منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القسم الإسلامي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=21)
-   -   الطمأنينة والأمن النفسي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=22451)

سماح 17 - 2 - 2012 04:53 AM

الطمأنينة والأمن النفسي
 

الطمأنينة
والأمن النفسي


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
الطمأنينه :

غاية مرجوه يرجوها الانسان في حياته ويبذل في سبيلها الجهد والمجهود .
فبالطمأنينه تخشع القلوب كخشوع النسر لجناحه .
وإذا أردنا أن نعرف الخشوع وجب علينا أن نعرف متضاد الخشوع باللغه حتى نفهم ما هو

الخشوع .

فتعالو بنا الى كتاب الله جل جلاله لنغترف من معينه ما ينير بصائرنا .


يقول الله تعالى :
(( ومن آياته انك ترى الارض خاشعة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت))
فصلت ايه39

فالخشوع عكس الاهتزاز والحركة

فكما أن للأرض خشوع واهتزاز فإن للقلب خشوع واهتزاز

وكما يترتب الربو على اهتزاز الارض بعد خشوعها

فكذالك القلب يترتب عليه ربو عند اهتزازه بعد خشوعه

وكما ان الارض تربو فتخرج ما بداخلها من بذور ترى منها ما ينفع الناس ومنها ما يضرهم

كذلك القلب يربو فيخرج ما بداخله من انفعالات تتفاعل مع حركة الحياه من مخلوقات

وموجودات !! منها ما ينفع الناس ومنها ما يضرهم


نعود الآن الى الطمأنينة حتى نربط بين المفهومات المترتبة على تفسير معنى الخشوع

فنرى ان هناك ارتباط وشيج سنة الله في فطرته التي فطر الناس عليها

بين الخشوع وطمأنينة القلب اذ ان القلب اذا خشع خمدت به الحركة والاهتزاز الذي

يعكر صفوه . فيستجمع طاقته ليهتز ويربو

وكثرة الحركه والاهتزاز بالقلب تبدد طاقته فتكون اهتزازاته ضعيفه وعلى ذالك يترتب

ضعف ربوه .


لهذا نرى أن الطمأنينة : غاية مرجوه يرجوها الإنسان في حياته ويبذل في سبيلها الجهد والمجهود .

وللطمأنينة نوعان كما بين الله تعالى في كتابه


نوع مذموم :

يتحصل الانسان عليه من اشياء الدنيا وبهارجها

وهذا النوع الذي يترتب على اهتزازه ربما يضر الانسان ومن حوله ولا ينفعهم


وقد ذكره الله في كتابه بقوله :


(( إن اللذين لا يرجون لقائنا ورضو بالحياة الدنيا واطمئنو بها واللذين هم عن آياتنا

غافلون )) يونس ايه 7


أما النوع الثاني :

فهو النوع المحمود من
الطمأنينة والذي يترتب عليه الربو الذي ينفع الإنسان ومن حوله

ولا يضرهم

وقد ذكره الله تعالى في كتابه بقوله:

(( اللذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))
الرعد 28

فإياك أخي وإياك أختي أن تركنوا إلى الدنيا لتطمئن قلوبكم

فمن اطمئن قلبه بالمال من بيوت فخمة وسيارات فارهة واموال طائلة

فانه يكون من النوع الثاني من المطمئنين كاليهود والنصارى وأهل الدنيا تماما .


طمأننا الله وأياكم بالأيمان
وطاعة الرحمن
لكي نصعد إلى الجنان

منتصر أبوفرحة 17 - 2 - 2012 08:38 PM

بارك الله فيك اخت سماح وجزيت خيرا

المُنـى 17 - 2 - 2012 08:46 PM

جزاك الله الخير اختي سماح وبارك الله بك على الموضوع
في موازين حسناتك

سماح 18 - 2 - 2012 01:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منتصر أبوفرحة (المشاركة 225788)
بارك الله فيك اخت سماح وجزيت خيرا


منتصر أبو فرحة
اشكرك جداً لمرورك الطيب
جزاكِ الله خيراً
احترامي

سماح 18 - 2 - 2012 01:11 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المُنـى (المشاركة 225790)
جزاك الله الخير اختي سماح وبارك الله بك على الموضوع
في موازين حسناتك


الاخت الغالية المنى

شكرا على مرورك العاطر

لك ودى واحترااااامى

ابو فداء 18 - 2 - 2012 03:34 AM

رااائع ما أدرجتي
ليتناااااا نخشع ونترك همووم الدنيااا خلفنا
باارك الله بكي
مشكوووره

عاشق تراب الأقصى 18 - 2 - 2012 04:22 PM

جزاك الله الجنة وبارك بكي اختي الفاضلة سماح

اشراقة شمس 18 - 2 - 2012 09:56 PM

شكرا لك على ما طرحت

لك منّي ارق تحية وأعذبها


فداء فلسطين 20 - 2 - 2012 07:58 PM

موفقة بالطرح وجزاك ربي الخير وبارك بك
خالص الود واصدق التحايا لك

shreeata 20 - 2 - 2012 08:51 PM

جزاك الله عنا كل خير
سلمت لنا
تحيات لك

سفير بلادي 20 - 2 - 2012 09:12 PM

اختي الغالية سماح
اهم شيء بالدنيا الامن والامان واذا توفروا بكون الانسان مرتاح
مشكورة على الطرح ودام حضورك المميز والراقي

عاشقة الوطن 22 - 2 - 2012 07:54 AM

شكرا لك على موضوعك الرائع

طرح موفق

تقديري واحترامي

بانتظار مواضيعك الهادفة

السهم المصري 22 - 2 - 2012 07:52 PM

شكرا أخت سماح
وأرجو منك تصحيح الأخطاء اللغوية بالآية

((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ۚ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۚ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))


تفسير ابن كثير للآية

{ أنك ترى الأرض خاشعة} أي هامدة لا نبات فيها بل هي ميتة، { فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت} أي أخرجت من جميع ألوان الزروع والثمار، { إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير} .


تفسير الجلالين
{ ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعةً } يابسة لا نبات فيها { فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت } تحركت { وربت } انتفخت وعلت { إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير } .


تفسير الطبري
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى :
{ وَمِنْ آيَاته أَنَّك تَرَى الْأَرْض خَاشِعَة } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَمِنْ حُجَج اللَّه أَيْضًا وَأَدِلَّته عَلَى قُدْرَته عَلَى نَشْر الْمَوْتَى مِنْ بَعْد بِلَاهَا , وَإِعَادَتهَا لِهَيْئَتِهَا كَمَا كَانَتْ مِنْ بَعْد فَنَائِهَا أَنَّك يَا مُحَمَّد تَرَى الْأَرْض دَارِسَة غَبْرَاء , لَا نَبَات بِهَا وَلَا زَرْع , كَمَا : 23584 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَهُ : ثنا يَزِيد , قَالَهُ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَمِنْ آيَاته أَنَّك تَرَى الْأَرْض خَاشِعَة } : أَيْ غَبْرَاء مُتَهَشِّمَة . 23585 -حَدَّثَنَا مُحَمَّد , قَالَ : ثنا أَحْمَد , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنِ السُّدِّيّ { وَمِنْ آيَاته أَنَّك تَرَى الْأَرْض خَاشِعَة } قَالَ : يَابِسَة مُتَهَمِّشَة . الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَمِنْ آيَاته أَنَّك تَرَى الْأَرْض خَاشِعَة } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَمِنْ حُجَج اللَّه أَيْضًا وَأَدِلَّته عَلَى قُدْرَته عَلَى نَشْر الْمَوْتَى مِنْ بَعْد بِلَاهَا , وَإِعَادَتهَا لِهَيْئَتِهَا كَمَا كَانَتْ مِنْ بَعْد فَنَائِهَا أَنَّك يَا مُحَمَّد تَرَى الْأَرْض دَارِسَة غَبْرَاء , لَا نَبَات بِهَا وَلَا زَرْع , كَمَا : 23584 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَهُ : ثنا يَزِيد , قَالَهُ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَمِنْ آيَاته أَنَّك تَرَى الْأَرْض خَاشِعَة } : أَيْ غَبْرَاء مُتَهَشِّمَة . 23585 -حَدَّثَنَا مُحَمَّد , قَالَ : ثنا أَحْمَد , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنِ السُّدِّيّ { وَمِنْ آيَاته أَنَّك تَرَى الْأَرْض خَاشِعَة } قَالَ : يَابِسَة مُتَهَمِّشَة . ' { فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَإِذَا أَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاء غَيْثًا عَلَى هَذِهِ الْأَرْض الْخَاشِعَة اهْتَزَّتْ بِالنَّبَاتِ . يَقُول : تَحَرَّكَتْ بِهِ , كَمَا : 23586 -حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { اهْتَزَّتْ } قَالَ : بِالنَّبَاتِ . { وَرَبَتْ } يَقُول : انْتَفَخَتْ , كَمَا : 23587 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد , قَالَ : ثنا أَحْمَد , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنِ السُّدِّيّ , { وَرَبَتْ } انْتَفَخَتْ . 23588 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ } يُعْرَف الْغَيْثُ فِي سَحْتهَا وَرَبْوهَا . 23589 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد { وَرَبَتْ } لِلنَّبَاتِ , قَالَ : ارْتَفَعَتْ قَبْل أَنْ تُنْبِت . { فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَإِذَا أَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاء غَيْثًا عَلَى هَذِهِ الْأَرْض الْخَاشِعَة اهْتَزَّتْ بِالنَّبَاتِ . يَقُول : تَحَرَّكَتْ بِهِ , كَمَا : 23586 -حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { اهْتَزَّتْ } قَالَ : بِالنَّبَاتِ . { وَرَبَتْ } يَقُول : انْتَفَخَتْ , كَمَا : 23587 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد , قَالَ : ثنا أَحْمَد , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنِ السُّدِّيّ , { وَرَبَتْ } انْتَفَخَتْ . 23588 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ } يُعْرَف الْغَيْثُ فِي سَحْتهَا وَرَبْوهَا . 23589 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد { وَرَبَتْ } لِلنَّبَاتِ , قَالَ : ارْتَفَعَتْ قَبْل أَنْ تُنْبِت . ' وَقَوْله : { إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّ الَّذِي أَحْيَا هَذِهِ الْأَرْض الدَّارِسَة فَأَخْرَجَ مِنْهَا النَّبَات , وَجَعَلَهَا تَهْتَزّ بِالزَّرْعِ مِنْ بَعْد يُبْسهَا وَدُثُورهَا بِالْمَطَرِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْهَا لَقَادِرٌ أَنْ يُحْيِي أَمْوَات بَنِي آدَم مِنْ بَعْد مَمَاتهمْ بِالْمَاءِ الَّذِي يُنْزِل مِنَ السَّمَاء لِإِحْيَائِهِمْ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 23590 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد , قَالَ : ثنا أَحْمَد , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنِ السُّدِّيّ , قَالَ : كَمَا يُحْيِي الْأَرْض بِالْمَطَرِ , كَذَلِكَ يُحْيِي الْمَوْتَى بِالْمَاءِ يَوْم الْقِيَامَة بَيْن النَّفْخَتَيْنِ . يَعْنِي بِذَلِكَ تَأْوِيل قَوْله : { إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى } . وَقَوْله : { إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّ الَّذِي أَحْيَا هَذِهِ الْأَرْض الدَّارِسَة فَأَخْرَجَ مِنْهَا النَّبَات , وَجَعَلَهَا تَهْتَزّ بِالزَّرْعِ مِنْ بَعْد يُبْسهَا وَدُثُورهَا بِالْمَطَرِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْهَا لَقَادِرٌ أَنْ يُحْيِي أَمْوَات بَنِي آدَم مِنْ بَعْد مَمَاتهمْ بِالْمَاءِ الَّذِي يُنْزِل مِنَ السَّمَاء لِإِحْيَائِهِمْ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 23590 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد , قَالَ : ثنا أَحْمَد , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنِ السُّدِّيّ , قَالَ : كَمَا يُحْيِي الْأَرْض بِالْمَطَرِ , كَذَلِكَ يُحْيِي الْمَوْتَى بِالْمَاءِ يَوْم الْقِيَامَة بَيْن النَّفْخَتَيْنِ . يَعْنِي بِذَلِكَ تَأْوِيل قَوْله : { إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى } . ' وَقَوْله : { إِنَّهُ عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّ رَبّك يَا مُحَمَّد عَلَى إِحْيَاء خَلْقه بَعْد مَمَاتهمْ وَعَلَى كُلّ مَا يَشَاء ذُو قُدْرَة لَا يُعْجِزهُ شَيْء أَرَادَهُ , وَلَا يَتَعَذَّر عَلَيْهِ فِعْل شَيْء شَاءَهُ .وَقَوْله : { إِنَّهُ عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّ رَبّك يَا مُحَمَّد عَلَى إِحْيَاء خَلْقه بَعْد مَمَاتهمْ وَعَلَى كُلّ مَا يَشَاء ذُو قُدْرَة لَا يُعْجِزهُ شَيْء أَرَادَهُ , وَلَا يَتَعَذَّر عَلَيْهِ فِعْل شَيْء شَاءَهُ .'


تفسير القرطبي

قوله تعالى:
{ ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة} الخطاب لكل عاقل أي { ومن آياته} الدالة على أنه يحيي الموتى { أنك ترى الأرض خاشعة} أي يابسة جدبة؛ هذا وصف الأرض بالخشوع؛ قال النابغة : رماد ككحل العين لأيا أبينه ** ونؤي كجذم الحوض أثلم خاشع والأرض الخاشعة؛ الغبراء التي تنبت. وبلدة خاشعة : أي مغبرة لا منزل بها. ومكان خاشع. { فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت} أي بالنبات؛ قال مجاهد. يقال : اهتز الإنسان أي تحرك؛ ومنه : تراه كنصل السيف يهتز للندى ** إذا لم تجد عند امرئ السوء مطمعا { وربت} أي انتفخت وعلت قبل أن تنبت؛ قال مجاهد. أي تصعدت عن النبات بعد موتها. وعلى هذا التقدير يكون في الكلام تقديم وتأخير وتقديره : ربت واهتزت. والاهتزاز والربو قد يكونان قبل الخروج من الأرض؛ وقد يكونان بعد خروج النبات إلى وجه الأرض؛ فربوها ارتفاعها. ويقال للموضع المرتفع : ربوة ورابية؛ فالنبات يتحرك للبروز ثم يزداد في جسمه بالكبر طولا وعرضا. وقرأ أبو جعفر وخالد { وربأت} ومعناه عظمت؛ من الربيئة. وقيل: { اهتزت} أي استبشرت بالمطر { وربت} أي انتفخت بالنبات. والأرض إذا انشقت بالنبات : وصفت بالضحك، فيجوز وصفها بالاستبشار أيضا. ويجوز أن يقال الربو والاهتزاز واحد؛ وهي حالة خروج النبات. وقد مضى هذا المعنى في { الحج} { إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير} تقدم في غير موضع.


تفسير خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي

ما يزال السياق القرآني يأخذنا إلى الآيات الكونية التي تثبت قدرة الخالق سبحانه {
وَمِنْ آيَاتِهِ.. } [فصلت: 39] من هنا قلنا للتبعيض. يعني: هذه بعض آيات الله (آياته) أي: الكونية الدالة على قدرته تعالى، وهي الشيء العجيب الدالّ على بديع الصنعة { أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَاشِعَةً.. } [فصلت: 39] أي: ساكنة مستقرة لا شيء عليها من زرع مثلاً، لأن الأرض خُلقت لتكون تربة للنبات، وكأنَّ الأرض التي لا زرعَ عليها أرضٌ حزينةَ خاشعة ساكتة ساكنة لأنها لم تنبت، وربما شابهت في ذلك المرأة التي لا تنجب.

{ فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ.. } [فصلت: 39] اهتزَّتْ: تحركت (وَرَبَتْ) زادت وانتفشتْ، تروْنَ حبة الفول النابت مثلاً تكون جافة جامدة، فإذا بللتها بالماء زادتْ في الحجم وانتفشَتْ، والمراد: اهتزتْ وتحركت بما يخرج منها من نبات.

{ إِنَّ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاهَا.. } [فصلت: 39] أي: أحيا هذه الأرض الساكنة بالنبات وحوَّلها إلى هذا البساط الأخضر النضر { لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ.. } [فصلت: 39] إذن: خُذْ من هذه الآية الحسّية المشاهدة لك دليلاً علَى صِدْق ما غاب عنك وأخبرك الله به من أمر إحياء الموتى، فيا مَنْ تكذِّب بالبعث وإحياء الموتى، أما لك عبرةٌ في إحياء الأرض القَفْر الجدباء بالنبات.

{ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [فصلت: 39] يعني: قدرة الله فيها طلاقة، لأنه سبحانه لا يعجزه شيء، والذي خلق الخَلْق الأول من عدم أقدرُ على إعادته؛ لأن بعث الميت يبعث شيئاً موجوداً وهذا أهون لو قلنا تجاوزاً في حَقِّ الله تعالى هيِّن وأهون، لكي نفهم نحن، يقول تعالى:
{ أَفَعَيِينَا بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ }
[ق: 15].

الحق سبحانه وتعالى أخبرنا عن كيفية خَلْق الإنسان والذي يعرف كيفية البناء يعرف منها كيفية الهدم، وقلنا: إنها عكس البناء، فما بُنِي أولاً يُهدم آخراً، وآخر شيء في البناء أول شيء في الهدم وهنا الروح.

ولا بدَّ أن نذكر هنا أن الحق سبحانه حذَّرنا من المضلين الذين يضلون الناس في مسألة الخَلْق. فقال: لا تُصدِّقوا مَنْ يخبركم بشيء في هذا الموضوع لأنه لم يشهد عملية الخَلْق:
{ مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلْمُضِلِّينَ عَضُداً }
[الكهف: 51].

إذن: فكان الذين قالوا إن الإنسان أصله قرد جنودٌ لهذه الآية ودليل على صدقها، فالحق سبحانه يعلم ذلك ويتنبأ لنا به، وها هو يحدث فلا تُصدِّقوهم، إنهم كاذبون بدليل أن الإنسان عاش على هذه الأرض آلاف السنين لم يَرَ إنساناً تحوَّل إلى قرد، ولا قرداً تحوَّل إلى إنسان.

ولقد توصَّل العلم الحديث إلى صدق القرآن في مسألة خَلْق الإنسان من طين الأرض، حيث وجدوا أن عناصر تكوين الإنسان هي نفس عناصر تكوين الأرض، وهي ستة عشر عنصراً، وحين يموت الإنسان تتحلَّل هذه العناصر وتذوب في الأرض، فأجزاؤه موجودة يعلمها الله ويُحصيها وهو وحده القادر على إعادتها.واقرأ:
{ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ ٱلأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ }
[ق: 4] فالمسألة صعبة بالنسبة لك، لكنها سهلة هيِّنة على الخالق سبحانه، فهو عز وجل يعلم كم نقص منك من عناصر ومقدار هذه العناصر ونحن بنو البشر نختلف في أشكالنا وألواننا، لكن المادة واحدة هي الستة عشر عنصراً في الكل، لكن الجزاء تختلف، ونسبة هذه العناصر تختلف من إنسان لآخر، ولذلك تختلف شخصياتنا.

فقوله:
{ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ ٱلأَرْضُ مِنْهُمْ.. }
[ق: 4] يعني: كم أخذتْ منك من الأكسوجين، وكم أخذت من الكربون، وكم أخذت من الحديد.. وهكذا فهي إذن مقادير معلومة في علم الله سبحانه وفي هذا الكتاب الحفيظ الذي يحفظ كل شيء بكل دقَّة، وحفيظ فعيل يعني: صيغة مبالغة من الحفظ. فلا تُكذِّب بالبعث، وخُذْ مما ترى دليلاً على صِدْق ما أخبرك ربُّك به من الغيبيات.

قلنا: لو أن إنساناً يزِنُ مائة كيلو مثلاً ثم مرض، فنزل وزنه إلى ستين، فكم فقد من وزنه؟ فقد أربعين، أين هي؟ نزلتْ فضلات إلى الأرض، نعم، ثم ذهب إلى الطبيب فعالجه وشفاه الله وبدأ يأكل حتى عاد إلى وزنه الأول.

هل أخذ نفس العناصر ذاتها التي فقدها؟ لا بل أخذ مثلها، مثل المريض مثلاً بنقص الحديد فيعطيه الطبيب دواء غنياً بالحديد حتى تعتدل عنده نسبة الحديد في الدم، إذن: أخذ نفس العناصر التي فقدها من عنصر الحديد، لكن ليستْ هي هي التي فقدها من قبل.





عن الخشوع :
حالة قلبية يظهر أثرها على الجوارح..
وأحسن تعريف لها في نظري هو تعريفها بالأثر..
كما قال الله تعالى"
واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين*الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون"

فالله عرف الخاشعين بأنهم:الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون
فكل حالة نفسية أودت بصاحبها إلى مراقبة الله واستحضار خشيته..فهي خشوع..

والله أعلم

وشكرا لك


الساعة الآن 06:05 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى