![]() |
الشاعر /علاء الدين كاتيه
* علاء الدين كاتبة شاعر من مواليد غزة 11/5/1965 درس في الاتحاد السوفييتي وليبيا، وتخرج من كلية الاقتصاد والتجارة. يعمل باحثاً اقتصادياً في وزارة المالية. يكتب قصيدة النثر والقصة القصيرة والنقد. لمن أنتِ، أيتها الأسئلة، إن لم تكوني مشاعاً ونثراً؟! اتركي للقصيدة النثر أن تستبيحني.. أن الم أخترها حين باغتتني على الرصيف، وابتلعتني قبل أن أعرف لها اسماً من الأسماء، فلا أحد يختار أمه، وليس له أن يبغضها. له أن يشكّل منها ما يشاء من النساء، أو يهجرهن. لكنها دوماً تبقى وطناً لذاكرة لا تحتمل النسيان. الهزيمة لا تُورث كاللغة. وللأرض، الآن، لغة تسخر من اللغة. لها، أيضاً، أبناؤها الفاحشون، تنبتهم متى شاءت كالشوك تحت وثير لغة اصطنعها من قايض المنفى بالوطن، وعندما عاد إليه في غفلة منه، لم تغفل يده عن عصا الشرعية، فجاء ليؤدب أمنا الزانية، ويتم فوق صرح أيتامها طقوس الزواج |
سيرة ذاتية
معلومات شخصية: الاسم: علاء الدين محمود السيد كاتبة تاريخ الميلاد: 11/5/1965 م مكان الميلاد: غزة – فلسطين. الجنسية: فلسطيني. الحالة الاجتماعية.. متزوج العنوان الحالي: خانيونس – حي النمساوي – 314 المؤهل العلمي: بكالوريوس اقتصاد العمل الحالي: دائرة الأبحاث والدراسات وحدة البحث والتطوير – وزارة المالية الشهادات العلمية: 1990 – 1994: بكالوريوس اقتصاد جامعة قاريونس/ بنغازي/ ليبيا. الخبرات العملية: 24/1/1995 – 16/4/1995: باحث ميداني شركة المرابحة للتنمية والاستشارات الدولية – غزة 17/4/1995 – 1/6/1999: باحث اقتصادي دائرة الأبحاث والدراسات – وزارة المالية – غز 2/6/1999 – لغاية الآن: رئيس شعبة دائرة الأبحاث والدراسات - وزارة المالية - غزة دورات تدريبية: 3/10/1994 – 14/11/1994 : الجداول الاليكترونية Excel مركز صقر للحاسبات – بنغازي – ليبيا 8/10/1994 – 9/11/1994 : معالجة النصوص WinWord مركز التنمية والتطوير الإداري – بنغازي – ليبيا 1/5/1995 – 19/6/1995 : English Language ( Level 9 ) The British Council –Gaza 10/6/1995 – 21/6/1995 : التسويق الفعاّل دائرة التخطيط والتنمية – UNRWA – غزة 17/6/1995 – 21/6/1995 : التحليل المالي وتحليل التكلفة المركز العربي للتطوير الإداري – TEAM - غزة 9/7/1995 – 22/7/1995 : الإدارة المالية واتخاذ القرارات وحدة الدراسات التجارية – الجامعة الإسلامية – غزة 2/9/1995 – 7/9/1995 : تصميم نُظم المعلومات المحاسبية المؤسسة الوطنية للاستثمار والإنماء – غزة 1/10/1995 – 12/10/1995 : أساليب إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية – غزة المؤسسة الوطنية للاستثمار والإنماء – غزة 18/12/1995 – 21/12/1995 : الإدارة العامة والمفاوضات المالية للسلطة الفلسطينية معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحوث – UNITAR 27/2/1996 – 23/4/1996 : Financial General English The British Council –Gaza 13/10/1996 – 17/10/1996 : إعداد مقترحات التمويل مركز خدمات التنمية ( CDS ) – غزة 23/9/2000 – 30/9/2000 : الاقتصاد في مرحلة التحول الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني – رام الله نشاطات اجتماعية: - عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين – غزة - عضو جمعية الاقتصاديين الفلسطينيين – غزة - أمين صندوق مركز البيادر للثقافة والفنون – غزة |
رجوع
رُبَّ وجدٍ ضاع منّي، تسّاقطَ، والتوى، أو علّه لحنٌ تاهَ فيه الشررُ، فكوى.. من قالَ للصحوِ أنّي أجيدُه؟ أما آن لعيني أن تُصغي للجوى؟!.. هذى مرامي العشقِ تأتي مراكبَها، لمن أرهفَ السمعَ، وقد هوى. تكوين في البدءِ كان صيادا،ً أو طريداً. كان لؤلؤةً في بحر.. جاءَ بحر. لم يكُ إلا ما ظنّه، فصارَ نهداً على سفحِ جبل، طفلاً؛ يتوقُ إلى خلقِهِ،لم يضع بينه وخيطِ الوهمِ مسافة، لم يسَلْ إن كان له أصل. في علمِ النقطة نَقْشْ مدَّ الفراغُ صوتَه، وسَم. أسكنَ حرفاً روحَه، وشَم. جهلُ النقطةِ على الرملِ جاءَ حفْرَه، سَعَى إلى خاطِرِه، رسَم. مُعَلَّقة هذي القلائدُ رسمٌ معلّقٌ في الرسمِ. الرسمُ نقطةٌ والنقطةُ رسمُ. علمُ النقطةِ قبل حرفٍ مضى؛ رفيفَ همسٍ في الضوء يلهو، بصاحبه قد سرى. الضحِك* أشرقَ بالضحكاتِ، على رسلِه بكى، لا يدري إن جاءَته رسماً، أو رجعاً إلى قولٍ فيه جوى. قالبَ قولاً، للفؤادِ تارِكُه، له جَرْسٌ، وعلى غيرِه قد نوى. آهَ: النفسُ عينُ النقطةِ إذا الفؤادُ هوى، سالَ حرفاً في الوهمِ، إلى الروحُ ائتَوّى. في وصلِ الهجاء أجِرْسٌ، أم علَّه ألفٌ، من طوى الإشارةَ طوعَ همزِه المُؤَيَّدِ؟!.. لا بدَّ، صاحَ، من باءِ بوحٍ عابرٍ، على قدِّ العذارى بانَت بُلْبُلاً مغرِّداً. بدَا مركبُها في الربوعِ بدراً، بياضاً، للحبيبِ مُبدَّداً. هجَا للجيمِ جَهْرَه من هجرِ الفؤادِ إلى الجوادِ الأولِ. دَمْدَمَ في الدَّالِ هَدْمَه، دَهَمَ الدَلِيلَ بهديِه المُدَلَّّلِ. فإن مدَّ هاءَه هَوْلاً، هَدْهَدَه طفلٌ بالهديلِ مُغمِضاً. هبَّ روحاً، على رسلِه هوى، هزَّ وَاوَ المنيةِ، جاءَته خيرَ منجدِ، هي من زَالَ عندَها رسمُه، لعطرِه شاءت زهرَ السُكونِ المؤبِّدِ. في وصلِ الخاء تهبطُ كطائرِ رُخٍّ، يخبُّ ريحُكَ للخلاص، وتخبزُ الخرافةَ أولَ الدخولِ إلى خيلاء الكلام. يهابُكَ الهاءُ حين تنـزعُ هدرَهُ، والحاءُ يمضي بخمرِكَ السخيِّ إلى تخومِ صوتِكَ الخَواء... وأنتَ هذا المخمليُّ كوردِ الخديعةِ، تأتي على خُطى الخريفِ، يخيطُ جناحُكَ الخرابَ للخرَس. ثمّةَ خريرٌ يجنحُ بخفاءِ جِرْسكَ*، حين يعتريه ليلٌ في آخرِ خيطٍ من خمار، فلابدَّ للخلقِ من حرفٍ عصيٍّ للخشوعِ، على صوته الرخيمِ ينامُ مجدُ الرُخام، ولا بدَّ للروحِ من خسارةٍ، كي تصحو خواطرُها طفلاً؛ يلهو، بخِدرِ الإشارةِ، يفتحُ باباً للشرود. |
أصواتٌ
توضأت بالصمتِ همساً أتى لها . شرفة هي شرفةٌ للغيبِ إذن، يطلُّ بعضي منها عليكِ، أو رَوْحةٌ في القلبِ تمضي؛ سرَّك الذي عادَ طفلاً في الوجدِ، أو غادَ على سفر. تعارُج سمراءُ تلوّت في خطوها، تسعى، لقلبِ الصحراء بغمدِها عرجَت. إن غفا الوقتُ لصحوِها مرّت، رسمُ المنيةِ بأملسٍ فطرت. تعارجَ الرملُ في رقصِها إن حنَت، أو جنتِ الرياحُ ظلَّها، وقد محَت. ذات بدرِ أسرت بالديار رسمَها، لمن رأى بعين الكحلِ سرّها، أو برمشه قد سنَت. وَجيب بدت على خَدَرٍ، من سفرٍ تصحو، أو على رفِّ حرفٍ من جنون. عارياً عن ضوئه جئتُ حرفَها، على جذعٍ معلَّقاً في الوجيب. رنّ صوتٌ في الندفِ جرساً، شقّ برداً على سهمٍ من حرير. في القلبِ بوحٌ سرَّ دمعا، مالَ حرفاً في الوهادِ للنحيب. إن ملتُ غصنَاً بكى جفنُ، مسَّ طيفاً على بدرٍ في غدير، أو سعى غَمْضاً إلى ذُبلها، جُنَّ رقصاً في سكون. غِواء أَجُنَّ مَنْ غاغَ و ما رَغَا ؟!.. من غَبّ ماءَهُ، غوى، أو مَطَّ وطئاً على حرفٍ؛ فتأَ الغُنَّة، خوى. أغارَ بلُظِّ غائِه طوياً، لَجْلَجَ اللسانَ، نوى؟!.. يجوسُ من لَدْغِها على رُغمٍ، تأوى في اللوعِ ثاوياً فيه، لوى. جابَ لذّتيهِ على غِواهِ غائراً، يومئُ لها السوطَ، جوى. ولَجَّ الجُنَّة على جُرفٍ، عظا اللسانَ، كوى. ما قادَ بَوْحَه سِراً، بلْ لهجَ السؤالِ سَوى. قطَّ في وصلهِ خَطوه، على حذوها غَرْغَرَ الغوايةَ، محا. إن جَفَّ نَوْيَهُ على قولٍ، فقد بغى الوشايةَ، وغى. أو صبَّ جُمَّ رّهجِهه على وهجِها، قلّب اللسانَ، لَغَا. |
عواء
تنادى على أنداده، وقد عوى: أصغوا للنعيبِ الذي طلَّ في وجهِ قمَرْ. هذا القطرُ من نهدها سالَ، وقد ندا؛ وشايةً للعاشقين، ومن كان على سفر. أطلق العنانَ لعمائِِهِ، داعياً لها السماءَ أن أسقِطي العويلَ تمثّلي؛ لِذي عشقٍ غاظ في عدوهِ العِدا، وفي سيلِ العلوقِ أسقطَ اللوعَ تبدُلا. جاءته في القلبِ عوداً، يصطليهِ بِرَجِّ الصدى، تمزّق به النابُ على نأَمٍ في الريحِ، ومن غِيِدِها كَمَدْ. دماؤُكم إن شاءَت أجاءَها باحةً عطرٍ، أو نهاراً يجرفُ موتَاكم، إلى ليلٍ طابَ العويلُ في بدرهِ، وكبَّدْ. إن ثقَبَت عيناها الطريقَ فقد رأت، عيناي تجوسُ في لحمِ الحريقِ، رائحةً طافت، وبجلدها دَنت؛ حَمْحَمةً توقع بنا الطرقاتِ لحناً للعَواءِ، أشرَع طلّه، أو عيناً تهطل سيلاً، في شوكِ اللهيبِ عَلَقْ. : يا وحوشاً ما قد رأت؛ شَرْقَ دمعٍ على سرجِ النذيرِ المُزَلزِّلِ، أو عصيَ المنيةِ على قلبٍ، يلعقُ الشوقَ باللَعَبِ المؤجَّلِ. |
نداء
يا من طاف عطرُها ليلَ وجعٍ وجنون، ومن جسدٍ غائمٍ أهيمُ بطعمهِ تمرُّ، كما لو يفيضُ بي رائحةً، تُدني عليّ بدراً في تقارُنِ وجنتين. أنا ذئبُكِ الذي مضى بأمرٍ مسّه إلى داركِ، وبكى شاكياً من تعب. خذيني إليكِ، كما لو شئتِني عابراً، أو ميْتاً برائحةِ سُكرٍ، تجيشُ بلا إذنٍ في الجسد. ، لسان نحوي أمالَت جُرحَها، منه جاء تهجائي.. أتى بوحاً لذاتِه، ندى، ردَّ قولاً على ما أصبتُ فؤادي. هنا في الخلقِ طَلَّ رسمٌ لذاتِ لَذَّةٍ، لها الرُّوح تنادي. ندهتُ وِجداً، فاضَ على صدرِها، وحشاً عادَ، ندَّ عنيّ أوتادي.. ولي في الشعر نَّدْهََةٌ أعرفها، علت عرشاً، عنه غاب أندادي. ألْسُن عرّاف: لذّ حرفٌ، على جفرٍ ترَح؛ من قلبِ لُجٍّ ينقطُ رسماً، جرَح. |
راوي:
ولَجَ الدغلَ طفلاً، كطبلٍ أفريقيٍ حميم، فلجّت له الأرضُ رقصَها، بين لَغيٍ ولُذّْ، تهزُّ من شدّ النفسَ إلى بابلَ، وعن وحشه الذي في الأبيد طرق. هو الآدمي من تناسل اللُغى، أو تلاذَّ بالصوتِ، وفيه قد انحرف، بَلبَل الروحَ على الصروحِ، وقد لظَى، باثنين وسبعين ألف شعبةٍ في اللسان سعى. عرّاف: أتى حِسَّاً، على سرجِ لذّةٍ لمحْ؛ ضوءَ حرفٍ، رنّ في القلب نقشاً، سرح. جاءَه روحاً، في الوصلِ يصحو، أو رفَّ ظلٍّ قرَح. راوي: أصغى إلى الجهلِ، به نبرٌ، فأرهف به السمعَ، يطرق على وقعه حجر. صهر الحديدَ الذي من ناره قدح، وعذّب القلبَ لساناً ترح. رأى في الغيمِ وجهاً، يرعى في المرجِ رسماً، صدح. : أهو الروحُ إذا جاء نفساً ذهب، أم دربه في الوصل على حفر الجسد؟ |
عتمةُ الرائي مزمار جسدٌ محمولٌ بفكرتِهِ، فأنار.. ضحكت العَتمة: لولاي ما كانتِ الفكرة، معتمٌ أنتَ يا الجسد... قالت: افعل، وأُدخلني!.. دَعْ بذارَكَ تنجبُ صورتَكَ منِّي؛ جسداً أضاءَ فكرته؛ الموجودُ الواجدُ الفردُ الصمد.. تعبٌ أنتَ يا الجسد، أطفأ فكرتكَ، توضأ بي، فما انطفأَ نجمٌ إلا أضاء. |
رؤى (1) أتلاشى كطيفٍ.. أنفجر؛ ضوءاً يومضُ، متى شاء له الظل. ما كنتُ هو، وما كان ليلي يسحب الفجرَ إليه رداء. عارياً أصبو إلى هاويةٍ، كندفٍ علِّقت أهدابه بالفراغ. مخفياً صمتي، ألتهمُ الصدى، كبقعةٍ في القلبِ موجعةً كنبض*. (2) الخيطُ الأبيضُ يغزو عورتي، لؤلؤتي بانت طازجةً كنهد، ناصعةً كإشراقة شغف. أرنو إلى غيري بها، لأشرب من ماء الروحِ، أنفجر. سحيقاً في الجمرِ يخيطُ الصمتُ عتْمَتي. أنثاي تمرُّ، قلتُ: سأغدو إليها دون بللٍ، نقياً كجسد، لامعاً كزجاج. (3) كيف يحلو للصمتِ أن يدفنَ الصدى، وما كان للموتِ أن يلدَ العدم؟.. قالت: اخلع عنك ثوب اللغة لترى. ما كنتُ لغةً أو إلهاً، لكني أقربُ إلى حبل الوريد.. خيطُها الأسودُ يغزلُ عورتي، يشدّني لعتمةِ الغياب. لؤلؤتي غاضت، تحرقني كلذّةٍ غاربة، أنثاي تسعى في الوجيب. طيفاً مررنا، تنكرنا المرايا، فترائينا عميقاً في الشبق، كخيطٍ ينسلُّ من اللغة، تناسلنا الفراغ. |
رقص
(1) الكائناتُ التي تسكنُ العين، من يسأل عنها؟.. تلك التي تركنُ للعتمة، تبدّت، وما من أحدٍ رآها. لمحتها بعينٍ لا تبصر، تمدّ لحظَها نحو ذاكرةٍ تمضي. الرقصُ أخضرُ، يميلُ إلى الرماد، والحضرةُ مكتملةُ الزرقة. الكائنات عن أحدٍ لا تسأل، تلجُ بؤبؤَ العين بعينها، تأتي من عتمةٍ أخرى، وتحضرُ بوثوقِ العدمِ من قدومٍ في خطاها. (2) البصرُ عَتْمةٌ زائلةٌ ترقدُ في الضوء، وآلهةُ البدِّ تمدّ وهمها، بينما الخلقُ كلّه ابتداء، وأنا وهمٌ بدأته كائناً على صورتي، فكم في العتمةِ لي من خلقٍ سواه؟!.. سأمتُ صورتي، وما عدّتُ أناي التي كنتُها في الخطوِ إلي، تركتها في الطرقات، تقتاتُ على ملح السؤال. أحنو عليه، فأقتله، والقتلُ فداء.. هو الفراغُ يشكلني على صورةِ ما أشاء، عينٌ تمتدُّ بعينِ انتباهتي، تركتها معلّقةً، كأيقونةِ صدى، ليس له ابتداء. (3) دراويشَ العشقِ يزهرون في كلّ حولٍ عمرا، ينجبون أطيافاً بعينِ الرؤى. الحضرةُ مكتملة، الطبلُ يسري في الزمانِ، ويُرجع الصدى.. ثمّةَ حفيفٌ يرنو إلى العَتمة، الدراويشُ يحفُّون جمرَهم، يرفعون موتَهم على الأكتافِ، ويلفّونَه بالبياض.. عارفون غيرُهم مرّوا، كائناتُ العينِ تهامست: ما السفرُ إلا غياب. (4) |
(4)
ليس تيهاً هذا الذي يرسمني بعينه، أو يدلُّني على احتمال خلقٍ جديد، الطرق نحوه تحزم أمتعتها وترحل، ما له في جوى البدوي لظلّه من طريق، أو في عطش الزمانِ لرجعِه _ بفقد النقطةِ رسمها _ من أثر. (5) يذوبُ الفناءُ في خطاي، كما يبدأ، فكلُّ ابتداءٍ فناء. أنا من كنتُ آخر، لا لون لي ولا علم، من أغلقَ بابَ الفهمِ ليفهم، ابن من لا ابن له، اليتيمُ إليّ.. علمتني يداي كيف أحبو، ودوني فناءٌ يمحو خطاي. ألهو كما يحلو لفكرتي، عن كائنٍ كنتُه، يصغي إلى نجيبِ قلبٍ، و رنينِ عدم. الوجدُ أخضرُ، يميلُ إلى الزرقة، الجمرُ باقٍ بأمري.. |
والفناء رقصٌ ما اكتمل.
مقامات مقامٌ له: كان على شبرٍ واحدٍ يناجي بحره، حين رسوتُ خِضراً لقلبه، وهو يُلقي خطوَه للبعيد. في الأرض كان رماحاً، وما جاء رسول. أغويته شطرَ اليمِّ، فلا أدرِ إن جاح بأمري، أو كفَّ عنه الطريق. مقامٌ غيرُه: جئتُ قبل الجنّ، على ظهرِ موجٍ، يغيبُ في الأزرق. مرّوا كخيطِ دخانٍ، تسلل من عود عرّافةٍ، يموج نهدُها كالنحاس. ألقت لسانها، ثم مضت، و تحت قمرٍ أبيضَ، تجرُّ الخرافة. كنتُ بلا عصاٍ ولا قمر، ودخلتُ ليلي بصحراءٍ، لم أعرف لها رسماً، لولا راياتٍ حمرٍ أشعلت مثلثاً ورديا على فخذِ جبل، ونارٍ في عصا عروة*، فيه قد سعت. سقراط مرّ راجلاً، مع قافلةٍ تذهب إلى حيثُ يأخذُها الطريق، يتكئ على امرأته تؤنّبه، حين ألقت عليَّ التحية.. هو لم يعرفْني، ودخلَ نفسه. |
مقامٌ لها*: علّقتِ القلبَ قنديلاً ممسوساً بالفراغ، وصارت حواءَ منّي تسعى إليّ، تلك التي قادَت بالقلبِ بوحاً، وعلى كفّها نارَ الذِهاب، أسكنتِ الريحَ إبطَها، فجاب قلبي قيثارةَ نحرٍ ولسان، وإن شكا الروحُ أخضرَه، مالت بنبضها، يعضني في العِرقِ أزيزاً، فحيحاً، أو خوار، أو بلعنةٍ منها أصابت اللحمَ إذ نطق النطفتين. قالت: أدخلني كما لو شئتَ بحراً دافقاً، أو كجرفٍ ليلكيٍ أوقع قطره عليّ. إليكَ هنا على طللٍ أطلّ، ومن زمنٍ سالَ طلُك إلي. مقامٌ ما: أطلقَ "آهً " توشوشُ لها: هُما.. هُم.. واحدُ. من أيقن صوته، سارَ بمجدِ غيره، وبكى عند شفرتها طفلاً، على ضفتيِهِ، ثم جمعاً عاد بها إلى الهمهمة. |
مقامُ لي: كبرقٍ أمهرَ لونَه على وترٍ تعرّى، سأتركُ وجعَ السؤال، أو كغيمةٍ غادرَها الرعدُ سأمضي؛ خاوياً من رغبة التكوين، ومن حلمٍ يقتل هذا الفراغ. حكاياتُ طفلٍ يقصُّ أثر. وجدته يرصدُ روحاً إذ عبق من لبِّ ريحانةٍ وقد عبر. |
عرّاب النساء*
هذه حكايةٌ من حكاياتِ أناسٍ مرّوا في غابر الزمان، وعلى وترٍ جارحٍ عبروا. بينهم جاءني عرّابٌ طيبُ الروح، خرجَ عادلاً يدعو إلى عشق النساء، ولا بأسَ عليه إن لم يؤثر نفسه على إحداهِنّ، وقد بات لحماً يسعى إلى عماء. قالَ: علّني فراغ.. لكنه مالَ على صدرهن يوقعُ نظرةً مليئةً به. رأيته يعبرُ سفحَ نهدٍ، وعلى صدرِ نهرٍ كان قد مرّ. عرفته من أهل الجهلِ؛ من دخلوا أجسادهم، ومكثوا فيها، وإن عبروا الطريق، فلأجلِ نفسهم الغابرةِ، وحسب. |
الجنية الممسوسة لمحتُها في القارِ من القلبِ، تطفو قليلاً بمائها، يشدّني سويداءُ الروحِ المعتّقِ إليها، وفي عينِ ليلي أنارت دمعَ القمر. لها عويتُ كذئبٍ، يعرفُ قداسةَ العَتمة، وكأيلٍ برّيٍ سرتُ نحوها، يثيرُ قدحُ ناري غبارَ الفضيحة. لكنها تلك الجنيةُ الممسوسةُ بخرافةِ الأرضِ، وقد أصابها السراب، لم تلمح أخضرَها الراكنَ في يباسِ العين، ولم تشأ لو كحّلته بلونِ زرقتي. صرختُ من فُجاءةِ القحط وبكيت، وعندَ مغيضها وقعتُ من شدّة الخوارِ والعطش، فأبت أن تبلّلَ ولو قليلاً جفونَها بماء جنوني، وأغلقت نوافذَ كحلِها على ليلٍ بلا قمر، كنتُ على قرصِه قد انتهيت. |
حديث العرّافة* حدثتني عرّافةٌ عن عاشقٍ مجنون، عاد للبلادِ يروي عن صورته في عيني امرأةٍ أحبها، فضحكت لسرّه النساء. يهمسُ بأقراطهنّ: جميعكنّ هي. أما الرجالُ فكانت تغيظهم النهنهات، وغضّوا آذانهم عن حديثه: جئت لأعلّمكم الغواية. بعضهم آمن بما قالت فيه النساء: "هو رجلُ قد توحّش، وطابَ له النومَ في سرائرهن ليعود أدمياً كما كان". غيرهم تعجبوا: كيف جاز له أن يكونَ هذا وذاك؟!.. وظنوا جميعهم أن سرَّ النساءِ لديه، فانسحبوا أناء الليل خلسةً سائلين: إن كان هو ذاك الذي تهمسُ النساء باسمه للريح؟!.. فضحكتِ النساءُ في سرّها: لقد عادَهَم ريحُ الجنون. القول "قيل عرّافٌ، لأنه أيقن ما قد رأى، لكنه لم يدعُ أحداً إلى ما قال"، هكذا جاءَ في النقش. |
قولٌ ما:
ينثالُ الجهلُ عليَّ فأعرف: أنا الآدميُ الأولُ، إذ جاءني صوتيَ الغائبُ في السحاب. لم يهطلْ وحياً أو مطراً، لكنه أضاءَ قولاً، ثم انطفأ. قال: إن المعرفةَ لغة، أو هكذا جاءَ في القِدم؛ إشاراتٌ نعبرها إذا لمحَت، لكن ضوءَها ليس الطريق. قولٌ غيره: إذ جئتُ من الجهلِ، فلا أدري؛ لمن ذهبَ القومُ بماءِ الخلود؟.. وظنّوا أنهم عبروا لعرشِ السحابِ البعيد! وفي الصوتِ الغريبِ خديعةٌ للقلبِ، إذا جاء، أو خشية0ٌ من جرحٍ، مسّه هذيُ السماء، فما اللغةُ يا صاحبي إلا ضوءَ سرابٍ، يخشى هذا العماء. |
قولٌ ذَهَب: كلما مكثتُ في الكهفِ، لأنجبَ قولي، أراني ومن بعده، قد خرجت، فرأيتكم وإيايَ في جوفِ كهفٍ مثلِه، يمتدُّ بلونِ السماء، أو يصمتُ في الغيبِ تارةً، كحبةِ رملٍ صمّاء، فكم هذا الوقتُ مليئاً بالوهمِ، حين يغفو على صفحةِ ماء. هذا السرُّ يا صاحبي ليس عماء؛ من يخبرنا القولَ، إذا سالَ على حرفٍ في الخلقِ، فأضاء. قولٌ لي: سأمضي في قلبِ جهليَ شاردا،ً أمحو ما عرّفته بالأسماء، و أنظرُ بعينِ نسرٍ _ بلا إشاراتٍ تحجبُني _ صوبَ نبضٍ يسري في هذا الفراغ. |
فهرس
إهداء لي رجوع تكوين في علمِ النقطة نقش معلّقة الضحك في وصلِ الهجاء في وصلِ الخاء أصوات شرفة تعارج وجيب غِواء عِواء نداء لسان ألسن ....... عتمةُ الرائي مزمار رؤى رقص مقامات مقامٌ له مقامٌ غيره مقامٌ لها مقامٌ ما مقامٌ لي حكايات عرّاب النساء الجنيةُ الممسوسة حديثُ العرّافة القول قولٌ ما قولٌ غيره. قولٌ ذَهَبْ قولٌ لي |
*إهداء إلى الشاعر أحمد الحاج. * ليس عند خروجِ الخليقةِ من جُموحِ خيال. * اللغةُ تقيةٌ أمتطيها متى شئتُ كفارسٍ يهوى رحى المعرفة. *عروة بن الورد. * " لم تكن إلا شبحاً يطاردُ لعنتي، أو لم أكن إلا طريدةَ هذا الشبح " قالته العرافة على لسان أحمد بن الحاج. * إهداء إلى عثمان حسين. *إهداء إلى حسين البرغوثي في "حجر الورد". |
الساعة الآن 11:55 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |