منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   صفحات من التاريخ وحضارات الأمم (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=201)
-   -   مدن أثرية وآثار (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=9532)

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 03:15 AM

مدن أثرية وآثار
 
مدن أثرية وآثار

ارم ذات العماد
ألم تر كيف فعل ربك بعاد، إرم ذات العماد، التي لم يخلق مثلها في البلاد
(الفجر : 6 -8 )
إرَم ذات العماد أو مدينة الألف عمود كما تسمى باللغات الأوروبية Irem ،Ubar ،Wabar إضافة إلى "City of a Thousand Pillars" والتي تعني مدينة الألف عامود. ورد ذكرها في سورة الفجر في القرآن الكريم، وقد اعتبرها بعض الباحثين والمؤرخين أنها مدينة في حين اعتبرها البعض الأخر مثل الطبري أنها قبيلة من بني عاد، كما قيل انها قبيلة ضربها الله بغضبه لكثرة خطاياها، وحسب خبراء الآثار يعتقد أن عمر هذا الأنقاض يعود لنحو 3000 سنة ق.م..
وإرم ذات العماد هي مدينة عاد قوم هود الذين أهلكهم الله بريح صرصر عاتية.. وجاء ذكر قوم عاد ومدينتهم إرم في سورتين من سور القرآن الكريم سميت إحداهما باسم نبيهم هود‏ ( عليه السلام‏)‏ وسميت الأخرى باسم موطنهم الأحقاف‏، وفي عشرات الآيات القرآنية الأخرى التي تضمها ثماني عشرة سورة من سور القرآن الكريم .
ويذكر بعض الأَخباريين أنَ «عاداً» وبعض الأمم القديمة هم من نسل «إِرم بن سام بن نوح»، فإِرم عندهم اسم أحد أبناء سام، وإِليه تُنسب قبيلة عاد. ولكن ليس في التوراة ذكر لقبيلة «عاد». ويستظهر جرجي زيدان أن «هدورام» المذكورة في التوراة (الإِصحاح العاشر /الآية 7، والإِصحاح الأول /الآية 2)، هي عاد، وهي عنده من الأمم الأرامية القديمة. وقد ورد لفظ «أرام» في الإِصحاح العاشر في عداد أبناء سام: «بنو سام: عيلام، وأشور، وأرفكشاد، ولود، وأرام»، ولكن لم يرد في التوراة لفظ «إِرم» المذكور في القرآن الكريم والموصوف بذات العماد.
وقد ورد اسم موضع قبيلة عاد في القرآن الكريم على أنه في «الأحقاف». وذلك في قوله تعالى: (واذكُرْ أخَا عَاد إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بالأحْقَاف) (الأحقاف /الآية 21). وأكثر الأخباريين والمفسّرين على أن الأحقاف في بلاد اليمن . فذكر ياقوت أن الأحقاف المذكورة في القرآن الكريم هي وادٍ بين ُعمان وأرض مَهرة، أو هي رمال مشرفة على البحر بالشِحْر من أرض اليمن.
إِن ورود لفظ «الأحقاف» في الآية الكريمة قد دفع بعض الأخباريين إِلى اختراع خبر طويل حول «إِرم ذات العماد»، وقد أورد ياقوت الخبر مفصلاً في معجم البلدان (مادة أحقاف ومادة إِرم) وخلاصته أن إِرم ذات العماد كانت باليمن بين حضرموت وصنعاء، بناها شَدّاد بن عاد، وأن شدّاداً كان ملكاً جبّاراً ولَما سمع بالجنة وما أعدّ الله لأوليائه من قصور الذهب والفضة والمساكن التي تجري من تحتها الأنهار أراد أن يبني مدينة يضاهي بها الجنة، فأمر أعوانه أن يختاروا لها مكاناً مناسباً وأغدقَ عليهم الأموال وأمرهم بجمع ما في البلاد من الذهب والفضة والجواهر الكريمة، وجعل فيها العَمد الطوال وأجرى فيها الأنهار وجعل أشجارها من الذهب وثمرها من الياقوت وبنى فيها ثلاثمئة ألف قصر وبنى لنفسه قصراً منيفاً عالياً، فجاءت المدينة أعجوبة لا نظير لها في البلاد. فأرسل الله إِليه هوداً عليه السلام ليهديه سواء السبيل ولكنه لم يستجب لدعوته وتمادى في كفره وطغيانه، فأهلكه الله وقومه بالصيحة، وساخت المدينة في الأرض فلم يدخلها أحد بعد ذلك. وقد علق ياقوت على هذا الخبر بقوله: «هذه القصة ممّا قدّمنا، البَراءَة من صحتها، وظنّنا أنها من أخبار القُصّاص المنمقة وأوضاعها المزوّقة».
وقد ذكر ابن خلدون أن قوم عاد هم بنو عاد ابن عوص بن إِرم بن سام، وأن مواطنهم الأولى بأحقاف اليمن من عُمان إِلى حضرموت والشحر، وذكر ما يقال من أن أباهم عاداً كان أول من ملك من العرب وقد طال عمره، وكثر ولده فبلغوا أربعة آلاف وتزوج ألف امرأة، ثم أورد ابن خلدون كلاماً للزمخشري والبيهقي والمسعودي حول خبر شدّاد بن عاد، ثم علّق على هذه المرويات بقوله: «والصحيح أنه ليس هناك مدينة اسمها إِرم وأن هذا من خرافات القُصّاص، وإِنما ينقله ضعفاء المفسّرين»، وعنده أن «إِرم» المذكورة في القرآن إِنما هي القبيلة لا البلد..
والأحقاف لا يراد بها في القرآن الكريم أحقاف اليمن، فالأحقاف لغةً هي جمع حقف، وهو المعوجّ من الرمل، ولا يعني لفظ الأحقاف موضعاً بعينه، وفي بلاد العرب أحقاف كثيرة متفرقة في نواحيها، وقد نقل ياقوت عن أحدهم أن الأحقاف جبل بالشام، فالقول إِن موضع إِرم ذات العماد هو في بلاد اليمن غير مقطوع بصحته.
وقد ذهبت طائفة من الباحثين إِلى أن «إِرم ذات العماد» إِنما كانت في بلاد الشام، وذهب بعضهم إِلى أنها دمشق عينها، وفي قول ثالث إِنها الاسكندريه ولم يعثر على كتابات ونقوش لعاد تعين على معرفة موضعها على وجه التحقيق.
فإرَم ذات العماد هي مدينة عربية مفقودة تقع في القسم الجنوبي لشبه الجزيرة العربية في اليمن ويذكر أنها كانت مدينة غنية وكانت تشكل مركزا تجاريا هاما في منطقة الشرق القديم، وقد ذكر في القرآن أن سكانها كانوا من العرب البائدة من قبيلة عاد.
ويذكر أنه ورد ذكر إرَم في بعض الرقم الطينية القديمة لمدينة ايبلا في سوريا.
وذكر قوم عاد في القرآن الكريم يعتبر أكثر إنبائه بأخبار الأمم البائدة إعجازا‏،‏ وذلك لأن هذه الأمة قد أبيدت إبادة كاملة بعاصفة رملية غير عادية‏..‏ طمرتهم وردمت اثارهم حتى أخفت كل أثر لهم من على وجه الأرض‏،‏ وبسبب ذلك أنكرت الغالبية العظمى من الأثريين والمؤرخين وجود قوم عاد‏،‏ واعتبروا ذكرهم في القرآن الكريم من قبيل القصص الرمزي لاستخلاص العبر والدروس‏،‏ بل تطاول بعض الكتاب فاعتبروهم من الأساطير التي لا أصل لها في التاريخ‏،‏ ثم جاءت الكشوف الأثرية في الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين بالكشف عن {مدينة إرم } في ظفار 150كيلو متر شمال مدينة صلالة جنوب سلطنة عُمان و80 كيلو متر من مدينة ثمريت ‏.
إرم ذات العماد في التأريخ الاسلامي في تفسير ماجاء عن‏ (قوم عاد‏)‏ في القرآن الكريم نشطت أعداد من المفسرين والجغرافيين والمؤرخين وعلماء الأنساب المسلمين‏،‏ من أمثال الطبري‏،‏ والسيوطي‏،‏ والقزويني والهمداني وياقوت الحموي‏،‏ والمسعودي في الكشف عن حقيقة هؤلاء القوم فذكروا أنهم كانوا من‏(‏ العرب البائدة‏)‏ وهو تعبير يضم كثيرا من الأمم التي اندثرت قبل بعثة المصطفى ‏(‏صلي الله عليه وسلم بمئات السنين‏،‏ ومنهم قوم عاد‏،‏ وثمود‏،‏ والوبر وغيرهم كثير‏،‏ وعلموا من آيات القرآن الكريم ان مساكن قوم عاد كانت بالأحقاف ‏(‏جمع حقف أي‏:‏ الرمل المائل‏)،‏ وهي جزء من جنوب شرقي الربع الخالي بين حضرموت جنوبا‏،‏ والربع الخالي شمالا‏،‏ وعمان شرقا ، أي ظفار حاليا ‏،‏ كما علموا من القرآن الكريم ان نبيهم كان سيدنا هود‏ (عليه السلام‏)،‏ وأنه بعد هلاك الكافرين من قومه سكن نبي الله هود أرض حضرموت حتى مات ودفن فيها قرب ‏(‏ وادي برهوت‏)‏ الى الشرق من مدينة تريم‏.‏

يتبع

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 03:18 AM

الأقصر

تتكوّن مدينة الأقصر المصرية من شطرين: البرّ الشّرقي والبرّ الغربي، يفصلهما نهر النيل. وكان البر الشرقي إبان العصور الفرعونيّة يُطلَق عليه إسم "مدينة الأحياء"، حيث المعابد الدّينية وقصور الملوك والأمراء والوزارت والسفارات وبيوت الكهنة والموظّفين وعامة الشعب. كما كان البرّ الغربي يُطلَق عليه إسم "مدينة الأموات" حيث المقابر والمعابد الجنائزيّة. تبلغ المساحة الكُلّية للمدينة 277 كيلومترًا مُربّعًا.

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci.../histcity2.jpg


يتبع مدينة الأقصر 6 شياخات هي: مدينة الأقصر، العوامية، منشأة العماري، الكرنك القديم، الكرنك الجديد والقرنة. والأقصر وتبعُدُ عن جنوب القاهرة بنحو 670كم وعن شمال مدينة أسوان بحوالى 220كم.
تحتفل مدينة الأقصر بعِيدها القوميّ فى 4 نوفمبر، وهذا التاريخ يوافق ذكرى اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ أمون، أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة الفرعونية، على يد العالم الأثريّ الإنكليزي هيوارد كارتر.


في مدينة الأقصر 208 مدارس وكلّيتين و معهد.
تبلغ مساحة المدينة الزّراعية 39446 فدانًا والمساحة القابلة للإستصلاح حوالى 45000 فدّان. و مِن أهمّ محاصيلها الزراعية: قصب السكر، القمح، الذّرة الشامية، البرسيم.



معبد الأقصر
أَنشَأَ هذا المعبد الملك "امنحتب الثالث"(1397- 1360ق.م). وقد أقام من قبله الملك "تحتمس الثالث" (1490- 1436ق.م) مقاصير زوارق ثالوث طيبة المقدس. كما قام الملك "توت عنخ آمون" (1348-1337 ق.م) باستكمال نقوش جدرانه. وأضاف إليه الملك "رمسيس الثاني" (1290- 1223ق.م) الفناء المفتوح والصّرح والمَسلّتين اللّتين هاجرت إحداهما واستقرّت فى ميدان "الكونكورد" في باريس.

معابد الكرنك
"الكرنك" كلمةٌ عربيّةٌ تعني القرية الحصينة. أمّا المصريون القدماء فقد أسْمُوا المعبد الأساسي أجمل وأعظم بيوت الإله آمون. ويقع المعبد على بُعدِ ثلاثة كيلومتراتٍ شمال موقع مدينة الأقصر. ويرتبط بمعبد الأقصر بطريق الكباش. وقد شُيِّد هذا المعبد لعبادة الإله آمون ربّ طيبة. بُدِئ في تشييده أيّام الأسرة الثالثة (2780- 2680 ق.م)، ثمّ الدولة الوسطى، إلى أن جاء ملوك الدولة الحديثة (1570-1320ق.م) فساهموا بنصيبٍ وافرٍ في عمارته. والمعبد وتوابعه مقامٌ على مساحة 63 فدانًا.

متحف الأقصر للفنّ المصري القديم
أُنشئ هذا المتحف عام 1975 كمتحفٍ إقليميٍ يُعرَضُ فيه بعض ما يتمّ اكتشافه بالمنطقة أثناء أعمال الحفر والتّنقيب عن الآثار. وقد شيّد هذا المتحف بأسلوبٍ معماريٍ فريدٍ مُستخدمًا أحدث أساليب العرض المَتحفي، التى تبرز النّاحية الجمالية للآثار المعروضة، باستخدام البُقَع الضّوئية. وبه جناح مُخصّص لعرض آثار خبيئة معبد الأقصر التّى تمّ الكشف عنها في 22 يناير عام 1989.

عرض الصّوت والضّوء بمعابد الكرنك
هذا العرض يُحكَى بالصّوت، يُصاحبه موسيقى تصويريّة غايةً فى الإبداع، قصص تاريخ طيبة وسيرة ملوكها العظام الذين حكموا مصر وسادوا العالم وقت أن كانت الأقصر حاضرةً لمصر قاطبة ومستقرًا لعروش ملوكها. ويجتذب العرض الأنظار إلى مواقع الأحداث التى تُروَى فى ذلك الحشد الهائل من المعابد والهياكل وأبهاء الأعمدة والتماثيل العملاقة فى عرضٍ مُبهرٍ يجلّ عن الوصف. ويتمّ العرض بسبع لغاتٍ هي: العربية والإنكليزية والفرنسية والألمانية واليابانية والإيطالية والأسبانية. وتستغرق مدّة العرض ساعًة ونصف الساعة، يمضي فيها المُشاهد وقتًا خياليًا مع أحداث التاريخ المصري القديم بكلّ عظمته وجلاله.


وادى الملوك



هو المُنفرج بين جبال القرنة الذي اختاره ملوك طيبة ليكون مُستقرًا لمومياواتهم. وقد كان الملك "تحتمس الأوّل" أحد ملوك الأسرة الثّامنة عشرة، أوّل ملك يُدفَن في هذا المكان. ثم أعقبه ملوك الأسرات 18 و19 و20. ومِن أشهر المقابر مقبرة الملك "توت عنخ آمون"(1348-1337ق.م) التّي اكتُشِفَت عام 1922 كاملةً، ومقبرة "سيتي الأوّل"، ومقبرة "رمسيس السّادس"، و"مقبرة رمسيس التاسع"، و"مقبرة حور محب".
والجدير بالذّكر أنّه يوجد بوادي الملوك 62 مقبرة مفتوحة للزّيارة. ويُعتبر وادي الملوك المنطقة الأثرية الأولى في أيّ برنامج لزيارة المعالم الأثرية لمدينة الأقصر.



معبـد الدير البحري
هو المعبد الجنائزي للملكة "حتشبسوت" (1490-1469ق.م) أعظم وأشهر ملكات مصر. وقد ارتقت العرش بعد وفاة "تحتمس الثّاني". ويُعتبر هذا المعبد فريدًا في تصميمه المعماري؛ وقد صمّمه لها مهندسها "سنموت" الذي أحبّته ورفعته من ساحة عامّة الشّعب إلى مشارف القصر المَلكي. والجدير بالذّكر أنّ هذه الملكة هي أوّل مَن وقّع بروتوكولاً تجاريًا في التاريخ بين مصر وبلاد بونت،الصومال حاليًا.

تمثالا الملك "أمنحتب الثالث"
هُما كلّ ما تبقّى من المعبد الجنائزي للفرعون "أمنحتب الثالث". ارتفاع الواحد منهما 19.2مترًا، وقد أقامهما ليتصدّرا مدخل معبده الذي تهاوى واندثرت معالمه، وبقي هذان التمثالان ليظلاّ شاهدًا على عظمة ذاك المعبد وقوّة مشيده. ولهذين التّمثالين أسطورة نَسَجَها حولهما الإغريق إبان حكمهم لمصر. فعندما تصدّع أحد هذين التّمثالين، أصبح يصدر منه صفير في الصّباح الباكر نتيجة مرور الهواء بين شقوقه. فاعتقد اليونانيون أنّ روح القائد "أغاممنون" الذي فُقِدَ فى حرب طروادة، قد سكنت هذا التّمثال وهو يناجي أمّه "آيوس"، إلهة الفجر، كلّ صباح. وكانت دموعها هي النّدى. لكن هذا الصوت توقّف عندما تمّ ترميم التّمثال.

وادي الملكات



من أشهر المقابر فى هذا المكان مقبرة الملكة "نفرتاري"، زوجة الملك رمسيس الثّاني، ومقبرة الأمير "أمنحر خبشف" ابن رمسيس الثاني، معبد الرّمسيوم.
شيد الملك "رمسيس الثاني" من ملوك الأسرة التاسعة عشرة مقبرة الملكة نفرتاري. وعلى جدارها سجلّ لمعركة قادش ومناظر دينيّة مختلفة تُمثّل علاقة الملك بالآلهة والإلهات.



معبد مدينة هابو
شيّد الملك "رمسيس الثالث" من ملوك الأسرة 20 هذا المعبد، وسجّل على جدرانه وصروحه مناظر تمثّل حروبه مع شعوب البحر المتوسّط، ومناظر دينية وأخرى تُمثّل الألعاب الرياضية، وأخرى تمثّل الصّيد البرّي... الـخ. وممّا يجدر ملاحظته قصر الملك رمسيس الثّالث وبقايا معبد جنائزي يرجع للأسرة 18. وآخَر يرجع للأسرة 25 ويحيط بكلّ هذه المجموعة سورٌ عالٍ من اللُبن.

مقابر الأشراف
http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity2b.jpg
تُعتَبر مناظر هذه المقابر سجلاً حافلاً يتناول فروع الحياة المصرية، وتُعتَبر مصدرًا مُهمًا لدراسة الأوضاع الإجتماعية والإداريّة في عصر الدولة الحديثة. ومن أشهر هذه المقابر مقبرة منا، ومقبرة نخت، ومقبرة رع، ومقبرة موزا، ومقبرة رخمى- رع، ومقبرة سن- نفر.

مقابر دير المدينة
تختلف هذه المقابر اختلافًا واضحًا عن مقابر الأشراف، إذ اهتمّ العُمّال بحجرة الدّفن فقط، التّي تميّزت بموضوعاتها الدّينية ومناظرها الجميلة وألوانها الرائعة. وأشهر هذه المقابر مقبرة سن- نجم.

مدينة العمّال
هي المدينة التي سكنتها فئةٌ من الفنّانين والنّحاتين والحجّارين الذين قام على أكتافهم ما شُيِّد من مقابر ومعابد الأسرتين 19و 20.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 03:24 AM

البتراء والأنباط

ترتبط البتراء ألأردنية بالأنباط الذين جعلوا منها عاصمة لهم. والأنباط قبيلة عربية بدوية كانت ترعى الماشية وتتنقل من مكان إلى آخر بحثاً عن الكلأ. وصل قسم من هذه القبيلة في ترحاله إلى البتراء التي كان يعيش فيها الآدوميون وأقاموا بينهم في مدنهم وقراهم.


ونظراً لموقع تلك المنطقة الجغرافي بين مصر وفلسطين وشبه الجزيرة العربية والعراق وسورية ما لبثت الحياة أن أمّنت لهم كسباً مادياً ورفاهية أغرت الأنباط بترك حياة البداوة والاعتماد على التجارة، وباتوا يقطعون الصحراء حاملين الذهب والفضة والحجارة الكريمة والبهارات والأخشاب الثمينة من بلاد فارس وجنوب شبه الجزيرة العربية والبخور والمر من حضرموت. واتخذ الأنباط البتراء مستقراً لهم يخزنون فيها بضائعهم ويحتمون بين جنباتها من عاديات الزمن. لكن الروم أغرتهم ثروات الأنباط فانقضوا على المدينة ونهبوا ثروتها. ولكن الأنباط سرعان ما لحقوا بالمعتدين وقضوا عليهم واستعادوا ما نهب منهم.
امتد نفوذ الأنباط في عام 90 قبل الميلاد بعد أن وقعت معركة دامية بينهم وبين الروم الى المنطقة الجنوبية من سورية (الأردن وجبل الدروز حالياً). ولم يتمكن الروم من التغلب على أنباط البتراء على الرغم من الحملات المتكررة فاتسعت هذه المملكة حتى وصلت وادي سرحان شرقاً الى نهر الأردن غرباً والبحر الأحمر جنوباً الى بلاد الشام شمالاً.
امتدّت إمبراطورية الأنباط التّجارية إلى حدود الفُرات، وصكّت النقود في مدينة دمشق، وبنِت السُّفن في موانئ البحر الأحمر. ورغم أن الأنباط كانوا قومًا غُزاة فإنهم مع مرور الأيّام صاروا دولةً مسالمةً حشدت الجيوش لضمان سلامها فوق ربوع بلادها، من عام 312 ق.م حتّى عام 106م.

في أيّام المسيحية الأولى، جاء البتراء النُّساك والرّهبان فعاشوا في كهوفها وصلّوا فيhttp://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity23a.jpg

ديرها؛ وشيّد فيها الصّليبيون قلعتين.

وفي البتراء قبر هارون، شقيق النّبي موسى.
تأثرت البتراء بحكم موقعها الجغرافي بالحضارة اليونانية وأصبحت تفوق العديد من مدن زمانها جمالاً. وقد حاول الرومان غزوها والقضاء على استقلالها لكن الانباط اشتروا استقلالهم بالمال. غير أنه عثر على عملة سكّت في روما ويعود تاريخها الى سنة 58 قبل الميلاد نقش على أحد وجهيها الملك الحارث ممسكاً جملاً بيده وجاثياً على إحدى ركبتيه وماداً سعف النخل مما يبين أن النفوذ الهيليني السياسي والعسكري قد زال وحل محله الوجود الروماني. ولم يلبث الرومان أن قضوا على مملكة الأنباط سنة 105 وأسموها المقاطعة العربية . وفي سنة 636 أصبحت البتراء خاضعة للحكم العربي وعاش من تبقى من سكانها على الزراعة. لكن الزلزال الذي أصابها سنة 746/748 والزلازل التي تلته أفرغتها من أهلها.
دخلت البتراء في سبات عميق استمر قروناً طويلة ودارت حولها الكثير من الأساطير. وبقيت في سباتها هذا مختفية عن الأنظار حتى عام 1812 حيث بدأ عالم سويسري اسمه بوركهارت بالتنقيب قرب المسجد القديم فوق قبر هارون وتبعه آخرون. وجاءها عام 1896 الويس موصل وكتب عنها كتاباً أسماه "Arabia Petraea" مما لفت العالم الى هذا الموقع الأثري الفريد.
من أهم آثار البتراء
السيق. لفظة السيق سريانية أو قد تكون مأخوذة من لفظة شقاقا العربية وتعني الشق أو الزقاق أو المدخل أو الدهليز. وهذه المعاني بمجموعها تصف هذا المدخل الرئيس لمدينة البتراء وهو ممر بين صخرتين يبلغ طوله ألفاً ومائتي متر وعرضه في بعض الأماكن مترين وارتفاعه من ثمانين إلى مائة متر. وعلى يسار السيق حفر الأنباط قناة تحمل مياه عيون موسى إلى وسط المدينة. ويزدان جانبا المدخل بطبقات من الصخر تتراكب وتتمازج فيه الألوان مما يضفي عليه أجواء طبيعية ساحرة ومدهشة.
الخزنة. بناء منحوت في الصخر يرتفع تسعة وثلاثين متراً وخمسين سنتمتراً وعرضه يصل إلى ثمانية وعشرين متراً. سمي هذا البناء بخزنة فرعون لاعتقاد سكان المنطقة بأن فرعون وضع كنوزه في الجرة الموجودة في الطبقة الثانية، لذا حاولوا ضربها بالعيارات النارية لكسرها وأخذ ما فيها من كنوز . وما هذا الموقع إلا هيكلاً قبراً يتكوّن من طبقتين. وواجهة الطبقة السفلى عبارة عن ستة أعمدة كورنثية ومنها نرى البوابة الرئيسة التي تحوي في كل من جانبيها غرفة صغيرة. وتتكون الطبقة العليا من ثلاث أسطوانات تفصل الواحدة عن الأخرى كوّتان منحوتتان في الصخر. وتزين شرفة هذه الطبقة رسومات الزهور والثمار والنسور.
المدرج الروماني. يتكون المدرج من 33 صفاً منحوتة في صخر رملي رمادي ويتسع لأكثر من ثلاثة آلاف متفرج.

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity23b.jpg

ومقابل هذا المدرج توجد مجموعة من القبور المنحوتة في الصخر. وقد عثر في هذا الموقع على وعاء للخمر وعلى زجاجة وعلى تمثال لأحد الآلهة من الرخام وقد أصابه التلف. كما عثر على قطعة نقدية فضية للملك عبيدة الثاني (30-9 ق م ) وعلى حلقتين من الذهب للأنف وعلى صحون فخارية جميلة يعود تاريخها للقرن الأول قبل الميلاد.
وعلى مقربة من القبور بلّط الرومان الشارع الرئيس وورفعوا الأعمدة على طرفي الشارع.
قصر البنت. والبنت هي أميرة جاء ذكرها في قصة خرافية على أنها كانت تسكن ذلك القصر وتتألم من عدم وجود مياه جارية فيه ومن ثم وعدت أن تتزوج بمن يحضر المياه للقصر وتزوجت شخصاً كان طامعاً بها . والقصر كان هيكلاً بناه الأنباط في القرن الأول قبل الميلاد تكريماً للإله "دو الشرى".
الدير. هيكل ضخم بلغت عرض واجهته 47 متراً تقريباً وارتفاعها 40 متراً تقريباً. وقد حفرت واجهته في صخر رمادي أصفر. وفيه غرفة صغيرة حفرت في الصخر سكنها النساك وعلى واجهتيه رسماً لأسدين. ويطلق على الدير لقب "قبر الأسد".
المذبح. يقع المذبح بين خزنة فرعون والمدرج الروماني. له ساحة واسعة طولها 64 متراً وعرضها 20 مترا. وفي هذه الساحة حفر الأنباط بئراً لتنظيف المذبح. ويقع الهيكل إلى الغرب من المذبح.
تعتبر البتراء من أشهر المعالم الأثرية في الأردن. وهي مدينة محفورة في الصخور أقامها الأنباط العرب قبل أكثر من 2000 عام لتكون عاصمة لدولتهم، وظلت شاهداً على المعجزة البشرية التي تخرج المدن من بطون الجبال. يعرفها زائروها والقارئون عنها باسم "المدينة الوردية" نسبة إلى لون الصخور التي شكلت بناءها الفريد، وهي مدينة أشبه ما تكون بالقلعة.
ما تزال البتراء حتى يومنا هذا تحمل طابع البداوة، يمتطي زائرها الحصان أو الجمل ليدخل المدينة في رحلة ترسخ في الذاكرة طوال العمر. وفي وسط المدينة يشاهد الزائر مئات المعالم التي حفرها وأنشأها الإنسان، من هياكل شامخة وأضرحة ملكية باذخة إلى المدرج الكبير الذي يتسع لـ8000 متفرج والبيوت الصغيرة والكبيرة والردهات وقاعات الاحتفالات وقنوات الماء والصهاريج والحمامات، إضافة إلى صفوف الدرج المزخرفة والأسواق والبوابات المقوسة.
وفي البتراء الكثير من الأضرحة التاريخية. وفيها دير ضخم يبلغ عرضه 50 مترا وارتفاعه 45 متراً ويبلغ ارتفاع بابه 8 أمتار. وإذا وقف المرء على قمة الدير ومدَّ بصره إلى أبعد مدى يستطيع رؤية الأرض الفلسطينية وسيناء.

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity23c.jpg


صنفتها منظمة اليونيسكو مدينة تراثية
عالمية عام 1985

يتبع

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 03:33 AM

البليـد

تقعُ مدينة البليد الأثريّة بمحافظة ظفار (ُعمان) على الشّريط السّاحلي لولاية صلالة في المنطقة الواقعة بين الدّهاريز والحافة، وهي من أقدم المُدُن وأهمّ الموانئ التّجارية. وقد تمّ بناؤها على جزيرةٍ صغيرةٍ، وكانت تُعرَف بإسم الضفّة. ازدهرت ونَمَت في القرن الثّاني عشر والقرن السّادس عشر الميلادي، حيث بالإمكان رؤية بقايا المدينة في موقع البليد التّاريخي في منطقة الحافة. وقد أجمع الباحثون، من خلال الدّلائل الأثرية ومن دراسات الفخّار والمواد العضوية وغيرها، أنّ الموقع يعودُ إلى عهد ما قبل الإسلام؛ كما اكتسب بعد الإسلام رونقًا إسلاميًا فريدًا من البناء المعماريّ، ويظهرُ ذلك جليًا من خلال مسجدها الكبير الذّي يُعَدُّ من أبرز المساجد القديمة في العالم، وهو يضمّ 144عمودًا، ويُعتَقَدُ أنّه شُيِّدَ في القرن السّابع الهجري ـ الثّالث عشر الميلادي. كما تمّ العثور على حُصن البليد والعديد من العملات المعدنيّة. وتشير الشّواهد التي تمّ الكشف عنها إلى أنّ الموقع كان مأهولاً منذ أواخر الألفيّة الخامسة قبل الميلاد وأوائل الألفيّة الرّابعة قبل الميلاد؛ ثم أعيد تأسيسها في القرن الرّابع الهجري/الخامس الميلادي.



http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity16.gif


لَعِبَت هذه المدينة دورًا مهمًا في التّجارة العالميّة في العصور الوُسطى، حيثُ شملت صِلاتُها التّجارية موانئ الصّين والهند والسّند وشرق إفريقيا واليمن من جهةٍ، والعراق وأوروبا من جهةٍ أخرى. وكانت تجارة اللّبان مزدهرةً آنذاك.

البيضاء

البيضاء مدينة ومحافظة تقع إلى الجنوب الشرقي من صنعاء باليمن، وعلى بعد 268 كم منها. وترتفع 1800م تقريباً عن سطح البحر.

تقع مدينة البيضاء في واد منخفض من الأرض، وهي محاطة بجبال من الجهات الأربع. فمن الشرق يحدها جبل الفريد، ومن الغرب جبل حربي، ومن الشمال جبل القلعة، ومن الجنوب جبل العظيمية. ويشق المدينة نهر من أعلى جبل الضيق، ويسمى نهر الفريد، غير أنه مع قلة الأمطار قد شح فلم يبق له أثر. كما كان لمدينة البيضاء سور يحيط بها، ظلت آثاره باقية إلى عام 1883م تقريبا. وكان لها بابان رئيسان: باب حصن العبسي من جهة الغرب، وباب المنقع من جهة الشرق. ويتوسط المدينة حصن شامخ مرتفع على صخرة بيضاء خلافا لكثير من الجبال المجاورة له. ويقال إن تسمية المدينة جاء نسبة إلى ذلك الجبل الأبيض.

تضم البيضاء الكثير من المواقع الأثرية والمدن التي كانت مراكز مهمة في تاريخ اليمن الإسلامي. وورثت موقعها كعاصمة لمخلاف سرو مذحج مدينة حصي التي ظلت تحتل هذا المركز حتى أواخر القرن العاشر الهجري. وحصي هذه تقع شرق مدينة البيضاء. وهي غنية بالآثار، وقد أصبحت الآن أطلالا.


الجول

الجول اليمنية هي عاصمة مديرية حجر بحضرموت. تبعد عن المكلا غربا بنحو 150 كلم. وهي هضبة تمتد من السلاسل الجبلية الساحلية حتى السهول المنخفضة الداخلية وتخترقها الطريق حتى وادي دوعن. كما أن الجول عبارة عن مسطحات من الأرض تفصلها وديان عميقة وليس فيها أي نبات، اللهم إلا على الحافة حيث تصطدم بها بعض السحب، ولا حيوان إلا بعض السحالي والطيور. ولما كان المطر نادراً في هذه المنطقة، فإن هذه الوديان مكونة من الحجر الجيري وكثافتها من 40 إلى 80 م، تحتها طبقة مماثلة من الحجر الرملي. وبذلك يسهل على الوديان أن تشق لنفسها طريقا غائرا. وفي الجول يمكن أن نرى قمم كور سيبان شامخة في ذلك الفضاء الواسع.

تضم منطقة الجول عددا من القرى، منها: كنينة، مدهون، حصن باقروان، محمدة، حوطة الفقيه علي، روبة وغير ذلك.


يتبع

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 03:42 AM

الصويرة

أكدت الأبحاث الأركيولوجية التي أجريت بجزيرة موكادور قرب مدينة الصويرة المغربية وجود مرفأ تجاري فينيقي، إغريقي، روماني. وبحسب المؤرخين العرب والأجانب فإن إسم موكادور هو الاسم القديم للصويرة القديمة وأتى من الإسم الفينيقي ميكدول والذي يعني الحصن الصغير.

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity18a.gif

يعتبر العهد العلوي عهد التأسيس الحقيقي للمدينة والذي يعود إلى سنة 1760م، السنة التي تتزامن وإنشاء السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله ميناء الصويرة الذي فتح في وجه التجارة الخارجية بغية تطوير المغرب لعلاقاته مع أوروبا.
كان من بين مقتضيات أمن المغرب في مفهوم السلطان محمد الثالث، تحصين الثغور والمدن الرئيسة الساحلية، الأمر الذي جعله يكثر من بناء الأبراج والحصون. وتحقيقاً لذلك أعطى اهتماماً خاصاً للمهندس تيودور كورني المتخصص في بناء الحصون العسكرية بأفنيون الفرنسية وكلفه بوضع التصميم العام للمدينة. من الناحية الهندسية هناك تأثيرات عمارية أوروبية تظهر بالخصوص في الصقالة التي تم تشييدها على أنقاض الحصن البرتغالي، وتحصينها بالمدافع. كما عمل كورني على تحصين المدينة بالأسوار المنيعة وجعلها تمتاز بشوارعها المنتظمة وطرازها المعماري الأندلسي الجذّاب. مهما يكن، فمدينة الصويرة تشبه مثيلاتها من المدن المغربية العتيقة التي تزخر بمبانيها التاريخية كالأسوار، حصن باب مراكش، صقالة الميناء والمدينة، باب البحر، مسجد بن يوسف والكنيسة البرتغالية.
أصبح ميناء الصويرة زمن سيدي محمد بن عبد الله أهم ميناء، وأضحت معه موكادور تلعب دوراً تجاريّاً وتعنى بالمراقبة التجارية البحرية بعدما أجبر القناصل والتجار الأوروبيين على الإقامة بموكادور. كما أصبحت تمثل نقطة التقاء جميع القوافل الإفريقية والتبادل التجاري حتى اعتبرها الأولون بوابة تومبوكتو.
تتكون المدينة من ثلاثة أحياء مختلفة:
- القصبة وتضم الحي الإداري القديم.
- المدينة العتيقة وتقع بين محورين: الأول يربط باب دكالة بالميناء والثاني يمتد من باب مراكش ليطل على البحر. وعند ملتقى المحورين أنشئت عدة أسواق متخصصة.
- الملاح: الحي اليهودي الذي لعب دوراً رئيساً في تاريخ المدينة تبعاً لسياسة سيدي محمد بن عبد الله الذي اعتمد على اليهود لتحسين علاقاته مع أوروبا إلى أن جعل منهم طائفة شريفة تسمى بـ" تجار الملك".
http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity18.jpg


صنفتها منظمة اليونيسكو مدينة تراثية عالمية عام 2001

يتبع

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 03:50 AM

العـلا

برزت العلا السّعودية في أوائل القرن السّابع الهجري كمدينةٍ رئيسةٍ تابعةٍ آنذاك لسلطة الأيّوبيين في دمشق. وفي القرن الثّامن عشر ميلادية كانت تابعةً لسلطة العثمانييّن. وفي القرن التّاسع عشر تبعت لمحافظة المدينة المُنوّرة ثم أصبحت تابعةً لإمارة حائل حتّى عام 1309هجرية وبعدها عادت مرةً أخرى لتتبع المدينة المنوّرة. وبعد مُبايعة الملك عبد العزيز ملكًا على الحجاز، عام 1344هجرية/1926ميلادية، أرسل أهالي العلا برقيةً تبايع فيه الملك عبد العزيز على الحكم.

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...histcity19.gif

كانت تُسمّى قديمًا بوادي القرى وديدان وهي من أقدم المدن. تاريخها لم يُعرَف على وجه الدّقة، إلاّ أنّ العلماء أجمعوا على أنّ تاريخها يعود إلى ما قبل الميلاد بآلاف السّنين، وقد مرّت بعِدّة حضاراتٍ وتعاقبت عليها دولٌ عديدةٌ. ومرّ بها النّبي في غزوة تبوك. وهي بلد الشّاعر جميل بُثينة.
الباحثون يسمّونها بعاصمة الأثار وبلد الحضارات، كما تُعرف عند أهلها بـ"عروس الجبال". يتّصف أهلها بطيبتهم وحُسن ضيافتهم. فيها مدائن صالح أو قرى صالح أو الحجر، وهي تسمياتٌ تُطلق على مكان قوم ثمود والأنباط حيث مقابرهم المنحوتة في الجبال بطريقة غايةٍ في الجمال والغرابة والتي تُعرَف عند أهل المنطقة بالقصور لروعة النّحت وجماله.
ومن أثار العلا محلب ناقة سيدنا صالح، القلاع الإسلامية، محطّات سكة الحديد، مقابر الأسود، جبل عكمه، الصليمية، وغيره الكثير لم يكشف بعد حتّى الأن...
حدّد العلماء أربع ممالك قامت في العلا كوّنت فيها حضارات منذ بداية القرن السّادس قبل الميلاد، وهذه الممالك أو الدّول هي:
1- مملكة ديدان وحُدِّد تاريخها من القرن السّادس قبل الميلاد حتى بداية القرن الخامس قبل الميلاد، ونظام الحكم فيها كان ملكيًا يغلب عليه الطّابع الوراثي ولا يُعرَف حدودٌ لهذه الدولة أكثر من حدود لحيان.
2 - مملكة لحيان وحدّد العلماء تاريخ تلك الدولة من بداية القرن الخامس قبل الميلاد حتى نهاية القرن الثالث قبل الميلاد ونظام الحكم فيها وراثي. وقد امتدّ نفوذ هذه الدّولة حتى خليج العقبة. وذكرت كُتُب التاريخ أنّ اللّحيانييّن لم ينقرضوا، بل ذكرت بعض الكتب وجودهم حول مكّة المكرّمة إلى يومنا هذا، ويقال إنّهم هاجروا إلى الحيرة في العراق .
3 - دولة "معين" وهذه الدّولة حُدِّد تارخها من منتصف القرن السّادس قبل الميلاد واستمرّت حتّى مطلع القرن الأول ميلادي. ويعتقد بعض المؤرخين أنّ وصول المعينيين إلى العلا لا يعني انتهاء دولة لحيان وإنّما حصل إتفاق بين الطرفين على أن يكون للمعينيين إدارة النواحي التجارية وللحيانيين الناحية الإدارية ونتظيم شؤون الحكم.
4 - دولة الأنباط: الأنباط قبائل عربيةٌ عاشت في المنطقة الواقعة بين العراق وسوريا والأردن وجاءوا إلى منطقة البتراء في الأردن واستولوا عليها من الأدوميّين. وقد وصل الأنباط إلى مرحلةٍ متقدمةٍ من الرّقي قبل احتلال الرومان لسورية عام 65 قبل الميلاد، حيث توسّع نفوذهم ليصل إلى شرق وجنوب فلسطين ودمشق وإلى مدائن صالح. ولسوء العلاقة بين اليهود والرّومان والبطالسة في مصر من جهةٍ وبين الأنباط من جهةٍ أخرى، وقعت دولة الأنباط تحت الحكم الروماني وتفرّقت قبائلهم. وقد شيّد الأنباط حضارتهم في مدائن صالح.
ذهب بعض الباحثين وعلماء الآثار، أمثال الدكتور عبد الله بن آدم نصيف، إلى الإعتقاد أنّ الأنباط عندما استولوا على الحجرـ مدائن صالح ـ حوّلوا الطريق التجاري عن ديدان-العلا ليحرموها أهمّ الموارد المالية، وذلك في سبيل إضعاف اللحيانييّن.
وبعد ذلك خلت، ديدان من السكان وسقطت مع مرور الزمن إلى خرائب وسميت الخريبة، وأصبح الوادي يعرف بوادي القُرى بدلاً من وادي ديدان، وأصبحت مدينة قرح هي مدينة الوادي الرّئيسة وغلب عليها إسم وادي القرى. وقد ازدهرت مدينة قرح خلال فترة ما قبل الإسلام وأصبحت سوقًا تجاريةً مشهورةً.
تشير المصادر التّاريخية أنّه في جمادى الآخرة للسّنة السابعة للهجرة فتح الرّسول وادي القرى عنوةً. وتَذكُر المصادر أيضًا أنّ الرسول مرّ بها أثناء ذهابه إلى تبوك في العام التّاسع هجري.
وفي العهد الإسلامي في القرن السّابع الهجري، شاع استعمال إسم العلا أكثر من ذي قبل، رغم أنّه كان معروفًا سابقًا كقرية وادي القُرى في العصر الأموي.
وأثناء النّزاع على خلافة الدولة الإسلامية بين الأموييّن في دمشق وعبد الله بن الزبير في مكة المكرمة، كانت وادي القرى تُتّخذ كمنطلقٍ للجيوش التي ُترسَل من كِلا الطّرفين لوقوعها في منتصف المسافة بين مكّة المكرمة ودمشق.
أوّل ما رأت العلا من مظاهر العصر الحديث هو دخول سكّة حديد الحجاز إليها وتوقّف هذا القطار في محطّتها. وعندما دخلت راية الحكم السعّودي نالها ما نال شقيقاتها مدن المملكة من التّطور والإزدهار.

كانت أهمية العلا والحجرـ مدائن صالح ـ بشكلٍ عامٍ بالغةً لوقوعها على طريق التّجارة القديم. فنجدهما في العصور القديمة تتحكّمان في حركة النقل التجاري بين الشمال والجنوب، وفي العصور الإسلامية كانتا محطتين من محطات طريق الحجّ الشّامي. وفي العصور الحديثة أصبحتا محطّتين على خط سكّة حديد الحجاز لخدمة حجّاج بيت الله الحرام.
ولأهميتهما العلمية في تاريخ الإنسان، رحل إليهما الكثير من العلماء لدراستهما، ورغم ذلك فالموقعان مُحتاجان لكثيرٍ من الدّراسة لإزالة كثيرٍ من الغموض.

http://www.al-hakawati.net/arabic/Ci...istcity19a.gif


هناك العديد من المعالم الأثرية، وماهو موجود في الموقع هو جزء بسيط ممّا هو على أرض الواقع، ومنها:
- مدائن صالح وهي عبارة عن مقابر منحوتة في الصّخر وتمثّل حضارة ثمود قوم النّبي الصّالح.
- الخريبة وبها محلب النّاقة، وهو عبارة عن حوضٍ كبيرٍ يُقال إنّ ناقة صالح كانت تحلب حليبًا يشربه الناس. غير أنّ بعض علماء الآثار أجمعوا على أنّ محلب النّاقة بقايا معبدٌ نبطيٌ قديمٌ وليس محلب ناقة النّبي صالح.
- مقابر الأسود المنحوتة في الواجهات الصّخرية وأُطلِقَ عليها هذا الإسم لوجود حيواناتٍ تُشبه الأسود على المقابر.
- جبل عكمه وفي أعلاه أحد المعابد القديمة.
- المابيات وهي إحدى المستوطنات القديمة قِدَم التّاريخ.
- محطّات سكك الحديد والتي تدلّ على أنّ العلا محطةٌ مهمةٌ ورئيسةٌ لخدمة حجّاج بيت الله الحرام القادمين من الشّام.

- المزحم وهو عبارة عن ممرٍ ضيقٍ، تروي الأساطير أنّه المكان الذي عقرت فيه النّاقة.
- الحواره وهي عبارة عن جبلٍ كبيرٍ أملسٍ خرجت منه ناقة صالح ولجأ إليه الحوار بعد عقرها.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 03:56 AM

الفاو كنزٌ من التاريخ


من ابحاث جامعة الملك سعود كلية السياحة والآثار عن الفاو

تبعد قرية الفاو حوالي 700 كم جنوب غربي مدينة الرياض، ويشرف الموقع على الحافة الشمالية الغربية للربع الخالي.

ذكرت قرية في المصادر القديمة والمؤلفات الإسلامية، كما وردت إشارات لها في كتابات جنوب الجزيرة العربية، وتشير المصادر إلى أن قرية كانت عاصمة لمملكة كندة الأولى (منتصف القرن الأول قبل الميلاد إلى مطلع القرن الرابع الميلادي)، وتكمن أهميتها في وقوعها على الطريق التجاري البري الذي يمتد من جنوب الجزيرة العربية إلى شرقها. فضلاً عن أهميتها السياسية بوصفها عاصمة أحد أهم الممالك في الجزيرة العربية قبل الإسلام.
بدأت جامعة الملك سعود أعمال التنقيب في موقع قرية الفاو منذ عام 1970م، واستمرت الحفريات لأكثر من عقدين ونصف، حيث اتضح خلالها أن المدينة تمتد لمسافة تصل إلى كيلين من الشمال إلى الجنوب، وحوالي سبعمائة متراً من الشرق إلى الغرب، ويتشكل النسيج العراني للمدينة من المنطقة السكنية التي تشمل المنازل، والمستودعات، والساحات، وقنوات المياه، والسوق الداخلي، ودور العبادة، ومنطقة المقابر بأنواعها المختلفة، بالإضافة لمنطقة السوق.
لقد أسفرت نتائج التنقيب الأثري في قرية الفاو عن أن المدينة شهدت استيطانا مكثفا منذ القرن الرابع قبل الميلاد واستمر حتى القرن الرابع الميلادي.
وتقدم قرية الفاو بنسيجها العمراني المتكامل، وفنونها، وآثارها المختلفة تصوراً واضحاً عن جوانب مهمة من حضارة العرب قبل الإسلام.

منطقة السوق

تعريف آخر

تقع " قرية" كما عرفت قديماً أو الفاو حسب التسمية المحلية على بعد حوالي 700 كم جنوب غرب مدينة الرياض وحوالي 150 كم جنوب شرقي الخماسين بوادي الدواسر ، وتطل على الناحية الشمالية الغربية للربع الخالي في نقطة تقاطع وادي الدواسر بسلسلة جبال طويق عند ثغرة في الجبل يطلق عليها الفاو ، وهي تقع على الطريق التجاري القديم المعروف بطريق نجران – جرهاء . ويعد الموقع من أهم المواقع الأثرية على مستوى الجزيرة العربية إن لم يكن على مستوى العالم لما يجسده من مثال حي للمدينة العربية قبل الإسلام بكل مقوماتها من مساكن وطرقات وأسواق ومعابد ومقابر وآبار وقنوات زراعية .

وصف الموقع الأثري

ينقسم موقع الفاو ( قرية ) الأثري إلى العديد من الأقسام وهي :
1- السوق
2- المنطقة السكنية
3- المقابر
4- المعابد

السوق

ويقع شمال المنطقة السكنية وهو عبارة عن سوق ضخم مكون من ثلاثة طوابق وتحيط به الأسوار العالية مع أبراجها من كافة جهاته الأربع.

يتوسط السوق بئر دائري مطوي بالحجارة ويتصل به قناة تصب خارج السوق ( وقد يكون ذلك لأسباب أمنية لو قدر عليهم إغلاق السوق والتحصن في داخله.)

المنطقة السكنية

وتعد من أهم معالم المدينة حيث تعطينا العناصر الهامة في حياة المجتمع العربي قبل الإسلام كما تعطينا كذلك تصوراً للمدينة العربية قبل الإسلام.

المقابر

وقسمة المقابر طبقاً لمكانة أصحابها حيث وجد مقابر للملوك ( كمقبرة معاوية ابن ربيعة ومقبرة عبيدي ملك سبأ) وأخرى للوزراء والنبلاء بالإضافة إلى المقابر العامة.

والمقابر بشكل عام تتألف غالباً من أربع غرف محفورة في الأرض بعمق ثلاثة أمتار ويكون كل غرفتين لهما باب خاص كما ستلاحظون في الصور .

ويزيد عدد الغرف إلى ستة أو ثمان غرف عند مقابر الملوك والوزراء أو عند زيادة عدد أفراد الأسرة الواحدة حيث أنه يقبر في المقبرة الواحدة صاحبها وجميع أفراد أسرته.

المعابد

هناك العديد من المعابد في المدينة وهي لمعبودات خاصة ومعبودات عامة مثل عثر و ود، وهناك منطقة أمام السوق خاصة بالمعابد وهي تمثل العديد من الآلهة التي يقوم بعبادتها أصحاب القوافل التجارية.

ويلاحظ أن سكان المدينة اهتموا بهذه المعابد بالإضافة إلى المقابر أكثر من اهتمامهم ببناء منازلهم، حيث نراهم قد استخدموا الحجر في البناء ونقوش خط المسند في داخلها في غاية الدقة والجمال.


ثقافة الفاو ( الخط المسند الجنوبي )

سأتحدث عن هذا الجانب قليلاً لكثرة النقوش داخل مدينة الفاو الأثرية والتي غالباً ما نجدها داخل المقابر أو المعابد أو على جدران المنازل وكذلك الجبال المجاورة.
بدأت بواكير الخط المسند الجنوبي في القرن التاسع قبل الميلاد وانتشرت في جنوب الجزيرة العربية وشرقها، وكتب بهذا الخط العديد من الأقوام مثل ( قتبان وحضرموت ومعين وسبأ وأوسان ) ولغة نقوش المسند الجنوبي هي لغة عربية غير فصيحة، وبعض الباحثون يقولون إنها عربية ماتت وقل استخدامها، ولكن أكثر الكلمات نجدها في المعاجم العربية.

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 04:00 AM

القاهـرة

القاهرة هي عاصمة جمهورية مصر العربية وإحدى المراكز الرئيسة للحياة الدينية والثقافية والسياسية في العالمين العربي والإسلامي. شيدت على ضفتي النيل في الموقع الذي يمتد فيه جبل المقطم حتى يبلغ النهر. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...ages/city9.jpg

يعود تاريخ مدينة القاهرة إلى الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص عام 21هـ /642 م. وكان المسلمون قد جروا في فتوحاتهم على أن يؤسسوا في الأقطار التي يفتتحونها عواصم جديدة يختارون موقعها بما يتفق ومصالحهم العامة والخاصة. فأسس عمرو بن العاص مدينة القاهرة في المكان الفسيح الذي يقع إلى الشمال من حصن بابليون حيث عسكرت قوات المسلمين للمرة الأولى وأسماها الفسطاط. وقد اختار لها عمرو رأس دلتا النيل وهو موقع له أهميته من الناحية العمرانية والحربية وبذلك تكون الفسطاط في مأمن من هجمات العدو وتكون في الوقت نفسه قريبة من الأراضي الزراعية، مما يسهل وصول المؤن والأقوات. وراعى عمرو بن العاص في اختياره لموقع المدينة أن يكون لها جانب يمكن أن يَطرد فيه اتساعها وهو الجهة الشمالية الشرقية التي بنيت فيها مدينة العسكر والقطائع والقاهرة فيما بعد.

ولما انتقلت الخلافة إلى بني العباس، أسسوا حاضرة أخرى جديدة لدولتهم الناشئة إلى الشمال الشرقي من الفسطاط، في مكان عرف في صدر الإسلام باسم الحمراء القصوى. وفي ذلك المكان أقام العباسيون دورهم واتخذوا مسكنهم. وبنى صالح بن علي دار الإمارة وثكنات الجند ثم شيّد الفضل بن صالح العسكر في وسط المدينة. وبمرور الأيام، اتصلت العسكر بالفسطاط وأصبحت مدينة كبيرة. وقد ظل أمراء مصر يقيمون في دار الإمارة في العسكر.

لما قامت الدولة الطولونية وجد أحمد بن طولون أن الفسطاط ضاقت بساكنيها، فأسس مدينة القطائع عام 256هـ / 870 م وأقام في وسطها مسجدا جامعا سمي باسمه. وتعتبر مدينة القطائع، أول مدينة ملوكية أنشئت في وادي النيل في العهد الإسلامي، إذ كانت مقرا للحاكم مستقلة استقلالا تاما، لا تربطها بالحاكم العباسي ببغداد غير التبعة الدينية. وقد تأثر أحمد بن طولون، عند تأسيسه للعاصمة الجديدة، بتخطيط مدينة سامراء التي نشأ فيها قبل مجيئه إلى مصر. فقد كانت كل منهما مقسمة إلى خطط أو قطائع، تضم كل قطيعة منها، جماعة من السكان، تربط بينهم رابطة الجنس أو العمل. ومن ثم أصبح اسم القطائع علما على مدينة ابن طولون. وقد كان هذا الاسم يطلق في سامراء على كل أحياء المدينة، فيما عدا القصور الملكية.

ثم قام الفاطميون بالاستيلاء على مصر وأسس جوهر الصقلي قائد جيوش الحاكم الفاطمي المعز لدين الله مدينة القاهرة عام 359هـ / 970 م، بعد استيلائه على مصر بعام واحد، وبنى حولها سوراً من اللبن على شكل مربع. وكانت مساحة الأرض التي حددها السور تبلغ 340 فدانا. وفي وسط هذه المساحة، بنى جوهر قصرا كبيرا، بلغت مساحته 70 فدانا، وجعل خمسة وثلاثين فدانا للبستان الكافوري، ومثل هذه المساحة للميادين، والباقي وزعت مساحته على الفرق العسكرية.

أنشأ جوهر الصقلي مسجدا بالقرب من قصر الحاكم عند الجهة الغربية من ميدان باب الشعرية. ولم يكن قصد جوهر الصقلي من إنشائه مدينة القاهرة، في بادئ الأمر، أن تكون قاعدة أو دارا للحكم، بل لتكون سكنا للحاكم ، وحرمه، وجنده، وخواصه. فنشأت القاهرة مدينة متواضعة للدولة الفاطمية الناشئة، واستمرت حينا بعد قيامها مدينة ملكية عسكرية، تشتمل على قصور الحكام ومساكن الأمراء ودواوين الحكومة وخزائن المال والسلاح. ثم أصبحت بعد إنشائها بأربع سنوات، أي في عام 363هـ / 974 م، عاصمة للدولة الفاطمية. وانتقل المعز وأسرته من المغرب واتخذ مصر موطنا له. ولم يكن لقاطني مصر أن يدخلوا المدينة الملكية إلا بعد أن يؤذن لهم. وكان مفوضو الدولة الأجنبية الذين يحضرون الحفلات الرسمية يترجلون عن جيادهم ويسيرون نحو القصر بين صفين من الجنود على النحو المتبع في البلاط البيزنطي. وسرعان ما اتسعت المدينة الناشئة ونمت نمواً ملحوظا وتبوأت مكانتها المرموقة في ظل الحكام الفاطميين واتصلت مبانيها بمباني الفسطاط، وصارتا تؤلفان معا أكبر المدن الإسلامية في العصور الوسطى.

تميزت القاهرة منذ إنشائها بجمال مبانيها. فقد تناوب حكام الفاطميين والأيوبيين والمماليك على تعميرها فكانت على أحسن ما يكون. وكان النيل آنذاك يحدها غربا. وكان مجراه حتى عام 688هـ/ 1289 م يمر من فم الخليج إلى شارع نوبار إلى أن يلتقي بشارع الشيخ ريحان حاليا، ثم ينعطف شرقا نحو شارع عماد الدين حيث تنتهي حدود القاهرة عند قرية أم دنين، التي كانت تقع عند موقع جامع أولاد عنان.
كان ثغر النيل في ميدان رمسيس محاطاً بالمصانع والترسنات التي بنيت فيها أساطيل المعز لدين الله وصلاح الدين الأيوبي والتي قضى بها على الصليبيين. وكان النهر يمر بعد ذلك بمحطة سكة الحديد الحالية ثم بالشرابية ومنية السيرج إلى مبدأ ترعة الإسماعيلية. ونشأت شبرا على شكل جزيرة تراكمت حول مركب غرقت في الثغر في عهد الدولة الفاطمية، وكان اسمها الفيل، فسميت جزيرة الفيل، وزرعت فيها البساتين، وتردد عليها الأمراء والمماليك للتنزه في روضتها ولممارسة الرماية وغيرها من أنواع الرياضة. أما بولاق فقد نشأت في عهد الفاطميين ثم امتدت فيما بعد حتى بركة الفيل. كما ظهرت أرض اللوق في عهد الفاطميين والأيوبيين نتيجة لطرح البحر. واسمها معناه الأرض اللينة.

حتى عهد الملك الصالح نجم الدين الأيوبي كان هناك ساحل على الخليج استعمله السقاءون، وكان يسمى باب الخرق الذي حرّف إلى باب الخلق. والخرق هي الأرض التي تخترقها الرياح. وكان الموسكي في ذلك العهد قنطرة على الخليج أنشأها الأمير عز الدين موسك في عام 584هـ/ 1189 م. في عهد السلطان صلاح الدين. كما قام حي السيدة زينب حول جسر شيده الظاهر بيبرس على الخليج وعرف بقناطر السباع، نسبة إلى رنك بيبرس الذي كان يمثل سبعا. أما حي الحسينية فقد أنشأته جماعة من الأشراف قدموا من الحجاز وبنوا المدابغ وصنعوا الأديم المسمى الطائفي نسبة إلى الطائف بالحجاز.
كانت القاهرة دائبة النشاط في التوسع والبناء في عهد الفاطميين والمماليك. وقد اجتهد صلاح الدين كثيرا في تعميرها وبنى قلعة الجبل وسور القاهرة الممتد إلى أثر النبي. كما أنشأ البيمارستان الناصري أو الصلاحي نسبة إليه. أما الملك الظاهر بيبرس فقد عمّر الجامع الكبير خارج الحسينية وكان فيه مساحة يلعب فيها المماليك لعبة القبق. وجدد الملك الظاهر جامع الأزهر وأعاد فيه الخطبة وأنشأ ضيعة على فم وادي العباسية سماها الظاهرية.

أكثر ما يميز القاهرة ذلك الكم الهائل من الآثار الإسلامية. ومن هذه الآثار سور جوهر الصقلي الذي أنشأه مع إنشاء المدينة، ولكن تهدم هذا السور بعد إنشائه بثمانين عاما. ولم يكن للقاهرة سور في أول عهد المستنصر. لذا كان أول عمل قام به بدر الجمالي، وزير الحاكم المستنصر، هو تحصين القاهرة ضد الغزوات الخارجية، وضد ثورات الجند الداخلية، فأحاطها بسور عام 480هـ / 1088 م. وحدود سور بدر الجمالي اعتماداً على البقايا التي لا تزال تحتل مكانها الأصلي، هي الأبواب الثلاثة: باب النصر وباب الفتوح في الشمال وباب زويلة في الجنوب. وهي تعد من أروع الأمثلة للاستحكامات الحربية في العصور الوسطى. ويعتبر باب الفتوح خير مثال على ذلك حيث يتكون من برجين مستديرين مصممين إلى ثلثيهما. أما الثلث العلوي، فيحتوي على غرف للجند وفتحات لرمي السهام. ويتوسط البرجين مدخل معقود تعلوه فتحة تُصب منها السوائل الكاوية على العدو المقتحم.

تعد قلعة الجبل أول امتداد كبير خارج السور الفاطمي. فقد بدأ صلاح الدين في بنائها عام 572هـ / 1176 م، ولم يكن هدفه تقوية المدينة ولكن ليتخذه مكانا يلتجأ إليه. وكانت قلعة الجبل تتزود بمياه النيل عن طريق قناطر ترجع في حالتها الراهنة إلى زمن سلطنة الناصر محمد بن قلاوون الذي قام في عام 712هـ / 1312 م ببناء أربع سواق على النيل بغرض رفع المياه إلى مستوى القناطر التي تمد القلعة بالمياه. وفي عام 741هـ / 1341 م أدمج فيها بقايا سور صلاح الدين الذي صمم ليضم "خرائب" الفسطاط. وقد تم ترميم وتمديد هذه القناطر مرات متكررة في القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي، وعلى الأخص في فترة سلطنة قايتباي وقانصوه الغوري، التي ترجع إليها على الأرجح خزان توزيع المياه المعروف بـ "السبع سواقي" الموجود على النيل.
هناك قلعة أخرى ضاعت كل معالمها اليوم. كانت قد هدمت ثم أعيد بناؤها أكثر من مرة خلال عصر المماليك وهي المعروفة بقلعة الروضة التي شيدها الملك الصالح نجم الدين أيوب.


انتشر بالقاهرة عدد كبير من الحدائق لكن معظمها لا وجود له اليوم بسبب التزايد العمراني الكبير. فمن حدائق القاهرة الشهيرة حديقة قصر محمد علي باشا الكبير بشبرا الخيمة التي أنشئت على النمط التركي وكانت تضم أندر النباتات في العالم. وكذلك حديقة الفردوس بالجزيرة. وهناك حديقة الأزبكية التي لم تحظ حديقة في مصر كلها بالاهتمام الذي حظيت به، وقد اقتطع جزء كبير منها وأقيم فيه ميدان الأوبرا المعروف بميدان إبراهيم باشا. وظلت حديقة الأزبكية تتباهى بجمالها منذ إعادة تجميلها عام 1295هـ / 1878 م حتى تعرضت لضياع أكثر من ثلثي مساحتها بسبب المشروعات التعميرية. وعلى مسطحات الحديقة الخضراء أقيمت مباني سنترال الأوبرا ومسرح الأزبكية ومسرح العرائس ومبنى نادى السلاح ومبنى شرطة النجدة.
من الحدائق الشهيرة أيضا حدائق الأورمان بالجيزة التي أنشئت في عام 1875 م. وكانت تتبع قصر الجيزة وتسلمتها وزارة الزراعة عام 1917 م. وكانت تعرف بحديقة الأمير حسين كمال وتحيط بقصره. وتوجد فيها مجموعة نادرة وقيّمة من أشجار الفيكس والبامبو ومجموعات من النباتات المائية والصبار. وتضم الحديقة بحيرة صناعية جميلة تربط شاطئيها قنطرة بديعية صنعت من جذوع وسيقان الأشجار.
انتشرت أيضا بالقاهرة البيمارستانات. فقد كانت عمليات الاستشفاء من الأمور التي شغلت بال حكام المماليك على فترة حكمهم التاريخية. ومن أجل ذلك حرصوا على إنشاء البيمارستانات وتزويدها بكل الأدوات والأدوية التي تتطلبها. ويعد بيمارستان قلاوون أحد البيمارستانات القليلة التي ما زالت آثارها قائمة. ويعود السبب في إنشاء هذا البيمارستان إلى نذر من الأمير قلاوون، أحد أمراء نور الدين زنكي، وكان قد أصابه مرض وهو في دمشق عام 1276م. فوجد بعض الأدوية في بيمارستان نور الدين الدمشقي، وبعد أن شفي نذر أن يقيم مثله في القاهرة. ولما تولى البلاد أوفى بوعده فأقام هذا البيمارستان الذي عرف باسمه واختار له موقعا قريبا من موقع القصر الغربي الفاطمي. وقد ظل هذا البيمارستان مستخدما حتى عام 1856 م حيث اقتصر استخدامه على مرضى العقول.
اشتهرت القاهرة على مر العصور بالعديد من المساجد. فهي أول مدينة دخلها الإسلام في إفريقيا. وكان الاهتمام المتزايد بإنشاء المساجد فيها لدرجة أنه أطلق عليها مدينة الألف مئذنة. وقد خلّف الملوك والأمراء الذين تعاقبوا على حكم مصر العديد من المساجد التي ما يزال الكثير منها موجودا حتى الآن.

من المعالم الأثرية المهمة في القاهرة مسجد عمرو بن العاص الذي بناه بعد انتهائه من تأسيس مدينة الفسطاط، وأقام في وسطها جامعه العتيق. وكان في بادئ الأمر بسيطا يتألف من بيت للصلاة يشغل مساحة صغيرة. وكان سقفه مطاطا جدا، ولا صحن له ولا مئذنة. ومازال الولاة والحكام يتناولونه بالإضافة والتجديد على مر السنين حتى اتسعت أرجاءه أضعاف الجامع العتيق الذي لم يبق منه سوى قطعة الأرض التي شيدت عليها. فقد زيد فيه وأعيد بناؤه ست عشرة مرة أولها زيادة مسلمة بن مخلد الأنصاري عام 673 م فأضاف إليه أربع مآذن تعد أقدم مآذن الإسلام. وآخر زيادة فيه كانت تلك التي قام بها مراد بك عام 1798 م. وفي هذه الزيادة بنيت عقود رواق القبلة في غير موضعها الأصلي، فجاءت عمودية على حائط القبلة، وكانت في الأصل موازية له. والجامع يتوسطه صحن تحيط به الأروقة من جهاته الأربع، تهدم منها الرواقان البحري والقبلي، ولم يبق منها إلا آثار الأعمدة. ومع هذا فقد احتفظ جامع عمرو ببعض العناصر المعمارية التي ترجع إلى أصوله الأولى التي نجدها في شبابيكه الجصية، وبعض رواق الطواقي الزخرفية التي تعلو الحينات التي نقشت بين شبابيك الجدار الجنوبي.

من المساجد الأثرية المهمة الباقية أيضا جامع احمد بن طولون وهو من أكبر مساجد العالم الإسلامي التي شيدت في منتصف القرن الثالث للهجرة / التاسع الميلادي، إذ تبلغ مساحته مع الزيادة، أي الفضاء الذي يحيط به من جميع جهاته عدا جهة القبلة، ستة أفدنة ونصف الفدان. وهو مشيّد فوق الربوة الصخرية المعروفة بجبل يشكر في الطرف الجنوبي لمدينة القطائع. وهو من الجوامع المعلقة، إذ يُصعد إلى أبوابه بدرجات دائرية الشكل.

ومن المعالم الأثرية والحضارية الباقية أيضا الجامع الأزهر ويرجع تاريخ بنائه إلى سنة 359-361 هـ / 970 -972م. وقد أمر ببنائه المعز لدين الله الفاطمي وشيد على طراز قريب من طراز جامع ابن طولون. ويعد هذا المسجد من أهم معالم الفاطميين الباقية حتى اليوم، وأول عمل فني معماري أقامه الفاطميون في مصر، ولا يزال قائما حتى اليوم. ويقع الأزهر في الجنوب الشرقي من قاهرة المعز، على مقربة من القصر الكبير، الذي كان موجودا حينذاك بين حي الديلم وحي الترك في الجنوب. وقد زاد كثير من الحكام الفاطميين في بناء هذا المسجد وأعيد تجديد أجزاء كثيرة منه خلال القرون الماضية، كما أضيفت إليه زيادات عدة، مما جعل معرفة التخطيط الأصلي للجامع، من الأمور الصعبة. وإذا كان الجامع لا يزال يحتفظ ببقية من النقوش والكتابات الكوفية والعقود الفارسية التي تعد من مميزات العمارة الفاطمية، فإن كل أجزائه الحالية هي من عصور متأخرة. وقد كان المسجد يتألف من صحن تحيط به أروقة تتعدد بوائكها تجاه القبلة. ولم يبق من الجامع الأصلي سوى قسم صغير. وأصبح الأزهر موضع إعادة تنظيم وترميم وإضافات من جانب أغلب كبار حكام القاهرة منذ الحافظ حتى قايتباي الذي أضاف إليه محرابا ومئذنة وكذلك بوابة. كما أضاف إليه السلطان الغوري مئذنة ثانية. وعندما أضاف قايتباي بوابة المزينين أصبحت المدرستان الطيبرسية والأقبغاوية المجاورتان للجامع ضمن مجموع مباني الجامع، علما بأن البوابة الحالية ترجع إلى العصر العثماني وتنسب إلى عبد الرحمن كتخدا الذي أضاف الكثير إلى مساحة الجامع في ذلك العصر.

تتمتع القاهرة بالعديد من الحمامات. ويذكر أن أول من بنى الحمامات في القاهرة العزيز بالله نزار بن معز الدين. ومن أشهر حمامات القاهرة القديمة حمام الملاطيلي وأقيم بشارع مرجوش بالقرب من جامع الغمري، وحمام المقاصيص الذي يقع بأول عطفة المقاصيص. وقد صار هذا الحمام حماما لدار الوزير المأمون بن البطائحي. وكذلك حمام قلاوون الذي يقع في شارع النحاسين، ويعرف أيضا بحمام المارستان المنصوري.
ضمت القاهرة منذ إنشائها العديد من الأسواق، إلا أن أغلبها شيد في نهاية العهد المملوكي. وكانت هذه الأسواق تثير إعجاب التجار الأجانب بسبب أنشطتها وثرائها. ومن أشهر هذه الأسواق سوق خان الخليلي وهو على هيئة قصر مهيب متسع للغاية مبني من الحجر المشذب، ويرتفع ثلاث طبقات، توجد في الأدوار السفلى حوانيت تحيط بميدان مربع الشكل يقع في الوسط. وفي مواجهتها يوجد صف من العقود المتكررة المرفوعة على أعمدة رائعة الجمال والمحيطة بها من جميع الجهات. وفي هذا المكان يعقد التجار صفقاتهم. أما الميدان الذي في الوسط فإنه يستخدم كإطار لبيع البضائع بالمزاد، ولعقد صفقات البيع والشراء بالجملة. وليس مسموحا بالإقامة في هذا المكان إلا للتجار ذوي السمعة الطيبة. وفي أعلى هذا المبنى يقيم علية التجار. ومن الأسواق الشهيرة الأخرى سوق الفحامين وهو مقر لتجار الفحم البسطاء منذ أمد بعيد، ومع ذلك ظل محتفظا بهذا الاسم بالرغم من تحويله لمقر لتجار المنسوجات الموسرين. وهناك سوق باب الفتوح وهو في داخل باب الفتوح وبه حوانيت اللحامين والخضريين والفاميين.

عُرفت القاهرة منذ تأسيسها بمكانتها العلمية المتميزة. فموقعها كحلقة وصل بين المشرق الإسلامي والمغرب الإسلامي جعل منها مركزاً هاماً.

تميزت القاهرة أيضا بوجود العديد من المدارس. ففي عهد الدولة الفاطمية أنشأ الوزير الكردي ابن السلار الذي كان يعمل في خدمة الدولة مدرسة ابن السلار. وقد أنشئت هذه المدرسة عام 1152م وكان يقوم على إدارتها إمام عظيم من أئمة المسلمين وعالم كبير من علماء الحديث، هو الحافظ السِلفي. وفي عام 1171 م أنشأ صلاح الدين مدرستين قامت إحداهما على آثار دار تسمى دار المعونة كان يحبس فيها من يراد حبسه، فهدمها صلاح الدين وبناها مدرسة للشافعية. وقد عرفت هذه المدرسة باسم المدرسة الناصرية نسبة إلى الملك الناصر صلاح الدين. أما المدرسة الثانية، فقد كانت للمالكية، وسميت باسم المدرسة القمحية نسبة إلى القمح الذي كانت تحصل عليه من ضيعة بجهة الفيوم وقفها صلاح الدين على هذه المدرسة التي عرفت كذلك بدار الغزل. وبعد سقوط الحكم الفاطمي زاد صلاح الدين على المدرستين السابقتين ثلاث مدارس أخر: مدرسة للفقهاء الحنفية وهي المدرسة السيوفية ومدرسة بجوار الإمام الشافعي وأخرى بجوار المشهد الحسيني.
استمر سلاطين الدولة الأيوبية في بناء المدارس. فكانت هناك المدرسة الكاملية "دار الحديث"، وهي المدرسة التي أنشأها السلطان الملك الكامل محمد الأيوبي. وتعتبر الدار الثانية في الترتيب بين الدور التي تخصصت في الشرق الإسلامي لدراسة الحديث. أما الدار الأولى فهي التي بناها نور الدين زنكي بدمشق.
وهناك المدرسة الصالحية التي بناها الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 1242 م، وكانت أشبه شيء بجامعة كبرى ذات كليات أربع تختص كل واحدة منها بمذهب من المذاهب الأربعة المعروفة. وكانت هناك المدرسة الفاضلية نسبة إلى القاضي الفاضل، بناها عام 1185 م. ولهذه المدرسة شهرة في التاريخ، ومرجع ذلك إلى المكتبة العظيمة التي ألحقها القاضي الفاضل بها وجمع فيها من كتب العصر الفاطمي وحده مائة ألف مجلد. وكذلك مدرسة الظاهر بيبرس التي أسسها عام 1262 م وزودها بمكتبة هائلة، وجعلها تعني بسائر العلوم، ووقف عليها أوقافا عظيمة. وأسس الظاهر مدرسته هذه على نمط المدارس الأيوبية ولم يكتف بها، بل بنى بجوارها مكتبا لتعليم القراءة والكتابة ليتامى أبناء المسلمين.
لعل أهم المراكز العلمية شهرة بالقاهرة كانت دار الحكمة التي أمر الحاكم بأمر الله الفاطمي بإنشائها عام 1005م، حيث أراد لها أن تكون أفضل من بيت الحكمة الذي ببغداد. وقد زود الحاكم هذه الدار بمكتبة عرفت باسم دار العلم وحُملت إليها الكتب من خزائن القصور ومن مصادر متعددة. فكانت فيها كتب نفيسة ومخطوطات نادرة في الدين والآداب والعلوم بفروعها المتعددة، كما أمدها الحاكم بأمر الله بكل مستلزمات النساخين من أقلام ومحابر وورق. وأقيم لها قوام وخدام وفراشون وغيرهم. وكانت دار الحكمة تزخر دائما بالفقهاء والقراء والنحاة والفلكيين والأطباء. وظلت دار العلم مفتوحة ينتفع الجمهور بما فيها من الكتب إلى عام 1123م حيث أمر الوزير الأفضل ابن أمير الجيوش بدر الجمالي بإغلاقها بسبب ما وصل إليه من أن رجلين يعتنقان عقائد الطائفة المعروفة بالبديعية التي يدين أشياعها بمذاهب السنة الثلاثة وهي الشافعي والحنفي والمالكي يترددان على دار العلم، وأن كثيرين من الناس أصغوا إليهما واعتنقوا هذا المذهب. على أن فترة إغلاق دار العلم لم يطل أمدها، فقد أعادها الحاكم الآمر بالله إلى ما كانت عليه.

اشتهر من أبناء القاهرة علماء أجلاء في مختلف العلوم. ففي العلوم الشرعية اشتهر الإمام الشافعي صاحب أحد أكبر المذاهب الفقهية عند أهل السنة، وسعد بن ليث بن عبد الرحمن الفهمي الفقيه إمام أهل مصر في عصره، وأبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم مؤرخ من أهل العلم بالحديث.

ومن علماء اللغة اشتهر جلال الدين السيوطي وكان من علماء اللغة والشريعة ألف في الفقه والتفسير وعلوم القرآن والحديث، ومحمد بن جلال الدين مكرم بن نجيب الدين المعروف بابن منظور صاحب معجم لسان العرب، وأبو الفضل محمد بن عبد الرازق الزبيدي صاحب معجم تاج العروس. ومن المؤرخين أحمد بن علي بن عبد القادر المقريزي، وأبو محمد عبد الله بن يوسف الأنصاري الشهير بابن هشام.

كما اشتهر من الأطباء داود الأنطاكي وهو صيدلاني وطبيب ولد في انطاكية بسورية واستقر في القاهرة، وموفق الدين أبو نصر عدنان بن نصر بن منصور الشهير بابن العين الزربي الطبيب وعالم النجوم والرياضيات والمنطق. وأبو المنصور عبد الله بن الشيخ السديد وكان عالما بصناعة الطب خبيرا بأصولها وفروعها.

اشتهر فيها من الرياضيين ابو علي الحسن بن الهيثم عالم الفيزياء والبصريات والرياضيات وكان مولده البصرة ثم هاجر إلى القاهرة وعاش فيها. ومن الفلكيين أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن يونس . ومن الكيمائيين علي بن محمد أيدمر الجلدكي وكان قد تنقل بين مصر ودمشق وألف بعض كتبه في القاهرة والبعض الآخر في دمشق. http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...ges/city9b.jpg


صنفتها منظمة اليونيسكو مدينة تراثية عالمية عام 1979

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 04:04 AM

القـدس
القدس من أقدم مُدُن الأرض التّي سُكِنَت منذ العصر الحجريّ الأوّل. هُدِمَت وأعيد بناؤها أكثر من 18 مرّةٍ. عربيّة النّشأة والجذور، أسّسها الكنعانيون العرب قبل 5000 سنة قبل الميلاد، حيث سكنها العرب اليبوسيّون وأقاموا مدينتها وأطلقوا عليها إسم "أورسالم" أو "سالم إله السّلام" عند الكنعانيّين. وبالإضافة إلى مدينة السّلام، فقد عُرِفَت القُدس بأسماء كثيرةٍ أهمّها: مدينة يبوس، مدينة إيليا، مدينة بيت القدس.


نشأت النّواة الأولى لمدينة القدس على تلال "الضّهور الطّور" أو "تلّ أوفل" المُطلّة على قرية سلوان، جنوب شرق المسجد الأقصى . هذه النّواة هُجِرَت وحلّت محلّها نواة رئيسةٌ، أقامت على تلالٍ أخرى، مثل مرتفع بيت الزّيتون بريتا ومرتفع ساحة الحرم موريا ومرتفع صهيون، وهي مرتفعات تقع داخل السّور، وتُعرَف اليوم بالقدس القديمة.
تنفرد القدس بظاهرةٍ دون سواها من المُدن. فهي الوحيدة التي يقدّسها أهل الدّيانات الثّلاثة.
تقع القدس على هضبةٍ وبين كتلتي جبال نابلس من الشّمال، والخليل من الجنوب. وترتفع عن مستوى سطح البحر الأبيض المتوسط 775 م، وتبعد عنه 52 كيلومترًا، وترتفع عن مستوى سطح البحر الميت 11500م. هذا الموقع وهذه المكانة الدّينية جعلا القدس، عبر التّاريخ، مطمعًا للغُزاة، فتعاقب على غزوها العبرانيون والأشوريون والفراعنة والإغريق والرّومان والصليبّيون والأتراك والإنكليز، ثم المُنظّمات الصّهيونيّة.
تبلغ مساحة القدس 19931 دونمًا؛ عدد سكّانها بلغ، عام 1922، حوالى 62577 نسمةٍ، وعام 1945 حوالى 157080 نسمةٍ. وهي الآن حوالى مليون ونصف مليون نسمة.

تُعتبر القدس من أشهر المُدن السّياحية في العالم؛ فهي محطّ أنظار سكّان العالم أجمع، حيث الأماكن المقدّسة والتّاريخية والأثريّة. فالمسيحيّون يؤمّونها لزيارة كنيسة القيامة والكنيسة الجثمانيّة وكنيسة مريم العذراء وغيرها الكثير من الأديرة. وفيها أكثر من مئة بناءٍ أثريٍّ إسلاميّ، إضافةً إلى قبّة الصّخرة والمسجد الأقصى وحائط البرّاق ومدافن ومقامات للصّحابة والتّابعين.
للقدس7 أبوابٍ هي: باب العمود، باب السّاهرة، باب الأسباط، باب المغاربة، باب النّبي داود، باب الخليل، باب الحديد.
احتلّت المنظّمات الصّهيونية المُسلّحة الجزء الغربي من مدينة القدس في 28/4/1948 وفي 7/6/1967 احتلّت الجزء الشّرقي منها؛ وفي 27/6/1967، أقرّ الكنِيْست الإسرائيلي ضمّ شطريّ القدس؛ وفي 30/7/1980 أُعلِنَت المدينة عاصمةً لإسرائيل.




منذ بداية الإحتلال، عام 1967، شَرَعت سُلطات الإحتلال تنفّذ الخُطط والإجراءات الرّامية إلى تهويد المدينة المُقدّسة. فقامت بربط سكّان القدس الشّرقية إداريًا وقضائيًا واقتصاديًا وتعليميًا بالواقع الإسرائيلي؛ إلاّ أنّ أخطر الإجراءات وأكثرها تعسّفًا هو الإستيطان والإستيلاء على الأراضي والمنازل. فقد قامت قوّات الإحتلال بهدم حيّ المغاربة، وطَرَدت سكّانه وأجلت قسمًا كبيرًا من سكّان حيّ الشّرف في البلدة القديمة، وصادرت الكثير من الأراضي وأقامت المُستعمرات عليها واستولت على العديد من المنازل العربيّة.
صادرت قوّات الإحتلال أكثر من 23 ألف دونمٍ من أراضي القدس الشرقية ومحيطها. وأقامت عليها أكثر من 35 ألف وحدةٍ سكنيّةٍ، في حين يُحّرم على العرب إقامة أيّة وحدةٍ سكنيّةٍ. وما زالت سلطات الإحتلال مستمرةً في مخطّطاتها في مصادرة الأراضي. ويحيط بالقدس حوالى عشرة أحياءٍ سكنيّةٍ يهوديّةٍ وأكثر من 41 مستعمرةٍ، تُشكّل 5 كتلٍ استيطانيّةٍ.


التاريخ السياسي لمدينة القدس


سكانها




خلال الفترة


اسمها في تلك الفترة


اليبوسيون والكنعانيون


3000 ق.م.- 1000 ق.م.
يبوس أو أور سالم
العبريون


1000 ق.م – 596 ق.م.
مدينة داود، أورشليم
الكلدانيون


596 ق.م.- 538 ق.م.
أورشليم
الفرس


538 ق.م. 330 ق.م.
أورشليم
اليونان


330 ق.م.- 168 ق.م.
أورشليم
اليهود


168 ق.م.- 63 ق.م.
أورشليم
الرومان


63 ق.م. – 313 م
إيلياء كابتولينا
الروم المسيحيون


313م- 614م
إيلياء كابتولينا
الفرس


614م- 628م
إيلياء كابتولينا
الروم


628م- 638م
إيلياء كابتولينا
المسلمون العرب

638م – 1099م
بيت المقدس أو القدس
الصليبيون


1099م- 1187م
بيت المقدس أو القدس
المسلمون العرب


1187م- 1229م
بيت المقدس أو القدس
الصليبيون


1229م- 1239م
بيت المقدس أو القدس
المسلمون العرب


1239م – 1918م
بيت المقدس أو القدس
الإنكليز والمسلمون


1917م- 1948م
بيت المقدس أو القدس
اليهود


1948م- 1967م
القدس الغربية فقط
اليهود


1967م-
القدس الغربية والمستوطنات المستحدثة



صنفتها منظمة اليونيسكو مدينة تراثية عالمية عام 1981

صائد الأفكار 28 - 8 - 2010 04:13 AM

القيروان

تقع القيروان في الصحراء جنوبي تونس . وتُعرَف أيضًا بإسم رابعة الثّلاث بعد مكة المكرّمه و الكدينة المنوره والقدس الشريف
http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...s/city135a.gif

ذلك لأنّها أقدم وأوّل مدينةٍ إسلاميةٍ في المغرب ، وقد بناها القائد عقبة بن نافع لتكون قاعدةً لنشر الإسلام في المغرب العربي وإفريقيا. وبناء القيروان في هذه المنطقة لا يعني أنّها شكّلت أوّل وجودٍ بشريٍ حضاريٍ هناك، إذ إنّ المنطقة كانت مأهولةً منذ القِدَم، حيث بَيّنت الإكتشافات الأثرية وجود أدواتٍ حجريةٍ للإنسان القديم، بعثرتها عوامل الإنجراف على ضفاف وادي مرق اللّيل في منطقة العلا.
حين تَوَسّط عقبة بن نافع الصحراء حيث تونس الحالية، توقّف عند منطقةٍ رآها صالحةً لتَعَسكر قوّاته، ورأى فيها ملاذًا آمنًا لإستراحة القوافل التي تنتقل بين الشّرق والغرب، فحطّ فيها الرّحال، وخطّ بعصاه على الأرض حدود المُعسكر. فكان اختيار عقبة لهذه المنطقة عن بُعد نظر. فهي تقع في جوف الرّوابي على منتصف الطريق بين الحصون والشواطىء البيزنطية ومخابىء البربر الجبلية، فاتخذها محطةً لإستراحة القوافل ومركزًا لإنطلاق الإسلام، وأطلق عليها إسم "القيروان"، ومعناها في اللغة العربية القافلة.
لمّا كان
http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...s/city135b.gif

موقع المدينة بعيدًا عن العمران في وسط الصحراء، كانت آمنةً من هجوم الأعداء. لكن عزلتها هذه لم تمنعها من أن تكبر وتنمو. وكان أوّل ما شُيِّدَ فيها هو دار الإمارة والمسجد الجامع، وكان بادىء الأمر فضاء ليس فيه بناء، ويُصلّى فيه كذلك. وبعد تحديد محراب المسجد اقتدى به الناس، فصارت القيروان من أهم مُدن إفريقيا والمغرب.
تختلف القيروان عن المُدن العربية القديمة في أن كلّ قبيلةٍ نزلت بها لم تكن تختصّ بمكانٍ مُعيّنٍ من المدينة كما هو الحال في باقي المدن الإسلامية. أمّا بالنسبة إلى تخطيطها، فقد اتُبِعَ تخطيط المدن السابقة نفسه، حيث يبدأ بتخطيط المسجد ودارالإمارة، ويلي ذلك السوق والمساكن والطرق والشوارع.
كان للقيروان سور له 14 بابًا. وكان سوقها مُتّصلاً بالمسجد من جهة القبلة وممتدًا إلى بابٍ يُعرَف بإسم باب الرّبيع. وكان لهذا السوق سطح تتّصل به جميع المتاجر والصّناعات.
أقيمَت حول القيروان أسوار عالية تطوّرت على مدى التاريخ لتكوّن قلعةً حصينةً تصدّ عنها حجارتها المتراصة هجمات الغزاة، ولم ينقطع أهل القيروان عن إصلاح الأسوار مرةً بعد مرّةٍ، لأن الهجمات كانت تنكسر فوق هذه الأسوار، وإن كان يصيبها الكثير
http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...s/city135c.gif

من الهدم، ومن ذلك ما حدث حين قامت المدينة ثائرةً ضد حكم الأغالبة، وما حدث أيضًا عند الغزوة الهلالية (بني هلال). وقد صمدت القيروان في منتصف القرن الثامن عشر أكثر من خمس سنواتٍ على الحصار المفروض عليها، بل أجبرت الحاكم على دفع تعويضاتٍ لها.
وأثناء الحرب العالمية الثانية، هدم الألمان قسمًا من القيروان لإستعمال حجر الطّابوق لبناء مدرجٍ للطّائرات.
وممّا يمُيّز القيروان أنّها لم تفارق أسس تنظيمها إلى اليوم، فحافظت على نسقها المعماري الأصيل. وما يزال جامع القيروان أشهر مساجد إفريقيا والمغرب العربي، شاهدًا على أصالة المنطقة. فقد وضع أساسه وتصميمه عقبة بن نافع وجرى تطويره على تتابع القرون والأزمنة، وله أعمدة عديدة ومتنوّعة تعود لمعابد رومانية وكنائس بيزنطية. ويُعتبر من أزخر التّراث الإسلامي في تونس ويؤمّه الكثير من السيّاح سنويًا.

http://www.al-hakawati.net/arabic/ci...es/city135.jpg



صنفتها منظمة اليونيسكو مدينة تراثية عالمية عام 1988


الساعة الآن 01:23 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى