العوامل الظاهرة المؤثرة في تشكيل سطح الأرض
العوامل الظاهرة المؤثرة في تشكيل سطح الأرض لا تقتصر العوامل التي تشكل تضاريس سطح الأرض على العوامل الباطنية التي ذكرناها فحسب، بل إن هناك عوامل أخرى فوق سطح الأرض تعمل هي أيضا على تشكيل التضاريس، وتعرف هذه العوامل باسم العوامل الظاهرية أو عوامل التعرية، وهي المياه والرياح والجليد. أولاً : المياه الجارية . تنشأ المياه الجارية على سطح الأرض من سقوط الأمطار على الهضاب والجبال، ويتجمع الجانب الأكبر من مياه الأمطار ليتحول إلى أنهار وسيول تشق طريقها بين الصخور الصلبة وفي الأرض اللينة من منابعها إلى مصباتها. أما الجانب الآخر من مياه الأنهار فيتسرب في مسام سطح الأرض ثم يتفجر على شكل عيون أو يتجمع فتمتلئ به الآبار. لهذا تعتبر الأمطار نعمة من نعم الله الكبرى علينا، لأنها تمد الإنسان والحيوان والنبات بحاجته من الماء العذب، يقول الله تعالى (وَجَعَلنَـا مِنَ الماء كل شيء حي (1). أما دور الأمطار في تشكيل سطح الأرض فيتمثل في عمل الأنهار والسيول ويتضح هذا فيما يأتي: 1- النحت (الهدم): تقوم مياه الأنهار والسيول أثناءَ جريانها بتفتيت الصخور واقتلاعها من أماكنها ونحت الطبقات التي تجري عليها، وينشأ عن ذلك أشكال تضاريسية متنوعة علىسطح الأرض أهمها: أ - مجرى النهر: وهو الجزء الذي تتجمع فيه مياه النهر وتجري فيه من المنبع إلى المصب. ب- وادي النهر: وهي الأراضي التي مهدها النهر وسواها قبل أن يتخذ لنفسه مجرى محددًا فيها، ويكون وادي النهر عادة على شكل حرف 7 شكل (22). 2 - النقل (الحمل) : ينقل النهر فتات الصخور التي تفتتها الأمطار وكذلك الفتات التي ينحتها بتياره من مكان لآخر، وتتوقف قدرة النهر على نحت الصخور ونقل فتاتها على سرعة تياره وكمية المياه التي تجري فيه. 3- الإرساب: يرسب النهر ما يحمله من فتات الصخور عندما يضعف تياره وتهدأ سرعته، ويزداد الإرساب عند مصبه حيث تضعف لسرعته تماما. وينشأ عن الإرساب السهول ذات التربة الخصبة على جانبي النهر. والدلتا: وهي أرض تنشأ نتيجة استمرار إرساب النهر عند مصبه في بحر أو بحيرة خلال سنوات طويلة مثل دلتا نهر النيل (2) انظر (شكل 23). وتنتشر مجاري الوديان الجافة في أنحاء الجزيرة العربية، خاصة في مناطق المرتفعات الغربية، وتتحول هذه الوديان عقب سقوط الأمطار إلى مجارٍ مائية مؤقتة تنحدر شرقًا وغربًا. وقد أنشئت السدود على بعض الوديان الهامة للاحتفاظ بمياهها التي تتجمع فيها عقب سقوط الأمطار للاستفادة منها في الزراعة والشرب، مثل سد أبها وسد وادي جيزان وتحمي هذه السدود الأهالي من السيول التي تتلف مزارعهم وتهدم منازلهم وتْقضي على مواشيهم. ثانياً : الرياح : سبق أن ذكرنا أن الكرة الأرضية يحيط بها غلاف غازي من الهواء. ويعرف الهواء وهو في حالة سكون الجو، وإذا تحرك الهواء من مكان لآخر عُرف باسم الرياح. وتعتبر الرياح أهم العواهلِ الظاهرية التي تشكل السطح في المناطق الصحراوية لجفافها وتشقق صخورها بسبب تمددها نهاراَ وانكماشها ليلاً، وفيما يلي عمل الرياح فيها: 1- النحت: تنحت الرياح الصخور في الصحاري بواسطة الرمال العالقة بها والتي تكون المعاول التي تساعدها على النحت، وكلما زادت سرعة الرياح كلما زادت قدرتها على النحت. ويزداد نحت الرياح في الطبقات السفلى من الصخور على الطبقات العليا بسبب كثرة ما تحمله من رمال لتساعدها على النحت إلى جانب أنها تكون أسرع في الطبقات السفلية عن الطبقات العلوية، وينشأ عن نحت الرياح ما يلي: أ- تسوية سطح الأرض من أي مرتفعات، وذلك بسبب نحت الأجزاء المرتفعة حتى تصبح في مستوى ما يجاورها. ب- تكوين الموائد الصحراوية حينما تكون الطبقات العليا للصخور أشد صلابة وأكثر مقاومة للنحت بينما تكون الطبقات السفلى لينة تساعد الرياح على نحتها، انظر (شكل 24). 2- النقل : تنقل الرياح الرواسب الصحراوية من مكان إلى مكان آخر، وتتوقف قدرتها على النقل على سرعتها، فإذا كانت الرياح سريعة فإنها تدفع الحصى أمامها وتحمل الرمال تاركة الصخر عاريًا وينشأ عن ذلك تكوين الصحاري الصخرية. أما إذا كانت الرياح ضعيفة فإنها لا تحمل سوى الأتربة الناعمة وتترك الحصى والرمال وينشأ عن ذلك تكوين الصحاري الحصوية والرملية. http://www.iu.edu.sa/edu/mutawasit/geo1_sa23.gif شكل (24) نحت الرياح من صخور الصحراء وتكوين الموائد الصحراوية 3- الإِرساب: ترسب الرياح ما تحمله من رمال وأتربة إذا ما ضعفت قوتها فجأة وعجزت عن حمل حمولتها، أو إذا اعترضها عائق (من كتل صخرية أو نباتات) يجعلها تلقي بحمولتها وتكومها عليه. وأهم ظاهرات التضاريس التي تنشأ عن إرساب الرياح: الكثبان الرملية الصحراوية والساحلية: وهي أكوام من الرمال يختلف شكلها تبعا لاتجاه رياح، فهي تكون هلالية إذا كانت الرياح تهب بانتظام من اتجاه واحد، وتكون بيضاوية أو دائرية إذا كانت الرياح غير منتظمة في هبوبها انظر (شكل 25) الكثبان الرملية في الصحراء شكل (25) حجز الرمال بالتشجير شكل (26) ثالثا : الجليد . يتساقط الثلج في المناطق الباردة في أقصى شمال قارات آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وفي القارة القطبية الجنوبية وعلى قمم الجبال والهضاب العالية، وتتراكم الثلوج عاما بعد عام حتى يتكون منها في النهاية مسطحات عظيمة من الجليد يصل سمكها في بعض الأحيان مئات الأمتار. ويؤثر الجليد في تشكيل سطح الأرض، وفيما يلي أشكال الجليد في الطبيعة وأثرها في تشكيل السطح. 1- الغطاءات الجليدية: وهي مساحات واسعة من الأرض يغطيها الجليد بسمك كبير مثل القارة القطبية الجنوبية. 2- الحقول الجليدية: وهي قمم المرتفعات التي يتجمع فيها الثلج وتخرج منها ألسنة من الجليد تعرف بالأنهار الجليدية. 3- الأنهار الجليدية: وهي ألسنة الجليد التي تخرج من الحقول الجليدية وتنحدر على سفوح المرتفعات على شكل مجارٍ من الجليد، وتتميز بقصرها إذ إن طولها لا يزيد على ثلاثة كيلومترات في أغلب الأحيان، كما تتميز باستقامتها وبطء سرعتها لأن الجليد جسم صلب، وتبلغ سرعتها في المتوسط 10 أمتار في اليوم الواحد. ومن الملاحظ على الأنهار الجليدية أنها تقصر في الصيف عما كانت عليه في الشتاء بسبب ذوبان الجليد، كـما أن الجليد المتراكم على قمم المرتفعات حين ينصهر في الربيع أو الصيف يكون مصدرا لفيضان الأنهار. وللأنهار الجليدية تأثير في تشكيل سطح الأرض بما تحدثه من أودية نحتها الجليد أو خلجان ضيقة مستطيلة على الشواطئ أو ركامات من الصخور رسبها الجليد وتركها عندما ذاب. http://www.iu.edu.sa/edu/mutawasit/geo1_sa26.gif أنهار جليدية الحقول الجليدية |
مشكوور ع الموضوع الرااائع
رورو |
|
مشكور على الطرح ويعطيك العافية
ما ننحرم مواضيعك :sCh_elmodance2[1]: |
الساعة الآن 09:56 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |