟ لماذا تحرم الناس من أذنك؟ الإصغاء يقول 'إيزاك ماركسون' بطل العالم في مقابلة مشاهير الناس: 'أن معظم الناس يفشلون في طبع أثر طيب في نفوس من يقابلونهم لأول مرة لأنهم يهملون الإصغاء والاهتمام، أنهم يحصرون همهم في الكلام الذي سيقولونه، ومن ثم يصمون آذانهم عن الاستماع، وقد قال لي عظماء الناس: أنهم يفضلون المستمعين الطيبين على المتكلمين ولكن يبدو أن المقدرة على الاستماع أصعب من أي صفة طيبة أخرى. وها هو ديل كارنيجي يروي لنا قصة حدثت له فيقول: 'قد جمعتني أخيرًا بأحد علماء النبات المبرزين حفل عشاء أقامها الناشر المعروف 'ج جرنيبورج' ولم أكن قد تحدثت إلى أحد علماء النبات من قبل , لذلك وجدت في الاستماع إليه لذة كبرى، وانتصف الليل فتمنيت للمدعوين ليلة سعيدة وانصرفت، وعاد عالم النبات إلى مضيفنا وأجزل له الثناء علي فقد كنت على حد تعبيره 'مثيرًا جدًا'، واختتم حديثه للمضيف بقوله: حقًا إن مستر كارنجي محدث بارع' محدث بارع، أنا؟ وكيف؟ فإني لم أقل شيئًا على الإطلاق، كل ما فعلته أنني استمعت بشغف وقد أحس هو بذلك وسر ذلك، فالاستماع بشغف هو أعلى ضروب الثناء الذي يمكن أن تضفيه على محدثك'. ويقول جاك وود فورد: 'قل من البشر من يجمد أمام الثناء الذي يتضمنه الإنصات باهتمام' ولذا فأسأل محدثك أسئلة تظن أنه سيسر بالإجابة عنها. شجعه على الكلام عن نفسه وأعماله وعن المحيط الذي تخصص فيه، وتذكر أن محدثك يهتم بنفسه وبرغباته ومشكلاته أكثر بمائة ضعف من اهتمامه بك. ومن فوائد هذا الاستماع الجيد أيضًا أنه سيعرفك أكثر بطبيعة الشخص وصفاته وإيجابياته وسلبياته مما يساعدك في معرفة التأثير فيه وتغييره للأفضل. القاعدة الرابعة: اشكر الآخرين: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'من لم يشرك الناس لم يشكر الله'. فالناس يحبون من يشكرهم وإن كان الأصل في المسلم أنه يعمل العمل ابتغاء رضاء الله، ولا ينتظر شكر الناس، ولكن ذلك طبع في البشر وذلك لا بأس منه شرعًا. وقد صلى الله عليه وسلم أيضًا: 'من صنع إليه معروف فقال لصاحبه جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء'. وفي الحياة ستجد أشخاصًا كثيرين يحبونك ويريدون خدمتك، فإذا ما أدى إليك خدمة فهو يحتاج لسماع شكرك لا تفضلاً ولا امتنانًا ولكن ليتأكد أن معنى حبه وتقديره لك وصل، وأنك سعدت بهذه الخدمة واستفدت منها وأن أواصر الأخوة بينكما قد زادت لذا فأنت تقول لشخص مثلاً: 'لا أعرف كيف أشكرك' أو 'لقد أسديت إلي صنيعًا لا أنساه أبدًا' مثل هذه الجمل قد تصنع في الشخص فعل السحر بل تراه بعد ذلك يتحين الفرصة لخدمتك ولصنع المعروف لك ليسمع مثل هذه الكلمات. ولننظر إلى أستاذ البشرية محمد صلى الله عليه وسلم ، ففي عز المعركة والمشركون محدقون حوله في غزوة أحد وليس معه إلا طلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص والموقف شديد الصعوبة والخطورة، ويقوم سعد وطلحة ببطولات نادرة، وكان سعد رضي الله عنه ماهرًا في الرماية مهارة كبيرة، فأخذ يرمي بسهمه يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينسى المعلم الأعظم صلى الله عليه وسلم التشجيع والشكر في هذا الموقف فقال: 'ارم سعد فداك أبي وأمي'، وتذكر كتب السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجمع أبويه لأحد غير سعد. القاعدة الخامسة: سهل ورغب شجع: سهل أداء العمل على الشخص، رغب الشخص في العمل، شجعه على العمل. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : 'بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا'. عندما تقول للشخص مثلاً: هذا العمل صعب جدًا أعتقد أنك ستفشل، هذا العمل ثقيل للغاية، أنت بذلك تصنع عوائق نفسية في طريقه إلى العمل وقد يصدقك بالفعل ولا يستطيع عمله، افعل العكس سهل العمل على الشخص وقل له: 'من السهل عليك إنجاز كذا' أن قدرتك أكثر من ذلك بكثير' أنت تستطيع' 'أنا أثق بك'. وها هو لاعب البريدج الشهير 'إلى كلبر ستون' الذي تجد اسمه مذكور في كل بيت يلعب فيه البريدج، وقد ترجمت كتبه في هذه اللعبة إلى اثني عشر لغة [مع تحفظنا الشرعي من هذه اللعبة ولكن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها].وبيع من كتبه ما يقرب من مليون نسخة ومع ذلك قال: 'إنه لم يكن ليتخذ من هذه اللعبة حرفة لو لم تقل له سيدة شابة إن له استعدادًا خاصًا لها'. وأما عن ترغيب الشخص في العمل: فعليك بداية أن تنظر من منظور الشخص الآخر وتضع نفسك في موضعه، وتعلم ماذا يرغب وما هي دوافعه في الحياة لتتمكن بعد ذلك من ترغيبه في العمل الذي تريد بطريقة تفكيره. فها هو أحد الآباء كان شديد القلق على طفله الذي كان معتل الصحة فاقد الشهية للطعام واستعمل هو وزوجته الطريقة المعتادة: نهر الطفل ولاماه أمك تريدك أن تأكل هذا، أبوك يرغب أن تنمو وتصبح رجلاً، فهل اهتم الطفل بهذه الرغبات؟ بالطبع لا. وقد أدرك الأب أخيرًا خطأ تفكيره فجعل يسأل نفسه: ماذا يريد الطفل؟ وكيف أوفق بين ما أريد وما يريد؟ وحين بدأ التفكير على هذا النحو سرعان ما حلت المشكلة فقد كان للطفل دراجة يحلو له أن يركبها ولكنه كان يهاب صبيًا يكبره سنًا. ويلذ له دائمًا أن ينحى الطفل عن دراجته ليركبها هو عنوة واقتدارًا. فماذا كان الطفل يريد؟ لقد كان يريد بالطبع الانتقام من هذا الصبي الذي طالما جرح كبرياءه. وعرف أبوه هذا فأقبل عليه يمنيه بأنه يسعه أن ينتقم من غريمه هذا لو أنه أكل ما تريده أمه أن يأكله، وعندئذ حلت المشكلة، فقد أبدى الطفل استعداده ليتناول أصناف الطعام بلا استثناء لكي ينمو ويكبر ويتسنى له أن ينتقم من غريمه. أراد 'رالف والد وايرسون' وابنه الصغير أن يحملا عجلاً صغيرًا على العودة إلى حظيرته ولكنهما لم يصيبا إذ وضعا نصب أعينهما ما يرغبان فيه وحسب، وفعل العجل الصغير مثلما فعلا تمامًا، وضع نصب عينيه ما يرغب فيه هو فثبت قوائمه في الأرض وأبى أن يتزحزح من مكانه قيد شعره. وشاهدت زوجته هذا المشهد وكانت تعرف ما يريده صغار العجول فأسرعت إلى العجل الصغير ووضعت إصبعها بحنان الأمومة في فمه وتركته يمتص راضيًا. وتستطيع أيها الداعية الهمام أن تستخدم هذا المبدأ ـ مبدأ ترغيب الشخص في العمل من وجهة نظرهم ـ استخدامًا واسعًا، فهذا يؤثر فيه الكلام عن الدار الآخرة والجنة والنار، وهذا يؤثر فيه واقع المسلمين اليوم ومآسيهم وهذا يؤثر فيه الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وهذا يؤثر فيه بلاغة القرآن ودقة ألفاظه، وهذا يؤثر فيه العدد يتأثر إذا حضر لشيخ شهير ورأي هذه الأعداد الغفيرة ملتفة حوله. وقد تنوعت أساليب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم على حسب كل شخص: فهذا سويد بن الصامت رجل شاعر لبيب يدعوه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فقال سويد: لعل الذي معك مثل الذي معي. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'وما الذي معك'؟ قال حكمة لقمان. قال: ' أعرضها علي'. فعرضها: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'إن هذا لكلام حسن، والذي معي أفضل من هذا قرآن أنزل الله تعالى عي هو هدى ونورًا' فتلا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن ودعاه إلى الإسلام فأسلم. وهذا حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم رجل قوي غيور، أسلم حينما سمع أن أبا جهل آذى النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا أبو سفيان رضي الله عنه يسلم لما يرى عظم جيش المسلمين وانظر كيف دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حصين بعد عبيد إلى الإسلام قال له: يا حصين كم تعبد؟ قال: سبعة آلهة ستة في الأرض وواحد في السماء. قال: فمن الذي تعد لرغبتك ورهبتك؟ قال: الذي في السماء. قال: أسلم حتى أعلمك كلمات ينفعك الله بها [هنا يدعوه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام عن طريق تعليمه دعاءا] فأسلم. فقال: 'قل اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي'. وهذا ضماد الأزدي وكان من أهل اليمن رضي الله عنه وكان يرقى من الجن، فيأت للرسول صلى الله عليه وسلم يعرض عليه أن يرقيه بعدما سمع من كفار قريش ما سمع فيقول له الرسول صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة: 'إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ...' فيسلم رضي الله عنه. وهكذا اختلف مدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل شخص لدعوته إلى الإسلام وأما التشجيع: فيقول الأستاذ على طنطاوي: قرأت مرة أن مجلة إنكليزية كبيرة سألت الأدباء عن الأمر الذي يتوقف عليه نمو العلوم وازدهار الأدب؟ وجعلت لمن يحسن الجواب جائزة قيمة، فكانت الجائزة لكاتبة مشهورة قالت 'إنه التشجيع'. اجعل دأبك دائمًا أيها الأخ أن تشجع الآخرين، أي فعل إيجابي تراه شجعه، أي إبداع أيده، افتح المجال أمام الناس ليبدعوا وليتحركوا ولينطلقوا وشجعهم على ذلك. انظر إلى هارون الرشيد رضي الله عنه الذي كان يشجع العلماء وطلبة العلم ويغدق لهم العطايا والصلات حتى قال بن المبارك: فما رأيت عالمًا ولا قارئًا للقرآن ولا سباقًا للخيرات ولا حافظًا للمحرمات في أيام بعد أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيام الخلفاء والصحابة أكثر منهم في زمن الرشيد وأيامه، لقد كان الغلام يجمع القرآن وهو بن ثمان سنين، ولقد كان الغلام، يستبحر في الفقه والعلم ويروي الحديث ويجمع الدواوين ويناظر المعلمين وهو بن إحدى عشرة سنة'. وفي القرن السادس عشر قامت محاولة ناجحة في عهد الخلاقة العثمانية لتجميع النابغين من جميع الأمصار والقرى وتوفير الرعاية التي جعلت كل نابغة يعطي ما عنده من فن وعلم مما ساعد على ازدهار الدولة العثمانية حضاريًا وعسكريًا حتى باتت تهدد بغزو أوروبا'. |
القاعدة السادسة: ابتسم وكن صاحب دعابة: إن الابتسامة وروح الدعابة والمرح تجعل الناس يبحثون عنك ويسألون عنك ليتصلوا هم بك وليستأنسوا بالحديث معك. ـ يقول فرانكلين بتجر: 'إنه وجد منذ زمن مضى أن الرجل المبتسم أهل للترحيب في كل مكان'. ـ ولأهل الصين حكمة: 'إن الرجل الذي لا يعرف كيف يبتسم لا ينبغي له أن يفتح متجرًا'. ـ ويقول مدير إحدى شركات المطاط الكبرى: 'إن الرجل قلما ينجح في عمله ما لم يقبل عليه بروح الدعابة والمرح'. ـ ويقول ديل كارنجي عن الابتسامة: 'إنها لا تكلف شيئًا ولكنها تعود بالخير الكثير, إنها تُغنِي أولئك الذين يأخذون ولا تُفقِر أولئك الذين يمنحون، إنها لا تستغرق أكثر من لمح البصر, لكن ذكراها تبقى إلى آخر العمر، إنها راحة للتعب، وشعاع الأمل للبائس وأجمل العزاء للمحزون'. ـ هل فهمت الآن لماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'وتبسمك في وجه أخيك صدقة', وقال أيضًا: 'لا تحقرنّ من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق'؟! هل أدركت الآن لماذا كان يداعب الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه؟! عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول الله إنك تداعبنا. قال: 'إني لا أقول إلا حقًا'. وإنما نعني بذلك الابتسامة الحقيقية التي تأتي من أعماق النفس, التي تقول لك عن صاحبها: 'إني أحبك.. إنك تمنحني السعادة.. إني سعيد برؤيتك'. ـ كان عليّ حتى أتخرج من الكلية أن آخذ ما يسمونه بالتربية العسكرية, وهو نشاط لمدة أسبوعين نتعلم فيه الوقوف في طوابير المشاة, ونأخذ بعض المحاضرات العسكرية، وصادف أن يكون معي في هذا النشاط أخ ملتزم بالسُّنة, فكنا نحن الملتزميْن بالسنة في حوالي ستين شابًا. كان هذا الأخ وبكل أسف يسيء التعامل مع الناس ويصيح أحيانًا في وجوههم ويعقد عليهم أمور دينهم، بينما كنت من جهتي على العكس تمامًا دائم الابتسام، أداعب الناس وأمازحهم, فكان مما لاحظته في تلك الأثناء أن الناس كانت تفر من هذا الأخ بينما أجدهم يبحثون عني، وبينما كان الناس يهربون من هذا الأخ وهو يريد أن يحدثهم في الدين، وكانوا يلجئون إليّ ويطلبون مني أن أحدثهم عن الدين. ولا أنسى اليوم الذي جئت فيه إلى طابور الصباح متأخرًا، وكنت مسئولاً عن فقرة الحديث الشريف في الإذاعة الصباحية، فأتيت تحديدًا على ميعاد قول الحديث, فابتسمت في وجه الضابط واستأذنته في الدخول لقول الحديث فأذن لي. وفي أثناء اليوم قال لي: 'إنك تذكّرني بروح الإسلام, وحينما أتيت متأخرًا كان المفروض أن أعاقبك, لكنني حين وجدت هذه الابتسامة الجميلة على وجهك عفوت عنك، وأذنت لك بقول الحديث'. القاعدة الثامنة: احفظ الاسم جيدًا ونادِه بأحب الأسماء إليه: يقول الأستاذ عباس السيسي: 'حفظ الأسماء عامل مهم ومؤشر, وبدونه لا يحدث التحام ولا تتولد ثقة بين الأفراد, فهو أول خيط يربط بين القلوب، إنه الخيط الذي يجمع بين حبات العقد, وبه يمكن بسطها إذا انفصلت أو تفرقت، وكل إنسان يحب أن ينادَى باسمه بل بأحب الأسماء إليه'. ـ ويقول ديل كارنجي: 'إننا نقضي نصف الوقت الذي نتعرف فيه على الغريب نتبادل بضع كلمات جوفاء, ثم لا نستطيع حتى أن نذكر اسمه عندما يحيينا لينصرف. إن من أهم الدروس التي يتلقاها السياسي هذا الدرس: 'إن تذكر اسم أحد الناخبين هو نصف الطريق إلى نباهة الذكر، أما نسيانه فهو نصف الطريق إلى الخيبة والإخفاق'. ـ وكان نابليون الثالث إمبراطور فرنسا وابن عم نابليون العظيم يباهي بأنه على الرغم من واجبات الملك الملقاة على عاتقة يستطيع أن يذكر اسم كل شخص التقى به. ـ يقول د/ عبد الله الخاطر: 'الناس يحبون أن ينادَوا بأحب الأسماء إليهم: يا محمد.. يا فلان، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ينادي أصحابه بأحب الأسماء إليهم حتى الأطفال الصغار كان يكنيهم أحيانًا يقول: 'يا أبا عمير ماذا فعل النغير'؟ وأبو عمير هذا طفل صغير، ويرجع بعض المحللين نجاح بعض القادة من الرؤساء وغيرهم إلى أنهم كانوا يحفظون أسماء الناس أحيانًا. ـ ذهبت أنا وصديق لي لزيارة صديق لنا في الجامعة اسمه أحمد، وبينما نحن جلوس ناداه صديقي الأول فقال له: يا أحمد: فأجابه: إنني أعتز بالذي يناديني باسم أحمد كثيرًا، فإن أهلي وأصدقائي لا ينادونني بهذا الاسم، ولذا فأنا أعتز كثيرًا بمن يناديني بهذا الاسم. ـ وإليك هذه الخطوات التي تساعدك على حفظ أسماء الناس: 1. لا بد أن يكون عندك حرص ورغبة على حفظ الأسماء. 2. عندما يبدأ التعارف كن يقظًا، استقبل قلبك وفعلك لاستقبال الاسم ثم تابعه في الذاكرة حتى يثبت. 3. كرر هذا الاسم أثناء اللقاء كثيرًا؛ بأن تنادي الشخص به حتى يتم تثبيته في الذاكرة. 4. عند التعارف من الضروري أن تركز على صورة وهيئة من تتعرف عليه؛ هل له لحية؟! هل يلبس نظارة؟!! لونه.. صوته.. ثم وظيفته.. والمناسبة التي فيها اللقاء. 5. أن تتذكر حين تلقاه كل ما سبق ثم المناسبة والمكان الذي لقيته به أول مرة, وهذا يساعدك على سرعة مناداته باسمه. القاعدة التاسعة: تهادوا تحابوا: روى الإمام الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 'تهادوا تحابوا؛ فإن الهدية تذهب وحر الصدور' أي تذهب وسواسه وحقده وغشه وبغضه للآخرين. وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: 'تهادوا تحابوا'. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها، وكان يدعو إلى قبولها ويرغّب فيها. ـ وللهدية أهمية كبيرة في جذب غير المسلمين إلى الدين الإسلامي, كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع صفوان بن أمية حينما أعطاه وادييْن من إبل وغنم، فأسلم صفوان وحسن إسلامه. ثم سخّر كل ما يملك لخدمة الإسلام. عن صفوان بن أمية قال: 'لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه لأبغض الناس إليّ, فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليّ'. ـ والهدية من أقوى الوسائل لترابط القلوب وتآلفها، ولقد كان لي أخ يحرص على إعطاء الهدايا للناس أيما حرص، ويوصيني بذلك خصوصًا مع من أدعوهم إلى الله, بل وكان يضغط عليّ لأعطي بعض أصدقائي من الهدايا حتى جربت ذلك وأعطيت صديقًا لي هدية فوجدت هذا الأثر النفسي الرائع الذي طبعته الهدية, ومن يومها شعرت بقيمة الهدية. ـ هذا, ويستحب لك أيها الأخ أن تختار الوقت المناسب للهدية، وقد تستغل بعض المناسبات لإعطاء الهدية مثل الزواج والشفاء من المرض والرجوع من السفر والنجاح في الامتحانات، كذلك عليك أن تختار الهدية المناسبة لكل شخص، فهدية الصغير تختلف عن هدية الكبير، وهدية الغني تختلف عن هدية الفقير، وهدية العالم تختلف عن هدية الجاهل، ولا تنسَ وأنت تقدم الهدية أن تقدمها بنفس طيبة ووجه طلق. |
مدير لأول مرة يمكننا أن نقول إن حياتك بعد أن تصبح مديرا لن تكون أبدا كما كانت قبل، وستواجه تحديات كثيرة لا حصر لها ونجاحك في مواجهة هذه ا لتحديات معناه نجاحك كمدير ! هل تحب أن تكون مديرا؟ قبل أن تقول نعم فلابد من معرفة تبعات وتحديات مهمتك الجديدة. وليس معنى صعوبة المهمة استحالتها، دعنا معا أن نخطو أولى الخطوات في عالم الإدارة ولعلنا بذلك نسهم في تقديم يد العون للمديرين الجدد ونأخذ بأيديهم نحو سلم النجاح. أخطاء الأيام الأولى في عالم الإدارة: من الخطأ أن تعتقد أن الجميع سيرحبون بقدومك. من الخطأ النظر لمن يريد التقرب إليك أنهم أصحاب مطامع شخصية وأنها سيئة المرامي دائما ومن ثم تأخذ منهم موقفا عدائيا. من الأخطاء الشائعة للمديرين الجدد إحداث تغييرات سريعة واتخاذ قرارات عاجلة فور توليهم الإدارة دون أن تكون لديهم رؤية كاملة لأوضاع المؤسسة؛فإن هذا غالبا يحمل على إهانة المدير السابق وبيان خطئه مع كونه غالبا يقابل بمقاومة من المرءوسين ومن شأنه أن يوجد فجوة كبيرة وتوجسا من المدير الجديد. من الأخطاء الخطيرة أن تجيب على كل شيء يوجه إليك من رؤسائك أو مرءوسيك ولو كنت لا تعرفه ،وأخطر منه التمادي في التمويه وخير لك الصمت في هذه الحالة والتريث وليس عيبا أن تقول لا أعلم . من الخطأ إغفال دور المرءوسين في إسداء النصيحة للمدير الجديد ومعرفة ما لديهم من أفكار بخصوص إدارتك لهم والاكتفاء بنصيحة الرؤساء. من الخطأ إساءة معاملة أصدقائك القدامى قبل أن تكون مديرا بدعوى إثبات حيادك للآخرين، وفي المقابل لا تخصهم بأي مزية لمجرد كونهم أصدقاءك. من الخطأ التعامل مع المرءوسين باعتبارهم أحد الممتلكات الشخصية فتقول موظفي وإدارتي ونحو ذلك من عبارات ولو غير مقصودة. كيف تقيم جسور الثقة مع مرءوسيك؟ إن الثقة المتبادلة بينك وبين مرءوسيك أول ركائز النجاح في مهمتك الجديدة وعندما تغيب هذه الثقة فلا تتوقع غير الفشل الذريع والسقوط المريع لك كمدير. إن إدراكك لهذه الحقيقة يحملك على الصبر على هذه المهمة الشاقة . هناك بعض الناس بطبعه متردد ويعجز عن اتخاذ قرار بنفسه وهؤلاء لا يصلحون للإدارة ،غير أن ذلك لا يعني أن المدير عليه أن يأخذ قراراته كلها من غير تروٍ وإلا لم يصلح للإدارة!! إن بناء الثقة بينك وبينهم يعني أن تثق في قدراتهم على تحقيق أهداف المؤسسة كما يعني أن تجعلهم يثقون في قدرتك وكفاءتك على إدارتهم وتوجيههم ، وهذا يتطلب إدراك أمور هامة: الثقة لا تبنى إلا على النجاح الفعلي كما أنها لا تبنى مرة واحدة وتحتاج إلى وقت ليس بالقصير. غالب المرءوسين يفتقدون لوسيلة دفعهم للأمام والابتكار وعليك أنت أن تقدم لهم هذه الوسيلة. لا تقتل ملكة الإبداع والابتكار لدى مرءوسيك إذا هم أخطئوا ؛ فأنت بذلك تعلنها صراحة : ممنوع أي أفكار جديدة وليكن هدفك التوجيه والتعليم . تجنب التعنيف على الملأ ما أمكن فإن كنت لابد فاعلا فاتبع الأسلوب النبوي الكريم:' ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا' ولا تصرح بأسماء من تنتقد. الإكثار من مدح أقوام بعينهم وإهمال آخرين ربما يسبب إحباطا وسلبية لهؤلاء المهملين ، وربما سبب نوعا من المشاحنة بين المرءوسين. استقيموا ولن تحصوا: هذا العنوان جزء من حديث نبوي كريم وهو يحمل بين طياته توجيها عظيما يدفع المرء لمحاولة بلوغ الكمال ،وفي الوقت نفسه يبين له أن الكمال غاية لاتدرك ومن ثم فلا ينبغي أن يقعد أو ييأس ،وكذلك تلفت النظر إلى إدراك هذه الحقيقة في تعاملنا مع الآخرين وألا نطلب منهم تحقيق هذا الكمال المعجز الذي يؤدي بالمرء إلى القعود كلية، ومن طلب عملا بلا أخطاء فإنما يطلب محالا وحتما لن يكون هناك عمل بغير نسبة خطأ،وإنتاج مائة وحدة بعشرة أخطاء خير وأفضل من إنتاج ثلاثين ليس فيها خطأ واحد. إن إدراك المدير الجديد لهذه الحقيقة أمر ضروري جدا على طريق النجاح فبعض المديرين الجدد يغالون في طلب الكمال وهم يعلمون أنه بعيد المنال. والمديرون الذين يطلبون من مرءوسيهم ذلك إنما يعملون ضد أهدافهم؛ إذ قد يؤدي الحرص على تجنب الأخطاء إلى الإبطاء في العمل وخفض الإنتاج ، كما أن هذا النهج قد يؤدي إلى استياء المرءوسين وجعلهم يعتقدون أن مديرهم شخص لا يمكن إرضاؤه. على المدير أن يدرك جيدا أن جودة الإنتاج تتحقق عندما يقرر المرؤوسين بأنفسهم ذلك، ودوره هو حثهم على اتخاذ هذا القرار ومساعدتهم في تنفيذه!! بين الإحجام والإقدام: أسباب تردد البعض في اتخاذ القرار: عدم التأكد من كفاية المعلومات المتاحة. إذا كان المدير يظن أنه لا يصح أن يتخذ قرارا قبل أن يكون لديه 100% من المعلومات المطلوبة فهو واهم لسبب بسيط جدا وهو أنه في حالة ظنه توافر هذه النسبة لديه سيكتشف بعدها أنه كانت هناك معلومات غائبة عنه ومن ثم فهذ النسبة المطلوبة غير صحيحة وهي من عوائق اتخاذ القرارات ، وفي المقابل لايعني ذلك اتخاذ قرار في أمر ما لايعلم عنه شيئا ،وخير الأمور أواسطها فلا تتردد في اتخاذ قرارك عندما يتوفر لديك قدر معقول من المعلومات. الخوف من الوقوع في الأخطاء. إذا أردت ألا تخطئ أبدا في عمل ما أو قرار ما فليس هناك سوى سبيل واحد لتحقيق ذلك وهو ألا تعمل أي شيء أو تأخذ أي قرار!! وبعبارة أخرى :أقل الناس خطأ هم أقلهم عملا. ونحن لانقصد بذلك فتح الباب على مصراعيه لتبرير الأخطاء وإنما الشاهد أن الخطأ لاينبغي أن يعيق العمل واتخاذ القرارات، كما أن الإحجام عن اتخاذ القرارات أسوأ بكثير من الوقوع في بعض الأخطاء وهي ستقل بطبيعة الحال مع الخبرة والتجربة والممارسة مع الأخذ بالضوابط الأخرى. الكيان الواحد : من أعظم دعائم نجاح المدير أن يجعل نفسه ومرءوسيه كيانا واحدا وأن يجعلهم يشعرون أنهم هم أصحاب العمل ومديروه بالطبع دون الإخلال والخلط بين المهام والواجبات. أبجديات التعامل مع العاملين معك: وعندما تظهر عبارات [نحن] و[هم] في مؤسسة مشيرة إلى فئتين فهذا علامة تصدع في البناء بين الكليات والجزئيات: على المدير أن يدرك أنه لم يعد موظفا مطلوب منه أداء عملية معينة فحسب، بل إنه مسئول عن جميع العمليات بالإدارة. ومن ثم فيلزمه تغيير أسلوب عمله من الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة والجزئية ،وليس معنى ذلك عدم الاهتمام بالتفصيلات التي تكون أحيانًا مطلوبة لاستكمال الصورة ،والتوازن مطلوب بين الأمرين ، والاهتمام ببعض أشجار الغابة لايعني إضاعة فرصة رؤيتها كلها!!! إن إدراك المدير لأهمية علاقته مع مرءوسيه وأن تأثيرها على مستقبله ومهمته أكثر من علاقاته برؤسائه من شأنه أن يغير من نظرته واهتمامه بهذه العلاقة وتنميتها ولكن قليلين فقط من المديرين من يدركون ذلك ومن ثم يسقطون من دائرة اهتماماتهم سبل بناء هذا العلاقة وآلية توجيهها. - الحوار يتيح فرصًا ما فريدة لحل العديد من المشكلات ولكن لا تجعل هذا الحوار من طرف واحد، بل اجعله على طريقة [خذ وهات]، وكن مستمعًا جيدًا لكل صاحب شكوى، وتذكر أن نظرك إلى محدثك يعني اهتمامك بما يقول و لكن احذر أن تضيع في ذلك الوقت الواجب تكريسه للعمل. مشكلات ما بعد الأيام الأولى: لن تظل دوما في أيامك الحالمة الأولى ولن يستمر تدليلك من قبل رؤسائك فما لهذا أتوا بك لهذه المهمة. وأول مهامك أو مشاكلك الأولى في عالم الإدارة الحقيقي هو تغيير سلوك بعض مرءوسيك وتكييفهم وإعادة تأهيلهم، والوقوف على مشاكلهم الشخصية، وإجراء الحوار معهم، وغير ذلك من مهام منصبك الجديد. - وحتما ستواجه أنواعًا من السلوك التي لا ترضى عنها؛ فلا تظن أنه بإمكانك إجراء تغيير جذري في سلوك الناس؛ لأن التغييرات في الشخصية الأساسية كما يقول علماء النفس لا تتحقق إلا بتعرض الشخص لتجارب مؤلمة أو بإجراء جراحة في المخ! وبغض النظر عن صحة هذا القول أو عدمه فإنه يظهر مدى الصعوبة في تغيير شخصية الإنسان. - قد يكون من الأفضل التعامل مع مرءوسيك على حالهم دون تغيير ولو كان ذلك لايروق لك ماداموا محققين للمطلوب منهم وهذا بالطبع إذا لم تكن هذه السلوكيات والطبائع يرفضها الدين ،أو كانت تؤثر سلبا على الآخرين وليكن دورك مع هذه النوعية هو توجيهها للمجال الذي يتناسب مع إمكاناتها وقدراتها الذهنية والنفسية. فن التعامل مع مشاكل العاملين: أولا :لا تعتقد أن لديك القدرة على إيجاد الحلول لجميع مشاكل الأفراد، والمطلوب منك التعامل مع المشكلات التي تدخل في دائرة مسئولياتك الإدارية، وتوجيه غيرها إلى الهيئات أو الإدارات المعنية بهذه الأمور الاجتماعية. -إذا أردت أن يعرف المرءوس أن عمله دون المستوى المطلوب فمن الخطأ أن تتبسط معه في الكلام بطريقة لا توصل إليه هذه الرسالة، وعليك أن تدير الحوار بطريقة تجعله يقترب بنفسه من غرض المقابلة. - كون بعض المشكلات قد لا يحتاج إلى أي تصرف، لا يعني أن تنتهج سياسة [دعه يعمل دعه يمر]. - هناك مشكلات ذات طبيعة خاصة كالموظف الكفء في عمله، ولكنه يتأخر عن موعد العمل فليس معنى كفاءته التهاون معه في أمر من شأنه إفساد العمل كله ولكنه رفق مشوب بالحزم. - إذا اضطررت إلى اتخاذ قرار مؤلم بفصل أحد الموظفين بعد استنفاد جميع وسائل إصلاحه، فليكن هذا القرار حاسمًا وفي سرية، حتى لا يعلم به زملاؤه.واحرص على ألا تفقد علاقتك معه أو على الأقل احرص على شعرة معاوية في تعاملك معه، ويجب أن تساعده في الحصول على جميع حقوقه التي يكفلها نظام المؤسسة، وتساعده في الحصول على عمل آخر يتناسب مع قدراته إذا استطعت إلى ذلك سبيلاً . - قد يفقد المدير دفة التوجيه تماما إذا كان متطرف الانفعال والمشاعر ،وعندما يعجز عن إدارة عواطفه، وينفعل لأتفه الأسباب، فسيفقد تعاطف العاملين معه وثقتهم في نفس الوقت وسيتوجسون منه خيفة في رضاه وغضبه . - إن أول وأنجع أسباب النجاح في حل مشاكل الإدارة والعاملين هو الاحتفاظ بهدوء أعصابك في أصعب الظروف حتى يمكنك التفكير السليم، و لا يعني هذا أن تكون مجردًا من العواطف الإنسانية. نصائح وتوجيهات هامة: تنمية المهارة أمر حتمي: فلا يعني كونك مديرا أن تنقطع عن تطوير نفسك وتنمية مهاراتك ؛فقيمة كل امرئ مايحسنه ويتقنه ،والمدرس الذي لاينمي نفسه في مادته لا يأمن أن يأتي اليوم الذي يسبقه فيه التلاميذ الجدد الذين تطورت مناهجهم واستفادوا من غيره. إياك والعجب والغرور: فهي إحدى شراك النجاح المبكر، ويمكنك تحويل الغرور إلى نوع حميد من الثقة بالنفس، وأن تعترف بأخطائك ولا تلق باللوم على مرءوسيك؛ فالخطأ أمر طبيعي يمكن أن يقع فيه كل البشر.والمكابرة والتمادي في الخطأ أعظم من الخطأ نفسه. لاتجعل وظيفتك الجديدة نهاية المطاف !!! في أحيان كثيرة تضيع على بعض المديرين فرص الترقي بسبب عدم وجود من يحلون محلهم. فإذا أرت أن تتفادى هذه العقبة فعليك أن تعد أحد معاونيك ليكون جاهزًا لتولي مهام منصبك عند اللزوم؛ بأن تفوض إليه بعض سلطاتك بالتدريج، وعندما يستقر اختيارك على أحد مرءوسيك يجب أن يعلم رؤسائك بذلك. وإذا أدى هذا السلوك إلى ترقية معاونيك في إدارات أخرى فلا تحزن على ذلك؛ لأنك ستكتسب شهرة أنك مدير معلم، وربما تزيد فرصتك في الترقي. - إذا لم يكن لديك مساعد جاهز، يمكنك تفويض بعض مهامك إلى أكثر من مرءوس حتى لا يترقى أحدهم من وراء ظهرك إلى أن تستقر على الأصلح منهم. بيد أن هذا الأسلوب قد لا يخلو من سلبيات على باقي المرءوسين، ولهذا يجب أن تعطيهم الأمل في إمكانية الترقي في إدارات أخرى خارج إدارتك، وكن صادقًا في ذلك، وعامل الجميع على قدم المساواة والعدل. - لا تكن كالذين يعتقدون بأن المؤسسة لا يمكنها الاستغناء عنهم، وهم بسبب هذا الوهم قد يضحون بإجازاتهم. ومثل هؤلاء هم أول ضحايا هذا الفهم الخاطئ لمفهوم الإدارة ولا يصلحون لها. - اعتن بمظهرك وأحسن اختيار ملابسك من غير إسراف أو مخيلة، وإذا أردت أن تكون ناجحًا فزيك يجب أن يبدو كذلك. - وقد يكون رؤسائك راضين عنك كل الرضى لدرجة أنهم لا يودون الاستغناء عنك ولا يفكرون في ترشيحك لترقية في أماكن أخرى خارج نطاق سلطاتهم، فيجب أن تستكشف ذلك في وقت مبكر وتعد له بالطريقة السابق ذكرها قبل أن يفوت الأوان. إدارة الوقت : لاتتصور أنك تصلح مدير مؤسسة إن لم تستطع إدارة وقتك أولا ،ولعل أفضل طريقة لتنظيم وقتك بوسيلة عملية هي أن تعد مذكرة بالأعمال المفروض عليك إنجازها كل يوم وتضعها أمامك. وأشر على ما يتم إنجازه منها، وما يتبقى منها بدون إنجاز يرحل إلى مذكرة اليوم التالي. على أن يتم ترتيب الأعمال وفقًا لأهميتها وأولويتها. ولو تطلب عملك أن تأخذ بعض أوراقك معك إلى المنزل وبصفة خاصة الأعمال التي تتطلب الهدوء في التفكير ككتابة التقارير والأبحاث. فلامانع على ألا يكون ذلك سبيل جعل المنزل والمكتب سواء. كيف تكتب إلى الآخرين؟ أفضل طريقة للكتابة للآخرين هي أن تستحضر صورة ذهنية لمن تود الكتابة له، وتكاتبه كأنك تخاطبه. وافعل ذلك أيضًا مع مرءوسيك. وإذا كنت تكتب لرئيس لا تحبه استحضر صورة ذهنية لأحد أصدقائك واكتب له ما تود كتابته لهذا الرئيس. ووقع على خطابك باسمك الأول لإشعاره بالود. ويجب الحفاظ على قواعد النحو والصرف والهجاء، وإذا كنت لا تجيدها حاول أن تتعلمها، ولا تعتمد في ذلك على مساعد أو سكرتير، لأن ذلك من شأنه أن يفوت عليك فرصة تعلم هذه المهارة الهامة. تعلم أدب الرد على المكالمات الهاتفية: يغفل كثير من الناس أدب الرد على المكالمات الهاتفية ،وهو أدب هام يتأكد عندما يكون هو أول سبيل لك للتعرف على الآخرين فطريقة كلامك في اتصالاتك الهاتفية تكشف عن شخصيتك ،والانطباع لأول مكالمة ربما يبقى مدة طويلة ويكون صورة لصاحبها ربما لاتغيرها الأيام ،كما أن إشعار من تكلمه باهتمامك به فضلا عن كونه أدبا مهما فهو أيضا سبيل كسب الود والاحترام. أحسن الإنصات للآخرين: من مهارات المدير الناجح قدرته على الاستماع الجيد؛ لأن الله قد جعل لكل منا أذنين وفمًا واحدًا، وهو يتطلب أن يكون وقت الاستماع ضعف الوقت المكرس للكلام. وأنت حين تستمع تتعلم شيئًا جديدًا، ولكن حين تتكلم لا تتعلم. وإذا أردت أن تكون محدثًا بارعًا عليك أن تكون مستمعًا جيدًا. وتذكر أن نظرك إلى محدثك يعني اهتمامك بما يقول. لا تكن عباسا: يخطئ الكثيرون من الناس عندما يخلطون بين الجدية وتقطيب الجبين والعبوس في وجه الآخرين ،والابتسامة العريضة لاتعني غياب الحزم وضياع الجدية والدعابة المنضبطة الموزونة من غير ابتذال طريق سهل لتملك القلوب، كما أن العبوس هو أقصر طريق لتنفير الناس منك ومن إدارتك لهم. مستفاد من كتاب : مدير لأول مرة، للورن بلكر |
تابع : لاول مــــــرة مـــــــــــدير بديهيات النجاح للمدير الجديد1-قدوة حسنة في التزامه بمواعيده وسلوكياته. 2- يحترم سابقيه ويعرف فضلهم وسبقهم. 3 -لا يستنكف عن الجلوس لمرءوسيه ومعرفة طموحاتهم ومشاكلهم والتودد إليهم. 4-يفرق بين الحزم المطلوب والغلظة المذمومة. 5-أفضل الرؤساء هو أقلهم إصدارًا للأوامر. خادم القوم سيدهم مهام المدير أو القائد هي مزيج من مسئوليات القائد والخادم. ولكن الكثير منا ينكرون جانب الخدمة؛ لأنه يتعارض مع ما يعتقدونه في أنفسهم، مع أنهم بإمعان التفكير في عملهم، سيجدون أن معظم المهام المنوطة بهم هي في واقع الأمر خدمات لمرءوسيهم. حقائق مفيدة لايمكن حمل جميع العاملين على القيام بمهام واحدة أو التفكير بنفس الطريقة والمهم اختيار الرجل المناسب للمهمة المناسبة. 1 ليس معنى أنني المدير أنني أذكى القوم. العدالة في توزيع المهام لاتعني بالضرورة المساواة في توزيع الأعمال. لايعني كونك المدير أنك معصوم من الأخطاء فلا تدفع مرءوسيك لإثبات ذلك. ليس معنى أنك المدير أن تكون أن أنت المتكلم فقط في كل حوار!! من مهارات المدير الناجح قدرته على الاستماع الجيد. من أكبر أخطاء المدير أن يوهم العاملين معه أن كل شيء مهم وعاجل لأن محصلة ذلك أنه لاشيء مهم أو عاجل!! من الخطأ أن يظن المدير أنه مسئول عن حلول جميع مشاكل العاملين معه وأعظم منه خطأ أن يظن أنه غير مسئول عن حل أي منها!! إذا كنت تعتقد أنك من أولئك الذين تسيرهم الأحداث فخل عنك مهمة المدير لغيرك لايوجد عمل محبب للنفس على الإطلاق وفي المقابل لايخلو عمل من جوانب إيجابية فيه. مدير ناجح في لحظة تفكير 2. قد يكون القرار السليم أن لا أقرر شيئًا. 3. لن أستطيع قيادة الناس بدفعهم من الخلف.. إذًا يجب أن أسير أمامهم. 4. إن اعترافي بأخطائي فضيلة .. يجرد أعدائي من أسلحتهم.. ويعطي أصدقائي سلاحًا للدفاع عني. 5. عندما أكون سلبيًا تجاه الأفكار الخاطئة.. أكون إيجابيًا تجاه الحقيقة. 6. لن أكون دبلوماسيًا ناجحًا.. إلا إذا واجهت رئيسي بأخطائه. 7. أنا لست أهم من الموظفين.. أنا فقط أكبرهم مسئولية. 8. الصعود على أكتاف الآخرين.. معناه السقوط من أعلى. 9. مقياس النجاح الصحيح هو ما تعلمته من الفشل لا ما حققته من نجاح 10. المستفيد الأول من وجود موظف أذكى مني هو أنا لأنه منافس حقيقي يجعلني أكثر ذكاءً 11. ما هو تأثيري في الناس الذين أقودهم؟ وما هو تأثيري في الناس خارج العمل؟ هذا ماينبغي أن يشغلني لا أنني مدير لشركة تنتج أكواب بلاستيك فحسب!! |
قياس الأداء.....
هذا الموضوع يتناول مفهوم [قياس الأداء]، ذلك القياس الذي على أساسه يتحدد النجاح من الفشل عن طريق القرب والبعد من مقياس كل منهما .. من يقوم بالقياس ؟وفي الواقع : فإن الإداريين الذين يهملون عمليات قياس الأداء هم أقرب إلى الفشل في العملية الإدارية التطبيقية منهم إلى النجاح، إن عملاً بسيطًا يقدمك خطوة في سبيل الهدف تظهر معاييره جيدًا خير ألف مرة من عمل كبير يكذبك في رؤيته ويتخيل إليك المتقد فيه في وقت أنت لا تعرف عن معاييره شيئًا .. ولذلك فالإداريون الناجحون يهتمون بشكل ملحوظ بالمقاييس المختلفة التي يمكن الاستفادة بها في تقدم الأداء ونحن في هذا الموضوع ـ الذي بين يديك ـ نقدم لك موضوعًا أكاديميًا متخصصًا وأسلوب سهل مبسط يستطيع الاستفادة به كل قارئ .. فكن معي وبيدك القلم والورق لتدون أهم الملاحظات التطبيقية .. أولاً : معنى قياس الأداء : في إحدى المؤسسات الإنتاجية بعد تقييم الميزانية العمومية لها .. اتضح أن هناك نسبة أرباح تقارب الخمسين بالمائة 50 % سنويًا، وقد سعد الجميع بذلك سعادة غامرة، ولكن الذي لم يتم سعادتهم أن قام أحد الإداريين الأذكياء في إحدى الاجتماعات وأخبرهم بخبر غير سار : أخبرهم أن هذه النسبة من الأرباح نسبة وهمية لا تعبر عن مدى النجاح الذي قاموا به إذ أن هذه النسبة كانت نتاجًا لارتفاع أسعار العملة، وأن هذه الشركة كان لديها مخزونًا كبيرًا من البضائع وبارتفاع سعر العملة ارتفع ثمن المخزون فزادت نسبة الأرباح مع عوامل أخرى أطال في ذكرها ضيعت السعادة من عيون العاملين على ذلك المقياس الكاذب الذي قاموا به أداءهم .. وعلى مستوى آخر فإن هناك أحد التوجهات الإسلامية في بلد إسلامي ما وبعد ظهوره بثلاث سنين فقط كثر الكلام عن قوته وثباته ووضوح منهجه وكتب عنه بعض الكتاب وتناقش حول منهجه بعض المفكرين في حلقات النقاش المختلفة وكثر عن القيل والقال ..، ويوم أن اجتمع الإداريون والقادة لهذا التوجه أو لهذه الفكرة كانت تعليقاتهم كلم حول مدى النجاح الباهر الذي حققوه في فترة قليلة بناء على هذا الكم من المناقشات والتناولات حول فكرتهم التي جاءوا بها . ولم يكن في الحقيقة حالهم بأحسن حال كثيرًا من أصحاب المؤسسة الأولى .. إذ إنهم قد تبنوا وهمًا قياسيًا ظنوا به أنهم يقتربون من أهدافهم وليس الأمر كذلك . إذ أنه لم تلبث هذه الكتابات والمناقشات أن انقلبت ضدهم وبدأت في تشويه فكرتهم ومنهجهم ونظروا إلى أنفسهم بعد قليل فوجدوا بأيديهم [خفي حنين] !! معنى قياس الأداء .. فقياس الأداء إذن هو المقياس الصحيح الذي يتحدد من خلال جمع جميع العوامل المؤثرة في التقدم نحو الهدف، وقياس قدرة كل واحد منها على حدة ثم القياس الجمعي لها ثم قياس النتيجة الصحيحة بعيدًا عن العوامل الوهمية التي قد تطفو على السطح، وبحيث يكون ذلك المقياس قياسًا شاملاً للعمليات الحسابية والاجتماعية والشخصية والإعلامية وغيرها من جوانب العمل المختلفة . قياس الأداء كقاعدة أساسية : لا شك أن عملية قياس الأداء هي عملية أساسية من العمليات الإدارية المتخذة لا تقل قدرًا بحال عن العمليات الإدارية الأخرى كاتخاذ القرار وبناء فريق العمل وغيرها، ومن ثم لزم وضعها كخط عريض من الخطوط العريضة لمؤسسة ما تريد أن تحقق نجاحات مختلفة في جوانب معينة . والأعمال التي تعتمد على عشوائية القياس أعمال لا تشعر بالتقدم والإنجاز ـ إذا كان موجودًا ـ وكذلك فهي تخفي رأسها في الرمال حتى لا ترى مدى التأخر والفشل الذي يغلب على الظن وجوده . قياس الأداء ووضع خطة العمل : هناك علاقة قوية بين وضع خطط العمل واعتمادها للتطبيق وبين نتائج مقاييس الأداء المختلفة، ذلك أن تلك المقاييس تعتبر كخريطة رسم واضحة لمدى القدرة على تحقيق القرب أو البعد من هدف معين، وإذا كانت خطة العمل يجب أن يراعى وضع أهداف يمكن تحقيقها، فإنها بالتالي ستحتاج إلى قياس الداء لتحديد ذلك بالدقة المطلوبة . قياس الداء عملية مشتركة : يخطئ كثير من القادة عندما يظن أنه وحده يستطيع قياس مدى نجاح مجموعته أو مؤسسته، وهو خطأ شائع يقع فيه كل قائد أو إداري قليل الخبرة إذ إن ذلك القائد لن يرى في عملية القياس سوى أنها عملية تقيمية لعماله التي يراها ـ ناجحة من وجهة نظره الشخصية !! وقد يكون ذلك القائد يعيش في وهم كبير من ظن النجاح وهو يغوص في بحر من الفشل . لذلك فنحن ننصح كل قائد يريد أن يقيس الأداء الحقيقي لعمله أن يجعله عملية مشتركة بين مجموعة من القائمين بالقياس، فأولهم كل المسؤولين عن العمليات الإدارية والتوجيهية وثانيهم كل العاملين في هذا العمل أو تلك المؤسسة بغير استثناء عامل واحد حتى الحارس وعامل النظافة والساعي وعامل التليفون وثالثهم المنتفعين بالخدمات التي يقدمها العمل أو الذين يوجه إليهم العمل كهدف أساسي كالزبائن في العمليات التجارية والأفراد المثقفين في الأعمال الفكرية والنساء في المؤسسات التي توجه خدماتها إليهم .. ويوم أن يشترك كل أولئك في عملية قياس الأداء سيتضح للقائد من النتائج ما لم يكن يظن من قبل على أي حال .. عملية قياس الأداء لازمة لكل المستويات : لا تختص عملية قياس الأداء بالأعمال المؤسسية الكبيرة ولا الأعمال الاجتماعية الواسعة، ولكنها تلزم كل شخص يقوم بعمل ما ويهدف إلى هدف محدد..، فالشخص الناجح يلزم بصورة دورية أن يقوم بعملية قياس الأداء لنفسه ولإنتاجه الشخص ومدى قربه أو بعده عن هدفه الموجود .. وأصحاب الأعمال الصغيرة هم كذلك بحاجة إلى ذلك النوع من القياس .. وقد تختلف المحددات في كل مستوى على حده إلا أن الجميع يشترك في أمرين : ضرورة الحاجة للعملية القياسية والخروج بالنتائج الحقيقية غير الوهمية . ثانيًا : كيفية قياس الأداء : لا شك أن عملية قياس الأداء الناجحة هي العملية التي تعطي نتائج موثقة لإنتاجية العمل ومن ثم لزم على جميع الإداريين دراسة الكيفية الصحيحة للقيام بالقياسات المختلفة، ولكننا هنا نقف معك على عدة نقاط أساسية في كيفية قياس الأداء، تصلح كبداية تعليمية ولا تصلح كنهاية تطبيقية فكن معي ما استطعت .. الجوانب التي يتعرض لها القياس : أي نوع من القياس الصحيح يستلزم أن يقوم بعمله من خلال البحث في جوانب ثلاثة هامة هي : أ ـ الأهداف المطلوبة ومدى تحقيقها . ب ـ البرنامج التنفيذي ومدى الالتزام بها . جـ ـ العوامل الخارجية . وأبينها لك باختصار : أ ـ الأهداف وتحقيقها : بعض التكوينات الإدارية تقتصر على أهداف عامة تعلنها وتعمل من خلالها ومثال ذلك في المؤسسات الإنتاجية أن ترفع هدف تحسين الإنتاج أو هدف الانتشار أو غيره، ومثاله في المؤسسات الاجتماعية أو الجمعيات الفكرية أن ترفع هدف العطاء أو العدل أو غيره، وتلك الأهداف، وإن كانت أهدافًا عظيمة وجيدة على مختلف المستويات إلا أنها غير عملية ولا تطبيقية على المستوى التنفيدي لكل عمل على حده، فهي تصلح كأهداف عامة يعمل من خلالها العامل راجيًا لها محاولاً الوصول بعمله إليها .. أما هدفه المرحلي الواقعي التطبيقي الذي إذا أنجزه رفع صوته قائلاً ها أنذا قد حققت هذا الهدف .. فيجب أن يتحدد بصورة أدق من ذلك كثيرًا . ومن هنا لزم وضع أهداف مرحلية دقيقة لكل عمل على حدة ولكل خطوة على حدة. وقياس الداء يعمل في هذا المستوى ـ كعمل أول ـ، يبحث في الأهداف المرحلية التنفيذية والتي تعمل في ظل الأهداف العامة ويقيس مدى تحقيقها على أرض الواقع ومدى التقصير في تحقيقها . وطريقة قياس الأهداف ومدى تحقيقها لا يعني بحال التعرض لذات الهدف أو البحث في مدى صحته أو خطئه، فإن هذا ليس من عمل القياس، وإنما يعمل القياس في دائرة البحث في مدى تحقيقه وتنفيذه على أرض الواقع . ب ـ البرنامج التنفيذي : المستوى الثاني من مستويات عمل القياس هو البرنامج العملي التنفيذي للخطة الموضوعة ككل ويدخل في ذلك الأهداف ـ السابق ذكرها ـ والوسائل المستخدمة لتحقيقها والمحددات التي تحيط بالعمل وبالمنهجية الحركية للتنفيذ . ويتم القياس عبر المشاركة من العاملين ومعهم أثناء التحرك التنفيذي للخطة ولا يمكن نجاح هذا النوع من القياس من خلال تقييم التقريرات الورقية فقط، ولكن لابد من المراقبة الميدانية للعمل عن قرب ليتحقق المراد من القياس . جـ ـ العوامل الخارجية : وهي المستوى الثالث من مستويات القياس ويقصد بالعوامل الخارجية ما يلي : مدى قبول أو رفض الخدمة المؤداة أو الإنتاج المعروض . المعوقات الخارجية . طريقة تعامل العاملين مع المجتمع الخارجي . الخصوم والأعداء الخارجيين . وهذه العوامل من أهم العوامل الخارجية التي ينبغي للقياس أن يعمل فيها وإهمال أي عامل منها إهمال شديد للعملية القياسية وبالتالي إهمال لقياسات النجاح !! [ولعلنا ـ إن يسر الله ـ أن نتعرض لموضوع خاص بكيفية التعامل مع كل عامل من هذه العوامل الأربعة الهامة]. هناك بعض المحددات العامة تقرر الإجابة على سؤال؛ من يقوم بالقياس ؟ مجموعة القياس .. من هم وما صفاتهم ؟!وقد سبقت الإشارة على خطأ ظن بعض المديرين من إن المدير هو القائم بالقياس وحده، وهذه المحددات هي : حجم العمل ومدى تشعب جوانبه . عدد المستفيدين منه. اختلاف جهات القياس [هل هو قياس لجهة واحدة أم قياس عام أم شامل ؟] وعلى هذا الأساس يكون القائم بالقياس هو : أ ـ الإداريون : [هم المسؤولون المباشرون للأعمال]. ب ـ مجموعات القياس . جـ ـ قادة العمل . [هم القادة في أعلى المستويات] . وعلى هذا فإن هؤلاء قد يستخدم في القياس صنفين آخرين للمشاركة في العملية القياسية . العاملون بجميع القطاعات . المستفيدون من الخدمة . وعلى أي الأحوال فإن عبئ قياس الأداء يكون ـ في غالب الأحيان ـ على مجموعة القياس، وهي التي ستتعرض لها بشيء من توضيح .. إن مجموعة القياس هي مجموعة من القائمين بالعمل الإداري يشترك معهم بعض القائمين بالعمل التنفيذي وتختص هذه المجموعة بدور واحد فقط وهو القيام بعمل قياس الأداء بشكل دوري . وهناك عدة نقاط هامة يجب أن تراعى في موجوعات القياس : يجب أن تكون خطة العمل واضحة لجميع المشاركين في هذه المجموعة . كذلك يجب أن يكون واضحًا لديها وبشكل تفصيلي طريقة عمل المؤسسة . ضرورة تسهيل الاتصال بين أعضائها . ضرورة أن تضم هذه المجموعة ما يكفي من الخبرات اللازمة لإتمام عملية القياس . يجب أن تتوافر لها جميع احتياجات التقنية المطلوبة . يجب اختيار عناصر المجموعة اختيارًا دقيقًا . وسائل القياس : للقياس الأدائي ثلاثة وسائل رئيسية يتفرع منها باقي الوسائل الفرعية وهذه الوسائل الرئيسية هي : أ ـ القياس الحسابي . ب ـ قياس الاتجاهات . جـ ـ القياس الرمزي . نوضحها باختصار . [أ] القياس الحسابي : وهو الوسيلة الشهيرة للقياس، حيث يعتمد القائم بالقياس فيه على الأرقام الحسابية في تقدير نسبة الجودة والإنتاجية وتقدم الداء أو العكس ويمتاز هذا المقياس بوضوح معاييره وسهولة الحصول عليه ولكن يفتقر إلى إظهار الميول النفسية والاجتماعية لدى المنتفعين من الخدمة . [ب] قياس الاتجاهات : وهو وسيلة من وسائل قياس الأداء تعتمد على التركيز على مدى قابلية المستفيد والمنتفع بالخدمة للخدمة، وكذلك ميول واتجاهات الأفراد العاملين، ومدى قناعاتهم بالعمل والإنجاز، وكذلك يعمل هذا النوع من القياس في مجال التقلبات النفسية والاجتماعية المحيطة بالعمل . [جـ] القياس الرمزي : وهو وسيلة من وسائل القياس تتبلور فيها النتائج إلى رموز معبرة عن مستوى النجاح، سواء كانت هذه الرموز خطوطًا بيانية أو أشكال هندسية أو غيرها وهذا النوع من القياس يستفيد به القائم بالقياس في شرح وجهة نظره للمسؤولين وكذلك في الحكم الشامل على نوعية معينة من الأعمال أو في خطوات التقديم المتقدمة . وهذه الأنواع الثلاثة من المقياس تستخدم جميعًا في القياس الأدائي للأعمال ولا يستغني عن نوع منها إذ أن لكل منها عمل يختلف عن الآخر، ولك مقياس فيها يغطي جانبًا من جوانب الداء لا يستطيع الآخر إكمال تغطيته، ومن ثم فعلى القائمين بعملية القياس التدريب على الأنواع الثلاثة وكيفية استخدامها بصورة صحيحة . رابعًا : قياس الداء والاستفادة به في العمل الإسلامي : يعتبر العمل الإسلامي الدعوي أو الخدمي من نوعية العمال التي يصلح أني ستخدم فهيا قياس الأداء بشكل مؤثر ومفيد، نبل إنه في استطاعتنا القول أن : الأعمال الإسلامية الدعوية أو الخدمية المقدمة للناس يلزمها أن تستخدم قياس الأداء بشكل دوري وأساسي . وإليك بعض النصائح والتصورات أثناء استخدام العمل الإسلامي لقياس الأداء لعلمها يمكن أن تفيد القائمين على العمل الإسلامي الدعوي أو الخدمي : ـ قدرة أي عمل على التقدم في سبيل النجاح يرتبط بقوة، بمستوى الإقبال عليه من الخارج . ـ تتمدد قوة عمل ما أو ضعفه بدليلين : أ ـ ارتفاع في مستوى الأفراد العلمي أو الإيماني أو كليهما. ب ـ عدد المقبلين على هذا العمل . ـ العمل العشوائي في المجمعات المختلفة ينشئ نوعًا من الوهم قد يتصوره قادة هذا العمل مفاده: أن عملنا ناجح، ولكن يحتاج إلى قليل من وقت، والحق في كثير من الأحيان، أن الشعوائية في العمل لا تولد إلا تخبطًا وسقوطًا . ـ ينبغي أن يتخصص فريق من الباحثين ـ يفرزهم العمل الإسلامي ـ في القيام بعملية القياس بشكل دوري ومنتظم، ويتم الوقوف على مستوى العمل ومدى التقدم أو التأخر وأسباب أو معوقات الفشل أو هبوط المستوى. ـ يجب أن يتصف هذا الفريق ـ المتخصص ـ بصفات جماعات القياس السابق ذكرها لتكتمل الاستفادة منه . ـ قائد العمل الإسلامي الذي يعتمد على توجهه الشخصي وحكمه الفردي في الحكم على مدى تقدم العمل أو تأخره يرتكب خطأ كبيرًا سوف تذكره له الأجيال اللاحقة . ـ ينبغي إشراك جميع العاملين في حقل العمل الإسلامي في قياس الأداء بشكل أو بآخر، بحيث نستطيع الوقوف على الاتجاهات المختلفة في الحكم على مدى إنتاجية العمل . ـ الديكتاتورية في إدارة الأعمال الإسلامية بشكل مصغر من ديكتاتوريات الحكم في الدول الشهيرة بهذا النوع من الحكم .. !! ـ استخدام قياس الاتجاهات في العمل الإسلامي فممكن أن يتم عن طريق أوراق الاستبيانات وتحديد الرأي وأوراق اختيار الخدمة .. وكل هذا معروف لدى كل من لهم خبرة في العملية القياسية، ولكن يلاحظ أن يحسن إعطاء قياس الاتجاهات المكانية المتقدمة أثناء دراسة النتائج؛ لأن العمل الإسلامي عمل يعتمد عليها بشكل متقدم على غيرها من القياسات . القياس الأدائي في الأعمال الإسلامية الاجتماعية لا يشابه القياس التجاري في المؤسسات التجارية في كثير من الوجوه، إذ أن القياس في الأعمال الإسلامية يعتمد على مدى القناعة بالفكرة المطروحة وكذلك مدى التشبع المجتمعي بها إلى غير ذلك من الاختلافات، وهذا فضلاً على أن القياس التجاري قد يسهل فيه الحصول على البيانات الإحصائية ابتداءً إما في القياس للأعمال الإسلامية فإن القائد بالقياس هو الذي يستحدث البيانات بنفسه عن طريق الإحصاءات الاجتماعية المعروفة ونتائج قياسات الاتجاهات . |
أخطاء إدارية أخي المدير نهدى إليك هذه المرة مجموعة من الأخطاء الإدارية نعرفك بها وننبهك إليها وندعوك إلى اجتنابها..ونحسب أنها نعم الهدية.....فكن معنا ودون ملاحظاتك على واقعك العملي.. 1. يخطئ من يظن أن يستطيع وحده إدارة العمل والأفراد بدون مشاركة الآخرين ، إن الإدارة هي عملية مشتركة.. 2. يخطئ من يعتمد في إداراته على أسلوب الأمر والنهى ، فإنها أساليب قد ثبت فشلها ولا يعتمد عليها حتى الآن إلا المدراء في حديقة الحيوان!!! 3. وضع الرجل المناسب في المكان المناسب مبدأ إداري ، وأنت إذا نظرت إلى القطاعات الحكومية ورأيت متخصصاً في الكيمياء الحيوية يعمل مسئولاً للعلاقات العامة ، فاعلم إلى أي حد فسدت الإدارات.. 4. [المدير في المكتب]: جملة يجب أن ينتهي التعامل بها واستخدامها تماماً في جميع قطاعات العمل. 5. لا تعامل العاملين معك على أنهم أطفال ، تعطيهم عند الإنجاز وتمنعهم عند الخطأ ، ولكن ابحث في أسباب الخطأ وابحث عن عوامل الإنجاز ، وبعد ذلك لا بأس بالتحفيز أو العقاب.. 6. ربما يسبب التحفيز بعض الإيجابيات ، لكنه وحده لا ينشئ التقدم. 7. طريق تخويف العاملين من العقاب-قد تنتج قليلاً لإنجاز بعض الأعمال ، ولكنها طريقة لا تصلح للارتقاء بمستوى الجودة. 8. المساواة مبدأ قد يظلم كثيراً من أصحاب المواهب ، ولكن العدل مبدأ لا يظلم أحداً...إن الفرق بين المساواة والعدل أن المساواة تقتضي تسوية الجميع في العطاء والمنع رغم اختلاف قدراتهم وصفاتهم ، إلا أن العدل يعطي لكل ذي حق حقه.. 9. اختيار مجالس الإدارات ينبغي أن يكون دقيقاً كاختيار مجالس الوزارات في كل دولة ، إنهم فئة يعود إليها القرار في المؤسسات. 10. يخطئ كل مدير لا يعتمد على فرق العمل في أداء المهام المطلوبة إن الاعتماد على الأفراد وحدهم يسبب القصور مهما كان الأفراد نابغين...!! 11. لا تكتف بصمت الأعضاء للاستدلال على موافقتهم ، في أحيان كثيرة يعترض البعض بالصمت أكثر من الاعتراض بالكلام. 12. احذر أسلوب الإقناع المؤقت ، أو الإحالة على أوقات أخرى لتمرير القرارات...إنها نوع من الدكتاتورية المقنعة.!!! 13. لا تصدر أحكاماً مسبقة على أحد قبل أن تجلس معه وتسمع منه وتقبل من كلامه وتقتنع وتتناقش!! 14. لا تستسلم للتقليد إلا عند العجز عن الابتكار ، إن الابتكار وظيفة من وظائف القائد ينتظرها الآخرون منه. 15. لا تحدد أولويات العمل على أساس رؤية فردية ، كما إن تحديد الأولويات عند بروز مشكلات طارئة من الأخطاء الإدارية الخفية... 16. لا تجعل خطة العمل بمنأى عن التطبيق الفعلي ، فإن ذلك هو السبيل إلى الفشل الأكيد ، ولكن اجعل خطة عملك هي أساس لجميع تحركاتك وتصرفاتك وقراراتك. 17. إذا أردت الخروج عن خطة العمل فلا تفعل ، ولكن ضع خطة عمل جديدة تراعى فيها المستجدات الجديدة. 18. مدير بغير تخطيط يعنى فشل لعمل المؤسسة ، فلا تقبل عملاً قبل أن تضع له خطة ولا تنتظر نجاح عمل غير مخطط. 19. تحديد أولويات عملك يعنى التركيز عليها لا مجرد كتابتها على الورق. 20. الرؤية المستقبلية للعمل دليل نجاح القيادة في الإحاطة بالمتغيرات وقصور الرؤية دليل القصور. |
كيف تكون مديرا متميزا؟... فكر إداري هل أنت مدير كفء أو تريد أن تكون كذلك؟ والإدارة عمومًا هي تحقيق أقصى ما يمكن بأقل ما يمكن، والإدارة يمكن أن تنقسم إلى ثلاث وظائف رئيسة تتم في كل عملية إدارية أو من خلال أي قسم من أقسام المؤسسة الإدارية، وذلك من خلال قادة ومديرين وأفراد وموظفين وعبر وسائل اتصال وتوجيه تربط بين الرئيس والمرؤوس، وجلها هو اتخاذ قرارات مناسبة لتحقيق أفضل المطلوب. القسم الأول: ـ الوظائف الرئيسة في الإدارة هي [التخطيط ـ التنظيم ـ الرقابة]. 1ـ التخطيط: وتعني به هي تلك العملية التي تتضمن وضع مجموعة من الافتراضات حول الوضع في المستقبل، ثم وضع خطة تبين الأهداف المطلوب الوصول إليها خلال فترة محدودة، والإمكانات الواجب توافرها لتحيق هذه الأهداف، وكيفية استخدام هذه الإمكانات بالكفاءة والفاعلية المطلوبة. 2ـ التنظيم: وإذا كانت وظيفة التخطيط تتمثل في التعريف بالأهداف وتحديدها، فإن وظيفة التنظيم تتعلق بتحديد النشاطات اللازمة لتحقيق الأهداف المخططة، وتجميع هذه النشاطات في إطار أو هيكل متعاون يضمها، ثم إسناد هذه النشاطات إلى وظائف محددة يتولاها أشخاص قادرون على الاتصال ببعضهم وراغبون في المساهمة بالعمل لتحقيق الأهداف المشتركة والمحددة، فالتنظيم هو الوسيلة إلى توزيع الأعمال وتدرج السلطات وتنسيق الاتصالات في الاتجاهات كافة، وبدون التنظيم يفقد التخطيط أهميته ويفشل الأفراد وتنهار المنظمات أو تقصر عن بلوغ أهدافها. 3ـ الرقابة: تعتبر الرقابة أحد أهم الوظائف الإدارية الرئيسة، وعن طريقها تتحقق القيادة مما إذا كانت العملية الإدارية قد حققت أهدافها بأعلى قدر من الكفاية، وبأقل جهد وتكلفة وفي أقصر وقت، وذلك في ضوء مفهومها الجديد الذي ينصرف إلى الرقابة الإيجابية البناءة. وهي تمارس فقط حينما تؤدى وظائف الإدارة الأخرى كالتخطيط والتنظيم والتوجيه، وذلك أن الهدف الأساسي من الرقابة هو التأكد من أن الأعمال تسير في اتجاه الأهداف بصورة مرضية، ومن هنا لا يمكن أن نخدم الإدارة الفاشلة أو تكون بديلاً عنها. القسم الثاني: [التوجيه]: لا يمكن أن تنفذ الخطط والأهداف إلا من خلال تنظيم فعَّال وجيد ورقابة ترصد ذلك كله وتتابعه هذا صحيح، ولكن كل ذلك لم يتم إلا عبر قادة يترجمون ذلك إلى مجموعة من القرارات الصائبة واجبة التنفيذ، ومن خلال وسائل اتصال تربط هؤلاء القادة بأفراد مؤسساتهم، ولكي تتم هذه العملية لا بد من دراسة ثلاثة مواضيع: 1ـ القيادة الإدارية. 2ـ الاتصالات الإدارية. 3ـ القرارات الإدارية. القسم الثالث: ويشمل الأقسام التي توجد في أي مؤسسة إنتاجية، ومن خلال هذه الأقسام منفردة أو مجتمعة تمارس الوظائف السابقة للإدارة [تخطيط ـ تنظيم ـ توجيه ـ رقابة]. وقد تزيد هذه الأقسام أو تنقص من مؤسسة إلى أخرى ولكن أهم تلك الأقسام أربعة: [الأفراد ـ التمويل ـ الإنتاج ـ التسويق]. 1ـ إدارة الأفراد: تعتبر إدارة الأفراد من الإدارات المهمة حيث تركز على العنصر البشري، والذي يعتبر أثمن عناصر الإدارة وأكثرها تأثيرًا في الإنتاجية، ويومًا بعد يوم يزداد دور الأفراد تأثيرًا في كفاءة المنظمات الإدارية، مثلما تزداد أعداد العاملين بهذه المنظمات، وتزداد مشكلاتهم عمقًا وتشعبًا، ومحتوى إدارة الأفراد يدور في ثلاثة وظائف أساسية يمكن أن تتشعب بعد ذلك وهي: أ ـ اجتذاب العاملين واختيارهم وتعيينهم. ب ـ تنمية قدرات العاملين وتطوير مهاراتهم. جـ ـ تهيئة الظروف الملائمة لاستخراج أفضل طاقاتهم. 2ـ إدارة التمويل: وهي عبارة عن مجموعة النشاطات الإدارية التي تتعلق بالبحث عن الأموال اللازمة وتوفيرها والتأكد من حسن استخدامها وفقًا لأوجه الإنفاق المحدودة. فوظيفة الإدارة المالية يترتب عليها التخطيط لمصادر الإيراد المتوقعة خلال فترة زمنية قادمة، كما أنها تتناول من ناحية أخرى تحديد أوجه الإنفاق لهذه الإيرادات وفقًا لما هو محدد لها في الأنظمة والقواعد المالية، فهي لا تقوم فقط بدور البحث عن المال وإنفاقه، وإنما تحديد الأوجه اللازمة للإنفاق من حيث أهميتها والأولوية التي يجب أن تحتلها بين مصادر الإنفاق الأخرى، كما أن الإنفاق يتم وفقًا لأنظمة رقابية محددة تتأكد الإدارة المالية عن طريقها من حسن استخدام هذه الأموال. 3ـ إدارة الإنتاج: وتهتم هذه الإدارة بكيفية تقديم منتج عالي الجودة بأقل تكلفة في زمن مناسب فهي تهتم بالجودة والابتكار وكيفية السيطرة عليها وكذلك بالتكاليف وحسن التعامل مع المواد الخام وإدارة الزمن إدارة يمكن المؤسسة من الوفاء بالتزاماتها في الوقت المحدد وبالكمية المطلوبة. 4ـ إدارة التسويق: وهي الإدارة المسئولة عن تقديم المنتجات والخدمات إلى المستفيدين منها، وإيجاد ميل لتقبل السلع والإقبال عليها، وهي تتكون من مزيج تسويقي عبارة عن: [المنتج ـ السعر ـ التوزيع ـ الترويج]، ومن خلال العلاقة بين أركان المزيج التسويقي تتم عملية البيع، وهي الثمرة النهائية للعملية التسويقية وتهتم أيضًا بدراسة سلوك المستهلك، وكذلك دراسة السوق. ـ الإدارة الاستراتيجية: وهي من مهام الإدارة العليا، وفيه تقوم الإدارة العليا بدراسة البيئة الداخلية للمنظمة لتحديد نقاط القوة والضعف، ودراسة البيئة الخارجية لتحديد الفرص والتهديدات المحيطة بالمنظمة من خلال المكونات الأربعة [قوة ـ ضعف ـ تهديد] ثم نبدأ في رسم استراتيجية تعمل من خلالها. الفكر الإداري: وهو جزء تطرحه لتعميق أفكار ومبادئ إدارية معينة تساعد على تنمية الفكر الإداري الذي بدوره يسهم في العملية الإدارية الكلية. إدارة الذات: وهو جزء تقدم فيه وصفات لرفع المستوى الفردي للأفراد للاستفادة القصوى من إمكانياتهم ومحاولة تنميتها. السلوك الإداري: وهي موضوعات نفسية سلوكية تحدد شكل العلاقة المثلى بين المدير والموظفين أو الموظفين وبعضهم البعض كفريق عمل واحد، أو الموظفين ودرجة حبهم وولائهم لعملهم. |
عيوب المديرين في الإدارة: لعل من أسوأ عيوب المديرين إدارتهم لأعمالهم من مكاتبهم فقط والاعتماد على التقارير التي ترفع إليهم عن سير العمل بل وإطلاق الثقة في هذه التقارير واعتمادها كمصدر وحيد عند اتخاذ القراراتفيدير المدير إدارته من برج عاجي، يسمى حجرة مكتب المدير العام وإذا رفعت إلى شكوى أو ملاحظة بغير ما يعلم عن مؤسسته اتهم قائلها بالبعد عن الحقيقة، بل وأحيانا يتهم القائل بأنه مغرض، وأحيانا يسفه رأيه ويضع على الناصح له دوائر حمراء، ولا يدري أن العيب فيه هو وليس في الناصح له، وهو لا يفكر مطلقًا في النزول إلى مواقع العمل ليرى كل شيء على طبيعته، ويحدث لا محالة انفصال تام بين الإدارة من ناحية وبين العمل والمرؤوسين من ناحية أخرى، ولا يكتشف المدير تلك المشكلة الكبيرة إلا بعد وقوع كارثة يكون ـ أي المدير ـ أكبر ضحاياها، ولذا وجب على كل مدير أن ينتبه إلى ذلك الخلل في إدارته قبل وقوع الكارثة. وهذا الكتاب ينبه المديرين إلى ذلك الخلل، والكتاب بعنوان }جمبا كايزون{، وهما كلمتان يابانيتان، و'جامبا' هي إدارة المكان، وهي تعني أن الإدارة تكون في الموقع الفعلي للأحداث، ولا تنفصل عنه، و'كايزون' هي إدارة الزمان، وهي تعني التطوير المستمر للعمل لتخفيض التكاليف ورفع الإنتاجية. وهذا الأسلوب الياباني يتلخص في عدة نقاط أساسية: أولاً: وهذا رسول الله e انظر كيف كان يتعامل مع أصحابه في حل المشاكل: كان دائمًا في موقع كل الأحداث يعيش مع أصحابه كل مشكلاتهم ويتدخل في حل المشكلة بسرعة. فذات يوم حدث خلاف بين أبي ذر الغفاري ـ وكان حديث عهد بالإسلام ـ وبين بلال بن رباح، فقال أبو ذر رضي الله عنه لبلال: يا ابن السوداء. ولك أن تتخيل لو أن هذه المشكلة تركت ليوم واحد فقط في مجتمع عربي يأبى الذل والخنوع ربما حدثت مشكلة لن يستطيع أحد أن يحلها، ولكن الرسول e تدخل سريعًا وقال لأبي ذر: »إنك امرؤ فيك جاهلية« وهنا يشعر أبو ذر بالخطأ ويهدأ بلال لأن القيادة أحيطت علمًا وهو يثق في قيادته أنها تستطيع أن ترد له حقه وبالفعل يشعر أبو ذر بالندم ويضع خده على الأرض ويطلب من بلال رضي الله عنه أن يطأ بقدمه على خده ويصفح عنه، ولكن بلالاً يرفض ويرفع أخاه ويقبله. إننا لا ننكر حسن أخلاقهم رضي الله عنهم أجمعين، ولكن شاهدنا هنا تواجد القيادة السريع في موقع الحدث. وحدث آخر: كان رسول الله e بعيدًا عنه ثم سمع به فانظر ماذا فعل e ؟ يذهب رجلان إلى بئر لسقي الماء كعادتهم كل يوم؛ جهجهاه الغفاري ـ وهو مولى لعمر بن الخطاب أي هو من المهاجرين ـ ووبر بن سنان ـ من الأنصار ـ ، وأدلى كل منهما دلوه في الماء فاشتبكا كل منهما يريد أن ينزع دلوه أولاً، وكما رأيت إنها مشكلة بسيطة جدًا ولا تحتاج إلى تدخل، ولكن انتظر ولا تتعجل. اشتبك الرجلان ـ وهذا من نزغ الشيطان ـ ولطم كل منهما الآخر، فتصايحا فقال المهاجري: ياللمهاجرين. وقال الأنصاري: ياللانصار. فجاء المهاجرون ينتصرون للمهاجري الذي ضرب، وجاء الأنصار لنصرة الأنصاري الذي ضرب، وكل يرى صاحبه هو صاحب الحق، وهنا تضخمت المشكلة، فالمهاجرون والأنصار يرفعون السيوف لا لقتال عدو ولكن لقتال بعضهم بعضًا، ويسمع بتصايحهم النبي e فماذا يفعل؟ يذهب مسرعًا إليهم في مكان اجتماعهم، وهو في الطريق يسمع المنافق عبد الله بن أبي بن سلول يقول: أوَقد فعلوها، لقد نافرونا وكاثرونا، إنما مثلنا ومثلهم ما قال الأول ـ يعني: على رأي المثل ـ سمِّن كلبك يأكلك. وفهم الرسول e أنه وصحابته المهاجرون هم المقصودون بهذا السباب، ولكنه لم يتوقف، ووصل إلى المهاجرين والأنصار في سرعة بالغة قبل أن يحدث شيء بينهم، ووقف بينهم قائلاً: »الله الله، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟! دعوها فإنها منتنة« ، فعاد الصحابة إلى رشدهم، وعلموا أن الشيطان ينزغ بينهم. لم ينتظر رسول الله e أن يُرفع إليه تقرير عن المشكلة، ويشكل لجنة تفحص المشكلة، ثم...، ثم...، ثم...، وأيضًا لم يتوقف للسباب الذي سمعه، بل مضي في طريقه لاجتثاث جذور المشكلة فبل نموها واستفحالها. ثانيًا: قسم عملك إلى أربعة مراحل: 1ـ خطط 2ـ طبق 3ـ راجع 4ـ طور * هذه هي دورة أي عمل ناجح: 1ـ تخطيط: أي وضع القواعد التي يتعامل بها العاملون مع المشكلات، ووضع حلول لها، ووضع العوامل التي تذلل العقبات من طريق العمل من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، مهما قل أو عظم ذلك الهدف لابد من مرحلة التخطيط له. 2ـ تطبيق: وفيه تنزل الخطة والأهداف للمرؤوسين لتفيذها بدقة بالغة حسب المتفق عليه، ولا يسمح بالاجتهاد إلا في الأمور التي يصح فيها الاجتهاد الشخصي كالأمور البسيطة التي لم ترد في الخطة. 3ـ مراجعة ومراقبة التنفيذ، فلا يكتفي المدير بوضع الخطط والأمر بتنفيذها فقط ثم الاعتماد بعد ذلك على التقارير المتدفقة عليه التي تخبره بأن العمل يسير وفق الخطة الموضوعة ـ وأن كله تمام ـ كلا، بل يجب عليه أن يتابع سير العمل هل يسير حسب الخطة الموضوعة أم لا؟ ورحم الله عمر بن الخطاب حينما قال لمن حوله من أصحاب النبي e ذات يوم في خلافته رضي الله عنه »أرأيتم لو تخيرت أفضلكم ووليته على عمل ثم أمرته ونهيته أكنت أديت ما علي؟ قالوا: نعم. قال: لا، حتى انظر في أمره أأدى ما أمرته به وانتهى عما نهيته عنه أم لا؟« . هذه هي المراجعة والمراقبة، فلا يكفي وضع خطة جيدة ولا الأمر بتنفيذها فقط، بل يجب المراجعة للتأكد من سير العمل وفق ما خطط له، فما أكثر الخطط الجيدة التي وضعت ثم ذهبت أدراج الرياح لأن من وضعوها وأمروا بتنفيذها اكتفوا بالمقاعد الوثيرة، ولم يكلفوا أنفسهم عناء المتابعة، ففشلت الخطط العظيمة، فكان أصحابها الذين أمضوا الليالي الطوال في إعدادها هم أول من دق مسمارًا في نعشها بعدم متابعتهم لها. 4ـ بعد المراقبة والمراجعة والتقييم للخطة تأتي مرحلة التطوير لكي تستفيد أنت أولاً من أخطاء الخطة السابقة، فتعمل على تجنبها، فلابد من الاستفادة من الأخطاء. * ثمان وصايا لتطبيق ' جامبا كايزون ': 1ـ إذا عرض عليك اقتراح جديد لا تنظر إلى من قدمه ولكن انظر دائمًا إلى جدوى الاقتراح، وفكر دائما في 'كيف' تنفذ الاقتراح الجديد الجيد، وليس في 'لماذا' لا تنفذه. فربما يصلك اقتراح جيد من عامل صغير بسيط فلا تتكبر. فقد وقف رسولنا e يوم بدر على عين ماء وعسكر بجيشه، فجاءه جندي بسيط اسمه الحباب بن المنذر، فقال له: يا رسول الله، أهذا منزل أنزلكه الله، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: »بل هو الرأي والحرب والمكيدة« ، قال الحباب: ليس هذا بمنزل، الرأي عندي أن ننزل بأدنى ماء من بدر، ونغور ما وراءها من الماء. فقال e : »أشرت بالرأي« ، وتحول إلى الموضع الذي ذكره الحباب. 2ـ كن طموحًا دائمًا واطمع في المزيد، فليس بعد التمام إلا النقصان، فإذا رضيت عن مستوى العمل الذي تعمل به أنت وأعوانك هبط المستوى بعد ذلك، وكن تواقًا إلى ما هو أفضل من ذلك، ولذا لا تقبل مبررات انخفاض الإنتاجية من أعوانك. فهي ليست ثابتة ولا يجب أن تكون كذلك. يقول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: »ما تاقت نفسي إلى شيء ثم نلته إلا وتاقت إلى ما هو أفضل منه، تاقت إلى إمارة المدينة المنورة فلما وليتها تاقت نفسي إلى الخلافة، فلما نلتها تاقت نفسي إلى الجنة، وأسأل الله أن أنالها«. 3ـ لا تبحث عن الكمال في الاقتراح الجديد ـ فالكمال لله وحده ـ ، فقط نفذه ولو بنسبة نجاح 50%، فليس هناك اقتراح به نسبة نجاح 100% ، والعبرة كما قلنا بكيفية التخطيط له، ثم التنفيذ الدقيق، ثم المراقبة والمراجعة والتقييم ساعتها ربما تجد أن نسبة النجاح قد ارتفعت كثيرًا. 4 ـ صحح الأخطاء فور وقوعها، ولا تتركها فتستفحل ثم تستعصي على الحل والتصحيح، والإنسان أسير العادات، فربما نشأ جيل كامل من العمال والمعاونين على خطأ ولا يستطيعون تغييره الآن قد تركه مدير سابق كان يقدر على تغييره بكلمة أو بإشارة. لا تجعل من تطبيقك لنظام 'كايزن' سببًا في زيادة التكاليف وزيادة الإداريات والروتينيات، إذ تكمن كفاءة 'كايزن' في تقليل الروتينيات، فلا تجعلها تتقلب إلى نقيضها كما يحدث لأغلب الممارسات الإدارية. 6 ـ تخلص من الجمود الفكري بشأن: 'أننا يجب أن نفعل ذلك، بهذه الطريقة فقط'، بل يجب عليك أن توجد قدرًا من الحرية في ممارسة أسلوب العمل، ولكن بما لا يخرج عن الخطة الموضوعة. 7 ـ كن يقظًا، فليست كل شكوى كيدية، وليس كل اعتراض على أمر نوعًا من التمرد يجب عليك قمعه، كلا حاول التحقيق في أمر الشكاوى وخاصة عند تكرارها من عمل معين أو مكان معين أو شخص معين، حتى يمكنك تطوير عملك والقضاء على مشاكله، فربما قضيت على المشكلة قبل أن تحدث، وهذا قمة النجاح. كما كان يفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قطع الشجرة، وحين عزل خالدًا كان يشعر بالمشكلة قبل أن تحدث، فيقطع ماء الحياة عنها رحمه الله ورضي عنه. 8 ـ أمامك مسئوليتان: مسئوليتك عن الأفراد، ومسئوليتك عن العمل، فلا تجعل حبك للإنجاز يطغى على مسئوليتك عن الأفراد فتهلكهم أو تفقدهم، ولا تجعل اهتمامك بالأفراد يطغى على العمل فيفسد العمل ويسوء، فتفشل في إدارتك للعمل. إذا حدثت مشكلة انزل فورًا إلى موقع الحدث فتواجدك السريع في موقع الحدث أو المشكلة يقضي على 50% منها؛ لأن المدير الناجح بيده كل مفاتيح الحسم فينبغي ألا يغيب عن موقع الحدث، وإياك أن تعتمد على التقارير؛ لأنها عادة ما تكون متحيزة إلى أحد وجهتي النظر، وإذا اعتمدت عليها وحدها فلن تأخذ قرارًا إلا لتأييد وجهة النظر الموجودة في التقارير، أما وجهة النظر الأخرى والتي قد تكون هي الأصوب لن تتفهمها أو تقتنع بها لأنك من الأصل لم تسمعها |
تطور الفكر الإداري لقد تطور الفكر الإداري خلال سنوات طويلة من الممارسات الإدارية في المؤسسات الإدارية المختلفة، وكذلك أسهمت دراسات وبحوث عدد كبير من المفكرين والعلماء في إثراء المعرفة الإدارية، ووضع نماذج ونظريات وبمبادئ تفسير الإدارة كظاهرة اجتماعية. ـ وفي أثناء ها التطور اقسم الفكر الإداري بسمات ميزت كل مرحة من حيث المداخل والاتجاهات التي وجه إليها هؤلاء العلماء اهتماماتهم، وهو ما نتج عنه أكثر من رافد فكري، تمثل في أكثر من مدرسة من مدارس الإدارة. ـ ولكل مدرسة نظرياتها التي أثرت الفكر الإداري، ولا زالت تحظى حتى وقتنا هذا باهتمام الباحثين والدارسين والممارسين للإدارة لما تقدمه هذه النظريات من مفاهيم ومبادئ وقواعد وأساليب منظمة للأنشطة والأعمال الهادفة. مدارس أو مداخل الإدارة: ويمكن تصنيف تلك المدارس وفقًا لإسهامات الكتاب والباحثين إلى:ـ المدخل الكلاسيكي: ويشمل عدة اتجاهات أهمها: · مدرسة الإدارة العلمية · مدرسة عمومية الإدارة أو عمليات الإدارة المدخل السلوكي: ويندرج تحته مدرسة العلاقات الإنسانية المدخل المعاصر: ويشمل: ـ مدرسة النظم. ـ المدرسة الكمية 'بحوث وإدارة العمليات'. ـ المدرسة الموقفية. أولا: المدخل الكلاسيكي: كان التوجيه الأساسي لهذا المدخل هو زيارة إنتاجية المنظمات من خلال التركيز على بعض العناصر أو الوسائل من أهمها: 1ـ دراسة أفضل الطرق الفنية لأداء العمل. 2ـ الاهتمام بكفاءة العملة الإدارية. 3ـ وضع مبادئ معيارية توجه وتضبط العمل في المنظمة. ـ ويعتمد المدخل الكلاسيكي على مجموعة من الرواد كان لهم الفضل في إرساء دعائم هذا المدخل وهم: فرد ريك تايلور ـ هنري فايول ـ فاكسي ويبر. [1] فردريك تايلور: أرسى قواعد حركة الإدارة العلمية، فهو الذي حدد المبادئ التي يقوم عليها، وهو الذي أعلن الأهداف الحقيقية التي تسعى إليها وهي زيادة الإنتاج وإحلال السلام والتفاهم محل الخصام والتطاحن بين الإدارة والعمال، وإقناع الطرفين بأن الذي يحكم العلاقة بينهما مصالح مشتركة وليست مصالح متضاربة لا يمكن التوفيق بينها. ـ وكانت المساهمة الأساسية لتايلور في إرساء المبادئ الأساسية للإدارة العلمية هي: 1ـ إحلال الطرق العلمية محل الطرق البدائية في العمل. 2ـ الاختبار العلمي للعمال وتدريبهم على أساس علمي. 3ـ تعاون كل من الإدارة والعمال طبقا للطريقة العلمية. 4ـ تقسيم عادل للمسؤولين بين المديرين والعمال مع قيام المديرين بتخطيط وتنظيم العمل، وقيام العمل بالتنفيذ. [2] مساهمات هنري فايول في تكوين نظرية الإدارة. تتركز هذه المساهمات في الآتي:ـ أـ تقسيم أوجه النشاط التي تقوم بها المشروعات الصناعية إلى:ـ ـ فنية [الإنتاج]. ـ تجارية [الشراء ـ البيع ـ المبادلة]. ـ مالية [الحصول على رأس المال، الاستخدام الأمثل له]. ـ تأمينية [حماية الأفراد والممتلكات]. ـ محاسبية [التكاليف والإحصاءات]. ـ إدارية [التخطيط ـ التنظيم ـ التوجيه ـ التنسيق ـ الرقابة]. ب ـ تقديم مبادئ عامة للإدارة تتصف بالمرونة ولكنها ليست مطلقه، ويجب أن تستخدم في ضوء الظروف المتغيرة والخاصة بكل مشروع، ومن أهم هذه المبادئ:ـ [التخصص، وحدة الأمر، السلطة والمسؤولية، الالتزام بالقواعد، المركزية، تسلسل القيادة، العدالة، العمل بروح الفريق، خضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامة]. [3] مساهمات ماكسي ويبر: ومن أهم المبادئ التي قدمها ويبر ما يلي:ـ أـ تدرج السلطة: ويقصد به ضرورة الالتزام بالخط الرسمي للسلطة حيث يجب أن تنساب السلطة من أعلى إلى أسفل، ويكون محل فرد مسؤلاً أمام رئيسه عن تصرفات وقرارات مرؤوسيه. ب ـ وجود معايير رشيدة للتوظف. ج ـ ارتفاع درجة الرسمية: ويشير هذا المبدأ إلى وجود قواعد محددة وثابتة مكتوبة توجه العمل وتحكم عملية اتخاذ القرارات في المنظمة. د ـ وجود سجلات رسمية ونظام معلومات مركزي في زيادة درجة توثيق البيانات والمستندات مما يعطي صورة محددة ودقيقة عن المنظمة. تقييم المدخل الكلاسيكي: مما سبق نجد أن المدرسة الكلاسيكية بصفة عامة قدمت عدة إسهامات إيجابية لا زالت سارية حتى الآن، والاتجاه نحو الاعتماد على الأسلوب العلمي بدلاً من الطرق العشوائية سواء في تصميم العمل أو اختيار العاملين أو في التدريب. ـ ولكن يؤخذ على هذه المدرسة انخفاض اهتمام روادها بالعنصر الإنساني والتركيز على كيفية تحسين الإنتاج فقط، الأمر الذي أثار العديد من المشاكل في بدايات القرن العشرين بين العمال وأصحاب العمل. ـ وكذلك افتراض أن المنظمة والأداء الإداري بها يمثل نظامًا مغلقًا لا يتأثر بالعوامل الخارجية، وكذلك افتراض وجود وظائف إدارية ومبادئ لها صفة العمومية مهملاً أثر متغيرات الموقف. ثانياً: المدخل السلوكي: ـ بدأت المدرسة السلوكية كرد فعل قوي للافتراض الذي قامت عليه المدرسة الكلاسيكية، والمتمثل في أن الطاقة الجسدية للفرد هي العامل الهام المؤثر ي إنتاجيته، وكان لها توجه أساسي هو زيادة الإنتاجية من خلال وضع افتراضات حول العنصر البشري من أهمها:ـ 1ـ تدعيم مفهوم الرجل الاجتماعي، أي أن الإنسان يرغب في العمل في جو يسوده العلاقات الطيبة والشعور بالانتماء [التون مايو وزملاؤه]. 2ـ تدعيم مفهوم الرجل المحقق لذاته، أي أن الفرد يكون أكثر إنتاجية عندما يشعر بأهميته وعندما يتمتع بالرقابة الذاتية، أي أن الناس موجهون ذاتيا للوصول إلى الأهداف المطلوب تحقيقها، وأن اهتمامهم بتحقيق هذه الأهداف يرتبط إيجابيًا بمدى اتساق وتكامل ومساهمة هذه الأهداف في تحقيق أهدافهم الشخصية. 3ـ أن الفرد لا يسعى للعمل لتحقيق إشباع حاجات اقتصادية فقط، بل أن الحاجات الإنسانية الأخرى لا تقل في أهميتها عن الحاجات الاقتصادية، أو في بعض الأحيان قد تحتل هذه الحاجات موقع متقدم في سلم الحاجات الإنسانية بالمقارنة بالحاجات الاقتصادية [ماسلو]. ثالثاً: المدخل المعاصر: وينطوي هذا المدخل على ثلاثة مدارس أساسية هي: 1ـ مدرسة النظم: تفترض هذه المدرسة أن المنظمة تتكون من مجموعة عناصر تتناول التأثير والتأثر فيما بينها، وأيضا مع البيئة المحيطة، ويتكون النظام من عدة عناصر أساسية هي: المدخلات، الأنشطة التحويلية، المخرجات، المعلومات المرتدة [العكسية]. 2ـ المدرسة الكمية: وهذه المدرسة تحاول تقديم نماذج موضوعية ومعيارية يمكن للمدير أن يسترشد بها في اتخاذ القرارات مما يحد من عملية التقدير والحكم الشخصي، ويشمل على فروع أساسية هي: أـ علم الإدارة: والذي يقدم أساليب ونماذج رياضية يمكن استخدامها لرفع كفاءة اتخاذ القرارات. ب ـ بحوث العمليات: وتهتم أساسًا بكيفية تطبيق الأساليب والنماذج في المجالات الإدارية. ج ـ نظم المعلومات: وتهتم بتوفير قاعدة بيانات تساعد في توفير معلومات دقيقة وسريعة بتكلفة ملائمة. 3ـ المدرسة الموقفية: تشير المدرسة الموقفية إلى أن فعالية المدير تتحدد بقدرته على تحقيق التوفيق الأمثل بين متطلبات الموقف وطبيعة المشاكل المطلوب اتخاذ قرار بشأنها، فهو لا يسعى في كل الأحوال إلى الحلول المثلى ولكنه قد يقنع بحلول فرضية تحقق التوازن بين مختلف الأطراف. الخلاصة: وعبر المرور السابق على نبذة يسيرة للمدارس الإدارية المهمة في التاريخ الإداري، يتضح لنا أن الصورة النهائية التي استقر عليها الفكر الإداري هي محصلة لكل تلك الجهود، فالهيكل الإداري الحالي والقواعد الإدارية، وكذلك كيفية تحقيق أعلى إنتاجية كلها ثمار الأهداف، فالإنسان المنفذ ليس آلة وله حاجات وتطلعات من خلال العمل وليس فقط إشباع الحاجة المادية. وكان هذا ثمرة المدرسة السلوكية، ومداخل النظم تفيد أن المؤسسة تعيش في واقع وبيئة تحيط بها تؤثر فيها وتتأثر بها، والمداخل الكمية هي سعى للتقليل من نسب المخاطرة ومحاولة لجعل الإدارة علمًا أكثر من كونه فنًا، ومدرسة الموقف وكيفية اتخاذ قرارات وواقعية كانت تتويج لتلك الجهود، إذن فالمدرسة المناسبة هي استخدام كل هذه المدارس فيما يحقق النفع على المؤسسة. |
الوظيفة العامة في الإسلام... فكر إداري ترتكز فكرة الوظيفة العامة في الإسلام على أن الوظيفة العامة واجب ديني، وأنها تكليف وليست حقًا، ومن ثم فإن دوام الوظيفة للفرد العامل مرهون بدوام صلاحية شاغلها، فمن يثبت عدم صلاحيته لها ينحى عنها. ـ والمنهج الإسلامي قائم على أن وجود الرجل المناسب في المكان المناسب هو واجب شرعي وضامنًا لسلامة العمل وحسن الأداء، والإسلام يربي الفرد على الإحسان والإتقان، ولا يسود الأمر إلا لأهله، كما فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع أبي ذر عندما طلب منه أن يوليه فقال له: [[إنك ضعيف وإنها أمانة، وأنها يوم القيامة حسرة ندامة]]. ـ ولقد ألزم الإسلام ولاة الأمور باختيار الأصلح لشغل الوظيفة العامة، فالقواعد الأساسية في النظام الإسلامي ترتكز على أن الصلاحية أساس الاختيار، وعملية الاختيار في النظام الإسلامي لها ضوابط محكمة، إذ إنها تعتمد على تحديد مهام الوظيفة بكل دقة وتفصيل، ثم اختيار المتنافسين، ومن ثم يمكن القول بأن الإسلام كان له فضل السبق على الإدارة المعاصرة في وضع الضوابط لاختيار العاملين لشغل الوظائف العامة، فقد حرص الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والخلفاء الراشدون من بعده على ألا يكلف شخص غير كفء بعمل عام وهناك من هو أكفأ منه. ـ وهكذا عرفت الوظيفة العامة في الإسلام بأنها خدمة عامة تستهدف إشباع حاجات المواطنين، ولم تكن الوظيفة في الإسلام لمن يسألها، بل كانت لمن يستحقها وتتوافر في الكفاية. ـ وكان الاختبار قبل الاختيار مبدأ أساسيًا في الإسلام، فلا يشغل فرد وظيفة عامة قبل أن تثبت باختبار صلاحيته، وكان لابد من توافر شروط معينة فيمن يتولى الوظائف العامة، ومن أهمها القوة والأمانة والكفاية، والمقصود بالكفاية أن يكون من تم اختياره لشغل الوظيفة العامة هو الأصلح والأكفأ. ـ وكان تقدير الأجر على أساس عادل وهو 'الأجر على قدر العمل' وهو الأساس الذي تنادي به الإدارة الحديثة وتقف عاجزة عن تطبيقه. وقد اهتم الإسلام بالحوافز والروادع، بل إن الإسلام كان يقرن دائمًا الروادع بالحوافز. ـ وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقوم بتدريب من يستعملهم على مصالح المسلمين، ويزودهم بالنصائح والإرشادات، ولم يفت الخلفاء الراشدين ـ رضوان الله عليهم ـ ما للتدريب من أهمية بالغة في تنمية المعارف والقدرة على تفهم الأعمال فأولوه الكثير من اهتمامهم فكانت المدينة، المنورة على عهد عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أشبه بالجامعة التي تخرج فيها القادة والولاة والأفراد. فلم يكن عمر رضي الله عنه يبعث أحدًا إلى الأمصار إلا بعد أن يكون قد اختبره بالتدريب والمناقشة، حتى أنه كان قلما يخطئ اختيار عماله كل في المكان الذي يصلح له. والخلاصة: أن التربية الإسلامية القائمة على إصلاح النفس والضمير والارتباط بمراقبة الله في السر والعلن، والنظر إلى الإنسان على أنه مستخلف في الأرض لعمارتها وأن الله كرمه وأسجد له الملائكة، ومبدأ المساواة في الحقوق والواجبات والعدالة الاجتماعية القائمة على مبدأ العدل الرباني تنشئ نظامًا إسلاميًا رائعًا فاق في ميادين الحضارة الغربية الزائفة ومبدأ الإدارة في الإسلام أقوى بكثير من مبادئ الحضارة الغربية التي لا زالت تتلمس الطريق لعلها تجد من يرشدها إليه. |
فن التفاوض- مهارات إدارية [1] عادة ما يتم الربط بين فن إدارة التفاوض وعالم التجارة والأعمال ولكن في الحقيقة فإن نطاق هذا الفن يتسع لما هو أبعد من ذلك بكثير فهو يؤثر في العلاقات الأسرية والحياة الشخصية، والتفاعلات الاجتماعية، فمهارة إدارة الاختلاف أكبر من أن تكون مجرد مهارات تجارية، إنها مهارة أساسية للتعامل مع تحديات الحياة اليومية ولا يوجد إنسان على هذه الأرض لا يحتاج إلى هذا الفن طالما أنه يعيش مع غيره من البشر، لذلك فمهما كان موقعك أيها القارئ فأنت ستحتاج حتمًا إلى إتقان هذا الفن لتحقيق النجاح سواء في عملك أو مع أسرتك أو في حياتك الاجتماعية والعملية بوجه عام وهدف هذه الحلقات أن تأخذ بيديك خطوة بخطوة نحو إتقان مهارات التفاوض لتكون بإذن الله مفاوضًا فعالاً قادرًا على إدارة أي اختلاف مع الآخرين تتعرض في مجتمعك الذي تعيش فيه، وفي هذه الحلقة نحاول أن نجيب على هذا السؤال الهام: ما هو التفاوض؟ كمدخل لإتقان هذا الفن، وللإجابة على هذا السؤال: تدبر معنا في هذا الموقف الطريف: 'استعد خالد لحضور حفل الخريجيين الخامس الذي تقيمه كليته، وخطط من أجل ذلك لكل شيء، ترتيبات السفر وملابس الحفل وترتيب الارتباطات الاجتماعية وغير ذلك، ولكن مع الأسف اكتشف مديره في العمل وجود تضارب في جداول الإجازات، حيث وجد المدير أن خالد وزميله سمير طلبا الحصول على إجازة لمدة أسبوع في نفس الفترة، بينما تحتاج الشركة إلى وجود أحدهما على الأقل في تلك الفترة، وفي محاولة من المدير لتجنب اتخاذ القرار الصعب بشأن تحديد أي منهما يجب عليه أن يغير موعد إجازته، طلب من خالد وسمير أن يسويا هذه المسألة فيما بينهما .. فماذا يمكنهما أن يفعلا؟'. وبالإجابة على هذا السؤال الأخير يمكن تعريف فن التفاوض. تعريف التفاوض: طلب من تسعة أشخاص أن يعرف كل منهم: ما هو التفاوض؟ فكانت إجابتهم على النحو التالي: 1ـ التباحث مع الطرف الآخر من أجل المساومة أو التجارة. 2ـ التغلب على العقبات لإتمام صفقة. 3ـ مناقشة الخيارات من أجل الوصول لاتفاق. 4ـ إحراز تقدم نحو هدف أو غاية مشودة. 5ـ التوصل لحل مشكلة مقبولة لدى الطرفين. 6ـ معرفة ما يرغبه فيه الشخص الآخر ثم جعله يعتقد بأنك توفر له ما يريده. 7ـ الدخول في صراع للإدارات أو منافسة لإثبات أي الطرفين أكثر ذكاء وفطنة. 8ـ محاولة نيل ما تريده. 9ـ إقناع شخص ما بالتصرف كيفما تريد أو مجاراة أفكارك. تأمل معنا في هذه التعريفات. ما هي الآراء المشتركة التي تضمنتها؟ تجد أنها تشترك في الإشارة إلى وجود أكثر من شخص في التفاوض، كما تشير إلى حدوث عملية اتصال بين الأشخاص، ثم ما هي الفروق الرئيسية التي تلاحظها في هذه التعريفات؟ تجد بعضها يتمحور حول مفهوم التعاون، بينما يشير البعض الآخر إلى مفهوم المواجهة، وهذا ما هو نريد أن نوضحه أولاً قبل أن نصل للتعريف العلمي الدقيق لمفهوم التفاوض. مفهوم المواجهة: يعتقد بعض الناس أن التفاوض أشبه بلعبة شد الحبل حيث يوجد فائز واحد في التفاوض، مما يعني أن يكون الطرف الآخر هو الخاسر ولا بد، وقد يكون هؤلاء عدوانيين يميلون بطبعهم للدخول في مشاحنات، فيرون في التفاوض فرصة لاختبار قوة بأسهم وإظهار تفوقهم، أو قد يكون هذا المفهوم الخاطئ للتفاوض قد تكون لديهم نتيجة لبعض التجارب الشخصية التفاوضية أحسوا فيها كما لو كانوا قد خدعوا أو بدوا أقل ذكاء من الطرف الآخر، ولكننا نقول: إن التفاوض الفعال ليس عملية مواجهة، ليس مباراة ملاكمة ذهنية يرفع فيها أحد الطرفين قفازه عاليًا مبتهجًا بالنصر عندما يسقط الطرف الآخر على الأرض. فليس هناك حاجة على الإطلاق إلى أن ينطوي التفاوض على الخصومة أو العداوة. مفهوم التعاون: وثمة مفهوم آخر للتفاوض، فكثير من الناس يعتقدون أن التفاوض هو وسيلة للتوصل لاتفاق، وهؤلاء يكونون ميالين بطبعهم للحلول الوسط، فهم لا ينظرون للأمور من جهة وجود منتصر وخاسر ولكن من جهة وجود رضا متبادل وفوز لكلا الطرفين، وهذا هو المفهوم الصحيح للتفاوض والذي يقوم على اعتباره تعاونًا لا مواجهة، فهو فرصة للعمل المشترك بين طرفين لتحقيق هدف لا يستطيع أحدهما إنجازه بمفرده. التعريف العملي للتفاوض: ولنعد الآن إلى العناصر المشتركة في تعريفات العينة نجد أن هناك بعض الكلمات الرئيسية وهي: عمل ـ عملية ـ الاتصال ـ مقبول ـ حلول ـ خيارات. وهذه الكلمات تؤلف فيما بينهما التعريف العلمي المختار لعملية التفاوض وهو: 'التفاوض هو عملية اتصال بين شخصين أو أكثر يدرسون فيها البدائل للتوصل لحلول مقبولة لديهم أو بلوغ أهداف مرضية لهم'. من يقوم بالتفاوض؟ تأمل معي في القائمة التالية، وفي ضوء التعريف العملي للتفاوض حدد أي هؤلاء يقوم بالتفاوض: المحامي، الطالب الجامعي، مدير الشركة، الأزواج، العملاء، الأصدقاء، العائلات، الدول، القادة، الأبناء الأطفال والمراهقون، الآباء، المشترون، البائعون، المرؤوسون .... وانطلاقًا من تعريفنا العملي للتفاوض فإن كل فرد في القائمة المذكورة يقوم بالتفاوض في وقت ما، ومن ثم فبإمكانك القول بكل ثقة إن كل الناس يتفاوضون. أين تجري المفاوضات؟ إن المفاوضات يمكن أن تجري في أي مجال للأعمال: متجر سيارات، مكتب محاماه، مكتب للعقارات، أو حتى متجر لبيع الملابس الجاهزة، كما يمكن أيضًا أن تتم المفاوضات فيما بين أفراد الأسرة الواحدة في المنزل أو بين الأصدقاء في البيئات الاجتماعية الأخرى. وباختصار فإن المفاوضات يمكن أن تجري في أي مكان تقريبًا. ما هي المواقف التي تحتاج إلى تفاوض؟ تأمل معي في المواقف الثلاثة الآتية والتي تحتاج إلى تفاوض: 1ـ التخطيط للخروج في نزهة مع صديقك في عطلة نهاية الأسبوع، أنت تريد الذهاب إلى صديقة الحيوان، بينما هو يريد الاستمتاع بالشاطئ 2ـ أردت أن تزيد من دخلك فطلبت من مديرك أن يزيد مرتبك لكنه لم يبد استعدادًا لمنحك الزيادة في مرتبك الشهري 3ـ عندما تريد أمريكا من إيران الحد من تسليمها النووي. لا شك أن كل هذه المواقف الثلاثة السابقة تحتاج إلى التفاوض ولكن ما هو الرابط بينهما؟ إن المفتاح هنا هو كلمة الصراع، فإن أي موقف يكون فيه صراع حقيقي أو خيالي بين شخصية أو أكثر يصبح مهيئًا لحدوث التفاوض، فعندما يتقابل الناس لصياغة العقود أو إتمام معاملات البيع أو الشراء أو تسوية الخلافات أو تطوير علاقات العمل يبرز التفاوض كعنصر جوهري، فكل شيء قابل للتفاوض. الداعي إلى التفاوض؟ إن التفاوض يعد طريقة متحضرة لتسوية الصراع، وعلاوة على ذلك فهو عبارة عن مهارة تمكنك من النجاح في كل من حياتك العملية وحياتك الشخصية عن طريق مساعدتك على تحقيق أهدافك وغاياتك وتلبية احتياجاتك. انعش ذاكرتك قليلاً: تذكر معي كافة المفاوضات التي أجريتها في حياتك الشخصية والعملية، حاول أن تحدد النسبة بين مفاوضاتك الناجحة وتلك التي فشلت فيها، هل تود أن تحسن هذه النسبة لصالح مفاوضاتك الناجحة، لا شك أنك ترغب في ذلك، والأمر سهل ميسور لكنه يحتاج منك إلى شيء من الجهد والجدية في العمل والتطبيق، ومهمتنا في هذه الحلقات أن ندلك على السبيل إلى ذلك، ولكن عليك أنت سلوكه، فبمقدار ما تسير معنا يكون مقدار نجاحك بإذن الله تعالى، ولكن قبل ذلك ...!! قيم نفسك: ما مدى تمتعك بالمهارات التفاوضية؟ املأ هذا الجدول مدى القوة والضعف عندك في عملية التفاوض، ضع علامة في الخانة التي تناسبك ولتكن صادقًا مع نفسك. http://www.palintefada.com/vb/imgcache/515.imgcache 1ـ إذا كانت علاماتك أغلبها في خانة 'لا أبدًا' فأنت تفتقر تمامًا على مهارات التفاوض. 2ـ إذا كانت علاماتك أغلبها في خانة 'أحيانًا' فأنت لديك مهارات التفاوض لكنها ضعيفة للغاية ولا تشكل سلوكيات دائمة لك. 3ـ أما إذا كانت علاماتك أغلبها في خانة 'غالبًا دائمًا' فهنيئًا لك، فأنت مفاوض ممتاز. ومهمة هذه الحلقات بالنسبة للفئتين 1، 2 هي تحويل إجابتهم إلى خانة 'غالبًا دائمًا' وأما الفئة الثالثة فبمتابعتهم لهذه الحلقات فإن إتقانهم لمهارات التفاوض سيحول إجابتهم إلى خانة رابعة هي 'نعم دائمًا'. فإلى اللقاء مع الحلقات القادمة عن شاء الله. المراجع: فن إدارة الاختلاف د. جوديت فيشر دليل المفاوض الفعال ترجمة علا أحمد |
عناصر التفاوض - تابع موضوع - فن التفاوض
تحدثنا في الحلقة السابقة عن معنى التفاوض، وعرفناه على أنه 'عملية اتصال بين شخصين أو أكثر يدرسون فيها البدائل للتوصل لحلول مقبولة لديهم أو بلوغ أهداف مرضية لهم'. ونتعرف في هذه الحلقة بإذن الله على العناصر الأساسية في العملية التفاوضية. *** التعاون لا التنافس: من خلال التعريف السابق لعملية التفاوض نلمح أن هدف التفاوض هو الوصول إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف، فالتفاوض الناجح هو الذي لا يكون فيه فائز مطلق أو خاسر مطلق، أما إذا اعتبر أحد الطرفين أن الهدف من التفاوض هو هزيمة الخصم وتحقيق الفوز بأي ثمن، فإن هذا قد يكون له عاقبة وخيمة وقد يؤدي إلى عكس المطلوب. ويتضح ذلك من هذين المثالين: مثال1: إذا أجبر العاملون في مصنع ما الإدارة على رفع الأجور بدرجة كبيرة عن طريق التهديد بالإضراب عن العمل، فقد يكون العمال هنا قد حققوا ظاهريًا الانتصار في المفاوضات على أصحاب الشركة، ولكن ماذا سيحدث إذا لم تحقق الشركة أرباحًا كافية لتمويل هذه الزيادة في الأجور، قد يؤدي ذلك إلى تسريح العاملين، وبالتالي فهم الخاسرون في النهاية. مثال2: تفاوضت شركتان بشكل تنافسي على كمية محدودة من المواد الخام كانت جاهزة للشحن الفوري، وكانت الخصومة والعداوة مستحكمة بينهما في مجال المبيعات لسنوات طويلة، فعرضت إحدى الشركتين سعرًا باهظًا للمواد الخام لعلمها أن الشركة الأخرى لن تستطيع دفعه، وبالتالي تمكنت من الفوز بالمواد الخام، إلا أن ارتفاع التكاليف منعها من تحقيق الربح المطلوب مما أدى إلى سوء الموقف المالي للشركة في النهاية. ولكن في المثالين السابقين ماذا لو أن محور التركيز تحول من التنافس إلى التعاون ؟ لقد كان بإمكان العاملين والإدارة في المثال الأول أن يتوصلوا إلى حل وسط بصياغة زيادة في أجور العمال يتم ربطها بتحسن الإنتاج ورفع أرباح الشركة، فيتم بذلك تلبية حاجة العمال للمزيد من المال وحاجة الشركة للمزيد من الإنتاج والأرباح، وفي المثال الثاني كان يمكن أن يتفق الطرفان على تقسيم المواد الخام بينهما على نحو منصف يضمن استمرارها في الإنتاج. مما سبق يتضح لنا: أن الميل لتبني الحلول الوسط هو الأساس الذي يرتكز عليه التفاوض المؤدي لفوز كلا الطرفين. *** العناصر الأساسية في التفاوض: لكي تستطيع أيها القارئ الكريم أن تدير التفاوض بنجاح لا بد أن تلم بعناصره وبالكيفية التي تؤثر بها هذه العناصر على جهودك التفاوضية، وهذه العناصر هي: 1ـ المعرفة أو المعلومات. 2ـ عامل الوقت: أو الضغط الناشيء عن الالتزام بمواعيد محددة. 3ـ القوة أو المقدرة. وسنتناول كل عنصر على حدة بالشرح غير أنه في موقف التفاوض الفعلي تكون هذه العناصر متشابكة 1ـ المعرفة أو المعلومات: كلما زادت معرفتك بالموقف ومعلوماتك عنه كلما زادت فرص نجاحك في التفاوض، وذلك لأن المعلومات تمكنك من التفكير في بدائل وابتكار خيارات ووضع استراتيجيات واستخدام تكتيكات فعالة [[كما سيأتي شرحه خلال هذه الحلقات]] مما يزيد من فرص نجاحك في عملية التفاوض, ولكن ما هي المعرفة التي تحتاجها للنجاح في عملية التفاوض؟ 1ـ معرفة نفسك أهدافك، نقاط ضعفك وقوتك، حدودك الزمنية، الهوامش المقبولة للأخذ والعطاء، النقطة التي تستطيع بعدها الاستمرار في التفاوض. 2ـ معرفة الجانب الآخر كالمعلومات الشخصية عنه، المعلومات المتصلة بالعمل، تحليله بنفس الطريق التي حللت بها نفسك [أهدافه، نقاط قوته وضعفه، الهوامش المقبولة لديه للأخذ والعطاء، حدوده الزمنية، النقطة التي لا يستطيع بعدها الاستمرار في التفاوض]. مثال لتوضيح الكيفية التي تؤثر بها المعلومات تأثيرًا مباشرًا على التفاوض: تفاوضت على شراء سيارة، فإذا بك تحصل بسهولة على سعر يقل 2000 جنيه عن السعر الذي كنت تعتقد أن عليك أن تدفعه، وبعد عدة أيام قرأت مقالاً في الصحف وفيه أن شركة صناعة السيارات تخطط لطرح نموذج جديد ذي تصميم معدل بالكامل خلال ثلاثة شهور، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى انخفاض قدرة 4000 جنيه في سعر النموذج السبق له، فتأمل كيف أن جهلك بهذه المعلومة قد أضعف موقفك التفاوضي وجعلك تخسر 2000 جنيه على الأقل 2ـ عامل الوقت أو الضغط المتولد عن تحديد مواعيد لإنجاز العمل: أنك عندما تكون قادرًا على التحكم في الضغوط الواقعة عليك من جراء المواعيد المطلوب منك الالتزام بها، ثم عليك أن تستغل الضغوط الواقعة على الطرف الآخر في الوقت ذاته، فإن ذلك يمكنك من التحكم في سير عملية المفاوضات. مثال يوضح كيف يؤثر الضغط الناتج عن وجود مواعيد يتعين الالتزام بها على سير العملية التفاوضية. عقد إيجار المكتب الذي تعمل به ينتهي في نهاية السنة لأنه من المقرر هدم المبنى الذي يقع فيه في ذلك الوقت، ولا بد لك من إخلاء المكتب من خلال ثلاثين يومًا، ووجدت بالفعل مكانًا مناسبًا يصلح كمكتب، وتريد أن تتفاوض لاستئجاره، في حين أن صاحبة لا يعلم شيئًا عن الضغط الواقع عليك من جراء الزمن، فتكون هنا أنت المسيطر على الموقف، أما لو علم الطرف الآخر بالضغط الزمني الواقع عليك، ضعفت قوتك التفاوضية لأنه يعلم تمامًا أن الوقت يمر وأنه في صالحه، فهو متأكد أنك مضطر لإبرام اتفاق في اللحظة الأخيرة لأنك لا تستطيع البقاء في مكتبك الحالي بعد انقضاء المهلة المحددة لك. 3ـ القوة أو القدرة: ويقصد بها القدرة على التأثير على المشاركين في المفاوضات، والأحداث أو السيطرة عليها. وتنبع هذه القوة أساسًا من المعرفة، فيتم اكتسابها من الفرق بين ما تعرفه من موقف الجانب الآخر وبين ما يعرفه هو عن موقفك، ولذلك فميزان القوة في العملية التفاوضية ليس ثابتًا، وإنما قد ينتقل من جانب إلى آخر مع تكشف المعلومات واقتراب المواعيد التي يتعين على كلا الطرفين الالتزام بها، والمفاوض الناجح هو الذي يستطيع أن يحافظ على ميزان القوى مائلاً لصالحه، إذ طالما استمرت عملية انتقال القوة من طرف إلى آخر فإن احتمال استمرار التفاوض يظل قائمًا. *** متى تنتهي المفاوضات ؟ في إحدى حالتين: الحالة الأولى عندما يتصور أحد الطرفين أن الآخر قد كسب الجانب الأكبر من القوة أو كلها، فإن التفاوض سرعان ما ينتهي، إلا أن النتيجة قد تكون غير سعيدة، فالجانب الذي يفقد القوة تمامًا يشعر بأنه تعرض للخداع، والإساءة والاتفاق الناجم عن هذه الحالة لا يكون حلاً يفوز فيه كلا الطرفين. الحالة الثانية عندما يتصور الطرفان وجود نوع من التوازن في القوى فإن الاتفاق على حل وسط هو الخطوة المنطقية التالية التي سرعان ما تنتهي المفاوضات بعدها محققة نتيجة مرضية للطرفين، والاتفاق الناجم عن هذه الحالة يغذي الشعور بتحقق الفوز للطرفين، وهذا هو التفاوض الناجح حقًا. *** قواعد هامة في استخدام القوة في المفاوضات: 1ـ القوة قد تكون حقيقية أو مفترضة: فإذا افترض أحد الطرفين أن الآخر يتمتع بميزة فلن يكون هناك فرق إذا كانت هذه الميزة حقيقية أم لا. 2ـ تكون القوة فعالة فقط إذا كان المفاوضون مدركين لها: فإذا كان عميلك يحتاج إلى منتجك لأنه الوحيد الذي يصلح له، فإن هذه المعلومة سوف تمنحك ميزة في العملية التفاوضية، غير أنك إن كنت لا تدرك ذلك فإنك هنا لا تمتلك القوة في واقع الأمر. 3ـ القوة تكون فعالة عند الاعتراف والتسليم بها فقط: فإذا كان رئيس إحدى الشركات يشعر بالهيبة والرهبة من مركزه هذا فإن هذه الميزة تصبح معدومة بالنسبة له، وتصبح قوته غير مؤثرة. 4ـ لا توجد حاجة لاستخدام القوة حتى تصبح فعالة: فإذا كنت تخشى مثلاً من عدم استمرار أحد العملاء القدامى في الشراء منك ما لم تقدم تنازلات في السعر له، فحتى إن لم يهددك هذا العميل باستخدام هذه الميزة فإنها لا تزال تعمل لصالحك. 5ـ استخدام القوة قد ينطوي على مخاطرة: فإنك قد تكتسب توازنًا في القوى في التفاوض غير أن الاستخدام المفرط للقوة قد يكون له عواقب سلبية، فعلى سبيل المثال: إذا دخلت في مشروع كبير وجعلت موظفيك يعملون أثناء فترة راحتهم وقت الغذاء هذا الأسبوع، فقد تتمكن من إنجاز المشروع في وقته المحدد، إلا أن استخدام القوة هنا قد يدمر علاقة العمل بينك وبينهم على المدى الطويل. *** والخلاصة التي نستفيدها من معرفتنا لعناصر التفاوض: 1ـ الطرف ذو المعرفة [المعلومات] الأكثر دقة هو الذي يسود في التفاوض. 2ـ الطرف الواقع تحت الضغط الزمن الأكبر يكون موقفه التفاوض ضعيف عمومًا. 3ـ يجب أن يحاول الطرفان إحداث توازن بين قوتيهما للتشجيع على التوصل لحل وسط والتحرك نهو حل يحق ق الفوز للطرفين معًا. المراجع: فن إدارة الاختلاف. دليل المفاوض الفعال د. جوديث إي فيشر |
السلوك الإداري ….. تماسك الجماعة عندما نتحدث عن التماسك فإننا نتحدث عن تلك الظاهرة التي تؤدي إلى تماسك الجماعة وإلى تمكين الجماعة من البقاء والاستمرار. ـ والجماعة يقصد بها أي جماعة في المجتمع ـ جمعية خيرية ـ حزب سياسي ـ جماعة وظيفية ـ أي جماعة صغرت أو كبرت. وتماسك الجماعة هو ناتج كل القوى المؤثرة في أعضاء الجماعة لاستمرارهم في عضوية الجماعة. ـ والجماعة مكونة من مجموعة من الأفراد، ويتصف كل فرد في جماعته بأنه عضو فيها, وعضوية الفرد في الجماعة يؤثر فيها عوامل، وهذه العوامل ناشئة من داخل الجماعة أو خارجها، وهي تؤدي إلى تماسك الجماعة أو العكس. ـ والتماسك نتيجة وليس سببًا، وحينما تدرس ظاهرة تماسك الجماعة نجد أن هذه الظاهرة لها صفات وهذه الصفات يمكن لمسها. صفات الجماعة المتماسكة: 1ـ أن أعضاء الجماعة يعلون من قيمة الجماعة، أي من قيمة العمل الجماعي، وفي الجماعة التماسك بشكل كبير نجد العضو فيها يتحدث عن الجماعة ويعمل على خدمتها أكثر مما يعمل في خدمة نفسه، وهنا نجد الفرد يستخدم لفظ 'نحن' في مقابل قيمة 'أنا' فكأنه بهذا يؤكد قيمة الأهداف المشتركة للجماعة في مقابل الأهداف الفردية لكل عضو من أعضاء الجماعة. 2ـ تتميز الجماعة المتماسكة بأن أعضاءها متضامنون بعضهم مع البعض الآخر، وعملية التضامن التي تحدث في الجماعة المتماسكة تشعر كل فرد أنه هو المسئول عن عمل الجماعة، ويجب عليه أن يعمل في خدمة الجماعة، بمعنى أن الفرد لا يؤدي ما عليه فقط ولكنه شاعر بأن هذا العمل داخل نطاق عمل الجماعة وأنهم مسئولون جميعًا عن هذا الإنجاز للوصول إلى الأهداف. 3ـ إحساس الفرد بجذب الجماعة المستمر والقوي له لكي يبقى عضوًا في الجماعة، فالموظف الذي يطلب نقله من الإدارة مظهر من مظاهر عدم التماسك للجماعة التي يريد تركها. 4ـ تتميز الجماعة بروح معنوية مرتفعة وإقدام من أعضائها على تأدية واجباتها بشغف أو بروح متوثبة. 5ـ زيادة عنصر المبادأة لدى الأفراد المكونين للجماعة في اقتراح الوسائل التي تمكنهم من حل مشكلاتهم وتحقيق أهدافهم، فقد يسهم الفرد عن طريق ما هو مطلوب منه دائمًا المبادأة التي تتجاوز حد المطلوب، أي يبادئ هو نفسه بالاقتراح والتجديد والابتكار وحل المشاكل، فزيادة روح المبادأة في الجماعة يدل على أن هذه الجماعة مرتفعة التماسك. 6ـ تتميز الجماعة مرتفعة التماسك بوجود تنسيق بين أنشطة أفراد الجماعة بدرجة عالية من الفاعلية للوصول إلى أهداف الجماعة. 7ـ يتميز أعضاء الجماعة المتماسكة باعتزاز وفخر كل منهم بالانتماء إلى هذه الجماعة بالذات، فمثلاً إذا كان هناك عضو في مؤسسة أعضاؤها متماسكون بدرجة عالية سيشعر كل فرد من أعضائها بالفخر لانتمائه لهذا النادي. 8ـ تتصف الجماعة المتماسكة بتأكيد كل عضو فيها لولائه نحو الجماعة ونحو أهداف الجماعة، فعضو الجماعة لا يخون أهداف الجماعة المرتفعة التماسك، ولا يسعى إلى تفكك هذه الجماعة، بل على العكس يؤكد بالقول وبالفعل وبالتفكير أهمية أهدافها وبدوره كعضو يتمتع بالولاء الكامل لهذه الجماعة. 9ـ تتصور الجماعة المتماسكة بأنها في مركز تفوقي على الجماعات الأخرى المتماسكة، وهذا مجرد شعور أو إحساس من الجماعة بأنها متفوقة. الفوائد من الجماعة المتماسكة: [1] الجماعة المتماسكة تقدم لكل عضو من أعضائها مساندة قوية وفعالة كلما قابل العضو عارضًا مثيرًا مقلقًا. [2] تقدم الجماعة لأعضائها شعورًا ذاتيًا يرضي كل فرد من أفراد الجماعة عن عضويته في الجماعة، وهذا الرضى يشبع لديه الاحتياجات المختلفة، الشخصية والاجتماعية والوظيفية. [3] زيادة التوافق بين اتجاهات أعضاء الجماعة، وهذه النقطة بالذات في غاية الأهمية، فالجماعة المتماسكة لها أفكار وأهداف متحدة يسعى الجميع بإخلاص إلى تحقيقها. [4] زيادة حجم التعامل بين أفراد الجماعة وزيادة الاتصالات المختلفة بين هؤلاء الأفراد. [5] الجماعة المتماسكة تساعد على التخلص بسرعة من أعضائها المعوقين لعملها، فإذا كانت هناك جماعة تسير نحو هدف معين معلوم من الجميع وموافق عليه منهم، ثم ظهر أحدهم ليعرقل وصولهم لهذا الهدف فستتخلص من هذه الجماعة لأنه معوق لعملها. [6] الجماعة المرتفعة التماسك تزيد من تحرك الجماعة نحو الأهداف المشتركة، والتحرك غير الحركة، فإذا كانت هناك جماعة وظيفية تؤدي ما عليها في الوقت المطلوب والكفاءة المطلوبة وطلب منها عمل المزيد من العمل فستعتمد على مدى تماسك هذه الجماعة، فإذا كانت متماسكة أدت عملها وأكثر. [7] تنمية روح التعاون الحر بين أعضاء الجماعة، والتعاون قد يكون قويًا وقد يكون نابعًا من نفس الشخص وهذا ما نسميه بالتعاون الحر أو المطلق، أي ليس فيه جبر ولا إلزام، والتعاون الموجود بالضغط لا يكون له أثر إنجازي فعال ويصبح مجرد تأدية واجب. [8] زيادة شعور أعضاء الجماعة بضرورة تحقيق إنتاجية أكبر مما هي عليه الآن. [9] زيادة شعور أعضاء الجماعة بضرورة تحقيق إنتاجية أكبر مما هي عليه الآن. [10] تشبع الجماعة المتماسكة حاجة العضو إلى الانتمائية، فالجماعة المتماسكة تشبع هذه الرغبة في كل عضو من أعضائها. * الأحوال المساعدة على تماسك الجماعة: 1ـ تأكيد الجماعة للمركز الاجتماعي لأعضائها بدفع قيمة مكانتهم الاجتماعية. 2ـ تنمية الجماعة لروح الوفاء لأفرادها، والاعتراف بالفضل في أداء العمل وتحقيق الأهداف. 3ـ الهجوم الخارجي يزيد مما لا شك فيه من تماسك الصف الداخلي، حيث إن طبيعة الإنسان تميل إلى الوحدة في الأزمات لمواجهة العدو الخارجي. 4ـ التقويم الخارجي، فمثلاً في الجماعة الوظيفية إذا جاء مفتش من خارج الجماعة يريد أن يقيم عملها وهي ليست متماسكة فإن تماسكها سيزداد حتمًا. 5ـ القبول الكامل من جانب الأعضاء لأحكام العرف السائد في الجماعة ومساندة هذا العرف مساندة قوية كاملة، فإذا لم يكن هناك مساندة وتدعيم وتعضيد لهذه القواعد فهذا بالضروري سيؤدي إلى ضعف التماسك ومن ثم إلى التفكك. 6ـ سهولة عملية اتخاذ القرارات في داخل الجماعة للوصول إلى الأهداف أو لحل المشكلات. 7ـ التأكد الكامل من الأهداف المشتركة للجماعة ووضوح هذه الأهداف وضوحًا كليًا والإيمان بها إيمانًا كاملاً. فإذا كانت هناك جماعة لا تتضح أهدافها وليست متأكدة أو مقتنعة أو غير واضحة أمامها هذه الأهداف أو الاختصاصات، فإن هذه الجماعة معرضة للتفكك ومن ثم الفناء. 8ـ التجانس الثقافي للأفراد المكونين للجماعة، كلما اختلفت الثقافات قل التماسك، وكلما حدث تقارب ثقافي بين أفراد الجماعة الواحدة زاد التماسك. |
السلوك التنظيمي بين النظرية والتطبيق لماذا يختلف سلوك كل فرد منا عن الآخر؟ بل لماذا يختلف سلوك الفرد نفسه من وقت لآخر؟. ولقد أجاب الباحثون على هذا التساؤل بمحاولات متعددة لتحديد مفهوم وطبيعة السلوك الإنساني ومن أهم هذه المفاهيم: السلوك الإنساني محصلة استجابة الفرد لمثير أو أكثر في موقف معين وذلك في ضوء طبيعة وملامح شخصيته. السلوك الإنساني هو ردود الفعل الظاهرة والخفية لمثير ما سواء كانت ردود الفعل هذه عقلية أو غريزية أو غيرها. السلوك الإنساني عبارة عن سلسلة من الاختيارات والممارسات التي يقوم بها الفرد عند الانتقال من موقف لآخر وسواء كانت هذه الممارسات حركية أو عقلية أو انفعالية . السلوك الإنساني هو مجموعة التصرفات والتعبيرات الخارجية والداخلية التي يسعى عن طريقها الفرد لأن يحقق عملية الأقلمة والتوفيق بين مقومات وجوده ومقتضيات الإطار الاجتماعي الذي يعيش بداخله. لذا سنتناول السلوك التنظيمي باعتباره محصلة لتفاعل خصائص الفرد وخصائص الجماعة والبيئة المنظمة. محددات السلوك التنظيمي المرتبطة بالفرد تتناول: دوافع العمل. هيكل القيم الشخصية لدى العاملين. ضغوط العمل لدى الأفراد والعاملين بالمنظمة. محددات السلوك التنظيمي المرتبطة بالجماعة تتناول: أ] عملية الإدراك. ب] أنماط القيادة. ت] طبيعة عملية صنع القرارات في المنظمة. محددات السلوك التنظيمي المرتبطة بالبيئة تتناول: أ] إدارة التكنولوجي وطبيعة الهيكل التنظيمي في المنظمة. ب] إدارة عملية التطوير التنظيمي في المنظمة. ونتبنى في هذه المقالات المدخل الموقفي كإطار لتناول السلوك التنظيمي حيث يشير هذا المدخل إلى أن النمط المناسب لكل محدد من محددات السلوك التنظيمي يتوقف على طبيعة متغيرات الموقف. أهمية دراسة السلوك التنظيمي تساهم عملية دراسة محددات وعناصر وأبعاد السلوك الإنساني في المنظمات في تحقيق مجموعة من الأهداف سواء بالنسبة للفرد أو المنظمة وأيضا بالنسبة للبيئة التي تعمل فيها المنظمة. أولا المنظمة: يمكن للمنظمة من خلال دراسة السلوك التنظيمي تحقيق الاتى: فهم وتفسير السلوك والممارسات والمبادرات وردود الأفعال التي تصدر من العاملين من خلال فهم طبيعة الدوافع والإدراك والقيم التي تحكم السلوك وأيضا معرفة طبيعة الضغوط ومباريات ووسائل الاتصال المستخدمة ونمط القيادة المفضل. إدارة السلوك وتوجيهه نحو تحقيق الهدف من خلال التدعيم الايجابي للسلوك المرغوب وبناء نظم الحوافز والتدعيم الملائم، وكذلك اختيار نمط الاتصال وأسلوب القيادة المناسب ومحاولة تهيئة مناخ وظروف العمل لتخفيف الضغوط وجعلها عند المستوى الفعال على نحو يساهم في تحقيق أهداف المنظمة. وضع استراتجيه مستقبلية لتنمية وتطوير سلوك الأفراد والجماعات واستراتيجيات التطوير والتنمية المختلفة في المنظمة وجدير بالذكر أنه توجد تجارب ناجحة تشير إلى أن استراتيجيات المنظمة الأخرى في الإنتاج والتسويق قد تبنى حول أو في ضوء إستراتيجية الموارد البشرية في المنظمة. ثانيا الفرد: تحقق معرفة الفرد لمحددات وعناصر سلوكه مزايا كثيرة من أهمها تدعيم فرص الالتزام بالسلوك الصحيح وتجنب العوامل التي تؤدى إلى الإدراك الخاطئ للمواقف والتي تشوه عملية الاتصال أو التعرض لمستوى غير ملائم من الضغوط أو عدم التفاعل والاستجابة الغير صحيحة للزملاء والإدارة. ثالثا البيئة: تساهم دراسة السلوك التنظيمي في التعرف بشكل أكثر دقة وشمولا على البيئة المحيطة مما يساعد فى تدعيم التفاعل الإيجابي لها من خلال الاستجابة لمطالبها التي لا تتعارض مع مصالح المنظمة ، وأيضا تساعد في تجنب الآثار الضارة سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة وأيضا تحسن دراسة السلوك التنظيمي من القدرة التفاوضية للمنظمة مع البيئة من خلال توفير عناصر كثيرة من أهمها: تنمية مهارة الاستماع الجيد للآخرين من خلال تجنب هيمنة الافتراضات المسبقة. الإلمام بأصول إقامة الحجج وكيفية استخدامها ايجابيا لصالح عملية التفاوض وإدراك طبيعة ودلالات هذه الأصول والثقافات المختلفة. التعرف على وظائف وديناميكيات الصمت في الحوار التفاوضي. تجنب أساليب المخالطات والدفاع عن الأوضاع الخاطئة أو عدم الاعتراف بالخطأ إذا وقعنا فيه. تجنب التقوقع داخل الذات والخوض من المواجهة الإيجابية مع الآخرين. تحديد أولويات التفاوض والوزن النسبي لكل عنصر متغير. تقييم الموقف التفاوضي دائما للتعرف على المستجدات التي حدثت أثناء العملية التفاوضية والتكيف مع هذه المستجدات. |
كيف تنشئ عملاً جماعياً في منظمتك العمل الجماعي يشير إلى انتظام العمل وتنفيذه بواسطة مجموعات عمل أو عدد من الأفراد يجمعهم هدف عام واحد. والواقع يشير إلى انتظام المنظمات في شكل جماعات عمل تسمى رسميًا بالوحدات أو الفروع أو الأقسام أو الإدارات. وأي مدير في أي موقع يقوم بدور قيادي يحتاج بصفة أساسية إلى القدرة على بناء فرق عمل قوية, وغرس روح العمل الجماعي بين أعضاء الفريق وترجع أهمية القوة والانسجام في العمل الجماعي إلى الأسباب الآتية : 1. تحقيق التعاون بين أفراد العمل: حيث إن جزءًا كبيرًا من أي عمل يتم في ظل مجموعة من الأفراد, وكلما كان التعاون والتفاهم بين هذه المجموعة أكبر كلما كانت الإنتاجية في العمل أكبر والأداء أكثر كفاءة, والعكس صحيح. 2. يحب العاملون أن يعملوا في ظل جماعات لأنها تشبع احتياجاتهم الاجتماعية, وتحميهم من أي أخطار خارجية, وتقوّي التفاهم والمشاركة الوجدانية وبذلك يتم تحقيق التوازن بين إنتاجية الفرد وإشباع حاجاته. 3. إذا استطاع المدير أن يخلق من أفراد قسمه جماعة متماسكة فإنه يتجنب بذلك فرصة ظهور جماعة أو جماعات عمل 'غير رسمية' قد تعرقل جهوده في العمل. 4. تساعد على حل المشكلات بطريقة أكثر فاعلية عن طريق الاستفادة من المواهب المختلفة للأفراد, كما تخلق في الأفراد المشاركين في اتخاذ القرار الحافز القوي لتنفيذ هذا القرار الذي أجمعوا عليه ويشعرون بالمسئولية تجاهه. 5. تزيد من سهولة الاتصال بين الأعضاء والمشرفين في تنفيذ العمل, وتتدفق المعلومات بسهولة من أسفل إلى أعلى 'من الأعضاء إلى المشرفين', ومن أسفل إلى أعلى 'من المشرفين إلى الأعضاء'؛ ما يؤدي إلى عمل بطريقة أكثر فاعلية. 6. رفع الجودة، حيث يوجد الاهتمام بتحقيق الجودة والدقة؛ لأن العاملين يشعرون أنهم جزء من نشاط الفريق، ويرغبون في أن يظهر فريقهم بصورة جيدة قدر الإمكان، إضافة إلى ذلك يطمئن أعضاء الفريق إلى حصول كل واحد منهم على حاجته من الفريق لإنجاز أفضل عمل ممكن، وذلك نتيجة تعاون الأعضاء مع بعضهم البعض. 7. مواصفات فريق عمل جماعي متميز: 1- اعتبار الأهداف الشخصية وأهداف الفريق على نفس الدرجة من الأهمية, مع مراعاة عدم تداخل الأهداف الشخصية مع أهداف الفريق, هذا بالطبع إلى جانب الوضوح التام للأهداف في أذهان فريق العمل وتفهمهم لها. 2- الوحدة والتماسك بين الأعضاء: حيث تسود العلاقة القوية بين أفراد الفريق وتسهل الاتصالات الرسمية وغير الرسمية بينهم, ونتيجة لذلك ترتفع درجة الثقة بين أعضاء الفريق؛ ما يؤدي إلى التعبير عن الآراء والتنفيس عن المشاعر من دون حرج, وفي ظل هذا الجو تشبع حاجة الانتماء لدى الأشخاص. 3- سيادة جو من احترام وجهات النظر المتباينة بين أعضاء الفريق, بل واعتبار الاختلاف في الرأي من العلامات الصحية بهدف الوصول لأفكار جديدة, والبحث الدائم عن أرضية مشتركة. 4- العمل في جو مريح وغير رسمي قائم على المشاركة لا على التهديد, وقائم على التعاون للوصول إلى الهدف لا على المنافسة, بل يتم إشعار الجميع بأن المنافسة غير مقبولة. 5- سيادة الإقناع بدلاً من الإجبار كوسيلة للوصول إلى القرارات, ويتم الوصول للقرارات عن طريق الإجماع عليها. 6- يلتزم الجميع بتنفيذ القرارات. 7- النمو الذاتي وارتفاع كفاءات الأعضاء نتيجة الممارسة. 8- خطوات إنشاء عمل جماعي فعال: أولاً: خطط للعمل الجماعي: 1- حدد أهداف الجماعة خلال الفترة القادمة [شهر - سنة – أكثر] مثل: · كمية العمل. · جودة العمل. · نمو القسم. · طريقة أداء العمل. · اللوائح التي يقدمها القسم. 2- حدد كيف تريد أن ينظر الآخرون إلى جماعة عملك, وما الصفات الأساسية التي تود أن تميز جماعة عملك. 3- حدد نقاط القوة والصفات التي تميز عملك؛ هل هي التكلفة القليلة, أم الجودة, أم خدمة العميل, أم الوقت, أم ماذا؟!! 4- حدد القيم التي تؤمن بها الجماعة والتصرفات السلوكية التي تعتقد أنها أهم لعمل الفريق 'مثل الأمانة, الالتزام, الثقة, الإتقان, الشورى, التعاون... وغيرها من القيم'. 5- حدد طبيعة علاقة الجماعة بغيرها من جماعات العمل الأخرى, وحدد طبيعة التعاون, والتنسيق, وتبادل الرأي والمنفعة بين الجماعات. ثانيًا: مكونات العمل الجماعي: 1- حدد مسئولياتك وأدوارك باعتبارك قائدًا للفريق, وحدد مسئولية الجماعة فيما يتبقى من الأعمال. وهنا تنبيه مهم لخطأ يقع فيه كثير من القادة؛ حيث ينشغلون بأداء أدوار يستطيع غيرهم أداءها بينما لا يجدون الوقت الكافي لأداء دورهم الأساسي؛ ما يؤدي إلى انخفاض كفاءة العمل بصورة كبيرة؛ ولذا فحتى لا تنجرف في تيار الأدوار الجزئية التي يستطيع غيرك أداءها حدد من البداية ما هي أدوارك وما هي أدوار بقية الفريق؛ ومن أهم الأدوار التي عليك أداؤها كمدير: · تخطيط العمل وتحديد الأهداف. · تنظيم العمل وتقسيم الوظائف وتحديد دور كل وظيفة. · توجيه الفريق ودفعه للعمل وتحفيزه. · الرقابة على أداء الفريق والتأكد أن الخطة تسير في طريقها دون تعطل, وإصلاح الأخطاء. · التفكير الدائم في كيفية تطوير العمل وتطوير الفريق, وعدم الوقوف على المستوى الحالي. · حل المشكلات الإدارية التي تظهر في العمل, واتخاذ القرارات المناسبة لحلها [مثل انخفاض الإنتاجية, وارتفاع نسبة غياب بعض الموظفين, وعدم الوصول إلى مستوى الجودة المطلوب]. 2- حدد مسئولية ودور كل شخص في الجماعة. 3- حدد التدريب والتطوير اللازم لك ولكل عضو في الفريق. 4- تأكد من أن كل فرد لديه الاتجاهات النفسية السليمة تجاه الجماعة وتجاه النجاح في العمل. ويتم ذلك من خلال توضيح مزايا العمل في الجماعة, والمزايا الشخصية التي ستعود على كل فرد, وضوابط وأخلاقيات العمل الجماعي, وكيفية علاج مشكلات العمل الجماعي. 5- ضع إجراءات وسياسات العمل حتى يمكن للجماعة أن تحقق أهدافها مثل: · إجراءات تقييم أداء أعضاء الجماعة. · إجراءات الحضور والانصراف. · إجراءات تعيين موظفين جدد. · أنظمة الإجازات ووضع جداولها. · إجراءات الثواب والعقاب. · صلاحيات تمثيل القسم. · صلاحيات التعامل مع العملاء. رابعًا: تصميم العمل الجماعي: 1- حدد خطوات العمل وتدفقها في الجماعة. ويشمل ذلك بداية العمل وإجراءاته ونهايته ونواتجه, وذلك حتى يتم العمل بالكامل. 2- وضع خرائط تدفق تشرح بالتفصيل إجراءات وخطوات العمل بالتفصيل من بدايته إلى نهايته. 3- حدد أساليب التفاعل بين أفراد الجماعة, وذلك من خلال تحديد دور الاجتماعات والمقابلات. كما يتحدد في هذا المجال أيضًا أخلاقيات العمل اليومية بين الأعضاء وأساليب التعامل مثل: · ضرورة مساعدة كل فرد لزميله. · يتحلى الأفراد بالتفتح الذهني. · عدم إخفاء أية معلومة. · لا يهاجم أي فرد زميله. خامسًا: تنفيذ العمل الجماعي: 1- ضع الخطط التنفيذية التفصيلية لعمل كل عضو من أعضاء فريق العمل. فعلى سبيل المثال وضعت الخطة التالية لأحد الأعضاء: صرف قائمة المواد من المخزن ثم الاتصال بالعميل والاتفاق مع العميل على المواصفات المطلوبة وإعداد الأفلام والصور ثم تحميضها وطباعتها وإعداد الصور الصغيرة والكبيرة والبروفات, ثم إعداد الطلبية في شكلها النهائي ثم تسليمها للعميل. 2- تأكد من أن الأدوار تؤدَّى بالشكل المطلوب مع تقييم أداء العمل الفردي والجماعي. 3- حل مشاكل النزاع والخلاف بين أطراف الجماعة. سادسًا: تابع الأداء الجماعي وقيِّمه: 1- زوّد أعضاء الجماعة بالمعلومات اللازمة عن مدى تقدمهم في إنجاز أعمالهم الفردية والجماعية ويشمل هذا الأمر الموضوعات التالية: · ما الخطة التي التزم الفرد 'أو الجماعة' بتنفيذها؟! · ما الكمية التي تم تنفيذها؟! · ما الجودة التي تم تنفيذها؟! · ما وقت التنفيذ؟! · ما مشاكل العمل والتنفيذ؟ وكيف يمكن حلها؟! 2- يفضل أن يكون تزويد الجماعة بهذه المعلومات جماعيًا, وذلك أثناء اجتماع الجماعة. 3- قم بعمل تقييم للتفاعل بين الأفراد في العمل الجماعي, وذلك من خلال النظر في مدى تنفيذهم للموضوعات التالية: · التزام أعضاء الجماعة بأخلاق العمل الجماعي. · التنسيق بين أعضاء الجماعة. · مساعدة وتدريب أعضاء الجماعة بعضهم لبعض. · مناقشة أعضاء الجماعة مشاكلهم معًا بوضوح, وإيجاد حل مشترك لها. |
من نحن؟ وماذا نريد؟... إدارة إستراتيجية ـ إذن فالرسالة هي الوثيقة الأساسية للمنظمة والتي تحدد الاتجاهات العامة لها وتبين السبب من وجودها وتشرح أوجه اختلافها مع المنظمات المنافسة في الصناعة التي تعمل فيها. ـ وهي تعبر بشكل عام عن الفلسفة التي تصنعها المنظمة لتحقيق الأهداف الأساسية التي تسعى لبلوغها وتتصف الرسالة بالدوام النسبي. ورغم أن الرسالة تكتب بعبارات صحيحة وجميلة لغويًا إلا أنها ليست كتابًا أدبيًا بل كل كلمة فيها من المفروض أن تتضمن معنى واضحًا وعمليًا يمكن الاسترشاد به. الفرق بين الرؤية و الرسالة: الرؤية: هي طموحات المنظمة وآمالها في المستقبل والتي لا يمكن تحقيقها في ظل الموارد الحالية. في حين أن الرسالة تتضمن أهدافًا عامة يمكن تحقيقها في ظل الموارد الحالية. وإليك الأمثلة التالية لتوضح معنى الرؤية والرسالة. ـ رؤية الشركة العالمية لصناعة الأدوية: نحن نسعى لأن نكون الشركة العالمية الرائدة في صناعة الأدوية التي ينظر إليها العاملون والعملاء والمنافسون والمستثمرون والموردون باعتبارها نموذج الأداء المثالي لشركات الأدوية في العالم، وخصوصًا في مجال أدوية الأمراض المستعصية. ـ رسالة شركة الأقصى للمواد الغذائية: نحن نعمل في تجارة المواد الغذائية لخدمة مجموعة من كبار العملاء الذين يعملون في تقديم الوجبات الغذائية للشركات الصناعية الكبرى في العاصمة. واهتمامنا ينصب على تقديم أصناف متعددة ذات جودة عالية تلبي كافة احتياجات عملائنا. ونحرص على أن يحظى المتعاملون مع الشركة بمعاملة أمينة وصادقة وعادلة بما فيهم العاملين الذين نوفر لهم المناخ الوظيفي ونشعرهم بأنهم شركاء في أرباح الشركة. ونطلب في مقابل ذلك أمانة مطلقة ومعاملة عادلة من العاملين والعملاء والموردين في صورة خدمة وسعر وجودة ـ أي بمعاملة الإسلام السمحة ـ . ونحن كذلك لدينا مسئولية اجتماعية تجاه المجتمع المحلي، لا تنحصر فقط في الحصول على السلع الصالحة وعالية الجودة، ولكن أيضًا للمشاركة في المسئولية الاجتماعية، من أولويات التعيين للشباب وتدريبهم ومساعده الناس بإنشاء خدمات صحية وكفالة أيتام ومساعدة غير القادرين في إتمام تعليمهم. إعداد رسالة المنظمة: ويتوقف النجاح في إعداد الرسالة على مشاركة أكبر عدد من العالمين في المنظمة. ـ والقاعدة الأساسية أن المنظمة تحاول دائمًا أن تعكس آراء ومقترحات وخبرات كل من يستطيع أن يسهم في رفع جودة الرسالة. الرسالة ودورة حياة المنظمة: في البداية: تكون المنظمة أكثر حرصًا وتحفظًا، ولذلك تعمد إلى إشباع حاجات محددة للعملاء من خلال تقديم عدد غير محدود من الخدمات والسلع ذات الجودة العالية مع التركيز على خدمة أكبر عدد من المستهلكين في مكان جغرافي واحد أو ينتمون إلى قطاع استهلاكي معين بهدف بناء سمعة حسنة ويكون ذلك عادة على حساب عدم تحقيق أرباح عالية. وفي مرحلة النمو: أصبح للمنظمة خبرة تمكنها من استغلال الفرص الموجودة في السوق، والتي لم تكن تستطيع استغلالها في بداية حياتها. وفي مرحلة النضج: تحاول المنظمة تكرار تجربتها في أسواق أخرى ومع عملاء أكثر تنوعًا. وفي مرحلة التدهور: تحاول المنظمة الحفاظ على نشاطها الرئيس والتخلص مما عدا ذلك. فترة الرسالة: لا يوجد فترة زمنية محددة يتحتم بعدها تغيير الرسالة أو تعديلها، ولكن الأصح أن تراجع الرسالة كل عام في ضوء تقييم البيئة الداخلية، والكشف عن نقاط القوة والضعف وتقييم البيئة الخارجية للتعرف على الفرص والتهديدات. وبصفة عامة ينبغي تعديل الرسالة في الأحوال الآتية: 1ـ ظهور تطورات تكنولوجية كبيرة في الصناعة. 2ـ عند حدوث تحول كبير في استراتيجيات المنافسين. 3ـ إذا تغير نشاط المنظمة جذريًا. 4ـ عند ظهور فرص جديدة في أسواق جغرافية جديدة. 5ـ عند إصدار قوانين وتشريعات محلية أو عالمية تؤثر على المنظمة. فوائد وجود الرسالة: 1ـ تعمل على توحيد الجهود داخل المنظمة في سعيها لتحقيق الأهداف الشاملة. 2ـ تحدد المعيار الذي يستخدم في تخصيص الموارد بين الاستخدامات البديلة. 3ـ تسهل تعامل الأهداف الخارجية والداخلية مع المنظمة. 4ـ تسهل عملية اتخاذ القرارات لوجود مرشد واضح لها. 5ـ تحدد اتجاهات التوسع والنمو. 6ـ تساعد على تصميم وسائل إعلانية تركز على نواحي القوة. 7ـ تشعر العاملين بجدية الإدارة العليا وإصرارها على تحقيق أهداف معينة. المكونات الرئيسية لرسالة المنظمة: 1ـ نشاط المنظمة: وينبغي أن يعكس نشاط المنظمة الاهتمام بالبيئة الخارجية وحاجات العميل التي تحرص المنظمة على إشباعها من خلال ما تقدمه من خدمات وسلع. وعلى المنظمة أن تحدد بوضوح طبيعة النشاط الذي تعمل به، حتى تسترشد بذلك في كل قراراتها. 2ـ العملاء: هم مجموعة الأشخاص والمنظمات الذين يمثلون المستفيدين الحاليين والمرتقبين لما تقدمه المنظمة من سلع وخدمات، والذين يتوقف نجاح المنظمة أو فشلها على مدى قدرتها على إشباع احتياجاتهم وزيادة رضاهم. ويمكن تصنيف العملاء بحسب المعايير الآتية: ـ التقسيم الجغرافي: قد ترى المنظمة الاقتصار على خدمة العملاء في منطقة جغرافية معينة لقربها منه أو لاعتدال مناخها أو لعدد سكانها أو للقوانين السائدة فيها. ـ الخصائص السكانية: ويُقصد بها اختيار قطاع سكان معين وفق خصائص الجنس: الجنسية، العمر، الدين، التقاليد، الأخلاقيات، القيم، الوظيفة، اللغة، السلالة، مستوى التعليم، الحالة الاجتماعية، الدخل. ـ دافع الشراء: يقوم بعض العملاء بشراء السلع لدوافع رشيدة منطقية كالجودة وانخفاض التكلفة والبعض الآخر لدوافع أخرى عاطفية مثل الرغبة في التقليد والمفاخرة. ولاشك أن طبيعة السلعة تؤثر إلى حد كبير على الدوافع من وراء شرائها. ـ عادات الشراء: ويقصد بها الكميات، والأوقات، والأماكن التي يفضلها العميل للحصول على السلع والخدمات، كما تعني الطريقة التي يشتري بها العميل السلعة أو الخدمة من حيث إذا كان يشتريها عادة منفردة أو ضمن مجموعة بذاتها من السلع، ومن الذي يتخذ قرار الشراء هل الزوج أو الزوجة أم الأبناء؟ 3ـ سوق المنظمة: وعلى المنظمة أن تدرك أن تحديد سوقها هو بالتالي تحديد لحلبة المنافسة التي عليها أن تتصارع فيها مع مجموعة بذاتها من المنافسين. 4ـ إدراك المنظمة لإمكاناتها: المهم هو إدراك ما يمكن أن تعتمد عليه المنظمة من نقاط قوة تنافسية والتي سوف تساعدها في الفوز على المنافسين. ومعنى ذلك أن على المنظمة أن تحدد في رسالتها الأساس الذي تعتمد عليه في المنافسة في السوق مثل زيادة منافذ التوزيع أو تخفيض السعر، ورفع الجودة، واعدد الحملات الدعائية، وجذب الخبرات البشرية أو الحصول على عمالة رخيصة ومدربة أو تقديم تسهيلات ائتمانية للعملاء. 5ـ التكنولوجيا: وعلى كل منظمة أن تحدد في رسالتها المستوى التكنولوجي الذي سوف تعتمد عليه في تحويل مدخلاتها إلى مخرجات وذلك في إطار التكلفة والعائد والجودة وتحقيق رغبات العملاء. 6ـ أهداف البقاء والنمو والربحية: ويلاحظ أن كثيرًا من الاستراتيجيين يحددون مجال نشاطهم في منطقة جغرافية معينة ولا يسعون إلى النمو أو التوسع في غيرها لتجنب المنافسة الحادة في أسواق معينة أو لعدم الوصول إلى حجم كبير غير مقبول سياسيًا. 7ـ الإطار الأخلاقي: فالمنظمة تحاول إبراز مجموعة معينة من المبادئ الأخلاقية التي تجعلها أكثر تميزًا في الصناعة التي تعمل فيها. والإطار الأخلاقي يبين الالتزام الأدبي نحو المساهمين والبيئة والمجتمع المحلي والعالمي والإنساني عمومًا؛ فالمنظمة تلتزم بتقديم المنتجات والخدمات بطريقة لا تزيد تلوث البيئة. |
هل أنت قوي ـ إدارة استراتيجية تحديد نقاط القوة والضعف: لا يوجد نقاط قوة وضعف ثابتة بل تتغير بحسب عدد من المحددات والعناصر سواء كان ذلك داخل المنظمة أم خارجها، وهذه المحددات هي التي يمكن أن تسهم في تحديد نقاط القوة والضعف، من أهمها: 1ـ دورة حياة المنظمة. 2ـ طبيعة الصناعة. 3ـ القطاع التسويقي المستهدف. 4ـ طبيعة المنافسة. 5ـ حجم المنظمة. [1] دورة حياة المنظمة: تختلف أهمية نقاط القوة كما يختلف قوة التأثير السلبي لنقاط الضعف بحسب المرحلة التي تمر بها المنظمة، ففي مرحلة الانطلاق يعتبر توافر رأس المال اللازم للإنشاءات وتحمل الخسائر المبدئية والقدرة على الحصول على موارد مالية طويلة الأجل، وتوافر العمالة المدربة، من أهم النقاط التي تحدد إمكانات المنظمة الداخلية وإمكانية نجاحها في هذه المرحلة الهامة من دورة حياتها. وتختلف نقاط القوة في مرحلة النمو عنها في مرحلة الانطلاق. ففي مرحلة النمو تزداد أهمية وجود علامات تجارية معروفة تمكن المنظمة من إنشاء سوق خاص بها، كما أن توافر قنوات التوزيع والقدرة على الدعاية والإعلان والترويج والقدرة على التوسع وتحقيق هامش ربح مرتفع يساعد على عمليات النمو يعتبر من نقاط القوة الهامة، كما أن غياب هذه النقاط يعتبر من نقاط الضعف الخطيرة. وعندما تصل المنظمة إلى مرحلة النضج والتشبع بحيث يصبح من الصعب زيادة حصة المنظمة في الأسواق التي تعمل فيها، فإن القدرة على تخفيض التكلفة وبالتالي السعر هي نقطة قوة هامة تساعد المنظمة على جذب عملاء المنظمات المنافسة، كما أن تطوير المنتج يعتبر نقطة هامة لإطالة دورة حياة المنتج. أما في مرحلة التدهور فإن القدرة على تخفيض التكلفة والأصول والحصول على سيولة هو أهم نقاط قوة المنظمات في هذه المرحلة. [2] طبيعة الصناعة: تختلف عناصر النجاح الأساسية من صناعة لأخرى، فوجود موارد بشرية على درجة عالية من الكفاءة هو المحدد الأساسي لنجاح المنظمات التي تعمل في الاستشارات الإدارية والتدريب، في حين أن توافر مركز مالي قوي هو المحدد الأساسي لنجاح المنظمات التي تعمل في الاستيراد والتصدير. ووجود نظام للرقابة على المخزون هو أحد المحدودات الأساسية في مجال المقاولات وتجارة المواد الغذائية، في حين أن القدرة على وضع جداول التشغيل هو المحدد الأساسي للنجاح في مجال النقل البحري؛ لأن وجود جداول تشغيل دقيقة سوف يجعل السفينة تعمل بكل طاقتها بدلاً من أن تنتقل فارغة بدون حمولة من ميناء لآخر. [3] القطاع التسويقي المستهدف: تختلف عناصر النجاح الأساسية التي يتم تقييم مدى توافرها بحسب القطاع التسويقي المستهدف، فإذا كانت المنظمة تعمل في صناعة الملابس وتستهدف الطبقة المتوسطة فإن القدرة على تخفيض التكلفة تعد أهم عناصر القوة، في حين أن القدرة على الوصول إلى تصميمات مبتكرة يعتبر أحد عناصر النجاح الهامة في منظمة تعمل في نفس الصناعة ولكن تستهدف طبقات الدخل العليا. ومعنى ذلك أنه من المحتمل أن تختلف نقاط القوة في المنظمات المختلفة التي تعمل في ذات الصناعة. [4] طبيعة المنافسة: تختلف عناصر النجاح الأساسية بحسب طبيعة المنافسة السائدة، فقد يتحدد النجاح بالقدرة على الحصول على التكنولوجيا، أو القدرة على الحصول على التراخيص الحكومية وعقود الامتياز، أو توافر أكبر قدر من الموارد المالية، أو الوصول إلى المواقع الممتازة، أو الوصول إلى حجم معين من الإنتاج، كما أن المنافسة تفرض توافر عناصر معينة للنجاح تتغير كل فترة بحسب استراتيجيات المنافسين، فقد تكون القدرة على منح الائتمان وإعطائه تسهيلات في الدفع هي أهم عناصر النجاح، ثم يتحول الأمر فيصبح شروط وخدمات بعد البيع هو المحدد الأساسي للنجاح، حيث يتبين للمنظمة أن ما يقدمه المنافسون من خدمات تجذب العملاء أكثر مما يجذبهم منح الائتمان ومنح تسهيلات في الدفع. وأهمية تحديد مدى توافر عناصر النجاح الأساسية بالمقارنة بالمنافسين تتمثل في أن المنظمة عليها أن تبني استراتيجياتها اعتمادًا على ميزة تنافسية لا تتوافر لدى المنافسين كما أن عليها أن تتجنب الاستراتيجيات التي يتطلب نجاحها توافر نقاط قوة غير متوافرة لدى المنظمة. [5] حجم المنظمة: تختلف عناصر النجاح الأساسية باختلاف حجم المنظمة، فمعظم المنظمات التي تحول نجاحها إلى فشل وحدث تحول درامي لها من ازدهار وتقدم إلى تدهور وإفلاس يرجع إلى أنها اتبعت نفس الاستراتيجيات في مرحلتين مختلفتين من مراحل نموها لأنها افترضت أن عناصر النجاح متماثلة بصرف النظر عن حجم المنظمة. أهداف تقييم الإمكانات الداخلية للمنظمة: لتقييم الإمكانات الداخلية أهداف عديدة من أهمها ما يأتي: 1ـ اكتشاف المزايا التي تتمتع بها المنظمة بالمقارنة بالمنافسين، وهذه المزايا هي نقاط القوة التي توضع لها الاستراتيجيات لتعظيم الاستفادة منها. 2ـ اكتشاف نقاط الضعف متمثلة في العيوب والقصور ونقص المعلومات والمهارات والموارد والمعرفة والسمعة، والتي تعوق المنظمة عن مجاراة المنافسين وهي نقاط ضعف ينبغي العمل على وضع استراتيجيات القضاء عليها أو معالجتها. 3ـ اكتشاف مدى توافر المتطلبات الأساسية للعمل في الصناعة والتي لا يمثل توافرها أي ميزة تنافسية نظرًا لوجودها في كل المنظمات التي تعمل في الصناعة، ومن ثم لا تصلح كأساس للمنافسة ولكن غيابها يمثل نقطة ضعف خطيرة. |
الاستراتيجيات الأساسية... إدارة استراتيجية
أخي المدير: هل أنت مدير استراتيجي تحسن إدارة منظمتك استراتيجيًا وتحدد بدقة مكامن القوة والضعف لديك؟ وهل تعرف معنى الفرصة وخطورة التهديد وتعرف كيف تتصرف؟ يمكنك النظر للاستراتيجية باعتبارها قرارًا يتضمن تحريك موارد المنظمة المادية والبشرية. ترى إدارة المنظمة أنها أفضل الطرق المتاحة لتحقيق الفوز على المنافسين وزيادة قيمة المنظمة من وجهة نظر عملائها. وهي تشبه ألعاب الذكاء حيث يوجد عدد محدد من التحركات يمكن للاعب استغلالها لتحقيق الفوز. وبالمثل فإن المدير لديه عدد محدد من الاستراتيجيات الأساسية ويمكن أن يطبق أي منها أو تشكيلة منها على النحو الذي يرى أنه يتناسب مع الإمكانات الداخلية متمثلة في نقاط القوة والضعف، وما يتلاءم وظروف البيئة بما تحتويه من فرص وتهديدات. والمدير يحاول اختبار الاستراتيجيات التي تعظم من استغلال الفرص المتاحة وتعمل على زيادة قدرة المنظمة في مواجهة التهديدات المحيطة بها والتي تعمل في نفس الوقت على تعظيم استغلال نقاط القوة وعلى معالجة نقاط ضعف المنظمة. ـ ويعتمد اختيار الاستراتيجيات المناسبة على نتائج تقييم البيئة الخارجية وما أظهرته من فرص وتهديدات ونتائج وتقييم البيئة الداخلية وما اكتشفته من نقاط ضعف وقوة. ـ ويمكن تقسيم الاستراتيجيات إلى مجموعتين رئيسيتين: 1ـ استراتيجيات بورتر. 2ـ الاستراتيجيات الأساسية. أولاً: استراتيجيات بورتر: [1] استراتيجية تحقيق الزيادة في تخفيض التكلفة: تحاول المنظمة التي تسعى إلى تطبيق الزيادة في تخفيض التكلفة كاستراتيجية أساسية بأن تخفض كل ما يمكن تخفيضه من أوجه التكلفة حتى تتمكن في النهاية من بيع منتجاتها وخدماتها بسعر أقل من النافسين الذين يقدمون نفس الخدمة أو السلعة وبنفس الجودة. [2] استراتيجية التميز عن المنافسين: وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تقديم سلعة أو خدمة مختلفة عما يقدمه المنافسون لتناسب رغبات واحتياجات المستهلك الذي يهتم بالتميز والجودة أكثر من اهتمامه بالسعر. [3] استراتيجية التركيز: وتعني تقديم سلعة أو خدمة تشبع حاجات قطاع معين من المستهلكين أو تخدم منطقة جغرافية محددة. ـ ويتوقف النجاح في هذه الاستراتيجية من ناحية على تلاؤم القطاع المختار مع إمكانات المنظمة ومن ناحية أخرى على وجود احتمالات لنمو السوق وازدهاره. ـ ويلاحظ أن الهدف من الاستراتيجيات الأساسية الثلاثة التي قدمها بورتر هو محاولة زيادة قدرة المنظمة على المنافسة، كما يلاحظ أنه يمكن تطبيق كل منها بعدة طرق، ويتوقف اختيار هذه الطرق البديلة على الإمكانات الداخلية وطبيعة الفرص والتهديدات المرجوة في البيئة الخارجية. ثانيًا: الاستراتيجيات الأساسية: ـ بالإضافة إلى استراتيجيات بورتر ظهرت مجموعة أخرى من الاستراتيجيات الأساسية الأكثر تفصيلاً والتي يمكن النظر إليها باعتبارها وسيلة لتحقيق الاستراتيجيات الأساسية لبورتر. وإليك أخي المدير هذه الاستراتيجيات: 1ـ التكامل الخلفي: ويعني محاولة المنظمة السيطرة على مصادر توريد مستلزمات الإنتاج بشرائها أو الاندماج معها، وذلك لإلغاء المورد أو السيطرة عليه. وهناك أسباب تدعو المنظمات لاتباع تلك الاستراتيجية: ـ حصول المورد على أرباح كبيرة تمثل عائدًا مقبولاً إذا أرادت المنظمة الاستثمار في شراء مصدر التوريد. ـ عدم قدرة المورد على الوفاء باحتياجات المنظمة من ناحية الوقت والجودة والسعر. ـ قلة عدد الموردين بالمقارنة بعدد المنافسين في السوق. ـ ارتفاع تكلفة التوريدات بالنسبة للتكلفة الإجمالية للمنتج. ـ عند زيادة مخاطر توقف الإنتاج نتيجة لعدم كفاية الموارد الأولية في السوق. 2ـ التكامل الأمامي: وهو يعني محاولة المنظمة للسيطرة على منافذ التوزيع بالشراء أو الاندماج، وتلجأ المؤسسات لاتباع هذه الاستراتيجية إذا لم تكن منافذ التوزيع الحالية قادرة على تلبية احتياجات المنظمة وتحقيق أهدافها من ناحية الوصول إلى المستهلك المستهدف وتقديم الخدمة بالأسعار وبالطريقة التي تزيد من قوة المنظمة. 3ـ التكامل الأفقي: ومعناه السيطرة على المنظمات المنافسة بالشراء أو التملك، وإذا أدى هذا المسلك إلى الاحتكاك فإن الشرع يمنعه وينهى عنه. 4ـ اختراق السوق: ومعناه استخدام الجهود البيعية والإعلانية والتسويقية لزيادة حصة المنظمة في السوق الحالي والمنتجات الحالية، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى زيادة معدل الاستهلاك الحالي عن طريق الجهود الإعلانية أو جذب عملاء المنافسين أو جذب عملاء جدد لم يكونوا يستخدمون المنتجات والخدمات التي تقدمها المنظمة. ـ وينبغي التوقف عن تطبيق هذه الاستراتيجية إذا وجد المدير أنه لا علاقة بين زيادة الاتفاقات الإعلانية وإيراد المبيعات. 5ـ تنمية السوق: ومعناه زيادة عدد الأسواق التي تتعامل فيها المنظمة، أي التوسع الجغرافي في أسواق المنظمة ولكن ببيع نفس المنتج أو الخدمة. 6ـ تطوير المنتج: ومعناه إدخال التحسينات الشكلية على المنتج الحالي بجعله أصغر أو أكبر وتحسين طريقة التغليف والألوان وكذلك التكنولوجيا المستخدمة في إنتاجه لإطالة دورة حياته. 7ـ الاختراعات: معناه إنتاج منتج أو عمل دورة حياة جديدة للمنتج الأصلي، فمثلاً إحلال الترانز ستور محل الأنابيب المفرغة، ثم إحلال الدوائر المتكاملة محل الترانز ستور أعطى للحاسبات الإلكترونية دورة حياة جديدة. 8ـ التحالفات: وهي استراتيجية توسعية وتصلح أن تكون دفاعية، وهي تندرج من اتفاقات التعاون في مجال التسويق والإعلانات والبحوث والتطوير، وقد تتطور إلى المشروعات المشتركة، وتعني إقامة مشروع جديد يمثل كيانًا منفصلاً تمامًا من الشركات الأصلية التي أقامت المشروع المشترك. وآخر مرحلة من مراحل التحالفات هي الاندماج، ويعني اتفاق شركتين أو أكثر على التحالف معًا لعمل كيان واحد يجمعهما معًا. 9ـ الانكماش: وهو لمواجهة أزمات طارئة، ومعنى الانكماش هو محاولة تخفيض عناصر التكلفة للبقاء في الصناعة لمدة أطول ومواجهة كساد مؤقت، كما حدث لشركات الطيران الأمريكية عقب أحداث 11 سبتمبر. 10ـ التصفية: وهو قد يكون جزئيًا بالتخلص من أحد أنشطة المنظمة أو منتجاتها نهائيًا لاستمرار انخفاض المبيعات وقلة الأرباح، وقد يكون كليًا وهو بيع أصول الشركات والخروج من النشاط نهائيًا وتجنيب إعلان الإفلاس. تنويه: تعتمد كثير من المراجع العربية في الإدارة النقل من المصادر الغربية والتي تختلف في تصوراتها ومناهجها عن المنهج الإسلامي حيث العلاقة دائمًا في الغرب بين الناس هو صراع، صراع مع كل شيء مع الطبيعة التي خلقها الله لسعادة الإنسان وصراع مع المجتمع وصراع مع الرجل والمرأة .. إلخ. والإسلام دين السلام العالمي مع النفس والناس يرفض هذه الفكرة، ويجعل علاقة الإنسان مع كل شيء هي الحب والتعاون وليس التنافس الذي يصل إلى درجة الصراع، وشعاره: اكسب واجعل الآخرين يكسبون، وأحبب لأخيك ما تحب لنفسك، وكما قال تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص:77]. التنافس من خلال التعاون: تغير المفهوم التقليدي لكلمة 'منافسة' وأصبح له مفهوم جديد يعني التعاون والتكامل وقد كانت لهذا التغير عوامله وأسبابه الهامة وهي: اكتشاف المتنافسين أن توحيد جهودهم في أسواقهم المحلية ضروري جدًا لتمكنهم من مواجهة المنافسة العالمية، وكذلك فإن تبادل المعلومات التقنية والمتخصصة في مجال نشاطهم لهو أمر لازم لاستمرارهم مع اتباع سلعهم المتشابهة، وأخيرًا اكتشافهم أنه مهما بلغت القوة الإنتاجية والمالية لأحدهم، سيبقى غير قادر على السيطرة على كل أدوات وعناصر الإنتاج بمفرده،وبالتالي تصبح عملية توزيع الأدوار بين المتنافسين أمرًا حتميًا. |
المنافسون الأقوياء... إدارة استراتيجية تؤثر البيئة الخارجية تأثيرًا بالغًا على نجاح المؤسسة لما توفره لها من فرص أو تفرضه عليها من تهديدات، والبيئة الخارجية ونقصد بها الظروف المؤثرة على المنظمة وتكون من خارجها، وهذه البيئة الخارجية درجات، منها البيئة الكلية وهي القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، وهذه البيئة لا يمكن التحكم بها ولا السيطرة عليها لأنها خارج إمكانات أي مؤسسة، وهناك البيئة الصناعية أو البيئة التنافسية، وهي بيئة خارج نطاق المؤسسة ولكن يمكن التعامل معها بصورة ما وهذا هو موضوع المقال والهدف النهائي من تقييم المنظمة للبيئة الصناعية التي تنتمي إليها هو معرفة طبيعة ما يواجهها من فرص وتهديدات في هذه الصناعة، والتعرف على محددات النجاح عند التعامل مع العملاء والموردين والمنافسين الحاليين والمنافسين المحتملين، ويترتب على التعرف على البيئة بوضوح إمكانية وضع الاستراتيجيات التي تعمل على استغلال الفرص المتاحة في السوق، والتي تتناسب مع رسالة وإمكانات وأهداف المنظمة وسياساتها، ونموها وطبيعة طموحات إدارتها واستعدادها لتحمل درجة معينة من المخاطرة. وتتكون البيئة الصناعية 'التنافسية' مما يلي: 1ـ المنافسون الحاليون: يتوقف ما تحصل عليه المنظمة من حصة تسويقية على قوتها النسبية بالمقارنة بالمنافسين، وبصفة عامة فإن نقاط ضعف المنافسين تمثل فرصة للمنظمة، كما أن التهديد الذي تواجهه المنظمة هو نتيجة نقاط قوة للمنافسين. ـ وعلى المنظمة أن تجمع معلومات دقيقة تمكنها من معرفة مدى توافر محددات النجاح داخل المنظمات المتنافسة. نقاط القوة عند المنافسين: ـ القدرة على تخفيض الأسعار. ـ جودة السلع والخدمات. ـ القدرة على التطوير والابتكار. ـ السمعة وثقة العملاء. ـ كفاءة وجودة سياسات البيع والترويج. ـ موقع المصنع ومراكز التوزيع. ـ نوعية العمالة. ـ جودة الاستراتيجيات. ـ الخبرة في الصناعة. ـ العلاقة مع الموردين. ـ القدرة على الحصول على الموارد الأولية بسعر مناسب. ـ تكامل تشكيلة المنتجات. حدة المنافسة بين المنافسين: تزداد حدة المنافسة بين المنافسين الحاليين أي بين المنظمات التي تعمل حاليًا في الصناعة كلما زاد عدد منظمات الصناعة وتساوت القوة النسبية لهم وكثرت محاولات تخفيض السعر واتباع استراتيجيات عدائية. وتُقاس حدة المنافسة باستخدام المعايير التالية: أـ عدد المنافسين: تزداد المنافسة حدة كلما زاد عدد المنافسين، وإذا وصل السوق إلى حد التشبع بحيث لا يمكن زيادة عدد المستهلكين أو زيادة معدل استهلاكهم. ب ـ العلامات التجارية: تزداد حدة المنافسة بين الشركات التي تنتج منتجات بدون علامات تجارية بحيث يسهل على المستهلك الانتقال من منظمة إلى أخرى دون أن يتحمل تكلفة إضافية. ج ـ تكلفة التحول: تزداد حدة المنافسة إذا كان يمكن للعميل أن يتحول من منظمة إلى أخرى بدون تكلفة؛ كمن يتحول من سوبر ماركت إلى آخر، وبالعكس من ذلك لمن يريد تغيير جهاز حاسب آلي إلى آخر فإنه سيترتب عليه تكلفة نقل حيث إن هناك برامج لن تصلح للتعامل مع الحاسب الجديد. د ـ حجم منظمات الصناعة: تزداد حدة المنافسة كلما صغرت منظمات الصناعة الواحدة وتقاربت أحجامها فحين يقل ذلك التنافس كلما كان هناك شركات كبيرة وقليلة حيث يتسم السوق بما يسمى احتكار القلة حيث يفرض هؤلاء الأقوياء أسعارهم وشروطهم على السوق كله. هـ هامش الربح: كلما زاد هامش الربح كلما أغرى ذلك منظمات الصناعة على الدخول في حرب سعرية واتباع استراتيجيات هجومية والقيام بحملات إعلانية مكثفة. ـ وكذلك هامش الربح الكبير يغري المنافسين الجدد على الدخول في الصناعة وبالتالي تزداد حدة المنافسة. وـ ثقافة العميل: كلما قلت ثقافة العميل وإدراكه بالخصائص الحقيقية للسلعة كلما زادت حدة المنافسة بين منظمات الصناعة نظرًا لإمكانات استخدام الإعلانات للتأثير على العميل. ز ـ مرونة الإنتاج: تزداد حدة المنافسة بين منظمات الصناعة كلما لم تستطع منظمات الصناعة التحكم في الكميات المنتجة وبالتالي كان هناك احتمال لزيادة العرض عن الطلب. فشركات الطيران لا تستطيع إلغاء رحلة؛ لأن هناك عدد محدود من الركاب عليها، وبالتالي تلجأ لإجراء تخفيضات في فترات الركود الموسمية مما يزيد من حدة المنافسة خلال هذه الفترات. ح ـ تكلفة الخروج من الصناعة: تزداد حدة المنافسة إذا لم يكن من الممكن للمنظمة الخروج من الصناعة دون تحمل خسائر كبيرة عند التصفية، ويكون ذلك في مرحلة التدهور حيث تحاول المنظمات الكبيرة إخراج المنظمات الصغيرة من السوق كمحاولة لتحقيق تخفيض الكمية المعروضة من السلع والخدمات. 2ـ المنافسون المحتملون: لا تتوقف المنافسة على المنافسين الحاليين بل تمتد لتشمل المنافسين المحتملين الذي ينتجون وينتظرون الفرصة للدخول في السوق، والتهديد الأساسي من دخول منافسين جدد هو احتمال زيادة العرض عند الطلب. وبالتالي انخفاض الأسعار. وهناك بعض الحالات الاستثنائية حيث دخول منظمة قوية يمثل فرصة لإمكانياتها بجذب مستهلكين جدد وتنمية الصناعة ككل، خاصة إذا كانت منتجات الصناعة لا تحمل علامة تجارية. وتختلف الصناعات من حيث صعوبة دخول منافسين جدد إليها، فهناك خصائص تشكل في حد ذاتها حاجزًا يمنع ويحول دون دخول منافسين جدد وهذه الخصائص هي: 1ـ انتشار العلامات التجارية: ويمكن ملاحظة ذلك في سوق مساحيق الغسيل حيث يسبق عادة تقديم المنتج الجديد حملة إعلانية مكثفة كمحاولة لتحويل العميل عن العلامة التي تعود على استخدامها ولكن الصعوبة تختلف من الدواء إلى الصابون، حيث يسهل التأثير على المستهلك وإقناعه بالتحول إلى علامة تجارية جديدة، ولذلك فإن دخول منافسين جدد في صناع الدواء أصعب من دخول منافسين جدد في صناعة الصابون. 2ـ الاستثمار المبدئي: كلما زاد الاستثمار المبدئي المطلوب كلما كان هناك صعوبة في دخول منافسين جدد، وكلما اعتبر ذلك فرصة للمنظمات التي تعمل في الصناعة. 3ـ الحجم: يتطلب النجاح في بعض الصناعات الوصول إلى حجم معين حتى تتمكن المنظمة من الإنفاق على الإعلام والبحوث والتدريب والبعثات، فالمنظمات الكبيرة يمكن أن تنفق على ذلك. كما أن الشركات الكبيرة يمكنها الدخول في منافسة سعرية اعتمادًا على ما تتمتع به من وفورات الحجم الكبير في مجال الإنتاج والتسويق وخدمات ما بعد البيع والتمويل والشراء، مثل صناعة الحديد والصلب. 4ـ عمر المنظمة: كلما زادت العلاقة بين طول فترة العمل في الصناعة وبين الخبرة المتخصصة المؤثرة في نجاح المنظمة في الصناعة، كلما كانت هناك صعوبة في دخول منافسين جدد للصناعة، فطول الفترة ينمي بناء علاقات قوية مع الموردين والعملاء كما يعني احتلال أماكن ممتازة للتوزيع، ويزيد من احتمال الحصول على التراخيص والعقود. 5ـ السياسات الحكومية: تعتبر السياسات الحكومية التي تحدد عدد المنظمات التي تعمل في الصناعة من أكبر العوائق لدخول منافسين جدد. فقد حددت الحكومة المصرية عددًا من الشركات السياحية المصرح لها بتنظيم رحلات الحج والعمرة مما خلق فرصة كبيرة لهذه المنظمات. 3ـ العملاء: هم القطاع المستهدف الذين يستهلكون السلع والخدمات التي تقدمها منظمات الصناعة فقد تركز منظمة في صناعة الملابس على الشباب في حين تركز منظمة أخرى على الأطفال أو السيدات. ـ ومعرفة المنظمة برغبات العملاء يمكِّنها من وضع استراتيجيات تجذبهم إليها وتحافظ عليهم بدلاً من أن تجذبهم المنظمات المنافسة. والتعرف على خصائص العملاء يقيد المنظمة في النواحي الآتية: 1ـ اختيار نوع الصناعة: عندما وجدت شركة American Express أن المواطن الأمريكي يحصل على احتياجاته طويلة الأجل من القروض ولكنه لا يستطيع الحصول على قرض من البنك لتمويل احتياجاته اليومية، فوجدت في ذلك فرصًا لبدء صناعة كروت الائتمانCredit card . 2ـ اختيار الموقع: يلاحظ توطن معظم مدن الملاهي الأمريكية بالقرب من الشاطئ ذلك لأنه لوحظ أن العميل يود أن يقضي وقتًا مسليًا مع أسرته في الماء بعد أن يقضي فترة الصباح على الشاطئ. 3ـ اختيار التكنولوجيا: يؤثر خصائص العميل على اختيار نوع التكنولوجيا المستخدمة، فرغبة العميل في الحصول على تذكرة ذهاب وعودة مرة واحدة بدلاً من شراء تذكرة من الإسكندرية وأخرى من القاهرة دفع السكك الحديدية إلى إدخال الحاسب الآلي والتي مكنت العميل من تحقيق رغبته. 4ـ الموردون: تمثل العلاقة بين المنظمة والموردين الذين تتعامل معهم إحدى المحددات الهامة لنجاحها، حيث يمكن أن تحصل بعلاقتها الحسنة على ميزة لا تتوافر لدى الآخرين من منظمات الصناعة وبالتالي تمثل فرصة تميزها عنهم، وقد يحدث العكس ويكون الموردون أحد مصادر التهديد للمنظمة التي تعوق نموها وبقاءها في السوق، وذلك لأن المنظمة تعتمد على الموردين ليس فقط في الحصول على الموارد الأولية ومستلزمات الإنتاج، بل على كل مدخلات المنظمة من معدات وقوى محركة وخدمات وتجهيزات. وقد يتمثل توقف إمداد أي منها أو عدم انتظام توريدها تهديدًا للمنظمة، كما أنها وسيلة للحصول على الائتمان. 5ـ القوى العاملة: غياب العمالية المدربة في السوق المحلي قد تمثل تهديدًا للمنظمات التي تنافس في السوق العالمي. ـ وقد يمثل دوران العمل وعدم قدرة المنظمة على المحافظة على العمالة المدربة لوجود منظمات تقدم شروط عمل أفضل، التهديد الرئيس التي تعاني منها المنظمة. 6ـ السلع البديلة: يزيد تهديد السلع والخدمات البديلة في الأحوال التالية: 1ـ قدرة السلع والخدمات البديلة على إشباع حاجات عملاء الصناعة بطريقة أرخص أو أفضل. 2ـ عدم توافر المعرفة لدى العميل التي تمكنه من المقارنة بين سعر وجودة المنتج البديل وسعر وجود المنتج الأصلي. 3ـ عدم تحمل العميل لتكلفة تحول نتيجة اتخاذ قرار بشراء السلع والخدمات البديلة. 4ـ إذا كان المنتج الأصلي هو المنتج الوحيد ولا يمكن تعديله لقصور في الإمكانات. |
كيف أقيس إمكاناتي.. إدارة إستراتيجية تقييم وظائف المشروع: يُقصد بوظائف المشروع مجموعة الأنشطة المتعلقة بطبيعة نشاط المنظمة والتي تختلف من صناعة لأخرى وقد تختلف من منظمة لأخرى في نفس الصناعة. فالوظائف التي تؤدى في مشروع صناعي تتضمن الإنتاج والمخازن والمشتريات والمبيعات, في حين أن الوظائف التي تؤدى في مشروع تجاري هي الشراء والتخزين والبيع, في حين أن البنك يحتوي على وظائف الاعتمادات المستندية وخطابات الضمان والحسابات الجارية. وفيما يلي استعراض النجاح في بعض هذه الوظائف: التسويق يتضمن التسويق مجموعة من الأنشطة التي يتضمنها انسياب السلع والخدمات من مواطن الإنتاج إلى مراكز الاستهلاك. ويتحقق النجاح في وظيفة التسويق إذا توافرت نقاط القوة الآتية: 1ـ القدرة على التحكم في تكلفة التسويق 2ـ القدرة على التنبؤ. 3ـ وجود ميزانية كافية للإعلانات والجهود البيعية. 4ـ اقتناع العملاء بعدالة أسعار المنظمة. 5ـ القدرة على جمع المعلومات عن الأسواق والعملاء والاستفادة منها. 6ـ وجود منافذ توزيع تحتل المواقع الممتازة. 7ـ وجود رجال بيع على درجة عالية من الكفاءة. 8ـ وجود تنظيم جيد لإدارة التسويق. 9ـ ولاء العملاء لمنتجات الشركة. 10ـ مرونة الأسعار بحيث يمكن تخفيضها إذا تغيرت ظروف التسوق. 11ـ وجود خدمات ما بعد البيع. 12ـ القدرة على تصفية الأنشطة الخاسرة. الإنتاج: تتضمن وظيفة الإنتاج مجموعة من الأنشطة التي تهدف إلى تحويل المدخلات إلى مخرجات ويتحدد النجاح في وظيفة الإنتاج بتوافر نقاط القوة الآتية: 1ـ وجود تشكيلة متكاملة من المنتجات بالسعر والجودة المناسبة. 2ـ القدرة على صيانة الآلات وضمان التشغيل. 3ـ القدرة على تخفيض تكلفة الإنتاج وتقديم منتج منخفض السعر. 4ـ القدرة على تخفيض وزيادة حجم الإنتاج. 5ـ انخفاض تكلفة المواد الخام وضمان توريدها بالسعر والجودة المناسبة. 6ـ موقع المصنع وقربه من المواد الخام. 7ـ الاعتماد على مستوى تكنولوجيا مناسب. 8ـ القدرة على تحقيق وفورات الحجم الكبير. 9ـ وجود الآلات وتجهيزات يمكن استخدامها لإنتاج أكثر من منتج المشتريات والمخازن: تتضمن وظيفة المشتريات والمخازن مجموعة الأنشطة التي تهدف إلى توفير مستلزمات الإنتاج والسلع الجاهزة في الأوقات المناسبة والمحافظة عليها من التلف أو الفقدان ويتحدد النجاح في هذه الوظيفة بتوافر نقاط القوة الآتية: 1ـ وجود علاقة طيبة مع الموردين 2ـ القدرة على الشراء بكميات كبيرة 3ـ تعدد مصادر التوريد. 4ـ توافر فريق تفاوض قادر على الحصول على أفضل شروط الشراء. 5ـ القدرة على توفير نفقات التخزين. 6ـ القدرة على الوفاء باحتياجات التصنيع بالحد الأدنى من المخزون. 7ـ قرب المخازن من المواد الخام والأسواق. التمويل: تتضمن وظيفة التمويل مجموعة من الأنشطة التي تهدف إلى إدارة أموال المنظمة بطريقة تحقق الموائمة بين السيولة والربحية. ويتحدد النجاح في هذه الوظيفة بتوافر نقاط القوة الآتية: 1ـ وجود نظام جيد للتكاليف والمحاسبة. 2ـ القدرة على الحصول على موارد مالية طويلة الأجل. 3ـ القدرة على الحصول على موارد مالية قصيرة الأجل. 4ـ وجود علاقات طيبة مع الممولين. 5ـ تحقيق معدل ربح مرتفع مع المحافظة على القدر المناسب من السيولة. 6ـ وجود هيكل تمويل مرن. إدارة الموارد البشرية: تتضمن هذه الوظيفة مجموعة من الأنشطة التي تهدف إلى توفير القوى العاملة المحفزة والقادرة على تحقيق أهداف المنظمة. ويتحدد النجاح في هذه الوظيفة بتوافر نقاط القوة الآتية: 1ـ وجود سياسات اختيار وتعيين وترقية جيدة. 2ـ توافر العمالة المدربة والماهرة والمحفزة. 3ـ انخفاض تكلفة العمالة بالمقارنة بالمنافسين. 4ـ وجود علاقات قوية بالنقابات ومراكز التدريب. 5ـ استقرار العمالة وولائهم للمنظمة. 6ـ سهولة الحصول على العمالة المطلوبة. البحوث والتطوير: تتضمن هذه الوظيفة مجموعة من الأنشطة التي تعمل على الاستفادة من الدراسات والبحوث في الارتقاء بجودة ما تقدمه المنظمة من خدمات وسلع. ويتحدد النجاح في هذه الوظيفة بتوافر نقاط القوة الآتية: 1ـ وجود وحدة تنظيمية قادرة على إجراء البحوث العلمية وتطويرها. 2ـ توافر القدرة المالية لإجراء البحوث والتطوير. 3ـ القدرة على استيعاب نتائج البحوث والتطوير والاستفادة منها. 4ـ مرونة العمليات والإجراءات والهيكل التنظ تقييم وظائف المشروع: يُقصد بوظائف المشروع مجموعة الأنشطة المتعلقة بطبيعة نشاط المنظمة والتي تختلف من صناعة لأخرى وقد تختلف من منظمة لأخرى في نفس الصناعة. فالوظائف التي تؤدى في مشروع صناعي تتضمن الإنتاج والمخازن والمشتريات والمبيعات, في حين أن الوظائف التي تؤدى في مشروع تجاري هي الشراء والتخزين والبيع, في حين أن البنك يحتوي على وظائف الاعتمادات المستندية وخطابات الضمان والحسابات الجارية. وفيما يلي استعراض النجاح في بعض هذه الوظائف: التسويق يتضمن التسويق مجموعة من الأنشطة التي يتضمنها انسياب السلع والخدمات من مواطن الإنتاج إلى مراكز الاستهلاك. ويتحقق النجاح في وظيفة التسويق إذا توافرت نقاط القوة الآتية: 1ـ القدرة على التحكم في تكلفة التسويق 2ـ القدرة على التنبؤ. 3ـ وجود ميزانية كافية للإعلانات والجهود البيعية. 4ـ اقتناع العملاء بعدالة أسعار المنظمة. 5ـ القدرة على جمع المعلومات عن الأسواق والعملاء والاستفادة منها. 6ـ وجود منافذ توزيع تحتل المواقع الممتازة. 2ـ توافر العمالة المدربة والماهرة والمحفزة.7ـ وجود رجال بيع على درجة عالية من الكفاءة. 8ـ وجود تنظيم جيد لإدارة التسويق. 9ـ ولاء العملاء لمنتجات الشركة. 10ـ مرونة الأسعار بحيث يمكن تخفيضها إذا تغيرت ظروف التسوق. 11ـ وجود خدمات ما بعد البيع. 12ـ القدرة على تصفية الأنشطة الخاسرة. الإنتاج: تتضمن وظيفة الإنتاج مجموعة من الأنشطة التي تهدف إلى تحويل المدخلات إلى مخرجات ويتحدد النجاح في وظيفة الإنتاج بتوافر نقاط القوة الآتية: 1ـ وجود تشكيلة متكاملة من المنتجات بالسعر والجودة المناسبة. 2ـ القدرة على صيانة الآلات وضمان التشغيل. 3ـ القدرة على تخفيض تكلفة الإنتاج وتقديم منتج منخفض السعر. 4ـ القدرة على تخفيض وزيادة حجم الإنتاج. 5ـ انخفاض تكلفة المواد الخام وضمان توريدها بالسعر والجودة المناسبة. 6ـ موقع المصنع وقربه من المواد الخام. 7ـ الاعتماد على مستوى تكنولوجيا مناسب. 8ـ القدرة على تحقيق وفورات الحجم الكبير. 9ـ وجود الآلات وتجهيزات يمكن استخدامها لإنتاج أكثر من منتج. المشتريات والمخازن: تتضمن وظيفة المشتريات والمخازن مجموعة الأنشطة التي تهدف إلى توفير مستلزمات الإنتاج والسلع الجاهزة في الأوقات المناسبة والمحافظة عليها من التلف أو الفقدان. ويتحدد النجاح في هذه الوظيفة بتوافر نقاط القوة الآتية: 1ـ وجود علاقة طيبة مع الموردين. 2ـ القدرة على الشراء بكميات كبيرة. 3ـ تعدد مصادر التوريد. 4ـ توافر فريق تفاوض قادر على الحصول على أفضل شروط الشراء. 5ـ القدرة على توفير نفقات التخزين. 6ـ القدرة على الوفاء باحتياجات التصنيع بالحد الأدنى من المخزون. 7ـ قرب المخازن من المواد الخام والأسواق. التمويل: تتضمن وظيفة التمويل مجموعة من الأنشطة التي تهدف إلى إدارة أموال المنظمة بطريقة تحقق الموائمة بين السيولة والربحية. ويتحدد النجاح في هذه الوظيفة بتوافر نقاط القوة الآتية: 1ـ وجود نظام جيد للتكاليف والمحاسبة. 2ـ القدرة على الحصول على موارد مالية طويلة الأجل. 3ـ القدرة على الحصول على موارد مالية قصيرة الأجل. 4ـ وجود علاقات طيبة مع الممولين. 5ـ تحقيق معدل ربح مرتفع مع المحافظة على القدر المناسب من السيولة. 6ـ وجود هيكل تمويل مرن. إدارة الموارد البشرية: تتضمن هذه الوظيفة مجموعة من الأنشطة التي تهدف إلى توفير القوى العاملة المحفزة والقادرة على تحقيق أهداف المنظمة. ويتحدد النجاح في هذه الوظيفة بتوافر نقاط القوة الآتية: 1ـ وجود سياسات اختيار وتعيين وترقية جيدة. 3ـ انخفاض تكلفة العمالة بالمقارنة بالمنافسين. 4ـ وجود علاقات قوية بالنقابات ومراكز التدريب. 5ـ استقرار العمالة وولائهم للمنظمة. 6ـ سهولة الحصول على العمالة المطلوبة. البحوث والتطوير: تتضمن هذه الوظيفة مجموعة من الأنشطة التي تعمل على الاستفادة من الدراسات والبحوث في الارتقاء بجودة ما تقدمه المنظمة من خدمات وسلع. ويتحدد النجاح في هذه الوظيفة بتوافر نقاط القوة الآتية: 1ـ وجود وحدة تنظيمية قادرة على إجراء البحوث العلمية وتطويرها. 2ـ توافر القدرة المالية لإجراء البحوث والتطوير. 3ـ القدرة على استيعاب نتائج البحوث والتطوير والاستفادة منها. 4ـ مرونة العمليات والإجراءات والهيكل التنظيمي بما يسمح بالاستفادة من البحوث والتطوير 5ـ وجود إدارة راغبة على تحمل المخاطرة وراغبة في التغيير. لكي تتمكن من قياس إمكانات منظمتك فيجب عليك تقييم مستويين: المستوى الأول: ويسمى المستوى الكلي. والمستوى الثاني: ويسمى المستوى الوظيفي. وفيما يلي استعراض لتقييم الإمكانات الداخلية للمنظمة على المستويين الكلي والجزئي. أولاً: التقييم على المستوى الكلي يقصد بالتقييم على المستوى الكلي تجميع معلومات عن المنظمة ككل لاكتشاف ما تتمتع به المنظمة من نقاط قوة [مزايا تنافسية] ونقاط ضعف بالمقارنة بالمنافسين في النواحي الآتية: 1ـ حضارة المنظمة. 2ـ سمعة المنظمة 3ـ التكامل بين أجزاء المنظمة 1ـ حضارة المنظمة تتكون حضارة المنظمة من القيم والعادات والتقاليد والأعراف والشعارات وأنماط السلوك المقبولة والرموز والأساطير السائدة في المنظمة والتي تؤثر على سلوك العاملين وتصرفاتهم والاتجاهات الذهنية لهم، والتي تؤثر على طريقة تعامل المنظمة مع الأطراف الخارجية، وتمثل هذه المكونات نقاط قوة يمكن الاعتماد عليها عند بناء الاستراتيجيات أو نقاط ضعف تحول دون تحقيق الأهداف الاستراتيجية. فقد يسود المنظمة مثلا حضارة تتضمن قيم الالتزام والولاء ووضع مصلحة المنظمة قبل المصلحة الشخصية والاعتقاد أن العمل عبادة وأن من واجبات الفرد أن يتقن عمله ويحسن فيه، وأن يحافظ على الأمانة التي كلف بها وقد يسود المنظمة قيم أخرى بأن من يعمل كثيرًا يخطئ كثيرًا، وأن من يعمل قليلاً يخطئ قليلاً، ولذا ينبغي العمل على اكتشاف هذه المكونات الحضارية وإخضاعها للتحليل لمعرفة أسبابها، حتى يمكن تدعيم الجانب الإيجابي منها ووضع الخطط واتخاذ الخطوات التصحيحية للقضاء على الجانب السلبي منها. فالحضارات التي لا تهتم بمبدأ الشورى والتي لا تشجع على إبداء الآراء وعرض المقترحات هي الحضارة التي لا تساعد على الابتكار والتطوير. والحضارة التي تفرض عدم اتخاذ القرار إلا بعد عرضه على الإدارة العليا مهما كان صغيرًا هي حضارة معوقة وأبرز نقاط ضعفها هو بطء اتخاذ القرارات. والحضارة التي ترفض التغيير تمثل نقطة ضعف وأبرز نقاط ضعفها هي مقاومة التغيير وعدم الرغبة في تحمل الأخطار وبالتالي فإن الاستراتيجيات سوف تدور في نطاق تقليد المنظمات الناجحة. ولذلك فإن تقييم الحضارة السائدة في المنظمة ككل يمكن أن يكشف الدعائم التي يمكن استخدامها لموضع الاستراتيجيات، كما يكشف عن النواحي الحضارية التي ينبغي الاعتراف بها كواقع نظرًا لأن تغيير الحضارات من الأمور الصعبة والتي ينبغي الاعتراف بها كنقاط ضعف لا يمكن القضاء عليها في الأجل القصير وأخذها في الحسبان عند وضع الاستراتيجيات. 2ـ سمعة المنظمة: سمعة المنظمة هي الصورة الذهنية أو الانطباع الذهني لدى المتعاملين معها وعن منتجاتها وسياساتها وأنظمتها سواء كانوا من المساهمين، المقترضين، أو العاملين، أو العملاء، أو الموردين، أو الحكومة، أو المنافسين، أو النقابة، أو غير ذلك من المؤسسات والأشخاص الذين تتضمنهم البيئة الخارجية التي تتعامل فيها المنظمة. وكلما كان رأى هؤلاء الأطراف إيجابيًا في تعاملها معهم كلما حرص أطراف التعامل على استمرار العلاقة وتدعيمها والقضاء على السلبيات التي تعوق استمرارها ونموها. أما إذا حدث العكس فإن هذه الأطراف تحاول أن تحقق أكبر استفادة في علاقتها مع المنظمة باعتبار أن كل معاملة معها قد تكون المعاملة الأخيرة ويمثل الوضع الأخير نقطة ضعف خطيرة بالنسبة للمنظمة. وقد يؤثر ذلك سلبيًا على المنظمة حيث تنعدم الثقة فيها في الأسواق فلا تستطيع الحصول على تمويل لاحتياجاتها، ولا تستطيع ضمان توريد بضائع في أوقات الأزمات ويصبح من السهل تحول العملاء إلى شركات منافسة حيث لا يوجد ولاء لها. وقد يرتبط بالمنظمة سمعة معينة تبرز في أذهان المتعاملين دون سواها. فهناك شركات للعب الأطفال لديها سمعة بأنها تنتج لعب أطفال قوية وآمنة، وهناك شركات للأدوية معروفة عالميًا بأنها تهتم بالأمان خاصة في التعبئة بحيث لا يمكن فتح العبوة وإعادة تغليفها، وهناك شركات طيران معروفة بانضباط مواعيدها. ومعنى ذلك أن على المنظمة أن تجمع آراء المتعاملين معها وتحل الشكاوى حتى يتم تقييم سمعة المنظمة ككل وما إذا كانت تمثل نقطة قوة أو نقطة ضعف. 3ـ التكامل بين أجزاء المنظمة: قد لا يظهر تقييم حضارة المنظمة وسمعتها أي ضعف، وقد لا تظهر نقاط الضعف حتى إذا تم تقييم أجزاء المنظمة، ولكن تظهر نقاط الضعف في العلاقة بين أجزاء المنظمة، حيث لا يوجد تكامل أو تنسيق بين أجزاء المنظمة نتيجة لوجود صراعات بين الإدارات المختلفة، فعلى سبيل المثال قد يوجد صراع بين إدارة الإنتاج وإدارة التسويق يحول دون الوفاء بأوامر الشراء في المواعيد المتفق عليها أو تعديل مواصفات المنتج بالطريقة التي تتفق ورغبات العملاء كما تحددها إدارة التسويق. فكثير من المنظمات تفتقد عنصر التنسيق بشدة مما يجعل [عدم توحد الجهود] أبرز نقاط ضعفها، نظرًا لأن هناك تداخلاً طبيعيًا من الوظائف المختلفة مثل التسويق والإنتاج والإدارة الهند والإنتاج، البحوث والتطوير ونظم المعلومات والإدارة المالية، فالعلاقة بن المخازن الفرعية وبن المخازن الرئيسية قد تكون إحدى نقاط الضعف الخطيرة في المنظمة الكبيرة التي تعمل في العديد من المنتجات والأسواق. ـ وقد تكون العلاقة بين قسم بحوث التسويق وإدارة التسويق أو قسم البحوث والتطوير وإدارة الإنتاج نقطة الضعف الأساسية في المنظمة، ولذلك فإنه من المهم أن يتضمن تقييم الإمكانيات الداخلية تقيمًا واقعيًا للعلاقة بين أجزاء المنظمة حيث يتوقف نجاح المنظمة على التنسيق بين إدارات المنظمة. ثانيًا: التقييم على المستوى الجزئي: تعتمد فكرة التقييم الجزئي للإمكانيات الداخلية على تقسم المنظمة إلى أجزاء يمثل كل منها وحدة كاملة يمكن حصر مدخلاتها ومخرجاتها وتحديد معالم العملية التي تتم داخلها. وقد يكون هذا الجزء وظيفة أو عملية أو موقع جغرافي أو وحدة تستخدم آلات أو تكنولوجيا معينة، وبناء على دراسة هذه الأجزاء في الفترات السابقة، أو مقارنة أدائها بأداء الأجزاء المماثلة في المنظمة المنافسة يمكن استخلاص عناصر النجاح الداخلية في كل منها والتي يمثل تواجدها قوة ويمثل غيابها ضعفًا. فأهم خطوة في التقييم هي تحديد عناصر النجاح الداخلية التي سوف تستخدم كمعيار لمعرفة مستوى أداء الجزء المعين من المنظمة المراد الكشف عن قوته وضعفه. تقييم أنشطة المنظمة: يعتمد مدخل الأنشطة على تقسيم المنظمة إلى مجموعتين من الوظائف: المجموعة الأولى هي مجموعة الوظائف الإدارية والتي تتضمن الوظائف التي تطبق في كل المنظمات بصرف النظر عن طبيعة نشاطها بهدف تحريك الموارد بطريقة منظمة ومرتبة نحو تحقيق الأهداف العامة للمنظمة، وتتضمن تلك المجموعة وظائف التخطيط، التنظيم، التحفيز، الرقابة. والمجموعة الثانية هي مجموعة وظائف المشروع والتي تختلف من منظمة لأخرى بحسب نشاطها، فهي تختلف من منظمة صناعية عنها في منظمة تجارية. [1] تقييم الوظائف الإدارية: يعني تقييم الوظائف الإدارية جمع معلومات عن أداء المنظمة في ممارسة الوظائف الإدارية المختلفة للكشف عن نقاط القوة والضعف في الأسلوب الإداري التي تتبعه المنظمة. فالنشاط الإداري هو أحد المجالات التي ينبغي أن تخضع للتقييم وللتعرف على نقاط القوة والضعف فيه. وفيما يلي استعراض لأهم الوظائف الإدارية وعناصر النجاح الأساسية في كل منها: أـ التخطيط: يعني التخطيط الإعداد المسبق لما تريد المنظمة الوصول إليه في المستقبل، بما يتضمنه ذلك من تنبؤ ووضع الأهداف والاستراتيجيات والسياسات والإجراءات والقواعد والبرامج المناسبة. ويتطلب النجاح فيه توافر الاتي 1ـ وجود مشاركة من كافة المستويات والخبرات في التنظيم. 2ـ وجود أهداف واضحة ومكتوبة لما يمكن تحقيقه في الأجل القصير والأجل الطويل. 3ـ وجود استراتيجيات للمنافسة في السوق واستراتيجيات لمواجهة الطوارئ. 4ـ وجود معايير تستخدم في تخصيص الموردين للبدائل المختلفة. 5ـ وجود نظام معلومات قادر على رصد المتغيرات التي تحدث في البيئة الخارجية والداخلية وعلى اكتشاف استراتيجيات المنافسين وتحديد رغبات المستهلكين والموردين والمساهمين والعاملين. 6ـ وجود كوادر قادرة على استخدام المعلومات المتاحة للتنبؤ بالمستقبل. ب ـ التنظيم: هو الوظيفة التي تهدف إلى تكامل الجهود نحو تحقيق الأهداف عن طريق تجميع المهام في وحدات متجانسة وتحديد الصلاحيات والمسئوليات وتفويض السلطة المناسبة وتحديد خطوط الاتصال بين وحدات التنظيم. والتنظيم الجيد يساعد المنظمة على المنافسة بقوة في السوق حيث تتخذ القرارات بأسرع ما يمكن وتتم الأعمال بأقل قدر من التعارض بين وحدات التنظيم. ويتحدد النجاح في وظيفة التنظيم على توافر نقاط القوة التالية: 1ـ وضوح المسئوليات والسلطات وتوثيقها بطريقة رسمية معلنة داخل المنظمة وللمتعاملين معها خارج المنظمة. 2ـ وجود توصيف دقيق للوظائف بين المتطلبات المهنية والنفسية والشخصية لشاغل الوظيفة. 3ـ شغل الوظائف بالأشخاص الذين يتوافر فيهم متطلبات شغل الوظيفة. 4ـ السماح باتخاذ القرارات عند أدنى مستوى إداري ممكن مع محاسبة المدير على تحقيقه لنتائج محددة وليس محاسبته على التفاصيل التي لا ترتبط بنتائج محددة. 5ـ وجود نظام اتصال وتقارير يوفر معلومات دقيقة عن البيئة الداخلية والخارجية يمكن الحصول عليها في الوقت المناسب. 6ـ عمل التنظيم بأعلى درجة من التنسيق وأقل قدر من الصراعات. ح ـ التحفيز: تنجح بعض المنظمات في السوق لولاء العاملين بها وإخلاصهم وتعتمد منظمات بعض الدول على ولاء العاملين باعتباره الدعامة الرئيسية لاستراتيجياتها والتي تمكنها في ظل توافر الإمكانات والتكنولوجيا المتاحة من الالتزام بمعدلات عالية من الجودة وتقديم المنتج في المواعيد المحددة مع الحفاظ على التكلفة في حدها الأدنى بل تنافس كثيرا من المدن السياحية معتمدة على أن المواطنين لديهم ولاء للحفاظ على مدينتهم الجميلة ولاقتناعهم بأن عائد السياحة سوف يكون له مردود عليهم جميعًا في صورة خدمات ومستشفيات وخدمات عامة. ولذلك فإن العمالة المحفزة ذات معدل الإنجاز المرتفع تعتبر من نقاط القوة الأساسية وغيابها يمثل نقطة ضعف من الصعب أن تعوض بتوافر رأس المال أو الموقع أو غير ذلك من نقاط القوة. والنجاح في وظيفة التحفيز يتحقق إذا توافرت نقاط القوة الآتية: 1ـ وجود روح معنوية مرتفعة ورضاء من العاملين. 2ـ وجود مشاركة واهتمام من العاملين بتقديم مقترحات وأفكار جديدة لكل المشكلات التي تواجه المنظمة. 3ـ وجود عدد معقول من الأفكار الجديدة الصالحة للتفكير ورغبة على الابتكار والإبداع. 4ـ وجود معدل منخفض للغياب، ودوران العمل. 5ـ وجود تنظيمات وجماعات غير رسمية معروفة لدى الإدارة وتعمل لصالح المنظمة. 6ـ وجود اقتناع من العاملين بحكمة وخبرة وقدرة القيادة. 7ـ وجود اقتناع لدى العاملين بعدالة الأجور وعدالة توزيع الحوافز والمكافآت وأسس الترقية. 8ـ وجود رغبة للتعلم والتطور وعدم مقاومة التغيير. 9ـ وجود أنظمة عادلة للثواب والعقاب. د ـ الرقابة: تعني وظيفة الرقابة التأكد أن التنفيذ قد تم وفق الخطط والمعايير المستهدفة وأن الخطوات التصحيحية قد اتخذت لتصحيح التنفيذ أو تعديل الخطط وتمثل قدرة المنظمة على الرقابة في الجودة أحد نقاط قوتها الهامة، كما أن قدرة المنظمة على اكتشاف الانحرافات بسرعة واتخاذ الخطوات التصحيحية يعتبر أحد نقاط القوة التي تساعدها على المنافسة. ويتحقق النجاح في وظيفة الرقابة إذا توافرت نقاط القوة التالية: 1ـ وجود نظام للرقابة على الجودة والمخزون والنفقات. 2ـ وجود نظام تقارير قادر على الكشف عن الانحرافات بسرعة سواء في البيئة الخارجية أو الداخلية. 3ـ وجود آلية رسمية ومعروفة لتصحيح الانحرافات لمزيد من التوسع راجع: الإدارة الاستراتيجية ـ أ.د/ محمد عوض. |
تحديات الإدارة في المستقبل..التغير في ملامح بيئة الإدارة مقدمة: ستواجه الإدارة والمديرين تحديات كثيرة في المستقبل، وتفرض هذه التحديات آثارها على وظائف الإدارة وقدرات ومهارات المديرين, ويمكن القول بأن هناك تغيرات كبيرة في الظروف والأوضاع والبيئة المحيطة بالإدارة متوقعة، وبعضها قد بدأت تهب رياح عاصفته بالفعل،مما سيؤدي إلى تغير في ملامح البيئة الإداريةوتغير في ممارساتها، وعلى من يريد الاستمرار والتعايش مع هذه التحديات والتغيرات القادمة أن يهيئ نفسه ومنظمته لمثل هذه التحديات، وأن يتعرف على أهم التحديات المستقبلية التي تواجه الإدارة والمديرين، ويكون لديه المرونة الكافية لإجراء التغييرات المطلوبة، لمواجهة هذه التحديات وليكون على مستوى المنافسة الشرسة القادمة والتي تزداد شراستها يوماً بعد يوم. وأبرز التحديات المعاصرة والمستقبلية التي تواجه الإدارة والمديرين هي: 1.التغير في ملامح بيئة الإدارة. 2.العولمة. 3.الخصخصة. 4.الجودة الشاملة. وسيدور حديثنا إن شاء الله في هذه السلسلة كل مرة عن واحد من هذه التحديات، وأول موضوع نتناوله هو موضوع التغير في ملامح بيئة الإدارة. فكما هو معروف أن الإدارة هي نظام مفتوح يتأثر بالبيئة الخارجية المحيطة بها ويؤثر فيها، ولذلك فإن أي تغيير في البيئة الخارجية لابد أن يكون له تأثير سواء بشكل مباشر أو غير مباشر على المنظمة. والمتتبع لبيئة الإدارة والأعمال يجدها لم تتغير لعشرات السنوات إلا تغيرات بسيطة واستمرت ملامح البيئة فترة طويلة من الزمان دون تغير ملحوظ، إلا أننا في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين نشهد تغييراً نوعياً ملحوظاً في ملامح بيئة الإدارة والأعمال مما يحدو بنا أن نتعرف على هذه التغييرات جيداً و إجراء التغير المناسب في المنظمة للتكيف مع هذه التغيرات. أهم التغيرات في بيئة الإدارة والأعمال: 1-انتقال المجتمع من ملامحه الصناعية إلى مجتمع آخر يهتم بالمعلومات والخدمات. 2-غزو تكنولوجيا المعلومات لكل الأعمال والوظائف من أجل أن تصبح جزءاً منها. 3-الانتقال من الاقتصاد المحلي أوالقومي إلى الاقتصاد العالمي. 4-ربط العالم بشبكة من الاتصالات والمواصلات الكاملة والسهلة. 5-سيطرة النظام الرأسمالي وانحسار المد الاشتراكي أمامه. 6-نهضة تكنولوجية في نواحي كثيرة تفتح آفاقاً جديدة من العلم وتطبيقاته كل يوم. 7-تغير في موازيين القوى السياسية والاقتصادية والعسكرية في العالم. 8-تحرير التجارة العالمية. 9-كثير من التحالفات بين الشركات العالمية المتنافسة. فإذا أخذنا في الحسبان أن هذه التغييرات تحدث بطريقة سريعة، بالإضافة إلى أنه أكثر من تغيير يحدث في وقت واحد، فلا بديل أن يتقن المديرون فن إدارة التغيير في المنظمات، ولا يكفي أن يقتصر دور المديرين على دراسة التغيرات البيئية وإصدار قرارات بمجموعة من الممارسات الجديدة، بل يجب أن يتعدى الأمر إلى التأكد من أن جميع أفراد المنظمة يشتركون في الجهود المبذولة في دراسة التغيير والتأقلم معه والتعود على الممارسات الجديدة. ومما يزيد الأمر صعوبة هو ميل الكثير من المديرين والعاملين إلى الجمود والاستقرار على نفس الأوضاع دون إحداث أي تغيير لأن أي تغيير يتطلب مجهوداً جديداً، وهذا المجهود غير معروف أثره في المستقبل. ولذا فعملية التغيير تمثل تحدياً لإدارة المنظمة لمواجهة أوضاع جديدة ولإعادة ترتيب الأمور بشكل يتفق مع المنطق الصحيح لتحقيق إنجازات إيجابية ولتجنب سلبيات محتملة أو وشيكة الوقوع. ولذافالإدارة الفعالة هي : الإدارة التي تعتبر التغيير هو تحدي لإثبات نجاحها ومقياس لكفاءتها، ودليل على تميزها، وبالتالي عليها أن تعد للتغييرجيداً، مع أخذ بعدين هامين في الاعتبار هما 1-كيفية التكيف مع التغيير والاستفادة منه 2- مداخل وأساليب تحقيقه ولما كان هناك ميل من أغلب المديرين والعاملين تجاه الجمود على الأوضاع القائمة، وجب أن تتم عملية التغيير على وفق خطوات سليمة ومدروسة حتى لا يتعرض للمقاومة من غالبية أعضاء المنظمة، ونستطيع القول بأننا نحتاج إلى تقسيم عملية التغييرإلى مراحل حتى يتم بفاعلية. مراحل التغيير الفعال: تمر عملية التغيير السليم عبر ثلاث مراحل منطقية تجعل عملية التحول من الوضع القديم إلى الوضع الجديد أمراً ممكناً وفعالاً, وهذه المراحل هي: أولاً: مرحلة الإذابة: فكما ذكرنا من قبل أن أي تغيير يقابل بمقاومة من قبل غالبية أعضاء المنظمة، ولذا ففي هذه المرحلة تقوم الإدارة بإذابة هذه المقاومة وتهيئة الأعضاء لتلقي التغيير بالقبول والرضا، وعلى الإدارة أن تنظر في الأسباب والدوافع الحقيقية الكامنة وراء مقاومة التغيير وتعمل على إذابتها وتغيير قناعات أعضاء المنظمة، وغالباً ما تكون أسباب مقاومة التغيير الحقيقية هي: الخوف من الفشل أو عدم القدرة على التكيف مع هذا التغيير أو الخوف من المجهول والمخاطر التي قد يتعرض لها الفردمن جراء هذا التغيير أو رسوخ العادات والارتياح للمألوف أو المصالح المكتسبة لبعض المديرينأو العمال من بقاء الأوضاع على ما هي عليه وعدم إجراء تغيير. وبعد أن تتعرف الإدارة على الأسباب الحقيقية وراء مقاومة التغيير عليها أن تقوم بإذابتها ويكون ذلك عن طريق تغيير قناعاتهم تجاه التغيير ولذلك تقوم الإدارة بالخطوات التالية: 1-إثارة انتباه المديرين والعاملين إلى المشاكل التي تواجههم والتي تعوقهم عن التقدم في العمل، كما تثير انتباههم إلى التغيرات البيئية المحيطة وضرورة التكيف معها. 2-تطلب من الأعضاء البحث عن حلول ذاتية ومبتكرة لحل مشاكلهم وتثير فيهم روح المشاركة في حل ما يواجه المنظمة من مشاكل ما تحتاجه من تغييرات، وخلال ذلك أيضاً تشجعهم على الابتكار والتحرر من قيود الممارسات والأنظمة الموجودة فعلاً. 3-التوصل معهم إلى حلول مبتكرة وجديدة تحدث التغيير المناسب. 4-إشراكهم في عملية التخطيط للتغيير بحيث يشعرون أنهم مسئولون عن هذه العملية وعن نجاحها. ثانياً: مرحلة التغيير: بعدما أصبح المديرون والعاملون متحررين من الأنظمة القديمة البالية، بل ربما ناقمين عليها، يأتي دور التدخل الواقعي، حيث يقوم القائمون على التطوير والتغيير بالتدخل المباشر في تغيير القيم والأنظمة والإجراءات والأساليب والممارسات السلوكية المتبعة في العمل. وينجم عن هذه العملية مجموعة من التغييرات المخطط لها في المنظمة. ويواكب هذه المرحلة عملية تدريب العاملين على هذه التغييرات الجديدة، بغرض تغيير سلوك العاملين برفض الممارسات القديمة واكتساب الممارسات السلوكية الجديدة، كما يشمل هذا التدريب نواحي فنية وتخصصية ومهارات جديدة يحتاجها العاملون في عملهم. ثالثاً:مرحلة التجميد: بعدما تم التوصل إلى نتائج جديدة، والتي تعني أنظمة وقواعد وإجراءات وممارسات وسلوكيات جديدة، يحتاج الأمرالآن إلى تثبيت وتقوية ذلك والمحافظة على ما تم تحقيقه وإنجازه وهذا ما يسمى بالتجميد، ويتم ذلك من خلال: 1-الاستمرار في التطبيقات العملية الناتجة عن عملية التغيير. 2-بناء أنظمة حوافز تشجع على عملية التطوير وتكريم الأفراد المساهمين في ذلك. 3-إنشاء أنظمة للاقتراحات لتشجيع المناقشات والاجتماعات الخاصة بحل مشاكل التغيير. وبذلك تكون عملية التغيير قد تمت بطريقة ثابتة وفعالة، وتكون المنظمة قد انتقلت نقلة حقيقية لا نقلة متوهمة. |
قياس الأداء هذا الموضوع يتناول مفهوم [قياس الأداء]، ذلك القياس الذي على أساسه يتحدد النجاح من الفشل عن طريق القرب والبعد من مقياس كل منهما ..نقدم لك موضوعًا من الموضوعات الإدارية الهامة، التي يهتم بها الإداريون أصحاب الإنجازات المتقدمة والقادة راغبي الدقة في تحركات مؤسساتهم، وكذلك العاملين معهم، والمديرون المتخصصون في اقتحام الصعوبات وتحدي المعوقات بصورة علمية رصينة .. وفي الواقع : فإن الإداريين الذين يهملون عمليات قياس الأداء هم أقرب إلى الفشل في العملية الإدارية التطبيقية منهم إلى النجاح، إن عملاً بسيطًا يقدمك خطوة في سبيل الهدف تظهر معاييره جيدًا خير ألف مرة من عمل كبير يكذبك في رؤيته ويتخيل إليك المتقد فيه في وقت أنت لا تعرف عن معاييره شيئًا .. ولذلك فالإداريون الناجحون يهتمون بشكل ملحوظ بالمقاييس المختلفة التي يمكن الاستفادة بها في تقدم الأداء . ونحن في هذا الموضوع ـ الذي بين يديك ـ نقدم لك موضوعًا أكاديميًا متخصصًا وأسلوب سهل مبسط يستطيع الاستفادة به كل قارئ .. فكن معي وبيدك القلم والورق لتدون أهم الملاحظات التطبيقية .. أولاً : معنى قياس الأداء : في إحدى المؤسسات الإنتاجية بعد تقييم الميزانية العمومية لها .. اتضح أن هناك نسبة أرباح تقارب الخمسين بالمائة 50 % سنويًا، وقد سعد الجميع بذلك سعادة غامرة، ولكن الذي لم يتم سعادتهم أن قام أحد الإداريين الأذكياء في إحدى الاجتماعات وأخبرهم بخبر غير سار : أخبرهم أن هذه النسبة من الأرباح نسبة وهمية لا تعبر عن مدى النجاح الذي قاموا به إذ أن هذه النسبة كانت نتاجًا لارتفاع أسعار العملة، وأن هذه الشركة كان لديها مخزونًا كبيرًا من البضائع وبارتفاع سعر العملة ارتفع ثمن المخزون فزادت نسبة الأرباح مع عوامل أخرى أطال في ذكرها ضيعت السعادة من عيون العاملين على ذلك المقياس الكاذب الذي قاموا به أداءهم .. وعلى مستوى آخر فإن هناك أحد التوجهات الإسلامية في بلد إسلامي ما وبعد ظهوره بثلاث سنين فقط كثر الكلام عن قوته وثباته ووضوح منهجه وكتب عنه بعض الكتاب وتناقش حول منهجه بعض المفكرين في حلقات النقاش المختلفة وكثر عن القيل والقال ..، ويوم أن اجتمع الإداريون والقادة لهذا التوجه أو لهذه الفكرة كانت تعليقاتهم كلم حول مدى النجاح الباهر الذي حققوه في فترة قليلة بناء على هذا الكم من المناقشات والتناولات حول فكرتهم التي جاءوا بها . ولم يكن في الحقيقة حالهم بأحسن حال كثيرًا من أصحاب المؤسسة الأولى .. إذ إنهم قد تبنوا وهمًا قياسيًا ظنوا به أنهم يقتربون من أهدافهم وليس الأمر كذلك . إذ أنه لم تلبث هذه الكتابات والمناقشات أن انقلبت ضدهم وبدأت في تشويه فكرتهم ومنهجهم ونظروا إلى أنفسهم بعد قليل فوجدوا بأيديهم [خفي حنين] !! معنى قياس الأداء .. فقياس الأداء إذن هو المقياس الصحيح الذي يتحدد من خلال جمع جميع العوامل المؤثرة في التقدم نحو الهدف، وقياس قدرة كل واحد منها على حدة ثم القياس الجمعي لها ثم قياس النتيجة الصحيحة بعيدًا عن العوامل الوهمية التي قد تطفو على السطح، وبحيث يكون ذلك المقياس قياسًا شاملاً للعمليات الحسابية والاجتماعية والشخصية والإعلامية وغيرها من جوانب العمل المختلفة . قياس الأداء كقاعدة أساسية : لا شك أن عملية قياس الأداء هي عملية أساسية من العمليات الإدارية المتخذة لا تقل قدرًا بحال عن العمليات الإدارية الأخرى كاتخاذ القرار وبناء فريق العمل وغيرها، ومن ثم لزم وضعها كخط عريض من الخطوط العريضة لمؤسسة ما تريد أن تحقق نجاحات مختلفة في جوانب معينة . والأعمال التي تعتمد على عشوائية القياس أعمال لا تشعر بالتقدم والإنجاز ـ إذا كان موجودًا ـ وكذلك فهي تخفي رأسها في الرمال حتى لا ترى مدى التأخر والفشل الذي يغلب على الظن وجوده . قياس الأداء ووضع خطة العمل : هناك علاقة قوية بين وضع خطط العمل واعتمادها للتطبيق وبين نتائج مقاييس الأداء المختلفة، ذلك أن تلك المقاييس تعتبر كخريطة رسم واضحة لمدى القدرة على تحقيق القرب أو البعد من هدف معين، وإذا كانت خطة العمل يجب أن يراعى وضع أهداف يمكن تحقيقها، فإنها بالتالي ستحتاج إلى قياس الداء لتحديد ذلك بالدقة المطلوبة . قياس الداء عملية مشتركة : يخطئ كثير من القادة عندما يظن أنه وحده يستطيع قياس مدى نجاح مجموعته أو مؤسسته، وهو خطأ شائع يقع فيه كل قائد أو إداري قليل الخبرة إذ إن ذلك القائد لن يرى في عملية القياس سوى أنها عملية تقيمية لعماله التي يراها ـ ناجحة من وجهة نظره الشخصية !! وقد يكون ذلك القائد يعيش في وهم كبير من ظن النجاح وهو يغوص في بحر من الفشل . لذلك فنحن ننصح كل قائد يريد أن يقيس الأداء الحقيقي لعمله أن يجعله عملية مشتركة بين مجموعة من القائمين بالقياس، فأولهم كل المسؤولين عن العمليات الإدارية والتوجيهية وثانيهم كل العاملين في هذا العمل أو تلك المؤسسة بغير استثناء عامل واحد حتى الحارس وعامل النظافة والساعي وعامل التليفون وثالثهم المنتفعين بالخدمات التي يقدمها العمل أو الذين يوجه إليهم العمل كهدف أساسي كالزبائن في العمليات التجارية والأفراد المثقفين في الأعمال الفكرية والنساء في المؤسسات التي توجه خدماتها إليهم .. ويوم أن يشترك كل أولئك في عملية قياس الأداء سيتضح للقائد من النتائج ما لم يكن يظن من قبل على أي حال .. عملية قياس الأداء لازمة لكل المستويات : لا تختص عملية قياس الأداء بالأعمال المؤسسية الكبيرة ولا الأعمال الاجتماعية الواسعة، ولكنها تلزم كل شخص يقوم بعمل ما ويهدف إلى هدف محدد..، فالشخص الناجح يلزم بصورة دورية أن يقوم بعملية قياس الأداء لنفسه ولإنتاجه الشخص ومدى قربه أو بعده عن هدفه الموجود .. وأصحاب الأعمال الصغيرة هم كذلك بحاجة إلى ذلك النوع من القياس .. وقد تختلف المحددات في كل مستوى على حده إلا أن الجميع يشترك في أمرين : ضرورة الحاجة للعملية القياسية والخروج بالنتائج الحقيقية غير الوهمية . ثانيًا : كيفية قياس الأداء : لا شك أن عملية قياس الأداء الناجحة هي العملية التي تعطي نتائج موثقة لإنتاجية العمل ومن ثم لزم على جميع الإداريين دراسة الكيفية الصحيحة للقيام بالقياسات المختلفة، ولكننا هنا نقف معك على عدة نقاط أساسية في كيفية قياس الأداء، تصلح كبداية تعليمية ولا تصلح كنهاية تطبيقية فكن معي ما استطعت .. الجوانب التي يتعرض لها القياس : أي نوع من القياس الصحيح يستلزم أن يقوم بعمله من خلال البحث في جوانب ثلاثة هامة هي : أ ـ الأهداف المطلوبة ومدى تحقيقها . ب ـ البرنامج التنفيذي ومدى الالتزام بها . جـ ـ العوامل الخارجية . وأبينها لك باختصار : أ ـ الأهداف وتحقيقها : بعض التكوينات الإدارية تقتصر على أهداف عامة تعلنها وتعمل من خلالها ومثال ذلك في المؤسسات الإنتاجية أن ترفع هدف تحسين الإنتاج أو هدف الانتشار أو غيره، ومثاله في المؤسسات الاجتماعية أو الجمعيات الفكرية أن ترفع هدف العطاء أو العدل أو غيره، وتلك الأهداف، وإن كانت أهدافًا عظيمة وجيدة على مختلف المستويات إلا أنها غير عملية ولا تطبيقية على المستوى التنفيدي لكل عمل على حده، فهي تصلح كأهداف عامة يعمل من خلالها العامل راجيًا لها محاولاً الوصول بعمله إليها .. أما هدفه المرحلي الواقعي التطبيقي الذي إذا أنجزه رفع صوته قائلاً ها أنذا قد حققت هذا الهدف .. فيجب أن يتحدد بصورة أدق من ذلك كثيرًا . ومن هنا لزم وضع أهداف مرحلية دقيقة لكل عمل على حدة ولكل خطوة على حدة. وقياس الداء يعمل في هذا المستوى ـ كعمل أول ـ، يبحث في الأهداف المرحلية التنفيذية والتي تعمل في ظل الأهداف العامة ويقيس مدى تحقيقها على أرض الواقع ومدى التقصير في تحقيقها . وطريقة قياس الأهداف ومدى تحقيقها لا يعني بحال التعرض لذات الهدف أو البحث في مدى صحته أو خطئه، فإن هذا ليس من عمل القياس، وإنما يعمل القياس في دائرة البحث في مدى تحقيقه وتنفيذه على أرض الواقع . ب ـ البرنامج التنفيذي : المستوى الثاني من مستويات عمل القياس هو البرنامج العملي التنفيذي للخطة الموضوعة ككل ويدخل في ذلك الأهداف ـ السابق ذكرها ـ والوسائل المستخدمة لتحقيقها والمحددات التي تحيط بالعمل وبالمنهجية الحركية للتنفيذ . ويتم القياس عبر المشاركة من العاملين ومعهم أثناء التحرك التنفيذي للخطة ولا يمكن نجاح هذا النوع من القياس من خلال تقييم التقريرات الورقية فقط، ولكن لابد من المراقبة الميدانية للعمل عن قرب ليتحقق المراد من القياس . جـ ـ العوامل الخارجية : وهي المستوى الثالث من مستويات القياس ويقصد بالعوامل الخارجية ما يلي : مدى قبول أو رفض الخدمة المؤداة أو الإنتاج المعروض . المعوقات الخارجية . طريقة تعامل العاملين مع المجتمع الخارجي . الخصوم والأعداء الخارجيين . وهذه العوامل من أهم العوامل الخارجية التي ينبغي للقياس أن يعمل فيها وإهمال أي عامل منها إهمال شديد للعملية القياسية وبالتالي إهمال لقياسات النجاح !! [ولعلنا ـ إن يسر الله ـ أن نتعرض لموضوع خاص بكيفية التعامل مع كل عامل من هذه العوامل الأربعة الهامة]. من يقوم بالقياس ؟ هناك بعض المحددات العامة تقرر الإجابة على سؤال؛ من يقوم بالقياس ؟ وقد سبقت الإشارة على خطأ ظن بعض المديرين من إن المدير هو القائم بالقياس وحده، وهذه المحددات هي : حجم العمل ومدى تشعب جوانبه . عدد المستفيدين منه. اختلاف جهات القياس [هل هو قياس لجهة واحدة أم قياس عام أم شامل ؟] وعلى هذا الأساس يكون القائم بالقياس هو : أ ـ الإداريون : [هم المسؤولون المباشرون للأعمال]. ب ـ مجموعات القياس . جـ ـ قادة العمل . [هم القادة في أعلى المستويات] . وعلى هذا فإن هؤلاء قد يستخدم في القياس صنفين آخرين للمشاركة في العملية القياسية . العاملون بجميع القطاعات . المستفيدون من الخدمة . وعلى أي الأحوال فإن عبئ قياس الأداء يكون ـ في غالب الأحيان ـ على مجموعة القياس، وهي التي ستتعرض لها بشيء من توضيح .. مجموعة القياس .. من هم وما صفاتهم ؟! إن مجموعة القياس هي مجموعة من القائمين بالعمل الإداري يشترك معهم بعض القائمين بالعمل التنفيذي وتختص هذه المجموعة بدور واحد فقط وهو القيام بعمل قياس الأداء بشكل دوري . وهناك عدة نقاط هامة يجب أن تراعى في موجوعات القياس : يجب أن تكون خطة العمل واضحة لجميع المشاركين في هذه المجموعة . كذلك يجب أن يكون واضحًا لديها وبشكل تفصيلي طريقة عمل المؤسسة . ضرورة تسهيل الاتصال بين أعضائها . ضرورة أن تضم هذه المجموعة ما يكفي من الخبرات اللازمة لإتمام عملية القياس . يجب أن تتوافر لها جميع احتياجات التقنية المطلوبة . يجب اختيار عناصر المجموعة اختيارًا دقيقًا . وسائل القياس : للقياس الأدائي ثلاثة وسائل رئيسية يتفرع منها باقي الوسائل الفرعية وهذه الوسائل الرئيسية هي : أ ـ القياس الحسابي . ب ـ قياس الاتجاهات . جـ ـ القياس الرمزي . نوضحها باختصار . [أ] القياس الحسابي : وهو الوسيلة الشهيرة للقياس، حيث يعتمد القائم بالقياس فيه على الأرقام الحسابية في تقدير نسبة الجودة والإنتاجية وتقدم الداء أو العكس ويمتاز هذا المقياس بوضوح معاييره وسهولة الحصول عليه ولكن يفتقر إلى إظهار الميول النفسية والاجتماعية لدى المنتفعين من الخدمة . [ب] قياس الاتجاهات : وهو وسيلة من وسائل قياس الأداء تعتمد على التركيز على مدى قابلية المستفيد والمنتفع بالخدمة للخدمة، وكذلك ميول واتجاهات الأفراد العاملين، ومدى قناعاتهم بالعمل والإنجاز، وكذلك يعمل هذا النوع من القياس في مجال التقلبات النفسية والاجتماعية المحيطة بالعمل . [جـ] القياس الرمزي : وهو وسيلة من وسائل القياس تتبلور فيها النتائج إلى رموز معبرة عن مستوى النجاح، سواء كانت هذه الرموز خطوطًا بيانية أو أشكال هندسية أو غيرها وهذا النوع من القياس يستفيد به القائم بالقياس في شرح وجهة نظره للمسؤولين وكذلك في الحكم الشامل على نوعية معينة من الأعمال أو في خطوات التقديم المتقدمة . وهذه الأنواع الثلاثة من المقياس تستخدم جميعًا في القياس الأدائي للأعمال ولا يستغني عن نوع منها إذ أن لكل منها عمل يختلف عن الآخر، ولك مقياس فيها يغطي جانبًا من جوانب الداء لا يستطيع الآخر إكمال تغطيته، ومن ثم فعلى القائمين بعملية القياس التدريب على الأنواع الثلاثة وكيفية استخدامها بصورة صحيحة . رابعًا : قياس الداء والاستفادة به في العمل الإسلامي : يعتبر العمل الإسلامي الدعوي أو الخدمي من نوعية العمال التي يصلح أني ستخدم فهيا قياس الأداء بشكل مؤثر ومفيد، نبل إنه في استطاعتنا القول أن : الأعمال الإسلامية الدعوية أو الخدمية المقدمة للناس يلزمها أن تستخدم قياس الأداء بشكل دوري وأساسي . وإليك بعض النصائح والتصورات أثناء استخدام العمل الإسلامي لقياس الأداء لعلمها يمكن أن تفيد القائمين على العمل الإسلامي الدعوي أو الخدمي : ـ قدرة أي عمل على التقدم في سبيل النجاح يرتبط بقوة، بمستوى الإقبال عليه من الخارج . ـ تتمدد قوة عمل ما أو ضعفه بدليلين : أ ـ ارتفاع في مستوى الأفراد العلمي أو الإيماني أو كليهما. ب ـ عدد المقبلين على هذا العمل . ـ العمل العشوائي في المجمعات المختلفة ينشئ نوعًا من الوهم قد يتصوره قادة هذا العمل مفاده: أن عملنا ناجح، ولكن يحتاج إلى قليل من وقت، والحق في كثير من الأحيان، أن الشعوائية في العمل لا تولد إلا تخبطًا وسقوطًا . ـ ينبغي أن يتخصص فريق من الباحثين ـ يفرزهم العمل الإسلامي ـ في القيام بعملية القياس بشكل دوري ومنتظم، ويتم الوقوف على مستوى العمل ومدى التقدم أو التأخر وأسباب أو معوقات الفشل أو هبوط المستوى. ـ يجب أن يتصف هذا الفريق ـ المتخصص ـ بصفات جماعات القياس السابق ذكرها لتكتمل الاستفادة منه . ـ قائد العمل الإسلامي الذي يعتمد على توجهه الشخصي وحكمه الفردي في الحكم على مدى تقدم العمل أو تأخره يرتكب خطأ كبيرًا سوف تذكره له الأجيال اللاحقة . ـ ينبغي إشراك جميع العاملين في حقل العمل الإسلامي في قياس الأداء بشكل أو بآخر، بحيث نستطيع الوقوف على الاتجاهات المختلفة في الحكم على مدى إنتاجية العمل . ـ الديكتاتورية في إدارة الأعمال الإسلامية بشكل مصغر من ديكتاتوريات الحكم في الدول الشهيرة بهذا النوع من الحكم .. !! ـ استخدام قياس الاتجاهات في العمل الإسلامي فممكن أن يتم عن طريق أوراق الاستبيانات وتحديد الرأي وأوراق اختيار الخدمة .. وكل هذا معروف لدى كل من لهم خبرة في العملية القياسية، ولكن يلاحظ أن يحسن إعطاء قياس الاتجاهات المكانية المتقدمة أثناء دراسة النتائج؛ لأن العمل الإسلامي عمل يعتمد عليها بشكل متقدم على غيرها من القياسات . القياس الأدائي في الأعمال الإسلامية الاجتماعية لا يشابه القياس التجاري في المؤسسات التجارية في كثير من الوجوه، إذ أن القياس في الأعمال الإسلامية يعتمد على مدى القناعة بالفكرة المطروحة وكذلك مدى التشبع المجتمعي بها إلى غير ذلك من الاختلافات، وهذا فضلاً على أن القياس التجاري قد يسهل فيه الحصول على البيانات الإحصائية ابتداءً إما في القياس للأعمال الإسلامية فإن القائد بالقياس هو الذي يستحدث البيانات بنفسه عن طريق الإحصاءات الاجتماعية المعروفة ونتائج قياسات الاتجاهات . ـ يجب تحديد مستوى الانتفاع بالخدمة ـ أو بالفكرة ـ في العمل الإسلامي، ذلك لأن المجتمع ككل لا يتساوى تجاه هذا الانتفاع أو هذه الاستفادة، فمن ثم يحسن تقسيم مستويات المجتمع إلى فئات متشابهة في مدى الانتفاع من العمل ثم إجراء القياس بعد ذلك بناء على هذا الأساس . لكي يصلح قياس الأداء كطريقة لقياس النجاح ينبغي أن يبني عمله على خطة عمل واضحة جلية على أساسها تتم الخطوات وإلا فلا أثر له . |
" فـن التعامل مع المخطــئ " الخطأ سلوك بشري لا بد ان نقع فيه حكماء كنا او جهلاء ..و ليس من المعقول أن يكون الخطأ صغيراً فنكبره .. و نضخمه.. ولابد من معالجة الخطأ بحكمة ورويه و أياً كان الأمر فإننا نحتاج بين وقت و آخر إلى مراجعة أساليبنا في معالجة الأخطاء .. و لمعالجة الأخطاء فن خاص بذاته .. يقوم على عدة قواعد .. أرجو منكم أن تقرؤها معي بتمعن .. القاعدة الأولــــى اللوم للمخطيء لا يأتي بخير غالباً تذكر أن اللوم لا يأتي بنتائج إيجابيه في الغالب فحاول أن تتجنبه ..وقد وضح لنا أنس رضي الله عنه انه خدم الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنوات ما لا مه على شيء قط .. فاللوم مثل السهم القاتل ما أن ينطلق حتى ترده الريح علي صاحبه فيؤذيه ذلك أن اللوم يحطم كبرياء النفس و يكفيك أنه ليس في الدنيا أحد يحب اللوم .. القاعدة الثانية أبعد الحاجز الضبابي عن عين المخطئ المخطئ أحيانا لا يشعر أنه مخطئ فكيف نوجه له لوم مباشر و عتاب قاس وهو يرى أنه مصيب .. إذاً لا بد أن نزيل الغشاوة عن عينيه ليعلم أنه على خطأ وفي قصة الشاب مع الرسول صلى الله عليه وسلم درس في ذلك حيث جاءه يستسمحه بكل جرأة و صراحة في الزنا فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : ( اترضاه لأمك ؟؟) قال: لا فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( فان الناس لا يرضونه لأمهاتهم ) ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أترضاه لأختك؟؟ ) قال : لا فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( فإن الناس لا يرضونه لأخواتهم ) فأبغض الشاب الزنا القاعدة الثالثة استخدام العبارات اللطيفه في إصلاح الخطأ إنا كلنا ندرك أن من البيان سحراً فلماذا لا نستخدم هذا السحر الحلال في معالجة الاخطاء .. فمثلاً حينما نقول للمخطئ (لو فعلت كذا لكان أفضل..) (ما رأيك لو تفعل كذا..) (أنا اقترح أن تفعل كذا.. ما وجهة نظرك) أليست أفضل من قولنا .. يا قليل التهذيب و الأدب.. ألا تسمع.. ألا تعقل.. أمجنون انت .. كم مره قلت لك .. فرق شاسع بين الأسلوبين .. إشعارنا بتقديرنا و احترامنا للآخر يجعله يعترف بالخطأ و يصلحه القاعدة الرابعة ترك الجدال أكثر إقناعاً .. تجنب الجدال في معالجة الأخطاء فهي أكثر و أعمق أثراً من الخطأ نفسه وتذكر .. أنك بالجدال قد تخسر ..لأن المخطئ قد يربط الخطأ بكرامته فيدافع عن الخطأ بكرامته فيجد في الجدال متسعاً و يصعب عليه الرجوع عن الخطأ فلا نغلق عليه الأبواب ولنجعلها مفتوحه ليسهل عليه الرجوع . القاعدة الخامسة ضع نفسك موضع المخطئ ثم ابحث عن الحل حاول أن تضع نفسك موضع المخطئ و فكر من وجهة نظره و فكر في الخيارات الممكنه التي يمكن أن يتقبلها واختر منها ما يناسبه القاعدة السادسة ما كان الرفق في شئ إلا زانه.. بالرفق نكسب .. ونصلح الخطأ .. ونحافظ على كرامة المخطئ .. وكلنا يذكر قصه الأعرابي الذي بال في المسجد كيف عالجها النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق .. حتى علم الأعرابي أنه علي خطأ.. القاعدة السابعة دع الأخرين يتوصلون لفكرتك.. عندما يخطئ الإنسان فقد يكون من المناسب في تصحيح الخطأ أن تجعله يكتشف الخطأ بنفسه ثم تجعله يكتشف الحل بنفسه و الإنسان عندما يكتشف الخطأ ثم يكتشف الحل و الصواب فلا شك أنه يكون أكثر حماساً لأنه يشعر أن الفكره فكرته هو.. القاعده الثامنة عندما تنتقد اذكر جوانب الصواب.. حتى يتقبل الأخرون نقدك المهذب و تصحيحك بالخطأ أشعرهم بالإنصاف خلال نقدك .. فالإنسان قد يخطئ ولكن قد يكون في عمله نسبه من الصحه لماذا نغفلها.. القاعده التاسعة لا تفتش عن الأخطاء الخفية.. حاول أن تصحح الأخطاء الظاهرة و لا تفتش عن الأخطاء الخفية لأنك بذلك تفسد القلوب ..و لأن الله سبحانه وتعالى نهى عن تتبع عورات المسلمين القاعده العاشرة استفسر عن الخطأ مع إحسان الظن.. عندما يبلغك خطأ عن انسان فتثبت منه واستفسر عنه مع حسن الظن به فانت بذلك تشعره بالاحترام و التقدير كما يشعر هو بالخجل وان هذا الخطا لا يليق بمثله ..كأن نقول وصلني انك فعلت كذا ولا اظنه يصدر منك القاعده الحادية عشر امدح على قليل الصواب يكثر من الممدوح الصواب .. مثلاً عندما تربي ابنك ليكون كاتباً مجيداً فدربه علي الكتابه و أثن عليه و اذكر جوانب الصواب فإنه سيستمر بإذن الله .. القاعده الثانية عشر تذكر أن الكلمة القاسية في العتاب لها كلمة طيبة مرادفة تؤدي المعنى نفسه.. عند الصينيين مثل يقول .. نقطة من عسل تصيد ما لا يصيد برميل من العلقم.. ولنعلم أن الكلمة الطيبة تؤثر .. و الكلام القاسي لا يطيقه الناس.. القاعدة الثالثة عشر اجعل الخطأ هيناً و يسيراً و ابن الثقة في النفس لإصلاحه .. الاعتدال سنة في الكون أجمع و حين يقع الخطأ فليس ذلك مبرراً في المبالغة في تصوير حجمه ... القاعدة الرابعة عشر تذكر أن الناس يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقولهم و أخيــــــراً... فن معالجة الأخطاء فن لابد أن ندرك أهميته |
" فن الاقناع " قد يصعب على الكثيرين إقناع الآخرين و لكــــن في الحقيقـه الأمر بسيط..!! فالقدرة على الإقناع هي قلب القيادة و هي العامل الأساسي لحدوث التوافق و الإنسجام مع أصحاب الشخصيات الصعبة العنيدة والوسيلة الفعـّـالة لخلق علاقاتٍ ناجحة بين زملاء الدراسة و الجيران والطريقة المضمونة لأخذ ما تريد من مدرسيك..رؤساءك..والديك..وأبناءك..!! أحفــظ و افهـم هذهِ الأمـور: 1- لا تحاول إقناع الآخرين بأنهم على خطأ. 2- لا تعمل على التحكم فيهم أو إجبارهم. 3-لا تستخدم أسلوب التهديد. 4-إهجر السخرية من أفكار الآخرين أو من ملاحظاتهم. 5- لا تعمل على التقليل من قيمـة أفكارهـم أو تخبرهم فجأه بأن تفكيــرهم سلبي. 6- لا تحـاول أبــداً أن تكــذب .. لأنّ للكذب دوماً نهايــه. 7- لا تجعــل من النقاش ساحــة عراك..و لا تصرخ أو تتأوّه. 8- إجعــــل حديــثك متناســق و منظــّـم و نقاطك سلِـســله ..تصــل بشكل سهل و مفهوم و لتستطيع أن تقوم بالإقناع على خير وجه يجب أن تتحد جميع حواسك لتعبـّـر عن فكرتك.. فليس ما تقوله فقط هو ما يؤدي للنتيجة النهائية أو مــا تكتبــه و لكن كيف تقوله أو تكتبه أيضاً..!! هذهِ بعــض النقــاط العــامــه و الخطوات السهــله المساعــده على إقنــاع الآخــريــن.. 1- الإتصــال : قم بعمل إتصال مباشر مع من تريد التحدث معه و لكن لا تجعله بنسبة 100% من الوقت حتى لا يشعر بالإجهاد من نظراتــك المتواصلة إليه و لا تكــن متكئــاً أو تتكلّــم بفوقيــّـه أو تراخــي. 2- تعبيرات الوجه : يجب أن تتفق تعبيرات وجهك مع ما تقوله فلا تضحك و أنت منزعج..!! و لا تعبس و أنت سعيد..!! فوجه مسترخي مبتسم هو الأفضل لو كنت سعيد ووجهة هاديء جاد هو الأفضل في حاله الإنزعاج و لا تحدّق .. و لا تطلق نظرات الإستهجان.. فقط إبتســم و تــرفـّــق. 3- طريــقـة الحديـــــث : من الضروري أن تتحدث بطريقة فعـّـالةٍ و مؤثرة فلو تلعثمت أو نسيت أو صمــتَ فجأة ستفقد إنتباه من يستمع إليك أو ستدخـل في نفــسه المـلل و الشــعور بالإستيــاء. 4- الإستماع : يجب أن تتمتع بالقدرة على الإستماع الجيد للآخرين أستمع إليهم للنهايه.. و لا تنشــغل عــنهـم .. و إذا سجـلّت ملاحظاتك على ما يـُــقـال قم بالرد عليها بعد أن ينتهوا من حديثهم بإحــترام. 5- المحتوى : ما تقوله هو أهم جزء لتستطيع توصيل فكرتك يجب أن تحضـّـر جيداً لعرض فكرتك.. وأفضل طريقة هي تقســيم المـوضوع إلــى نقاط أساسية ثم التحدث عن كل نقطـه بالتفصيل. 6- التدليــل : حــاول ما استطــعت أن تأتـي بدليل على كلامــك إمـّــا بآيـه أو حديث أو حقيقيه علميــه أو حدث أو أي شيء تشعــر بأن لـه تأثيــر على الآخـرين و لـكــن لا تكــن متناقــض. 7- الثــقه : لابــد قبــل الخـوض في النـقاش أن تــكون واثقــاً فيــما تقــول.. و أن تتأكــد بأن كافــة نقـاطــك مدعمــّــه حتــّى تـُــجيب عــلى إستفساراتـهـم بثبــات و عقلانــيه. 8- الصبـر : لا تستحــقـر مــن يمــاطل أو يكــابــر أصــبر عليــه قليــلاً .. و لا تنفّـره منــك و لا تخــدش الكــرامــه .. حتّى لا يصبح النقاش تحـدي أو ثــأر..!! |
نظرية الطلب كثيراً ما تسمع عن السوق أنه "عرض وطلب" أو "تدافع قوى العرض وقوى الطلب" ،فإذا كنت صاحب مصنع أو محل تجاري أو مدير لمؤسسة أو شركة؛ فأنت تحتاج لمعرفة نظرية الطلب ونظرية العرض وكيف أن السوق يتكون من التوازن بين العرض والطلب، تحتاج معرفة ذلك لتفهم كيف يعمل السوق وكيف ُتنافس فيه، وكيف تتحدد الأسعار والكمية المعروضة من المنتجات ومتى تُقرر رفع سعر المنتج ومتى تقرر خفضه، كل هذه الأسباب تدفعنا دفعاً إلى دراسة "نظرية الطلب" ثم "نظرية العرض" ثم "التوازن في السوق" ثم "المرونة"، وأول ما نبدأ به في هذه الجزئية هي نظرية الطلب. ما هو الطلب ؟ يُعرف الطلب على سلعة أو خدمة: (أنه تلك الكمية المطلوبة التي يكون المستهلكون لديهم الرغبة والقدرة على شرائها عند الأسعار المحتملة وذلك خلال فترة زمنية معينة). ومن هذا التعريف يتضح لنا الآتي: 1- أن الطلب هو كمية مطلوبة من سلعة معينة عند سعر معين. 2- أن الطلب الفعال = رغبة + قدرة، فلا يكفي رغبة المستهلكين في سلعة معينة ليعد ذلك طلباً على السلعة بل يجب أن يضاف مع الرغبة في السلعة القدرة على شرائها ولنضرب مثلاً لذلك؛ السيارات المرسيدس كثير جداً من يرغب في شرائها واقتنائها ولكن قليل منهم من يملك القدرة مع هذه الرغبة, وبالتالي فالطلب على المرسيدس يعد بهؤلاء من يملكون الرغبة والقدرة معاً, أما من يرغبون فقط دون القدرة فلا يعدون شيئاً. 3- يرتبط الطلب بفترة زمنية محددة معينة، فلا يكفي أن نقول مثلاً أن الكمية المطلوبة من اللحم هي 20 طن لحم عن سعر 30 ريال للكيلو ولكن يجب أن نضيف عنصر الزمن في الموضوع، فنقول مثلاً خلال هذا الشهر ستكون الكمية المطلوبة من اللحم 20 طن عند سعر 30 ريال للكيلو. قانون الطلب: قانون الطلب هو القانون الذي يشير إلى العلاقة بين الكمية المطلوبة من سلعة معينة وسعر هذه السلعة. وينص هذا القانون على أن: (الارتفاع في سعر سلعة ما من السلع مع بقاء العوامل الأخرى على حالها (ثابتة) يؤدي إلى نقص الكمية المطلوبة منها في حين أن انخفاض السعر للسلعة يؤدي إلى زيادة الكمية المطلوبة منها). أي كلما ارتفع سعر السلعة كلما نقصت الكمية المطلوبة منها، والعكس كلما انخفض سعر السلعة كلما زادت الكمية المطلوبة منها، ولكن في ظل وجود شرط مهم جداً ألا وهو: ثبات العوامل الأخرى. فمما لاشك فيه أن هناك عوامل أخرى تؤثر في الطلب على السلعة كزيادة دخل الأفراد أو زيادة عدد السكان أو زيادة أسعار السلع المنافسة، لكننا حين ندرس نظرية الطلب نريد أن نعرف أثر كل واحد من هذه المتغيرات على الطلب، ولذا فعلينا أن ندرس أثر كل متغير وحده وباستقلال عن بقية المتغيرات لتكون دراستنا على وفق منهج علمي صحيح، ويكون ذلك بدراسة أثر تغير هذا العامل على الطلب مع ثبات العوامل الأخرى. وهكذا إذا بقيت جميع العوامل الاقتصادية المؤثرة على الطلب ثابتة، وتغير السعر فقط بالارتفاع فإن الكمية المطلوبة من هذه السلعة ستقل في الحال والعكس صحيح.ونستفيد من هذا القانون أن العلاقة بن السعر والكمية المطلوبة علاقة عكسية، أهم المراجع: o النظرية الاقتصادية تحليل جزئي وكلي: دكتور "عبد المطلب عبد الحميد". |
الإدارة الاقتصادية .. اقتصاد إدراي استخدام التحليل الاقتصادي في المجال الإداري:مفهوم وماهية الاقتصاد الإداري: الاقتصاد الإداري هو ذلك العلم الذي يسعى إلى الاستفادة من نتائج النظرية الاقتصادية والهيكل العام للتحليل الاقتصادي وأساليبه في اتخاذ القرارات الإدارية المتعلقة بالمشكلات التسويقية والإنتاجية والمالية التي تواجه المدير أثناء ممارسته للعملية الإدارية، ومن خلال الظروف المحيطة به والتي تسمى في جوهرها: ' كيفية تحقيق التخصيص الأكفأ للموارد المحدودة على الاستخدامات العديدة البديلة والمتنافسة '. إن التحليل الاقتصادي على النحو السابق يمد رجل الإدارة بمعرفة متزايدة عن العالم والظروف التي يعيش فيها من خلال: 1ـ توضيح نتائج البدائل المختلفة من القرارات الأمر الذي يترتب عليه تزويده بأساس الاختيار بين هذه البدائل. وهكذا يمد التحليل الاقتصادي رجل الأعمال بدليل السلوك المنطقي، إذ يعدم هذا التحليل في ظل الأهداف المحددة للمشروع السياسات المحتمل أن تؤدي استخدامها إلى التحقيق الأمثل للأهداف المقررة. 2ـ التفسير والتنبؤ بالأحداث المستقبلة حيث يمكن عن طريق التطبيق السليم للمبادئ الاقتصادية على الظروف السائدة القيام بتقديرات معقولة للمستقبل. والتنبؤ العلمي لا يعني التنبؤ بالغيب ولكنه تنبؤ مشروط، ومضمونه أنه إذا حدث شيء معين فإننا نتوقع أنه يترتب على ذلك أشياء أخرى فمثلاً تتوقع النظرية الاقتصادية أنه إذا حدث وارتفع سعر سلعة معينة فإننا نتوقع انخفاض المبيعات وذلك مع افتراض بقاء العوامل الأخرى ثابتة. الإدارة الاقتصادية: بقرب انتهاء سنوات القرن العشرين ودخول العالم للقرن الحادي والعشرين ظهرت معالم هذا القرن متمثلة في أربع مجالات هي : عالمية الاتصال ـ عالمية التجارة ـ عالمية الجودة ـ عالمية الحد من تلوث البيئة. ولقد وضح ارتكاز هذه العالمية على نطاق اقتصادي واحد قوامه خصخصة الملكية والإدارة Privatization بمعنى زيادة الأهمية النسبة للقطاع الخاص في تملك وإدارة المشروعات الإنتاجية والخدمية. ومن السمات الأساسية لهذا النظام الاقتصادي توجهه نحو: ـ آلية السوق. ـ المنافسة وتجاوزها حدود الأسعار ليضاف إليها الجودة وخدمات ما بعد البيع. ـ تعظيم الربحية التجارية. ـ العميل المستهلك هو سيد السوق. ـ انتهاء الدعم والحماية الحكومية الموجهة للإنتاج. ـ تشجيع التجارة الدولة والاستثمارات والمشروعات بين الدول المختلفة في إطار منظمة التجارة العالمية w.t.o هذا بالإضافة إلى الاتجاه نحو ظهور تكتلات اقتصادية كبيرة وضح أولها في قيام أوربا الموحدة , إن هذه المتغيرات وغيرها اتجهت نحو التأثير في ممارسات العمل الإداري حيث أصبحت الربحية هي الموجه والمرشد لصناعة واتخاذ القرارات التسويقية والإنتاجية والإدارية والمالية وبالتالي بزغ نجم الإدارة الاقتصادية Economic Management كمدخل معاصر ومصاحب لبداية القرن الحادي والعشرين في إدارة منظمات الأعمال والخدمات. |
الساعة الآن 07:40 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |