منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   النقد الأدبي والفني (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=107)
-   -   الأستاذ على الخليلى والرمزية...والفجر الأدبى (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=4718)

ليمار 7 - 3 - 2010 05:19 PM

الأستاذ على الخليلى والرمزية...والفجر الأدبى
 

الأستاذ على الخليلى والرمزية...والفجر الأدبى بقلم : ممتاز احمد مرتجى





مجلة الفجر الأدبى هي مجلة فلسطينية أدبية ساهمت مساهمة كبيرة وفعالة في النهوض بالأدب الفلسطيني وكان لها الفضل الكبير في احتضان ونشر الانتاجات الأدبية الفلسطينية ونشرها , كما يعود لها الفضل في إبراز كفاءات أدبية فلسطينية عديدة لمعت فيما بعد في مجا ل كتابة الخاطرة والقصيدة والقصة القصيرة والرواية والمقالة الأدبية. كما كان لمجلة الفجر الأدبي التي كان رئيس تحريرها الأستاذ الأديب على الخليلى دور بالغ في تطويع الأدب وتسخيره لأجل خدمة القضية الفلسطينية...حيث عبر الكتاب والمثقفون الفلسطينيون عن مكنونات صدورهم وعما يدور في عقولهم وقلوبهم من أفكار وخلجات , ومن خلال الانتاجات الأدبية المتنوعة عبر هؤلاء الكتاب الفلسطينيون عن حسهم الثوري والنضالي بطريقة أدبية رمزية ذات مضمون ورسالة ومعنى.

وغنى عن الذكر أن السلطات الإسرائيلية كانت تحارب الحركة الأدبية الفلسطينية, وتلاحق الكتاب الفلسطينيين الذين يعبرون من خلال كتاباتهم عن انتمائهم للقضية والأرض والوطن , بل كان يصل الأمر إلى إغلاق بعض الصحف والمجلات وإيقاف صدورها ...لذلك لجأ معظم الكتاب والأدباء الفلسطينيون إلى تجاوز هذه الإشكالية من خلا التعبير الرمزي واستخدام أماكن وشخوص وطيور وحيوانات ترمز إلى أمور معينة يريدها الكاتب مثل طائر الفينيق وطائر العنقاء والصقر والنسر ...وغير ذلك من المخلوقات التي تدل على أصالة الفلسطيني وقدمه في أرضه وتحذره , وبسالته في الصمود على أرضه في مقاومة الغاصب والمستبد...كما استخدم الأدباء الفلسطينيون مخلوقات مثل الذئب والثعلب والغراب , وغير ذلك من المخلوقات التي يدل ذكرها واستخدامها على المراوغة والخبث والعدوانية وهى تشير إلى الاحتلال وبشاعته.كما كان من الكتاب الفلسطينيين من كان يكتب تحت اسم مستعار خشية ملاحقة سلطة الاحتلال له تحت ذرائع التحريض وغيره!

استخدم الأديب والكاتب على الخليلي هو أيضا هذا الأسلوب في كتاباته...فنراه يقول مثلا في قصيدته" مائدة الفقير":


الأرض مائدة الفقير, لها السلام

فان تخطفها الجذام

وأنكرتها حكمة الوطن الجميل

تحصنت بالجوع, واختمرت من الزاد القليل

لها القناعة والوداعة والوئام

لها الندى

وله المحاريث العصية والمجاعة والردى

وحمائم القصدير والفولاذ شاهدة, وغاز الخردل, الندابة النووية,

القرد الالكتروني,عاصمة فعاصمة, سواه هنا, للآخر عشبة نبتت

بقبضته,وقتلا يلبس الصبح الممزق والخرائب والسقام

له الحروب وغابة البشر اللئام

هكذا نرى الأستاذ على الخليلي استخدم الرمزية وأشار إلى تضحية الفلسطيني وتحمله للجوع على أرضه , ثم نراه قد أشار إلى الاحتلال البغيض بالجذام وهو مرض يدل على البشاعة والقبح.

ثم نراه يقول في نفس القصيدة:

قف!

قالت الأرض التي تقف على كفيه ,هل وقفت على كفيك نجمة

مولدك؟

والنهر يصعد من صبابته

على سعة الديار؟

قالت أحبك! فاستدرت إلى الجدار, من الجدار إلى الجدار,

وضجت السبل الحزينة والسلاسل والمقابر والخيام

أنا المدار فمن يدير؟

أنا المنار

فمن ينير؟

أنا الفقير...

في هذه الفقرة الشعرية نرى الصمود والتحدي في لغة الأرض التي تدل على صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بقضيته وأرضه...كما نرى حب الأرض لابنها(قالت أحبك),كما نرى ثقة الفلسطيني بنفسه عندما يقول( أنا المدار فن يدير؟) وقوله(أنا المنار فمن ينير؟)

وفى نهاية القصيدة يؤكد الشاعر على حتمية العودة فيقول....

حتى أتيت, أتيت من وحل السقام...

ومن كوابيس الظلام

ومن كراريس الحطام...

ومن فتافيت العظام....

من شبابيب الغمام....

ومن عيون الشاهدين بلا شهادتهم....

ولا فتوى كرامتهم...ولا قاماتهم بين الكرام....

أتيت... أتيت متسخا لتغسل غسل عارهم....

ومنبوذا لتجمع شملهم...

ومكسورا لتسند ظهرهم...

ومهزوما ل لتصنع نصرهم....

ومكتملا و نظيفا, غاليا...

فوق الشبيه...

وقبل أن تلد الذئاب سخولها....

وتمد مائدة اللئام.....

نرى في هذه الصور الشعرية المعبرة كيف أن الفلسطيني يخرج بعد كل محنة ومواجهة واقفا....وأن دمه وقضيته هما اللذان يوحدان الأمة والشعب....وربما يكون قد أشار إلى الشهداء وكرامتهم وشهادته على الواقع والتاريخ بقوله(ومن عيون الشاهدين بلا شهادتهم) فالشهداء حاضرون بمواقفهم وتضحياتهم حتى وان غابت أجسادهم...ثم أشار في آخر سطرين من القصيدة إلى الذئاب...وهم رمز الإفساد والمكر والخديعة ...وهنا يشير إلى سارقي الأرض ومزيفي التاريخ والواقع و ويؤكد على أن وجودهم طارئ عليها...ومن وجهة نظري أن الشاعر ربما لم يكن موفقا عندما استخدم الكلمات الآتية (متسخا-منبوذا-مكسورا...ومهزوما) فهي لا تناسب المواضع التي استخدمت فيها...فربما يكون من الفضل استخدام كلمة ناصعا بدلا من متسخا...وكلمة مسحوقا بدلا من كلمة منبوذا...وكلمة صلبا بدلا من كلمة مكسورا... وكلمة متألقا بدلا من كلمة مهزوما.

هكذا ساهم الأستاذ على الخليلي بكتاباته وإبداعاته بنهوض الحركة الأدبية فى فلسطين...كما تبنى واحتضن كل الإبداعات الفلسطينية الخلاقة...فتحية للأستاذ على الخليلي... ونقول له ماذا عن الفجر الأدبي؟؟؟...نريد منك المزيد...فهل من جديد؟؟؟



الساعة الآن 12:50 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى