منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   هدى الزرعوني (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=16438)

المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 07:59 PM

هدى الزرعوني
 
من أنا؟


http://www.arabna.info/vb/images/spacer.gif
http://www.arabna.info/vb/images/h-web_21.jpgمن أنا!؟ هل أنا بهذه الأهمية لأتحدث عن ذاتي.. قد أكون ذات أهمية لذلك العطر الذي يسكنني حدّ الغرق في قطرات رذاذ معلقة بين الحقيقة والحلم .. وسابحة بين المد والجزر.. وتائهة في فضاءات الغيب والشهادة.. قد أكون ذات أهمية لعيني الداخلية اليقظة دائماً والتي أرى من خلالها نفسي محوراً للعالم الذي أقرأه في الصحيفة اليومية ملوثاً بالدم والحرب والكوارث في كثير من جهاته.. قد أكون ذات أهمية لأمي وأبي ولإخوتي.. لأنهم بؤرة أدور حولها حيث أحتاج كما يحتاج الجميع لسقف يؤويني وأسرة تحبني ومجتمع يرعاني.. بالطبع .. قد أكون مهمة لك أيضاً يا قارئي .. على نحو ما.. فأنت لربما قرأتني في زاوية من صحيفة يومية أو إصدار أدبي دوري أو ملتقي شعري أو منتدى ثقافي على الإنترنت أو في موقعي الصغير هذا.. لربما أحببت سطراً كتبته .. لربما وجدت فيما كتبت شيئاً يعنيك أو حكاية ترويك أو إحساساً جرى على يدي وسرى فيك.. حسناً إذاً هذا يجعلني مهمة لك .. خلال برهة عابرة من الزمن..

في البداية كانَ الحرف بالنسبةِ لي .. حلماً كالغيوم المعلقة فوق الجبال لا تطاله يدي إلا أن أطير إلى السماء.. كنت أجهلُ موقع القصيدة في خيالي.. كنتُ أعشق الشعر من قبيل انبهارنا بالاشياء التي نعجز عنها.. كنتُ لا أفهم في بحور الشعر ولا أعرف إيقاعاته.. لكنني وجدتُ نفسي ذاتَ أسىً أحتاجُ للتنفس إذ كانت رئتي تغوصُ في مستنقع الألم الذي تخلفه خيانة الإنسان للإنسان.. كنتُ أهبط في عالم لا يشعرُ بمرارته سواي.. كانت كل خلية من خلاياي تصرخ بصمت .. فاحتجتُ للكتابة للصراخ على السطور.. مسكت القلم في عام 2000 .. لأقول يا لقلبك السكين! .. أصبحت الكتابة علاجاً وأصبح البوح شفاءً وأصبح الشعر صديقاً وفياً خارج قائمة المعدين للخيانة يوماً.. في البداية تعثرت وتبعثرت.. لكني أجدت وأبدعت.. وهكذا إلى أن غنى الليل وحيداً في عام 2003.. وإذا شاءَ ربي جل في علاه.. سأنجب لليل الذي يغني .. إخوةً آخرون يغنون معه.

هدى الزرعوني
دولة الإمارات العربية المتحدة - دبي
دبلوم عالي في الترجمة المهنية - الجامعة الأمريكية في الشارقة - 2001
بكالوريوس اللغة الإنجليزية والترجمة - جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا - 1999
عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات
عضو رابطة أديبات الإمارات
فائزة بجائزة راشد للتفوق العلمي
فائزة بجائزة أندية فتيات الشارقة لإبداعات المرأة الإماراتية في الآداب والفنون - الشعر الفصيح (المركز الثالث)
فائزة بجائزة نجم عكاظ 2003 الإلكترونية - الشعر الفصيح
شاركت في أمسيات شعرية عديدة
أنشر في الصحف المحلية والخليجية والملتقيات الثقافية على الإنترنت
متزوجة من الفنان جمال السميطي ولدي طفل واحد


المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:01 PM

رتـابة

في داخلي أفق تلون بالدخانِ
ومعبرٌ نحوَ المشارقِ تائهٌ..
وغدي يرافقني إلىذات الأماكنِ
قد ضجرت من ذاتِ الأماكنْ
دربٌ إلى عملي تحيطُ بهِ النخيلُ
وتنتشي فيه المتاجرُ .. والمطاعمُ.. والفنادقُ
لافتاتٌ حيثُ أمضي..
بينما تغدو الحقيقة طلسماً..
كم أشتهي حلماً يسافرُ أخضراً.. ليعيدَ أجنحةَ الزنابقْ
دربٌ يطوفُ مع السحابِ .. هو اختلاجي..
يا أيها الرب الكريمُ.. إذا تلاشى النور في عيني ..
إضئ في الخافق الدامي سراجي..

21 أبريل 2005


المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:02 PM

فرح جئت
حتى يحملنا التيارَ ونغلقَ باب الريحَ
وترفعنا الأشعارْ
سنسافر في صمتِ المنفى .. منفيينَ من النيرانِ
من الأحزانِ .. من الأشواكِ .. إلى الأزهارْ
يبدو أن الحب قريبٌ جداً منا
يبدو أن الفرحَ قريبٌ
منذ انسبنا في الكلماتِ ومزقنا ذاكرةِ الحلمِ
تعانقنا دهراً .. في صمتْ
يا تاريخي .. يا سنبلتي .. يا شمسي ..
يا آفاقَ الفكرةِ للفكرةِ
يا عابرَ صمتي وجنوني
فرحٌ جئتَ كما العيدُ ليتمِ المسكينِ
فرحٌ جئتِ كوردٍ
في عينِ العاصفةِ تناثرَ وارتاحَ بسلةٍ عشقٍ
دعني أتكوُّرُ في عينيكِ كقمرٍ فضي
دعني أنسابُ لقلبكِ مثلَ الشمسِ وأطفأَ نارَ الحزنِ
لنثقبَ قاعَ البحْرِ ونخرجَ لؤلؤنا منهُ
ونقبُرَ عمراً في حسرتنا أرهقناهْ
بيقيني جئتَ .. لتحيي الحمرةَ في خد الصحراءِ
لتلعبَ بالنارِ فأمسكُ كفكَ
مثلكَ أحرق كفي بالنارْ
يا ستّارْ ... جاءَ المطَرُ وفاضَ وعاءُ النوَّارْ
يا هاديْ .. جاءَ الفجرُ وقادَ الليلَ سلاسلهُ وانهارْ
يا رحمن .. جاءَ النرجسُ وارتكبت ساعتنا وعدَ الضارعِ بالأسحارْ
أعرفُ قلبَ النهرِ من الزورقِ
أعرفُ كفَ الصبحِ من الزنبقِ
أعرفُ قلمَ الفيروزِ من الغيمِ الصادِق والأصدقِ
في نثرِ الأمطارِ أرىَ نثرَ الأمطارْ
يا ستارْ ..
أرضي وركابي
والحقلُ وأسئلتي وجوابي
تحملُ قمحاً للسبعِ القادمةِ
فنادي .. نادي الغيمَ ..
لتنشق الأرضُ .. ونحلمُ بالقوسِ القزحي .. ونفرح ..

20/ نوفمبر/ 2004


المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:03 PM

تذكريني

تذكرينيْ
تذكرينيْ
فقد مضى القطارُ في غياهبِ الحنينِ
وقد ضللتُ خطوتي إلى الفنارِ
في بحيرةِ البجعْ
وقد حملتُ نخلةً إلى السماءِ
كي ترتبَ الحروفَ في الفضاءْ
وتغزلَ الأريجَ للسنينِ


تذكريني
تذكري الصلاةَ فوقَ دمعةِ البحارْ
أكانَ في يديكِ منبعُ المياهِ .. أم تضرّمُ الهديرْ؟!
تذكريني .. مرةً ..
فربما تعودُ لي جداولي
ويفصحُ السحابُ عن زهورِ قلبي
ربما أعدتُ وجهي القديمِ من زنابقِ الندى
وربما كتبتُ فوقَ الماءَ أنني دخلتُ موسمَ الوفاءْ
وربما غرستُ في الحياةِ ضحكتينِ
من بنفسجٍ ..
تلاقتا على جديلةِ البكاءْ
أجل تذكري
فقد مللت من تذكُّري
ومن روايةِ القلوبِ
من سكونيْ


مضيتُ يا نهارُ
وانعتاقُ الليلِ من سجونِهِ يغوينيْ
وكنتُ قد مللتُ الشعْرَ
من عذابِ ما بكت يديّ
من ظلالِ النارِ في أصابعي
وحسرةِ الغروبِ في جبينيْ


بحثتُ عنكِ في الظلالِ والكرومِ والسنينِ والبشَرْ
بحثتُ عنكِ تحتَ أسقفِ البيوتِ والفصولِ واستدارةِ القمرْ
بحثتُ عنكِ في مرافئِ العيونِ .. بينَ أذرعِ الحوارِ .. في أكفّ العالمينَ ..
حتى في ضلوعِ أمي ما وجدتكِ ..
بكيتُ ساحلي القديمْ
وخضتُ في عواصفِ الغيابِ
وحْدها ممالكي تفرقت على الأنينِ
وحدثتني الطيرُ عن جزيرةٍ للغيمِ
لم تطلها خطوةُ العشّاقِ في الحياةِ
فاعذري تأخري إلى الوراءِ ..
واعذريني ..


ولا تحركي المدادَ كي تعودَ لي رسائلُ القصيدِ
لم تعُد كواكبي
لأرتقي الحياةَ
فاكبري كزهرةٍ حمراءَ تقتلُ الأفقْ
وجرّحي بياضنا الشهيَّ
واتركي السماءَ للسماءِ
واتركي الحزينَ في فضائهِ الحزينِ


سأتركُ الدعاءَ في دمي
لعلّ نبتة الهُدىَ تخضرُّ من تلاوةِ النسيمِ
واختلاجةِ السراجِ خاشعاً
لعله إذا يشاءُ يبعثُ الغريبَ بينَ اضلُعي
ويهدي غربتي مدينةً تؤوينيْ
كليلةٍ قدْريةٍ
تنسلُّ من شهورِ العمْرِ
قد تجيءُ رجعةُ الصدىَ
إذا تضرّعَ المدى..

26/أكتوبر/2004

المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:04 PM

أنا اللاشيء والأشياء
تسافِرُ في عيونِ النورسِ المشغولِ
بالأيّامِ ..
أسئلةُ الشموعِ
مرافئُ الليلِ المكبَّلِ بالنجومِ
الرعدُ في آهاتِهِ
البيتُ والأركانُ والأطفالُ
والخوفُ العتيقُ منَ السرابِ
ويحملُ في تجلّيهِ الفضاءُ
* * *

أناَ رمزٌ
لبعثَرةِ الأساطيرِ
وروحُ الموجةِ الحُبْلى بنارِ البحْرِ
أطْفُؤها وتطفؤني
أعلّمها إذا ابتسمت عنادَ العمرِ
والركض السريعِ على المياهِ
أنا صدى اللاشيءِ والأشياءُ
* * *
أنا المعنيُّ بالأشجانِ
إنْ ذُكِرتْ فيافي الحرفِ
سنبُلةً
سأولدُ
كالسنابِلِ
ثمِّ يقتلني رمادُ الريحِ
يولدُ من فمي
غيبٌ جريحٌ
أو نجومٌ تلتقي زمنَ المواسمِ
تأفُلُ
كيْ أضاءُ
* * *

سيحرقني هبوبُ الموتِ
هذا الموتُ سيدنا
يجلجلُ لحنَهُ المعتادَ في جسدِ الترابِ
ويترُكُ رنّةَ الموّالَ للنسيانِ
حينَ يشاءُ

* * *
وحينَ ترممُ الألوانُ قافيتي
سأذكُرُ زورقَ الغيبِ
سأذكُرُ وردةَ الميلادِ شاردةً
سأذكُرُ في الورى أميّ
وتذكرني دروبُ الليلِ والأسماءُ
* * *

سرابي في كلامِ الوردِ
مصلوبٌ على الناياتِ
يقطُرُ من أسى الجدرانِ
يعزفُ قصّةَ الساري
على خطّ ارتحالِ العمْرِ
يهربُ من نجومِ الموسمِ المشروخِ
أينَ أبيْ؟
وأينَ البسمةُ الخضراءُ؟
* * *

على اليمنىَ ..
دوارُ ..
على اليسرى
دوارُ ..
يمرُّ
الناسُ ..
أشعرُ بالدوارِ
أمرُّ
لا شيء أمامي ..
سوى آثارِ قنديلٍ على غصنٍ إلهيِّ
يفوحُ النورُ من دمهِ
فينعشني الثناءُ ..
* * *

قيامتنا يهيِّؤُها جنودُ الحرْبِ
نكتبُ ما يريدُ الدمعُ
نكتبُ ما يريدُ الحزنُ
نكتبُ ما يريدُ البحْرُ
تكتُبُ فوقَ ألوانِ الظهيرةِ
باسمنا الأشلاءُ
* * *

رمادُ الحرْبِ من حولي
وفي صدْري رمادُ الحَرْبِ
أينَ الحارثُ الجاني
وأينَ مدينةُ الأشواقِ!؟
تاهت نخلةٌ كانت تظللنيْ
سأمنحها رمادَ العمرِ
ثمُّ أقولُ
يا صحْراءُ
يا صحْراءُ ..
* * *

وكيفَ أمدّها لغتيْ
على شرعِ الثَكالىَ
والأسارىَ
والمقاصلِ
والجناةِ
وكيفَ أقولُ
ما قالت يمامةُ بيتناَ
للذاهبينَ إلى مصائرِهمْ هباءُ
* * * *

وحيدٌ يا رفاقيْ
أما كنّاَ بذاكَ الليلِ
عنونةً لتسطيرِ الحدائقِ بالندىَ الفضيِّ
أسْراباً نصليِّ فوقَ صخرِ الشطِّ
نملأُ منهُ سلتنا
إذا لم تنزِعُ الأشعارُ
جمرَ الحُلْمِ والتبريحِ
فيمَ تطاوُلِي للغيمِ
فيمَ يهوّمُ الشعُراءُ
* * *

وفي كلٍّ نسافِرُ نحْوَ أنفسناَ
وفي كلِّ النهاياتِ خيوطٌ للبدايةِ
تجرَحُ خيلَ وجهتنا الغريبةِ
تشتكي من هجرها الرمضاءُ
* * *

فكونواُ ..
ظلّنا في مركبِ الآهاتِ
نبْحِرُ للمدىَ
نَسْقِيهِ من يَدِناَ الشواطئَ
نرفعُ التكبيرَ
إذ يثوي على دمنا
وكونوا وردنا الجاري على الأنهارِ
يُبحِرُ نحوناَ
يهديْ لنا في بسمةِ الأشجانِ
نورَ القلبِِ
يحملنا ولا يستاءُ
* * *
وعودوا يا رياحينَ المناسِكِ
أقبلوا نحو المسافةِ
رممواَ يدَها
ازرعوا الغدْرانَ بالنوّارَ
أقبلوا نحْوَ المسافَةِ
وابذروا الأشواقَ
كي تعانقنا السماءُ
* * *

إلهي منْ يزورُ مدائنَ الآهاتِ
مثلَ الشارِعِ المقتولِ في عليائهِ
اغفِرْ كيوسُفَ يا فؤادي ..
لا تشعلُ الأضواءَ قلبَ مدينةٍ
سُكَّانُها غُرباءُ


2 يوليو 2004



المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:05 PM

شموع لظلي وظلك
تذوب الشموعُ .. تذوبُ ..

ثواني المسَاءِ تعربدُ
دربي يأرجِحُ أقواسَهُ في الضبابِ
غيومي تخربشُ بُعْدَ المرايا
السواقي تضنُّ بماءِ القوافلِ
عُشبُ الخريفِ يدندنُ فوقَ الأصابِعِ
نجمُ الشمالِ نساهُ الجنوبُ ..


تذوبُ الشموعُ .. تذوبُ ..


أجيءُ .. ليذْهبَ سِرْبُ الحمامِ
أقلّبُ أوراقناَ وأُضيءُ الشجونَ
أكسِّرُ أحْطَابَنا لصراخِ البرودةِ
أنزعُ أسماءنا من ضلوعِ الحوارِ
رسائِلُنا لا تتوبُ ..


تذوبُ الشموعُ .. تذوبُ ..


أترجمُ حزنَ انتظاري بجمرِ الأبابيلِ
أرفعُ رأسي .. أعدُّ نجومَ الجزيرةِ
تهبطُ كفُّ السماءِ
لتنزعَ ورداً تلتهُ القصيدةُ في قاعةِ النصِّ
فاشتكتِ النارُ
واشتعلَ الماءُ من خُطواتي
وعاثَ الهبوبُ ..


تذوبُ الشموعُ .. تذوبُ ..


رويدَكَ!
منَ سيعينُ الجريحَ ببابِ المدينةِ
من سيغني لعطْرينِ في كلماتِ السحائبِ
من سيذيعُ أغاني الكمنجةِ للأقحوانةِ
من سيردُّ الهواءَ لرأسِ المصائفِ
من سيحدّثُ بيتَ السنونوُ عن الشمسِ
من سيداعبُ حدَّ الرسائلِ بالشمعِ
من سيجمّعُ تفّاحَناَ في أماكنِ
شوقِ الحبيبِ .. ليأتي الحبيبُ ..؟


تذوبُ الشموعُ .. تذوبُ ..


أأنتَ هناَ يا جميلُ؟
بثينةُ شدَّت وثاقَ الرحيلِ
وأنبتَ صوتُ قبيلتهاَ
شوكةً في اخضرارِ الصحاري
وضوءً
وظلاًّ
رماهُ بهودجها
شمعدانٌ غريبُ ..


تذوبُ الشموعُ .. تذوبُ ..


لعلِّي رأيتُكَ في الوردِ
ثمَ اقتطفتُك عطْراً
لعلّي ولَدتكَ في آخرِ الحلمِ
ثم نهضتُ إلى وَلَعي باضطرابٍ
لعلي أقمتُ على البابِ
حتى أتيتَ..
أنا من أذاعَ الصدى للكلامِ
وأطْلَقَ نورسةً .. في الحنايا
وضاعَ على تلةٍ أوقدتها القلوبُ ..


تذوبُ الشموعُ .. أذوبُ ..


من الطارقُ الآنَ بابَ القصيدةِ؟
- قلبي

من الآنَ يبكي؟
- انتظاري

من الجرح فينا؟
- فؤادُ الحبيبِ

من المخلصونَ؟
- دموعُ الرسائلِ

من يعرف الحبَّ أكثرْ ؟
أنا والتذكُّرْ

أُعيذُكَ ..
من شَجَرِ الجمرِ.. فاصبرْ ..
سيرسوُ على صُحُفي
العندليبُ ..


تضيءُ الشموعُ .. تذوبُ ..


وجئْتَ على قدَرٍ يا حبيبي..
هلالاً تقوّسَ فوقَ شهيقِ البنفسجِ
ليلكةً في وريدِ المسافَةِ
زهراً تعلّقَ فوقَ إناءِ الخليقةِ
إني أحبُّكَ فليلتقِ القمَرانِ
وتفنىَ الدروبُ ..


تذوبُ الشموعُ .. تذوبُ ..


ووجهُكَ ..
أجملُ من بسمةِ الأرضِ للخائفينَ عليها من الحربِ
أجملُ من رشّةِ الملحِ فوقَ رغيفِ المساكينِ
أجملُ من دمعةِ الضوءِ تكتبُ شعراً على البحْرِ
أجملُ تنهيدةٍ للختامِ ويُطْوىَ الغروبُ ..


تذوبُ الشموعُ .. تذوبُ ..


وقلبُكَ ..
نافذةٌ أمسكت بذراعِي وسارت لخطفِ النجومِ .. وشاحٌ تهبهُ الأيائلُ للمؤمنينَ .. رحيلٌ لأرصفةِ الأَبدّيةِ .. بوصلةٌ لإغادر نحوَ المكَانِ .. ارتفاعٌ إلى الحبِّ بالحبِّ .. شوقُ الشموعِ لظلي وظلِّكَ
جسْرانِ نحنُ التقيناَ على بؤرةِ الروحِ
ياللسُّكارى بِرائحةِ الحُلْمِ إنْ هبَطوا لمدىَ الزعفرانِ وبينَ أنامِلِهمْ نظرات الشموعِ .. تذوبُ .. تذوبُ ..

18 يناير 2004




http://www.arabna.info/vb/../images/spacer.gif
http://www.arabna.info/vb/../images/spacer.gif




المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:08 PM

مطر
سماء معلقةٌ بيننا

مطَرْ

مطَرْ

رنينٌ يحدّثُ نافِذتي عن تفاصيلَ مبهمةٍ للشتاءِ

أحاولُ تشبيههُ بالغناءِ

فيطلعُ وجهكَ خلفَ الزجاجِ

ألملم دهشةَ روحي وأمسك كفَّ التذكرِ من عِطْرها

وأسافِرُ فيكْ..

تقيّدُ قافيتيِ، تسكبُ الحبرَ فوقَ طريقي، لماذَا توقفت فوق ظلالي

وقلت لشمس المراسيلِ لا تهربي؟

يداكَ الطريقُ، ومعنى اختزال الجهاتِ بحلمٍ، ورسم الورودِ بريشةِ قلبٍ، ونثر الأسى كالضحايا على شرفةٍ للحنين تولّت

ومالي أعودُ منِ القلبِ منهكةً، يتدثَّرُ بين حرَوْفي حرَْفكْ!؟

سماء معلقة بيننا

مطَرْ

مطَرْ

أغني!؟

أنا لا أغني

ولكنّني كالسماواتِ أهطلُ

فاقرأْ شظايايَ في شجنَ الآخرين ..

تدثّرتُ بالصمتِ

آخِرَ ما حدّثت لغتي للسرابِ

وآخِرُ ما أنجبت مُدُني من حدودْ!

لعلّكَ ..

تشعلُ من موجةِ اللهِ شمعاً ستُطفأُه في يديَّ ..

لعلّك تَبْحثُ مثلي عن القمحِ

تجمعُ صرّةَ قلبكَ تمضي كسيراً

ولكنّما الأرضُ قالت لقلبي:

تعجّبتُ كم يغرسِ الحُبُّ فيكِ الأنينْ!

أرىَ الفجرَ يبكي بآثارِ عينيَّ

فجري انتهى!

ولا شيء أبدأه كالنهايةِ

باقةُ دمعٍ لحزنِكَ

من شجن الوردِ

بعد اقتطافِ السماءِ ونفيِ المطَرْ ..

6/أبريل/2004


المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:10 PM

عودة بقارب حزن
حزنٌ كدموع الجبل الأخضر إن خُزّ بأغصانِ الثلجْ
حزنٌ فر على قدميه ليعتلي القمم الحبلى بالغيم فعاد بحمى القلبْ
حزن جاب جبال الورد وغنى في قبلتهِ أيام البعدْ
رحل ليبحث عن شمس يقرؤها في كتب العشاق الغرباء
لا كالعشاق المحنيينَ على أجسادِ النسوةِ في قاطرةٍ صاخبةٍِ تقضم طين الأرض بقسوةْ. يالله! عادَ الحزنُ لقهوتهِ، لأريكتهِ، لغروبِ الصحْراءِ وملحِ مدينتِهِ ..
في أوروباَ يجدُ المارةُ أرغفةً للحب على ناصيةِ الأخطاءِ .. جميلٌ لونُ العطْرِ هناكَ وفاسدْ .. ثمةَ ما نبحثُ عنهُ غريبٌ كثيابِ النساكِ ومفقودٌ كالسحْر..

يالله! نحتاجُ لخلعِ السترةِ عند العودةِ من أرضِ الثلجْ، نحتاجُ لأن نرقُص داخلنا.. ولأن ننتفض كأوراقِ الأزهارِ على أهداب الدمعْ..

لو كانَ هناكَ يدٌ تمسكُ بيدينا ترفضُ أن نرحلَ للشمسْ
لو كانَ هناكَ غدٌ للبدْر المخبوء بجيب الليلْ
لو كانَ هناك دموعٌ ترسلُ قافية لقطارِ العودةِ
لو كانَ هناكَ قلوبٌ تتركُ معطفها فوقَ الأكتافِ وتسألُ عن أعشاشِ الأطيارِ بموطننا ..
لو كانَ هناكَ رسالة ..
واحدةً تكفي لكتابِ الأيامِ لما اخترنا وطناً..غيرَ الحبْ!

لا تبكي يا قلبي .. كالصحراءْ!

الغيمُ قريبٌ.. من وَجْدِ الخيمةِ واللهُ يراكْ!
لا تبكي يا قلبي.. فالناسُ سواسيةٌ في المشيِ ومختلفونَ بتحديدِ الأرجاءْ ..

30/ أغسطس/ 2004


المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:11 PM

سوف أزهر.. سوف أزهر


لازلتُ أحلُمُ كالبيوتِ
الصارخاتِ من الحروبِ
بأن لي ورداً على الشرفاتِ
ينفضُ العشبِ الدخانيّ المكسرْ
* * *

لازلتُ أحلُمُ أنني كالموجِ شاردةً أغادِرُ بقعةَ الأفكارِ ..
أتركُ لوعتي في الماءِ أعزفها لأكبرْ
* * *

لازلتُ أحلُمُ كالظلالِ
بحكمةِ الأضواءِ
أنقشُ حرفَكَ العاجيَّ
بالصمتِ الجسورِ
أعيدُ بوصلتي إليكَ
وأشتكي منّي وأشكُرْ
* * *
لازلتُ أحلُمُ كالفراشةِ
تضربُ الظلماتُ في دمِها حصاراً
ثم تهرُبُ لاكتشافِ الضوءِ
لا لشيءٍ إنما
لتحب قاتلها المضيءَ أكثرْ
* * *

لازلتَ في لغتي الكثيفةِ طائرٌ
متعثرٌ برياحِهِ
تتساقطُ النجماتُ في كفيهِ
يعبرُ مرةً للبحْرِ
ينزلُ مرةً للحِبْرِ
يجهدُهُ العلوُّ
كطينةٍ بينَ الطهارةِ والرحيلِ
تجرِّبُ الأيامَ .. تغرِف من رياحينِ المودةِ
موطناً للصدْقِ
يحرقها التجبرْ
* * *
يا دوْلةً في القلبِ
آوتكَ فخنتَ الله والآهاتِ
يا بعضي الذي آذاهُ بعضي
وآلمني ببعضي
لكَ أن تغيبَ على السنينِ
ولن تسيلَ الشمسُ فوقَ خطاكَ
فاعبُرْ ..
* * *

غدَرت يداكَ وهاَ فؤادي
يحلُم بالهلالِ
وتنقضي فيهِ المواعيدُ القديمةُ
كم تساقطَ من تقاويمِ الندىَ
ورقَ الحقيقةِ ..
تغضبُ الأنهارُ .. يحترقُ المدى
وأسيلُ من جهةِ التذكُّرْ
* * *

غِبْ ألفَ عمرٍ.. ألفَ عمرْ
لازلتُ أحلُمُ بالإيابِ أنا التي
قادت خطايَ قوافلي ومفاوزُ الأشعارِ
وألقتني إلى المعنىَ البعيدِ
سأحرقُ الأشجارَ إن لم ترتدي ورقي المعطّرْ
* * *


وغداً سيزهِرُ في يدي النوّارُ
وغداً سيرقصُ في غصوني الشوقِ
أقسِمُ أنني سأعيشُ أطولَ في المشاعِرِ من بكائي ..
وسألتقي في موسمي ثمر الرسائلْ
أنا سوفَ أحياَ يا فؤادي
أنا سوفَ أحياَ يا ربيعي
سوفَ ينبتُ برعمٌ اسميتهُ وطني الصغيرَ
وسوفَ أزهرُ .. سوفَ أزهرْ ..

24/سبتمبر/2004



المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:13 PM

آن الأوان


آنَ الأوانْ
تلكَ الصبابةُ من بريقِ السنديانْ
نامتْ غصونُ الماءِ في قلبي..
وقامت زهرتانْ
* * *

غيتارتي
نهضَت من الميعادِ
أرجحتِ المسافةَ بينَ ثانيتينِ
فانتثرتِ بصدرِ الوقتِ
أغنيةُ العقاربِ للزمانْ
* * *

بكتِ الشموعُ لغيمةٍ
رقصت ضفائرُها
وضلّت في صحاري المُلْكِ يوماً
فاشتراها الصولجانْ
* * *

وغداً يجيءُ الصبحُ يا شوقي
ويغرفُ من جبينِ الليلِ نيرانَ القصيدةِ
كي يزورَ النبضُ إشعاعَ الكمانْ
* * *

وغداً ستختمُ سيرةُ الصحراءِ
بالينبوعِ
تغمرها الفراشاتُ التي
هربت من الضوءِ وعادت
تحملُ الجدولْ
* * *


وغداً سيسألنيِ
عن النعناعِ في شايِ السحابةِ
سائغاً
ويذوق سكّرنا رذاذَ
الرشفةِ الأجملْ
* * *

آنَ أوانناَ
ورأيتُ فيهِ الفارسَ الفضيِّ
مدينةَ الحلمِ العريقةِ
والعناوين التي سرقت بريدي
والسنين النائمات ضحىً على سررُ القصيدةِ
والمقاعد في حديقةِ عطرنا
وسقيفةُ المنزلْ


15/ ديسمبر / 2003


المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:14 PM

وجع الأريج

ماذا تريدُ الموجةُ السمراءُ
من قلقي!؟
أنا لم أسأِل البحرَ لماذا
ألقتِ الشطآنُ قاربناَ
ولمَ التقيتُ بنورسٍ
يروي هديرَ البحرِ بالكلماتِ
يختصُرُ المشارق والمغاربَ بالصدى
فتسافرُ الأزهارُ فوقَ الموجِ
تطلقُ حكمةَ الإبحارِ في أطيافِ مرآتيْ
* * *

تشرينُ
هل ترقى لغربتنا العباراتُ التي انصهرت
على أطرافِ سِروِ القلبِ
لا .. لا لم تكنْ حُلماً!
يا كذبةَ الوردِ ارفقي
ها قد نما وجعُ الأريجِ
وأطفأت آهاتهُ سُحْبَ المناجاةِ
* * *

تتساقطُ الأحزانُ من جذعِ النخيلْ
تتداخلُ الأنفاسُ
بينَ عذابهِ وعذابِها ..
يسقيهما موجٌ كؤوسَ الملحْ
ينثرْهما غاباتُ حُزنٍ
خائفٍ من مرفأٍ عاتيْ ..
خرساءُ كانت قصّتي
أتراهُ ذنبُ السردِ
هذا
أم ترى ذنبُ الرواياتِ ..!
* * *

يا نهرُ أينَ الظلُّ..
تسكابُ الفراتِ
بكى من صحوةِ الشمسِ الغريبةْ
والعمرُ تطويهِ طفولتنا
التي عبثت بحلمٍ غارقٍ..
جزعت خطاهُ من المدىَ المكسورِ
في موجِ المسافاتِ
* * *

اذهب
فحسْبُ الماءِ أخطاءُ السقايةِ
حسبُ القلبِ أغنية تدلّت
قابَ قوسِ الحلم أو أدنى
فما انكسرت خطىَ السفر الحزينِ
في ضوءِ المعاناةِ..


24/ يناير/2004


المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:15 PM

تردد


وحيداً كشعْري
وليلي معي.. مثل فيروزةٍ في خيوط الأمانيْ..
يحدثني الآنَ قاطِعُ نجمٍ
عن العمْرِ
علّ طريقي سيؤوي خُطَاهُ
أفّكرُ بالأمْرِ:
لسْتُ أظُنُّ
فما أكثرَ السيرَ في فلواتي
ومن فيها تاهوا..
لأَنَّا كَبِرْنا على الحُلْمِ
ضاقت علينا ثيابُ السذاجَةِ
سِرنا على الشوكِ نبكي
الورودَ التي صُلِبت دونَ دمعةِ عاشِقْ..

2/ سبتمبر/ 2004



المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:16 PM

يدان في عتمة الكون

يا لعذابي!
أغلقتُ بابي على ريحِ عذابيْ
إن لم تجئني الآنَ
أخشىَ علىَ أُفُقي
من دخانِ المرجلِ الخفّاقِ
في صدري ومن نارِ اضطرابيْ
أخشىَ على الزهرِ
المسجَّىَ ساهماً
يدعو ..
في مساحاتِ تُرابي
ياربِّ أتعبني أزيزُ
المرجلِ الخفاقِ في صدري ..
المسافاتِ في رحمِ الغيوبْ
أتُراهُ يؤلمهُ تذكُّرُ همسناَ
للبحرِ
لمّا انطوىَ بوحَ المساءِ
على تراتيلِ الهروبْ ..
ياربِّ آذاني انتظاري
لروحٍ مذْ تلاقت بروحي
أطلقت في صبري .. رصاصةْ



http://www.arabna.info/vb/../images/spacer.gif
http://www.arabna.info/vb/../images/spacer.gif




المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:16 PM

ماذا فعلت؟
ماذا فعَلتْ؟
يا كلّ أوراقي الحزينةْ
يا صرْخةً من بحْرِ أيامي تناديْ
ماذا فعَلتْ؟
أرهقتُ نفسي في بكاءاتِ المراياَ ..
أينَ الظلالُ
وأينَ آياتُ السرابِ السرمديِّ
وأينَ بوصَلةُ المسيرْ !؟
وتركتُ في أحشائيَ الشعْرَ الحزينَ
وأنبتتَ حولي الهواجسُ ألفَ سورْ
حولي كتاباتٌ تعلمني الرحيلَ إلى القيامةِ
مذْ موتنا وإلى النُشُورْ
حولي ضبابٌ أصلُهُ من عمقِ نفسي
وارتحالي في الغياهبِ كي أمرَّ ولا جسورْ
حولي نساءٌ ورِجالٌ
لم أستطعْ إدخالَهم في موطني
وكأننا من ضفتينِ
انهارَ بينَهماَ العبورْ

ماذا فعَلتْ ..؟
لم أترِكَ التاريخَ فوقَ الرِمْلِ
يعشِبُ زهرةً ..
أو يرتقي نحْوَ السماءِ كنجمةٍ قدْسيّةٍ ..
أو يثقِبِ الجُدرانَ
يمحو في خرائِطهاَ السجونَ
ويعطي كفَّ الأرضَ أعلاماً ترفرفُ بالبياضْ

ماذا فعلتُ..!؟
لرِحلتي نحوَ النهايةْ
ومن النهايةِ نحوَ ميعادي القريبْ

وحْدي على دربٍ
يحاورني فيهِ السؤالُ "الأزليُّ" لكن بالسكوتْ..
وحدْي ..
خطايَ تبعثَرت
وركَضتُ في الصحراءِ
أحملُ خدعةَ الشمسِ
أغيبُ .. مع المغيبْ

لا شيءَ يبقي من زماني
إلاّ بكاءُ النايِ في روحيْ
أوراقي الصفراءُ
وربّما بعضُ الرفاقِ الطيبينَ
وقلبُ أمّي
وديوانُ أشعاري الكئيبْ


يارب
هل كانَ شعاعُ البدْرِ
حلمٌ لليالي .. لم تنلهُ عيونُها
أم كانَ سرًّا خائفاً
من بوحناَ
فمضىَ بصمتٍ مستريبْ

فأنا المضرّجُ بالشجىَ ..
وأنا المسافِرُ لانغلاقِ الدَرْبِ حتماً
وأنا السبيلُ .. أنا الغريبْ

24/أكتوبر/2004


المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:17 PM

قلبٌ ما

شيءٌ يقولُ على سبيلِ الظنِّ
كم أحياكَ
شيءٌ تفهمُ الأرواحُ لهجتَهُ
شيءٌ يسيرُ معي ونشربُ قهوةَ
الأصحابِ ساخنةً شهيّةْ
شيءٌ أحدثهُ ويسمعُ
يملأُ الأيّامَ بالذكرى ويبقى..
شيءٌ لعلي لا أفسرهُ
ولكنّ الهواجسَ تقتفي ترحالهُ
في قاطراتِ الحُلمِ
شيءٌ مثلَ نورِ الربِّ
في عيني شهيدةْ
كم تغرقُ الأشياءُ في أعمارنا
لنسيرَ نحو الشمسَ
لا نشكو من الأشواقِ
أو نهتزّ مثلَ الطيرِ
في مدن العواصفِ
خارجينَ على الحدودِ
ومتعبينَ من الجهاتْ
ولعلّ ما نحتاجهُ في ليلِ البرودةِ
أن نمارسَ رحمةَ الإحساسِ بالدفءِ
الذي نعطيهِ للمتضررينَ من الشتاءْ
قررت أن أنسى الحصادَ
وأن أمرّ على اليبابِ
لأزرعَ الأنهارْ
شيءٌ كقلبي سوفَ ألقيهِ هنا
لأكثف الأغصانَ والأزهارَ
في زمنٍ سيأتي
ربّما ليمرَّ قلبٌ ما ..


15/يناير/2004


المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:18 PM

هل نسانا الطيبون
(1)
يمرُّ العابرونَ حولَ الضوءِ
لا يتكونُ الظلُّ
يمرُّ العابرونْ
فهل كانَ الشعاعُ لنا صديقاً
أم نسانا الطيبونْ!؟

(2)
أما في القلبِ وردٌ يا رحيقَ الشمسِ
مرَّ البحْرُ في قوقعةٍ
ودوّى الصوتُ في أُفُقِ المدينةِ
غادرتَ عني البواخِرُ
والموانيءُ أجهظت بوحي
تركتُ للمرساةِ زرقتها
فهل نسانا الطيبونْ!؟

(3)
وكنّا نقطفُ الأيامَ كالأزهارِ
نُلصقَ فوقَ أبوابِ الزنابِقِ
وعْداً صالحاً للحبِّ
كانَ القلبُ مدرسةً لطيفِ الحُلمِ
يُسرِعُ راكضاً في حقلهِ
ويرى الجميلَ كأجملِ الأشياء
وظلنا فوقَ المياهِ .. يسيلُ .. ثم يسيلُ ..
فهل نسانا الطيبونْ!؟

تدقُّ الريحُ نافذتي ..
يسيلُ الحبرُ بينَ أصابعيْ ..
أرتدُّ نحوَ الضوءِ
تمطِرني الدقائقُ بالقصائدِ
أقرأُ الصحَفَ الكئيبةَ
ابحثَ عن رسائلَ في بريدِ النتِّ
أبحثُ..
ثمَّ أبحثُ ..
هل نسانا الطيبونْ!؟

(4)
تناولتُ العشاءَ
كتبتُ شعراً عن فؤادي
أطفئتُ السراجَ بكيتُ كالمعتادِ
حلمتُ أنني
أصير طيباً كما النخيلْ
وساطعاً ..
كنقطةٍ على مشارفِ الضُحى
تعاند الرحيلْ
حلمت أن لي زمانا يحضن الزمانْ
وتنثُرُ السماءُ سكّرَ الغيومِ
يصبحُ السلامُ عطْرَي الحميدْ
أصيرُ سيداً لوقتكِ البهيِّ
وطائرا لزهرةٍ جميلةِ الأريجْ
واهتدى للؤلؤ
يقيمُ
في رمالِ صبحهِ
ويلتقيهِ ساعةَ الأصيلْ
أحدثُ السماءَ عن قميصِ يوسفَ
النبيْ
فيأتي الطيبون..

16 ابريل 2004


المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:19 PM

لذكراكِ
لذكراكِ ..

لعِشرةِ حرفنا في الشعرِ

تحناناً للقياكِ

هنا

بدأَت نوارسناُ

تزورُ مصائفَ البحرِ

وتلهو في فراديسٍ بمرساكِ

هنا

غني النّدى

أملاً

على أزهارِ أيامي وأشواكيْ

هنا

كانَ الصديقُ بلا صديقٍ

يسأَلُ

الصحراءَ قافلةً لخطواتٍ بكت

حتى

مددتِ لهُ بيمناكِ

غداً ..

يا بلسمي

ستسافرينَ لمرفأٍ بالحبِّ يدفئكِ

فلا تنسي

شعاعَ الشمسِ

يستشري بأستاري

وشبّاكيْ

لماذا هذهِ الألحاظُ تبكي

رغم أني لن أودعكِ

ولنْ ألقى على الرملِ

مطاياكِ

إذن فلعلّها ..

أيامُنا

تنهلُّ من بينِ حنينِ أصابعِ

الذكرى

فتذرو العينُ رملَ

القلبِ

إن القلبَ صدقي فيهِ آواكِ

لعلّي

في سنينِ العمرِ حالاتي حنينٌ دامعٌ



لماذا ..؟

هذا سؤالٌ لا يفسّرهُ

إلا

ابتهاجي حينَ ألقاكِ

لماذا ..

حتى إذا

لملمتني وبكيتِ ..

لم أعْرف لماذا فرحنا باكيْ

لماذا ..؟

حتى إذا

أدنى الوداعُ خدودهُ

قبّلتُ بالدمعِ

الفنادِقَ والشوارعَ والمتاجرَ

في الكويتِ

وضعتُ في

صندوق ذاكرتي

مصابيحاً

أراها

تسافرُ

في ومضاتِ عيناكِ


20/مارس/2004




http://www.arabna.info/vb/../images/spacer.gif
http://www.arabna.info/vb/../images/spacer.gif




المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:20 PM

مساء القلب

دميَ المعبَّأُ بالرمادِ
رياضهُ لا تشبهُ الوردَ
تعالي
نطلِقُ الأزهارَ
من حمّى السوادْ

من أنتِ
أنفاسُ الورى
والعشب
والرمّانُ
والأقصى
وحلمُ الشهداءِ
على الزنادْ

دوّى السؤالُ
فأطلقي خوفي
وراءَ البابِ مفتاحي
فكيفَ أغادرُ
الأيّامَ
دونَ شهادةِ الميلادْ؟

ضميني في عينيكِ
إنّهما كأمي
ضمي يديكِ إلى يديّ
فإنني أحتاجُ صبحاً خارجاً
من ليلِ همي

من أنتِ
نبعُ اللهِ، زنبقتي،
مساءاتي، هطولي ..
دعي
للحزنِ أسئلتي وقولي:
مساءُ القلبِ
يا مُدُنَ السلامِ
خضبي لغتي بحناء النجومِ
وجاوبيني
فلقد سكبتُ من حبري
الأساطيرَ ..
اقرأي الفوضى، اقرئيني ..
أصبحتِ قافيتي
وأسرارُ الروايةِ
كي أتابعَ طيّ أوراقي
بحبٍ وحنينِ ..


يوماً سألتُ اللهَ ظلاً بارداً
من جنّة الأصحابِ
فالتفت على صدري
شجيرتكِ تغنّي ..
أهوُ الربيعُ صديقتي أهداكِ لي
أم حسنُ ظني ..
لمّا غفت عيني
على كفيّكِ ..
آوتني الحقيقةُ للتمنّي

أنتِ أنا
يا سرّ تحليقِ النخيلِ
ضميني في عينيكِ
ضميني
ليغفو مرةً ليلي
علىَ قمرٍ جميلِ
أنتِ أنا ..
فالتقطي النجومَ ..
لنصنعَ للصداقةِ عقدها الأزليّ ..
ولننقشِ اسمينا
بذاكرةِ الرحيلِ ..



المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:22 PM

مطر يتساقط للأعلى
تسألُني
عن تاريخِ حُروفِي
فاسألْ
أنا ألفُ يقينٍ بالحَاءِ وبالبَاءْ

عِنْدي إِيمانٌ بالشَمْسِ
ونافذةٌ
تنشقُّ سَتائِرها من نارِ الأضواءْ

عِنْدي أنَّ الحُبَّ
ضفافٌ يسكُبها نهرٌ
للّهِ
يجرُّ تسابيحاً خضراءْ

يا ظلِّي القادِمَ
من صمتِ
العالمِ والأوجهِ والأسماءْ

أنت القنطرةُ الكُبْرى
للحلمِ
انكسرت في مرمرهاَ الأرجاءْ

بل أنتَ الكونُ
وميلادي
نجمٌ علّقهُ الأرقُ
على غصنِ الآلاءْ

بل أنتَ الشجرةُ
تجتازُ وريدي
وأنا عصفورٌ موتورٌ
من دمها جاءْ

بل أنتَ الشارعُ
عبرَ مدينةَ قلبٍ طفلٍ
وأنا لافتةٌ ضاعت
فاكتبني عنواناً لبريدِِ الأَحياءْ

بل أنتَ
ينابيعُ القمَرِ الدافيءِ
هاتِ الدلوَ لساقيتي
وَحْدي أعْرفُ أحزانَ الماءْ

إني وجهتُ إلى نورِ
الشعلةِ وجهي
وملايينَ الأشواقِ
الباردةِ الظامئةِ الخرساءْ

بِأُحبُّكَ
يا قافلتي
ستقودُ حبالُكَ للجنّةِ
ليلكةٌ عذراءْ

بِأحِبُّكَ
ستعادُ الدولةُ للعرشِ
ويرضىَ الشعبُ المستاءْ

بأحبُّكَ
أعطيكَ البحرَ
وأشرعتي والزورقَ
والساحلَ والصاريةَ ورملي والميناءْ

بأحبكَ
أُهديكَ سلالَ الغيمةِِ
يا قَدَري الأخضرَ
بعدَ طقوسِ الجدبِ العمياءْ

بأُحبُّكِ
ردّ الشعْرَ إلى لغتي المنسيةِ
سمّيني سوسنةً خُطفت
في مقهى العطْرِ
ونامت في حضنِ الإغراءْ

سمّيني مطراً يتساقطُ فيكَ
إلى الأعلى
وظلالاً
تولدُ من خصبِ الرمضاءْ

سمّيني أغنيةً ملّت
أسوَارَ الصدْرِ
وتعبت من أغلالِ الضوضاءْ

سمّيني جاريةً
سُلبت حُريّتُها
فاختارت سجناً أبدياً
في رُكنِ الأهواءْْ

سمّيني آنيةً تشربُ
من ترياقِ الخمْرِ
وتعشقُ فيكَ قواريرَ الأخطاءْ

سمّيني بيتاً وحصيراً
وفناءً وزهوراً وعشاءً وكتاباً ورِداءْ

سمّيني ورقاً أعجبهُ
مزمارُ الرملِ
وترتيلُ الريحِ الهوجاءْ

سمّيني ساحرةٌ
نَسِيتْ سرّ التعويذِ
فأغوتها
أقصوصةُ حبٍّ كاذبةٍ حمقاءْ

سميني أمواجُكَ إنيْ
في بحرِ جنونكَ ..
فوّضتُ حنيني
واخترتُكَ فيروزةُ غرقٍ زرقاءْ

فاخترني كي أولدَ
من شقِّ سمائكَ
والبسني غيماً رحّالاً
كي أعْرِفَ
في فصْلِ الحبِّ المطَريّ
شتاءْ

دونكَ هذا البابَ
لتبقىَ
في ناحيةِ الشعرِ
قوافيٍ مشمسةٍ
لزهورٍ
ذبُلت في أوراقِ الشعراءْ

ماذا أعطيكَ لتشفى
يا طُهري
آهٍ لو تطلبُ ..
قاعَ محيطاتي لآتاكَ
الموجُ الأسودُ
بحكاياَ الداناتِ البيضاءْ

آهٍ لو كنتَ محالاً
لعبرتُ بخيلي
حقلَ الثلجِ
وألجمتُ صهيلَ الخُيَلاءْ

لو كنتَ رحيلاً
لرميتُ عناويني
وعشقتُ
عذابَاتِ السفَرِ وأشجان الغرباءْ

لو كنتَ المدُنَ المحتلةَ
أمّنتُكَ بوصلتي
وعبرتُ الجمْرَ بطاقيةِ إخفاءْ

لو كنتَ الحربَ العاريةَ
لكنتُ
على صدِر الدمعِ دماءَ الشهداءْ

لو كنتَ سفيراً
ليتامىَ العشقِ
ابتعتُ تميمةَ عشق السفراءْ

آهٍ
ماذا أعطيكَ
لأشعلَ في عينيكَ
قصيدةَ ليلي
النائمةَ
وأطْلِقَ آخِرَ زفراتِ الصحراءْ ..

10/يناير/2004


المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:22 PM

باب الشرق

ببابِ الصمتِ والكلماتِ
ضاعت طرقةُ الصلواتْ
وكانَ الفارسُ الموعودُ
مقتولٌ على الطرقَاتْ
وكانت أمّنا حواءُ
تنعى الأرضَ بالصرخاتْ

علامَ الحزنُ يا وَطَني
وفينا قبلة الإسراءْ!؟
وفينا ألفُ مومسةٍ
تمجّدُ في حمى السفهاءْ!؟
وفينا المشعلُ الهادي
ومليارينِ من أخطاءْ!؟

دمي لم يبكِ ترحالي
على خبزٍ وحوريَّةْ
ولم أندم على موتي
لأنَّ روايتي حيّةْ
ولكني سئمت الرسمَ
للأفعى جداريّة

يؤجِّجُ لي الصدَى ناراً
يعانِقُ سمُّها داريْ
فأرسمُ مأتماً فوقَ
الشفاهِ لقلبِ جبّارِ
صباحُ الخيرِ يا شرقاً
بلا جهةٍ ومعيارِ

تلاشى السِحْرُ وانكفأت
شموسٌ في يدِ الوادي
أنا والشهْبُ قافلتانِ
نحملُ وزر أصفاديْ
وتتبعناَ المداراتُ بأقمارٍ
وجلاّدِ ..

أليسَ العارُ أن نشقىَ
وفي صحرائنا الأمطارْ
وينبعُ من دفاترناَ
الفراتُ لساحلِ الأفكارْ
ولكنّا! نخافَ المشيَ
بينَ النَّارِ والأنهارْ ...

المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:24 PM

لا

لا ..
إذا لم تقلها حقولي
استتابَ الأقاحُ من الصبحِ
ردَّ بياضَ جدائلهِ للمطرْ

لا ..
إذا لم تقلها المرايا
تهيمُ الوجوهُ الغريبةُ
تغزلُ سوراً إذا مرّ منهُ الحمامُ اعتذرْ

لا ..
إذا لم تقلها دموعُ العيونِ
ارتمى الثلجُ فوقَ الليالي
وشاخَ فضاءُ البصرْ

لا ..
إذا لم يقلها المحبُّون ضلَّ السراةُ
وضاعَ طريقُ القصائدِ نحو القمرْ

لا ..
إذالم تقلها السماواتُ من فوقنا
مزَّق النجمُ أهدابهُ ..
وهوىَ كوكبُ المؤمنينَ بضوءِ القدَرْ

لاْ..
ليسَ إلاّكَ مولى
يعظّمهُ كلُّ شيءٍ
إلهي ..
تشهدتُ بالحقِ
وضئتُ روحي بماء السماءِ الرحيمِ
قرأتُ المدى ..

يا إلهي ..
سجدتُ على عتباتِ الدجىَ
أسألُ الليلَ رقياَ إليكَ
وكأسَ هُدىَ

يا إلهي ..
استعنتُ بستركَ .. حبّكَ
سرِّك في الكائناتِ
وعلمِكَ في كلماتِ الندىَ

يا إلهي ..
أجيءُ إليكَ
على برهةِ الوقتِ
آهٍ لتلكَ الثواني التي رحلت
دونَ مسرىً يراكَ لسلّمهِ سيدا

يا إلهي .. الكلامُ رسولُ الحقيقةِ
أنت العليم
وتعرفُ ماذا يسرُّ الكلامُ إذا قالَ لا ..




http://www.arabna.info/vb/../images/spacer.gif
http://www.arabna.info/vb/../images/spacer.gif




المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:24 PM

بكاء كالعادة

ستبكي المزهريّةُ
مرةً أخرى
لأن الوردَ دونَ ظلالهِ أمسىَ ..
وصارَ الشوْكُ أغنيةً
لقلبِ الزارعِ المشتاقِ للوردِ


سيبكي البيتُ للتوتِ
المدلى من يدِ الأغصانِ ..
كادَ الأحمرُ القاني على الأخبارِ
يقتلُ نكهةَ التوتِ


سيبكي الشوقُ
فالميقاتُ غادَرَ زحمةَ الشعراءِ
في رُدَهِ القلوبِ
وفي خيام الشعر
واستلقى على زمنِهْ ..


ستبكي الأبجديةُ
في دفاتِرنا
لأن البحْرَ مرّ على يتامى الموج
واختارت حروفُ العطْفِ
إهانة الأصْدافْ ...


سؤالٌ واحدٌ أبكى
جميعَ أسئلتي
لماذا زهرتي شقيت
بطينِ الماءْ؟!

24 مايو 2004



http://www.arabna.info/vb/../images/spacer.gif
http://www.arabna.info/vb/../images/spacer.gif




المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:25 PM

شوق

اشتقتك ..
الشمسُ الساخنةُ
تذيبُ خيولَ الوقتِ
تشيخُ الثانيةُ
أدورُ بمرساةٍ
تحتاجُ لغرسِ
أصابعها في صدركْ

اشتقتكْ
يا رب الغيثِ
المطرُ يسيلُ بقوةْ
يطرقُ نافذتي وجهُ الغيمِ
يحيِّيني
أنموُ
سنبلةً سنبلةً
يرفعني مزمارُ الذاكرةِ الحلوةِ
ألقاكَ على هدبِ الليلِ
بضوءٍ مسترخٍ
في عينيكْ

اشتقتكْ
ما أطوَلَ جسرَ الساعاتْ
ما أبعدَ نافذتكْ
الوردةُ تذبلُ في إصٍّ
يتغلف بالنبعِ الوارفْ
ردّ الماءَ إلى الأفياءِ
بصوتك ..


31/ديسمبر/2003


المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:26 PM

نسيان ولكن

1
نسيتُ النخيلَ تزخرفُ ظلَّ الجدارِ المهدّمْ
ولكنَّ جُرحَ العذوقِ أذابَ دماءَ الروايةِ
أحرقَ سعفةَ أيّامنا وترنّمْ


2
نسيتُ الحدائقَ تلهو بأسرارِ بابلْ
ولكنّ زنبقةً من تنفُّسنا رتّبت سطرها فوقَ سطري تماماً
فنادى مُنادي الصدى وتناسلْ


3
نسيتُ المرايا تصوّرنا نجمتينِ تساقطتا من شعاعْ
ولكنَّ نهرَ الليالي ترامىَ
انطفأنا وماتت بأنحاءِ غربتنا شمعةٌ
هشّمت خدعةَ الالتماعْ


4
نسيتُ ندىَ قُبلةٍ كشفت روحها للمطرْ
ولكنّ رمحَ الرحيلِ هوى
كنتُ في خاصراتِ التيقُّظِ حالمةٌ احتضرْ


5
نسيتُ طريقَ الخليجِ ورحلتنا الغائمةْ
ولكنَّ موجتنا سرقت دمعها من عيونِ المدىَ
أبحرتْ تشتكي القمّةَ المؤلِمةْ


6
نسيتُ النهاراتِ تشعلُ ليلَ الأهلَّةْ
ولكنّ خيطَ الرمادِ استطالَ
فصارتْ رموشُ الجزيرةِ محتلةً مستقلّةْ


7
نسيتُ سوار الزهورِ يراقبُ حفرتنا في ضريحِ المدينةْ
ولكنَّ سوسنةً أيقظت صيفها في انتظارِ معالمَ آذارَ
ظلّت بكفي رهينةْ


8
نسيتُ الأماني تحدّثَ أوّلَ حقلِ الدموعْ
ولكنَّ ركعتنا في ضميرِ الصباحِ روَتْ وردها سحراً
أنبتتْ بالتجمُّلِ سبعَ شموعْ


9
نسيتُ انتظار الرنينِ على ربوةٍ ساهرةْ
ولكنَّ صدر السكونِ أجابَ بثورتهِ
طلقةٌ جففت بتلاتِ الكلامِ رمت محورَ الذاكرةْ


10
نسيتُ بكاءَ السماءِ على عطرِ أنْفسْ
ولكنَّ رائحةَ الوقتِ
جرّت رداءَ العتابِ ورشَّت مواسمهُ للتنفّسْ


11
نسيتُ ثنائيةَ البجعِ المتباهي السعيدْ
ولكنّ ريشَ التناجي توسدّ زرقتنا
ومراكبُ منبعنا أبحرتْ في فراغِ الوريدْ


12
نسيتُ الهلالَ بعيداً عن الليلِ يختمُ سورهْ
ولكنَّ نافذةً كُسِرتْ ..
نجمةٌ رفرفت نحوَ شهرِ النهايةِ تجمعُ نورهْ


13
أيُّ خطوٍ مضىَ لستُ أذكُرْ ..
نسيتُ نسيتُ أنا المرمرُ المتكسّر

أكتوبر 2003



المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:27 PM

بلغة الأرض أتحدث

1ما بينَ أن أنساكَ في تعَبِ الحقيقةِ
أو رمادِ الحُلْمِ دمعٌ لا يملُّ منَ التأَرجحِ
في السوَادْ ..
أنْساكَ!
كيفَ لعابرٍ في الوردِ
أن ينسى الأريجْ
أنْساكَ!
كيفَ لكعبةٍ سُفكتْ
على محْرابِ شاطئِها المآقي
أن تنسىَ الحجيجْ
لا ريبَ أني نحْوَ ذاكِرتي أسيرُ
وأنتَ تثقُبها بإزميلِ
الزمانِ
وتطلعُ في هدوءِ القلبِ
فجراً للضجيجْ

إيّاكَ ترقبُ شرفةُ الوجدانِ
تشعلُ شمعةً
ما بينَ نسيانٍ لأذكُرَ
أو رسالاتٍ لأنْسىْ ..
تهوي
جهاتي فيكَ تهوي!
أفنى وألتَقُطَ الغيابَ بقبضة الأحلامْ
بعضي أتاكَ
وبعضُ أحزاني مضىَ
يرعاكَ في إطراقةِ الآلامْ
لهْفي عليكْ
لا أرضَ تنسىَ من يوسَّدُ
في ثراهاْ
كيفَ لنا أن نمحوَ التاريخَ ..كيف؟
دَمُكَ الذي يختالُ
فوقَ الغيمِ يعرفهُ الحمامْ
فليسلبوكَ العطْرَ
يا ابن الزهْرِ
حيثُ بحثتُ عن حريتي .. ألقاكْ
لازلتَ مرتفعاً
تسيرُ على السحابِ
وتستحيلُ ندىً
لازلتَ تولدُ من جديدٍ
بينَ أمواجِ اللهيبِ
وبينَ أشرعةِ الظلامْ
كم تولدُ الأضواءُ منكَ
وكم ينامُ قلبُ شمسي في رفاتِكْ
مُتْ مرةً
أو مرّتينْ
مُتْ في طريقِ الحربِ
أو ظلاً على الزيتونِ
أو قمراً سقىَ الأحجارَ وهو يموتُ ..
أو جْرحاً على سيفِ القبيلةِ
روحُ الأرضِ أنتْ
فاسكن ثناياها لتبقى الأرضُ
سيِّدةً
وتبقىَ
بيرقاً للنصْرِ
وعْداً للهلال ..

16 أبريل 2004




http://www.arabna.info/vb/../images/spacer.gif
http://www.arabna.info/vb/../images/spacer.gif




المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:28 PM

قلبي شظية
( في رثاء الشيخ أحمد ياسين )

أقلبي شظيةْ
لا شيءَ في شفتي
سوىَ بعضُ الترابِ ..
وغيمةٌ حمراءُ
من شفقِ الدمِ
النامي على جسَدِ الضحيّةْ
(ياسينْ)
للنسرينِ في عينيكَ
أفراحُ الصلاةْ ..
تبدو جَسوراً باسماً
حتّى وأنتَ ممزَّقُ الأشلاءِ
كالأقصى المسجّى
فوقَ صدْرِكَ
يشتكي للّهِ ذُلَّ البندقيّةْ
* * *

قلبي شظيةْ
قنديلي حجرْ
ويلي، فَقدتُ يدي
من بعدِ أن قطفوا القمَرْ
(ياسينْ)
لما ارتفعتَ إلى السماءِ
مات مات ..
في حضني المطَرْ
* * *

للدمِ زهْرَتهُ.
ستموتُ
كي يبقى لغصنِ الأرضِ ريحاناً
الأرضُ يكفيها وشاحُ الدفءِ من وجعِكْ
ونقاءُ صوتكَ العلويِّ يثقبُ سطوةَ الجدْرانِ
يهدي الوردَ والزيتونَ والثوّارَ
شهقتكَ الأخيرةْ ..
لا لن تموتَ كما
يزولُ الظلُّ عن نخلٍ
نساهُ العيدُ
في شهْرِ العراءْ
لا لن يموتَ البَحْرُ
في كفّيكَ
إنّهماَ كساقيتانِ
للشطآنِ والأيّامِ والأفياءْ
ستظلُّ روحُكَ نورساً
غطّى الغيومَ بريشهِ
ليعلّمَ الشهداءَ
كيفَ يحلّقونَ
يحلِّقون...
إلى شروقِ الأنبياءْ
* * *

في مقعدٍ مشلولْ
وحدكَ كنتَ
الصارِمَ المصقولْ
فاصعد
كأوَّلِ آيةٍ للفجرِ

وحدك ..

25 مارس 2004


المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:29 PM

عيناك

تعَبٌ ومحْبَرةٌ على هذي الأصابِعْ
جئنا لنزرعَ وردةً
أو قمحةً
أو أقحواناً للبسيطةِ
أو زماناً للمضارعْ
جئناً معاً
ولكي نعودَ
سأقتفي عينيكْ ..
* * *

عيناكَ والمطَرُ المفضّضُ
والشتاءُ الحلوُ
فوقَ أجنحةِ النخيلْ
عيناكَ عصفورانِ
يلتقطانِ
حبَّ الغيمِ من قلبٍ عليلْ
عيناكَ ساقيتانِ
للكلمات التائهاتِ
في فضاءٍ مستحيلْ
ذرني وقلبَكَ والقصيدةَ
ليسَ لي إلاّ يقيني ..
ثمّ القصيدةْ
عَلِقت فراشةُ روحكِ
الحزنى بإهابِ حرفيْ
فاملأ بساطَ الرقعةِ الصفراءِ
من ديواننا الخالي .. فراشا ..
* * *

عيناكَ يا عيناكْ
التفتت إليكَ سحابةُ الكلماتِ
أمْطَرتِ الغناءَ شجىً
ستقرؤني
طيورُكَ في المساءِ
فذر كتابي والسماءَ معاً
بينَ الضلوعِ كآبةٌ
يا خالِقَ الكلِماتِ
مما لا نراهُ
وبينَ أجفاني خشوعْ
بينَ الكلامِ المرِّ
والتحنانِ للأوراقِ
طفولةُ الينبوعْ
ستدورُ ساقيةُ الفصولِ
ويلتقي الشعراءُ
في سرِّ الدموعْ
* * *

لن أشتكي يا ليلُ من رهبانِ سحْرِكَ
لن أضمُّ وسادتي للشمعِة الزرقاءِ
إني ومهرجانُ الفجرِ
نستبقُ الكواكبَ
فارجعي يا كبريائيْ
ربّي سيرسمُ غيمةً بمدادِ قلبينا
ولن تخالفهُ سمائيْ
ذرني ونافذةً
على قضبانها هيأتُ وردَتنا ..
فقالوا: "ادخلي إنّ البرودةَ ماردٌ!"
حمقاءُ يا أنفاسُ شارِعنا
دعي للروحِ سائسَها
الذي يهوى فضائي
قالوا: ادخلي!
قلتُ الغمامُ سيقرأُ الكلماتِ
كي يعيدَ لها ردائيْ
* * *

ماذا يخبِّئُ لي السفرْ!
يا مشتاقُ لا يَطُلِ العذابْ
عيناكَ بحاّرانِ .. هاتهما لبحرٍ
في خضمٍّ الشمسِ غابْ
ألقى السحابَ على رموشِ الأرضِ
بللها وذابْ
ليعلّمَ الأمواجَ أنَّ العُمرَ
ظلٌّ للسرابْ ..

7 فبراير 2004

المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:30 PM

أمي


أميْ..
صاحبتكِ السلامةْ!
المساءُ كئيبٌ كقوقعةٍ
غادرَ البحرُ أجفانَها
والأساوِرُ .. ترقصُ في خاطري
كلما زرتُ ركناً وضعتِ به قلبَكِ مرةً..
لا نزالُ صغاراً نحنُ الكبارُ
تُعدِّينَ أكوابنا
وشطائرَ نأكلها في الطريقِ
تطيرينَ من حولنا
تحرسين مغارة أحلامنا كالحمامةْ

20 مارس 2004


المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:31 PM

ربان البحر

ماذا يا ربّان البحر؟
من أي طريقٍ أمضيْ
في كلتا حالاتِ الموجِ
ستهزمني الريحُ ويقلعني نبضيْ
أنا أكبرُ من حزنٍ
أنا أكبرُ أحزانِ الأرضِ
ضميني يا لغتي
آهٍ عذّبني الوعدُ
وعذّبني رفضيْ
أنهالُ على قافيتي
ألجأُ لبساطِ الحيرةِ
أختارُكَ أو لا أختارْ
في حنجرتي
ترتادُ الأسماءُ دواوينَ الأشعارْ
وتدورُ الساقيةُ
على أقواسِ الأمطارْ
آهٍ يا ربان البحرْ
ما أبعدَ شطآنَ الأسفارْ!
ماذا في عينيكْ!؟
علمني سرّ الإيماءاتْ
جنديٌّ مجهولٌ قلبي
يهواكَ لكي يهواكْ
يتراقصُ في أفياءِ النخلْ
يختاركَ كي يختارَ الحبْ
يختاركَ كي ينسى
تيار الصبرِ القاسي كالنيرانْ
لا لستَ دليلي
لكني ..
وجهتُ القاربَ للهْ ..
من أينَ أتيتَ
ليعترفَ الإنسانُ بأقدارِ الإيمانْ
صلينا ..
ثم أتانا الفجرُ يجاوبِ آياتِ التبريحْ
أشعلنا الشمعةَ في ناصيةِ الخوفْ
حطمنا عنقودَ الصمتْ
وبدأناَ نشتاقُ لكي نشتاقْ
باركنا ياربِّ
وعلمنا أن نتطهر بالحبْ
علمنا أغنيةَ القلب
علمنا أكثرَ أكثرْ ..



المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:32 PM

مساء العاشق الضال


مساءً
عندماَ أضفىَ ارتباكُ الحزنِ
وشمَ البرقِ في جسدِ البحيرةِ
واكتفتِ بالصمتِ
علّق نجمةَ الإيلامِ
سراً في بِسَاطِ الليلِ
أطْرَقْ واشتعلْ
مَسَاءً
عِنْدما لمّت زُهيراتُ الشقائقِ
حمرةَ الأيَّامِ
والتحمت بأوراقِ السماءِ
تقرّبت كفينِ مترعتينِ
بالآهاتِ للرحمنِ
تسألُ في وجلْ
مساءً
عندما رجعَ الطُيورُ بقشّةٍ للعشِّ
والأجرامُ تكشفُ جُرحها
لتسيرَ أطرافُ العواصفِ
تهزمُ الأعشاشَ
كانَت ساعةُ الأشواقِ تفني الوقتَ
مُسرعةً إلى حقلِ الوراءِ تهزُّ أشجارَ التذكُّرِ
تنحتُ التمثالَ تكسرُ
زهرةً في قلبهِ
كانت.. أمـلْ
* * *

وخانتهُ عروسُ الماءِ
أنثاهُ
فغطّاهُ ضبابُ النخلةِ الباكي
على صدرِ السراجِ
يقلّبُ سيرةَ الأمطارْ
ونادى عطرها الفتَّانَ والقارورةَ الأولىَ
وسِحْرَ نجيمةِ الجوزاءِ ..
دونَ مخافةٍ
خانتهُ
وابتسمت
كما لو أنَّ للميلادِ يوم الموتِ أن يختارْ...!
* * *

وغنَّى يمسحُ الأمواجَ عن عينيهِ
ذابَ يجوزُ بابَ الريحِ
تخطفهِ من الحاراتِ
ترميهِ على مقهىَ الثواني والجراحْ
فمن يبكيهِ يا أماهُ
إنْ مسَحَ العذابُ جفونَ طفلكِ
من سينزعُ جمرةَ التذكارِ من عينِ الصباحْ؟
عروسُ مسائهِ العذراءُ
قافيةٌ جفت قمرَ القصيدةْ
وليتها كانت رمادَ البحرِ
أوجنيّةً سمراءَ تخطفها تهاويمُ السطورِ
على وسادتها البعيدةْ
* * *

فيا ويلَ الرسائلِ
والقصائدِ والغرامِ
وويل عشّاقِ الحبيبةِ
إنْ تناسوا أن للأنثى رداءً من لهبْ
تضمُّ الصبَّ فوقَ شغافهِ فيحترقُ المحبْ
* * *

ويا ويلَ الذي دوّى تساؤلهُ ..
لماذا يا عروسَ الماءِ
لماذا يا عروسَ الماء!؟


18 ديسمبر 2003


المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:33 PM

الوداع رفيق الأرصفة


في العيونِ التي تلتقي بالدموعْ
يعرفُ المشتكي وجهةَ الطُرُقاتْ

النهاراتُ تخجلُ من ضوئها
والمواعيدُ توأدُ في لحظةِ الالتفاتْ

بالدموعِ يُرىَ
كلّ شيءٍ وضيئاً
يلوّنُ حريةَ الظلِّ في الحدقاتْ

الشوارعُ أوضحُ
الانكفاءاتُ أوضحُ
العابرينَ إلى الحزنِ أوضحُ
واللافتاتْ ...

وداعاً ويبقى من الليلِ
دفءٌ غريبٌ
يتساقطُ من شُهُبِ الذكرياتْ

وأسئلةٌ يُسكبُ العِطْرُ من موجهِا
هل أراكَ على شاطيءِ
الحبِّ
خلفَ مدىَ الأمنياتْ؟

هل لنا ما لنا
من ظلالٍ تعانقُ حسراتُها الخلجاتْ

هل لنا (لحظةٌ)كالتي لا تموتُ
على أذرعِ السنواتْ

هل لنا أن نعودَ ترانيمَ لا تنتهي
في مواويلها الأمسياتْ

وداعاً.. أتينا ..
ونتركُكم
كالمسافاتِ في عتمةٍ لا تطالُ الجهاتْ

الثواني تكبِّلُنا بالثواني
وداعاً.. يسفُّ دمَ البحرِ للحظاتْ

1 أبريل 2004


المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:34 PM

تمرد


أخيْ بلّغِ الماءَ عنيّ
زهورَ الحقولِ
وكن مثلما تحملُ الريحُ
قمحةَ سنبلةٍ طيّبْةْ
تمرُّ الحياةُ كنهرٍ
يجفُّ ويسري..
ومن حولِهُ نحنُ نشبِهُ
طينَ الخليقةِ
سوداً وحمراً وبيضاً
تقاةً حيارى طغاةً
نُجُوماً شُمُوعاً دموعاً
كثيفٌ ندىَ البَحْرِ فوقَ سطورِ العيونِ
انتبِهْ لمراياَ العيونِ .. انتبهْ
وليكن في نهايةِ وردِ الكلامِ
أريجٌ لوردٍ جديدٍ
سلامٌ على
حاملي زهرِهمْ في الكلامْ
سلامٌ على البحْرِ
يرفعُ وجهَ النوارسِ يسقي الغمامْ ..



تمرّدْ
وكُن لكتابِ الليالي وُرَيقةِ شمسٍ
وفي الصمتِ .. سَهْماً
وفي الحَبْسِ .. حُرّاً
وفي الموتِ .. نَصْراً
تمرّدْ
إذا كانَ كفُّ البياضِ
على ياقةِ الوردِ شوكاً
فكن أنتَ أسودْ
تمرْد
على قاطِراتِ الحياةِ
إذا كانَ في الموتِ مولدْ
سيأتيكَ من يشبِهونَ السرَابْ
ويقتتلونَ على حفنةِ من ترابْ
ويبنونَ في البحرِ بُرجَ الخرابْ
تمرّدْ، لأنَ الشموسَ
تغيبُ وتنذرُ بالفجرِ وقتَ الغيابْ
ويحبسُ رجعُ الجبالِ الصدى للهضابْ


لعّلكَ
يؤذيكَ حزنُ الشجىَ
كي تذيبَ الجليدْ
لعلك تفنى على شُرْفةٍ
كي تقلم حزنَ الورودْ

تمرّدْ
وكنْ أنتَ ..
ظلاً لرحْمَةِ ربِّكَ
مثلَ عظيمٍ على خيلِه
لا يبالي ليفتَحَ بابَ الحقيقةِ
بالخائفينَ من الخوفِ
بالمسبلينَ ثيابَ الضغينةْ
تمرّدْ
وكُنْ
كالظلالِ
كماءِ الفراتِ
كنحلِ الممالكِ
كالثمَراتِ
كمكّةَ
كالنهْرِ
كالبيتِ
كالحبِّ
كالشعْرِ
كالكلماتِ الجميلةِ
كالليلِ في عينِ طفلٍ يتيمٍ
تمرّدْ
كنهرِ جميلٍ
على أيِّ أرضٍ يسيرْ





http://www.arabna.info/vb/../images/spacer.gif
http://www.arabna.info/vb/../images/spacer.gif




المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:34 PM

صوتك


صوتكْ
ظبيٌ جريحْ
للريحِ أطلقَني
وقيدني على قرنٍ ..
أعالجُ
نزعةَ الموتِ الصريحْ

صوتُكْ
تلويحُ قيثارةْ
غمَست بنبعِ الليلِ
أوتارَ السَحَرْ
نثرت تفاصيلَ الزجاجِ
فَزُرتُها مدُناً على قلبي
وفسّرتُ انكساري بالودادْ
* * *

صوتُك
يا أيّها المفتونُ بالنهرِ
جسورٌ تنفي مساءَ العابرينْ
يا أيها الماءُ الذي
نبعتْ روافدُه ..
فأورقنيَ على حرفٍ معينْ
آوي شراييني
إلى أعيادِ صوتِكَ
حيثُ
آلافُ العصافيرِ تطالَ أعشاشَ الغيومِ
وتبثُّ آلافُ الأساطيرِ حكايا الساحراتِ
وتحتفلُ الفراديسُ بآلافِ الزهيراتِ
وآلافُ الحرائرِ يغتسلنَ بالبدرِ
ويُهدينَ الرسائلَ للنجومْ
وآلافَ البحارِ
تذيبُ في صوتك اللؤلؤَ
يا سيد الأصدافِ
آويني إلى كأسٍ حنونٍ
وزدني من الموجِ لأنجوُ
وزدني من الجُرحِ ارتشافْ
* * *

صوتُكْ
سرُّ جزيرةْ
أقرأُ في أعشابِها لونُ ندايْ
أروي بهاَ شَجَرَ الهديرِ
يالهذا البحْرِ الذي أرسىَ
في رمالي هديرهْ
يا لهذا الشراعِ الذي قيّدَ
مركبي وشقَّ نسيمَ أميرةْ
* * *

وعيونُكَ الفيحاءُ لي مثلَ ضوءٍ وأناشيدْ
يعلمُ ربُّكَ يا سيدَ الأشعارِ
منذُ حنينِ اللحظةِ الأولىَ تخطيتُ حُرّاسَ المواجيدْ
آهٍ حينما أبتلُّ بالقمحِ الذي يسقطُ من ناركْ
آهٍ من الثلجِ الذي ذابَ في الروحِ وآواهُ فناركْ
ارفعِ من ترانيمِ الأسىَ ليلي ومن فجرِ حصاركْ
آويني إلى صوتك
إنِّ للصمتِ لهيبٌ لو كانَ في الجمرِ حواركْ
* * *

يا ياسمينَ الهمسِ
صوتُكْ
قصّةُ حقلٍ وزّعَ الآقاحَ إذكاءً للحقولْ
ونوافيرُ أدت رقصةَ الماءِ لترميمِ السيولْ
أعطيكَ مني ضوءُ روحي
لو زارني في المساءِ
سِرْبٌ تخطى
تضاريسَ الدخولْ
* * *

صوتُكْ
جُرحُ الورودْ
يهمي من نزفهِ شهدٌ
ومِن شوكِ السُدودْ
آوي
بقايا عاشقةْ
ذهبت لتطفأَ ليلها
فتوقفت
بينَ شمسِكَ والكواكبْ
وتعلّقت
بغناءِ صدْركَ للمراكبْ
يا سيِّدَ الحب
آوي إلى صوتكَ
نجمةً
من وفاءٍ
تتردد في المدى.. ضوءَ السكوتْ..


3 يناير 2004


المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:36 PM

عطر.. أغنية الأغنية


بينَ فاصلتينِ وأغنيتينِ وريشِ حمامْ ..
بينَ هاتنتينِ وزارعَتيْ وردتينِ
وساقيتيْ من رحيقِ الغمامْ ..
كنتُ ألهو وأغفو وأغسلُ وجهَ النخيلِ
برفقٍ .. برفقٍ
وكنتُ أنامُ .. أنامْ


هل أتتكِ المسافاتُ "عطرُ " بشوقي..
هل أتتكِ الفراشاتُ حُبلى برغوةِ قلبْ!؟
هل أتتكِ عروسُ الكلامِ بأزرار زهرتها الذابلةْ!؟
هل أتتكِ الفيافي بغيمِ الخريفِ وحمّى الشجَرْ!؟
هل أتتكِ الينابيعُ تمشيْ على موجةٍ مُبهمةْ!؟
هل أتاكِ اجتيازُ الضفافِ بسلسلةِ السوسنةْ!؟
هل أتاكِ رمادُ فمِ الساقيةْ!؟
هل أناديكِ
أم أنزوي في شفاهِ مَضِيقِ الكلامْ!؟


هدهديني
وراءَ السياجِ .. تكوّمَ ظليّ
وحكَّ جدارَ الشموعِ بنبضْ
واسأليهِ لماذا تضيءُ الظلالُ وَعْولَ الحكاياَ بشمعتها
وتضيءُ صهيلَ دمِ الذاكرةْ !؟
هدهديني
وراءَ السياجِ ضلوعي تصرُّ على قطعِ قافيتيِ
بغزالٍ تدحرجَ من حربةٍ نادِرةْ!
عاصفٌ فَقْدُكِ ..
مثلماَ فقدُ طفلٍ بريحِ الرصاصةِ عاصفْ
وحدهُ الليلُ يجلوُ بساطَ ارتعاشيْ
فاسأليهِ عنِ الحزنِ ثمّ ابعثيهِ الظلامْ!


سطرناَ فاضَ من جملةٍ خاتمةْ
سطرناَ شنقَ الشمسَ في نقطةٍ تستفزُّ نهايتناَ الحائرةْ
هدهدي الجملةَ وابقي هنا مرةً خاسرةْ
هكذا هكذاَ ..
يتشقّقُ حُلمُ الضحى
هكذاَ يسرقُ الضوءُ في عتمةِ الهاجرةْ!
أيٌّ معنىً لقلبيَ عطرْ!؟
إن غدا الأقحوانُ سياجاً يذكرني بالوطنْ
والرحيلُ مدينتَنا المستريحةَ في نظرةٍ عابرةْ!
إن تسلّقَ شوكُ المجاهلِ أوردتي من يديكِ.
لم أنمْ ليلةً مُذْ بكيتُ ومنذُ بكيتِ
وحدهُ الليلُ نامَ جواري حزيناً وقامْ


بللي الليلَ عطرُ بترنيمةٍ هتنتْ
كقليلٍ قليلٍ ..
وهبيني الفراغَ
ليرسوُ الرذاذُ القليلُ
ليسَ بدريَ بدرٌ
ولا لسمائي فروعُ.
ليسَ نهريَ نهرٌ
ولا شرفتي ضفّةٌ يرتديهاَ المساءُ الجميلُ!
بللي الليلَ عطرُ ..
بأغنيةٍ بينَ فاصلتينِ تأوّهَتاَ
بلليهِ ..
بروحٍ تحبُّ مطالعَ فجريْ .. سلامٍ سلامْ!

21 مارس 2003

المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:36 PM

مريم


رُغمَ أنَّ الحنينَ عقيمٌ تكوَّنَ طفلُ الأغانيْ
رغمَ أنّ التفاصيلَ تُنسى
تذكّرتُ طيراً
على ما أظنُّ رآنيْ
كنتُ أمشي على قلقٍ
حولَ طيفي
وكانَ رصيفاً
يعرّيهِ موجُ الموانيءِ ضمنَ الموانيْ
* * *

منذُ بدءِ السباحةِ
مرّتْ غيومٌ تودُّ امتصاصَ حكاياتنا
والهطولَ على جسرِ بحرٍ بعيدْ
منذُ بدءِ السباحةِ
كانَ لكف السواحلِ ظفرٌ يخرمشُ أمواجنا
لا يريدُ لنا ما نريدْ
* * *

نحنُ وردٌ سيبقى لليلٍ ويرحلْ
أيُّها العطرُ كلُّ الورودِ ستذبُلْ ..
ثمَّ ننسى ..
رُغمَ أنّا سنبحثُ عن وردناَ في البريدْ
ثمَّ ننسى وننسى لنذكُرنا
من جديدْ
* * *

لستَ .. لستَ!
أودّعهُ
الطريقُ الذي لا أُحبُّ سأقطعهُ
لستَ لستَ
أودّعهُ كالمدينةِ يخرجُ من بَابها بحرُها والطيورُ
فتغدوُ تراباً تنامُ عليهِ المراكبْ
كالنهاياتِ تحتَ السماواتِ أمضي بشاليْ ..
وأتركُ قيثارةً في مكاني
فيندّسُ فيَّ غناءُ النجومِ وجُرحُ الكواكبْ
* * *

وهناكَ ..
تصادفني لثغاتُ الرضيعةْ
تتنفسُّ روحيْ مناغاتُها
يالها يالها
من نخيلٍ
يالهُ يالهُ من مطرْ
يتراقصُ مسرحُها المستحيلُ
ومن فمها تتحدّرُ
فقّاعةٌ وعصافيرُ
تأويْ إلى عشّها المُختصرْ
أنتِ يا ابنةَ أُختي مساحَةُ بيتٍ
أؤَثثها بتماثيلِ نزفِ الحمامْ
يا سلاااامْ
أنتِ أجملُ من حكمةِ الحكماءِ
أصابعكِ مثلُ عشرِ فلاسفةٍ صامتينَ
وشعركِ قوسُ هلالٍ أميرٍ
وثغركِ نصفُ سماءٍ ونصفُ قمرْ
وعيناكِ مدهشتانِ
السحابُ يحاورْهُما ويرشُّ مياهَ العقيقِ
تردّدُ: دادا ..
أقولُ لها:
صادفيني تمامَ اشتياقي
لأنسى وأنسى فتسرقني لافتاتُ الطريقِ
* * *

صادفيني ..
لأهرُبَ في عطرِكِ الجسدي
أُخبّأُ طيرَ الموانيءِ في ثوبكِ الأرنبيِّ
وأعلو
فأنسى وأنسى ..

26 مارس 2003




الساعة الآن 08:47 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى