![]() |
حكم إعانة الكفار على غزو بلاد المسلمين
الشيخ حامد العلي
الحمد لله. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله. وصحبه وبعد: إذا أعان المسلم الكافر على غزو بلاد المسلمين، صار ذلك المسلم كافرا مرتدا باتفاق العلماء، كما دلت على ذلك النصوص القطعية المبيّّنة أن من يوالي الكفار فهو كافر مثلهم. قال تعالى (لايتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة). وقال تعالى (ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لايهدي القوم الظالمين). وعلى المسلمين الذين غزاهم الكفار ومعهم المرتدون أن يقاتلوا كلا من الكفار الاصليين والمرتدين الذين يقاتلون مع الكفار. ومن أعان الكفار الاصليين أو أعان المرتدين أو دل على عورات المسلمين الذين غزاهم الكفار أو ساعد أعوان الكفار من جنود المرتدين أو شرطتهم على القبض على المجاهدين بالفعل أو القول أو الدلالة، فهو كافر مثلهم، فله حكمهم في القتال وأخذ السلب وسائر ما يتعلق بأحكام الجهاد. كما قال الإمام الونشريسي المالكي رحمه الله: (واما الداخل إليهم للدلالة على المسلمين والإخبار بعوراتهم فالواجب على من ثبت عليه ذلك، من ضعفة المسلمين وأخسائهم ببينة مرضية لا مدفع له فيها؛ القتل " ولادية لورثته كالمحارب "...). ثم قال (أما الدعاء للملاعين الكفرة - أبعدهم الله - بالبقاء وطول المدى،فالظاهر أن ذلك علم على ردة الداعي وإلحاده وفساد سريرته.. ومن هذا المعنى مسألة وقعت في أيام شهاب الدين القرافي رحمه الله، وهي أن رجلا قال لآخر: أماته الله كافرا، فأفتى الشيخ شرف الدين بكفره، لما تضمنه من إرادة الكفر وهو في مسألتكم أوضح وأبين) [النوازل الكبرى الجزء الثالث 30 - 31]. وقال بعد ذلك: (وأما مقتحموا نقيضه بمعاونة أوليائهم على المسلمين، إما بالنفوس ,إما بالأموال فيصيرون حينئذ حربيين مع المشركين،وحسبك هذا مناقضة وضلالا). وإنما نقلت كلام هؤلاء الآئمة لئلا يقول غر جاهل إنه قول الوهابية كما يظنه كثير من الجهلة، حتى صاروا يرمون دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بالتشدد والميل إلى التكفير، وهذا من جهلهم الفاضح، فإنه رحمه الله إنما اقتصر على التكفير في الغالب فيما أجمع علي العلماء على تكفير فاعله من العابدين لغير الله تعالى، لأنه ابتلي في الغالب بهذا الشرك الذي ابتلاه الله تعالى بجهاده، فأبلى فيه البلاء الحسن حتى صار به محمودا عند الله تعالى - نحسبه - وعند أهل الإيمان، ومعلوم أن ما في المذاهب الإربعة من الحكم بالردة على ما دون ما كان يكفر به إمام الدعوة المجدد محمد بن عبد الوهاب أضعاف أضعاف ما في رسائل ومؤلفات المجدد وتلاميذه، ولكن أنى للجاهل أن يعرف ذلك. أما المجاهدون للكفرة وأولياءهم؛ فليسوا خوارج. بل الخوارج هم الذين خرجوا عن شريعة الله وعن أمره بموالاة الكفار وإعانتهم على احتلال بلاد الإسلام، وسهلوا لهم تنفيذ مخططاتهم الخبيثة التي تؤدي إلى ظهورهم واستعلاءهم في الارض ومكنوا عقائدهم وقوانينهم الكافرة من أن تكون ظاهرة في بلاد الإسلام، وأخضعوا لها المسلمين، وكانوا مع الكافرين على المسلمين المجاهدين في كل الأرض زاعمين أنهم " يكافحون الإرهاب الدولي " وأعانهم على هذا كله من زيّن لهم باطلهم من علماء السوء الذين كذبوا على الله وافتروا على دينه، زاعمين أنهم يدرءون بجريمتهم هذه الفتنة عن المسلمين، وهم إنما يجلبون كل الفتن إلى بلاد الإسلام بما يفتون به من الضلالات: {ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين}. وقال بعض علماء نجد: ( الأمر الثالث : مما يوجب الجهاد لمن أتصف به مظاهرة المشركين ، وإعانتهم على المسلمين بيد أو لسان أو بقلب أو بمال ، فهذا كفر مخرج من الإسلام ، فمن أعان المشركين على المسلمين ، وأمد المشركين من ماله بما يستعينون به على حرب المسلمين اختيار منه فقد كفر). الدرر السنية 9/292 وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: (وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم ) مجموع الفتاوى والمقالات 1/274 وقال الشيخ حمود بن عقلا الشعيبي حفظه الله: (أما مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم عليهم فهي كفر ناقل عن ملة الإسلام عند كل من يعتد بقوله من علماء الأمة قديما وحديثا …) وقال (وبناء على هذا فإن من ظاهر دول الكفر على المسلمين وأعانهم عليهم كأمريكا وزميلاتها في الكفر يكون كافرا مرتدا عن الإسلام بأي شكل كانت مظاهرتهم وإعانتهم). وقال الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله: (فإنه مما لا شك فيه أن إعلان أمريكا الحرب على حكومة طالبان في أفغانستان ظلم وعدوان وحرب صليبية على الإسلام كما ذُكر ذلك عن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، وأن تخلي الدول في العالم الإسلامي عن نصرتهم في هذا الموقف الحرج مصيبة عظيمة ، فكيف بمناصرة الكفار عليهم ، فإن ذلك من تولي الكافرين ؛ قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" وقد عدّ العلماء مظاهرة الكفار على المسلمين من نواقض الإسلام لهذه الآية). وقال الشيخ عبد الله السعد حفظه الله: (وقد حذر الله تعالى من موالاة الكافرين أشد تحذير ، بل حكم بالكفر والردة على من تولاهم فقال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"[ المائدة51 ] والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا). وقال : (وليعلم كل مسلم أن التعاون مع أعداء الله ضد أولياء الله بأي نوع من أنواع التعاون والدعم والمظاهرة يعد ناقضا من نواقض الإسلام ، دلّ على ذلك كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ونص عليه أهل العلم رحمهم الله ، فليحذر العبد أن يسلب دينه وهو لا يشعر). وقال الشيخ علي الخضير حفظه الله: (أما مسالة مظاهرة الكفار فأعظم من بحثها هم أئمة الدعوة النجدية رحمهم الله واعتبروا ذلك من الكفر والنفاق والردة والخروج عن الملة وهذا هو الحق ويدل عليه الكتاب والسنة والإجماع…). وقال الشيخ سليمان العلوان حفظه الله : (وقد حكى غير واحد من العلماء الإجماع على أن مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم بالنفس والمال والذب عنهم بالسنان والبيان كفر وردة عن الإسلام قال تعالى { ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } . وأي تولٍ أعظم من مناصرة أعداء الله ومعاونتهم وتهيئة الوسائل والإمكانيات لضرب الديار الإسلامية وقتل القادة المخلصين). والله أعلم |
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك يا نشمي المنتدى جمال
|
|
|
|
رد: حكم إعانة الكفار على غزو بلاد المسلمين
بارك الله بك اخي جمال وجزاك الخير
تحياتي لك |
رد: حكم إعانة الكفار على غزو بلاد المسلمين
|
رد: حكم إعانة الكفار على غزو بلاد المسلمين
بارك الله فيك اخي وجيزيت خيرا
|
رد: حكم إعانة الكفار على غزو بلاد المسلمين
باركك الله جمااال
وهل للأعداء نصير مودتي |
رد: حكم إعانة الكفار على غزو بلاد المسلمين
بارك الله فيك وفي طرحك القيم جزاك الله خيرا |
رد: حكم إعانة الكفار على غزو بلاد المسلمين
جزاك الله عنا كل خير
تحيات لك سلمت اخي |
رد: حكم إعانة الكفار على غزو بلاد المسلمين
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك يعطيك العافية على الإفادة والطرح |
رد: حكم إعانة الكفار على غزو بلاد المسلمين
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك يعطيك العافية على الإفادة والطرح |
رد: حكم إعانة الكفار على غزو بلاد المسلمين
مشكور جمال وبارك الله بك
|
رد: حكم إعانة الكفار على غزو بلاد المسلمين
رااااائع ما قرأت هنااااااا
سلمت وسلمت يمناك على الكلام الذي اطربني وعنايتك واستحسانك في انتقاء الكلمات المعبرة تحياتي وتقديري وشكري الجزيل تقبل #cc#ي |
رد: حكم إعانة الكفار على غزو بلاد المسلمين
بارك الله فيك
|
رد: حكم إعانة الكفار على غزو بلاد المسلمين
قال تعالى : ((أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين"
وقال بعض علماء نجد: ( الأمر الثالث : مما يوجب الجهاد لمن أتصف به مظاهرة المشركين ، وإعانتهم على المسلمين بيد أو لسان أو بقلب أو بمال ، فهذا كفر مخرج من الإسلام ، فمن أعان المشركين على المسلمين ، وأمد المشركين من ماله بما يستعينون به على حرب المسلمين اختيار منه فقد كفر). الدرر السنية 9/292 وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: (وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم ) مجموع الفتاوى والمقالات 1/274 وقال الشيخ حمود بن عقلا الشعيبي حفظه الله: (أما مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم عليهم فهي كفر ناقل عن ملة الإسلام عند كل من يعتد بقوله من علماء الأمة قديما وحديثا …) وقال (وبناء على هذا فإن من ظاهر دول الكفر على المسلمين وأعانهم عليهم كأمريكا وزميلاتها في الكفر يكون كافرا مرتدا عن الإسلام بأي شكل كانت مظاهرتهم وإعانتهم). اين نحن من من فتاوى علماء المسلمين والبون يتسع يوما بعد يوم بين حكام وامراء البلدان العربية والاسلامية بوجود وعاظ السلاطين ؟ يوما بعد يوم يعين حكامنا اساطيل بلاد الكفر لاسقاط حكومات دول اسلامية ولا يكتفون بعبارات التبريك والموافقة السرية او العلنية بل يزيدون عليها فتح كافة القنوات المادية والمعنوية وفتح الاجواء البرية والجوية والبحرية وجعل بلاد المسلمين مسرحا مباحا للقتل والنهب والتركيع ... هل ادخر العرب جهدهم وامكانياتهم العسكرية لتحرير فلسطين او الجولان او وادي عربة او طنب الكبرى والصغرى ؟ بل زادوا عليها تطبيع العلاقات مع اسرائيل وامريكا وجعلهما حليفين اساسيين على الامد الطويل متناسين عن عمد القضية المحورية بين العرب واسرائيل ، هل دان حكام البلدان العربية والاسلامية غزو العراق او منع حلف الناتو من قصف ليبيا او اليمن او جنوب لبنان او السودان او افغانستان . من سمح للجيوش الاجنبية من دخول العراق 2003 ؟ ومن اباح للقوات الاجنبية ان تتخذ لها موضع قدم لقصف العراق ؟ من استباح الارض العربية لبناء قواعد امريكية وبريطانية وفرنسية في الخليج؟ من اجاز للقوات الاسرائيلة ان تحضر دخول وخروج مواطني غزه من والى اشقائها العرب دون اذونات او تصريحات ؟ الى متى ونحن نقدم التنازلات تلو التنازلات للغرب وامريكا للتدخل بشؤوننا الداخلية والى متى نستعين بهم لقتل بعضنا البعض ونكتفي بعبارات التنديد والشجب الخجولين من مبنى جامعة الدول العربية ؟ والى متى يحبو حكام وامراءالعرب الى تل ابيب لكسب ودهم ورضاهم ..!!!؟ الا يكفي ان تنعم السفارات الصهيونية في العواصم العربية بالامن والامان ومساجد وبيوت المسلمين تهدم على ساكنيها ومنها غزه اليوم ...الشعوب العربية والاسلامية متحابة بالله متسامحة بفطرتها المحمدية بسنتها النبوية العطرة فلماذا نسمح لهؤلاء الحكام والامراء من الاسراف بقتلنا ووعاظهم الضالين ....حسبنا الله ونعم الوكيل ... استمح لي عذرا اخي جمال على الاطالة ففي النفس شجون واحزان مما نحن فيه من تخاذل وضعف ووهن ...وشكرا لك على طرح الموضوع . |
رد: حكم إعانة الكفار على غزو بلاد المسلمين
شكرآ لك وبارك الله بك
|
رد: حكم إعانة الكفار على غزو بلاد المسلمين
بارك الله بك يالنشمي وجزاك عنا كل خير
|
الساعة الآن 08:24 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |