منتديات المُنى والأرب - المجلس الوطني الأنتقالي يدين نفسه أمام المجتمع الدولي

عندما قمنا سابقا في تحليل الوضع الليبي وعرجنا على سقوط مدينة سرت والتعاون المكشوف
من قبل أجهزة الأستخبارات الغربيه لأماكن تواجد الراحل معمر القذافي ومن ثم مانتج عنه إلقاء
القبض عليه حيا والذي لم يعد هناك مجال للشك أن هناك عملية مدبره للاغتيال في ظل ظروف
لم تعد تخفى على أحد ..ومن ثم إغتيال نجله المعتصم لاحقا ..
لم يتوقف الحدث عند عملية الأغتيال والتصفيه الجسديه بل لما ساقه المجلس الانتقالي
من تبرير على لسان ناطقيه الرسميين عبر شاشات التلفزه ووكالات الأنباء والتي ساقت كذبة
من العيار الثقيل أن الراحل معمر قد قتل اثناء تبادل لأطلاق النار أثناء نقله مما أدى إلى إصابته برصاصات
برصاصات طائشه أدت الى مقتله .
بعد ذلك نفاجأ بخروج المدعو أحمد شيباني يعلن أنه هو الذي قتل معمر القذافي في وسائل الأعلام
ويبدو يستقبل بحفاوة من أعضاء ينتمون للمجلس الوطني الأنتقالي في مصراته .
لم يتوقف الحدث بل تجاوزه الى الأعلان عن القبض على نجل الراحل معمر القذافي سيف الأسلام وأنها مسألة وقت
ليتم عرض الصوره ولكن تبين أن هذه أيضا كانت خالية من المصداقيه ولاتنم أن المجلس الوطني
يملك السيطرة على الميدان الذي بدا في بعض مواطنه يخضع لأمراء الحرب الجدد .
لقد سبق وفي نفس الموضوع أن نوهت بتحليلي في مقال مشترك مع الكاتبه أرب جمال
في موضوع (ليس من أخلاق الثوار قتل الأسرى وإنتهاك حرمة الموت ) بعد ما تم من تمثيل في
جثث الراحل معمر القذافي ونجله ووزير دفاعه وأصبح الموقف للمجلس حرجا محرجا أمام العالم
من حيث مطالبة المنظمات الحقوقيه والأنسانيه ودول القرار الدولي التحقيق في ملابسات مقتل
الراحل معمر القذافي ومورست الضغوط الدوليه التي كان آخرها تسريع إيقاف العمليات العسكريه
كاملة بما فيها الطلعات الجويه فوق ليبيا في الاول من نوفمبر والذي شكل ضغطا كبيرا على المجلس
الذي طالب ببقاء العمليات العسكريه حتى نهاية العام الجاري بحجة حماية حدوده الواسعه.
وهنا لابد من الأشاره الى أن ظهور سيف الأسلام القذافي مجددا ولجوئه مع مدير المخابرات
الليبيه السابق السنوسي ووجود رئيس الوزراء الليبي السابق المحمودي في خارج ليبيا يشكل عبئا على المجلس
الذي مافتأ يراجع حساباته بين كيفية إدارة مرحلة معقده بعد إنتهاء حكم القذافي وظاهرة إنتشار
السلاح التي باتت تبدو مشكلة مؤرقة للمجلس وأي حكومة مقبله بكيفية إقناع الكثيرين التخلي
عن السلاح أو الأنضمام الى جيش وطني جديد يفتقر الى أدنى مقومات بنية الجيوش الحديثه
القادرة على الوقوف في وجه الاخطار المستقبليه .ومواجهة المجتمع الدولي في الحقائق حول مقتل العقيد وملابساته.
وها نحن اليوم نرى المتحدث بإسم المجلس الوطني يعلن عبر وسائل الأعلام أنه سوف
يتم تقديم قتلة القذافي للمحاكمه وهذا بحد ذاته يشكل فضيحة أخلاقيه للمجلس الوطني لأنه
مارس الكذب الفاضح على العالم أجمع بما ساقه من أكاذيب حول مقتل الراحل معمر القذافي
الذي كان بقاءه حيا سيفيد المجلس اول مايفيد عن الأموال وأطنان الذهب والأرصدة وغيرها
من أسرار حكم العقيد حتى ألناطق بإسم المجلس أعلن عدم مسؤولية المجلس أو الثوار عن
قتله وأن هذا التصرف كان فرديا ليس من أعضاء من يسمو أنفسهم الثوار .
لقد سبق أن نوهت وحرفيا (واليوم سيدتهم الاولى كلينتون تطلب تحقيقا في مقتل القذافي
وربما أبشرياسي شيباني أنك ستكون غدا في قفص الأتهام ) وغدا سنرى هل سيوضع من
قتل القذافي وهو في الأسر لمحاكمة تقتص من قاتل وتحقق العداله لرجل تحت الثرى ألان
ونرى من يقف وراء مقتله بكل التفاصيل أم ان الملف سيبقى مفتوحا لمزيد من أكاذيب
المجلس الوطني الذي لم يعد يملك صفة الوطنيه بما نراه من تخبط فاضح في المواقف التي
تستدعي إثبات أدنى حد من المصداقيه علهم يحصلون على قدر الأحترام وماء الوجه الذي
فقدوه ..رحم الله شهداء ليبيا وتعازينا لشعبنا العربي الليبي بشهدائه وأعانه الله على هذا
الدمار والخراب الذي إنجر إليه حتى أنه لم يعد قادرا أن يعالج أبناءه في مستشفياته .هذا
الخراب والدمار من الذي إستفاد منه هل إستعاد الشعب الليبي نفطه وثرواته من الشركات
الأحتكاريه أم انها بقيت كما كان حكم العقيد ..ذهب العقيد وجاء عقيد آخر وبثوب
جديد ومبروك لمقاولي التعمير والأعمار والمحاصصه ..
الامير الشهابي
تحليلات إخباريه / مستجدات الحدث الليبي
29/10/2011