![]() |
لحظة قرار..
لحظة قرار..من أولى محاولاتي في كتابة القصة..
وصلت إيمان المطعم قبل الموعد ببضع دقائق، جلست عند طاولة غير طاولتهما المعتادة، كأنها تحضر الذاكرة لمشاهد جديدة لم تألفها، برغبة لا شعورية منها في الحفاظ على جمال ذكرى ذلك الركن في قلبها، كانت تختنق من ثقل أنفاسها التي تدفعها زفرات حزينة، و تصارع في عزم العبرات التي تجتاح شواطئ مقلتيها بين الحين و الآخر حتى ثقلت الجفون و عجزت عن حملها، كانت تشعر بضيق و ضعف كأنّها شجيرة في أرض خالية تعصف بها رياح الخريف، تنتظر بشوق حلول الربيع لتستمد منه القوة و القدرة على المواجهة و الاستمرار، كذلك هي كانت تنتظر عادل علّه يرفع عنها بعض الضيق و يمنحها بعض القوة، و لكن دقائق الانتظار مرت كساعات طوال حتى خُيّل إليها أنّ الزمن توقف عند لحظات العذاب ليمددها. و في الوقت المحدد دخل عادل المطعم، و هو لا يعلم سبباً لهذا الموعد المفاجئ، و كانت دهشته كبيرة حين وجدها في انتظاره على غير العادة، شعور غريب ينتابه، فتناسق الأحداث في هذا الجزء من الرحلة ينبئ عمّا لا يسر، كما لو أن الجو هدأ فجأة بزورقهما الورقي في قلب البحر ليعلن عن اقتراب العاصفة، كان يسير نحوها و هو يلمس داخله خبوت الفرح بالخبر الذي يحمله، وردة أمل ظن أنّ لها أن تخطو بعلاقتهما خارج حدود الارستقراطية المعاصرة و تنتشلها من ظلام الحقوق المحرمة و من عالم الاستراق... استراق لحظات السعادة. جلس إليها ينظر عينيها اللامعتين أين يبدو انعكاس النور المنبعث من الواجهة فيهما كنجوم تتلألأ في ليلة غاب عنها القمر، أراد أن يعلمها بما يحمله من أزهار زرقاء و لكن وجهها الحزين و ما يحمله من أسى طغى على أي مبادرة فرح، فسألها بكل هدؤء و حذر كأنه يتوجس مما ستقوله:" إيمان ما بك؟ ماذا يحدث؟"، و لكن كان لزمها الكثير من الشجاعة و القوة للكلام لأن الموضوع مصيري على الرغم من بساطة الجملة التي ستعلنه ، رفعت رأسها و نظرت إليه مطولاً لتتمكن من رصد ردة فعله أو أي انقباض في تقاسيم وجهه، علّها تسعف نفسها بجرعة أمل، فالأمل أحياناً يتوارى خلف الألم نفسه، ثم قالت:" إنّه كريم... اتصل بوالدي و طلبني منه للزواج.. والدي حفل به و رصع له الأرض زمرداً و ماس... عادل ... عليّ أن أواجه عائلتي..". قالت ذلك و لم تغفل عنه لحظة، و لكن لا شيء.. ولا ردة فعل ما يزال على حاله، إنّه جد هادئ... فقط تمعن فيها ثوانٍ ثم أرسل بصره نحو الواجهة.. قطعة بلورٍ وقعت أرضاً، تهشمت صارت شظايا متناثرة، و ها هي تلملم نفسها و تستجمع ما بقي من كيانها، حتى لا تنزل دموعها فقد اكتشفت حينها أنها أثمن من أن تنزل في سبيل قصر يكاد ينهار أو بالأحرى قد انهار، ليقول في لحظة شرودها و ضياعها في العدم بصوت خافت متعب:" لم يعد لي محل في حياتك إذاً... لا يمكن لي أن أقف في وجه سعادتك ...إيمان" ما زالت تحدق به تشعر برغبة في الضحك و البكاء معاً، تردد في نفسها و هي تبتسم بعيون دامعة:" يا لسخرية القدر...و يا لسخفي و يا لك من جبان... ماذا تعرف عن سعادتي... أنت لا تعرف شيئاً... لا شيء.. أتنسحب في صمت !!؟ سقط سيفك يا فارس..." ثم وقفت فجأة و هي هادئة و قالت:" فعلاً لم يعد لك مكان و لا أنا عاد لي.. أتمنى لك حياة سعيدة.. ولا تبحث عني لأن موعد رحيلنا عن المدينة بعد أيام فقط. " و هي تهم بالانصراف كأميرة مخلوعة عن عرشها أوقفها و حاول الكلام و لكنّها قاطعته بكل ثقة:" أسقطت سيفك يا من اعتقدتك فارسي..صدقاً فات الأوان" و غادرت تحمل الخيبة هدية من القدر و قد أدركت أن فصل الخريف سيستمر إلى الأبد. هو القرار إذاً !!! في لحظة لم يتمكن فيها عادل من اتخاذ القرار.. لحظة ظنته فيها مجرد متردد جبان.. في لحظة كان هو الآخر بلورة متناثرة الشظايا تختفي خلف ستار من الهدوء الرهيب و الصمت القاتل و وجه زجاجي، في لحظة بدا له خبر حصوله على سكن اجتماعي سخيفا.. بل مجرد تخريف أمام ثراء عائلة كريم و إيمان معاً، في لحظة أين غدا الحب ضعيفاً و استقوت الظروف الاجتماعية، و غلبت الأعراف البشرية، و تحطمت القلوب انهار كل شيء كأن لم يكن، في تلك اللحظة ولد القرار الأخير، قرار لم يطل حمله و لا مخاضه، خلق و ولد سريعا من رحم الفاجعة و اختصر شهوراً في دقائق، تقرر المصير في موقف لم يحتج أكثر من الشجاعة.. و قليل من الصبر. |
|
لحظات انسانية عرفت القاصة أمال كيف تنقلها لنا بحرفية كبيرة و نضج قلم جميل, و تجعلنا نحن القراء شاهد على لحظة انتصر العقل فيها و انهزم الحب...
عزيزتي آمال تكتبين بحرفية متقنة, قلمك يشبه مبضع الجراح و عينك تلاحق الصور المتسارعة للخلجات الانسانية و تنقل لنا هذه الصور و كأننا نراها بأعيننا واثقة انا من مستقبلك الباهر ان انت ثابرت و واصلت المسير سلمت الايادي أزهار... |
من روعة الكلمات وحسن التصوير ايتها الأديبه القاصه شعرت انني امام التلفاز واشاهد تمثيليه مشكورة على الروعه |
اقتباس:
الغالية بيسان مرورك و إطلالتك أسعداني.. تحياتي و محبتي لك.. |
اقتباس:
أخجل أمام سطروك.. و لا أعلم أي الكلمات قد أكتب.. كلماتك التشجيعية هي لي دائماً حافز و أي حافز لو تعلمين.. إن يوماً كان لقلمي الصغير هذا درجة أحسن.. سأذكر دائماً أنّ إنسانة غاية في الرقة و الطيبة.. اسمها السيدة أزهار.. كانت لي أكبر سند و دافع نحو التقدم.. تحياتي و تقديري و خالص حبي لك.. آمال.. |
اقتباس:
الروعة روعة مرورك و كلماتك الطيبة.. أسعدتني إطلالتك النيرة.. لك مني أخلص التحية و التقدير.. |
فعلا بورك قلمك على هذا الابداع
لك مني اجمل تحية تقبلي مروري اشكرك |
جميل قلمك يا فسحة امل وبلاغته تشبيهاتك رائعة اشكرك على مشاركتنا بهذه القصة التي امتعتني جدا وتقبلي مروري وبانتظار جديدك دائما
|
اقتباس:
و فيك لله بارك.. مرورك أسعدني.. لك مني أخص للاتحية و التقدير.. |
اقتباس:
شكراً للكلمات الرقيقة.. مرورك العطر أسعدني.. لك مني أخلص التحية و التقدير.. |
مشكوورة
|
اقتباس:
مشكورة بيسان حبيبتي للطلة الحلوة.. محبتي |
بدون ما ألبس قناع أو أتزيف .... لو أني مكان بطل قصتك القصيرة الأستاذ / عادل لكنت فعلت مثلما فعل هو تماما...و لإن تكرر معي الموقف فسأفعل مثلما فعل ... و السبب بسيط و هو لماذا تتعاطفين مع البطلة الاستاذة / إيمان و نتغافل أنها لم تظهر له أنها تريده لأنها تحب أن تراه و هو يستجدي منها الحب و يرجوها أن ترفض الزواج بالثري .....فالاستاذة / إيمان لم يكن عندها إيمان قوي بحبه لها و إلا لما فتنت فيه بهذه السهولة و بدأت في إطلاق عكس المسميات التي كانت تصفه بها في بداية القصة
الاستاذ / عادل أيضا لم يكن عادلا بالمرة حينما ظلم نفسه قبل أن يظلم حبيبته ....ذلك عندما أخفى ألمه الداخلي ولم يظهره على تعابير وجهه ... و هذه هي سمات الفارس الذي يستطيع أن يتحكم بكل انفعالاته ....و آثر أن تستمع حبيبته بحياتها مع الثري الذي أتت تتحدث عنه على أن يكابد هو الألم في بعدها عنه .... السيدة ابنة الجزائر الشقيق / فسحة أمل أرجو ألا يفسد اختلافي معك او بالأصح مع بطلة قصتك للود قضية .... كما أرجو أن لا أجد في ردك - إن رددتي - كلمة قالتها لي إحداهن ( لا تقول الجزائر الشقيق رجاء ) ... فكلنا أخوة في الإسلام قبل أن نكون أخوة في العروبة سواء شئنا أم أبينا |
اقتباس:
أتمنى ما تزعلش منها.. أمّا القصة... فأجدك آدم تدافع عن آدم.. هو تخلى عنها في لحظة كانت هي قد قررت مواجهة أهلها.. أراه جباناً مع الأسف.. فهو لم يكن غافلاً عن حبها أو جاهلاً له.. و لكنه مع ذلك تراجع.. الشخصيات بالنسبة لي غريبة عني.. تكتب نفسها و لا أكتبها.. أحياناً أشعر أنها تعاندني و أتعاطف معها شعورياً لا كتابياً.. مرة كانت صديقتي تناقشني في إحدى قصصي فصرت أتأسف و تملكني حزن على إحدى الشخصيات.. استغربتْ و قالت غيري الأحداث.. قلت لاأستطيع.. لأنها هكذا.. لأنها صور عن واقع.. و إن كانت وهمية فلا تعتقد أبداً أني أتعاطفت مع إيمان.. لأني في الأخير قلت أن الموقف لم يتطلب أكثر من مزيد من الصبر.. ما كانت تتمنى منه أن يستجدي حبها و لكن أن يدعمها و لو لم تكن مؤمنة بحبه ما رأت فيه المنقذ إن صح التعبير.. هو قرر الانسحاب حتى قبل أن يَخْبَر جوانب القضية.. لها كل الحق أن تراه جبان.. رأيي كحواء خارج النص.. سعيدة جداً جداً بمرورك أيها الراقي.. و سعيدة بقراءتك الرائعة.. النابعة من تعقل كبير و تمعن في الواقع.. لك مني كامل الاحترام و كل التقدير أخي.. |
لك مني اجمل تحية تقبلي مروري اشكرك </b></i> |
قلم جميل وقصة جميلة وبداية رائعة
انتظر منك المزيد دمت بخير |
الساعة الآن 04:39 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |