منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   صفحات من التاريخ وحضارات الأمم (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=201)
-   -   مدن أثرية وآثار (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=9532)

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 03:15 AM

مدن أثرية وآثار
 
مدن أثرية وآثار

ارم ذات العماد
ألم تر كيف فعل ربك بعاد، إرم ذات العماد، التي لم يخلق مثلها في البلاد
(الفجر : 6 -8 )
إرَم ذات العماد أو مدينة الألف عمود كما تسمى باللغات الأوروبية Irem ،Ubar ،Wabar إضافة إلى "City of a Thousand Pillars" والتي تعني مدينة الألف عامود. ورد ذكرها في سورة الفجر في القرآن الكريم، وقد اعتبرها بعض الباحثين والمؤرخين أنها مدينة في حين اعتبرها البعض الأخر مثل الطبري أنها قبيلة من بني عاد، كما قيل انها قبيلة ضربها الله بغضبه لكثرة خطاياها، وحسب خبراء الآثار يعتقد أن عمر هذا الأنقاض يعود لنحو 3000 سنة ق.م..
وإرم ذات العماد هي مدينة عاد قوم هود الذين أهلكهم الله بريح صرصر عاتية.. وجاء ذكر قوم عاد ومدينتهم إرم في سورتين من سور القرآن الكريم سميت إحداهما باسم نبيهم هود‏ ( عليه السلام‏)‏ وسميت الأخرى باسم موطنهم الأحقاف‏، وفي عشرات الآيات القرآنية الأخرى التي تضمها ثماني عشرة سورة من سور القرآن الكريم .
ويذكر بعض الأَخباريين أنَ «عاداً» وبعض الأمم القديمة هم من نسل «إِرم بن سام بن نوح»، فإِرم عندهم اسم أحد أبناء سام، وإِليه تُنسب قبيلة عاد. ولكن ليس في التوراة ذكر لقبيلة «عاد». ويستظهر جرجي زيدان أن «هدورام» المذكورة في التوراة (الإِصحاح العاشر /الآية 7، والإِصحاح الأول /الآية 2)، هي عاد، وهي عنده من الأمم الأرامية القديمة. وقد ورد لفظ «أرام» في الإِصحاح العاشر في عداد أبناء سام: «بنو سام: عيلام، وأشور، وأرفكشاد، ولود، وأرام»، ولكن لم يرد في التوراة لفظ «إِرم» المذكور في القرآن الكريم والموصوف بذات العماد.
وقد ورد اسم موضع قبيلة عاد في القرآن الكريم على أنه في «الأحقاف». وذلك في قوله تعالى: (واذكُرْ أخَا عَاد إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بالأحْقَاف) (الأحقاف /الآية 21). وأكثر الأخباريين والمفسّرين على أن الأحقاف في بلاد اليمن . فذكر ياقوت أن الأحقاف المذكورة في القرآن الكريم هي وادٍ بين ُعمان وأرض مَهرة، أو هي رمال مشرفة على البحر بالشِحْر من أرض اليمن.
إِن ورود لفظ «الأحقاف» في الآية الكريمة قد دفع بعض الأخباريين إِلى اختراع خبر طويل حول «إِرم ذات العماد»، وقد أورد ياقوت الخبر مفصلاً في معجم البلدان (مادة أحقاف ومادة إِرم) وخلاصته أن إِرم ذات العماد كانت باليمن بين حضرموت وصنعاء، بناها شَدّاد بن عاد، وأن شدّاداً كان ملكاً جبّاراً ولَما سمع بالجنة وما أعدّ الله لأوليائه من قصور الذهب والفضة والمساكن التي تجري من تحتها الأنهار أراد أن يبني مدينة يضاهي بها الجنة، فأمر أعوانه أن يختاروا لها مكاناً مناسباً وأغدقَ عليهم الأموال وأمرهم بجمع ما في البلاد من الذهب والفضة والجواهر الكريمة، وجعل فيها العَمد الطوال وأجرى فيها الأنهار وجعل أشجارها من الذهب وثمرها من الياقوت وبنى فيها ثلاثمئة ألف قصر وبنى لنفسه قصراً منيفاً عالياً، فجاءت المدينة أعجوبة لا نظير لها في البلاد. فأرسل الله إِليه هوداً عليه السلام ليهديه سواء السبيل ولكنه لم يستجب لدعوته وتمادى في كفره وطغيانه، فأهلكه الله وقومه بالصيحة، وساخت المدينة في الأرض فلم يدخلها أحد بعد ذلك. وقد علق ياقوت على هذا الخبر بقوله: «هذه القصة ممّا قدّمنا، البَراءَة من صحتها، وظنّنا أنها من أخبار القُصّاص المنمقة وأوضاعها المزوّقة».
وقد ذكر ابن خلدون أن قوم عاد هم بنو عاد ابن عوص بن إِرم بن سام، وأن مواطنهم الأولى بأحقاف اليمن من عُمان إِلى حضرموت والشحر، وذكر ما يقال من أن أباهم عاداً كان أول من ملك من العرب وقد طال عمره، وكثر ولده فبلغوا أربعة آلاف وتزوج ألف امرأة، ثم أورد ابن خلدون كلاماً للزمخشري والبيهقي والمسعودي حول خبر شدّاد بن عاد، ثم علّق على هذه المرويات بقوله: «والصحيح أنه ليس هناك مدينة اسمها إِرم وأن هذا من خرافات القُصّاص، وإِنما ينقله ضعفاء المفسّرين»، وعنده أن «إِرم» المذكورة في القرآن إِنما هي القبيلة لا البلد..
والأحقاف لا يراد بها في القرآن الكريم أحقاف اليمن، فالأحقاف لغةً هي جمع حقف، وهو المعوجّ من الرمل، ولا يعني لفظ الأحقاف موضعاً بعينه، وفي بلاد العرب أحقاف كثيرة متفرقة في نواحيها، وقد نقل ياقوت عن أحدهم أن الأحقاف جبل بالشام، فالقول إِن موضع إِرم ذات العماد هو في بلاد اليمن غير مقطوع بصحته.
وقد ذهبت طائفة من الباحثين إِلى أن «إِرم ذات العماد» إِنما كانت في بلاد الشام، وذهب بعضهم إِلى أنها دمشق عينها، وفي قول ثالث إِنها الاسكندريه ولم يعثر على كتابات ونقوش لعاد تعين على معرفة موضعها على وجه التحقيق.
فإرَم ذات العماد هي مدينة عربية مفقودة تقع في القسم الجنوبي لشبه الجزيرة العربية في اليمن ويذكر أنها كانت مدينة غنية وكانت تشكل مركزا تجاريا هاما في منطقة الشرق القديم، وقد ذكر في القرآن أن سكانها كانوا من العرب البائدة من قبيلة عاد.
ويذكر أنه ورد ذكر إرَم في بعض الرقم الطينية القديمة لمدينة ايبلا في سوريا.
وذكر قوم عاد في القرآن الكريم يعتبر أكثر إنبائه بأخبار الأمم البائدة إعجازا‏،‏ وذلك لأن هذه الأمة قد أبيدت إبادة كاملة بعاصفة رملية غير عادية‏..‏ طمرتهم وردمت اثارهم حتى أخفت كل أثر لهم من على وجه الأرض‏،‏ وبسبب ذلك أنكرت الغالبية العظمى من الأثريين والمؤرخين وجود قوم عاد‏،‏ واعتبروا ذكرهم في القرآن الكريم من قبيل القصص الرمزي لاستخلاص العبر والدروس‏،‏ بل تطاول بعض الكتاب فاعتبروهم من الأساطير التي لا أصل لها في التاريخ‏،‏ ثم جاءت الكشوف الأثرية في الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين بالكشف عن {مدينة إرم } في ظفار 150كيلو متر شمال مدينة صلالة جنوب سلطنة عُمان و80 كيلو متر من مدينة ثمريت ‏.
إرم ذات العماد في التأريخ الاسلامي في تفسير ماجاء عن‏ (قوم عاد‏)‏ في القرآن الكريم نشطت أعداد من المفسرين والجغرافيين والمؤرخين وعلماء الأنساب المسلمين‏،‏ من أمثال الطبري‏،‏ والسيوطي‏،‏ والقزويني والهمداني وياقوت الحموي‏،‏ والمسعودي في الكشف عن حقيقة هؤلاء القوم فذكروا أنهم كانوا من‏(‏ العرب البائدة‏)‏ وهو تعبير يضم كثيرا من الأمم التي اندثرت قبل بعثة المصطفى ‏(‏صلي الله عليه وسلم بمئات السنين‏،‏ ومنهم قوم عاد‏،‏ وثمود‏،‏ والوبر وغيرهم كثير‏،‏ وعلموا من آيات القرآن الكريم ان مساكن قوم عاد كانت بالأحقاف ‏(‏جمع حقف أي‏:‏ الرمل المائل‏)،‏ وهي جزء من جنوب شرقي الربع الخالي بين حضرموت جنوبا‏،‏ والربع الخالي شمالا‏،‏ وعمان شرقا ، أي ظفار حاليا ‏،‏ كما علموا من القرآن الكريم ان نبيهم كان سيدنا هود‏ (عليه السلام‏)،‏ وأنه بعد هلاك الكافرين من قومه سكن نبي الله هود أرض حضرموت حتى مات ودفن فيها قرب ‏(‏ وادي برهوت‏)‏ الى الشرق من مدينة تريم‏.‏

يتبع

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 03:18 AM

الأقصر

تتكوّن مدينة الأقصر المصرية من شطرين: البرّ الشّرقي والبرّ الغربي، يفصلهما نهر النيل. وكان البر الشرقي إبان العصور الفرعونيّة يُطلَق عليه إسم "مدينة الأحياء"، حيث المعابد الدّينية وقصور الملوك والأمراء والوزارت والسفارات وبيوت الكهنة والموظّفين وعامة الشعب. كما كان البرّ الغربي يُطلَق عليه إسم "مدينة الأموات" حيث المقابر والمعابد الجنائزيّة. تبلغ المساحة الكُلّية للمدينة 277 كيلومترًا مُربّعًا.

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci.../histcity2.jpg


يتبع مدينة الأقصر 6 شياخات هي: مدينة الأقصر، العوامية، منشأة العماري، الكرنك القديم، الكرنك الجديد والقرنة. والأقصر وتبعُدُ عن جنوب القاهرة بنحو 670كم وعن شمال مدينة أسوان بحوالى 220كم.
تحتفل مدينة الأقصر بعِيدها القوميّ فى 4 نوفمبر، وهذا التاريخ يوافق ذكرى اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ أمون، أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة الفرعونية، على يد العالم الأثريّ الإنكليزي هيوارد كارتر.


في مدينة الأقصر 208 مدارس وكلّيتين و معهد.
تبلغ مساحة المدينة الزّراعية 39446 فدانًا والمساحة القابلة للإستصلاح حوالى 45000 فدّان. و مِن أهمّ محاصيلها الزراعية: قصب السكر، القمح، الذّرة الشامية، البرسيم.



معبد الأقصر
أَنشَأَ هذا المعبد الملك "امنحتب الثالث"(1397- 1360ق.م). وقد أقام من قبله الملك "تحتمس الثالث" (1490- 1436ق.م) مقاصير زوارق ثالوث طيبة المقدس. كما قام الملك "توت عنخ آمون" (1348-1337 ق.م) باستكمال نقوش جدرانه. وأضاف إليه الملك "رمسيس الثاني" (1290- 1223ق.م) الفناء المفتوح والصّرح والمَسلّتين اللّتين هاجرت إحداهما واستقرّت فى ميدان "الكونكورد" في باريس.

معابد الكرنك
"الكرنك" كلمةٌ عربيّةٌ تعني القرية الحصينة. أمّا المصريون القدماء فقد أسْمُوا المعبد الأساسي أجمل وأعظم بيوت الإله آمون. ويقع المعبد على بُعدِ ثلاثة كيلومتراتٍ شمال موقع مدينة الأقصر. ويرتبط بمعبد الأقصر بطريق الكباش. وقد شُيِّد هذا المعبد لعبادة الإله آمون ربّ طيبة. بُدِئ في تشييده أيّام الأسرة الثالثة (2780- 2680 ق.م)، ثمّ الدولة الوسطى، إلى أن جاء ملوك الدولة الحديثة (1570-1320ق.م) فساهموا بنصيبٍ وافرٍ في عمارته. والمعبد وتوابعه مقامٌ على مساحة 63 فدانًا.

متحف الأقصر للفنّ المصري القديم
أُنشئ هذا المتحف عام 1975 كمتحفٍ إقليميٍ يُعرَضُ فيه بعض ما يتمّ اكتشافه بالمنطقة أثناء أعمال الحفر والتّنقيب عن الآثار. وقد شيّد هذا المتحف بأسلوبٍ معماريٍ فريدٍ مُستخدمًا أحدث أساليب العرض المَتحفي، التى تبرز النّاحية الجمالية للآثار المعروضة، باستخدام البُقَع الضّوئية. وبه جناح مُخصّص لعرض آثار خبيئة معبد الأقصر التّى تمّ الكشف عنها في 22 يناير عام 1989.

عرض الصّوت والضّوء بمعابد الكرنك
هذا العرض يُحكَى بالصّوت، يُصاحبه موسيقى تصويريّة غايةً فى الإبداع، قصص تاريخ طيبة وسيرة ملوكها العظام الذين حكموا مصر وسادوا العالم وقت أن كانت الأقصر حاضرةً لمصر قاطبة ومستقرًا لعروش ملوكها. ويجتذب العرض الأنظار إلى مواقع الأحداث التى تُروَى فى ذلك الحشد الهائل من المعابد والهياكل وأبهاء الأعمدة والتماثيل العملاقة فى عرضٍ مُبهرٍ يجلّ عن الوصف. ويتمّ العرض بسبع لغاتٍ هي: العربية والإنكليزية والفرنسية والألمانية واليابانية والإيطالية والأسبانية. وتستغرق مدّة العرض ساعًة ونصف الساعة، يمضي فيها المُشاهد وقتًا خياليًا مع أحداث التاريخ المصري القديم بكلّ عظمته وجلاله.


وادى الملوك



هو المُنفرج بين جبال القرنة الذي اختاره ملوك طيبة ليكون مُستقرًا لمومياواتهم. وقد كان الملك "تحتمس الأوّل" أحد ملوك الأسرة الثّامنة عشرة، أوّل ملك يُدفَن في هذا المكان. ثم أعقبه ملوك الأسرات 18 و19 و20. ومِن أشهر المقابر مقبرة الملك "توت عنخ آمون"(1348-1337ق.م) التّي اكتُشِفَت عام 1922 كاملةً، ومقبرة "سيتي الأوّل"، ومقبرة "رمسيس السّادس"، و"مقبرة رمسيس التاسع"، و"مقبرة حور محب".
والجدير بالذّكر أنّه يوجد بوادي الملوك 62 مقبرة مفتوحة للزّيارة. ويُعتبر وادي الملوك المنطقة الأثرية الأولى في أيّ برنامج لزيارة المعالم الأثرية لمدينة الأقصر.



معبـد الدير البحري
هو المعبد الجنائزي للملكة "حتشبسوت" (1490-1469ق.م) أعظم وأشهر ملكات مصر. وقد ارتقت العرش بعد وفاة "تحتمس الثّاني". ويُعتبر هذا المعبد فريدًا في تصميمه المعماري؛ وقد صمّمه لها مهندسها "سنموت" الذي أحبّته ورفعته من ساحة عامّة الشّعب إلى مشارف القصر المَلكي. والجدير بالذّكر أنّ هذه الملكة هي أوّل مَن وقّع بروتوكولاً تجاريًا في التاريخ بين مصر وبلاد بونت،الصومال حاليًا.

تمثالا الملك "أمنحتب الثالث"
هُما كلّ ما تبقّى من المعبد الجنائزي للفرعون "أمنحتب الثالث". ارتفاع الواحد منهما 19.2مترًا، وقد أقامهما ليتصدّرا مدخل معبده الذي تهاوى واندثرت معالمه، وبقي هذان التمثالان ليظلاّ شاهدًا على عظمة ذاك المعبد وقوّة مشيده. ولهذين التّمثالين أسطورة نَسَجَها حولهما الإغريق إبان حكمهم لمصر. فعندما تصدّع أحد هذين التّمثالين، أصبح يصدر منه صفير في الصّباح الباكر نتيجة مرور الهواء بين شقوقه. فاعتقد اليونانيون أنّ روح القائد "أغاممنون" الذي فُقِدَ فى حرب طروادة، قد سكنت هذا التّمثال وهو يناجي أمّه "آيوس"، إلهة الفجر، كلّ صباح. وكانت دموعها هي النّدى. لكن هذا الصوت توقّف عندما تمّ ترميم التّمثال.

وادي الملكات



من أشهر المقابر فى هذا المكان مقبرة الملكة "نفرتاري"، زوجة الملك رمسيس الثّاني، ومقبرة الأمير "أمنحر خبشف" ابن رمسيس الثاني، معبد الرّمسيوم.
شيد الملك "رمسيس الثاني" من ملوك الأسرة التاسعة عشرة مقبرة الملكة نفرتاري. وعلى جدارها سجلّ لمعركة قادش ومناظر دينيّة مختلفة تُمثّل علاقة الملك بالآلهة والإلهات.



معبد مدينة هابو
شيّد الملك "رمسيس الثالث" من ملوك الأسرة 20 هذا المعبد، وسجّل على جدرانه وصروحه مناظر تمثّل حروبه مع شعوب البحر المتوسّط، ومناظر دينية وأخرى تُمثّل الألعاب الرياضية، وأخرى تمثّل الصّيد البرّي... الـخ. وممّا يجدر ملاحظته قصر الملك رمسيس الثّالث وبقايا معبد جنائزي يرجع للأسرة 18. وآخَر يرجع للأسرة 25 ويحيط بكلّ هذه المجموعة سورٌ عالٍ من اللُبن.

مقابر الأشراف
http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity2b.jpg
تُعتَبر مناظر هذه المقابر سجلاً حافلاً يتناول فروع الحياة المصرية، وتُعتَبر مصدرًا مُهمًا لدراسة الأوضاع الإجتماعية والإداريّة في عصر الدولة الحديثة. ومن أشهر هذه المقابر مقبرة منا، ومقبرة نخت، ومقبرة رع، ومقبرة موزا، ومقبرة رخمى- رع، ومقبرة سن- نفر.

مقابر دير المدينة
تختلف هذه المقابر اختلافًا واضحًا عن مقابر الأشراف، إذ اهتمّ العُمّال بحجرة الدّفن فقط، التّي تميّزت بموضوعاتها الدّينية ومناظرها الجميلة وألوانها الرائعة. وأشهر هذه المقابر مقبرة سن- نجم.

مدينة العمّال
هي المدينة التي سكنتها فئةٌ من الفنّانين والنّحاتين والحجّارين الذين قام على أكتافهم ما شُيِّد من مقابر ومعابد الأسرتين 19و 20.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 03:24 AM

البتراء والأنباط

ترتبط البتراء ألأردنية بالأنباط الذين جعلوا منها عاصمة لهم. والأنباط قبيلة عربية بدوية كانت ترعى الماشية وتتنقل من مكان إلى آخر بحثاً عن الكلأ. وصل قسم من هذه القبيلة في ترحاله إلى البتراء التي كان يعيش فيها الآدوميون وأقاموا بينهم في مدنهم وقراهم.


ونظراً لموقع تلك المنطقة الجغرافي بين مصر وفلسطين وشبه الجزيرة العربية والعراق وسورية ما لبثت الحياة أن أمّنت لهم كسباً مادياً ورفاهية أغرت الأنباط بترك حياة البداوة والاعتماد على التجارة، وباتوا يقطعون الصحراء حاملين الذهب والفضة والحجارة الكريمة والبهارات والأخشاب الثمينة من بلاد فارس وجنوب شبه الجزيرة العربية والبخور والمر من حضرموت. واتخذ الأنباط البتراء مستقراً لهم يخزنون فيها بضائعهم ويحتمون بين جنباتها من عاديات الزمن. لكن الروم أغرتهم ثروات الأنباط فانقضوا على المدينة ونهبوا ثروتها. ولكن الأنباط سرعان ما لحقوا بالمعتدين وقضوا عليهم واستعادوا ما نهب منهم.
امتد نفوذ الأنباط في عام 90 قبل الميلاد بعد أن وقعت معركة دامية بينهم وبين الروم الى المنطقة الجنوبية من سورية (الأردن وجبل الدروز حالياً). ولم يتمكن الروم من التغلب على أنباط البتراء على الرغم من الحملات المتكررة فاتسعت هذه المملكة حتى وصلت وادي سرحان شرقاً الى نهر الأردن غرباً والبحر الأحمر جنوباً الى بلاد الشام شمالاً.
امتدّت إمبراطورية الأنباط التّجارية إلى حدود الفُرات، وصكّت النقود في مدينة دمشق، وبنِت السُّفن في موانئ البحر الأحمر. ورغم أن الأنباط كانوا قومًا غُزاة فإنهم مع مرور الأيّام صاروا دولةً مسالمةً حشدت الجيوش لضمان سلامها فوق ربوع بلادها، من عام 312 ق.م حتّى عام 106م.

في أيّام المسيحية الأولى، جاء البتراء النُّساك والرّهبان فعاشوا في كهوفها وصلّوا فيhttp://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity23a.jpg

ديرها؛ وشيّد فيها الصّليبيون قلعتين.

وفي البتراء قبر هارون، شقيق النّبي موسى.
تأثرت البتراء بحكم موقعها الجغرافي بالحضارة اليونانية وأصبحت تفوق العديد من مدن زمانها جمالاً. وقد حاول الرومان غزوها والقضاء على استقلالها لكن الانباط اشتروا استقلالهم بالمال. غير أنه عثر على عملة سكّت في روما ويعود تاريخها الى سنة 58 قبل الميلاد نقش على أحد وجهيها الملك الحارث ممسكاً جملاً بيده وجاثياً على إحدى ركبتيه وماداً سعف النخل مما يبين أن النفوذ الهيليني السياسي والعسكري قد زال وحل محله الوجود الروماني. ولم يلبث الرومان أن قضوا على مملكة الأنباط سنة 105 وأسموها المقاطعة العربية . وفي سنة 636 أصبحت البتراء خاضعة للحكم العربي وعاش من تبقى من سكانها على الزراعة. لكن الزلزال الذي أصابها سنة 746/748 والزلازل التي تلته أفرغتها من أهلها.
دخلت البتراء في سبات عميق استمر قروناً طويلة ودارت حولها الكثير من الأساطير. وبقيت في سباتها هذا مختفية عن الأنظار حتى عام 1812 حيث بدأ عالم سويسري اسمه بوركهارت بالتنقيب قرب المسجد القديم فوق قبر هارون وتبعه آخرون. وجاءها عام 1896 الويس موصل وكتب عنها كتاباً أسماه "Arabia Petraea" مما لفت العالم الى هذا الموقع الأثري الفريد.
من أهم آثار البتراء
السيق. لفظة السيق سريانية أو قد تكون مأخوذة من لفظة شقاقا العربية وتعني الشق أو الزقاق أو المدخل أو الدهليز. وهذه المعاني بمجموعها تصف هذا المدخل الرئيس لمدينة البتراء وهو ممر بين صخرتين يبلغ طوله ألفاً ومائتي متر وعرضه في بعض الأماكن مترين وارتفاعه من ثمانين إلى مائة متر. وعلى يسار السيق حفر الأنباط قناة تحمل مياه عيون موسى إلى وسط المدينة. ويزدان جانبا المدخل بطبقات من الصخر تتراكب وتتمازج فيه الألوان مما يضفي عليه أجواء طبيعية ساحرة ومدهشة.
الخزنة. بناء منحوت في الصخر يرتفع تسعة وثلاثين متراً وخمسين سنتمتراً وعرضه يصل إلى ثمانية وعشرين متراً. سمي هذا البناء بخزنة فرعون لاعتقاد سكان المنطقة بأن فرعون وضع كنوزه في الجرة الموجودة في الطبقة الثانية، لذا حاولوا ضربها بالعيارات النارية لكسرها وأخذ ما فيها من كنوز . وما هذا الموقع إلا هيكلاً قبراً يتكوّن من طبقتين. وواجهة الطبقة السفلى عبارة عن ستة أعمدة كورنثية ومنها نرى البوابة الرئيسة التي تحوي في كل من جانبيها غرفة صغيرة. وتتكون الطبقة العليا من ثلاث أسطوانات تفصل الواحدة عن الأخرى كوّتان منحوتتان في الصخر. وتزين شرفة هذه الطبقة رسومات الزهور والثمار والنسور.
المدرج الروماني. يتكون المدرج من 33 صفاً منحوتة في صخر رملي رمادي ويتسع لأكثر من ثلاثة آلاف متفرج.

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity23b.jpg

ومقابل هذا المدرج توجد مجموعة من القبور المنحوتة في الصخر. وقد عثر في هذا الموقع على وعاء للخمر وعلى زجاجة وعلى تمثال لأحد الآلهة من الرخام وقد أصابه التلف. كما عثر على قطعة نقدية فضية للملك عبيدة الثاني (30-9 ق م ) وعلى حلقتين من الذهب للأنف وعلى صحون فخارية جميلة يعود تاريخها للقرن الأول قبل الميلاد.
وعلى مقربة من القبور بلّط الرومان الشارع الرئيس وورفعوا الأعمدة على طرفي الشارع.
قصر البنت. والبنت هي أميرة جاء ذكرها في قصة خرافية على أنها كانت تسكن ذلك القصر وتتألم من عدم وجود مياه جارية فيه ومن ثم وعدت أن تتزوج بمن يحضر المياه للقصر وتزوجت شخصاً كان طامعاً بها . والقصر كان هيكلاً بناه الأنباط في القرن الأول قبل الميلاد تكريماً للإله "دو الشرى".
الدير. هيكل ضخم بلغت عرض واجهته 47 متراً تقريباً وارتفاعها 40 متراً تقريباً. وقد حفرت واجهته في صخر رمادي أصفر. وفيه غرفة صغيرة حفرت في الصخر سكنها النساك وعلى واجهتيه رسماً لأسدين. ويطلق على الدير لقب "قبر الأسد".
المذبح. يقع المذبح بين خزنة فرعون والمدرج الروماني. له ساحة واسعة طولها 64 متراً وعرضها 20 مترا. وفي هذه الساحة حفر الأنباط بئراً لتنظيف المذبح. ويقع الهيكل إلى الغرب من المذبح.
تعتبر البتراء من أشهر المعالم الأثرية في الأردن. وهي مدينة محفورة في الصخور أقامها الأنباط العرب قبل أكثر من 2000 عام لتكون عاصمة لدولتهم، وظلت شاهداً على المعجزة البشرية التي تخرج المدن من بطون الجبال. يعرفها زائروها والقارئون عنها باسم "المدينة الوردية" نسبة إلى لون الصخور التي شكلت بناءها الفريد، وهي مدينة أشبه ما تكون بالقلعة.
ما تزال البتراء حتى يومنا هذا تحمل طابع البداوة، يمتطي زائرها الحصان أو الجمل ليدخل المدينة في رحلة ترسخ في الذاكرة طوال العمر. وفي وسط المدينة يشاهد الزائر مئات المعالم التي حفرها وأنشأها الإنسان، من هياكل شامخة وأضرحة ملكية باذخة إلى المدرج الكبير الذي يتسع لـ8000 متفرج والبيوت الصغيرة والكبيرة والردهات وقاعات الاحتفالات وقنوات الماء والصهاريج والحمامات، إضافة إلى صفوف الدرج المزخرفة والأسواق والبوابات المقوسة.
وفي البتراء الكثير من الأضرحة التاريخية. وفيها دير ضخم يبلغ عرضه 50 مترا وارتفاعه 45 متراً ويبلغ ارتفاع بابه 8 أمتار. وإذا وقف المرء على قمة الدير ومدَّ بصره إلى أبعد مدى يستطيع رؤية الأرض الفلسطينية وسيناء.

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity23c.jpg


صنفتها منظمة اليونيسكو مدينة تراثية
عالمية عام 1985

يتبع

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 03:33 AM

البليـد

تقعُ مدينة البليد الأثريّة بمحافظة ظفار (ُعمان) على الشّريط السّاحلي لولاية صلالة في المنطقة الواقعة بين الدّهاريز والحافة، وهي من أقدم المُدُن وأهمّ الموانئ التّجارية. وقد تمّ بناؤها على جزيرةٍ صغيرةٍ، وكانت تُعرَف بإسم الضفّة. ازدهرت ونَمَت في القرن الثّاني عشر والقرن السّادس عشر الميلادي، حيث بالإمكان رؤية بقايا المدينة في موقع البليد التّاريخي في منطقة الحافة. وقد أجمع الباحثون، من خلال الدّلائل الأثرية ومن دراسات الفخّار والمواد العضوية وغيرها، أنّ الموقع يعودُ إلى عهد ما قبل الإسلام؛ كما اكتسب بعد الإسلام رونقًا إسلاميًا فريدًا من البناء المعماريّ، ويظهرُ ذلك جليًا من خلال مسجدها الكبير الذّي يُعَدُّ من أبرز المساجد القديمة في العالم، وهو يضمّ 144عمودًا، ويُعتَقَدُ أنّه شُيِّدَ في القرن السّابع الهجري ـ الثّالث عشر الميلادي. كما تمّ العثور على حُصن البليد والعديد من العملات المعدنيّة. وتشير الشّواهد التي تمّ الكشف عنها إلى أنّ الموقع كان مأهولاً منذ أواخر الألفيّة الخامسة قبل الميلاد وأوائل الألفيّة الرّابعة قبل الميلاد؛ ثم أعيد تأسيسها في القرن الرّابع الهجري/الخامس الميلادي.



http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity16.gif


لَعِبَت هذه المدينة دورًا مهمًا في التّجارة العالميّة في العصور الوُسطى، حيثُ شملت صِلاتُها التّجارية موانئ الصّين والهند والسّند وشرق إفريقيا واليمن من جهةٍ، والعراق وأوروبا من جهةٍ أخرى. وكانت تجارة اللّبان مزدهرةً آنذاك.

البيضاء

البيضاء مدينة ومحافظة تقع إلى الجنوب الشرقي من صنعاء باليمن، وعلى بعد 268 كم منها. وترتفع 1800م تقريباً عن سطح البحر.

تقع مدينة البيضاء في واد منخفض من الأرض، وهي محاطة بجبال من الجهات الأربع. فمن الشرق يحدها جبل الفريد، ومن الغرب جبل حربي، ومن الشمال جبل القلعة، ومن الجنوب جبل العظيمية. ويشق المدينة نهر من أعلى جبل الضيق، ويسمى نهر الفريد، غير أنه مع قلة الأمطار قد شح فلم يبق له أثر. كما كان لمدينة البيضاء سور يحيط بها، ظلت آثاره باقية إلى عام 1883م تقريبا. وكان لها بابان رئيسان: باب حصن العبسي من جهة الغرب، وباب المنقع من جهة الشرق. ويتوسط المدينة حصن شامخ مرتفع على صخرة بيضاء خلافا لكثير من الجبال المجاورة له. ويقال إن تسمية المدينة جاء نسبة إلى ذلك الجبل الأبيض.

تضم البيضاء الكثير من المواقع الأثرية والمدن التي كانت مراكز مهمة في تاريخ اليمن الإسلامي. وورثت موقعها كعاصمة لمخلاف سرو مذحج مدينة حصي التي ظلت تحتل هذا المركز حتى أواخر القرن العاشر الهجري. وحصي هذه تقع شرق مدينة البيضاء. وهي غنية بالآثار، وقد أصبحت الآن أطلالا.


الجول

الجول اليمنية هي عاصمة مديرية حجر بحضرموت. تبعد عن المكلا غربا بنحو 150 كلم. وهي هضبة تمتد من السلاسل الجبلية الساحلية حتى السهول المنخفضة الداخلية وتخترقها الطريق حتى وادي دوعن. كما أن الجول عبارة عن مسطحات من الأرض تفصلها وديان عميقة وليس فيها أي نبات، اللهم إلا على الحافة حيث تصطدم بها بعض السحب، ولا حيوان إلا بعض السحالي والطيور. ولما كان المطر نادراً في هذه المنطقة، فإن هذه الوديان مكونة من الحجر الجيري وكثافتها من 40 إلى 80 م، تحتها طبقة مماثلة من الحجر الرملي. وبذلك يسهل على الوديان أن تشق لنفسها طريقا غائرا. وفي الجول يمكن أن نرى قمم كور سيبان شامخة في ذلك الفضاء الواسع.

تضم منطقة الجول عددا من القرى، منها: كنينة، مدهون، حصن باقروان، محمدة، حوطة الفقيه علي، روبة وغير ذلك.


يتبع

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 03:42 AM

الصويرة

أكدت الأبحاث الأركيولوجية التي أجريت بجزيرة موكادور قرب مدينة الصويرة المغربية وجود مرفأ تجاري فينيقي، إغريقي، روماني. وبحسب المؤرخين العرب والأجانب فإن إسم موكادور هو الاسم القديم للصويرة القديمة وأتى من الإسم الفينيقي ميكدول والذي يعني الحصن الصغير.

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity18a.gif

يعتبر العهد العلوي عهد التأسيس الحقيقي للمدينة والذي يعود إلى سنة 1760م، السنة التي تتزامن وإنشاء السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله ميناء الصويرة الذي فتح في وجه التجارة الخارجية بغية تطوير المغرب لعلاقاته مع أوروبا.
كان من بين مقتضيات أمن المغرب في مفهوم السلطان محمد الثالث، تحصين الثغور والمدن الرئيسة الساحلية، الأمر الذي جعله يكثر من بناء الأبراج والحصون. وتحقيقاً لذلك أعطى اهتماماً خاصاً للمهندس تيودور كورني المتخصص في بناء الحصون العسكرية بأفنيون الفرنسية وكلفه بوضع التصميم العام للمدينة. من الناحية الهندسية هناك تأثيرات عمارية أوروبية تظهر بالخصوص في الصقالة التي تم تشييدها على أنقاض الحصن البرتغالي، وتحصينها بالمدافع. كما عمل كورني على تحصين المدينة بالأسوار المنيعة وجعلها تمتاز بشوارعها المنتظمة وطرازها المعماري الأندلسي الجذّاب. مهما يكن، فمدينة الصويرة تشبه مثيلاتها من المدن المغربية العتيقة التي تزخر بمبانيها التاريخية كالأسوار، حصن باب مراكش، صقالة الميناء والمدينة، باب البحر، مسجد بن يوسف والكنيسة البرتغالية.
أصبح ميناء الصويرة زمن سيدي محمد بن عبد الله أهم ميناء، وأضحت معه موكادور تلعب دوراً تجاريّاً وتعنى بالمراقبة التجارية البحرية بعدما أجبر القناصل والتجار الأوروبيين على الإقامة بموكادور. كما أصبحت تمثل نقطة التقاء جميع القوافل الإفريقية والتبادل التجاري حتى اعتبرها الأولون بوابة تومبوكتو.
تتكون المدينة من ثلاثة أحياء مختلفة:
- القصبة وتضم الحي الإداري القديم.
- المدينة العتيقة وتقع بين محورين: الأول يربط باب دكالة بالميناء والثاني يمتد من باب مراكش ليطل على البحر. وعند ملتقى المحورين أنشئت عدة أسواق متخصصة.
- الملاح: الحي اليهودي الذي لعب دوراً رئيساً في تاريخ المدينة تبعاً لسياسة سيدي محمد بن عبد الله الذي اعتمد على اليهود لتحسين علاقاته مع أوروبا إلى أن جعل منهم طائفة شريفة تسمى بـ" تجار الملك".
http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity18.jpg


صنفتها منظمة اليونيسكو مدينة تراثية عالمية عام 2001

يتبع

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 03:50 AM

العـلا

برزت العلا السّعودية في أوائل القرن السّابع الهجري كمدينةٍ رئيسةٍ تابعةٍ آنذاك لسلطة الأيّوبيين في دمشق. وفي القرن الثّامن عشر ميلادية كانت تابعةً لسلطة العثمانييّن. وفي القرن التّاسع عشر تبعت لمحافظة المدينة المُنوّرة ثم أصبحت تابعةً لإمارة حائل حتّى عام 1309هجرية وبعدها عادت مرةً أخرى لتتبع المدينة المنوّرة. وبعد مُبايعة الملك عبد العزيز ملكًا على الحجاز، عام 1344هجرية/1926ميلادية، أرسل أهالي العلا برقيةً تبايع فيه الملك عبد العزيز على الحكم.

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity19.gif

كانت تُسمّى قديمًا بوادي القرى وديدان وهي من أقدم المدن. تاريخها لم يُعرَف على وجه الدّقة، إلاّ أنّ العلماء أجمعوا على أنّ تاريخها يعود إلى ما قبل الميلاد بآلاف السّنين، وقد مرّت بعِدّة حضاراتٍ وتعاقبت عليها دولٌ عديدةٌ. ومرّ بها النّبي في غزوة تبوك. وهي بلد الشّاعر جميل بُثينة.
الباحثون يسمّونها بعاصمة الأثار وبلد الحضارات، كما تُعرف عند أهلها بـ"عروس الجبال". يتّصف أهلها بطيبتهم وحُسن ضيافتهم. فيها مدائن صالح أو قرى صالح أو الحجر، وهي تسمياتٌ تُطلق على مكان قوم ثمود والأنباط حيث مقابرهم المنحوتة في الجبال بطريقة غايةٍ في الجمال والغرابة والتي تُعرَف عند أهل المنطقة بالقصور لروعة النّحت وجماله.
ومن أثار العلا محلب ناقة سيدنا صالح، القلاع الإسلامية، محطّات سكة الحديد، مقابر الأسود، جبل عكمه، الصليمية، وغيره الكثير لم يكشف بعد حتّى الأن...
حدّد العلماء أربع ممالك قامت في العلا كوّنت فيها حضارات منذ بداية القرن السّادس قبل الميلاد، وهذه الممالك أو الدّول هي:
1- مملكة ديدان وحُدِّد تاريخها من القرن السّادس قبل الميلاد حتى بداية القرن الخامس قبل الميلاد، ونظام الحكم فيها كان ملكيًا يغلب عليه الطّابع الوراثي ولا يُعرَف حدودٌ لهذه الدولة أكثر من حدود لحيان.
2 - مملكة لحيان وحدّد العلماء تاريخ تلك الدولة من بداية القرن الخامس قبل الميلاد حتى نهاية القرن الثالث قبل الميلاد ونظام الحكم فيها وراثي. وقد امتدّ نفوذ هذه الدّولة حتى خليج العقبة. وذكرت كُتُب التاريخ أنّ اللّحيانييّن لم ينقرضوا، بل ذكرت بعض الكتب وجودهم حول مكّة المكرّمة إلى يومنا هذا، ويقال إنّهم هاجروا إلى الحيرة في العراق .
3 - دولة "معين" وهذه الدّولة حُدِّد تارخها من منتصف القرن السّادس قبل الميلاد واستمرّت حتّى مطلع القرن الأول ميلادي. ويعتقد بعض المؤرخين أنّ وصول المعينيين إلى العلا لا يعني انتهاء دولة لحيان وإنّما حصل إتفاق بين الطرفين على أن يكون للمعينيين إدارة النواحي التجارية وللحيانيين الناحية الإدارية ونتظيم شؤون الحكم.
4 - دولة الأنباط: الأنباط قبائل عربيةٌ عاشت في المنطقة الواقعة بين العراق وسوريا والأردن وجاءوا إلى منطقة البتراء في الأردن واستولوا عليها من الأدوميّين. وقد وصل الأنباط إلى مرحلةٍ متقدمةٍ من الرّقي قبل احتلال الرومان لسورية عام 65 قبل الميلاد، حيث توسّع نفوذهم ليصل إلى شرق وجنوب فلسطين ودمشق وإلى مدائن صالح. ولسوء العلاقة بين اليهود والرّومان والبطالسة في مصر من جهةٍ وبين الأنباط من جهةٍ أخرى، وقعت دولة الأنباط تحت الحكم الروماني وتفرّقت قبائلهم. وقد شيّد الأنباط حضارتهم في مدائن صالح.
ذهب بعض الباحثين وعلماء الآثار، أمثال الدكتور عبد الله بن آدم نصيف، إلى الإعتقاد أنّ الأنباط عندما استولوا على الحجرـ مدائن صالح ـ حوّلوا الطريق التجاري عن ديدان-العلا ليحرموها أهمّ الموارد المالية، وذلك في سبيل إضعاف اللحيانييّن.
وبعد ذلك خلت، ديدان من السكان وسقطت مع مرور الزمن إلى خرائب وسميت الخريبة، وأصبح الوادي يعرف بوادي القُرى بدلاً من وادي ديدان، وأصبحت مدينة قرح هي مدينة الوادي الرّئيسة وغلب عليها إسم وادي القرى. وقد ازدهرت مدينة قرح خلال فترة ما قبل الإسلام وأصبحت سوقًا تجاريةً مشهورةً.
تشير المصادر التّاريخية أنّه في جمادى الآخرة للسّنة السابعة للهجرة فتح الرّسول وادي القرى عنوةً. وتَذكُر المصادر أيضًا أنّ الرسول مرّ بها أثناء ذهابه إلى تبوك في العام التّاسع هجري.
وفي العهد الإسلامي في القرن السّابع الهجري، شاع استعمال إسم العلا أكثر من ذي قبل، رغم أنّه كان معروفًا سابقًا كقرية وادي القُرى في العصر الأموي.
وأثناء النّزاع على خلافة الدولة الإسلامية بين الأموييّن في دمشق وعبد الله بن الزبير في مكة المكرمة، كانت وادي القرى تُتّخذ كمنطلقٍ للجيوش التي ُترسَل من كِلا الطّرفين لوقوعها في منتصف المسافة بين مكّة المكرمة ودمشق.
أوّل ما رأت العلا من مظاهر العصر الحديث هو دخول سكّة حديد الحجاز إليها وتوقّف هذا القطار في محطّتها. وعندما دخلت راية الحكم السعّودي نالها ما نال شقيقاتها مدن المملكة من التّطور والإزدهار.

كانت أهمية العلا والحجرـ مدائن صالح ـ بشكلٍ عامٍ بالغةً لوقوعها على طريق التّجارة القديم. فنجدهما في العصور القديمة تتحكّمان في حركة النقل التجاري بين الشمال والجنوب، وفي العصور الإسلامية كانتا محطتين من محطات طريق الحجّ الشّامي. وفي العصور الحديثة أصبحتا محطّتين على خط سكّة حديد الحجاز لخدمة حجّاج بيت الله الحرام.
ولأهميتهما العلمية في تاريخ الإنسان، رحل إليهما الكثير من العلماء لدراستهما، ورغم ذلك فالموقعان مُحتاجان لكثيرٍ من الدّراسة لإزالة كثيرٍ من الغموض.

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity19a.gif


هناك العديد من المعالم الأثرية، وماهو موجود في الموقع هو جزء بسيط ممّا هو على أرض الواقع، ومنها:
- مدائن صالح وهي عبارة عن مقابر منحوتة في الصّخر وتمثّل حضارة ثمود قوم النّبي الصّالح.
- الخريبة وبها محلب النّاقة، وهو عبارة عن حوضٍ كبيرٍ يُقال إنّ ناقة صالح كانت تحلب حليبًا يشربه الناس. غير أنّ بعض علماء الآثار أجمعوا على أنّ محلب النّاقة بقايا معبدٌ نبطيٌ قديمٌ وليس محلب ناقة النّبي صالح.
- مقابر الأسود المنحوتة في الواجهات الصّخرية وأُطلِقَ عليها هذا الإسم لوجود حيواناتٍ تُشبه الأسود على المقابر.
- جبل عكمه وفي أعلاه أحد المعابد القديمة.
- المابيات وهي إحدى المستوطنات القديمة قِدَم التّاريخ.
- محطّات سكك الحديد والتي تدلّ على أنّ العلا محطةٌ مهمةٌ ورئيسةٌ لخدمة حجّاج بيت الله الحرام القادمين من الشّام.

- المزحم وهو عبارة عن ممرٍ ضيقٍ، تروي الأساطير أنّه المكان الذي عقرت فيه النّاقة.
- الحواره وهي عبارة عن جبلٍ كبيرٍ أملسٍ خرجت منه ناقة صالح ولجأ إليه الحوار بعد عقرها.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 03:56 AM

الفاو كنزٌ من التاريخ


من ابحاث جامعة الملك سعود كلية السياحة والآثار عن الفاو

تبعد قرية الفاو حوالي 700 كم جنوب غربي مدينة الرياض، ويشرف الموقع على الحافة الشمالية الغربية للربع الخالي.

ذكرت قرية في المصادر القديمة والمؤلفات الإسلامية، كما وردت إشارات لها في كتابات جنوب الجزيرة العربية، وتشير المصادر إلى أن قرية كانت عاصمة لمملكة كندة الأولى (منتصف القرن الأول قبل الميلاد إلى مطلع القرن الرابع الميلادي)، وتكمن أهميتها في وقوعها على الطريق التجاري البري الذي يمتد من جنوب الجزيرة العربية إلى شرقها. فضلاً عن أهميتها السياسية بوصفها عاصمة أحد أهم الممالك في الجزيرة العربية قبل الإسلام.
بدأت جامعة الملك سعود أعمال التنقيب في موقع قرية الفاو منذ عام 1970م، واستمرت الحفريات لأكثر من عقدين ونصف، حيث اتضح خلالها أن المدينة تمتد لمسافة تصل إلى كيلين من الشمال إلى الجنوب، وحوالي سبعمائة متراً من الشرق إلى الغرب، ويتشكل النسيج العراني للمدينة من المنطقة السكنية التي تشمل المنازل، والمستودعات، والساحات، وقنوات المياه، والسوق الداخلي، ودور العبادة، ومنطقة المقابر بأنواعها المختلفة، بالإضافة لمنطقة السوق.
لقد أسفرت نتائج التنقيب الأثري في قرية الفاو عن أن المدينة شهدت استيطانا مكثفا منذ القرن الرابع قبل الميلاد واستمر حتى القرن الرابع الميلادي.
وتقدم قرية الفاو بنسيجها العمراني المتكامل، وفنونها، وآثارها المختلفة تصوراً واضحاً عن جوانب مهمة من حضارة العرب قبل الإسلام.

منطقة السوق

تعريف آخر

تقع " قرية" كما عرفت قديماً أو الفاو حسب التسمية المحلية على بعد حوالي 700 كم جنوب غرب مدينة الرياض وحوالي 150 كم جنوب شرقي الخماسين بوادي الدواسر ، وتطل على الناحية الشمالية الغربية للربع الخالي في نقطة تقاطع وادي الدواسر بسلسلة جبال طويق عند ثغرة في الجبل يطلق عليها الفاو ، وهي تقع على الطريق التجاري القديم المعروف بطريق نجران – جرهاء . ويعد الموقع من أهم المواقع الأثرية على مستوى الجزيرة العربية إن لم يكن على مستوى العالم لما يجسده من مثال حي للمدينة العربية قبل الإسلام بكل مقوماتها من مساكن وطرقات وأسواق ومعابد ومقابر وآبار وقنوات زراعية .

وصف الموقع الأثري

ينقسم موقع الفاو ( قرية ) الأثري إلى العديد من الأقسام وهي :
1- السوق
2- المنطقة السكنية
3- المقابر
4- المعابد

السوق

ويقع شمال المنطقة السكنية وهو عبارة عن سوق ضخم مكون من ثلاثة طوابق وتحيط به الأسوار العالية مع أبراجها من كافة جهاته الأربع.

يتوسط السوق بئر دائري مطوي بالحجارة ويتصل به قناة تصب خارج السوق ( وقد يكون ذلك لأسباب أمنية لو قدر عليهم إغلاق السوق والتحصن في داخله.)

المنطقة السكنية

وتعد من أهم معالم المدينة حيث تعطينا العناصر الهامة في حياة المجتمع العربي قبل الإسلام كما تعطينا كذلك تصوراً للمدينة العربية قبل الإسلام.

المقابر

وقسمة المقابر طبقاً لمكانة أصحابها حيث وجد مقابر للملوك ( كمقبرة معاوية ابن ربيعة ومقبرة عبيدي ملك سبأ) وأخرى للوزراء والنبلاء بالإضافة إلى المقابر العامة.

والمقابر بشكل عام تتألف غالباً من أربع غرف محفورة في الأرض بعمق ثلاثة أمتار ويكون كل غرفتين لهما باب خاص كما ستلاحظون في الصور .

ويزيد عدد الغرف إلى ستة أو ثمان غرف عند مقابر الملوك والوزراء أو عند زيادة عدد أفراد الأسرة الواحدة حيث أنه يقبر في المقبرة الواحدة صاحبها وجميع أفراد أسرته.

المعابد

هناك العديد من المعابد في المدينة وهي لمعبودات خاصة ومعبودات عامة مثل عثر و ود، وهناك منطقة أمام السوق خاصة بالمعابد وهي تمثل العديد من الآلهة التي يقوم بعبادتها أصحاب القوافل التجارية.

ويلاحظ أن سكان المدينة اهتموا بهذه المعابد بالإضافة إلى المقابر أكثر من اهتمامهم ببناء منازلهم، حيث نراهم قد استخدموا الحجر في البناء ونقوش خط المسند في داخلها في غاية الدقة والجمال.


ثقافة الفاو ( الخط المسند الجنوبي )

سأتحدث عن هذا الجانب قليلاً لكثرة النقوش داخل مدينة الفاو الأثرية والتي غالباً ما نجدها داخل المقابر أو المعابد أو على جدران المنازل وكذلك الجبال المجاورة.
بدأت بواكير الخط المسند الجنوبي في القرن التاسع قبل الميلاد وانتشرت في جنوب الجزيرة العربية وشرقها، وكتب بهذا الخط العديد من الأقوام مثل ( قتبان وحضرموت ومعين وسبأ وأوسان ) ولغة نقوش المسند الجنوبي هي لغة عربية غير فصيحة، وبعض الباحثون يقولون إنها عربية ماتت وقل استخدامها، ولكن أكثر الكلمات نجدها في المعاجم العربية.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 04:00 AM

القاهـرة

القاهرة هي عاصمة جمهورية مصر العربية وإحدى المراكز الرئيسة للحياة الدينية والثقافية والسياسية في العالمين العربي والإسلامي. شيدت على ضفتي النيل في الموقع الذي يمتد فيه جبل المقطم حتى يبلغ النهر. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...ages/city9.jpg

يعود تاريخ مدينة القاهرة إلى الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص عام 21هـ /642 م. وكان المسلمون قد جروا في فتوحاتهم على أن يؤسسوا في الأقطار التي يفتتحونها عواصم جديدة يختارون موقعها بما يتفق ومصالحهم العامة والخاصة. فأسس عمرو بن العاص مدينة القاهرة في المكان الفسيح الذي يقع إلى الشمال من حصن بابليون حيث عسكرت قوات المسلمين للمرة الأولى وأسماها الفسطاط. وقد اختار لها عمرو رأس دلتا النيل وهو موقع له أهميته من الناحية العمرانية والحربية وبذلك تكون الفسطاط في مأمن من هجمات العدو وتكون في الوقت نفسه قريبة من الأراضي الزراعية، مما يسهل وصول المؤن والأقوات. وراعى عمرو بن العاص في اختياره لموقع المدينة أن يكون لها جانب يمكن أن يَطرد فيه اتساعها وهو الجهة الشمالية الشرقية التي بنيت فيها مدينة العسكر والقطائع والقاهرة فيما بعد.

ولما انتقلت الخلافة إلى بني العباس، أسسوا حاضرة أخرى جديدة لدولتهم الناشئة إلى الشمال الشرقي من الفسطاط، في مكان عرف في صدر الإسلام باسم الحمراء القصوى. وفي ذلك المكان أقام العباسيون دورهم واتخذوا مسكنهم. وبنى صالح بن علي دار الإمارة وثكنات الجند ثم شيّد الفضل بن صالح العسكر في وسط المدينة. وبمرور الأيام، اتصلت العسكر بالفسطاط وأصبحت مدينة كبيرة. وقد ظل أمراء مصر يقيمون في دار الإمارة في العسكر.

لما قامت الدولة الطولونية وجد أحمد بن طولون أن الفسطاط ضاقت بساكنيها، فأسس مدينة القطائع عام 256هـ / 870 م وأقام في وسطها مسجدا جامعا سمي باسمه. وتعتبر مدينة القطائع، أول مدينة ملوكية أنشئت في وادي النيل في العهد الإسلامي، إذ كانت مقرا للحاكم مستقلة استقلالا تاما، لا تربطها بالحاكم العباسي ببغداد غير التبعة الدينية. وقد تأثر أحمد بن طولون، عند تأسيسه للعاصمة الجديدة، بتخطيط مدينة سامراء التي نشأ فيها قبل مجيئه إلى مصر. فقد كانت كل منهما مقسمة إلى خطط أو قطائع، تضم كل قطيعة منها، جماعة من السكان، تربط بينهم رابطة الجنس أو العمل. ومن ثم أصبح اسم القطائع علما على مدينة ابن طولون. وقد كان هذا الاسم يطلق في سامراء على كل أحياء المدينة، فيما عدا القصور الملكية.

ثم قام الفاطميون بالاستيلاء على مصر وأسس جوهر الصقلي قائد جيوش الحاكم الفاطمي المعز لدين الله مدينة القاهرة عام 359هـ / 970 م، بعد استيلائه على مصر بعام واحد، وبنى حولها سوراً من اللبن على شكل مربع. وكانت مساحة الأرض التي حددها السور تبلغ 340 فدانا. وفي وسط هذه المساحة، بنى جوهر قصرا كبيرا، بلغت مساحته 70 فدانا، وجعل خمسة وثلاثين فدانا للبستان الكافوري، ومثل هذه المساحة للميادين، والباقي وزعت مساحته على الفرق العسكرية.

أنشأ جوهر الصقلي مسجدا بالقرب من قصر الحاكم عند الجهة الغربية من ميدان باب الشعرية. ولم يكن قصد جوهر الصقلي من إنشائه مدينة القاهرة، في بادئ الأمر، أن تكون قاعدة أو دارا للحكم، بل لتكون سكنا للحاكم ، وحرمه، وجنده، وخواصه. فنشأت القاهرة مدينة متواضعة للدولة الفاطمية الناشئة، واستمرت حينا بعد قيامها مدينة ملكية عسكرية، تشتمل على قصور الحكام ومساكن الأمراء ودواوين الحكومة وخزائن المال والسلاح. ثم أصبحت بعد إنشائها بأربع سنوات، أي في عام 363هـ / 974 م، عاصمة للدولة الفاطمية. وانتقل المعز وأسرته من المغرب واتخذ مصر موطنا له. ولم يكن لقاطني مصر أن يدخلوا المدينة الملكية إلا بعد أن يؤذن لهم. وكان مفوضو الدولة الأجنبية الذين يحضرون الحفلات الرسمية يترجلون عن جيادهم ويسيرون نحو القصر بين صفين من الجنود على النحو المتبع في البلاط البيزنطي. وسرعان ما اتسعت المدينة الناشئة ونمت نمواً ملحوظا وتبوأت مكانتها المرموقة في ظل الحكام الفاطميين واتصلت مبانيها بمباني الفسطاط، وصارتا تؤلفان معا أكبر المدن الإسلامية في العصور الوسطى.

تميزت القاهرة منذ إنشائها بجمال مبانيها. فقد تناوب حكام الفاطميين والأيوبيين والمماليك على تعميرها فكانت على أحسن ما يكون. وكان النيل آنذاك يحدها غربا. وكان مجراه حتى عام 688هـ/ 1289 م يمر من فم الخليج إلى شارع نوبار إلى أن يلتقي بشارع الشيخ ريحان حاليا، ثم ينعطف شرقا نحو شارع عماد الدين حيث تنتهي حدود القاهرة عند قرية أم دنين، التي كانت تقع عند موقع جامع أولاد عنان.
كان ثغر النيل في ميدان رمسيس محاطاً بالمصانع والترسنات التي بنيت فيها أساطيل المعز لدين الله وصلاح الدين الأيوبي والتي قضى بها على الصليبيين. وكان النهر يمر بعد ذلك بمحطة سكة الحديد الحالية ثم بالشرابية ومنية السيرج إلى مبدأ ترعة الإسماعيلية. ونشأت شبرا على شكل جزيرة تراكمت حول مركب غرقت في الثغر في عهد الدولة الفاطمية، وكان اسمها الفيل، فسميت جزيرة الفيل، وزرعت فيها البساتين، وتردد عليها الأمراء والمماليك للتنزه في روضتها ولممارسة الرماية وغيرها من أنواع الرياضة. أما بولاق فقد نشأت في عهد الفاطميين ثم امتدت فيما بعد حتى بركة الفيل. كما ظهرت أرض اللوق في عهد الفاطميين والأيوبيين نتيجة لطرح البحر. واسمها معناه الأرض اللينة.

حتى عهد الملك الصالح نجم الدين الأيوبي كان هناك ساحل على الخليج استعمله السقاءون، وكان يسمى باب الخرق الذي حرّف إلى باب الخلق. والخرق هي الأرض التي تخترقها الرياح. وكان الموسكي في ذلك العهد قنطرة على الخليج أنشأها الأمير عز الدين موسك في عام 584هـ/ 1189 م. في عهد السلطان صلاح الدين. كما قام حي السيدة زينب حول جسر شيده الظاهر بيبرس على الخليج وعرف بقناطر السباع، نسبة إلى رنك بيبرس الذي كان يمثل سبعا. أما حي الحسينية فقد أنشأته جماعة من الأشراف قدموا من الحجاز وبنوا المدابغ وصنعوا الأديم المسمى الطائفي نسبة إلى الطائف بالحجاز.
كانت القاهرة دائبة النشاط في التوسع والبناء في عهد الفاطميين والمماليك. وقد اجتهد صلاح الدين كثيرا في تعميرها وبنى قلعة الجبل وسور القاهرة الممتد إلى أثر النبي. كما أنشأ البيمارستان الناصري أو الصلاحي نسبة إليه. أما الملك الظاهر بيبرس فقد عمّر الجامع الكبير خارج الحسينية وكان فيه مساحة يلعب فيها المماليك لعبة القبق. وجدد الملك الظاهر جامع الأزهر وأعاد فيه الخطبة وأنشأ ضيعة على فم وادي العباسية سماها الظاهرية.

أكثر ما يميز القاهرة ذلك الكم الهائل من الآثار الإسلامية. ومن هذه الآثار سور جوهر الصقلي الذي أنشأه مع إنشاء المدينة، ولكن تهدم هذا السور بعد إنشائه بثمانين عاما. ولم يكن للقاهرة سور في أول عهد المستنصر. لذا كان أول عمل قام به بدر الجمالي، وزير الحاكم المستنصر، هو تحصين القاهرة ضد الغزوات الخارجية، وضد ثورات الجند الداخلية، فأحاطها بسور عام 480هـ / 1088 م. وحدود سور بدر الجمالي اعتماداً على البقايا التي لا تزال تحتل مكانها الأصلي، هي الأبواب الثلاثة: باب النصر وباب الفتوح في الشمال وباب زويلة في الجنوب. وهي تعد من أروع الأمثلة للاستحكامات الحربية في العصور الوسطى. ويعتبر باب الفتوح خير مثال على ذلك حيث يتكون من برجين مستديرين مصممين إلى ثلثيهما. أما الثلث العلوي، فيحتوي على غرف للجند وفتحات لرمي السهام. ويتوسط البرجين مدخل معقود تعلوه فتحة تُصب منها السوائل الكاوية على العدو المقتحم.

تعد قلعة الجبل أول امتداد كبير خارج السور الفاطمي. فقد بدأ صلاح الدين في بنائها عام 572هـ / 1176 م، ولم يكن هدفه تقوية المدينة ولكن ليتخذه مكانا يلتجأ إليه. وكانت قلعة الجبل تتزود بمياه النيل عن طريق قناطر ترجع في حالتها الراهنة إلى زمن سلطنة الناصر محمد بن قلاوون الذي قام في عام 712هـ / 1312 م ببناء أربع سواق على النيل بغرض رفع المياه إلى مستوى القناطر التي تمد القلعة بالمياه. وفي عام 741هـ / 1341 م أدمج فيها بقايا سور صلاح الدين الذي صمم ليضم "خرائب" الفسطاط. وقد تم ترميم وتمديد هذه القناطر مرات متكررة في القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي، وعلى الأخص في فترة سلطنة قايتباي وقانصوه الغوري، التي ترجع إليها على الأرجح خزان توزيع المياه المعروف بـ "السبع سواقي" الموجود على النيل.
هناك قلعة أخرى ضاعت كل معالمها اليوم. كانت قد هدمت ثم أعيد بناؤها أكثر من مرة خلال عصر المماليك وهي المعروفة بقلعة الروضة التي شيدها الملك الصالح نجم الدين أيوب.


انتشر بالقاهرة عدد كبير من الحدائق لكن معظمها لا وجود له اليوم بسبب التزايد العمراني الكبير. فمن حدائق القاهرة الشهيرة حديقة قصر محمد علي باشا الكبير بشبرا الخيمة التي أنشئت على النمط التركي وكانت تضم أندر النباتات في العالم. وكذلك حديقة الفردوس بالجزيرة. وهناك حديقة الأزبكية التي لم تحظ حديقة في مصر كلها بالاهتمام الذي حظيت به، وقد اقتطع جزء كبير منها وأقيم فيه ميدان الأوبرا المعروف بميدان إبراهيم باشا. وظلت حديقة الأزبكية تتباهى بجمالها منذ إعادة تجميلها عام 1295هـ / 1878 م حتى تعرضت لضياع أكثر من ثلثي مساحتها بسبب المشروعات التعميرية. وعلى مسطحات الحديقة الخضراء أقيمت مباني سنترال الأوبرا ومسرح الأزبكية ومسرح العرائس ومبنى نادى السلاح ومبنى شرطة النجدة.
من الحدائق الشهيرة أيضا حدائق الأورمان بالجيزة التي أنشئت في عام 1875 م. وكانت تتبع قصر الجيزة وتسلمتها وزارة الزراعة عام 1917 م. وكانت تعرف بحديقة الأمير حسين كمال وتحيط بقصره. وتوجد فيها مجموعة نادرة وقيّمة من أشجار الفيكس والبامبو ومجموعات من النباتات المائية والصبار. وتضم الحديقة بحيرة صناعية جميلة تربط شاطئيها قنطرة بديعية صنعت من جذوع وسيقان الأشجار.
انتشرت أيضا بالقاهرة البيمارستانات. فقد كانت عمليات الاستشفاء من الأمور التي شغلت بال حكام المماليك على فترة حكمهم التاريخية. ومن أجل ذلك حرصوا على إنشاء البيمارستانات وتزويدها بكل الأدوات والأدوية التي تتطلبها. ويعد بيمارستان قلاوون أحد البيمارستانات القليلة التي ما زالت آثارها قائمة. ويعود السبب في إنشاء هذا البيمارستان إلى نذر من الأمير قلاوون، أحد أمراء نور الدين زنكي، وكان قد أصابه مرض وهو في دمشق عام 1276م. فوجد بعض الأدوية في بيمارستان نور الدين الدمشقي، وبعد أن شفي نذر أن يقيم مثله في القاهرة. ولما تولى البلاد أوفى بوعده فأقام هذا البيمارستان الذي عرف باسمه واختار له موقعا قريبا من موقع القصر الغربي الفاطمي. وقد ظل هذا البيمارستان مستخدما حتى عام 1856 م حيث اقتصر استخدامه على مرضى العقول.
اشتهرت القاهرة على مر العصور بالعديد من المساجد. فهي أول مدينة دخلها الإسلام في إفريقيا. وكان الاهتمام المتزايد بإنشاء المساجد فيها لدرجة أنه أطلق عليها مدينة الألف مئذنة. وقد خلّف الملوك والأمراء الذين تعاقبوا على حكم مصر العديد من المساجد التي ما يزال الكثير منها موجودا حتى الآن.

من المعالم الأثرية المهمة في القاهرة مسجد عمرو بن العاص الذي بناه بعد انتهائه من تأسيس مدينة الفسطاط، وأقام في وسطها جامعه العتيق. وكان في بادئ الأمر بسيطا يتألف من بيت للصلاة يشغل مساحة صغيرة. وكان سقفه مطاطا جدا، ولا صحن له ولا مئذنة. ومازال الولاة والحكام يتناولونه بالإضافة والتجديد على مر السنين حتى اتسعت أرجاءه أضعاف الجامع العتيق الذي لم يبق منه سوى قطعة الأرض التي شيدت عليها. فقد زيد فيه وأعيد بناؤه ست عشرة مرة أولها زيادة مسلمة بن مخلد الأنصاري عام 673 م فأضاف إليه أربع مآذن تعد أقدم مآذن الإسلام. وآخر زيادة فيه كانت تلك التي قام بها مراد بك عام 1798 م. وفي هذه الزيادة بنيت عقود رواق القبلة في غير موضعها الأصلي، فجاءت عمودية على حائط القبلة، وكانت في الأصل موازية له. والجامع يتوسطه صحن تحيط به الأروقة من جهاته الأربع، تهدم منها الرواقان البحري والقبلي، ولم يبق منها إلا آثار الأعمدة. ومع هذا فقد احتفظ جامع عمرو ببعض العناصر المعمارية التي ترجع إلى أصوله الأولى التي نجدها في شبابيكه الجصية، وبعض رواق الطواقي الزخرفية التي تعلو الحينات التي نقشت بين شبابيك الجدار الجنوبي.

من المساجد الأثرية المهمة الباقية أيضا جامع احمد بن طولون وهو من أكبر مساجد العالم الإسلامي التي شيدت في منتصف القرن الثالث للهجرة / التاسع الميلادي، إذ تبلغ مساحته مع الزيادة، أي الفضاء الذي يحيط به من جميع جهاته عدا جهة القبلة، ستة أفدنة ونصف الفدان. وهو مشيّد فوق الربوة الصخرية المعروفة بجبل يشكر في الطرف الجنوبي لمدينة القطائع. وهو من الجوامع المعلقة، إذ يُصعد إلى أبوابه بدرجات دائرية الشكل.

ومن المعالم الأثرية والحضارية الباقية أيضا الجامع الأزهر ويرجع تاريخ بنائه إلى سنة 359-361 هـ / 970 -972م. وقد أمر ببنائه المعز لدين الله الفاطمي وشيد على طراز قريب من طراز جامع ابن طولون. ويعد هذا المسجد من أهم معالم الفاطميين الباقية حتى اليوم، وأول عمل فني معماري أقامه الفاطميون في مصر، ولا يزال قائما حتى اليوم. ويقع الأزهر في الجنوب الشرقي من قاهرة المعز، على مقربة من القصر الكبير، الذي كان موجودا حينذاك بين حي الديلم وحي الترك في الجنوب. وقد زاد كثير من الحكام الفاطميين في بناء هذا المسجد وأعيد تجديد أجزاء كثيرة منه خلال القرون الماضية، كما أضيفت إليه زيادات عدة، مما جعل معرفة التخطيط الأصلي للجامع، من الأمور الصعبة. وإذا كان الجامع لا يزال يحتفظ ببقية من النقوش والكتابات الكوفية والعقود الفارسية التي تعد من مميزات العمارة الفاطمية، فإن كل أجزائه الحالية هي من عصور متأخرة. وقد كان المسجد يتألف من صحن تحيط به أروقة تتعدد بوائكها تجاه القبلة. ولم يبق من الجامع الأصلي سوى قسم صغير. وأصبح الأزهر موضع إعادة تنظيم وترميم وإضافات من جانب أغلب كبار حكام القاهرة منذ الحافظ حتى قايتباي الذي أضاف إليه محرابا ومئذنة وكذلك بوابة. كما أضاف إليه السلطان الغوري مئذنة ثانية. وعندما أضاف قايتباي بوابة المزينين أصبحت المدرستان الطيبرسية والأقبغاوية المجاورتان للجامع ضمن مجموع مباني الجامع، علما بأن البوابة الحالية ترجع إلى العصر العثماني وتنسب إلى عبد الرحمن كتخدا الذي أضاف الكثير إلى مساحة الجامع في ذلك العصر.

تتمتع القاهرة بالعديد من الحمامات. ويذكر أن أول من بنى الحمامات في القاهرة العزيز بالله نزار بن معز الدين. ومن أشهر حمامات القاهرة القديمة حمام الملاطيلي وأقيم بشارع مرجوش بالقرب من جامع الغمري، وحمام المقاصيص الذي يقع بأول عطفة المقاصيص. وقد صار هذا الحمام حماما لدار الوزير المأمون بن البطائحي. وكذلك حمام قلاوون الذي يقع في شارع النحاسين، ويعرف أيضا بحمام المارستان المنصوري.
ضمت القاهرة منذ إنشائها العديد من الأسواق، إلا أن أغلبها شيد في نهاية العهد المملوكي. وكانت هذه الأسواق تثير إعجاب التجار الأجانب بسبب أنشطتها وثرائها. ومن أشهر هذه الأسواق سوق خان الخليلي وهو على هيئة قصر مهيب متسع للغاية مبني من الحجر المشذب، ويرتفع ثلاث طبقات، توجد في الأدوار السفلى حوانيت تحيط بميدان مربع الشكل يقع في الوسط. وفي مواجهتها يوجد صف من العقود المتكررة المرفوعة على أعمدة رائعة الجمال والمحيطة بها من جميع الجهات. وفي هذا المكان يعقد التجار صفقاتهم. أما الميدان الذي في الوسط فإنه يستخدم كإطار لبيع البضائع بالمزاد، ولعقد صفقات البيع والشراء بالجملة. وليس مسموحا بالإقامة في هذا المكان إلا للتجار ذوي السمعة الطيبة. وفي أعلى هذا المبنى يقيم علية التجار. ومن الأسواق الشهيرة الأخرى سوق الفحامين وهو مقر لتجار الفحم البسطاء منذ أمد بعيد، ومع ذلك ظل محتفظا بهذا الاسم بالرغم من تحويله لمقر لتجار المنسوجات الموسرين. وهناك سوق باب الفتوح وهو في داخل باب الفتوح وبه حوانيت اللحامين والخضريين والفاميين.

عُرفت القاهرة منذ تأسيسها بمكانتها العلمية المتميزة. فموقعها كحلقة وصل بين المشرق الإسلامي والمغرب الإسلامي جعل منها مركزاً هاماً.

تميزت القاهرة أيضا بوجود العديد من المدارس. ففي عهد الدولة الفاطمية أنشأ الوزير الكردي ابن السلار الذي كان يعمل في خدمة الدولة مدرسة ابن السلار. وقد أنشئت هذه المدرسة عام 1152م وكان يقوم على إدارتها إمام عظيم من أئمة المسلمين وعالم كبير من علماء الحديث، هو الحافظ السِلفي. وفي عام 1171 م أنشأ صلاح الدين مدرستين قامت إحداهما على آثار دار تسمى دار المعونة كان يحبس فيها من يراد حبسه، فهدمها صلاح الدين وبناها مدرسة للشافعية. وقد عرفت هذه المدرسة باسم المدرسة الناصرية نسبة إلى الملك الناصر صلاح الدين. أما المدرسة الثانية، فقد كانت للمالكية، وسميت باسم المدرسة القمحية نسبة إلى القمح الذي كانت تحصل عليه من ضيعة بجهة الفيوم وقفها صلاح الدين على هذه المدرسة التي عرفت كذلك بدار الغزل. وبعد سقوط الحكم الفاطمي زاد صلاح الدين على المدرستين السابقتين ثلاث مدارس أخر: مدرسة للفقهاء الحنفية وهي المدرسة السيوفية ومدرسة بجوار الإمام الشافعي وأخرى بجوار المشهد الحسيني.
استمر سلاطين الدولة الأيوبية في بناء المدارس. فكانت هناك المدرسة الكاملية "دار الحديث"، وهي المدرسة التي أنشأها السلطان الملك الكامل محمد الأيوبي. وتعتبر الدار الثانية في الترتيب بين الدور التي تخصصت في الشرق الإسلامي لدراسة الحديث. أما الدار الأولى فهي التي بناها نور الدين زنكي بدمشق.
وهناك المدرسة الصالحية التي بناها الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 1242 م، وكانت أشبه شيء بجامعة كبرى ذات كليات أربع تختص كل واحدة منها بمذهب من المذاهب الأربعة المعروفة. وكانت هناك المدرسة الفاضلية نسبة إلى القاضي الفاضل، بناها عام 1185 م. ولهذه المدرسة شهرة في التاريخ، ومرجع ذلك إلى المكتبة العظيمة التي ألحقها القاضي الفاضل بها وجمع فيها من كتب العصر الفاطمي وحده مائة ألف مجلد. وكذلك مدرسة الظاهر بيبرس التي أسسها عام 1262 م وزودها بمكتبة هائلة، وجعلها تعني بسائر العلوم، ووقف عليها أوقافا عظيمة. وأسس الظاهر مدرسته هذه على نمط المدارس الأيوبية ولم يكتف بها، بل بنى بجوارها مكتبا لتعليم القراءة والكتابة ليتامى أبناء المسلمين.
لعل أهم المراكز العلمية شهرة بالقاهرة كانت دار الحكمة التي أمر الحاكم بأمر الله الفاطمي بإنشائها عام 1005م، حيث أراد لها أن تكون أفضل من بيت الحكمة الذي ببغداد. وقد زود الحاكم هذه الدار بمكتبة عرفت باسم دار العلم وحُملت إليها الكتب من خزائن القصور ومن مصادر متعددة. فكانت فيها كتب نفيسة ومخطوطات نادرة في الدين والآداب والعلوم بفروعها المتعددة، كما أمدها الحاكم بأمر الله بكل مستلزمات النساخين من أقلام ومحابر وورق. وأقيم لها قوام وخدام وفراشون وغيرهم. وكانت دار الحكمة تزخر دائما بالفقهاء والقراء والنحاة والفلكيين والأطباء. وظلت دار العلم مفتوحة ينتفع الجمهور بما فيها من الكتب إلى عام 1123م حيث أمر الوزير الأفضل ابن أمير الجيوش بدر الجمالي بإغلاقها بسبب ما وصل إليه من أن رجلين يعتنقان عقائد الطائفة المعروفة بالبديعية التي يدين أشياعها بمذاهب السنة الثلاثة وهي الشافعي والحنفي والمالكي يترددان على دار العلم، وأن كثيرين من الناس أصغوا إليهما واعتنقوا هذا المذهب. على أن فترة إغلاق دار العلم لم يطل أمدها، فقد أعادها الحاكم الآمر بالله إلى ما كانت عليه.

اشتهر من أبناء القاهرة علماء أجلاء في مختلف العلوم. ففي العلوم الشرعية اشتهر الإمام الشافعي صاحب أحد أكبر المذاهب الفقهية عند أهل السنة، وسعد بن ليث بن عبد الرحمن الفهمي الفقيه إمام أهل مصر في عصره، وأبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم مؤرخ من أهل العلم بالحديث.

ومن علماء اللغة اشتهر جلال الدين السيوطي وكان من علماء اللغة والشريعة ألف في الفقه والتفسير وعلوم القرآن والحديث، ومحمد بن جلال الدين مكرم بن نجيب الدين المعروف بابن منظور صاحب معجم لسان العرب، وأبو الفضل محمد بن عبد الرازق الزبيدي صاحب معجم تاج العروس. ومن المؤرخين أحمد بن علي بن عبد القادر المقريزي، وأبو محمد عبد الله بن يوسف الأنصاري الشهير بابن هشام.

كما اشتهر من الأطباء داود الأنطاكي وهو صيدلاني وطبيب ولد في انطاكية بسورية واستقر في القاهرة، وموفق الدين أبو نصر عدنان بن نصر بن منصور الشهير بابن العين الزربي الطبيب وعالم النجوم والرياضيات والمنطق. وأبو المنصور عبد الله بن الشيخ السديد وكان عالما بصناعة الطب خبيرا بأصولها وفروعها.

اشتهر فيها من الرياضيين ابو علي الحسن بن الهيثم عالم الفيزياء والبصريات والرياضيات وكان مولده البصرة ثم هاجر إلى القاهرة وعاش فيها. ومن الفلكيين أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن يونس . ومن الكيمائيين علي بن محمد أيدمر الجلدكي وكان قد تنقل بين مصر ودمشق وألف بعض كتبه في القاهرة والبعض الآخر في دمشق. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...ges/city9b.jpg


صنفتها منظمة اليونيسكو مدينة تراثية عالمية عام 1979

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 04:04 AM

القـدس
القدس من أقدم مُدُن الأرض التّي سُكِنَت منذ العصر الحجريّ الأوّل. هُدِمَت وأعيد بناؤها أكثر من 18 مرّةٍ. عربيّة النّشأة والجذور، أسّسها الكنعانيون العرب قبل 5000 سنة قبل الميلاد، حيث سكنها العرب اليبوسيّون وأقاموا مدينتها وأطلقوا عليها إسم "أورسالم" أو "سالم إله السّلام" عند الكنعانيّين. وبالإضافة إلى مدينة السّلام، فقد عُرِفَت القُدس بأسماء كثيرةٍ أهمّها: مدينة يبوس، مدينة إيليا، مدينة بيت القدس.


نشأت النّواة الأولى لمدينة القدس على تلال "الضّهور الطّور" أو "تلّ أوفل" المُطلّة على قرية سلوان، جنوب شرق المسجد الأقصى . هذه النّواة هُجِرَت وحلّت محلّها نواة رئيسةٌ، أقامت على تلالٍ أخرى، مثل مرتفع بيت الزّيتون بريتا ومرتفع ساحة الحرم موريا ومرتفع صهيون، وهي مرتفعات تقع داخل السّور، وتُعرَف اليوم بالقدس القديمة.
تنفرد القدس بظاهرةٍ دون سواها من المُدن. فهي الوحيدة التي يقدّسها أهل الدّيانات الثّلاثة.
تقع القدس على هضبةٍ وبين كتلتي جبال نابلس من الشّمال، والخليل من الجنوب. وترتفع عن مستوى سطح البحر الأبيض المتوسط 775 م، وتبعد عنه 52 كيلومترًا، وترتفع عن مستوى سطح البحر الميت 11500م. هذا الموقع وهذه المكانة الدّينية جعلا القدس، عبر التّاريخ، مطمعًا للغُزاة، فتعاقب على غزوها العبرانيون والأشوريون والفراعنة والإغريق والرّومان والصليبّيون والأتراك والإنكليز، ثم المُنظّمات الصّهيونيّة.
تبلغ مساحة القدس 19931 دونمًا؛ عدد سكّانها بلغ، عام 1922، حوالى 62577 نسمةٍ، وعام 1945 حوالى 157080 نسمةٍ. وهي الآن حوالى مليون ونصف مليون نسمة.

تُعتبر القدس من أشهر المُدن السّياحية في العالم؛ فهي محطّ أنظار سكّان العالم أجمع، حيث الأماكن المقدّسة والتّاريخية والأثريّة. فالمسيحيّون يؤمّونها لزيارة كنيسة القيامة والكنيسة الجثمانيّة وكنيسة مريم العذراء وغيرها الكثير من الأديرة. وفيها أكثر من مئة بناءٍ أثريٍّ إسلاميّ، إضافةً إلى قبّة الصّخرة والمسجد الأقصى وحائط البرّاق ومدافن ومقامات للصّحابة والتّابعين.
للقدس7 أبوابٍ هي: باب العمود، باب السّاهرة، باب الأسباط، باب المغاربة، باب النّبي داود، باب الخليل، باب الحديد.
احتلّت المنظّمات الصّهيونية المُسلّحة الجزء الغربي من مدينة القدس في 28/4/1948 وفي 7/6/1967 احتلّت الجزء الشّرقي منها؛ وفي 27/6/1967، أقرّ الكنِيْست الإسرائيلي ضمّ شطريّ القدس؛ وفي 30/7/1980 أُعلِنَت المدينة عاصمةً لإسرائيل.




منذ بداية الإحتلال، عام 1967، شَرَعت سُلطات الإحتلال تنفّذ الخُطط والإجراءات الرّامية إلى تهويد المدينة المُقدّسة. فقامت بربط سكّان القدس الشّرقية إداريًا وقضائيًا واقتصاديًا وتعليميًا بالواقع الإسرائيلي؛ إلاّ أنّ أخطر الإجراءات وأكثرها تعسّفًا هو الإستيطان والإستيلاء على الأراضي والمنازل. فقد قامت قوّات الإحتلال بهدم حيّ المغاربة، وطَرَدت سكّانه وأجلت قسمًا كبيرًا من سكّان حيّ الشّرف في البلدة القديمة، وصادرت الكثير من الأراضي وأقامت المُستعمرات عليها واستولت على العديد من المنازل العربيّة.
صادرت قوّات الإحتلال أكثر من 23 ألف دونمٍ من أراضي القدس الشرقية ومحيطها. وأقامت عليها أكثر من 35 ألف وحدةٍ سكنيّةٍ، في حين يُحّرم على العرب إقامة أيّة وحدةٍ سكنيّةٍ. وما زالت سلطات الإحتلال مستمرةً في مخطّطاتها في مصادرة الأراضي. ويحيط بالقدس حوالى عشرة أحياءٍ سكنيّةٍ يهوديّةٍ وأكثر من 41 مستعمرةٍ، تُشكّل 5 كتلٍ استيطانيّةٍ.


التاريخ السياسي لمدينة القدس


سكانها




خلال الفترة


اسمها في تلك الفترة


اليبوسيون والكنعانيون


3000 ق.م.- 1000 ق.م.
يبوس أو أور سالم
العبريون


1000 ق.م – 596 ق.م.
مدينة داود، أورشليم
الكلدانيون


596 ق.م.- 538 ق.م.
أورشليم
الفرس


538 ق.م. 330 ق.م.
أورشليم
اليونان


330 ق.م.- 168 ق.م.
أورشليم
اليهود


168 ق.م.- 63 ق.م.
أورشليم
الرومان


63 ق.م. – 313 م
إيلياء كابتولينا
الروم المسيحيون


313م- 614م
إيلياء كابتولينا
الفرس


614م- 628م
إيلياء كابتولينا
الروم


628م- 638م
إيلياء كابتولينا
المسلمون العرب

638م – 1099م
بيت المقدس أو القدس
الصليبيون


1099م- 1187م
بيت المقدس أو القدس
المسلمون العرب


1187م- 1229م
بيت المقدس أو القدس
الصليبيون


1229م- 1239م
بيت المقدس أو القدس
المسلمون العرب


1239م – 1918م
بيت المقدس أو القدس
الإنكليز والمسلمون


1917م- 1948م
بيت المقدس أو القدس
اليهود


1948م- 1967م
القدس الغربية فقط
اليهود


1967م-
القدس الغربية والمستوطنات المستحدثة



صنفتها منظمة اليونيسكو مدينة تراثية عالمية عام 1981

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 04:13 AM

القيروان

تقع القيروان في الصحراء جنوبي تونس . وتُعرَف أيضًا بإسم رابعة الثّلاث بعد مكة المكرّمه و الكدينة المنوره والقدس الشريف
http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...s/city135a.gif

ذلك لأنّها أقدم وأوّل مدينةٍ إسلاميةٍ في المغرب ، وقد بناها القائد عقبة بن نافع لتكون قاعدةً لنشر الإسلام في المغرب العربي وإفريقيا. وبناء القيروان في هذه المنطقة لا يعني أنّها شكّلت أوّل وجودٍ بشريٍ حضاريٍ هناك، إذ إنّ المنطقة كانت مأهولةً منذ القِدَم، حيث بَيّنت الإكتشافات الأثرية وجود أدواتٍ حجريةٍ للإنسان القديم، بعثرتها عوامل الإنجراف على ضفاف وادي مرق اللّيل في منطقة العلا.
حين تَوَسّط عقبة بن نافع الصحراء حيث تونس الحالية، توقّف عند منطقةٍ رآها صالحةً لتَعَسكر قوّاته، ورأى فيها ملاذًا آمنًا لإستراحة القوافل التي تنتقل بين الشّرق والغرب، فحطّ فيها الرّحال، وخطّ بعصاه على الأرض حدود المُعسكر. فكان اختيار عقبة لهذه المنطقة عن بُعد نظر. فهي تقع في جوف الرّوابي على منتصف الطريق بين الحصون والشواطىء البيزنطية ومخابىء البربر الجبلية، فاتخذها محطةً لإستراحة القوافل ومركزًا لإنطلاق الإسلام، وأطلق عليها إسم "القيروان"، ومعناها في اللغة العربية القافلة.
لمّا كان
http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...s/city135b.gif

موقع المدينة بعيدًا عن العمران في وسط الصحراء، كانت آمنةً من هجوم الأعداء. لكن عزلتها هذه لم تمنعها من أن تكبر وتنمو. وكان أوّل ما شُيِّدَ فيها هو دار الإمارة والمسجد الجامع، وكان بادىء الأمر فضاء ليس فيه بناء، ويُصلّى فيه كذلك. وبعد تحديد محراب المسجد اقتدى به الناس، فصارت القيروان من أهم مُدن إفريقيا والمغرب.
تختلف القيروان عن المُدن العربية القديمة في أن كلّ قبيلةٍ نزلت بها لم تكن تختصّ بمكانٍ مُعيّنٍ من المدينة كما هو الحال في باقي المدن الإسلامية. أمّا بالنسبة إلى تخطيطها، فقد اتُبِعَ تخطيط المدن السابقة نفسه، حيث يبدأ بتخطيط المسجد ودارالإمارة، ويلي ذلك السوق والمساكن والطرق والشوارع.
كان للقيروان سور له 14 بابًا. وكان سوقها مُتّصلاً بالمسجد من جهة القبلة وممتدًا إلى بابٍ يُعرَف بإسم باب الرّبيع. وكان لهذا السوق سطح تتّصل به جميع المتاجر والصّناعات.
أقيمَت حول القيروان أسوار عالية تطوّرت على مدى التاريخ لتكوّن قلعةً حصينةً تصدّ عنها حجارتها المتراصة هجمات الغزاة، ولم ينقطع أهل القيروان عن إصلاح الأسوار مرةً بعد مرّةٍ، لأن الهجمات كانت تنكسر فوق هذه الأسوار، وإن كان يصيبها الكثير
http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...s/city135c.gif

من الهدم، ومن ذلك ما حدث حين قامت المدينة ثائرةً ضد حكم الأغالبة، وما حدث أيضًا عند الغزوة الهلالية (بني هلال). وقد صمدت القيروان في منتصف القرن الثامن عشر أكثر من خمس سنواتٍ على الحصار المفروض عليها، بل أجبرت الحاكم على دفع تعويضاتٍ لها.
وأثناء الحرب العالمية الثانية، هدم الألمان قسمًا من القيروان لإستعمال حجر الطّابوق لبناء مدرجٍ للطّائرات.
وممّا يمُيّز القيروان أنّها لم تفارق أسس تنظيمها إلى اليوم، فحافظت على نسقها المعماري الأصيل. وما يزال جامع القيروان أشهر مساجد إفريقيا والمغرب العربي، شاهدًا على أصالة المنطقة. فقد وضع أساسه وتصميمه عقبة بن نافع وجرى تطويره على تتابع القرون والأزمنة، وله أعمدة عديدة ومتنوّعة تعود لمعابد رومانية وكنائس بيزنطية. ويُعتبر من أزخر التّراث الإسلامي في تونس ويؤمّه الكثير من السيّاح سنويًا.

http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city135.jpg



صنفتها منظمة اليونيسكو مدينة تراثية عالمية عام 1988

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 04:20 AM

الكرك

يعود تاريخ مدينة الكرك الأردنيّة إلى العصر الحديدي نحو سنة 1200 قبل الميلاد، وتَعاقَبَ عليها المؤابيّون والأشوريون والأنباط واليونان والرومان والبيزنطيون.


http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...ges/city52.gif


كان للمدينة تاريخ حافل مع صلاح الدين الأيوبي الذي حارب الملك أرناط، وكانت أهمية الكرك في ذلك الحين أنها كانت تحمي القدس لمَا لموقعها الإستراتيجي من دَورٍ في الحيلولة دون اللقاء بين عرب الشام وعرب مصر ولكونها محطة مراقبة على طريق الحجّاج. وكان ملكها أرناط محاربًا شرسًا مغامرًا، وقد وجّه صلاح الدّين ثلاث حملات للكرك حتى تمّكن في عام 1188 من احتلال القلعة الحصينة. وكان أرناط متحصنًا فيها ويخشى الخروج، لكنّه في معركة حطين وقع أسيرًا فضربه صلاح الدّين بسيفه ولقي حتفه.
ازدهرت مدينة الكرك في عهد الدولة الأيّوبية أيّما ازدهار فتجدّدت أبواب القلعة وترمّمت أسوارها وأعيد بناء قراها ونمت زراعتها.
بقيت الكرك تنعم بالإزدهار والطمأنينية على الرّغم من الخلافات التي اشتدّت بين السّلاطين الأيوبييّن. وعندما تعرّضت المنطقة لغزو المغول واحتل الظاهر بيبرس الكرك، اعتنى بها وحفر خنادق جديدة حول المدينة وقلعتها، فعاشت الكرك مجددًا حياةً هادئةً إلى أن احتلّها العثمانيون في عام 1516. ونظرًا لبعدها عن السُّلطة المركزية العثمانية، تخاصمت قبائلها فيما بينها على التحكم والسيطرة. وعاشت الكرك إبان الحكم التركي فترة من التّحكم البغيض.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 04:24 AM

http://www.friendsoflight.com/forum/...0&d=1101488831

المدرج الروماني

يعتبر المدرج الروماني من أعظم معالم مدينة عمّان الأثرية، ومن أضخم المدرجات الرومانية الباقية في بلاد الشام. بناه الإمبراطور أنطونيوس بيوس (138- 161 م) على أحد التلال المقابلة لقلعة عمّان. بني المدرج على شكل نصف دائري من حجارة ضخمة وقسمت قواعده إلى ثلاثة أقسام عرضية تفصل بين كل طبقة وأخرى عتبة تقارب المترين. كما يتخلل الطبقات ممرات يبلغ عددها ثمانية. وكذلك زود المدرج بثلاثة مداخل ضخمة، وهي المداخل التي تفضي إلى شارع الأعمدة. ويتسع هذا المدرج لحوالى عشرة آلاف متفرج. وقد أقيم في موضع تزحف إليه الظلال بعد الظهيرة بوقت قصير، مما يسهل إقامة الحفلات عليه بين ساعات العصر الباكرة في فصل الصيف.

كانت تقام فيه الحفلات العامة والمسرحيات والتمثيليات من أجل تسلية المواطنين الرومان ونشر الوعي والثقافة بينهم. أما شارع الأعمدة الذي يفضي إليه المدرج من بواباته الثلاث، فقد كان سابقا يمتد من مسافة 800 متر من جنوب المسجد الحسيني إلى نقطة تقع بالقرب من جسر رغدان الحالي، بعرض ثمانية أمتار ونصف المتر. وكانت الأعمدة تحيط به على الجانبين ويعلوها تيجان كورنثية. وكانت لهذا الشارع بوابة شرقية. ولم يبق لهذا الشارع أي أثر سوى بعض الأمتار بجانب المدرج الروماني.





http://www.arabna.info/vb/data:image...Y42m+PY9iT/9k=

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 04:30 AM




المهدية

تقع مدينة المهدية على السـاحل الشرقي بوسط البلاد التونسية وهي عبـارة عن شبه جزيرة يحيطهـا البحر من ثلاث جهـات، وتتصل بالبر من الجهة الغربية بواسطة برزخ محدود الأبعاد، تتميّز المدينة بمنـاخها المعتدل الذي يخضع لتأثير التيـارات الهوائية البحرية وخاصة تلك المتأتية من جهة الشمال. يعتمد النشـاط الاقتصـادي بجهة المهدية أساسا على الفلاحة والصيد البحري والسيـاحة بفضل الشريط السـاحلي الذي يمتد على 12 كلم.

http://www.sites-tunisie.org.tn/ar/i..._Zouila_01.JPG
تعتبر مدينة المهدية ثاني عواصم الخلافة بإفريقية ولئن عرفت فترات تـاريخية متعـاقبة منذ القدم فـإن الغموض يكتنف تـاريخ هذه المدينة قبـل العهد الفـاطمي رغم تنوع الآثار الموجودة بالجهة من ناحية البرّ والبحر والتي تشير إلى وجود تجمع سكني بالمنطقة منذ الفترة البونية.

وقد امتدت الحقبة التـاريخية التي ميزت المدينة منذ تـأسيس الفـاطميين لهـا وجعلهـا عـاصمة للخلافة الفـاطمية سنة 308هـ./920م، حيث اتخذهـا الخليفة الأول عبيد الله الفـاطمي عـاصمة لموقعهـا الجغرافي المميز فهي تطل على البحر من ثلاث جهـات جعلت من المدينة حصنـا منيعـا قادرا على التصدي للغزوات الخـارجية وجعلتهـا مركزا تجـاريا هـامـا بالحوض المتوسط.

بعد خروج المعز لدين الله الخليفة الفـاطمي إلى مصر سنة 360هـ./970م، وتـأسيس مدينة القـاهرة حكم الصنهـاجيين إفريقية ولكنهم تـألبوا فيمـا بعد على الفـاطميين فانتقم هؤلاء منهم وأرسلوا إليهم القبـائل الهلالية التي ساهمت في نشر قدر كبير من الفوضى، ومنذ ذلك التـاريخ توالت الحملات ضد المدينة من الأساطيل الأوروبية وخاصة الإسبانية حيث تراوحت حال المدينة بين السقوط والاسترداد وقد انتهى كل ذلك بتدميرها وحرقهـا من طرف الإسبان في 1555م. وقد فقدت بذلك أهميتها كعـاصمة إلى أن قامت العناصر التركية بإعـادة إعمـارها من جديد حيث أعطتهـا طابعـا جديدا تحولت بموجبه إلى مدينة نـشطة يتعـايش فيهـا المسلمون والمسيحيون واليهود ويرتكز اقتصـادها على قطـاعات متعدّدة.
وفي فترة الحمـاية الفرنسية للبلاد التونسية ساهمت المهدية في الحركة الوطنية والكفاح وأنجبت ثلة من المناضلين وشاركت في فترة الاستقلال في بناء تونس الحديثة، وعرفت فيما بعد نقلة نوعية على جميع المستويات منذ التغيير المبارك جعلت من المدينة قبلة الزوار من الداخل والخارج وجعلتها من أجمل مدن المتوسط.
http://www.sites-tunisie.org.tn/ar/i...Ottoman_01.JPG
مثل المدينة العتيقة بالمهدية عاملا من عوامل تطور السياحة بالمنطقة وذلك لثراء مخزونها التراثي والتاريخي والثقافي، هذا إلى جانب اختلاف الأنشطة بهذه المدينة ومدى مواكبتها للتنمية التي تشهدها المهدية في مختلف مراحلها، ومساهمتها في استقطاب الوافدين على المدينة باعتبارها مسلكا سياحيا فريدا من نوعه.
فثراء المعالم الأثرية دليل على تعاقب الحضارات بالمدينة وتنوعها مما دفع بالبلدية إلى دعم مجهودات ترميم الآثار وصيانتها، كما تتميز المدينة العتيقة بطابع معماري مميز من حيث تنوع أشكال المعمار التقليدي ويرجع السبب في ذلك إلى اختلاف الوافدين قديما من مختلف الأصقاع.
إن المتأمل في المدينة العتيقة يلاحظ نوعا خاصا من التقسيم الحضري فهي شبه جزيرة تتوسطها الأحياء السكنية. ويربط التجمعات السكنية والمدينة الحديثة الحي التجاري أو ما يطلق عليه السوق العربي أما المنطقة الثالثة المتبقية فهي المقبرة البحرية. ويقطن التجمعـات السكنية قرابة 5500 سـاكن تختلف أنشطتهم بين صيـادين وفلاحين وموظفين، ويبقى الصيد البحري من أهم النشـاطات في المدينة من حيث عدد المشتغلين في هذا القطـاع وارتبـاطه بالحيـاة اليومية لكـافة متسـاكني المنطقة إذ يعتبر مورد الرزق الرئيسي لعدد كبير من العـائلات.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 04:31 AM

تابع مدينة المهدية :

المهديـة
تقع مدينة المهدية الأثرية على يسار ضفة نهر سبو، حوالي 30 كلم شمال شرق مدينة سلا المغربية، وهي مدينة بنيت فوق منحدر صخري ولا زالت أطلال أسوارها بارزة لحد الآن على الساحل الأطلنتي.
تاريخ هذه المدينة لا زال يلفه الغموض. بعض المؤرخين اعتبروا الموقع ثغراً قرطاجياً يرجع إلى القرن الخامس ق م، والبعض الآخر يرجع تاريخ تأسيسها إلى بني يفرن. وما عدا هذا، فالمدينة أو منطقة المعمورة لم يرد ذكرها إلا في عهد الموحدين خلال القرن الثاني عشر الميلادي حيث قام عبد المؤمن ببناء 120 مركباً في هذه المنطقة. ومنذ هذه الفترة، انتقلت المدينة إلى مكان تبادل تجاري صغير حيث تتم الإتفاقات والمبادلات التجارية مع الأوروبيين.
هذا التطور لم يدم طويلاً، إذ تم تدمير المدينة خلال النزاع الذي نشب بين السعيد وأبو سعيد عثمان المريني.
في سنة 1515م، نزلت القوات البرتغالية بالمنطقة من أجل بناء قصبة عند مصب نهر سبو وقد تمكن محمد السعدي من محاصرة المدينة وطرد البرتغاليين. في سنة 1614م، تمكن الإسبان من استعمار المدينة مــدة 67 سنــة وأطلقوا عليها اسم " سان ميكيل دو أولترامار". وبعد عدة محاولات تمكن السلطان العلوي المولى إسماعيل من الدخول إلى المدينة، وأصبحت منذ ذلك التاريخ تعرف بالمهدية. وكان يحكمها القائد علي الريفي الذي بنى باباً كبيراً ومسجداً وقصراً وحماماً وسجناً وعدة بنايات. حالياً هناك مجموعة من البنايات لا زالت بارزة داخل القصبة والتي تجسد أهمية الموقع، نذكر بالخصوص السور ثم بوابتين. ويعتبر الباب الواقع ناحية الشرق الأهم على المستوى الهندسي، حيث تم بناؤه بالحجر بطريقة متناسقة تذكرنا بأبواب مدينة سلا وأبواب مدينة الرباط الكبيرة.
بالإضافة إلى هذه البنايات، تضم المهدية بعض البنايات الأخرى ذات الطابع الهندسي المتميز نذكر منها منزل القائد الريفي الذي بني خلال القرن السابع عشر الميلادي، وحماماً خاصاً ذا نمط إسباني – موريسكي، ومخازن مياه ثم سجناً ومسجداً وكذلك مجموعة من الفنادق و المحلات.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 04:38 AM

إنطـاكية

إنطاكية مدينة سورية قديمة أصبحت منذ 1939 جزءاً من تركيا. تقع على نهر العاصي وتبعد حوالى 40 كيلومتراً
http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity37.jpg

عن البحر الأبيض المتوسط

و20 كيلومتراً عن الحدود السورية. وهي ترتبط بسلسلة من الطرق الواسعة تصلها بميناء الإسكندرون الذي يبعد عنها 60 كلم وعن حلب 110 كيلومترات. يسكنها الآن حوالى مئتي ألف نسمة.

أسس سلوقس الأول أحد كبار ضباط الإسكندر مدينة إنطاكية سنة 301 ق.م. وأصبحت خلال فترة قصيرة محطة مهمة للقوافل البرية التي كانت تربط البحر بالداخل السوري والعراقي والفارسي. احتلها الرومان سنة 63 ق.م. وأعطوها اسم "انطيوخ" أو انطاكية وجعلوها عاصمة لولايتهم السورية آنذاك. وكان الفرس قد احتلوا المدينة قبل ذلك (260 ق.م.) وأعادوا احتلالها لمدة قصيرة سنة 526م. وبين التاريخين كانت إنطاكية قد خضعت للبيزنطيين (في القرن الرابع ميلادي) وسقطت سنة 637م بأيدي العرب. وكانت قد تعرض قبل 110 سنوات لهزة أرضية دمرت أكثر أجزائها وقضت على 250 ألف نسمة من سكانها.

أعاد البيزنطيون احتلالها عام 969م وجعلوها قاعدة عسكرية ومدنية متقدمة. وفي سنة 1084م احتلها السلاجقة الأتراك. غير أن حكمهم لها لم يدم سوى 14 سنة إذ اجتاحتها جيوش الصليبيين سنة 1098م بعد حصار دام ثمانية أشهر.

احتل المماليك إنطاكية سنة 1268م وهدموا بيوتها وذبحوا سكانها وحولوها إلى قرية صغيرة. ضُمّت سنة 1516م إلى الإمبراطورية العثمانية وظلت كذلك حتى سنة 1920م، عندما أعادتها عصبة الأمم المتحدة إلى سوريا التي كانت تخضع يومها إلى الانتداب الفرنسي وأصبحت إنطاكية عاصمة للواء الإسكندرونة. وفي سنة 1939م تنازلت فرنسا المنتدبة على سوريا عن اللواء المذكور والمدن والقرى التابعة له بما فيه مدينة إنطاكية إلى تركيا.

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity37a.jpg
اكتسبت إنطاكية قديماً ولا سيما في القرنين الرابع والخامس شهرة سياسية وثقافية ودينية. واعترف بها مجمع نيقية عام 325م، إلى جانب الإسكندرية وروما، بطريركية تدير شؤون مسيحيي المشرق. وكانت تنتمي ثقافياً إلى العالم الناطق باليونانية رغم أن الكثيرين من أهلها كانوا يتكلمون آنذاك الآرامية. وبهذا الدور جمعت إنطاكة بين التراث المسيحي اليوناني في الشرق الأوسط والتراث الآرامي السرياني الذي برز في مدرسة الرها ونصيبين. وكان لهذا الدور تأثيره الكبير خلال الفترة التي امتدت بين القرن الرابع والسابع للميلاد.

طورت انطاكية تراثها الليتورجي المميز وجعلته في أساس العوامل التكوينية للتراث الليتورجي الذي اعتمد في القسطنطينية. وأصبحت في وقت من الأوقات ملتقى الكتّاب والدارسين وبرز فيها مشاهير مسيحيين مثل يوحنا الذهبي الفم وديودوروس وثيودورس المصيصي وثيودوريت وجميعهم من أعلام المؤلفين المسيحيين في القرنين الرابع والخامس ميلادي.

وعلى الصعيدين السياسي والاقتصادي، فقد كان لإنطاكية مركزاً مهماً جداً في زمن اليونان والرومان والبيزنطيين. وكانت تضم آنذاك ثلاث وحدات مدنية: انطاكية ودفني حيث أقامت العائلات الغنية وسلوقيا بيريا حيث كان المرفأ. وبنى فيها الرومان هياكل عظيمة ومسارح وقصوراً ورصفوا الشوارع ومدّوا شبكات المياه والصرف الصحي.

انطاكيا الحالية تعتمد على الزراعة بنوع خاص. فهي تنتج القطن والقمح والأرز والعنب والزيتون والخضار. أما صناعتها فهي أشبه بالحرفية تنتج الحرير والصابون والجلد والخيوط القطنية.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 04:43 AM

أبو سمبل



أبو سمبل موقع أثري في مصر في بلاد النوبة السفلى، قرب الحدود السودانية، على بعد280 كم إلى الجنوب الغربي من أسوان. وهو جرف جبلي من الصخر الرملي الضارب إلى الحمرة، ينتصب بشموخ على الضفة الغربية للنيل (هو الآن على الشاطئ الغربي لبحيرة ناصر وراء السد العالي)، أُنشئ فيه لرعمسيس الثاني، ثالث فراعنة الأسرة المصرية التاسعة عشرة، معبدان محفوران في قلب الصخر، إعماراً للنوبة وتعزيزاً للسيادة المصرية عليها وترسيخاً لربوبيته وتخليداً للنصر على الحثيين في قادش، وقد أُنجز هذان المعبدان نحو سنة 1206 ق.م وكانا من أعظم معابد مصر القديمة. ويسميان في العادة «معبد أبو سمبل الكبير» و«معبد أبو سمبل الصغير» وكلاهما أكثر سعة وفخامة من كل المعابد الصخرية المصرية في كل العصور، «يروعان بقوة عمارتهما وحسن نسبهما وضخامة تماثيلهما وجمال ما يحلي جدرانهما من نقوش».
المعبد الكبير
كان هذان المعبدان موضع تحسين ودراسة منذ مطلع القرن التاسع عشر

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...stcity68a2.jpg

وتبين نتيجة الدراسة أن المعبد الكبير مخصص لرعمسيس الثاني الموحَّد مع الرَّبيْن أمون رع، ورع حور اختي (الشمس البازغة). أما الصغير فهو مخصص لنفرتاري زوجة رعمسيس الثاني موحَّدة مع الربة حتحور.

يبلغ ارتفاع واجهته 33م وعرضها 38م، ويدخل المعبد في الصخر مسافة 63م. نُحتت في الواجهة أربعة تماثيل عملاقة لرعمسيس مجسِّداً الأرباب، ويبلغ طول كل من التماثيل 20م. والقسم العلوي من أحدها مكسور. وعلى الرغم من ضخامة هذه التماثيل فقد أبدع المثّال في نحت ملامح الوجه الوسيم، والابتسامة الرقيقة التي تستقبل الشمس المشرقة. وفوق التماثيل نطاق نقشت فيه أسماء رعمسيس الثاني وألقابه «المؤلَّه والمولود من الشمس والمختار منها». ويأتي فوق ذلك إفريز من الأفاعي المقدسة، ويليه إفريز منحوت يمثل قردة على نسق واحد، ترفع أذرعتها مهللة للشمس المشرقة. وفوق البوابة التي تتوسط الواجهة تمثال للرب رع حور اختي. وبجانب أرجل التماثيل العملاقة أو بينها تماثيل أسرة الملك (أمه وزوجته المحبوبة نفرتاري وأولاده).
يصل المرء من البوابة إلى قاعدة معمّدة فيها ثمانية تماثيل – حاملة بارتفاع 10م، تمثل رعمسيس على هيئة الرب أوزيريس رب العالم الأسفل والشمس الغاربة، وزين السقف بالصقور المبسوطة الأجنحة والنجوم. وعلى جدران قاعدة الأعمدة نحتت مناظر تمثل مراحل معركة قادش. وتلي القاعة المعمَّدة قاعة أصغر منها وفيها أربعة أعمدة مربعة نحتت عليها مشاهد تمثل رعمسيس الثاني مع الأرباب. وفي جنبات هذه القاعدة عدة غرف لحفظ القرابين. وبعد ذلك حجرة قدس الأقداس وفي صدرها تماثيل أربعة: لبتاح رب منفيس، وأمون رع رب طيبة، ولرعمسيس، ثم للرب رع حور اختي رب مدينة أون (هليوبوليس). يدخل أول شعاع من أشعة الشمس المشرقة لقدس الأقداس، مضيئاً التماثيل ومخرجاً الفرعون من الظلمات، مرتين في كل عام (20 شباط و20 تشرين الأول).
المعبد الصغير
يقع على نحو 150 م إلى الشمال من المعبد الكبير. واجهته مزينة بستة تماثيل، أربعة منها لرعمسيس الثاني والآخران لزوجته الملكة العظمى نفرتاري الموحدة مع الربة حتحور.



يعبر المرء من المدخل إلى قاعة معمَّدة، يزين أعمدتها من الأمام رأس الربة حتحور «الطيبة» وعلى بقية الجوانب مشاهد للملك والملكة ومختلف الأرباب. أما الجدران فهي حافلة بمناظر من حياة الملك، ومنها مشاهد تحكي قيامه مع نفرتاري بتقديم القرابين من الزهور والأطعمة والأِشربة. وتلي هذه القاعة قاعة ثانية يوجد على جدرانها أيضاً مشاهد تمثل الملك وزوجته في حضرة الأرباب. وأخيراً يصل المرء إلى قدس الأقداس فيقابل في الصدر تمثالاً للربة حتحور.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 04:54 AM

أبواب قسنطينة
كانت المدينة محصنة بسور تتخله سبعة أبواب، وبعضهم يقول ستة، تغلق جميعها في المساء وهي:

باب الحنانشة: الذي يسمح بالخروج من شمال المدينة عبر وادي الرمال، ويؤدي إلى الينابيع التي تصب في أحواض مسبح سيدي مسيد.
باب الرواح: يمتد عبر سليم مثير للدوار، ويؤدي إلى الناحية الشمالية من وادي الرمال ويوصل هذا الباب إلى منابع سيدي ميمون التي تصب في المغسل.

باب القنطرة: يصل المدينة بالضفة الجنوبية لوادي الرمال.
باب الجابية: ينفتح على الطريق الممتد إلى سيدي راشد ويقع على ارتفاع 510م.

باب الجديد: يقع شمال ساحة أول نوفمبر، هدم سنة 1925.
باب الواد " أو باب ميلة": يسمح بالوصول إلى روابي كدية عاتي، وقد كان يوجد بمكان قصر العدالة حاليا.
لقد كانت هذه الأبواب تقوم بوظيفة التحصين للمدينة ضد الغرباء وبدأت تختفي بالتدريج إلى أن أزال الاحتلال الفرنسي أثارها كلية. نصب الأموات يعود بناؤه إلى سنة 1934 وقد شيد تخليدا لموتى فرنسا الذين سقطوا في الحرب العالمية الأولى ومن سطحه يستطيع الزائر أن يمتع ناظريه ببانوراما عجيبة لمدينة قسنطينة، أقيم عليه تمثال النصر الذي يبدو كطائر خرافي يتأهب للتحليق. ومن خصوصيات هذا النصب أنه يقع تماماً في منتصف المسافة بين الجزائر العاصمة وتونس، ويوجد قبالته تمثال" مريم العذراء" والمسمى "سيدة السلام".

تتميز المدينة القديمة بكونها مبنية على صخرة الغرانيت القاسي، مما أعطاها منظراً فريداً يستحيل أن يوجد مثله عبر العالم في أي مدينة.

للعبور من ضفة إلى أخرى شُيّد عبر العصور عدة جسور، فأصبحت قسنطينة تضم أكثر من 8 جسور بعضها تحطم لانعدام الترميم، و بعضها مازال يصارع الزمن، لذا سميت قسنطينة مدينة الجسور المعلقة.

يمر وادي الرمال على مدينة قسنطينة القديمة و تعلوه الجسور على ارتفاعات تفوق 200 متر.





التاريخ
بدأ تاريخ المنطقة مع قدوم البربر و انتظامهم في قبائل. أطلق الإغريق عليهم اسم الليبيين، النوميديين.وينسب تأسيس قسنطينة إلى التجارالفينيقيين.كان أسمها القديم هو (قرتا) ويعني بالفينيقية (القرية أو المدينة) وكان القرطاجيون يسمونها(ساريم باتيم).

اشتهرت "سيرتا" -الإسم القديم لقسنطينة - لأول مرة عندما اتخذها ماسينيسا ملك نوميدية عاصمة للمملكة. عرفت المدينة بعدها حصار يوغرطة الذي رفض تقسيم مملكة أبيه إلى ثلاثة أقسام، بفضل دعم الرومان و بعد حصار دام خمسة أشهر اقتحم تحصينات المدينة و استولى عليها. عادت سيرتا لتحيا مجداً جديداً مع يوغرطة ملك نوميدبة الجديد و الذي استطاع أن يتفادى انقسام المملكة إلى ممالك.

دخلت المدينة بعدها تحت سلطة الرومان. أثناء العهد البيزنطي تمردت سنة 311 م. على السلطة المركزية فاجتاحتها القوات الرومانية من جديد و أمر الإمبراطور ماكسينوس بتخريبها.

أعاد الإمبراطور قسنطنطين بناءها عام 313 م. و اتخذت اسمه و صارت تسمى القسطنطينة أو قسنطينة. عرفت ابتداء من سنة 429 م غزوات الوندال، ثم استعادها البيزنطيون.

مع دخول المسلمين المغرب عرفت المدينة نوعاً من الإستقلال فكان أهلها يتولون شؤونهم بنفسهم و حتى القرن التاسع. عرفت المنطقة قدوم القبائل الهلالية، وفي القرن العاشر و طغت بعدها اللغة العربية على أهالي المنطقة.

دخلت المدينة في عهدة الزيريين ثم الحماديين أصحاب القلعة و بجاية. استوطن المدينة الأندلسيون كما استقرت بها جالية يهودية ،وتعامل معهم أهل المدينة بالتسامح. وجدير بالذكر أن قدوم اليهود كان بعد سقوط الأندلس التي كانوا يعيشون فيها بسلام في ظل الحكم الإسلامي، ثم طردهم المسيحيون المتعصبون للكنيسة الكاثوليكية في روما بعد سقوط آخر حكام الأندلس.

و منذ القرن الثالث عشر انتقلت المدينة إلى حوزة الحفصيين أصحاب تونس و بقيت في أيديهم حتى دخول الأتراك الجزائريين.

قبل استقرارهم نهائياً في المنطقة حاول الأتـراك العثمانيين احتلال المدينة مرات عدة، و كانوا دوماً يصطدمون بمقاومة الحفصيين. سنة 1568 م. قاد الداي محمد صالح رايس حملة على المدينة، و استطاع أن يستولي عليها من غير قتال. و دانت له البلاد بعد أن طرد عبد المومن زعيم الحفصيين و معه قبيلة أولاد صاولة.

تم اختيار قسنطينة لتكون عاصمة بايليك الشرق. قام صالح باي (1771-1792 م.) بتهيئة المدينة و أعطائها طابعها المميز.من أهم أعماله بناء جامع و مدرسة القطانية. و مدرسة سيدي لخضر و التي عني فيها بتدريس اللغة العربية. كما قام بإنشاء حي خاص لليهود بعد كانوا متوزعين في أنحاء المدينة.

سنة 1830 م، و مع احتلال الجزائر من طرف الفرنسيين رفض أهالي المدينة الإعتراف بسلطة الفرنسيين. قاد أحمد باي الحملة و استطاع أن يرد الفرنسيين مرتين في سنتين مختلفتين في معارك للاستيلاء على القنطرة، التي كانت تمثل بوابة الشرق. عام 1837 م، استطاعت الحملة الفرنسية بقيادة دوموريير عن طريق خيانة من أحد سكان المدينة اليهود (حيث استطاع الفرنسيون من التسلل إلى المدينة عبر معابر سرية توصل إلى وسط المدينة)، و عن طريق المدفعية أيضاً من إحداث ثغرة في جدار المدينة. ثم حدث الإقتحام، و اصطدم الجنود الفرنسيون بالمقاومة الشرسة للأهالي و اضطروا لمواصلة القتال في الشوارع و البيوت. انتهت المعركة أخيراً بمقتل العديد من الأهالي، واستقرار المحتلّين في المدينة بعد عدة سنوات من المحاولات الفاشلة. استطاع الباي أحمد و خليفته بن عيسى الفرار إلى الجنوب.


المعالم والآثار
توجد بولاية قسنطينة عدة معالم وآثار اهمها:

- مقابر عصر ما قبل التاريخ: كانت مقابر أهالي مدينة قسنطينة على قدر كبير من الفخامة، تقع بقمة جبل، سيد مسيد، في المكان المسمى "نصب الأموات".

كما اكتشفت قبور أخرى تقع تحت "كهف الدببة" وأخرى ناحية "بكيرة"، كما توجد مقابر أخرى بمنطقة "الخروب" بالمواقع المسماة "خلوة سيدي بو حجر" قشقاش، وكاف تاسنغة ببنوارة وتوعد كلها إلى مرحلة ما قبل التاريخ.

- المقبرة الميغاليتية لبونوارة: على بعد 32 كلم عن قسنطينة، وعلى الطريق الوطني رقم 20 المؤدي باتجاه فالمة تقع المقبرة الميغاليتية لبونوارة على المنحدرات الجنوبية الغربية لجبل "مزالة" على بعد 2 كلم شمال قرية بونوارة.

وتتكون هذه الدولمانات "dolments" من طبقات كلسية متماسكة تعود إلى عصر ما قبل التاريخ، ويبدو أن عدداً كبيراً منها قد تعرض للتلف والاندثار.

يشار إلى أن النموذج العام لهذه المعالم التاريخية يكون على شكل منضدة متكونة من أربع كتل صخرية عمودية وطاولة، مشكلين بدورهم غرفة مثلثة الشكل وعادة ما يكون الدولمان محاطا بدائرة من حجارة واحدة، وفي بعض الأحيان من دائرتين أو ثلاث أو أربع، وقد كان سكان المنطقة القدامى يستعملونها لدفن موتاهم بهذه الطريقة المحصنة التي يبدو أنها قد استمرت إلى القرن الثالث ق.م.

- كهف الدببة: يبلغ طوله 60 م ويوجد بالصخرة الشمالية لقسنطينة.

كهف الأروي: يوجد قرب كهف الدببة ويبلغ طوله 6 م ويعتبر كلا الكهفين محطتين لصناعات أثرية تعود إلى فترة ما قبل التاريخ.
ماسينيسا وضريح بالخروب: على بعد 16 كلم جنوب شرق قسنطينة يقع ضريح ماسينيسا وهو عبارة عن برج مربع، تم بناؤه على شكل مدرجات به ثلاثة صفوف من الحجارة وهي منحوتة بطريقة مستوحاة من الأسلوب الإغريقي- البونيقي وقد نسب هذا الضريح لماسينيسا الذي ولد سنة 238 ق.م وتوفي سنة 148 ق.م، حمى هذه المنطقة لمدة 60 سنة ويعود له الفضل في تأسيس الدولة النوميدية، كما أسهم في ترقية العمران وتطوير الزراعة بالمنطقة وأسس جيشاً قوياً.
ضريح لوليوس: يقع ضريح لوليوس في جبل شواية بالمكان المسمى "الهري" على بعد حوالي 25 كلم شمال غرب قسنطينة، غير بعيد عن "تيدس" له شكل أسطواني، بني من حجارة منحوتة وشيدّ من طرف "ك لوليوس إبريكيس " حاكم روما آنذاك تخليدا لعائلته.
تيديس: تقع على بعد 30كلم إلى الشمال الغربي من قسنطينة وتختفي في جبل مهجور، كانت لها قديماً أسماء عدة مثل: "قسنطينة العتيقة"، "رأس الدار" كما سميت أيضا "مدينة الأقداس" نظراً لكثرة الكهوف التي كان الأهالي يتعبدون بها، ويبدو أن اسمها الحالي "تيديس" هو اسم محلي نوميدي، أما الرومان فأعطوها اسم castelli respublica tidditanorum.
ومعنى "كاستيلي" هو المكان المحصن، ومعنى "روسبيبليكا" أي التمتع بتنظيمات بلدية، وقد كان دور هذه المدينة هو القيام بوظيفة القلعة المتقدمة لحماية مدينة سيرتا من الهجمات الأجنبية.

ولا تزال آثار الحضارات التي تعاقبت على "تيديس" شاهدة إلى اليوم بدءا بعصور التاريخ، فالحضارة البونيقية، الحضارة الرومانية، الحضارة البيزنطية إلى الحضارة الإسلامية


ويتجلى عصر ما قبل التاريخ في مجموعة من القبور تسمى "دولمن" ومعناها" المناضد الصخرية"، وكذا مقبرة قديمة تقع على منحدر الجانب الشمالي وتجمع عدداً من المباني الأثرية الدائرية المتأثرة بطريقة الدفن الجماعي والتي تسمى "بازناس" وتدل النصب والشواهد الموجودة على العصر البونيقي، فيما يتجلى الطابع الروماني في المناهج المتعلقة بنظام تخطيط المدن.

باب سيرتا: هو معلم أثري يوجد بمركز سوق بومزو ويرجح أنه كان معبداً، ويعود تاريخ اكتشافه إلى شهر حزيران من عام 1935، وحسب بعض الدراسات فإن هذا المعبد قد بني حوالي سنة 363م.
الأقواس الرومانية: توجد بالطريق المؤدي لشعاب الرصاص، وكان الماء المتدفق بهذه الأقواس يمر من منبع بومرزوف ومن الفسقية (جبل غريون) إلى الخزانات والصهاريج الموجودة في كدية عاتي بالمدينة، وهذا المعلم هو من شواهد الحضارة الرومانية.
حمامات القيصر: ما زالت أثارها قائمة إلى اليوم، وتوجد في المنحدر بوادي الرمال، وتقع في الجهة المقابلة لمحطة القطار، غير أن الفيضانات قد أتلفتها عام 1957، وقد كانت هذه الحمامات الرومانية تستقطب العائلات والأسر، للاستحمام بمياها الدافئة والاستمتاع بالمناظر المحيطة بها، خاصة في فصل الربيع.
إقامة صالح باي: هي منتجع للراحة، يقع على بعد 8 كلم شمال غرب قسنطينة، وقد كان من قبل منزلاً ريفياً خاصاً، قام صالح باي ببنائه لأسرته في القرن 18، لينتصب بناية أنيقة وسط الحدائق الغناء التي كانت تزين المنحدر حتى وادي الرمال، وتتوفر الإقامة على قبة قديمة هي محجّ تقصده النساء لممارسة بعض الطقوس التقريبية التي تعرف باسم "النشرة".
قصر أحمد الباي: يعد قصر الباي إحدى التحف المعمارية الهامة بقسنطينة وتعود فكرة إنشائه إلى "أحمد باي" الذي تأثر أثناء زيارته للبقاع المقدسة بفن العمارة الإسلامية وأراد أن يترجم افتتانه بهذا المعمار ببناء قصر، وبالفعل انطلقت الأشغال سنة 1827 لتنتهي سنة 1835. يمتد هذا القصر على مساحة 5600م مربع، يمتاز باتساعه ودقة تنظيمه وتوزيع أجنحته التي إلى عبقرية في المعمار والذوق معا.
تعرض طيلة تاريخه إلى عدة محاولات تغيير وتعديل، خاصة أثناء المرحلة الاستعمارية حيث حاولت الإدارة الفرنسية إضفاء الطابع الأوروبي على القصر بطمس معالم الزخرفة الإسلامية والقشاني (سيراميك). أما الريازة المعمارية للقصر فقد حورت كثيراً عن أصلها الإسلامي بعد الاحتلال الفرنسي للمدينة وأصبحت عبارة عن خليط من الريازات المعمارية، ومع ذلك فإن الهوية الأصلية للقصر ظلت هي السائدة والمهيمنة على كل أجزائه وفضائاته الرائعة، وإن الزائر له سيستمتع بنقوشه وزخرفته وتلوينات مواده التي تحيل إلى مرجعية معمارية ضاربة في الأصالة والقدم. المدينة القديمة تضفي المدينة القديمة بدروبها الضيقة وخصوصية بناياتها طابعا مميزاً، وتجتهد ببيوتها المسقوفة وهندستها المعمارية الإسلامية في الصمود مدة أطول، ملمحة إلى حضارة وطابع معماري يرفض الزوال. وتعتبر المدينة القديمة إرثا معنوياً وجمالياً يشكل ذاكرة المدينة بكل مكوناتها الثقافية والاجتماعية والحضارية. وقد عرفت قسنطينة كغيرها من المدن والعواصم الإسلامية الأسواق المتخصصة، فكل سوق خص بتجارة أو حرفة معينة، وما زالت أسواق المدينة تحتفظ بهذه التسميات مثل: الجزارين، الحدادين، سوق الغزل، وغيرها. هذا إلى جانب المساحات التي تحوط بها المنازل والتي تسمى الرحبة، وتختص معينة مثل رحبة الصوف ورحبة الجمال. أما الأسواق الخاصة بكل حي من أحياء المدينة، فإنها كانت تسمى السويقة، وهي السوق الصغير، وما يزال حيا للمدينة القديمة إلى اليوم يسمى "السويقة".


http://static3.bareka.com/photos/med...pendu-sidi.jpg

الرحبات والأسواق
تعتبر الرحبة ذلك المكان الواسع الذي يستعمل لأغراض تجارية، حيث تباع فيها مختلف السلع والبضائع كالملابس، الأقمشة وغيرها. عرفت قسنطينة قديما عدة رحبات منها ما يزال قائما حتى اليوم ومنها ما تحول إلى مباني وطرقات ك"رحبة الزرع" التي كانت تتوسط المدينة وتقام فيها عدة نشاطات تجارية كبيع الحبوب، التمور والزيوت، ومن الرحبات المعروفة في قسنطينة قديما نذكر "رحبة الشبرليين"، "سوق الخرازين"، س"سوق العطارين"، "سوق الصاغة"، و"سوق الصباغين" وغيرها... وحاليا لا تزال بعض الرحبات موجودة مثل " "رحبة الصوف" التي تحولت اليوم إلى سوق لبيع الخضر والفواكه والأواني وبعض الأغراض المنزلية، أما "رحبة الجمال" التي يذكر المؤرخون أنها كانت مبركا للقوافل التي تأتي من مختلف الانحاء محملة بالبضائع، فقد أصبحت اليوم سوقاً لبيع الملابس ومكاناً مفضلاً للمطاعم الشعبية الشهية بوجباتها، وهناك"سوق العصر" الذي كان قبلا يسمى "سوق الجمعة" ويشتهر بتنوع خضره وفواكهه وباللحوم والأقمشة وعادة ما تكون أسعار هذا السوق معتدلة مقارنة مع بقية الأسواق. ومن أهم أسواق المدينة أيضا في الوقت الحالي نذكر: سوق بومزو: يعد من أهم الأسواق ويعود تاريخ بنائه إلى عهد الوجود الفرنسي، يقع بمحاذاة ساحة أول نوفمبر ويعرف يوميا حركة نشيطة. سوق بن بطو: ويعتبر من اقدم الأسواق، ونظرا لموقعه المتميز بشارع بلوزداد وجودة السلع والبضائع التي يعرضها فهو يستقطب الكثير من ربات البيوت.

الحمامات
لا تزال حمامات مدينة قسنطينة التي يعود تاريخ بنائها إلى العهد العثماني محافظة على شكلها وهندستها ووظيفتها، ويبلغ عددها حوالي 20 حماماً ما زال سكان المدينة يقصدونها ويفضلونها على الحمامات العصرية، ولعل أول حمام بناه الأتراك كان حمام "ثلاثة" الكائن بحي الشط، ويطلق عليه أيضا اسم حمام "لهوا" كونه بني فوق المنحدر أما سبب تسميته بحمام "ثلاثا" فلأنه كان الوحيد الذي حدد سعره بثلاثة "صوردي" بينما حدد في الحمامات الأخرى بخمسة من بين حمامات قسنطينة المعروفة أيضا نذكر: - حمام دفوج: ويعد بدروه من أقدم الحمامات، وقرب غرفة الاستراحة به يوجد ضريح سيد دقوج. - حمام بولبزايم، يوجد بشارع الأربعين شريفا. - حمام بن حاج مصطفى وحمام بن شريف، يوجدان بالشط. - حمام أولاد سيدي الشيخ (يقع بالبطحاء).


مشاهير المدينة
عرفت قسنطينة بأنها مدينة العلم و العلماء فقد كانت و لازالت مهد العديد من العلماء و الأدباء و الفلاسفة و الأبطال نذكر من بينهم :

عبد الحميد بن باديس :من أكبر فقهاء الجزائر كان له دور كبير في الحفاظ على الهوية الجزائرية الإسلامية .
مالك بن نبي:مفكر و كاتب معاصر
مالك حداد:كاتب معاصر
ماسينيسا:ملك نوميديا
يوغرطة:ملك نوميديا
أحمد باي:أخر بايات قسنطينة قاوم الإستعمار الفرنسي و هزمه في عدة معارك
أحمد رضا حوحو: كاتب و أديب معاصر
حسيبة بولمرقة:بطلة عالمية و ألمبية في ألعاب القوى 1500م
رابح بيطاط:أحد رؤساء الجمهورية الجزائرية (1978-1979)
عبد الحميد براهيمي:أحد رؤساء الحكومة الجزائرية (1984-1988)
زيغود يوسف:أحد قياد ثورة التحرير
عبد الحفيظ بوصوف:مؤسس جهاز المخابرات الجزائرية
أحلام مستغانمي:كاتبة و أديبة معاصرة
كاتب ياسين : كاتب و أديب معاصر
عبد الحميد أبركان:رئيس المنظمة العالمية للصحة (1996-1998) و وزير سابق
عبد الحميد مهري:
عبد القادر المجاوي :
محمد بتشين:
مولود حمروش:أحد رؤساء الحكومة الجزائرية (1989-1991)
وهيبة بوحلايس:
سعيدي سياف بطل عالمي و ألمبي في ألعاب القوى 5000م


http://static3.bareka.com/photos/med...pendu-sidi.jpg



http://static3.bareka.com/photos/medium/343850.jpg






صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 05:00 AM

أسناف

أسناف اليمانية، هي إحدى القرى الكبرى في قبيلة اليمانية السّفلى من بطون قبيلة خولان الطيال المعروفة لدى المؤرّخين اليمنييّن القدماء بخولان العالية.

تقع قرية أسناف اليمنية على تلٍ صخريٍ يبعد 25كلم جنوب شرق العاصمة صنعاء، وتُشرف القرية على الطريق الإسفلتي الذي يربط العاصمة صنعاء بمدينة مأرب مرورًا بمدينة جحانة، إحدى محاور الإتّصال الرّئيسة بين سلسلة المرتفعات الجبلية والمناطق الشرقية في البلاد.
يُعتَبَر مسجد العبّاس من أهم المُنشآت التّاريخية والأثرية في قرية أسناف. بُنِيَ هذا المسجد جنوب الطريق الرئيسة، على تلٍ بُركانيٍ في الجهة الجنوبية المقابلة للقرية. ويعود تاريخ بناءه إلى سنة 1125م. وبناء هذا المسجد يُدهش ويفتن زائره بفخامة سقفه وجماله المُكوّن من مُصندقاتٍ خشبيةٍ غنيةٍ بزخارف هندسيةٍ ونباتيّةٍ منحوتةٍ ومرسومةٍ تزيّنها أوراق ذهبية. كما يتميّز هذا المسجد بجمال وروعة الأشرطة الكتابية التي تؤطّر جدران بيت الصلاة، وبأناقة شكل المحراب وزخارفه الجصية الملوّنة المُنفذة بداخل إطارٍ مستطيلٍ محاط بنقشٍ كتابيّ.
وكان في المسجد تابوت خشبيّ يُغطي قبر العبّاس وأصبح مزارًا للناس يتبرّكون به. ولكنّ التّابوت دُمّر واختفى في عهد الإمام أحمد حميد الدّين وأدّى تدميره إلى ضياع النّقوش الكتابية التّي كانت تُزيّنه.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 05:02 AM

أغمات

تقعُ هذه المدينة الأثرية بجَمعَة أغمات على بُعد 30 كلم من مراكش المغربية، على الطّريق المُؤدّية إلى أوريكة. ويتمّ الوصول إليها عبر طريقٍ غير معبّدة، طولها كيلومتران.

تُعتَبر مدينة أغمات الأثرية من أهم حواضر المغرب الإسلامي خلال العصر الوسيط الأعلى، إذ يصفها الجغرافيون العرب كقاعدةٍ إدريسيّةٍ مزدهرةٍ. وخلال القرن الحادي عشر، وصفها الجُغرافي أبو عبيد الله البكري بقوله: "ومدينة أغمات، مدينتان سهليتان إحداهما تُسمّى أغمات أيلان والأخرى أغمات وريكة. وبها مسكن رئيسهم، وبها ينزل التجار والغرباء. وأغمات أيلان.. بلد واسع تسكنه قبائل مصمودة في قصور وديار.. وبها أسواق جامعة...".
ونظرًا لهذه المكانة المُتميّزة كعاصمةٍ لإمارة مغراوة وزعيمها لقوت بن يوسف، استقرّ بها المُرابطون أثناء زحفهم نحو المناطق الشمالية ولم يبرحوها إلاّ بعد اتّخاذ قرار تشييد مدينة مراكش سنة 1062م. وفي عهد يوسف بن تاشفين اتّخذت أغمات مقرًا لإقامة ونفي ملوك الطّوائف بعد توحيد بلاد الأندلس.
تعرّضت أغلب مُكوّنات مدينة أغمات الأثرية إلى التّدمير والإندثار، ولم يبق منها إلاّ جزء من السور والحمّام الكبير وبعض المساكن والقنوات المائية. ففي الجهة الجنوبية الغربية للموقع، ترتفع بقايا سور مبنيّ بالحجارة والطابية تمتدّ على حوالى مائة مترٍ، ويتراوح سمِكها ما بين 1.90م و2.80م. ونظرًا لأهميّة الموقع، أُجرِيَ مسح جيوفيزيائي أبان عن طبقاتٍ أثريةٍ مُهمةٍ تبرز جلها الإمكانيات الهائلة التي يختزنها الموقع. إلاّ أنّ أهم ميزةٍ لفضاء الموقع تتمثل في تخطيطه الذي ارتبط في كل مكوّناته بالساقية الكبرى أو ساقية تاسلطانت التي تقسم الموقع إلى شطرين، وكذلك في وجود ثلاثة صهاريج مُربّعة الشكل وخطارات تؤكّد الإزدهار العمراني للمدينة ومكانتها كعاصمةٍ لإمارة مغراوة وحاضرةٍ لحوز مراكش.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 05:09 AM

أقدم كنيسة

هل إكتشف السجناء الفلسطينيون في سجن مجدو اقدم كنيسة في فلسطين ؟ .

تقع مجدو المعروفة بالعبرية بهرمجدون أي جبل مجدّو في الجزء الشمالي من فلسطين على مقربة من الناصره وتبعد عن حيفا الحديثة حوالى 32 كلم، حيث يتحدث الكتاب المقدس عن المعركة الفاصلة بين الخير والشر. وهي اليوم على مقربة من طريق سريع تحيط بها المزارع وفيها سجن صغير نزلاؤه من الفلسطينيين .

كان السجناء وعددهم 60 سجيناً يقومون بتنظيف ارض السجن تمهيداً لتوسيعه عندما

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...es/athar17.jpg

وجدوا لوحة عليها كتابات باليونانية . ولدى استدعاء علماء الآثار الاسرائليين وجد هؤلاء ان الكتابة اليونانية تشمل اسم السيد المسيح وان لوحة اخرى عليها رسم لسمكتين . وقد كانت السمكة الشعار الذي اتخذه المسيحيون الاوائل شعاراً لهم . فاستنتج العلماء ان اللوحتين كانتا في كنيسة بنيت في القرن الثالث الميلادي مما يجعلها أقدم كنيسة بنيت في الاراضي المقدسة .

شكك البعض بوجود هكذا كنيسة في القرن الثالث لأنه لم يُسمح للمسيحيين بناء مراكز عبادة حتى سنة 313 م ، أي في مطلع القرن الرابع ، حين سمح الامبراطور الروماني قسطنطين للمسيحيين باقامة الشعائر الدينية علناً . وكان المسيحيون حتى هذا التاريخ يقيمون صلواتهم سراً وفي اماكن عادية . وقال امين سلطة الآثار السابق الاسرائيلي جو زياس بأن الموقع ربما كان قصراً او بناء رومانياً قديماً حوّله المسيحيون لاحقاً الى كنيسة بعد ان استعملوه لسنوات مركزاً لصلواتهم الدينية سراً.

استغرق العمل للكشف على تفاصيل الموقع ثمانية عشر شهراً وظهرت النتائج الحاسمة في مطلع تشرين الثاني / نوفمبر 2005 . واللوحتان المشار اليهما محفوظتان بشكل جيد والكتابات المدونة على واحدة منهما واضحة ، وهي تقع فوق ارض البناء البالغ طوله عشرة امتار وعرضه خمسة امتار. وهي مرصوفة بالموزييك الحجري الاسود والبلاط الابيض بأشكال هندسية جميلة متناسقة . ويزين احدى اللوحتين رسم لسمكتين ، اي شعار المسيحيين الاوائل ، بينما تحمل اللوحة الثانية الكتابات اليونانية التي تذكر اسم يسوع المسيح بوضوح . وفي وسط الارضية جورة كبيرة يُعتقد ان المؤمنين استعملوها لاقامة الصلوات فيها .

في مكان آخر كتابات تقول " ان حبيب الله أكيتوس قدّم هذه اللوحة تذكاراً للرب يسوع المسيح ". وهناك كتابات مجاورة يقول في واحدة منها الضابط الروماني غيانوس انه دفع كلفة اللوحتين من جيبه الخاص . وقد اثارت هذه الاشارة شكوك بعض علماء الآثار مستغربين كيف ان ضابطاً رومانياً تجرأ ان يكشف عن دفعه كلفة اللوحة في وقت كانت السلطات الرومانية تمنع المسيحيين من الصلاة علناً.

يعترف المسيحيون ان اقدم الكنائس في الاراضي المقدسة هما كنيسة المهد التي بنيت حيث ولد المسيح و كنيسة القيامه حيث صلب المسيح ودفن . لذلك يتساءل بعض المؤرخين كيف أهملت الكنائس المسيحية كافة ومراجعها المتعددة ذكر كنيسة في مجدو هي اقدم من الكنيستين المذكورتين .. وسيظل هذا التساؤل مدار بحث لسنوات قادمة حتى تظهر حقيقة كنيسة مجدو . وبين اليوم وغدٍ عمدت السلطات الاسرائيلية الى ضم كنيسة مجدو الى لائحة المواقع الاثارية علها تستغلها في جلب السواح والفضوليين .
قامت مدينة مجدو على طرف سهل يزرعيل مشرفة على الممر الرئيس عبر تلال الكرمل. وقد وقعت هناك معارك عديدة بين الكنعانيين والعبرانيين. وقد تمكن العبرانيون من هزم ملك مجدو الكنعاني عند فتح كنعان وأعطيت المدينة لسبط منسّى. واختارها الملك سليمان لتكون إحدى مدنه الرئيسة المحصنة وبنى فيها اسطبلات لخيوله الكثيرة ومركباته. ومات أخزيا ملك يهوذا في مجدو ومثله مات الملك يوشيا عندما حاول وقف زحف الفرعون المصري نخّو.

اكتشف المنقبون عشرين طبقة سكن رئيسة في تل علوه الآن 21 متراً. وتعود الطبقة الأقدم إلى ما قبل ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد. ومما كشفه المنقبون مرتفعة كنعانية وشبكة مياه المدينة ومدخل محصن بُني على طراز ما يماثله في مدينتي جازر وحاصور المجاورتين ومجموعة من المنحوتات العاجية وعدة اسطبلات.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 05:12 AM

ام الجمال

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity38.jpg

أم الجمال قرية اردنية أثرية على الحدود السورية الاردنية . فيها آثار نبطية وبيزنطية ورومانية اهمها بقايا حصون حضنت

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity38a.jpg

في داخلها كنائس عديدة بين كبيرة وصغيرة واحواض ماء مسقوفة او مكشوفة ، فضلا عن بقايا موقع عسكري روماني.

تكشف آثار الكنائس البيزنطية الموجودة في أم الجمال عن فسيفساء قديمة تمثل نهر الاردن وعلى جانبيه المدن والقرى التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس. وعلى القرب من أم الجمال أثار مستوطنة بيزنطية في أم الرصاص يقوم في اقصاها برج علوه حوالى خمسة عشر مترا استخدمه الرهبان قديما طلبا للعزلة.

اشتهرت أم الجمال في التاريخ بأنها كانت ملتقى للطرق التي ربطت فلسطين و الاردن بسورية والعراق

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 05:18 AM

أم قيس

أم قيس مدينة أثرية يونانية- رومانية تقع على تلة ترتفع نحو 378 متراً عن سطح البحر في شمال الأردن وتشرف على بحيرة طبريا و هضبة الجولان . سكنها قديماً المكدونيون فالرومان فالبيزنطيون والعرب والعثمانيون وتركوا فيها بعض الآثار.

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity39.jpg

عرفت أم قيس قديماً باسم جَدارة. وكانت واحدة من المدن اليونانية- الرومانية العشر. تقول الأناجيل أن السيد المسيح طرد فيها الأرواح الشريرة من مجنونين.

قامت جدارة على ملتقى طريق تجارية مهمة ربطت بلاد الشام كافة. أرضها خصبة ومياه أمطارها وفيرة مما جذب الناس منذ القدم إليها وأضحت في وقت من الأوقات ملتقى الكتّاب والفنانين والشعراء والفلاسفة مثل الفيلسوف منيبس الذي عاش في النصف الثاني من القرن الثالث قبل الميلاد والشاعر الساخر ملياغراس الذي عاش في القرن الأول قبل الميلاد والخطيب الفصيح ثيودورس الذي عاش في القرن الأول بعد الميلاد.

وصف المؤرخ اليوناني بوليبيوس جَدارة ومنطقتها بأنها كانت عامرة وبأن بطليموس حكمها في ذلك الوقت. وكذلك حكمها أنطونيوس الثالث في عام 218 قبل الميلاد وسمى المدينة أنتيوخيا. وفي عام 63 قبل الميلاد دخلها بومباي وضمها إلى المجموعة الرومانية التي عرفت آنذاك بالمدن العشر.

كان النبطيون وعاصمتهم البتراء يسيطرون حتى ذلك الوقت على طرق التجارة حتى دمشق شمالاً، فقامت بينهم وبين الرومان منازعات مسلحة انتهت أيام هيرودس بتنازل النبط عن طرقهم التجارية الشمالية سنة 31 ق.م. وتقديراً لجهود هيرودس هذا منحته روما مدينة جدارة. وخلال حكمه وبعده ازدهرت المدينة حتى غدت تضاهي أثينا جمالاً وعظمة، وانتشرت فيها الشوارع المبلطة والهياكل والمسارح والحمامات والبيوت وسواها. وصارت المدينة مركزاً للثقافة الهيلينية في الشرق الأدنى القديم وانتشرت فيها الديانة المسيحية. وبدءاً من القرن الرابع ميلادي أصبح أسقف جدارة يحضر المجامع الكنسية في نيقية وخلقيدونية وإفسس.
http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity39a.jpg


بدأت جدارة تفقد ازدهارها في القرن السادس ميلادي. وفي عام 636 م وقعت الحرب بين البيزنطيين والعرب فأصاب جدارة الدمار وفقدت منزلتها كمنارة للعلم والثقافة وتبدل اسمها من جدارة إلى أم قيس. ولم يبق اليوم من تلك المنارة سوى الآثار التي تحكي قصة مدينة عظيمة. ومن تلك الآثار الباقية المسرح الروماني الغربي حيث الممرات المقنطرة المبنية من حجر البازلت القاسي والمقاعد المحفورة التي كانت تخصص للشخصيات المهمة بالقرب من الأوركسترا. ويوجد في الوسط تمثال "تايخي" الرخامي الكبير. وفي الجهة المقابلة للمسرح يقع الشارع المبلط والذي يرجح أنه كان المركز التجاري للمدينة. وبالقرب من مسرح البازلت الأسود توجد الشرفة التي توجد فيها الساحة والكنيسة الرئيسة. وفي غربي الشرفة، وعلى امتداد الشارع الشرقي الغربي يقع ديكومانوس وبقايا النيمغايوم ومجمع حمامات ونصب تذكاري روماني جرت المحافظة عليه بعناية فائقة. وعلى بعد عدة مئات من الأمتار تقوم بقايا ما كان في احد الأزمان ميداناً لسباق الخيل.

المسرح

يوجد مسرحان في جدارة ، وهناك مسرح ثالث كان يوجد في الحمة المشهورة بمياهها المعدنية ، كما تقوم بقايا المسرح الشمالي ، وهو أكبر المسارح على رأس التلة بجانب المتحف . والمسرح الغربي والذي حوفظ عليه بعناية فائقة هو المشهد المميز للمدينة . ويعود تاريخ هذا المسرح الى القرنين الأول والثاني بعد الميلاد .

الدكاكين المقنطرة
ان الشرفة مدعومة بأبنية مقنطرة كانت تستعمل كدكاكين خلال الأزمنة الرومانية. وكانت هذه الدكاكين أقلّ انخفاضاً بقليل من مستوى الشرفة . وكانت الطريق معبدة ، وكان في المنطقة أيضا رصيف للمشاة. http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity39b.jpg


نيمغايوم
نيمغايوم هي نافورة لها أحواض ومحاريب وتزينها عادة تماثيل صغيرة من الرخام. وهي تقع على ديكومانوس بالقرب من تقاطع الشارعين الرئيسين المبلطين ( كاردور وديكومانوس) في الجهة المقابلة للشرفة. ويعتقد أن هذا النصب التذكاري قد كرس لألهة المياه القديمة.

مجمع الحمامات الرومانيه
يعود مجمع حمامات جدارة الى القرن الرابع الميلادي بالإتجاه شرقاً على طريق ترابية صغيرة تبعد بحوالي مئة متر من تقاطع الشوارع المبلطة. ويمكن الوصول الى الأجزاء السفلية للحمامات بسلوك طريق ترابية مقابلة للمسرح الغربي . وهي حمامات رومانية تقليدية. وفيها غرف تحتوي على الماء الساخن والدافئ والبارد ، وكذلك غرفة لتغيير الملابس . ويبدو أن هذه الغرفة قد توقف إستعمالها في اوائل القرن السابع الميلادي.


القبور

تقع القبور على بعد حوالي 500 متر من الحمامات الرومانية وبقربها نصب تذكاري روماني تحت الارض. وقد تمت المحافظة عليه بعناية فائقة. ويقع خلف النصب التذكاري الصهريج المصنوع من حجر البازالت الأسود ( صهريج الماء السفلي ). وهناك الدرجات التي تؤدي الى القاعة الأمامية وهي شرفة النصب التذكاري نفسه . وقد تم مؤخراً إكتشاف كنيسة كبيرة لها خمسة ممرات فوق النصب التذكاري . وتنتشر القبور المحفورة من الصخور حول ضواحي جدارة، مثل قبر جيرماني وقبر موديستوس وقبر تشيرياس.

بوابة طبريا/ البوابة الغربية
تقع هذه البوابة على بعد 800 متر من النقطة التي يتقاطع فيها الشارعان الرئيسيان المبلطان، أو 200 متر من النصب التذكاري. والآثار الباقية عبارة عن أساسات البوابة. وعلى بعـد 400 متر من البوابة الغربية توجد بقايا بوابة على شكل قوس ثلاثي الأضلاع ، وهي تمثل توسع حدود المدينة في النصف الأخير من القرن الثاني الميلادي.



يلي المسرح الغربي شرفة معبدة ومبلطة. وتشمل بعض الأبنية المتبقية على القاعة المركزية المبلطة والتي كانت تستخدم كساحة للكنيسة، وبناء ثماني الشكل كبير الحجم تابع للكنيسة المركزية ، وبناء ناتئ نصف دائري وهو بقايا الكنيسة ذات الثلاثة ممرات الواقعة بين الكنيسة المركزية والمسرح الروماني الغربي . و إلى الغرب هناك أبنية مقنطرة تدعم الشرفة.
الكنيسة المركزية

تقع الكنيسة على الشرفة ، وهي تعود الى العهد البيزنطي. وهناك ساحة عامه حول الكنيسة ومثمن مركزي من الأعمدة التي اخذت من احد المعابد الواقعه قبل الكنيسة. وهذه الأعمدة تدعم سقف الكنيسة المركزية.

هناك اكروبولوس كلاسيكي يقع شرق المسرح الغربي ، وهو مغطى اليوم ببيت ملكاوي وبقايا القرية العثمانية المبنية من الحجر والمأخوذ بشكل اساسي من الأبنية القديمة. وقد تم إعادة ترميم أحد الأبنية الرئيسة وتحويله الى متحف ، بينما أعيد بناء مبنى أخر لإستعماله كإستراحة.

متحف ام قيس
يقع متحف ام قيس في بيت الروسان. وكان يستعمل في الأصل كمنزل للحاكم العثماني . ويعرض في هذا المتحف من ضمن الأشياء الأخرى التماثيل والفسيفساء والعملات المعدنية. وهي من ضمن الاكتشافات الأثرية التي تم العثور عليها.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 05:20 AM

أهرامات الجيزة

أهرامات الجيزة أو اهرامات مصر تقع بهضبة الجيزة في محافظة الجيزة بمصر على الضفة الغربية لنهر النيل. بنيت قبل حوالى 25 قرنا قبل الميلاد، حوالي 2480 - 2550 ق. م، وهي عبارة عن ثلاثة أهرامات هي خوفو، خفرع ومنقرع.

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...es/egypt1b.jpg
الأهرامات هي عبارة عن مقابر ملكية كل منها يحمل اسم الملك الذي بناه وتم دفنه فيه بعد موته، والبناء الهرمي هو مرحلة من مراحل تطور عمارة المقابر في مصر القديمة والتي بدأت بحفرة صغيرة تحولت إلى حجرة تحت الأرض ثم إلى عدة غرف يعلوها مصطبة وبعد ذلك تطورت لتأخذ شكل الهرم المدرج بواسطة المهندس ايمحوتب وزير الفرعون زوسر في الأسرة الثالثة. والهرم موجود في جبانه سقارة. وتلا ذلك محاولتين للملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة لبناء شكل هرمي كامل ولكن ظهر الهرمين غير سليمي الشكل وهما يقعان في دهشور أحدهما مفلطح القاعدة والآخر اتخذ شكلاً أصغر بعد نصف الحجم، واستطاع المهندس هميونو مهندس الملك خوفو أن يصل للشكل الهرمى المثالى وقام بتشييد هرم خوفو بالجيزة على مساحة 13 فدان وتبع ذلك هرمي خفرع ومنقرع .
يعتقد الكثير من الناس أن عظمة الهرم تكمن في طريقة بنائه، و في الواقع أن لحديثهم هذا جانبا من الصحة، فالهرم الأكبر على سبيل المثال عبارة عن جبل صناعي يزن ستة ملايين وخمسمائة ألف طن، ومكون من أحجار تزن كل منها إثنا عشر طن تقريبا، وهذه الأحجار محكمة الرصف والضبط إلى حد نصف المليمتر، وهذا بالفعل يستحق كل الإعجاب بالحضارة المصرية القديمة، ولكن الأمر أكبر من ذلك بكثير، فالهرم هو أحد أكبر الألغاز التي واجهت البشرية منذ مطلع الحضارة. لقد ادعى الكثير من الناس أنه مجرد مقبرة فاخرة للملك (خوفو)، ولكن علماء العصر الحالي يعتقدون أن هذا يعد مثارا للسخرية، فقد تم بناء الهرم الأكبر لغرض أسمى وأعظم من ذلك بكثير والدليل على ذلك هو تلك الحقائق المدهشة التي يتمتع بها هذا الصرح العظيم والتي جمعها (تشارلز سميث) في الكتاب الشهير (ميراثنا عند الهرم الأكبر) في عام 1864م، فارتفاع الهرم مضروبا بمليار يساوي 14967000 كم وهي المسافة بين الأرض والشمس، والمدار الذي يمر من مركز الهرم يقسم قارات العالم إلى نصفين متساويين تماما، وأن أساس الهرم مقسوما على ضعف ارتفاعه يعطينا عدد (لودولف) الشهير (3.14) والموجود في الآلات الحاسبة، وأن أركان الهرم الأربعة تتجه إلى الاتجاهات الأصلية الأربعة في دقة مذهلة حتى أن بعض العلماء اعترضوا يوما بحجة وجود زاوية انحراف ضئيلة عن الجهات الأصلية، ولكن بعد اكتشاف الأجهزة الإلكترونية الحديثة للقياس ثبت أن زوايا الهرم هي الأصح والأدق.
أما بالنسبة لهرم الفرعون من كاورع الشهير بمنقرع، فقد لاحظ العلماء أنه يحوي فجوة دائرية صغيرة لايتجاوز قطرها 20 سم وتمكن علماء الآثار من معرفة سر وجود تلك الفجوة بعد ملاحظة دقيقة للغاية، إذ تبين أن أشعة الشمس تدخل من خلال تلك الفجوة يوما واحد فقط في السنة على قبر الفرعون منكاورع تماما والأعجب أن هذا اليوم يتفق مع عيد ميلاد الفرعون .
الهرم الأكبر
الهرم الأكبر أو هرم خوفو هو أكثر آثار العالم إثارة للجدل والخيال، والوحيد من عجائب الدنيا السبع الباقي إلى الآن، روج الكثيرون حوله الكثير من الأساطير والروايات، فأشاع البعض أن ساكني قارة أطلنطس المفقودة هم بناة الأهرام، وافترض البعض الآخر أن عماليقا من تحت الأرض صعدوا لبناء هذا الهرم، وزعم آخرون أن الهرم قد بني بواسطة السحر، أو أن كائنات فضائية نزلت من الفضاء وقامت ببناءه، والكثير الكثير من الروايات التي تدل على مدى إثارة وغموض هذا البناء المعماري الضخم.
http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...stcity67a1.jpg
يعد بناء هرم الملك خوفو نقلة حضارية كبرى في تاريخ مصر القديم، وقد تأثر خنوم خوفوي "خوفو" بأبيه الملك سنفرو في بناء هرمه، فبعد موته، أصبح خوفو الإله حورس، وأصبح من الضروري أن يفكر في بناء مقبرته والتي تعد المشروع القومي الأول في مصر القديمة.
كان الأمير حم إيونو هو مهندس الملك خوفو، وقد أرسل الطلاب والعلماء إلى مدينة أون كي يختاروا إسما للهرم، وكان ذلك الاسم هو: آخت خوفو أي أفق خوفو. فهذا هو الأفق الذي سيستقل منها الإله رع مراكب الشمس كي يبحر بها وتجدف له النجوم، ويقتل بمجاديفها الأرواح الشريرة ليفنى الشر فيقدسه شعبه. والملك خوفو هو أول ملك يعتبر نفسه الإله رع على الأرض.
قاعدة الهرم الأكبر مربعة والفرق بين جوانبها الطويلة والقصيرة نسبيا حوالي 19 سنتيمتر بينما يبلغ طول كل ضلع من أضلاع المربع أصلا 230 متر، وهذا المربع الهائل مستو وإرتفاعه العمودى 146,7 متر، وقد بني من 2,3 مليون حجر تزن الواحدة في المتوسط 2,5 طن متري، ومن بينها حجارة تزن الواحد 15 طن متري. وقام ببنائه 25 ألف عامل ليس من بينهم عبد واحد، وكان اختيار مهندسيه لموقعه فوق صخرة ليظل قائما للأبد. والهرم الأكبر من الداخل به ممرات تؤدي لحجرات عديدة من أهمها حجرة دفن الملك خوفو، وفي هذه الحجرات ترك الكهنة مقتنياته التي سيستعملها بعد الحياة، ورغم سد الممرات بعد دفنه إلا أن لصوص المقابر نهبوا محتوبات المقبرة القيمة. كان مدخل الهرم ارتفاعه وقتها عن مستوى الأرض 17 متر، حيث يفضي ممر منه يؤدي لمقبرة الدفن على عمق 18 متر، وكان هذا الممر الهابط يتقاطع مع ممر صاعد. وحاليا مغلق بحجارة من الجرانيت، وهذا الممر طوله 39 متر ويؤدي إلى حجرة كان يعتقد أنها للملكة، ولكن يقال أنها تضم تمثالا للملك يمثل روحه (كا)، وهذا الممر العلوي يمر من خلال رواق ضخم طوله 47 متر وإرتفاعه 8,5 متر وبه كان يشون حجر كبير لسد الممرات بعد دفن الملك، وفي الجدار الغربي حيت يتلاقى البهو الكبير بالممر العلوي فتحة نفق يؤدي لأسفل ليصل تحت قاعدة الهرم الصخرية حيث حجرة دفن الملك، وكان للتهوية للعمال الذين كانوا ينحتون في الحجرة الملكية. وفي النهاية العلوية للرواق الكبير يوجد ممر يتجه للجنوب داخل غرفة الملك حيث حجرة مربعة بسيطة مبطنة بالجرانيت الأحمر وبه مخلفات عبارة عن تابوت خوفو الجرانيتي الذي كان يدفن به قرب الجدار الغربي للهرم، وقرب وسط الجدارين الجنوبي والشمالي يوجد فتحات بارتفاع متر لتمر لأعلى داخل الهرم وتفتح على خارجه ولايعرف الغرض منها، ومثل هذه الفتحات موجودة بغرفة الملكة وتصل ممراتها بطول 65 متر لكنها مسدودة.
لم يشعر الإغريق بالضعف إلا أمام المصريين القدماء فالبطالمة هم القسم الإغريقي الوحيد الذي استخدم حضارات غير اغريقيه و عبد آلهه أخرى( مصرية).سبب ذلك هو أن البطالمة وقفوا ضعفاء امام أعمال المصريين وبالذات هرم خوفو. هذا الهرم الذي مازال حتى الآن سرا من أسرار ما وراء الطبيعة ويعتقد الكثيرون بتجسد علوم الرياضيات والفلك و الجمال فيه.

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...stcity67a2.jpg
قاعدة الهرم هي مربع طول ضلعه 456 ذراع (الذراع =تقريبا 51 سم), وجميع زواياه قائمة لا يوجد بها خطأ يذكر، وتبلغ مساحة مربع القاعدة 53060 متر مربع، ارتفاع مثلث الوجه هو 369 ذراع وبالتالي فإن ارتفاع الهرم 290 ذراع (تقريبا) وزاوية القاعدة مع الوجه (زاوية الهرم) هي 51,82 (تقريبا).
الشيء العظيم في هذا الهرم وشكله وحتى المعبد (الهرم جزء من معبد طوله- ضعف عرضه- حوالي 1.7 كم)هو أن النسب بين الأطوال و المساحات نتيجة واضحة لإستخدام الأعداد المقدسة و القطع الذهبي.
هرم خفرع
هرم خفرع هو أحد أهرامات الجيزة في مصر. بناه الملك خفرع رابع ملوك الأسرة الرابعة ابن الملك خوفو. حكم بين سنتي 2559 و2535 ق م .
تزوج من الأميرة مراس عنخ .حكم ست وعشرين سنة . بنى الهرم الثاني من أهرام الجيزة ، وهو أقل ارتفاعا من هرم أبيه (خوفو) . كان ارتفاعه 143مترا . والآن 136مترا .

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...stcity67a3.jpg
شيد فوق مساحة 215 مترا مربعا . وله مدخلان في الجهة الشمالية. ومازال يحتفظ بجزء من كسوته الخارجية عند القمة.
عثر ضمن مجموعته الهرمية على تماثيل من حجر الشست في معبد الوادي الخاص من بينها تمثال من أجمل ما أنتجه فن النحت المصري، وهو موجود بالمتحف المصري، وينسب له نحت صخرة تمثال (أبي الهول) .
ويقع هرم خفرع جنوب غرب هرم أبيه خوفو. و يبلغ ارتفاعه 143,5 متراً وطول كل ضلع 215,5 متراً، وزاوية ميله 53,10 . يقع في مستوى سطح الأرض، والمدخل يؤدي إلى ممر هابط، سقفه من الجرانيت وزاوية انحداره 22 . و ينتهي عند متراس يفضي إلى ممر أفقي، ثم ممر منحدر يؤدي إلى حجيرة يطلق عليها خطأ حجرة الدفن وهي فارغة منحوتة في الصخر، ويؤدي الدهليز إلى متراس آخر يرتفع إلى أعلى بممر أفقي ينتهي بحجرة الدفن، وهذه الحجرة سقفها جمالوني مشيد بالحجر الجيري، وتكاد تكون منتصف الهرم.
أطلق خفرع على هرمه اسم(العظيم).
هرم منقرع
هرم منقرع أو هرم الملك من كاو رع (منقرع) هو أحد أهرامات الجيزة في مصر . بناه ابن الملك خفرع.
طول كل ضلع من أضلاعه 5،108 متراً وارتفاعه 65.5 متراً، والآن 62 متراً . وزاوية ميله 51°20′25″. و مدخله جهة الشمال . يرتفع 4 متر فوق مستوى الأرض . ويؤدي لممر هابط طوله 31 متراً. وزاوية انحداره بسيطة. بني من الحجر الجيري، و سقفه من الجرانيت. وفي نهايته دهليزً مبطنً بالحجر، يؤدي إلى ممر أفقي فيه ثلاث متاريس بعدها حجرة الدفن.
عثر بها على تابوت خشبي عليه إسمه وبه مومياؤه محفوظة بالمتحف البريطاني.
أطلق (من كاو رع) على هرمه اسم (المقدّس).

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...stcity67a4.jpg

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 05:24 AM

أوغاريت

أوغاريت مدينة سورية قديمة على مسافة 12 كلم إلى الشمال من مدينة اللاذقيه ، على تل رأس شمرة وميناؤها اليوم هو " مينة البيضا".

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci.../histcity3.jpg

عرف اسم " أوغاريت" لأول مرة إثر اكتشاف نصوص في "تل العمارنة" في مصر سنة 1887م. وتبين من الحفريات التي جرت في رأس شمرة سنة 1922 أنها كانت عاصمة مملكة صغيرة ازدهرت في القرنين الخامس عشر والرابع عشر قبل الميلاد، وقد حكمتها عائلة مالكة تعاقب منها على العرش 12 ملكا. ووصفت هذه المملكة بأنها "مملكة الباحثين عن التجارة والجمال".

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity3b.jpg

كانت أوغاريت تضم في عصر ازدهارها ستين ألفاً من السكان، يتكلمون بسبع لغات منها لغتهم الأصلية الكنعانية السامية ويعبدون آلهة عديدة.

وكان فيها قصر ملكي من أفخم القصور في الشرق الأدنى، وهو مطلي بالفضة، ويدافع عنه برج ضخم ذو جدران كثيفة. كما كان في المدينة معبدان، وطرقات معبّدة، ودور جميلة للسكن، ومكتبة فخمة في القصر الملكي.

كانت أوغاريت الطريق التجارية إلى مصر وبابل ، ومركز بيع الأخشاب والأقمشة للبلدان المجاورة. وكان مرفؤها مركزاً مهماً للتجارة مع البلاد الواقعة على شاطئ البحر المتوسط وكان يعج بالبضائع من جميع الأنواع. وقد امتدح الشاعر اليوناني هوميروس في إلياذته الأواني التي تصنع في أوغاريت، فقال: "لا توجد آنية أخرى تنافسها في جمالها".

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity3a.jpg

اكتشفت فيها أقدم أبجدية في العالم كتبت بها لغة أوغاريت، وهي تشبه اللغة العربية، وحروف هذه الأبجدية لا تزيد على ثلاثين حرفا. والكلمات الأوغاريتية التي عرفت حتى الآن أكثر من ستمائة كلمة، وهي تشبه العربية. ووجدت في مكتبة القصر الملكي في أوغاريت لوحات ورقم فخارية مكتوبة باللغات: الأكادية، والأوغاريتية، والحورية، والقبرصية وغيرها، فيها معلومات مهمة عن التنظيم السياسي في مملكة أوغاريت وتشريعاتها وأنظمتها، وعلاقاتها بجيرانها. كما وجدت في هذه اللوحات نصوص دينية وقانونية ووصايا، وتحارير، ومعاهدات، وأبحاث طبية وبيطرية، ونصوص سومرية وبابلية، وهيروغليفية وحثية. ووجدت أيضاً معاجم لغوية وغير ذلك، مما ألقى ضوءاً على العلاقة بين الأدب الكنعاني والعبراني.

وقد قيل إن كلمة أوغاريت مشتقة من " أوغار" السورية، وهي " أوكار" بالفارسية، و"عقار" بالعربية، وهي تعني " رقعة من الأرض أو الحقل".

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 05:28 AM

http://www.alhsa.com/forum/imgcache/237725.imgcache


آثار الكهوف

تقع هذه الكهوف في قرية الرجيب في الجهة الجنوبية الشرقية من العاصمة الاردنيه عمان بمسافة عشرة كيلومترات. وقد امتد العمران إليها حتى أصبحت ضاحية من ضواحي عمّان.

تشتهر هذه القرية بالكهوف والمدافن الأثرية حيث احتوت على ثلاثة كهوف. ويعتقد أن أحد هذه الكهوف هو الكهف الذي ورد ذكره في القرآن الكريم حيث وجد فوقه مسجدان يعودان إلى العصر الأموي. وقد اكتشفت هذه الكهوف أثناء شق طريق الحزام الأخضر الذي يحيط بعمّان.



http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:f...______.jpg&t=1

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 05:31 AM

آثار مغربية

سيدي عبد الرحمان. يقع هذا الموقع جنوب مدينة الدار البيضاء بالمغرب. ابتدأت الحفريات بهذا الموقع منذ سنة 1941 وأدت الأعمال إلى اكتشاف مجموعة من المغارات: مغارة الدببة، مغارة وحيد القرن، مغارة الفيل، رأس شاتوليي. يكتسب هذا الموقع شهرة كبيرة نظرا لبقايا الإنسان التي تم اكتشافها سنة 1955 والتي تعود الى حوالى مئتي ألف سنة . اكتشفت كذلك مجموعة من الادوات الحجرية وبقايا مجموعة من الحيوانات التي تنتمي الى فصائل متنوعة. هذا التراث المعروف على الصعيد العالمي، هو مهدد بالاندثار، وذلك نتيجة الزحف العمراني والمضاربات العقارية.

جبل يغود. يقع بين مدينتي آسفي و مراكش . الحفريات التي تم القيام بها بهذا الموقع أدت إلى اكتشاف بقايا الإنسان وخاصة جمجمتين وعظام حيوانات مع أدوات ترجع إلى الفترة الموستيرية. ودراسة عظام الإنسان جعلت الباحث " إنوتشي" يصنفها في عداد الإنسان النيوندرتالي. لكن الدراسات الحديثة أثبتت أن إنسان جبل يغود هو إنسان عاقل بدائي.
يمكن أن يوضع تاريخ هذا الموقع بين 90.000 و 190.000 سنة، الشيء الذي يبين أن إنسان يغود يمكن أن يكون قد عاش في الفترة نفسها أو في عهد سابق لأول انسان عاقل عثر عليه في الشرق الأوسط.
دار السلطان. تقع مغارة دار السلطان جنوب الرباط على الساحل الأطلنتي .طبقات الموقع بينت وجود مستويات ترجع إلى الفترات التالية: العصر الحجري الأعلى ثم الفترة العاتيرية. هده المغارة تكتسي أهمية كبيرة، حيث تم العثور فيها سنة 1975 على بقايا جمجمة إنسان ترجع إلى الفترة العاتيرية . هذه البقايا هي لإنسان عاقل مع وجود بعض الخصائص البدائية بالجمجمة.
مغارة تافوغالت. تقع هذه المغارة بالمغرب الشرقي، على بعد حوالى 55 كلم شمال غرب وجدة. انطلقت الحفريات الأثرية بهذا الموقع منذ سنة 1951 من طرف مجموعة من الباحثين الأجانب، وذلك بتعاون مع فنيين مغاربة. وقد أسفرت الحفريات عن مجموعة من النتائج المهمة وأثبتت تعاقب مجموعة من الحضارات على الموقع وذلك منذ العصر الحجري القديم الأوسط. وتبقى أهم حضارة يعرف بها موقع تافوغالت هي الحضارة " الآيبروموريزية" والتي أثبتت نتائج التأريخ وجودها بالموقع بين 21.900 و 10.800 قبل الفترة الحالية. يتميز هذا الموقع بأهمية اللقى الأثرية والمتمثلة في مجموعة من الهياكل العظمية والأدوات الحجرية والعظمية وكذلك الحلي وبقايا عظام الحيوانات..
كهف تحت الغار. يقع هذا الموقع جنوب شرق مدينة تطوان . وقد تم اكتشافه سنة 1955. الآستبارات التي تم القيام بها سنة 1984 وكذلك الحفريات الأثرية الممتدة بين 1989 و 1994 أثبتت أن الموقع عرف الاستقرار خلال فترات ما قبل التاريخ وقبيل التاريخ، حيث عرف تعاقب مجموعة من الحضارات وهي كالتالي: مختلف حضارات العصر الحجري الحديث وخاصة ما يعرف بحضارة " الكارديال"، والحضارة الجرسية "Campaniforme " وحضارة عصر البرونز.
الروازي الصخيرات. يقع هذا الموقع على بعد 30 كلم من الرباط، وهو عبارة عن مقبرة تم اكتشافها سنة 1980 . أسفرت الحفريات التي تم القيام بها سنة 1982 عن نتائج مهمة تخص العصر الحجري الحديث، حيث تم اكتشاف بقايا الإنسان ومجموعة من اللقى الأثرية البالغة الأهمية من أوانٍ خزفية من العاج وحلي من العاج. والفترة التاريخية التي تنتمي إليها هذه المقبرة هي العصر الحجري الحديث بمراحله الوسطى والحديثة والتي تؤرخ بحوالى 3800 ق.م.
موقع مزورة. يوجد الموقع بدائرة العرائش، وهو يعتبر من أشهر المآثر بشمال غرب المغرب . الموقع عبارة عن ربوة دائرية الشكل تقريبا محاطة بدائرة مكوّنة من 167 مسلة. نحتها الانسان القديم بدقة متناهية على شكل أعمدة ضخمة. غير أن هذه الأعمدة أو المسلات قد اندثر مجملها بفعل الزمن وعوامل التعرية الطبيعية وكذلك البشرية. أهم ما يميز الموقع هو وجود مسلتان يبلغ طول إحداهما أكثر من أربعة أمتار، وهو ما يعرف " بالوتد".
تُذكر الأحجار العملاقة التي شيد بها سور الموقع بالمآثر "الميكاليتيكية" الموجودة بجنوب إسبانيا والبرتغال. أما تاريخ بنائه فهو غير مضبوط، لكن يمكن القول إنه يرجع إلى فترة ما قبل التاريخ أو بالأحرى الفترة الممهدة للتاريخ. أما بناؤه سنة 1600 ق.م فيبقي مجرد فرضية.
النقوش الصخرية. يعتبر المغرب من بين الدول الغنية بالنقوش الصخرية. وهي تنتشر في عدة مناطق بالمغرب مثل منطقة جبال الأطلس والمناطق شبه الصحراوية والصحراوية. يعتبر موقع أوكيمدن، الذي يوجد على بعد 72 كلم من مدينة مراكش، إلى جانب موقعي ياكورت وغات، من أهم مواقع النقوش الصخرية بالمغرب. ويعد هذا الموقع متحفا في الهواء الطلق يعرض مئات النقوش التي خلّفها إنسان العصر البرونزي حوالى 5000 سنة من خلال رسومات متنوعة تجسد بعضا من مظاهر حياته اليومية.
في سنة 1948 م، تم اكتشاف أولى الرسوم من طرف معلم فرنسي خلال زيارة استكشافية قام بها إلى أوكميدن. وقد شجع هدا الاكتشاف الباحث" مالوم" سنة 1949 م على القيام بدراسات وأبحاث مكّنت من جرد كم هائل من النقوش المختلفة، أسفرت عن تعاقب حضارتي العصر الحجري الحديث ثم العصر البرونزي وعن استعمال تقنيات مختلفة، كتقنيتي النقر والصقل. وتطرقت هذه النقوش لمواضيع مختلفة. من أبرزها الحيوانات بأحجام وأشكال مختلفة، والأشكال الآدمية إلى جانب مجموعة من الرسوم الهندسية وأخرى تمثل الأسلحة، كالخناجر والدروع والأقواس، ورموز توحي بمعتقدات وممارسات يومية . إلا أن العوامل والأسباب التي دفعت بإنسان العصر البرونزي للنقش على الحجر فتبقى غامضة. وقد تكون تعبيراً فنياً أو تجسيدا لشعائر عقائدية.
بالإضافة إلى أهميته الأركيولوجية، يشكل أوكميدن الذي يبلغ علوه 2.600 متر، قبلة للسياح وهواة رياضة التزلج على الثلج ولمحبي الرياضات الجبلية.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 05:33 AM

بابل

كانت بابل العراقيّة مدينةٌ صغيرةٌ نشأت في بداية الألف الثالث قبل الميلاد (عصر فجر السّلالات) وقد تألّق نجمها السياسي عند قيام سلالة بابل الأولى التّي أسّسها الأمير البابلي "سمو أبم" عام 1894 ق.م حيث شُيّدَت فيها أسوار ومعابد وقصور عديدة. وبلغ عدد معابدها 1179 معبدًا، تتفاوت في سعتها، فضلاً عن 153 معبدًا ضخما لمشاهير الآلهة، من أهمها معبد ننماخ، أي السّيدة العظيمة، ومعبد عشتار ومعبد بابو ومعبد مردوخ.



حَكَم في سلالة بابل الأولى أحد عشر ملكًا، كان أشهرهم الملك حمورابي الذي حكم اثنتين وأربعين سنة (1750- 1792 ق.م). وقد تمكّن أثناء حكمه من تثبيت دعائم مملكته والإنتصار على جميع الدّويلات الصغيرة، لذا يُعَدّ من الملوك الأوائل الذين عملوا على توحيد العراق وضمان أمنه، فضلاً عن اهتمامه بالرّي والشؤون الدّينية والإقتصادية والتّمكين للعدل بين الناس. كما اشتهر بشريعته المعروفة التي تُعَدّ أول شريعةٍ وضعيّةٍ في تاريخ البشرية. وقد اشتملت على 282 مادّة قانونية، قُسِّمت إلى ثلاثة حقول، بدأت بالمقدمة ثم نصوص الشريعة، وانتهت بالخاتمة.
كما حَكَمت مدينة بابل سلالاتٌ عديدةٌ، كان آخرها سلالة العصر البابلي الحديث التي دامت زهاء قرنٍ واحدٍ. ويُعَدّ عهد الملك نبو خذ نصّر الثاني (604 ـ562 ق.م) من العهود المُتميّزة في تاريخ العراق الحديث بصورةٍ خاصةٍ، وتاريخ الشرق القديم بصورةٍ عامةٍ. ومن أهم أعماله أنّه واصل فتوحاته شرقًا وغربًا، وكوّن إمبراطوريةً تُعَد واحدةً من أقوى الإمبراطوريات التي عُرِفَت في التاريخ. وسعى إلى تعمير مدينة بابل وبنائها، حيث بلغت مساحتها إبان حكمه عشرة ملايين متر مربّع ومحيطها ثمانية عشر كيلومترًا، وقد أحاطها بسورين كبيرين: السّور الخارجي ويتكون من ثلاثة جدران، بلغ سمك الجدار الأول الذي شُيَّد من اللبن سبعة أمتار؛ وبلغ سمك الجدار الثاني الذي شُيِّدَ من الآجر سبعة أمتارٍ. أمّا الجدار الثالث الذي شُيِّد من الآجر أيضًا فقد بلغ سمكه ثلاثة أمتار. وشُيِّدَت على طول السّور الداخلي أبراجٌ دفاعيةٌ. وأمام الجدار خندق ماء. أما السّور الداخلي فشُيِّدَ من جدارين من الآجر، يتخلّلهما أبراج دفاعية. وتوجد داخل السور أبنية كثيرة مازالت أثارها شاخصة حتّى يومنا هذا، ومنها: القصر الجنوبي والقصر الشمالي وبوابة عشتار وشارع الموكب وبرج بابل . وهناك في مدينة بابل ثماني بوّابات رئيسة، أهمّها عشتار ومردوخ، فضلاً عن أسد بابل والحارات السّكنيّة.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 05:37 AM

برج بابل

جاءتنا قصة برج بابل من التوراة، سفر التكوين إذ قيل إن الأرض كلها كانت ذات لغة واحدة وكلام واحد فشاء ساكنو تلك الأرض بناء مدينة وبرج تبلغ قمته السماء "ولنجعل لنا اسماً لئلا نتشتت على وجه الأرض كلها. ونزل الرب ليرى المدينة والبرج اللذين شيدهما بنو الإنسان، وقال: إن البشر كلهم واحد، وإن لهم جميعاً لغة واحدة. وقد شرعوا في عمل هذا، ولن يعصى عليهم شيء فكروا في صنعه. فلننزل ونبلبل عليهم لغتهم لكي لا يفهم بعضهم كلام بعض. وهكذا فإن الرب شتتهم من هناك على وجه الأرض كلها، وكفوا عن بناء المدينة. ولذا فإن اسمها بابل، لأن الرب هناك بلبل لغة الأرض جميعاً، ومن هناك شتتهم بعيداً عن وجه الأرض كلهم" (سفر التكوين: 11 عد 1-9).


http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...es/athar16.jpg


هذا الكلام دونه أحبار اليهود في القرنين التاسع والثامن قبل الميلاد. وقال بعض المؤرخين إنه يعود في الأصل إلى السومريين الذين نزلوا وعاشوا في منطقة بابل ، إذ أن النص خلط ووصل بين اسم المدينة بابل والبلبلة وجذرها العبري "ببل" الذي يعني التشويش أو الخلط. في الحقيقة أن بابل تتألف من كلمتين أكاديتين: باب- إيلو ومعناها "باب الله" أو "باب الآلهة". وعليه فإن المؤرخين والآثاريين يجمعون اليوم على أن ما جاء في سفر التكوين كان منطلقه خرائب أحد الأبراج الضخمة التي يسميها الآثاريون "الزقورات" وأن برج بابل لم يكن إلا الزقورة المقامة في بابل في قلب أرض شنعار.

يرد ذكر الزقورات كثيراً في الأدب البابلي. وأقدم الإشارات المنقوشة حول هذا الموضوع تعود إلى غوديا، ملك لكش الذي عاش في القرن الثاني والعشرين قبل الميلاد في جنوب وادي الرافدين على مسافة قريبة من مدينة أور. وتشير هذه المنقوشات إلى "أي-با"، الهيكل ذي الطوابق السبعة الذي أقامه الملك غوديا لإله المدينة "ننغورسو".

أشاد عدد من ملوك تلك الأرض مبان مشابهة ونقشوا عليها عبارات فيها الكثير من التفاخر والتباهي. فمثلاً يقول مؤسس السلالة البابلية الجديدة نابو بولاسر (625-605 ق.م.) عن البرج الذي رممه في مدينة بابل: "أمرني الرب مردوخ بشأن أيتيم أنانكي، برج بابل المدرج، الذي كان قبل زمان قد أصابه البلى والخراب، وأن أوطد أسسه في حضن العالم السفلي وأجعل قمته كالسماء".

في متحف اللوفر بباريس لوح يتكلم عن إيتيم أنانكي، وهو اللوح المعروف باسم "لوح إيساغيل". وقد كتب اللوح في مدينة أورك المذكورة في سفر التكوين باسم إيريخ. ويقول اللوح إن برج بابل أي إيتيم أنانكي كان ينهض على قاعدة مربعة طول ضلعها 295 قدماً ويرتفع في طوابق سبعة إلى 295 قدماً. ويعتقد أن هذا المبنى كان يحمل على قمته هيكلاً. وقد تكلم عن هذا المبنى والهيكل الرحالة هيرودوتس الذي زار بابل حوالى سنة 460 ق.م.، فقال: "في وسط الهيكل المكرس لزيوس- بيلوس بني برج متين طوله ستاد واحد وعرضه ستاد واحد، وعلى هذا البرج قام برج آخر، وعلى هذا قام برج كذلك، وهكذا حتى كان المجموع ثمانية أبراج، الواحدة منها فوق الآخر. ويمكن الصعود إلى هذه الأبراج بسلم لولبي يحيط بها من الخارج. وفي حوالى منتصف الطريق إلى الأعلى ثمة مقاعد يستطيع الصاعدون الجلوس عليها للاستراحة. وفي البرج الأعلى هناك هيكل عظيم. وفي الهيكل سرير عظيم بديع الصنع والزينة، وقربه مائدة من ذهب. وليس هناك تمثال لمعبود".


http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...s/athar16a.jpg
استمر البحث الآثاري في وادي الرافدين أكثر من قرن بين أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين بحثاً عن زقورات. وقد أدت هذه الأبحاث إلى أن كل مدينة هناك كان لها في الغالب أكثر من زقورة واحدة. وأثبتت اللوائح الجديدة التي وضعها الباحثون عن وجود 33 برجاً مقدساً في 27 مدينة مختلفة. ولا بد أن المجموع كان أكبر لأن القوائم القديمة تتحدث عن زقورات في مدن لم ينقب عنها بعد. وفي أواخر العشرين نشر المستشرق الألماني "أي أونجر" دراسة عن برج بابل رآى فيها أن ثمة ثلاثة أنماط من الزقورات يمكن تمييزها:
1- النمط المستطيل وأكثره في الجنوب في مدن مثل أور، أورك، نيبور.
2- النمط المربع في الشمال في مدن مثل آشور وكالح "نمرود" وننورتا وتوكولتي.
3- النمط المندمج القائم على قاعدة مربعة وهو النمط الذي كان منتشراً في الشمال.

ملأت شهرة بابل وبرجها العالم منذ القدم. غير أن المؤرخين والباحثين ما زالوا لا يعرفون عن ماضيها إلا القليل. فلا شيء يعرف عن تاريخها قبل السلالة الأولى في بابل (1894-1595 ق.م.) والتي كان من أعظم ملوكها حمورابي. وكانت المدينة تسمى في العصور السومرية "كا- دنكير- را" وحرّف اللسان الأكادي هذه التسمية إلى "باب إيلي" أي باب الله. وفي هذه المدينة بالضبط يجب التفتيش عن برج بابل. وهناك بالفعل تم العثور على قاعدة البرج بينما الزقورة وجدت خربة مهدمة. وكان الهدم قد أصاب البرج عام 478 ق.م. ولما جاء الاسكندر المقدوني أمر برفع الحطام والركام وأراد إعادة بناء البرج ولكنه مات قبل أن يكمل عمله. وفي سنوات وقرون لاحقة أخذ السكان في القرى المجاوة بقايا البرج من أجر وحجارة لبناء مساكنهم. وعندما جاء بعض الباحثين إلى الموقع في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، كان قد تحول إلى ما يشبه المقلع.

كانت زقورة بابل تدعى "أي- يتمن-أن-كي" أي دار أساس السماء والأرض. وكانت تقرن بالهيكل "أي- ساغ-ابل" المكرس لمردوخ كبير الآلهة. وكانت الزقورة تقوم وسط فسحة واسعة مسورة مستطيلة الشكل. وقد تبين من تخطيطها أنها بنيت على أساس مربع طول ضلعه حوالى 298 قدماً. وكان الأجر الذي استعمل في البناء أجر مجفف بالشمس أو أجر مشوي سميك. وكان الصعود إلى الطوابق العليا من المستوى الأرضي يتم بواسطة ثلاثة سلالم، اثنان في الواجهة الجنوبية وثالث في الوسط..

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 05:41 AM

براقش

براقش مدينة يمنيّة قديمة، وموقع أثري في وادي الفرضة على الجانب الأيسر من الطريق المعبّد الذي يصل طريق صنعاء - مأرب بوادي الجوف. وكان اسم المدينة قديما "هجرن- يثل" أي مدينة يثُل، كما جاء في النقوش اليمنية القديمة التي عثر عليها في خرائب المدينة، ولكن الهمداني لم يذكرها باسمها القديم، وإنما سماها براقش، وهو الاسم الذي يحمله الموقع الأثري إلى اليوم. ولا نعرف كيف تحول هذا الاسم إلى براقش، إلا أن الهمداني يروي قصة مشهورة تفسر المثل الشائع "دلت على أهلها براقش". وبراقش في القصة اسم كلبة دلّت العدو المحاصر للمدينة على بئر لأهلها خارج المدينة لا منهل لهم سواها. وفتح الحصن بسبب نباحها، وهي تستقي من البئر الذي كانت تتصل بالمدينة من طريق نفق يؤدي إليها فسميت براقش باسم الكلبة. وإذا كانت الصنعة بادية على سبب التسمية إلا أنه من المرجح أن الاسم براقش متأخر، ويعود إلى قبل الإسلام بزمن يسير.




تفيد النقوش اليمنية أن براقش كانت مدينة مزدهرة في القرن الخامس قبل الميلاد على الأقل. وكان من أسباب ازدهارها كونها تحتل مكانة دينية مرموقة يحج الناس إلى معابدها العديدة، وكانت وراء نجاج المعنيين في ثورتهم على دولة سبأ وإقامتهم لدولتهم في أواخر القرن الخامس قبل الميلاد بعاصمتها قرنو، ثم سيطرتهم على طريق اللّبان التجاري. ويعتقد أن نهاية المدينة كانت في الربع الأخير من القرن الأول قبل الميلاد على يد الحملة الرومانية التي دمّرت مدن الجوف قبل أن تصل إلى مأرب وتخفق على أبوابها.

وما زالت براقش تحتفظ بجزء كبير من سورها المنيع وأبراجه التي تزيد على خمسين برجاً. ومع أن أكثر مباني هذه المدينة قد تعرض للهدم منذ سقوط الدولة المعنية في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد، ثم نتيجة الحملة العسكرية الرومانية بعد ذلك، إلا أن سورها ظل صامداً إلى اليوم، ولم يؤثر فيه تعاقب السكنى داخل المدينة، وإعادة استعمال أنقاض المباني القديمة في العصر الإسلامي.

كان أشهر من سكنها في العصر الإسلامي عبد الله بن حمزة، وكان يتحصن بها من غارات ولاة الدولة الأيوبية قبل أن يبني له حصن ظفار الظاهر المعروف بظفار ذيبين.

وكما كانت يثل أو براقش محطة مهمة على طريق اللبان التجاري قبل الميلاد، يذكر المؤرخون أنها كانت أيضاً محطة مهمة على طريق القوافل التجارية بين اليمن والبصرة خاصة إبان الدولة العباسية.

وقد تزامن إنشاء طريق الجوف الذي يمر بالقرب من موقع المدينة عام 1989 مع بداية المسح والتنقيب عن آثار تلك المدينة العتيقة التي أضحت من أشهر المواقع الأثرية التي يقصدها السيّاح في الجمهورية اليمنيه .

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 05:46 AM

بـعلبـك

بعلبك مدينةٌ لبنانيةٌ تقع في قلب سهل البقاع الذي اشتهر بغناه ووفرة محاصيله الزّراعية لإمتداد أراضيه. تحيط بها من الشّرق والغرب سلسلتا جبال لبنان الشرقية والغربية. وهي مركز قضاء بعلبك بمحافظة البقاع.

تعلو بعلبك عن سطح البحر 1150 م، وتبعد عن العاصمة بيروت حوالى 90 كلم. تشتهر بالزراعة وخصوصًا زراعة الخضار والفواكه والحبوب وأشجار المشمش التي تملأ أرجاءها، كما إنّها تشتهر بالتّجارة.
الصّناعة فيها تقليديّة، ونذكر من أهمّ صناعاتها صناعة السكاكر والحلويات والحياكة والنسيج، وهي ذات شهرةٍ واسعةٍ بـ"صفيحتها البعلبكيّة".


http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city137.gif


تعود بعلبك إلى زمن الفينيقيين. عُرِفَت في العهد السّلوقي بإسم "هليوبوليس" أو "مدينة الشّمس". احتلّها الرومان في القرن الأول الميلادي وكانت عبارة عن مركز عبادة جوبيتير. وقد شيّد الرومان فيها هياكل شتى، وكانت تُقام فيها المهرجانات الدولية التي غابت طيلة أعوام الحرب، ثم عادت من جديدٍ في صيف العام 1998.
أشهر ما في بعلبك قلعتها الأثرية التّاريخية التي تُعتَبر مجدًا حضاريًا لن نعطيه حقّه حتى لو بالغنا في الوصف. أشهر آثارها: الهياكل الرومانية ومعبد باخوس خاصّةً. وهي مقصدٌ سياحيٌ مُهمٌ يفده الزّائرون من كافة أنحاء العالم، حسبها أنّها بُنِيَت على أساطين الرّخام التي لم يكن لها نظير.
قيل إنّ بعلبك كانت من صنع بلقيس.
فُتِحَت بعلبك زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، على يد أبي عبُيدة بن الجرّاح.

ونذكر من أهمّ:

- مساجدها: المسجد الأموي الذي يعاد ترميمه حاليًا ومسجد الظاهر بيبرس.

- علماؤها: يُنسَب إلى بعلبك جماعة من أهل العلم منهم "قسطا بن لوقا " البعلبكي الذي كان بارعًا في علومٍ كثيرةٍ، منها الفلسفة http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...s/city137a.gifوالطّب والهندسة والإعداد والموسيقى. وكان فصيحًا باللّغة اليونانية، وله من الكتب كتاب "الدم والبلغم والصفراء والسوداء" وكتاب "المرايا المحرِقة" وكتاب "الأوزان والمكاييل" وكتاب "السياسة" وكتاب "الفصل بين النفس والروح" وكتاب "المدخل إلى المنطق".
ـ الإمام عبد الرحمن الأوزاعي الذي نزل من بعلبك وقطن في بيروت.
ـ محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن أبي المضاء البعلبكي، المعروف بالشيخ الديّن.
ـ أبو جعفر الفارسي الورّاق.
ـ عبد الرحمن بن الضّحاك بن مسلم البعلبكي، المعروف بابن كسرى.
ـ الشاعر اللبناني خليل مطران، المُلقّب بشاعر القطرين مصر ولبنان، له "ديوان الخليل". وأشهر قصائده "الأسد الباكي" و"آثار بعلبك". توفّي سنة 1949.


http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city137.jpg


صنفتها منظمة اليونيسكو مدينة تراثية عالمية عام 1984

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 05:48 AM

بليونش
تقع مدينة بليونش الأثرية على بعد 7 كيلومترات غرب مدينة سبته المغربية على السفوح الوعرة لجبل موسى. ويرتبط تاريخ هذه المدينة ارتباطاً وثيقاً بتاريخ سبتة الإسلامية حيث كانت تشكل خلال القرن الثاني عشر الميلادي متنزهاً لسكانها. ويسجل المؤرخون بإعجاب كبير غنى المدينة وناحيتها ووفرة مياهها وخيراتها إلى درجة أنها كانت تعتبر مورداً وخزاناً لسبتة، مما دفع بالاسبان إلى محاولة استعمارها، لكن المدينة تمكنت من الصمود والمحافظة على استقلالها.
يغلب على المدينة الطابع المدني، وتضم بقايا متعددة لمساكن وحمامات ومساجد تنتظم في شكل مجموعات عمرانية، وبنايات ذات طابع دفاعي، كالأبراج المدعّمة بشرفة ومرقب. وقد كشفت التنقيبات الأثرية ما بين سنة 1972م وسنة 1978م، عن بنية فريدة من نوعها في الغرب الإسلامي، ويتعلق الأمر بالمونيا المرينية، وهي تجمعات سكنية مخصصة للنزهة والاستراحة كانت منتشرة بالأندلس خلال العصور الوسطى، وعن تقنيات متطورة في ميدان التهيئة الفلاحية والاستغلال المائي في الأراضي المجاورة، وخاصة السفوح الشمالية الشرقية لجبل موسى.
تعتبر آثار موقع مدينة بليونش من الشواهد القاطعة على مغربية مدينة سبتة السليبة التي ما يزال يحتلها الإسبان حتى اليوم. فالعلاقات التاريخية الوطيدة التي كانت تربط المدينتين لم تنقطع إلا بظهور الحماية الإسبانية ولا زال الاسبان يستغلون إلى الآن مياه موقع بليونش.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 05:50 AM

بناصا
يعرف الموقع الأثري بناصا بسيدي علي بوجنون، ويقع بالجماعة القروية لسيدي الكامل التابعة لإقليم سيدي قاسم على بعد 17 كلم من مدينة مشرع بلقصيري في المغرب .
يرجع استقرار الإنسان بهذا الموقع إلى فترة ما قبل التاريخ، حيث تم الكشف على بقايا أدوات حجرية وأوانٍ فخارية.
يعود تاريخ مدينة بناصا إلى القرن الرابع قبل الميلاد، حيث كشفت الأبحاث الأثرية التي أجريت بالحي الجنوبي عن آثار مصانع الخزف ومنتوجات خزفية تحمل بصمات التأثيرات الفينيقية واليونانية والايبيروبونيقية . وما بين 25 و 33 ق.م، قامت على أنقاض المدينة المورية مستعمرة رومانية، عرفت بحامية ”يوليا فالينتيا بناصا“سخرت بصحبة مستعمرات أخرى لرومنة البلاد وإعدادها للاحتلال النهائي. ومع بداية حكم الإمبراطور مارك أوريليو سنة 162م، تغير اسم بناصا وأصبحت تدعى "كولونيا أوريليا" وظلت مركزا حضريا مهما إلى غاية سنة 285م حين تراجع الحكم الروماني إلى شمال وادي اللوكوس. وأضحت المدينة بعد هذا التاريخ مهجورة بالرغم من العثور على دلائل أركيولوجية تثبت استئناف الاستيطان فيها بعد التراجع الروماني.
كشفت الحفريات الأثرية عن جزء كبير من المدينة العتيقة، إذ ما زالت ملامحها العمرانية بادية للعيان، كالأزقة المتقاطعة والمعابد والساحة والمرافق العمومية الأخرى.
يدخل الزائر إلى الموقع من جهة الحي الجنوبي بعد الوقوف على جزء من سور المدينة، ليصل إلى الشارع الرئيس حيث توجد بقايا الدكاكين وعدد من المرافق الاقتصادية كالمخابز ومعاصر الزيتون ومحلات صناعية وتجارية مختلفة. وعند بلوغ الحي الغربي يسترعي الانتباه الكم الهائل للمنازل الفخمة ذات الطابع اليوناني الروماني والذي يتميز بانتظام الغرف والأروقة حول الصحن الذي غالباً ما يحتوي على حوض وحدائق تزينها لوحات الفسيفساء المتعددة المواضيع والألوان والأشكال. ويعد منزل فينوس ومنزل دبلوم دوميسيان من أهم نماذج هذا النمط المعماري. ولقد أطلق اسم منزل ”دبلوم دوميسيان“على المنزل الثاني نسبة إلى دبلوم عسكري منقوش على صفيحة برونزية كشفت عنه الحفريات بهذا المنزل، وهو معروض حاليا بالمتحف الأثري بالرباط.
يحتوي الحي المركزي على أبرز البنايات العمومية، كالمعبد والساحة والمحكمة. كما أن حي ماسيلوم في الجهة الشمالية الغربية يتميز بوجود مجموعة من المنازل الجميلة. ويشتمل الموقع على حمامات عمومية لعل أهمها الحمامات ذات الصباغات الجدارية التي حافظت على الكثير من مكوناتها الأصلية.
تتميز اللقى الأثرية التي تم الكشف عنها بالموقع بالغنى والتنوع. وهي عبارة عن عناصر معمارية وزخرفية ونقائش وأدوات معدنية وفخارية وحلي بونيقة. مجموعة كبيرة من هذه اللقى الأثرية معروضة بقاعة البرونز بالمتحف الأثري بالرباط، وأخرى محفوظة بمخازن موقع وليلى الأثري.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 05:54 AM

بـيروت

بيروت هي عاصمة لبنان وأكبر مدينةٍ فيه. تقع في منتصف السّاحل اللبناني على لسانٍ صخريٍ يمتدّ إلى داخل البحر الأبيض المتوسط، وفي سهلٍ تقلّصت مساحته شيئًا فشيئًا بسبب العمران واكتظاظ السّكان.

بيروت اليوم مركزٌ للنّشاطات الثقافية والسّياسية والتجارية والمالية، فيها منطقة تجارية حرّة وسوق مالية متطوّرة، وبورصة وبنوك ضخمة تستقطب رؤوس الأموال العربية والأجنبيّة.




وبيروت عاصمة العلم منذ زمنٍ بعيدٍ، وهي محطّ أنظار الطّلاب الذين يَفِدون إليها من مختلف الدّول، وذلك للتّخصص بمختلف أنواع العلوم. ففي بيروت جامعاتٌ عديدةٌ تُخرّج كل عامٍ المزيد من منارات العلم المُشرقة. وأشهر جامعاتها الجامعة الأميركية، جامعة القدّيس يوسف، جامعة بيروت العربية وكلّية بيروت الجامعية. ونذكر أيضًا الجامعة اللبنانية التي تُدرّس الإختصاصات كافةً والتي عانت من الإهمال طيلة سنوات الحرب ثم عادت لتضمّ اليوم حوالى 70 ألف طالب في جميع الإختصاصات.
تشتهر بيروت بمرفئها الكبير ذي الأحواض الخمسة الممتدّة على ساحلها الشمالي، وهو مركزٌ للنّشاطات التجارية ولتجارة التّرانزيت بفضل كونها وسيطًا بين الدول الصناعية المُنتجة وسائر الأسواق العربية المُستهلكة.
كما تشتهر بمطارها الدولي، وهو على بُعدِ بضعة كيلومتراتٍ منها وقد جُهّز بأحسن التّجهيزات مؤخرًا ليستقبل أحدث الطّائرات وليوفّر الراحة للوافدين إليه من أقطار العالم كافةً. تبلغ مساحته الإجمالية حوالى 3,5 مليون متر مربّع، وفيه مدرجان اثنان للإقلاع والهبوط، طول الأول3250 م وطول الآخر3170 م.
في بيروت عددٌ من المعامل والمصانع ولا سيّما في ضاحيتها الشرقية والأخرى الجنوبية، حيث تقوم العشرات منها بإنتاج مختلف السّلع وسائر المواد الغذائية، والصناعات المعدنية والبلاستيكية، الدهانات، الأدوية، العطورات والمُبيدات، الأدوات الصحية، خيوط الغزل الصوفية، الخيوط الإصطناعية، صناعة النسيج ومواد البناء، الكيميائيّات، المدابغ والمصابن والخزف والمجوهرات.
وفضلاً عن ذلك كلّه، فإن بيروت عاصمة الكتاب العربي، إذ فيها مئات المطابع ودُور الكتب والنّشر. وتصدُرُ فيها عشرات الصّحف اليومية والمجلاّت الأسبوعية والشّهرية.

http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city74a.gif

تعرّضت بيروت للدّمار في الأحداث التي تلت سنة1976 ، وفي عام 1982 تعرّضت للغزو الإسرائيلي، لكنّها سرعان ما استعادت عافيتها. فهي اليوم تعيد بناء ما تهدّم بالأمس حيث تُقام وُرَش الإنماء والإعمار في جميع أنحاء العاصمة لإقامة الأنفاق الكبيرة والشوارع الواسعة، بالإضافة إلى إعادة ترميم مدينة بيروت الرّياضية التي استقبلت دورة الألعاب العربية عام 1997.
بيروت مدينةٌ قديمة العهد، اشتهرت بمدرسة الحقوق الشّهيرة في أيّام الرّومان وهي اليوم مطمورة يقوم عليها مبنى البرلمان. فُتِحَت بيروت أمام العرب بقيادة معاوية بن أبي سفيان وظلّت على هذه الحال حتّى وقعت في أيدي الصّليبيين إذ أخذها عنوةً بغدوين الإفرانجي سنة503 هـ. ثمّ استنقذها منه القائد صلاح الدين الأيوبي سنة583 هـ. خرج من بيروت الكثير من أهل العلم والفكر والدّين وأشهرهم الإمام عبد الرحمن الأوزاعي الذي أقام فيها حقبةً طويلةً وقبره فيها معروف. مات سنة159 هـ تاركًا مجموعةً كبيرةً من كُتب السُّنن في الفقه والدّين.
ومن علماء بيروت الوليد بن فريد العذري البيروتي المتوفى سنة203 هـ والذي روى عن الإمام الأوزاعي. وكان هذا الأخير يقول: "ما عرفتُ فيما حمل عنّي أصح من كتب الوليد بن فريد". ومنهم ولده أبو الفضل العباس بن الوليد المُتوفّى سنة270 هـ، ومحمد بن عبدالله بن عبد السلام بن أبي أيوب أبوعبد الرحمن البيروتي المعروف المكحول الحافظ، مات سنة 321 هـ. وبيروت أيضًا هي مسقط رأس بشاره الخوري الشّاعر المُلقّب بـ"الأخطل الصغير" وهو ذائع الصّيت مات سنة 1968.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 05:55 AM

تارودانت
تعد تارودانت من أعرق المدن المغربية بمنطقة سوس. يرجع تاريخها إلى الفترة الفينيقية، حيث اشتهرت كمركز حضري وتجاري. اكتسبت تارودانت أهمية بالغة خلال فترتي حكم المرابطية والموحدية، حيث اعتمدت كقاعدة عسكرية لمراقبة منطقة سوس وضمان استقرار الطرق التجارية الصحراوية .
تدهورت أحوال المدينة خلال الفترة المرينية حيث عمها الخراب لتصبح مركزاً ثانوياً. ومع مطلع القرن السادس عشر استردت تارودانت إشعاعها الإقتصادي وأهميتها الإستراتيجية مع ظهور السعديين. وقد كان لمحمد الشيخ دور مهم في هذه النهضة، حيث شيد فيها مجموعة من المعالم التي حددت طابعها العمراني. فرمم ودعّم الأسوار وبنى القصبة والجامع الأعظم والمدرسة. كما شهدت ضواحي المدينة بناء معامل السكر.
ومع ضعف دولة السعديين، أضحت المدينة مجالاً لنزاعات محلية حتى قيام الدولة العلوية إذ دخلها المولى الرشيد سنة 1669 – 1670م. وعقب وفاة المولى إسماعيل سادت المدينة اضرابات حتى بيعة سيدي محمد بن عبد الله. وقد كان لحركات المولاي الحسن الأول دور بارز في بسط سلطة الدولة على هذه المنطقة ومن ضمنها مدينة تارودانت.
يبلغ طول سور مدينة تارودانت 7,5 كلم، وقد بني على شاكلة الأسوار المغربية الأندلسية الوسيطية. فهو عبارة عن جدار من الطابية يدعمه 130 برجاً مستطيلاً وتسعة حصون. تتخلل السور خمسة أبواب: هي باب القصبة وباب الزركان وباب تاغونت وباب أولاد بونونة وباب الخميس. ومجمل هذه الأبواب ذو طابع دفاعي محض.


صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 05:59 AM

تـدمـر

تدمر مدينة أثرية من مدن سورية، تقع في واحة وسط الصحراء السورية على طريق القوافل.

كانت نقطة التقاء واستراحة وتموين للقوافل التجارية العابرة من الشرق إلى الغرب وبالعكس، وتكنى بعروس الصحراء.



http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci.../histcity5.gif


كلمة تدمر باللغة التدمرية القديمة تعني الأعجوبة كما كان يطلق عليها أيضاً اسم "تدمر تو" أي الجميلة. وقد كانhttp://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity5c.jpg العرب يزعمون بأن الجن هم من قام ببنائها وذلك بسبب عظمة مبانيها ودقتها.



يعود تاريخها إلى ما قبل القرن التاسع عشر ق.م. وبدأ ذكرها مع الفتوحات اليونانية لبلاد المشرق في القرن الرابع قبل الميلاد، وخلال القرن الثالث أصبحت تدمر إمارة مستقلة ذات نفوذ كبير حتى أصبحت خلال القرن الأول قوة لا يستهان بها، ولكنها بعد استعمار الرومان لسورية أصبحت مستعمرة رومانية.

بلغت تدمر عصرها الذهبي خلال القرن الثاني بعد الميلاد، إذ وصلت تجارتها إلى أقصى بلدان العالم واقترنت شهرتها باسم ملكتها زنوبيا التي لمعت واشتهرت بجمالها وقوة سلطانها خلال القرن الثالث الميلادي حيث تحدت روما ودخلت حرباً ضدها، ولكنها خسرت في النهاية بعد إحراز بعض الانتصارات المهمة. وبقيت تدمر تلعب دوراً تجارياً مهماً بعد زنوبيا. ودخلها في القرن الخامس الميلادي قبائل الغساسنة العربية.



http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity5a.gif

حافظت تدمر على بعض لمعانها خلال العصر الأموي ولكنها في العصر العباسي أصبحت مدينة صغيرة عادية. وهي إلى الآن مدينة آهلة بالسكان. فقد بنيت فيها بيوت جديدة كثيرة وعدد سكانها 50 ألف نسمة، يعمل معظمهم بالزراعة. وتحتل زراعة النخيل والزيتون مساحات واسعة، بالإضافة إلى زراعة المحاصيل الموسمية. وهناك قسم من الأهالي يعمل في شركات الفوسفات القريبة منها وقسم كبير يعمل بالتجارة لأنها مركز تجاري للبادية السورية. وكثير من أهاليها يعمل بتربية الأغنام والجواد العربيhttp://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity5d.jpg والجِمال، وقسم يعمل بالصناعات اليدوية والحرفية حيث يأخذها السياح تذكاراً.

وفي ضواحي تدمر نبع ماء كبريتية يقصده المصابون بالأمراض الجلدية.

عظمة مدينة تدمر وجمالها بأسوارها ومعابدها وساحاتها وشوارعها ومسرحها ومدافنها وأعمدتها الضخمة التي تزيد على ألف عمود، مما جعلها أشهر مدينة أثرية في سورية حيث تجتذب السياح من أنحاء العالم كافة.

من أهم معالمها الأثرية: قلعة فخر الدين المعني الثاني الكبير والمتحف الذي يقع عند مدخل المدينة في ساحة الملكة زنوبيا، ووادي القبور. فقد أولى التدمريون عناية فائقة بمدافنهم وأطلقوا عليها اسم "بيوت الأبدية". وكان لكل أسرة مدفنها.

المسرح القديم على شكل نصف دائري، ومعابدها عديدة بينها معبد بنو وبعلشمين واللات وبلحمون ومناة. وقد أطلق العرب قديماً على هذه المدينة "مدينة المعابد"، وفي متحف اللوفر الفرنسي الذي يعد الآن من أهم المتاحف في العالم حوالى92 منحوتة تدمرية.



http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity5b.jpg


صنفتها منظمة اليونيسكو مدينة تراثية عالمية عام 1980

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 06:16 AM

تطوان

اكتسبت منطقة تطوان المغربية خلال العهد الإسلامي أهمية كبرى، إذ كانت بمثابة نقطة عبور ما بين شبه الجزيرة الإيبيرية والمغرب. ولم تظهر أهميتها إلا في نهاية العصر الوسيط، وخاصة بعدhttp://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city105.gif

سقوط مدينة سبتة ومراكز ساحلية أخرى في أيدي الغزاة الإسبان والبرتغالين.



في سنة 1286م شيّد السلطان المريني أبو يوسف يعقوب قصبة محصنة بتطوان بهدف الحد من الأخطار الخارجية. ومع بداية القرن الرابع عشر، عرفت المدينة تطوراً مهماً سرعان ما اضمحل بسبب تعرضها للنهب والتخريب من طرف الإسبان.
في نهاية القرن الخامس عشر، أعاد بناءها السلطان محمد الشيخ الوطاسي بمساعدة مهاجرين أندلسيين، لتعرف مع بداية القرن السادس عشر توسعاً معمارياً كبيراً خصوصاً في جزأيها الجنوبي-الغربي (حي الرباط الأسفل ) والشمالي-الشرقي (حيّ الرباط الأعلى ). وقد استمر هذا التطوّر المعماري إلى غاية منتصف القرن الثامن عشر مع إعادة بناء التحصينات التي أعطت للمدينة صورتها الحالية.
تحتوي مدينة تطوان على عدة أزقة رئيسة تربط بين أبواب المدينة وساحاتها وبناياتها العمومية، كالفنادق والمساجد والزوايا، إضافة إلى مختلف الأحياء التجارية الأخرى الخاصة بالحرف التقليدية. كما تخترق المدينة عدة أزقة ثانوية تغني النسيج الحضري للمدينة، الذي يتكون من ثلاثة أحياء هي: الرباط الأعلى والرباط الأسفل وحارة البلد. هذا الأخير يعتبر أقدم أحياء تطوان وأحسنها صيانة، حيث تتمركز جل الورشات الخاصة بالحرف التقليدية وأهم المعالم التاريخية، كقصبة سيدي المنظري والمسجد ومخازن الحبوب وبعض الدور السكنية المتميزة عمرانياً والتي يغلب عليها الطابع الهندسي المورسكي. وقد تم تسجيل تطوان تراثا إنسانياً سنة 1998 .
يحيط بمدينة تطوان جدار دفاعي طوله 5 كلم وسمكه 1,20 متر. أما علوه فيتراوح بين 5 و7 أمتار. وتلتصق به من الخارج عدة دعامات وأجهزة دفاعية محصنة، مثل قصبة جبل درسة في الشمال وأبراج باب العقلة وباب النوادر والبرج الشمالي الشرقي، وتخترق هذا الجدار من كل الجوانب سبعة أبواب.
بُني هذا السور على عدة مراحل ما بين القرنين 15 و18م، إلا أنه عرف أعمال هدم وتخريب خلال منتصف القرن 18م أثناء الأحداث التي شهدتها تطوان بعد وفاة المولى إسماعيل. ثم أعيد بناؤه في الفترة نفسها إبان حكم سيدي عبد الله بن المولى إسماعيل.



تحتل قصبة سيدي المنظري الزاوية الشمالية الغربية للمدينة، الشيء الذي يمكن من مراقبة كل الممرات انطلاقاً من المرقاب الذي يعلو أحد الأبراج. وقد بنيت كل المعالم الداخلية للقصبة خلال القرن الخامس عشر أثناء فترة إعادة بناء المدينة. وهي تتكون من قلعة ومسجد جامع ودار وحمام صغير. وكانت تشكل في ما مضى مركزاً للسلطة الحاكمة وقاعدة عسكرية إضافة إلى مقر للسكنى بالنسبة لمؤسّسها.
يقع جامع القصبة بالحي الذي توجد فيه بقايا حصن سيدي المنظري وسط المدينة العتيقة. وقد بني من طرف سيدي المنظري مع نهاية القرن 15. صمم هذا الجامع على شكل مربع يصل طول أضلاعه إلى 20 متراً. وهو لا يتوفر له صحن، ويتم الدخول إليه عبر ثلاثة أبواب، الأولى جنوبية والثانية شمالية أما الأخرى فغربية ومجاورة للصومعة. هذه الأخيرة ذات شكل مربع وهي تنتصب في الزاوية الشمالية الغربية. ويرتكز المسجد على أعمدة تعلوها أقواس مكسورة وهو مغطى بسقوف خشبية مائلة مغطاة بالقرميد.
يجاور ضريح سيدي عبد القادر التابين الجزء الجنوبي لسور المدينة، وهو يقع بالقرب من حدائق مولاي رشيد. تضم هذه المعلمة قبر الشريف سيدي عبد القادر التابين الذي ينسب إليه بناء مدينة تطوان خلال الفترة الموحدية (القرن 12م).
أما الجامع الكبير فيقع في حي البلد بالقرب من الملاح البالي وسط المدينة العتيقة . تم بناؤه على شكل مستطيل بإذن من السلطان المولى سليمان في سنة 1808م. يصل طول أضلاعه إلى 35 متراً من جهة الشرق و45 متراً من جهة الشمال. ويتكون من قاعة عميقة للصلاة وصحن كبير مكشوف تتوسطه نافورة ماء تصب مياهها في صهريج. وتحيط بالصحن أروقة.



يتم الولوج إلى المسجد من طريق بابين رئيسيين وثالثة مخصصة للإمام في الجهة الشمالية. وترتكز الأقواس المتجاورة والمكسورة لقاعة الصلاة على أعمدة مبينة ويعلوها سقف خشبي مائل مغطى بالقرميد. وفي الزاوية الجنوبية الغربية ترتفع المئذنة التي تعد الأعلى بالمدينة، وهي مزخرفة على الواجهات الأربع بعناصر هندسية متشابكة تتخللها زخارف زليجية تطوانية متعددة الألوان.
تتوفر لمدينة تطوان أزيد من 20 سقاية تمكّن السكان والزائرين من التزود بالماء. وهي سقايات عمومية تم بناؤها إما من طرف السلطات أو أعيان المدينة ويرتبط بها صهريج لسقاية البهائم. ومن أجمل السقايات الموجودة بالمدينة والتي تتميز بزخارفها الزليجية الجميلة، نذكر سقاية باب العقلة. وقد بنيت كما تشير إلى ذلك كتابة منقوشة على إفريز من الزليج في منتصف القرن 18م من طرف القائد وعامل المدينة محمد لوكاش.
لتطوان عدة منازل تقليدية وقديمة تجسد التطور العمراني الكبير والفني والزخرفي الذي شهدته هذه المدينة التي يشار إليها على أنها وليدة غرناطة. من بين أجمل هذه البيوت نذكر دار اللبادي التي بنيت وسط المدينة القديمة من طرف الباشا اللبادي خلال القرن 19م. وقد تغيرت وظيفتها حالياً لتصبح قصراً للحفلات والأفراح.
بنيت مدرسة جامع لوكش سنة 1758 من طرف القائد عمر لوكش، وذلك بأمر من السلطان سيدي محمد بن عبد الله، وقد كانت المدرسة تسخر لإقامة الطلبة القادمين من المناطق المجاورة لطلب العلم في مساجد المدينة وخاصة بالجامع الكبير. وهذه المؤسسة العلمية ذات شكل مستطيل طوله 25م وعرضه 18م وتنضاف إليها في الزاوية الشمالية إحدى البنايات التي زيدت لاحقاً وتستعمل كإدارة. بنيت المدرسة على طبقتين: فالطبقة السفلى تتكون من 20 غرفة مساحاتها تتراوح بين 3 و6 أمتار مربعة وهي مفتوحة على رواق مغطى يؤدي إلى ساحة تتوسطها حديقة مساحتها أزيد من 100 متر مربع.


يرتبط اسم قلعة أو حصن سيدي المنظري ببقايا سور وثلاثة أبراج ملتصقة به. هذا السور الذي يبلغ طوله 65 متراً وعلوه 7 أمتار، مدعم من جهتيه الجنوبية والشمالية ببرجين مربعي الشكل، ويتوسطه برج آخر متعدد الأضلاع وأصغر حجماً. وتتصل هذه الأبراج فيما بينها بممر حراسة يتم الدخول إليه عبر درج محاذٍ لباب القصبة. هذا الأخير عبارة عن جهاز دفاعي ذي انعطافات، وبداخله غرفتان مربعتان مغطاتان بقبة دائرية.


صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 06:24 AM

تل الأبيض

يقع تل الأبيض على مسافة 12 كيلومترًا جنوب مدينة الحسكة السورية على الضفة اليُمنى لنهر الخابور. وقد أبرزت التّنقيبات بقايا قصر ملكيّ يعود إلى العصر الآشوري الحديث (800 ق.م)، ويتألّف من 45 غرفة ومعبدين وثلاثة أجنحة، عُثِرَ فيها على تنانير ومخازن للحبوب وأحواض وحمامات.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 06:26 AM

تل براك / ناغار

يقع تل براك بين الحسكة والقامشلي السوريتين على بعد 45 كيلومتر من مدينة الحسـكة وسط سهول خصبة منتجة للحبوب والأقطان. وقرب هذا التل يلتقي نهر الرد بنهر الجغجغ وفوقهما جسران قديمان يربطان شمال المنطقة بجنوبها. وفيما كان الجيش الفرنسي عام 1930 يشق طريقا قرب التل، ظهر تمثال من حجر البازلت، فقامت السلطات الفرنسية الاستعمارية بنقله إلى فرنسا، ثم باشر العالم ماكس مالوان حفرياته في التل بين عامي1937-1939 ليكشف عن ست طبقات من عدة عصور منذ ما قبل التاريخ: من العصر القديم الأول ومن العصر البابلي الأكادي وعصر مدينة أور ثم عصر أواخر الألف الثالث قبل الميلاد. ثم عصر الألف الثاني قبل الميلاد.

كشفت التنقيبات عن أطلال قصر كبير تبين من كتابته أن بانيه هو الملك الأكادي نارام سن، الذي وحّد بلاد ما بين النهرين مع سورية حتى البحر المتوسط والأناضول. ويرى العالم باولو ماتييه مكتشف حضارة إيبلا أن نارام سن ضم مملكة إيبلا. و تسبب الحريق الذي أضرمه في قصر إيبلا الملكي بحفظ أحد أضخم الكنوز الأثرية في التاريخ وهو الأرشيف الملكي المكون من قرابة 16.500 رقيم.

وقد ورد في نصوص أكادية قولٌ لهذا الملك "أنا الذي فتح إيبلا وآرمانوم ولم يكن بإمكان أحد قبلي أن يقوم بهذا العمل"

كُشف أيضاٍ في تل براك عن معبد العيون وبقايا حصنٍ منيع يحيط بالمدينة وبعض الأواني الفخارية والمعدنية وحلي وتماثيل وأختام اسطوانية ذات دلالات أسطورية. وقد أقام الأكاديون في تل براك (ناغار) موقعاً حصيناً لفتوحاتهم. ووجد الآثاريون شبهاً بين الأواني الفخارية والمعدنية والتماثيل والحلي وما وجد في تل حلف وفي ماري على شاطئ الفرات وفي سامراء وعطشانة في العراق .

في العصر الروماني كان التل أحد خطوط دفاع هؤلاء نحو الشرق. وقد استأنفت التنقيب في التل منذ عام 1976 بعثةٌ بريطانية برئاسة العالم ديفيد أوتس. وكشفت عن مبنى بيضوي مساحته 30×40م يحوي منازل وأفراناً كثيرة، وغرفاً لطحن الحبوب وصنع الخبز وباحات سماوية وورشة عمل تعود إلى النصف الثاني من الألف الثالث ق.م وعن أبنية سكنية يتخللها شارع مرصوف بالكسر الفخارية وقناة من الفخار لتصريف المياه بطول17متراً مرتبطة بحفرة تخزين. وكُشف عن خمسة رُقُم تعود إلى فترة أورك وأكاد، ومجموعة من طبعات الأختام والأواني الفخارية والدبابيس والسكاكين البرونزية ودمى حيوانية على شكل دب وقنفذ وإبرة عظمية، ومدقات حجرية وخرز حجري وذهبي وزجاجي وغيرها.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 06:28 AM

تل حلف (غوزانا)

يعد تل حلف من أهم التلال الأثرية في محافظة الحسكة السورية. يقع جنوب مدينة رأس العين على مسافة 2 كم عند منابع الخابور. وكان عاصمة للدولة السوبارتية.

أول من كشف هذا التل في ثلاثينات القرن الماضي العالم الألماني البارون ماكس فون أوبنهايم حين علم بالعثور على بعض التماثيل بالمصادفة بينما كان الأهالي يحفرون قبراً لأحد موتاهم. وفيه أظهرت التنقيبات خمس طبقات حضارية. وعُثر على هيكل يرجع إلى الألف الثاني قبل الميلاد ومنحوتات بازلتية كانت تزين جدران المعبد والقصر. كما عثر على لقى فخارية ومجموعات من الخزف الملون تعود إلى الألفين الرابع والخامس ق.م، وهياكل منقوشة وتماثيل كبيرة وتحف فنية تدل على المهارة وأوانٍ صغيرة وتحف نفيسة من العاج والذهب. وقد اقتسم فون أوبنهايم الآثار المستخرجة مع متحف حلب ، وأنشأ في برلين متحفاً خاصاً يضم الآثار المكتشفة في تل حلف. وفي مدخل متحف حلب نموذج عن تماثيل كشف عنها في هذا التل.
في نهاية الألف الثاني ق.م حكمت أسرة "بيت بحياني" الآرامية الجزيرة، وجعلت مدينة "جوزَن" أو تل حلف عند منابع الخابور عاصمتها. واشتهر من ملوكها كَبَر (توفي 10ق.م.). وكانت عاصمته هذه مدينةً كبيرة داخل سور مستطيل ضلعه الشمالي نهر جرجب وفيها حيان: سكني وملكي.
كشفت الحفريات قصر "كبر" الذي بني بهندسة فريدة، حيث ضم قاعة أمامية مستطيلة ذات مدخل واسع، تليها قاعة رئيسة محاطة بالحجرات من جوانبها الثلاثة. والبناء الثاني هو لقصر المعبَد، قاعته الأمامية 36.75×5.22م تليها القاعة الكبرى بالطول نفسه وبعرض8.05م محاطة بالحُجرات من جوانبها الثلاثة. وعلى جانبي المدخل برجان بارزان نحو الخارج. وعرض المدخل تسعة أمتار تقريباً وارتفاعه ستة أمتار، قسّم إلى أربعة ممرات بأربعة أعمدة قاعدة كل منها حيوان ضخم طوله ثلاثة أمتار من حجر البازلت، أوسطها ثور على يساره أسد وعلى اليمين لبوة. والأعمدة الثلاثة تماثيل ضخمة ارتفاع كل منه 2.6م تنتصب فوق ظهور الحيوانات من الحجر نفسه وتمثل آلهة بتيجان مخروطية مرتفعة تحمل السقف الخشبي. ويرتدي كل من الرجلين الواقفين فوق الأسد والثور قلنسوة وقميصاً قصيراً ويلتف بعباءة تترك الساق اليسرى مكشوفة. وترتدي الإلهة المرأة قلنسوة وثوباً رقيقاَ ينم عن بعض أعضاء جسدها . وللمدخل دعامتان جانبيتان كل منها تمثال لأبي الهول. وكسيت الواجهة بست لوحات بازلتية ثلاث من كل جانب نقش على إحداها مشهد صيد ثور. وعلى الأسقف صورة الشمس المشعة المجنحة ثم صورة أسد يخطو نحو اليمين. وعلى اللوحات التي على يمين المدخل صورة أسد مناظرة لمشهد الصيد ثم صورة إله الطقس مناظرة لصورة الشمس، ثم مشهد صيد أيّل مناظر لصورة الثور الوحشي.
وبعد عبور المدخل واجتياز القاعة الأمامية، يأتي مدخل القاعة الكبرى بعرض أربعة أمتار مزيناَ من كل جانب بتمثال تنين ضخم بطول 2.4م. ويعزز الشعور بالرهبة في نفس الداخل في المعبد تمثال آخر لطير جارح ضخم هو أكبر ما عثر عليه حتى الآن، ارتفاعه 1.84 فوق تاج حجري على شكل زهرة ثمانية الأوراق. كما كسيت قاعدة الجدار الجنوبي وبعض أجزاء من قواعد الجدران الشرقية والغربية بمائتي لوحة حجرية مزخرفة بنقوش منوعة عُثر على 178 لوحة ارتفاع واحدتها من60-80 سم وعرضها 45-55 سم وسمكها 20 سم. وقد صُفت اللوحات بالتناوب لوحة من الحجر البازلتي الأسود ومن الحجر الكلسي المصبوغ باللون الأحمر، ونقش على كل منها منظر فارس أو رجلين يعتركان، أو مشهد صيد أو رحلة صيد بعربة يجرها حصانان أو أيّل يقفز، أو تيسين يتسلقان شجرة، أو أسد مجنح برأس إنسان، أو حيوانات تعزف على آلات موسيقية.
يتوسط القاعة منقل كبير من الحديد والبرونز طوله 1.4م وعرضه1.2م وارتفاعه 20 سم له أربع عجلات لتسهيل نقله. وإلى الشمال الشرقي من قصر المعبد يقع قصر السكن الملكي على بعد عشرات الأمتار. ويلتصق به من الجهة الشرقية بناء كبير تفصله عن قصر المعبد بوابة الباب الخارجي للحي الملكي المسوّر سميت بوابة العقارب لأن صفحتيها مزينتان بمنحوتتين تمثل كل منهما كائناً غريبا له رأس إنسان وصدر طائر وجسم عقرب.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 06:30 AM

تل شاغر بازار/ حطين

يقع تل شاغر بازار شمال الحسكة السورية في منتصف الطريق إلى مدينة عامودا على مسافة 48 كم. نقب فيه العالم الإنكليزي ماكس مالوان بين عامي 1935-1937 وأظهرت المكتشفات 15 طبقة حضارية متراكبة، الخمس العليا تعود إلى مابين 1500-3000 ق .م، والعشر السفلى ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ. وكشف عن كميات من الخزف المنقوش ببراعة. وظهر الخزف الملون في الطبقة العاشرة. وعثر على تماثيل لإلهة الخير والبركة ورقم طينية هامة كتبت بالخط المسماري تعود إلى الفترة الآشورية القديمة(1800ق .م) وعمارة من اللبن.

وتشير المكتشفات إلى أن سكان التل مارسوا الزراعة والصناعة ووصلت تجارتهم حتى الساحل السوري وبحر إيجة غرباً، والهند شرقاً.
ومنذ عام 1999 استأنفت التنقيب في التل بعثةٌ بلجيكية إنكليزية مشتركة كشفت عن بناء من اللبن يعود إلى الألفين الثاني والثالث ق.م وجزء من منزل دائري الشكل يرجع إلى الألف الخامس ق.م، وفرن لصناعة الفخار من الألف الرابع وجرار قديمة وأوانٍ وأدوات حجرية وبرونزية وعظمية، وتماثيل إنسانية وحيوانية مصنوعة من الطين المشوي. وكشف التنقيب عن شوارع بين الأبنية وقنوات لتصريف المياه، ووصل طول أحد الشوارع إلى 37 م وعرضه إلى متر واحد. وعثر على جزء من قصر ملكي كبير وطبعات أختام تعود إلى الفترة البابلية القديمة. وكُشف ضمن المنازل عن قبور تحت الجدران تعود إلى منتصف الألف الثالث ق.م. كما كُشف عن مجموعة حضارية تعود إلى الفترة الانتقالية، وكذلك على أبنية و96 رقيماً مسمارياً تتحدث عن إنتاج وتوزيع البيرة تعود إلى الفترة البابلية القديمة، وعن أوانٍ وكؤوس فخّارية وأدوات برونزية ودمى وخرز ودمى إنسانية وحيوانية وأدوات بازلتية تعود إلى الألفين قبل الميلاد.
كما كشفت حفريات عام 2002 عن حفرتين محروقتين تشيران إلى دلائل للاستيطان تعود إلى عصر ما قبل الفخّار 7500-7000 ق.م وأبنية من اللبِن مطلية بالكلس الأبيض تعود إلى فترة السلالات الباكرة الثالثة 2400 ق.م ودمية طينية للإلهة الأم تعود إلى فترة حلف، ورُقُّم تتحدث عن طحن الحبوب وصناعة الخبز وتعلّم الكتابة وطبعات أختام ودمية طينية للربّة عشتار من الفترة البابلية القديمة.


الساعة الآن 07:49 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى