|
حق القرابة وجاهلية العشائرية
حق القرابة وجاهلية العشائرية هل ننام في مجتمعنا على برميل بارود قابل للانفجار في أي لحظة ، بفعل فاعل طائش أو جاهل أو ماكر خبيث؟ وهل مجتمعنا حقل مليء بالأعشاب الجافة قابل للاشتعال بشرارة صغيرة تحوله إلى جحيم ؟ خطر لي هذا وأنا أرى ردود الفعل على الجريمة التي وقعت في إحدى جامعاتنا نهاية الأسبوع الماضي ، الاستنفار في الجامعات وتعليق الدوام في عدد منها وأعمال شغب تثور في مدينة السلط في ردود أفعال عفوية عشوائية هي رد فعل برمج كثير من الناس عليه على المبدأ الجاهلي انصر أخاك ظالما أو مظلوما وعلى قاعدة : لا يسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهانا !!! وقاعدة أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب !! القتل جريمة لا يقرها دين أو عقل وهناك شرع وقضاء يلجأ إليه الناس لأخذ حقوقهم ، كان هذا منذ نزل دين الله وصار للناس ملجأ ومرجعا ، جاء الإسلام في قوم اصطلوا بنار البسوس وداحس والغبراء ، ومن قوانين حياتهم الثأر ، : يغار علينا ظالمين فيشتفى بنا إن أصبنا أو نغير على وتر بذاك قسمنا الدهر شطرين بيننا فلا ينقضي إلا ونحن عل شطر !! نعم ، القتل جريمة يرتكبها فرد ، فما ذنب بقية أهله أن تصيبهم فورة الدم من أهل القتيل ؟ في كل أنحاء العالم تقع جرائم ، ويلقى القبض على المجرمين وينال المجرم عقابه ، ومن القواعد المقررة ( لا تزر وازرة وزر أخرى ) ولكن واقعنا بعيد عن ذلك ، ما زلنا رغم أربعة عشر قرنا مع الإسلام ، وتسعين سنة من الحكم المدني المعاصر ، ما زلنا نعاني من فيروسات الجاهلية فما أسرع أن نتمثل روح داحس والغبراء وأن نثير الحرب الشعواء ، وتغلي الدماء في عروقنا في ثورة هوجاء تفقدنا التوازن ، وتكون لها آثار سلبية متعددة الجوانب . إنني أتعاطف من فقد ولده في جريمة قتل ، وأتعاطف كذلك مع أسرة القاتل الذين أوقعهم ابنهم في أزمة مزدوجة : أزمة مع أهل القتيل ، وأزمة مع أنفسهم بمصابهم بابنهم الذي عرض نفسه للعقوبة . متى نصل إلى التعامل الإسلامي مع أحداث الجريمة ليأخذ العدل مجراه وتمضي الأمور في صورة نتخلص فيها من رواسب الجاهلية ؟؟؟ |
استاذي الغالي جمال تحية اخويه على موضوعك المزدوج بحق فالعنوان بصدق يشكل مدخلا الى النظر الى العنوان من خلال مااطلقت عليه حق القرابه وكذلك جاهلية العشائريه ...بصدق كم اصاب بالصدمة من أحداث تجري في ساحتنا الاجتماعيه التي تعبر عن تخلف في المفاهيم القيميه وقصور في تطبيق القانون الذي يردع من جعلوا من العشائريه مفهموما غير حضاري ورسموه في دائرة من الجهل كما تفضلت ...انني تذكرت العديد من الاحداث التي يشهدها المجتمع العربي وقضية الجريمه رغم اننا اتفقنا على تسميتها بالجريمه لتكون واضحة الدلاله الاأنها تتجاوز اطارها القانوني لتصبح جريمة متعددة الجوانب في الاسباب والنتائج ...لماذا تطفوا العشائريه دوما في احداث كتلك التي افردت لها عنوانا وتفعل منظومتها في اتجاه خاطىء ...هل بحق يتناسب مفهوم حق القرابه بكل اطره المختلفه ومفهوم العشائرية للاسف التي لاتشكل مطلقا أي نفع عام غير الانطواء خلف االمفاهيم الخاطئه التي ترتكب فيها الجريمه دون وجه حق في حق من ليس لهم صلة في موضوع الجريمه اذا وقعت من طرف احد أفراد العائله ...وأين هذه العشائريه ورجالاتها عندما ترتكب جرائم بحق شعوبنا من قبل العدو بشتى صنوف وأشكال الجريمه ...لماذا تقف السلطات الرسميه في البلدان العربيه موقفا هلاميا للحد من هذه الظاهرة المقلقة وهذا التخلف الذي يجتاح المجتمع تحت ظاهرة العشائريه ومن يختبىء وراءها ....دائما نقول دعو العدل ياخذ مجراه ...اليس الظلم الذي قد يؤدي الى ارتكاب جريمة القتل بحق الظالم ظاهرة مقلقه يجب على العشائريه ان تقف في وجه ابناءها الذين يستغلون السلطه ليمارسوا ابشع انواع الظلم والقهر وتقول كلمتها ان الظلم مرتعه وخيم ...لايوجد قتل عشوائي ولايوجد قتل بلا سبب هناك اسباب خفيه وراء هذا الانفلات اليس الفقر والثراء الفاحش والمحسوبية والرشوه والفساد هي أدوات قتل مجتمع بأكمله أن أي نظام سياسي أو أجتماعي لايخلو مما ذكرناه ولكن على الدول مسؤولية فأين هي عن مسؤولياتها لماذا الغياب لنسمع كل يوم بجريمة وعطوه وجاهة وفنجان قهوه واكراما لله والزعيم والجاهه وغيره من الترهات التي لاتزيد الامر الاتعقيدا للاسف ونرى في النهايه أن الاستهتار هو البناء الاساس في هذه الظاهرة الخطيره حقا ...فالبعض لايقرأ القرآن ولايعرف القوانين ويدعي فورة الدم ...أما فورة الدم عندما يقتل البعض بدم بارد فأنها غير موجوده بل الامر لايعني الكثير للاسف ...القوانين الصارمة والردع هو الوسيلة الناجعة لردع كل من تسول له نفسه العبث بارواح العباد تحت أي مسمى ...هل ظاهرة الاعتداء على الممتلكات العامه ايضا فورة دم أم أنه تعبير عن حالة من الغضب المتأصل في النفوس لاوضاع تزداد مأساوية يوما بعد يوم ....ليس من قول غير رحمتك يارب حقا شكرا د مأمون جرار على هذا الموضوع الذي ارى أن تكون فيه المشاركه واسعة نظرا لاهميته شكرا استاذ جمال على طرح الموضوع وبارك الله فيك |
استاذي الأمير الشهابي
اقرّ بكل حرف كتبته هنا من ناحية الفقر والثراء الفاحش والمحسوبية والرشوه والفساد هي أدوات قتل مجتمع بأكمله الحقيقة ردك موضوع مستقل بذاته واحب ان انوه ان الموضوع لست انا من اردجه هنا وانما والدي ابو جمال مشكور استاذي الأمير على هذا التعقيب الذي أثراني وملأ عقلي ويتحدث عن واقعنا في المجتمع العربي بأكمله من محيطه الى خليجه اخوكم جمال جرار |
استاذي الفاضل جمال ونعم بك وبوالدك ابو جمال وهذه فرصة سعيدة جدا لي أن ارى هذا التمازج الفكري الخلاق بينكم شكرا اليك التنويه والموضوع بحق مقلق والحديث عنه مؤلم ولكن لايسعني في عجاله الا أن استدرك بعض الاسباب التي اراها تقف وراء تفشي هذه الظاهرة الخطيره أضف الى ذلك الجرائم المرتكبه تحت مسمى جرائم الشرف التي لاتقل خطورة عن جرائم القتل المتكرره وتراها احيانا لاسباب تافهه ولكن المتتبع لمسارها سيجد ان الامور أعقد من ظاهرة جريمه فرديه لأن البعض يمعن يوميا في ارتكاب ابشع الجرائم في حق المواطن العربي من انتهاك للحرمات والمحرمات والحرية الشخصيه تحت مسميات مختلفه لم تعد خافية على احد شكرا اليك استاذ ابو جمال والاستاذ جمال ما أعمق جراحاتنا التي تنزف فمتا يتوقف النزيف |
مجهود رائع وموضوع قيّم استمتعت بتواجدي بصفحتك بانتظار المزيد من هذا العطاء لك مني ارقّ تحية وأعذبها دمت بخير |
مشكور ابو جمال
|
| الساعة الآن 11:27 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |