يشتد الصراع وتمتد جذوره إلى عهود وتقف المرأة بين نارين , نار حبها لأخيها ونار حبها الجديد لزوجها ....

كنتُ شاهداً لنقاش دار حول طاولة كان قاسمها المشترك ابنة الكرمة , رأيت بأم عيني كيف كانت إحداهن تخاطب أخاها بإسلوب تملؤه الحنية والرقة والعفوية خلافا للاسلوب الذي تخاطب به زوجها ... فلم أستغرب أو استعجب لتلك التصرفات التي لم تزدني قناعة إلا أن أثبتت ما كنت توصلت إليه من قناعات .

سألتها يا (ل) هل تُحبين أخاك أكثر من زوجك ..؟؟

أجابت : ظفر أخي يا ابا جمال يسوى كل رجال العالم .. احمر وجه زوجها وحاول أن يقول شيئا ليحفظ ماء وجهه أمام الحاضرين فقال : حب المرأة لزوجها ولأخيها يختلف نوعيا لا كمياً.. فقاطعته الزوجة : لا داعي لفلسفة الأمور .. نوعيا أم كميا ؟؟ سيان..

استرسلت في ذاكرتي لأفتش عن قصص من واقع الحياة فتذكرت أن إحدى نساء العرب عندما راجعت أمير المؤمنين الذي زج بالسحن أخوها وزوجها و ابنها.. سألها : اختاري لك واحدا.. سأفك سراح أحدهم فقط... فلكِ الاختيار ..

قالت :الزوج موجود ( اي تستطيع أن تتزوج غيره )
والابن مولود ( أي تستطيع أن تنجب غيره )
أمّا الأخ مفقود أي لا تستطيع أن تجد لها أخا

ففكر أمير المؤمنين وأُعجب بذكائها وأطلق لها سراح الثلاثة..

وقصة أخرى أتت إلى ذهني كانت والدتي رحمها الله ترويها لأختي التي كانت أيضا من أنصار السيدة (ل)

تزوجت فقيرة أحد أغنياء القوم وبعد أن توفي والداها انتقل أخوها الوحيد ليسكن في ضيافتها..
لاحظ أخوها أن ثيابه بعد الغسيل تبقى وسخة والبقع لا تزول بالغسيل فأخذ على خاطره وحزن لوضعه لكنه لم يستطع أن يفاتح أخته ويسألها عن الموضوع خوفا من أن يستجرَّ غضب صهره ليجد نفسه بعدها خارج البيت بلا مأوى وبلا طعام ..

وفي إحدى الأيام راقب أخته بالسر وهي تغسل الثياب ليرى سر عدم غسلها جيدا لثيابهِ , بينما ثياب صهره كانت ناصعة كبياض الثلج..

عندما مسكت بقميص أخاها.. ضمته إلى صدرها وهي تشمه بلذة قائلة : آه ما أطيب رائحة أخي.. وتقبـّل القميص وبعدها تغسله بنعومة وعناية وكأنها تغسل طفلاً .. وعندما أتى دور غسيل قميص زوجها .. دعكته بكل ما أعطاها ربها من قوة وهي تقول : الله لا يردك... الله لا يردك وهي تدعكه... لجهنم نظفت ولا عمرك ما نظفت..

لكن بعض الموجودين خالفوا السيدة ( ل) رأيها متبنين رجحان حبهم لأزواجهن على كل المخلوقات...قائلين إن المرأة تترك أبيها وأمها لتلحق بزوجها..

أتمنى أن تشاركوني الرأي وبصراحة تامة...يا ترى من تحب المرأة أكثر زوجها أم أخيها ... ؟؟؟