فرحة العمر
جلس على طرف طاولة حولها ثمانية عشر كرسي ، وجاءت المربيه ووضعت أمامه كأسا من الحليب مع العسل وشطيرتان من الخبز ، إحداهما الزبدة والمربى والأخرى عليها قطعتان من الجبن
سأل عن الوالد والوالده أجابته قائلة بأن الوالد نام خارج البيت والسيده الوالده كانت قد اصدرت أوامرها بأنها تريد ايقاظها الساعة الواحدة وليس قبل ذلك.. على الناحية الثانية من المدينه . بالكاد كان يجلس حول مائدة صغيرة ستة أفراد وأمامهم صحن من الفول وآخر من الزيت وبجانبه الزعتر وابريق من الشاي ليملؤوا منه ما بقي من فراغ جوعهم شايا!! انهوا افطارهم وحمدوا الله وقام محمد وهند وعبدالكريم لتناول شنطهم المدرسية ودفتر محاضراتهم وتوجهوا الى مدارسهم وكلياتهم ارتدى ابو رائد حذاءه وهمّ بالخروج ،فاذا برائد يقبل يده ويقول له : ادع لي يا والدي فاليوم لدي مقابلة للعمل قد تغير مجرى حياتنا ، دعا له والده بالتوفيق وقد أدمعت عيناه . وهو بطريق خروجه من المنزل قبل يد والدته وسرعان ما ارتفعت يديها لتكمل مشوار الدعاء له فتقول :اللهم وفقه وارض عنه اللهم افتحها في وجهه واجعل القبول امامه اقرأ يا حبيبي دعاء الاتكال على الله ولا تنسَ الفاتحة والمعوذتين.. استقل رائد الباص وهو يدعو الله ويقرأ ما أوصته به والدته . وذلك في ذات الوقت الذي كان يستقل فيه سمير سيارته الفاخره متوجها الى جامعته يتحدث فيها عبر الهاتف مع أصدقائه ويستمع الى الموسيقى الصاخبه فاتحا نافذة سيارته ليتكرم عمن يمر عليهم بإتحافهم بتلك الموسيقى والتي تنم عن اخلاقه وصل لجامعته ليلتقى بشلته الطائشه ويسمع أحدهم يقول اليوم لن نحضر اية محاضرة فمعي من السجار ما تفضلون سر الجميع وانطلقوا يهنؤون بها وهناك كان رائد قد اتم المقابله وتم تعيينه رسميا اعتبارا من بداية الأسبوع المقبل ليخرج والدنيا لا تكاد تسعه من الفرحه ، خرج متوجها الى الشارع واقفا الى جانب الأشارة الضوئيه منتظرا ضوءها الأخضر ليعبر الشارع ويفرح والدته بقرار تعيينه وتقبل الله دعواتها ويحتفل معها بأولى خطوات التغيير في حياة العائلة.. في تلك اللحظة كانت تراوده افكار شتى آه من الراتب الأول ان شاء الله سأشتري به حطة وعقال جديدة للوالد أما الوالده فساعطيها مائتي دينار لتشتري لها ولأخوتي ما يشاؤوا وجدي ابو العبد والجده سافرحهم براتبي الأول ولن انتظر الراتب الثاني ان شاء الله .. أخضرت الأشارة فسارع ليقطع الشارع واذا بسيارة ذات موسيقى صاخبة تقطع الأشارة الحمراء وتدعم رائد ليطير بالجو ويهوي على الأرض جثة هامدة ،وتكمل السيارة سيرها وكأن شيئا لم يكن! وفي المستشفى وقفت عائلته وقد وصلها خبر فقدانه قبل خبر تعيينه عند أحدى الغرف ليرتلوا بعض آيات القرآن ويحمدوا الله ربهم ، فالله أعطى والله أخذ وديعته الحمد لله الحمد لله اللهم تقبله مع النبيين والشهداء أما على الناحية الثانية من نفس الشارع كانت نفس السيارة الفاخرة التي تحمل أربعة من المتهورين يغسلون سيارتهم من بقايا دماء قد لوثتها ، فكان هناك من قطع الأشارة الحمراء ليتفاجأ سائقها بمتهور لم يقف لسيارته حتى أنه لم يستطع استخدام المكابح في الوقت المناسب!! و بعد التحقيق في المكان اقفل المحضر في قضية وفاة رائد وقُيِّد الحادث ضد مجهول.. هذه اولى محاولاتي ولا بد من شكر صديقة لي ، والتي أجرت بعض التعديلات والأقتراحات مشكورة قبل النشر |
رد: فرحة العمر
هي محاوله جميله
موودتي |
رد: فرحة العمر
محاولة رائعة
ان البر لا يبلى والديان لا يموت افعل ما شئت كما تدين تدان تسلم الايادى دمت بود |
رد: فرحة العمر
رائع اخي ابو جمال
ولا تقف ايضا عند مجهول ولكنها تتعدى ذاك احيانا بعبارة راس مالها فنجان قهوة سادة وكل هذا من باب الاستهتار بحياة الناس والواسطة والمحسوبيه خطوات نتمنى ان تستمر والى الامام راقت لي بقدر الوجع الساكن فيها |
رد: فرحة العمر
و بعد التحقيق في المكان اقفل المحضر في قضية وفاة رائد وقُيِّد الحادث ضد مجهول..
الله اكبر يا ابو جمال هذه الحالات تتكرر كل يوم وكل حين ولا عقاب ولا رادع الف شكر وتحية لك |
رد: فرحة العمر
لماذا هذه المأساوية وهذا التشاؤم يا ابو جمال
قصة محزنة وواقعية تحياتي لك |
رد: فرحة العمر
قلم معبّر يا ابو جمال
تسلم يداك وان شاء الله نقرأ لك لاحقا المزيد تحياتي ايها الفاضل |
رد: فرحة العمر
قصة تقارن بين المبالاة واللامبالاة والقيم ومن يمتلكها وفاقدها ولكن لم كل مرة في الحياة ينتصر الباطل على الخير
|
رد: فرحة العمر
دائما الفرحة ناقصة وغير مكتملة
تسلم الايادي |
رد: فرحة العمر
شكرا لكم مروركم العطر ومداخلاتكم القيمه الطيبة
ومرة أخري أشكر ( ش ) على كرم تدقيقها وتصحيحها لأخراجها بشكلها الحالي |
الساعة الآن 04:01 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |