منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=95)
-   -   تفسير قوله تعالى: (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمناً ..) (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=22878)

تراتيل المطر 8 - 3 - 2012 12:44 AM

تفسير قوله تعالى: (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمناً ..)
 
تفسير قوله تعالى: (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمناً ..)
قال الله تبارك وتعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [البقرة:126]. يقول تعالى: ( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمنا ) يعني: اجعل هذا المكان ذا أمن، وقد أجاب دعاءه، فجعله حرماً لا يسفك فيه دم إنسان، ولا يظلم فيه أحد، ولا يصاد صيده، ولا يختلى خلاه، ولا يقطع حشيشه، ولا يعضد شجره.

رزق الله المجبى من كل مكان إلى مكة


قوله تعالى: ( وارزق أهله من الثمرات ) هنا يذكر السيوطي كلاماً يحتاج إلى دليل، يقول: وقد فعل بنقل الطائف من الشام إليه كما قيل، وكان أقفر لا زرع فيه ولا ماء، والطائف بلد قريب من الحرم كان أقفر لا ماء فيه ولا زرع، كان منطقة بلقعاً، فنقلت الطائف من الشام إلى هذا المكان، وهذا يحتاج إلى دليل، والله تعالى أعلم. ولكن هل نحن نحتاج إلى بينة في تفسير هذه الآية؟! والله إنها لمن أعلام النبوة! وقوله تعالى: http://www.arabna.info/vb/sQoos.gifيُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ http://www.arabna.info/vb/eQoos.gif[القصص:57] هذه آية من آيات الله سبحانه وتعالى، ولا يكاد ينكرها أحد أبداً، اذهب إلى مكة تجد كل أسواق العالم موجودة هناك، كل الثمرات، كل الفواكه، ما شيء من الثمرات والأرزاق إلا ويجبى إلى هذ البلد مع أنه واد لا زرع فيه، حتى الزرع الذي يفتعلونه الآن ويصطنعونه تشعر أن الأرض تقول: هذا ليس لي، وما أطيق هذا، فالأرض تلك ليس من طبيعتها أن تقبل الزراعة، ولذلك فإنهم يتكلفون أموالاً طائلة في إرغام الزرع على أن يتواجد في تلك التربة عندهم، ومع ذلك يجبى إليه ثمرات كل شيء، ولا يعلم مكان فيه من الخيرات والبركات وسعة الرزق ما يوجد في بلد الله الحرام، وهذا أيضاً أثر إجابة دعوة إبراهيم الخليل عليه السلام، فإن الله بالفعل رزق أهله من كل الثمرات، http://www.arabna.info/vb/sQoos.gifيُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّاhttp://www.arabna.info/vb/eQoos.gif[القصص:57]. ( وارزق أهله من الثمرات ) هل كل أهله؟ لا، يقول تعالى: ( من آمن منهم بالله واليوم الآخر ) فهذا بدل من (أهلها)، وخصهم بالدعاء لهم موافقة لقوله: ( لا ينال عهدي الظالمين ) فإبراهيم عليه السلام كما قال الله سبحانه وتعالى من قبل، لما قال له: ( ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) يعني: الظالمون من ذريتك لن يكونوا أئمة في الدين، والمحسنون منهم سيكونون أئمة في الدين، فالمحسنون هم الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر، ولذلك إبراهيم عليه السلام أبدل من قوله: ( وارزق أهله من الثمرات ) قال: ليسوا كل أهله، لكن أدخل في دعائه ( من آمن منهم بالله واليوم والآخر ) فخصهم بالدعاء كي يوافق قوله تعالى من قبل: ( لا ينال عهدي الظالمين ) . قال تعالى: ( ومن كفر ) يعني: أرزق هؤلاء الصالحين المحسنين من آمن بالله واليوم الآخر وسأرزق أيضاً من كفر، ماذا أفعل معه؟ ( فأمتعه ) إما بالتشديد أو بالتخفيف، يعني: فأمتعه في الدنيا فقط، ( قليلاً ) مدة حياته القليلة، ( ثم أضطره إلى عذاب النار ) يعني: ألجئه إلى عذاب النار، فلا يجد عنها محيصاً، ( وبئس المصير ) أي: بئس المرجع فيها.
أمان البيت الحرام
يقول القاسمي رحمه الله تعالى: ( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا ) الموضع الذي جعلت فيه بيتك وأمرتني بأن أسكنه من ذريتي، وهو مكة، ( بلداً ) كلمة البلد معناها المكان الذي يأنس الذي يحل به، ( بلداً آمناً ) أي: ذا أمن، لا يرعب أهله، وقد أجاب الله دعاءه، كقوله تعالى: http://www.arabna.info/vb/sQoos.gifوَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا http://www.arabna.info/vb/eQoos.gif[آل عمران:97] والمقصود أمنوه، وقوله تعالى: http://www.arabna.info/vb/sQoos.gifأَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ http://www.arabna.info/vb/eQoos.gif[العنكبوت:67]، إلى غير ذلك من الآيات. صحت أحاديث متعددة بتحريم القتال في مكة، ففي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يحل لأحد أن يحمل بمكة السلاح)، فهو آمن من الآفات، لم يصل إليه جبار إلا قصمه الله، كما فعل بأصحاب الفيل. وقوله تعالى في سورة إبراهيم: http://www.arabna.info/vb/sQoos.gifرَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا http://www.arabna.info/vb/eQoos.gif[إبراهيم:35] بالتعريف، والكلام في هذا كثير ولن نفصل فيه الآن، لكن باختصار شديد: هنا قال: ( اجعل هذا بلداً آمناً ) بالتنكير باعتبار أنه لم يكن بنى البيت، وكان لا يزال في بداية بنائه، فلم يعمر بالحجاج والطائفين والمعتكفين وغير ذلك، وفي سورة إبراهيم قال: ( رب اجعل هذا البلد )؛ لأن الكعبة كانت قد بنيت بالفعل، فقال: ( هذ البلد آمناً ). ( وارزق أهله من الثمرات ) سأل إبراهيم ذلك؛ لأن مكة لم يكن فيها زرع ولا ثمر، فاستجاب الله تعالى له فصارت يجبى إليها ثمرات كل شيء، ( من آمن منهم بالله واليوم الآخر ) هذه بدل من أهله، وهو بدل بعض، ( وارزق أهله من الثمرات ) بدل بعض من كل، ( من آمن منهم بالله واليوم الآخر ) يعني: ارزق المؤمنين من أهله خاصة، وإنما خصهم بالدعاء إظهاراً لشرف الإيمان، واهتماماً بشأن أهله، فالذي يهمه هم أهل الإيمان، وهذا من مراعاة حسن الأدب في المسألة، حيث ميز الله تعالى المؤمنين عن الكافرين في باب الإمامة، في قوله: ( لا ينال عهدي الظالمين )؛ فتأدب إبراهيم عليه السلام في الدعاء فلم يدخل الظالمين في دعوته، وإنما قال: ( من آمن منهم بالله واليوم الآخر )، وفيه ترغيب لقومه في الإيمان وزجر عن الكفر، فقال الله تعالى معلماً أن شمول الرحمانية بأمن الدنيا ورزقها لجميع عمرة الأرض: ( قال ومن كفر ) يعني: رزقي في الدنيا أثر من آثار اسمي الرحمن، الذي هو رحمان الدنيا الذي تعم رحمته الكافرين والمؤمنين، ويرزق الجميع، ويعطي الجميع الصحة وأعراض الدنيا والأرزاق وغير ذلك مما هو مشاهد محسوس، فهذه الرحمة العامة تكون ابتلاء وفتنة للكافرين، ونعمة للمؤمنين، ( قال ومن كفر ) يعني: أنيله أيضاً ما ألهمتك من الدعاء بالأمن والرزق، فهو عطف على فعل محذوف دل الكلام عليه. ( فأمتعه ) والمقصود بالمتاع الرزق عبر عنه بكلمة المتعة وما معنى المتعة؟ المتعة هي زاد قليل وبلغة، تخسيساً لحظهم من الرزق كما قال: http://www.arabna.info/vb/sQoos.gifلا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ http://www.arabna.info/vb/eQoos.gif[آل عمران:196-197]، وكذلك قال هنا: ( ومن كفر ) يعني: أرزقه وأمتعه قليلاً، فهذا تخسيس لهذا المتاع الذي ينالونه وتحقير له، وأكد ذلك بقوله: ( فأمتعه قليلاً ) يعني: تمتيعاً قليلاً، سواء بنعمة الأمن أو بنعمة الرزق. و( قليلاً ) إما أن المعنى أن كمية المتاع تكون قليلاً أو أن زمان المتعة قليل إلى أن تنقضي آجالهم فيفضون إلى ربهم. ( ثم أضطره إلى عذاب النار ) يعني: ألجئه إلى عذاب النار، كما قال تعالى: http://www.arabna.info/vb/sQoos.gifيَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا http://www.arabna.info/vb/eQoos.gif[الطور:13]، وقال تعالى: http://www.arabna.info/vb/sQoos.gifيَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ http://www.arabna.info/vb/eQoos.gif[القمر:48] وقرئ ( فأمتعه قليلاً ثم أضطره ) بلفظ الأمر فيهما على أنهما دعاء من إبراهيم عليه السلام. ( وبئس المصير ) يعني: عذاب النار، والمصير في اللغة هو ما ينتهي إليه الأمر.

عاشق تراب الأقصى 8 - 3 - 2012 12:54 AM

جزاك الله خيرا على الافادة وبارك الله بك
في موازين حسناتك

تراتيل المطر 8 - 3 - 2012 01:02 AM

وجزاك الله الخير يا عاشق تراب الأقصى
مشكور على الرد
ورودي

سما 8 - 3 - 2012 02:03 AM

http://www.arabna.info/vb/mwaextraedit4/extra/04.gif
غفر الله لكـ على الطرح القيم ...
جهد رائع ....واختيار موفق للموضوع
وفقكـ الله وأسعدكـ سعادة لاشقاء بعدها ابدا
جعله
الله في ميزان حسناتكـ,,,آمين

شيرين 8 - 3 - 2012 02:06 AM

جهد رائع ....واختيار موفق للموضوع
بارك الله بك
جعله الله في ميزان حسناتكـ,,,آمين

منتصر أبوفرحة 9 - 3 - 2012 12:19 AM

جزاك الله كل خير ونفع الله بك

جمال جرار 10 - 3 - 2012 01:53 PM

http://www.arabna.info/vb/mwaextraedit4/extra/01.gif
جزاكم الله خيرا
موضوع قيم جدا بارك الله بك
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ورزقنا واياكم الفردوس الأعلى

همسه 10 - 3 - 2012 01:56 PM

وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك
شكرا على الإفادة والطرح


محمد عيسى موسى ابراهيم 11 - 3 - 2012 12:06 AM

بارك الله بك

ابو فداء 11 - 3 - 2012 12:21 AM

مشكووورة
مجهوود جيد
يسلموووو


الساعة الآن 03:00 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى