منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   لغتنا العربية (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=104)
-   -   التوابع (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=32484)

عاشقة الوطن 26 - 2 - 2014 08:14 PM

التوابع
 
التوابع
النعت
تحديد المفهوم

تحديد المفهوم
تُعَرّفُ التوابع بأنها كلماتٌ لا تقعُ مَوْقِع الأركانِ الأساسيةِ في الكلامِ، مثلِ المبتدأِ والخبرِ، أو مثلِ الفعلِ والفاعِل، لذلك لا يقعُ الإعرابُ عليها بذاتها وإنما تُعْرَبُ وِفْقَ إعرابِ ما يسُبُقها من الألفاظ، ونظراً لأنها تتْبعُ في إعرابها الألفاظَ التي تسبِقُها، ولا تستقلُّ بذواتِها في الإعرابِ ضمنَ الكلامِ، لذا سُمّيتْ بالتوابعِ.
والتوابعُ التي سنتناولها أربعة هي: النعتُ (الصفةُ) والتوكيدُ والبدلُ والمعطوفُ بالحرفِ .

أولا : النعت
يقسم النعت إلى حقيقيّ وسببيّ
فالنعتُ الحقيقيُ: ما يُبَيَنُ صفة من أوصاف متبوعة مثل: جاء الرجلُ الحليمُ
والنعت السببي: ما يبين صفة من صفات ما يتعلق بمتبوعه أو يرتبط به مثل: جاءَ الرجلُ الحسنُ خطُّهُ. فكلمة الحسن وهي النعت السببي لم تبين صفة الرجل وانما بينت صِفةَ الخطِّ الذي يتعلقُ ويرتبطُ بالرَّجلِ.

ويسمى (الرجل) في كلتا الجملتين المتبوعَ -الموصوفَ- أو المنعوتَ ويسمى (الحليمُ والحسنُ) في الجملتين: نعتاً أو صفةُ تابعةُ أو تابعاً .

أولاً : النعت الحقيقي:
في هذا النوع من النعت يجب أن يَتْبعَ النعتُ الاسمَ المنعوتَ في الإعرابِ، والأفرادِ والتِثْنيةِ والجَمْعِ والتذكيرِ والتأنيثِ والتّعريفُ والتنكيرِ مثل:

*هذا رجلٌ كريمٌ. *هذان رجلان كريمان. *هؤلاءِ رجالٌ كريمون.
*احترمُ العاملَ المخلصَ. *احترمُ العامِلَيْن المخلصين. *احترمُ العامِلِيِن المخلصين.
*أتعاملُ مع بنّاءٍ محترفٍ. *أتعامل مع بناءَين محترفَيْن. *أتعاملُ مع بنائين محترفين.
*هذه طالبةٌ مؤدبةٌ. *هاتان طالبتان مؤدبتان. *هؤلاء طالباتٌ مؤدباتٌ.
*جَرّبتُ السيارةَ الجديدةَ. *جربتُ السيارتين الجديدتين. *جَرّبْتُ السياراتِ الجديداتِ.
*هو يسكنُ في بنايةٍ عاليةٍ. *هما يسكنان في بنايتين متجاورتين. *هم يسكنون في بناياتٍ عالياتٍ.
النعت
شرط النعت الحقيقي

شرط النعت الحقيقي
أ- الأصل في النعت إن يكون اسما مشتقاً كاسم الفاعل واسم المفعولِ والصفةِ المشبهةِ واسمِ التفضيل. مثل: احترمْتُ العاملَالمُجِدَّ، ساعدْ الإنسانَ المقهورَ، هذه امرأةٌ كريمٌ أصلُها، هذا عاملٌ أمهرُ من غيره .
وقد يكون النعتُ اسما جامدا مؤولا بمشتقٍ في الصور التالية:
1- المصدر مثل: هو رجلٌ ثقةٌ ، أي موثوق به
وهي امرأةٌ عدلٌ

2- اسم الإشارة : أحببت المنظرَ هذا ، أي المشار إليه

3- ذو وذات مثل:
مروانُ رجلٌ ذو خُلُقٍ ، صاحبُ
خديجةُ امرأةٌ ذاتُ خُلُقٍ ، صاحبةُ

4- الاسم الموصول مثل: يعجبني المرءُ الذي غامر ، (المغامرُ)

5- عدد المنعوت مثل: سلمت على رجالٍ ثلاثةٍ ، (معدودين)

6- الاسم المنسوب مثل: ساعدتُ امرأةً رومانيةً ، (منسوبةً إلى رومانيا)

7- ما دل على تشبيه مثل: هو رجلٌ ثعلبٌ ، (موصوفٌ بالاحتيال )

8- النكرة التي يراد بها الإطلاق مثل: ساعد رجلاً ما ، (غيرَ مُقَيّدٍ بصفةٍ)

أو التهويل مثل: لأمر ما جَدَعَ َقصيرٌ انفه ، (أي لأمرٍ عظيمٍ)

9- كل وأي الدالتان على كمال الصفة مثل:
هو عالمٌ كلُّ العالمِ ، (كاملُ العِلْم)
هي انسانةٌ ايُّ انسانةٍ ، (كاملة الانسانيةِ)

النعت
أشكال النعت
أشكال النعت
مثلما يكون النعتُ -مفرداً- كلمة- واحدة كما في الأمثلة التي عرضت، فإنه يكون:
جملة فعلية مثل :
رأيت فلاحاً يحرثُ الأرضَ
يحرث: فعل مضارع مرفوع علامته الضمة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود للفلاح
الأرض: مفعول به منصوب علامته الفتحة ، والجملة من الفعل والفاعل والمفعول به في محل نصب صفة لـفلاحاً.

جملة اسمية مثل:
زَرَعْتُ شجرةً نوعُها غريبٌ
نوع: مبتدأ مرفوع علامته الضمة، وهو مضاف.
هـ : في محل جر بالإضافة
غريب: خبر مرفوع ، والجملة الاسمية من المبتدأ والخبر في محل نصب صفة لـ (شجرة)

وقد يكون النعت شبه جملة:
ظرفا مثل:
رَأيتُ عُصْفوراً فوق الشجرةِ
فوق: ظرف زمان منصوب وهو مضاف
الشجرة: مضاف إليه مجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف تقديره مستقراً
شبه الجملة الظرفية في محل نصب صفة لـ (عصفوراً)

أو جاراً ومجروراً مثل:
هذا طفلٌ في سريرِهِ
هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ
طفل: خبر مرفوع
في سريره: جار ومجرور متعلقان بمحذوف تقديره (موجود) وشبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع نعت لـ (طفل).

وهناك من يعتبر أن النعت في الجملتين هو متعلق الظرف (مستقراً) في الأولى و(موجود) في الثانية.

** ويشترط في الجملة أو شبه الجملة الواقعة نعتا أن يكون المنعوت–الموصوف- اسما نكرة لأن الجمل تُعرب بعد النكرات –الأسماء النكرة-صفاتٍ، وتعرب الجمل بعد المعارف-الأسماء المعروفة- أحوالاً.


النعت المقطوع
النعت المقطوع
ويَعني أن النعتَ ينقطع عن تبعية الاسمِ السابقِ له، ولا يعودْ تابعاً له في الإعراب، فيعربُ إعرابا آخر. أما سبب قطع النعت عن الوصفية فهو عائدٌ لأمر بلاغيٍّ خاصٍ، حتى يُؤدَي المعنى الجديدُ بصورة أقوى منها في حالةِ عدمِ القطعِ. وتَتَمَثلُ هذه الصورةُ في إظهارِ المدحِ أو الذّم أو التّرَحُمِ. مثل:
أقتد بعمرَ العادلُ
اقتد: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة
بعمر: اسم مجرور بحرف الجر، علامته الفتحة لانه ممنوع من الصرف
العادل: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو
قُطعَ النعتُ (العادلُ) عن وصف الاسم المجرور قبله فلم يتبعه في إعرابه ، ليؤدي
في الجملة معنى أقوى من الوصف، وهو المدحُ ومثل قوله تعالى"وامرتُه حَمّالةَ الحَطَبِ" فقد قُطعَ النعتُ وهو (حَمالةُ) عن وصف الاسم قبله المرفوع –المبتدأ- ونُصِبَ (حمالةَ) على انه مفعول به منصوب لفعل مقدّر هو (أَذُمُّ حمالةَ الحطب) ليؤديَ معنى أقوى من الوصف وهو الذمُّ.
ومثل: أحسْنْ إلى المحتاجِ المسكينُ ، إذ قطع النعت وهو (المسكين) عن وصف (المحتاج) المجرور قبله، فَرُفِعَ (المسكين)على انه خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، كي يؤدي معنى أقوى من الوصف وهو الترحم والشفقة.

ويلاحظ أن النعت قد يقطع من اجل إظهار المدح أو الذم أو الترحم.

النعت السببي
النعت السببي :
ذكرنا في البداية أن النعت السببي يبين صفة من صفات ما يتعلق بمتبوعه أو يرتبط به، وهذا يعني أن هذا النوع من النعت، لا يصف الاسم السابق له، بل يصف اسماً ظاهراً بعده. مثل:
صَرَفَ صَاحبُ الَمصْنَعِ عاملاً قليلاً إنتاجه
حيث وقعت (قليلاً) صفة للإنتاج لا للعامل.
عاملاً: مفعول به منصوب علامته الفتحة
قليلاً: نعت سببي منصوب علامته تنوين الفتح
انتاج: فاعل للصفة المشبهة باسم الفاعل مرفوع وهو مضاف
هـ : في محل جر بالإضافة

ومثل :
حطَّ العُصفورُ على غصنٍ جميلةٍ أوراقُهُ
غصن: اسم مجرور علامته تنوين الكسر
جميلة : نعت مجرور علامته تنوين الكسر
أوراق: فاعل للصفة المشبهة – جميلةٍ مرفوع وهو مضاف
هـ : في محل جر بالإضافة

حيث تعرب (قليلاً وجميلة) على انهما نعت سببي للاسمين قبلهما (عاملاً وغصنٍ) .
ومع أن (قليلاً) في الجملة الأولى لم تبين صفة الاسم السابق لها –العامل- بل بينت صفة الإنتاج الذي يرتبط بالعامل وينسب إليه بسبب من الأسباب، لذا سميت هذه الكلمة وما يشبهها- في الجملة الثانية- بالنعت السببي.
ويتبع النعت السببي المنعوت (الاسم السابق له) في شيئين: الإعراب والتعريف والتنكير.

ويتبع النعت السببي الاسم اللاحق في شيء واحد هو التذكير والتأنيث مثل:
*هذا رجلٌ كريمٌ ابنُه *هذا رجلٌ كريمةٌ ابنتُه

وإذا كان الاسم اللاحق مفرداً أو مثنى وجب أفراد النعت مثل:
*هذا رجلٌ مبدعٌ ابنُه *هذا رجلٌ مبدعٌ ابناه

وإذا كان الاسم اللاحق جمع مذكر سالماً أو جمع مؤنث سالماً، فالأفضل أن يكون النعت مفرداً مثل:
*هذا رجلٌ كثيرٌ أصدقاؤه *هذا رجلٌ كثيرةٌ بناتُه.ُ

أما إذا كان الاسم اللاحق جمع تكسير، جاز في النعت الإفراد أو الجمع مثل:
*هذا وطَنٌ كَريمٌ أبناؤه *هذا وطَنٌ كِرامٌ أبناؤه.
لتوكيد
مفهوم التوكيد

مفهوم التوكيد
أسلوبٌ ُلغويٌّ تُستعملُ فيه ألفاظٌ مخصوصةٌ من أَجلِ تثبيتِ معنىَ معينٍ في نفس السامع أو القارئ ، وإزالةِ ما يساورهُ من شكوكٍ حَوَلهُ.
مثل: سَمعْتُ الأذانَ ، الآذان
و : حَفظْتُ السّورَة كلَّها
نوعا التوكيد : التوكيد اللفظي والتوكيد المعنوي
التوكيد اللفظي والذي يُلجأ فيه إلى تثبيت المعنى لدى المتلقي عن طريق إعادةِ ذِكْرِ المُؤَكّدِ بلفظِهِ أو بمرادفِهِ، سواءٌ أكان المرادُ تأكيدهُ اسماً ظاهراً أم ضميراً أم فعلاً أم حرفاً أم جملةً مثل:
رأيت سميراً سميراً : حيث أُعيدِ ذِكْرُ الاسمِ المؤكّدِ بلفظه
قامَ وَقَفَ الجالس ُ: حيث أُعيدَ ذِكْرُ الفعلِ المُؤكّدِ بذكر مُرادِفِهِ
ذهبتَ أنتَ : حيث أُعيد ذكرُ الضميرِ المُؤكّدِ المتصلِ بذكر ضميرِ منفصلٍ
عُدْنا نحن : حيث أُعيدَ ذِكْرُ الضميرِ المُؤكّدِ المُتَصِلُِ بذكِر ضميرٍ منفصلٍ
نَزَلَ، َنزَلَ المطر: حيث أُعيدَ ذكرُ الفعلِ المُؤَكدُّ بلفظه
لا، لا أوافق : حيث أُعيدَ ذِكْرُ الحرفِ المُؤَكَّدِ بلِفِظِه
إياكَ ، إياكَ والنفاقَ : حيث أعيد ذكر الضمير المنفصل المؤكد
حَضَرَ الغائبُ ، حَضَرَ الغائبُ : حيث أُعيدَ ذِكْرُ الجملةِ المُؤِكّدةِ المُكَوّنِةِ من الفعلِ والفاعلِ

التوكيد المعنوي

التوكيد المعنوي وفيه يُلجأ إلى استعمال ألفاظٍ مُحَدّدةٍ من أجلِ تثبيتِ المعنى: وهذه الألفاظ هي: (نَفْسُ وعَيْنُ وجميعُ وعامة وكلٌ وكلا وكلتا) مضافة إلى ضمير يلائم المؤكد وغيرها.

تستعمل (نفس وعين) لدفع الاحتمال عن وجودِ شكٍّ حَوّلَ المُؤكّدٍ، مثل: وصَلِ رائِدُ الفضاءِ إلى القمرِ نفسِه : فقد رَفَعت كلمةُ(نفسه) الاحتمالَ عن وصولِ رائدِ الفضاءِ إلى مدارِ القمرِ، أو قربِه، وَوَجّهَت المعنى إلى وصولِهِ إلى كُتْلةِ القمرِ ذاتِها.

وقولنا :
*وصل رَائدُ الفضاءِ إلى القمر عينهِ *تَرَأَسَ القاضي نَفْسُهُ محاكمةَ المتّهم
* ترأس القاضيان أنفسُهما محاكمةَ المتّهم *ترأس القضاةُ أنفسُهم محاكمةَ المتهم
*أكرمت المعلمةَ عينَها *أكرمت المعلمتينِ أعيُنَهما
*أكرمت المعلماتِ أعينَهُنَّ *سلمت على الأميرِ عينِه
*سلمت على الأميرين أعْيُنِهِما *سلمت على الأمراءِ أَعينِهم

هذا ويجوز أن يجر التوكيد بالنفس والعين بحرف الجر الزائد مثل:
*ترأس القاضي بِنْفسِهِ محاكمة المتهم *رأيت المحافظ بعيِنِه يساهم في حملةِ النظافة
حيث تعرب (بنفسه) على أنها مجرورة لفظا بحرف الجر الزائد، في محل رفع توكيد للفاعل. وتعرب (بعينه) اسما مجروراً لفظا بحرف الجر الزائد، في محل نصب توكيد. ويُلاحظُ إنّ المُؤَكّدَ بهاتين اللفظتين (عين ونفس) عندما يكون جمعاً، فإننا نجمع الكلمتين فنقول: سَلَّمْتْ على الأمراءِ أَنْفُسِهِم.
أما إذا كان الاسمُ المُؤكّدَ بهما مثنى، فالأفصحُ أن نجَمعَهما بعدَ المثنى كما هو الحال بعد الجمع، فنقول رجع المسافران(أنفُسُهما) ، (أعيُنُهما)

توكيد الضمائر المتصلة والمستترة

توكيد الضمائر المتصلة والمستترة توكيداً لفظياً ومعنوياً :
توكيدها لفظياً:
إذا شئنا أن نؤكد الضمائر المتصلة أو المستترة لفظياً، فإننا نؤكدها بضمير الرفع المنفصل، سواء أكانت في محل رفع أو نصب أو جر.
فمثال توكيد الضمائر المرفوعة المتصلة
حَضَرْتُ أنا حَضَرْنا نحن
حَضَرْتِ أنتِ حَضَرْتما أنتما حَضَرتُنَّ أنتن
حَضَرَ هو حَضَرَا هما حَضَروا هم

حَضَروا هم
حضر: فعل ماض مبني على الفتح
وا : واو الجماعة ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل
هم : ضمير مبني على السكون في محل رفع توكيد لمرفوع(وا)
ومثال توكيد الضمائر المرفوعة المستترة:
أُحَضِّرُ أنا الدرسَ نُحضّرُ نحن الدرس
عليٌّ ، اعترف هو بخطئه سهادُ ، تقودُ هي السيارةَ

سهادُ ، تقودُ هي السيارةَ
سهاد : مبتدأ مرفوع علامته الضمة
تقود : فعل مضارع مرفوع، فاعله مستتر فيه وجوبا تقديره (هي)
هي : ضمير مبني على الفتح في محل رفع توكيد للضمير المستتر (في تقود) -هي-
السيارة : مفعول به منصوب علامته الفتحة والجملة من الفعل والفاعل والمفعول به،
في محل رفع خبر المبتدأ .

مفهوم البدل

مفهوم البدل:
يقول الأستاذ عباس حسن في تقريب معنى البدل ((لو سمعنا من يقول: عَدَلَ الخليفةُ، لفهمنا المراد، ولكن يظل في المعنى بعضُ النَقْصِ، إذ يتطلع السامع إلى معرفة هذا الخليفةِ واسمهِ: أهو أبو بكر أم عمرُ أم عثمانُ أم عليٌّ؟ ولو أن المتكلم قال: عَدَلَ الخليفةُ عُمَرُ، ما شعرنا بنقص في المعنى لان (عمر) هو المقصود الأساسي بالحكم، أي هو الذي يُنسب إليه العدلُ ، فليس لفظ (الخليفة) هو المقصود الأصيل بهذا الحكم.
فكلمة (عمر) تسمى بدلا، لأنها المقصودة بالحكم بعد كلمة سبقتها لتمهد الذهن لها، وليس بين الكلمتين رابط لفظي يتوسط بينهما. ولذا يعرفون البدل: بأنه التابع المقصود بالحكم المنسوب إلى تابعه من غير واسطة لفظية تتوسط بين التابع والمتبوع)).

أنواع البدل
أ-البدل المطابق ويسمى ايضاً بدل الكل من الكل.
ب-بدل البعض من الكل.
ج- بدل الاشتمال.
د- البدل المغاير.

البدل المطابق

البدل المطابق:
وهو بَدَلُ الشيء مما هو مُطابقُ له مثل قوله تعالى "اهدِنا الصّراطَ المستقيمَ، صراطَ الذين أنْعَمتَ عليهم" فالصراطُ المستقيمُ وصراطُ المُنْعَمِ عليهم يدلان على معنى واحد.
وبذلك تكون لفظة الصراط الثانية هي البدل. وتكون كلمة الصراط الأولى هي المبدل منه، مثل :
1- واضعُ النحوِ الإمامُ عليٌّ. 2- احترمتُ المعلمةَ سعادَ. 3- اتفقت مع المقاولِ خليلٍ.
4- الطبيبةُ سُهادُ مستشارةٌ معروفةٌ. 5- العمادُ صلاحٌ قائدٌ مشهورٌ. 6- تهزَُني قصائدُ الشاعرِ محمودُ درويش.
7- زارنا هذا الرّحالةُ. 8- أقنعني ذلك الرأي المتّزنُ.
9- الصحفيُّ مصطفى بكريُّ ملتزمٌ بقضايا الأمة.

في الأمثلة السابقة نلاحظ أن الألفاظ التي تحتها خط، كانت مطابقة لما قبلها في المعنى:
ففي الجملة الأولى كان البدل (علي) مطابقا في المعنى والإعراب لما قبله (الإمام) .
وفي الثانية كان البدل (سعاد) مطابقاً في المعنى والإعراب لما قبله (المعلمة).
وفي الثالثة كان البدل (خليل) مطابقاً في المعنى والإعراب لما قبله (المقاول).
وفي الرابعة كان البدل (سهادُ) مطابقاً في المعنى والإعراب لما قبله (الطبيبة).
وفي الخامسة كان البدل (صلاح) مطابقاً في المعنى والإعراب لما قبله (العماد).
وفي السادسة كان البدل (محمود) مطابقاً في المعنى والإعراب لما قبله (الشاعر).
وفي السابعة كان البدل (مصطفى) مطابقاً في المعنى والإعراب لما قبله (الصحفيّ ).
وفي الجملة الثامنة كان البدل (الرحالة) مطابقاً في المعنى والإعراب لما قبله (هذا).
وفي الجملة التاسعة كان البدل (الرأي) مطابقاً في المعنى والإعراب لما قبله (ذلك).


البدل البعض من الكل

بدل البعض من الكل:
وهو الذي يكون فيه البدل جزءاً حقيقياً من المبدل منه وهو بدل الجزء من الشيء كله.
صَرَفْتُ المالَ رُبْعَهُ أو نِصْفَهُ أو ثُلْثَهُ عالجَ الطبيبُ المريضَ رأسَه
جاء والداك : أُمُّكَ وأبوك هَبَطَ الطائر على العمارةِ برجِها
أُعْجِبْتُ بالكتابِ غلافِه أَنْجَزْتُ البحثَ فهارسَهُ

فكلمة (ربع) الواردة في الجملة الأولى هي جزء من كل من المال وهي منصوبة على أنها بدل بعض من كل وكذلك ( نصْفَهُ ) و( ثُلْثَهُ ) .
و( رأس ) في الثانية هي جزء من المريض. و(أُمّ) في الثانية هي جزء من الأبوية وهي مرفوعة على أنها بدل.
و(برج) في الجملة الرابعة هي جزء من العمارة، وهي مجرورة لأنها بدل من مجرور.
و(غلاف) في الجملة الخامسة هي جزء من الكتاب، وهي مجرورة لأنها بدل من مجرور.
و(فهارس) في الجملة الأخيرة هي جزء من البحث، وهي منصوبة لأنها بدل منصوب.

ويلاحظ أن المفردات الواقعة بدلاً في الجمل كلها ارتبطت بالاسم الذي أبدلت منه بضمير يعود على ذلك الاسم ويطابقه . ويلاحظ ايضاً أن بدل البعض من الكل هو جزء حسيّ - ماديّ- من المُبدل منه.

بدل الاشتمال

بدل الاشتمال:
وهو بدل الشيء مما يتضمنه ويشتمل عليه، شريطة ألا يكون جزءاً حقيقياً –حسياً- من أجزاء المُبدل منه. مثل:
أعجبني الطبيبُ لطفُهُ : لطفُ :بدل مرفوع من فاعل
أحببتُ القائدَ شجاعتَهُ : شجاعة: بدل منصوب من مفعول به
وأُعجِبْتُ بالوردةِ رائحتِها : رائحةِ: بدل مجرور من مجرور
استاء المشاهدون من المذيع بذاءَتِهِ : بذاءَتِهِ : بدل مجرور من مجرور
تشدني الفضائيةُ . . . برامجُها . برامج ُ: بدل مرفوع من فاعل

فكلمة (لطف) وهي بدل اشتمال من الطبيب، اذ اللطف سمة من سمات أخلاق الطبيب ولكنها ليست جزءاً حسيا منه مثل اليد والعين والرأس. وكذلك (شجاعة) هي بدل اشتمال مرفوع من القائد. والأمر نفسه يقال في (رائحة) هي بدل مجرور من الوردة، وليست الرائحة جزءاً من مكونات شجيرة الورد كالساق والأوراق والأزهار. ومثلها (بذاءة) فهي مما تشمله أخلاق المذيع، وليست جزءاً خَلْقياً منه. أما (برامج) في الجملة الأخيرة فهي بدل مرفوع من الفضائية التي قصدنا ألا نسميها . . . سموها انتم !! وهي من السمات المعنوية للفضائية تلك .

يلاحظ في بدل الاشتمال أن المفردات الواقعة بدلاً ارتبطت بالاسم الذي أبدلت منه بضمير يعود عليه ويطابقه .ويلاحظ ايضاً أن البدل في هذا النوع هو جزء (شيء) معنوي مما يشتمله المبدل منه، وليس شيئاً من مكوناته الخَلْقيّةِ.

البدل المغاير (المباين)
وهو إبدال الشيء مما يغايره (يخالفه) بحيث لا يكون مطابقاً له في المعنى، ولا بعضاُ منه، ولا يكون المبدل منه مشتملاً عليه وهو يقع في الكلام، ولا يجوز أن يقع في الكتابة. ويقسم إلى قسمين:

أ- بدل الغلط والنسيان
وفيهما يُذكرُ المبدلُ منه خطأً، ويأتي البدلُ ليُصَوّبَ الخطأَ ويتدارك المتكلّمُ ما وقع فيه من خطأ. مثل أن يذكر المتكلم جملة بدل : بنى الرومانُ الأهراماتِ ، ثم يفطن انه اخطأ فيعود ليقول:
بنى الفراعنةُ الأهراماتِ أو يقول آخر: صَلَّيْتُ البارِحَةَ الظُّهْرَ في الحقلِ ، ثم يتنبه فيقول : صليت البارحة العَصْرَ في الحقل.
فقد ذُكرت في الجملتين كلمتان خطأً هما الأولى (الرومان) والتي صوبها المتحدث بكلمة (الفراعنة) والثانية (الظهر) والتي صوبت بكلمة (العصر)، حيث اعتُبرنا من نوع بدل الخطأ والنسيان أي أن المفردتين (الفراعنة والعصر) ليستا بدل غلط وإنما هما تصويبان للغلط .

ب- بدل الإضراب
وهو الذي يَطلبُ فيه المتحدثُ إلى المستمع أن ينصرفَ ( يُضْرِبَ) عن أمرٍ ذَكرهُ له ويتجه إلى غيره ، كأن يقول له سافر بالطائرة، ثم يعود ليقول له سافر بالباخرة. أي انه صرف النظر عن المعنى الأول واتجه إلى الأخر.
هذا ويجب إلا يرد هذان النوعان من البدل في الكتابة، وحتى في الكلام فإن المتحدث مطالب بأن يتجنبهما ما استطاع لِيُجَنَّبَ المستمعَ الإرباكَ الناجمَ عن عدم الثقّةِ في تلقيه الرسالةَ بوضوح من جانب المرسل. ويُجَنِّبَ نَفَسَهُ الإرباكَ الذي يتسببُ فيه النطقُ بالخطأِ والحَرَجِ الذي يَتَرتّبُ على إعادةِ الحديثِ من أجْل تصحِيحِه. ومن هنا فإن الوقاية من الوقوع في الخطأ أثناء الكلامِ تظلُ أحسنَ من الوقوعِ فيه ثم علاجِه، ولكنّ العِصّمَةَ من الخطأ لا تكونُ للبشر، ولأن أحداً غيرُ معصوم منه. فإن على المتحدث أن يتدارك خطأهُ ويصَوّبَهُ على الفورِ وبخاصةٍ قارئي نشرات الأخبارِ في الإذاعةِ والتلفزيون.

العطف
مفهوم العطف

مفهوم العطف
يُقَصدُ بالعطف في النحو اتباعُ لفظٍ لآخرَ بواسطة حرف، ففي تركيب العطف يوجد تابع يتوسط بينه وبين متبوعة حرف من حروف العطف لتؤدي جملة العطف معنى خاصاً.
وهذا يعني أن تركيب العطف يتضمن: المعطوف عليه وحروف العطف والمعطوف ثم المعنى المستفاد من التركيب.
في الجملة: سافرَ سعيدٌ وسليمٌ
نعتبر(سعيد) هو المعطوف عليه، و(الواو) ،حرف العطف، و(سليم) المعطوف.
والمعنى المستفاد هو المشاركة.

وما دامَ العَطفُ من التوابعِ، فإن المعطوفَ يَتَبْعُ في إعرابِهِ المعطوفَ عليهِ رفعاً ونصباَ وجراً.

حروف العطف ومعانيها
الواو :
وتُفيد الاشتراكَ في الحُكْمِ بين المعطوفِ عليه مثل:
سَافَرَ سعيد وسليمٌ

الفاء :
وتفيد الترتيب مع التعقيب ، ومعنى التعقيب: قِصَرُ المُهْلَةِ الزُمنيةِ التي تَنقضي بين وقوعِ المعنى على المعطوف عليه، ووقوعه على المعطوفِ، مثل(وَصَلِتْ الطائرةُ فَخَرَجَ المسافرون ، وأولُ منَ خَرجَ النساءُ فالرجالُ) فخروجُ المسافرين يجيءُ سريعاً بعد وصولِ الطائرةِ، وخروجُ الرجال يكونُ بعدَ خروجِ النّساءِ مباشرةً من غير انقضاءِ وقتٍ طويل.
وقِصَرُ الوقتِ متروكُ تقديرُه للعُرْفِ الشائع، إذ لا يمكنُ تحديدُ الوقتِ القصيرِ أو الطويلِ تحديداً عاماً يشمل كلَّ الحالاتِ، فقد يكونُ الوقتُ قصيراً في حالةٍ معينةٍ، ولكنه يُعَدُّ طويلاً في أخرى .

أحكام تتعلق بالعطف

4- أحكام تتعلق بالعطف:
1- عَرَفنا أن عطفَ الاسمِ على نظيرِه يُعْتَبرُ من عطفِ المُفرداتِ-غيرِ الجملِ-وقد وَرَدَتْ أمثلةٌ كثيرةٌ على ذلك.

2- وكما يُعَطفُ الاسمُ على الاسمِ، كذلك يُعَطفُ الفعلُ وَحَدَهُ دون فاعلِهِ على نظيرِهِ عطفَ مفرداتٍ مثل:
إذا ضلَّ المرءُ وتمرّدَ أو خرجَ على أعرافِ قومه نبذوه
إذا : حرف مبني على السكون
ضل : فعل ماضٍ مبني على الفتح
المرء : فاعل مرفوع علامته الضمة.
أو : حرف عطف مبني على السكون
تمرد : فعل ماض معطوف على (ضل) بالبناء على الفتح، وفاعله مستتر فيه
أو : حرف عطف
خرج : فعل ماض معطوف على فعل ماض مبني على الفتح (تمرد) ،وفاعله مستتر فيه
على أعراف : جار ومجرور متعلقان-(خرج)
قوم : مضاف إليه مجرور ،وهو مضاف
هـ : في محل جر بالاضافة
نبذوا : فعل ماض مبني على الضم، لاتصاله بواو الجماعة, وهي في محل رفع فاعل
هـ : ضمير مبني في محل نصب مفعول به

فالفعلان تمرد : خرج، يُعرَبُ كلُ منهما معطوفاً على ما هو مبني على الفتح ولو عطفنا الفعلين على (ضل وفاعله المرفوع-المرء- فكان العطفُ عطفَ جُملةٍ على جملةٍ لا عطف مفردٍ على مفرد.

3- وتُعْطَفُ الجملةُ على الجملةِ مثل : تزودتْ الطائرةُ بالوقودِ ثم أقلعتْ( فالجملة المكونة من اقلع وفاعلها العائد إلى الطائرة).

تزودتْ الطائرةُ بالوقودِ ثم أقلعتْ
تزود : فعل ماضي مبني على الفتح، التاء للتأنيث
الطائرة : فاعل مرفوع علامته الضمة
بالوقود : جار ومجرور متعلقان بـ( تزود)
ثم : حرف عطف مبني على الفتح
اقلع : فعل ماض مبني على الفتح والتاء للتأنيث، والفاعل مستتر تقديره (هي) يعود
للطائرة والجملة من الفعل والفاعل معطوفة على جملة (تزودت)

4- وكما يُعَطَفُ الاسمُ الظاهرُ على نظيرِهِ ،يُعْطَفُ الضميرُ على الضمير مثل:
انا وأنت صديقان : عُطِفَ الضميرُ المنفصلً (أنت) على المنفصل(أنا)
أنا وأنت صديقان
أنا : ضمير مبني على السكون في محل رفع مبتدأ
و : حرف عطف مبني على الفتح
أنت : ضمير مبني على الفتح وهو معطوف على (أنا) بالرفع
صديقان : خبر مرفوع علامته الالف لانه مثنى

واحترمتهم وإياكم : عُطِفَ الضميرُ المنفصل (إياكم) على الضمير المتصل (هم).

منقول

ابو فداء 26 - 2 - 2014 08:39 PM

رد: التوابع
 
مشكوووووره
نفسي اتعلم اللغه العربيه
موووودتي

الامير الشهابي 26 - 2 - 2014 08:57 PM

رد: التوابع
 
بارك الله فيك أختي الفاضله عاشقة الوطن
لك التقدير على هذا الطرح الراقي الذي يفيدنا
خاصة وأنني بحاجة فعلاى لفهم اللغة العربيه
التي احبها جدا ..
لك التقدير الخاص

زوج السيدة المدير 26 - 2 - 2014 09:55 PM

رد: التوابع
 
يعطيك العآفيه على الموضوع
لاحرمنا منك ..آبدآ..ولآمن تميزك..
بآنتظار جديدك المتميز

الآماكن 26 - 2 - 2014 10:01 PM

رد: التوابع
 
مجهود رائع وموضوع قيّم
استمتعت بتواجدي بصفحتك

بانتظار المزيد من هذا العطاء

لك مني ارقّ تحية وأعذبها

دمت بخير

أم يــــافا 27 - 2 - 2014 10:08 AM

رد: التوابع
 
شكرا على هذا الطرح القيم
يعطيك ألف عافية


جمال جرار 28 - 2 - 2014 07:53 AM

رد: التوابع
 
يعطيك العافية عاشقة الوطن

روح الياسمين 28 - 2 - 2014 08:07 AM

رد: التوابع
 
#cc#يسلمو على الطرح الرائع
لا عدمنا حضورك
تحياتي لك#cc#






بن زيدون 28 - 2 - 2014 11:20 AM

رد: التوابع
 
انها اللغة العربية ........سحر.... وعبقرية في حروفها.....................لك وقفة احترام الاخت عاشقة الوطن


hakimnexen 28 - 2 - 2014 06:10 PM

رد: التوابع
 
بارك الله فيك أختي الفاضله عاشقة الوطن


الساعة الآن 08:50 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى