منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   سِير أعلام وشخصيات (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=57)
-   -   من علماء الجزائر (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=18540)

اشراقة شمس 19 - 9 - 2011 10:13 PM

من علماء الجزائر
 
من علماء الجزائر / العلامة محمد المغيلي قاهر اليهود في الجنوب الجزائري


هذه ترجمة الداعية المصلح محمد بن عبد الكريم بن محعيد المغيلي ، الذي وصل الى مملكة صنفاي بالنيجر ، مرورا ببلاد التكرور ، و كان بعد ان انتقل من تلمسان الى واحات ادرار تمنطيط ، نوات و غيرها من القصور بالصحراء الافريقية الشاسعة مجاهدا في سبيل نشر الدعوة و تنقية الاسلام مما علق به من شوائب البدع و الخزعبلات

كنيته و مولده و نشأته:

أبو عبد الله، محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي التلمساني ، [ و المغيلي : بفتح الميم نسبة إلى مغيلة قبيلة من البربر استوطنت تلمسان ووهران و المغرب الأقصى، وهي فرع من قبيلة صنهاجة كبرى شعوب الأفارقة البيض (انظر وصف إفريقيا 1/36،38)] ولد في عيدينة تلمسان سنة 790 هـ / 1425 م ، من عائلة راقية النسب ، و مشهورة بالعلم و الدين و الشجاعة في الحروب و هو يعتبر العالم رقم عشرين في سلالة المغيليين التي تبتدأ بإلياس المغيلي [ و هو ذلك العالم البربري الذي اعتنق الاسلام ، وحمل لواء الجهاد فكان له شرف المشاركة مع طارق بن زياد في فتح الأندلس ]، والده عبد الكريم اشتهر بالعلم و الصلاح ، كما أن أمه اشتهرت بأنها سيدة فاضلة تحب الفقراء و المساكين و تنفق عليهم بسخاء، و قد قام هذان الوالدان بتربيته و تنشئته تنشئة حسنة .

طلبه العلم و شيوخه:

حفظ القرآن الكريم على يد والده و الذي علمه أيضا مبادئ العربية من نحو و صرف و بيان كما قرأ عليه أيضا موطأ الامام مالك و كتاب ابن الحاجب الاصلي ، انتقل بعدها ليدرس عند الإمام الفقيه محمد بن أحمد بن عيسى المغيلي الشهير بالجلاب التلمساني ( ت سنة 875 هـ )، و الذي أخذ عنه بعض التفسير و القراءات ، ولقنه الفقه المالكي ، فقد ذكر المغيلي انه ختم عليه العيدونة مرتين ، و مختصر خليل و الفرائض من مختصر ابن الحاجب ، و الرسالة.
كما تلقى العلم عن علماء و شيوخ تلمسان منهم :
- عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن علي بن يحيى الحسني أبو يحيى التلمساني ( 826 و قيل 825 هـ ) ، عالم بالتفسير حافظ محدث من أكابر فقهاء المالكية ، قال عنه أحعيد بابا في [ نيل الابتهاج ص 171] : " بلغ الغاية في العلم والنهاية في المعارف الإلهية وارتقى مراقي الزلفى ورسخ قدمه في العلم وناهيك بكلامه في أول سورة الفتح ولما وقف عليه أخوه عبد الله كتب عليه : وقفت على ما أولتموه وفهمت ما أردتموه فألفيته مبنيا على قواعد التحقيق والإيقان ، مؤديا صحيح المعنى بوجه الإبداع والإتقان بعد مطالعة كلام المفسرين ومراجعة الأفاضل المتأخرين".
- محمد بن إبراهيم [ بن يحي حسب الونشريسي في المعيار ] بن عبد الرحمن بن محعيد بن عبد الله ابن الإمام أبو الفضل التلمساني ( ت 845 هـ ) " عالم بالتفسير والفقه مشارك في علوم الأدب والطب والتصوف من أهل تلمسان،
قال عنه السخاوي في ( الضوء اللامع 10/740) : " ارتحل في سنة عشر وثمانمائة فأقام بتونس شهرين ثم قدم القاهرة فحج منها وعاد إليها ثم سافر إلى الشام فزار القدس وتزاحم عليه الناس بدمشق حين علموا فضله وأجلوه ."
انتقل بعدها الى بجاية حيث أخذ عن علمائها التفسير و الحديث الشريف ، و الفقه و كانت بجاية حينئذ احدى حواضر العلم و الثقافة العربية الإسلامية،و كيف لا يقصدها و قد اصبحت قبلة العلم والعلماء، إذا كانت هذه الحاضرة قد استعانت بعلماء المشرق في نشر العلم ، ثم سرعان ما أنجبت وخرجت علماء كثيرين سار بذكرهم الركبان ليس فقط في المغرب الأوسط أو المغرب الكبير بل وذاع صيتهم في المشرق العربي حيث تولى بعضهم التدريس والقضاء في الشام وبغداد و مصر

انكب المغيلي على الدراسة في بجاية ، تلقى خلالها علوم جمة على يد علماء أجلاء أمثال:
- الشيخ أحعيد بن إبراهيم البجائي (ت سنة 840هـ/1434م)، امام جليل، اشتهر بالتفسير و الفقه، تتلمذ له المفسر المشهور الثعالبي.
- منصور بن علي عثمان - أبو علي الزواوي المنجلاتي، من فقهاء و علماء بجاية ، و من ذوي العصبية و القوة فيها ، و كان من أصحاب الرأي و التدخل في الأحداث السياسية لمكانته المرموقة.

قال عنه السخاوي في الضوء اللامع : " رأيت من قال انه الزواوي العالم الشهير ، و انه مات بتونس 846 هـ "
كما أخذ عن غيرهم من العلماء منهم يحيى بن نذير بن عتيق، أبو زكريا، التدلسي، القاض، من كبار فقهاء المالكية، من أهل تدلِّس، تعلم بتلمسان. وولي القضاء بتوات. أخذ عنه محمد بن عبد الكريم المغيلي [ تعريف الخلف 1: 196] و ابي العباس الوغليسي، و يذكر المغيلي " أنه قرأ الصحيحين ، و السنن و موطأ الإمام مالك ، و الفقه المالكي" ، و لم يكتف عبد الكريم المغيلي بما تحصل عليه من علوم في تلمسان و بجاية بل راح يبحث الاستزادة من رحيق المعرفة، فتوجه مباشرة إلى الجزائر أين اتصل بالمفسر المشهور - عبد الرحمن بن محعيد بن مخلوف بن طلحة الثعالبي صاحب التفسير المشهور (الجواهر الحسان) ، و لازمه ملازمة لصيقة ، و قد أعجب الإمام الثعالبي بالطالب المغيلي و بفطنته و ذكائه ، فزوجه ابنته اعترافا منه بعلمه و فقهه و أدبه.

العلماء في عصر المغيلي :

عاش الامام المغيلي في فترة شهدت بروز العديد من المفسرين و العلماء و الفقهاء و المؤرخين و الادباء و الشعراء ، الكثير منهم خالطه و اجتمع به و تبادل معه مجالس العلم و الادب نذكر منهم العلامة قاسم بن سعيد بن محمد العقباني المتوفي سنة 837 هـ ، و العلامة محمد بن أحمد بن مرزوق المتوفي سنة 842 هـ ، و العالم الصوفي ابراهيم التازي المتوفي سنة 866 هـ ، و العلامة الفقيه محمد بن يحي التلمساني المعروف بابن الحابك المتوفي سنة 867 هـ ، و العلامة محمد بن ابي القاسم بن محمد بن يوسف بن عمرو بن شعيب السنوسي المتوفي سنة 895 هـ ، و العلامة احمد بن زكري التلمساني المتوفي سنة 899 هـ ، و ابن مرزوق الكفيف المتوفي سنة 901 هـ ، و العلامة احعيد ين يحي الونشريسي المتوفي 914 هـ و غيرهم، مما جعله يستفيد فائدة عظيمة من علمهم و نصائحهم و إرشاداتهم التي سنرى أثرها في دعوته فيما بعد .
يشبهه الكثير من المؤرخين و المترجمين الذين كتبوا عنه و عن جهاده و دفاعه لنشر الإسلام الصحيح و محاربة البدع و المنكرات بشيخ الإسلام ابن تيمية نفسه الذي تأثر به و بأفكاره و كتبه و رسائله التي كانت تصل إلى الشطر الغربي من العالم الإسلامي ، و ( يقال انه كانت بينهما مراسلات و هو ما أجاب عنه الدكتور عمار هلال في مقالة له نشرها بجريدة المجاهد الجزائرية بتاريخ 20 / 06 / 1985 م حيث ذكر أنه : " في المؤلفات الجزائرية التي لها علاقة بالعلوم الإسلامية : فقه و تفسير و حديث ...الخ في القرن الخامس عشر الميلادي ، هل نجد أي إشارة إلى ابن تيمية أو إلى أعماله ؟ ليس من السهل الإجابة عن هذا السؤال ، و لكن ما يسمح لنا بالاعتقاد هو أن المغيلي نفى نفسه إلى الصحراء الجزائرية حيث كانت المواصلات حينئذ من الصعوبة بمكان و مع هذا فان فتاتا من المعلومات التي وصلتنا من تلك المنطقة الواسعة للشرق الاوسط تجعلنا نفكر بان ابن تيمية قد تمنى كثيرا أن يعرف ابن عبد الكريم المغيلي ، المهم هو أن كلاً منهما قد قام بعمله بدافع حماسته للإسلام حتى لو أنهما لم يلتقيا ، و المهم كذلك هو أن الرسالة التي أرادا نقلها وصلت تماما إلى الذين أرادا استقطابهم ليصبحوا مؤمنين صالحين " كما كانت له مراسلات و مناظرات مع الإمام السيوطي ، نقلها ابن مريم في كتابه " البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان " أثناء ترجمته للمغيلي.

الإمام المصلح و نازلة توات:

نقم الإمام المغيلي و انزعج من سلوك سلاطين تلك الفترة الذين كانوا يحكمون مملكة تلمسان و بجاية ، و بعد سخطه على أفعالهم و خاصة على الكيفية التي يعالجون بها رعاياهم ، و بعد أن اثر فيه سكوت أو تغاضي المثقفين و رجال العلم ، هاجر الإمام إلى منطقة تمنطيط بتوات أدرار، وكان لومه على السلاطين بسبب '' عدم امتثالهم لا في حياتهم الشخصية و لا في كيفية حكمهم الى قواعد الاسلام '' .
إن قصور توات وتيكرارين تمنطيط و أسملال و أولف و زاوية كونتة و فتوغيل ، كلها أسماء تشهد لهذا الإمام دهاده و دعوته ، هذه المناطق التي زارها صال و جال فيها يقوم بمهمة الدعوة إلى الله و الإصلاح ، و نشر المبادئ الإسلامية الصحيحة النقية كما عرفها السلف الصالح رضوان الله عليهم ، و قد احتضنته القبيلة العربية الأصيلة بني سعيد ، حيث عاش بينهم كواحد منهم يحترمونه و يبجلونه و يستمعون إلى دروسه و يتبعون دعوته حتى بدأ يكتشف دسائس اليهود الذين كانوا يعيشون في المنطقة منذ زمن بعيد ، وكانوا يستحوذون على السلطة الاقتصادية و الموارد المالية وأفسدوا الأخلاق والذمم - كما هي عادتهم دائما عليهم لعنة الله – حيث أنهم كانوا يتحكمون في اكبر كنز في الصحراء ألا و هو : الماء ، كما أنهم قاموا ببناء معبد لهم في واحة تمنطيط خارقين بذلك العهود التي بينهم و بين المسلمين، وقد شن عليهم المغيلي حربا شعواء لا هوادة فيها لوضع حد نهائي لتجاوزاتهم و استهانتهم بالدين الإسلامي ، لقد ضيق عليهم الخناق و بذلك ظهرت ما يسمى "بنازلة توات"
(( وأصل المشكلة التي طرحت على الفقيه الإمام المغيلي ، هو أن بعض المسلمين من "توات"، تلك الناحية المتواجدة في وسط الصحراء الجزائرية، والتي تضم عددا من الواحات أو القصور كما يسميها سكان الجنوب، وأهمها في القديم واحة "تمنطيط"، وهي لا تزال موجودة إلى يومنا هذا، وقد تفوقت عليها في العصر الحاضر مدينة أدرار، وتمنطيط هي اليوم ضمن ولاية أدرار. قلت إن بعض المسلمين من توات، قد أنكروا على اليهود القاطنين في المنطقة، سلوكهم، ومخالفتهم للقوانين، وللتراتيب التي حددها لهم الفقهاء المسلمون، على مر العصور. وتفاقمت الأزمة بعد أن شيد أولئك السكان من اليهود، كنيسة جديدة لهم في "تمنطيط". وقد أثار هذا الخبر ثائرة المسلمين ، الذين اعتبروا تشييد معبد جديد، مخالفة صريحة للشريعة التي تسمح للذميين بإصلاح معابدهم القديمة فقط، وتحظر عليهم بناء معابد جديدة، غير أن بعض العلماء المحليين، وعلى رأسهم قاضي المدينة، خالفوا أولئك النفر من المسلمين وقالوا: إن اليهود ذميون، لهم ما لأهل الذمة من الحقوق المنصوص عليها في كتب الفقه. وقد احتج كل فريق بآيات قرآنية كريمة و بأحاديث نبوية شريفة ، وبأقوال السلف من الأئمة والفقهاء، غير أن كلا الفريقين لم يقو على فرض آرائه، وعلى استمالة عامة الناس إليه. وكان في مقدمة الناقمين على اليهود، العالم الكبير محمد بن عبد الكريم المغيلي. وقد اشتهر هذا الفقيه بنشاطه، وبحيويته في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وفي نشر تعاليم الإسلام و محاربة البدع و الخرافات خاصة ببلاد الزنوج – كما سنرى – حيث اصدر فتوى أكد من خلالها: " أن سيطرة اليهود على عموم نواحي الحياة في تلك الديار، وبخاصة النواحي الاقتصادية، يتنافى مع مبدأ الذلة والصغار التي اشترطها الإسلام مقابل حمايتهم وعيشهم بين ظهراني المسلمين، وعليه فإن هذا التفوق لليهود وإمساكهم بزمام السلطة من خلال سيطرتهم على التجارة، يستوجب - في نظر هذا العالم - محاربتهم وهدم كنائسهم وكسر شوكتهم ليعودوا إلى الذل والصغار". وقد أثارت هذه الفتوى، من قبل الإمام المغيلي، ردود فعل كثيرة في أوساط معاصريه من العلماء بين مؤيد ومعارض. ولما حمي الوطيس بين الفريق المناصر لمحمد بن عبد الكريم المغيلي، والفريق المعارض له، واشتد الخلاف بين المسلمين، راسل كلا الفريقين أكبر علماء العصر في تلمسان، وفي فاس، وفي تونس، وكانت العيدن الثلاث العواصم السياسية، والدينية، والثقافية للأجزاء الثلاثة من المغرب الإسلامي. قلت راسل الفريقان كبار علماء العصر، يستفتيانهم في القضية، وكان كل فريق يأمل تأييد موقفه ضد موقف الفريق الآخر، المتهم بمخالفة تعاليم الشريعة.
وقد أورد الإمام الفقيه أحمد الونشريسي في موسوعته الفقهية المعيارالمعرب، مختلف الفتاوى التي تلقاها الفريقان، فكان ممن عارضوا المغيلي علماء من تلمسان و فاس، وعلى رأسهم الفقيه عبد الرحمن بن يحيى بن محمد بن صالح العصنوني المعروف بشرحه على التلمسانية، و قاضي توات أبو محعيد عبد الله بن أبي بكر الاسنوني.

يتبع

اشراقة شمس 19 - 9 - 2011 10:14 PM

* ـ الشيخ العلامة أحمد الشريف الأطرش السنوسي :


* ـ تحفل الجزائر بعدد لا يستهان به من علماء أجلاء وجهابذة نجباء عبر مختلف الحق التاريخية المختلفة والزمنة الغابرة، كان لهم إشعاع علمي وفكري وفق رؤية إصلاحية دينية وعقدية مستوحاة من الكتاب والسنة .. فراحوا يؤلفون ويدونون ويكرسون جهدهم ووقتهم لحدمة العقيدة والدين، ومن ثم الحفاظ على هوية هذه الأرض المقدسة بلد المليون ونصف المليون شهيد بلا منازع .

فبرزوا في ميادين وفنون مختلفة كالفقه وأصوله والأدب والتاريخ والعلم، وما إلى ذلك من المعارف ... وقدموا لبلدهم خدمات جليلة يعرفها العام

والخاص على مستوى العالم العربي والإسلامي .

إنه عالم يعتبره الأستاذ السوري الدكتور مصطفى ديب البغا أنه تلميذ له ووالده في مجال العلم والمعرفة، وعالم حاضر ودرس وحضر دروس من عاصروه من علماء بلاد الشام كالشيخ الدكتور سعيد رمضان البوطي والشيخ الدكتور وهبة الزحيلي وغيرهم كثر من علماء بلاد الشام ممن

يشهدون له بكرم الأخلاق وعلة الهمة ومكانته في مجال العلم .


ومن بين هؤلاء الأعلام ومن أشهرهم العلامة الأصولي والفقيه والمفتي والمؤرخ ورائد البحث المصدري في الجزائر المرحوم الشيخ الأطرش السنوسي .. ولا أريد الغوص في تفاصيل حياته واستعراض أبحاثه ومقالاته ومشاركاته في المنتديات العلمية داخل الوطن وخارجه، بقدر ما أردت تسليط الضوء على مسائل ثلاث :

• مميزات الشيخ وخصاله .

• ريادته للبحث المصدري .


• نماذج من نفائس المخطوطات التي تضمنتها خزانته الخاصة .


* ـ مميزات الشيخ وخصاله :

* ـ تميز الشيخ الأطرش السنوسي - رحمه الله - بميزات وخصال حميدة قل نظيرها ويمكن إجمالها فيما يلي :

1. ثقافته العامة :

والتي لم تكن مركزة على الفقه أو الدراسات الإسلامية وحدها بل تعدتها إلى علم التاريخ والأدب والفكر وهي أمور كان لها أثرها في تعامله مع كافة أنواع الكتب والمخطوطات النفيسة والمطبوعة وتصنيفها وفهم مضامينها .
2. أفاد الشيخ الأطرش السنوسي الباحثين والمؤرخين بمؤلفاته الشخصية التي كتبها مثل : " الإمام مالك ومدرسة المدينة، تيسير الوصول لعلم الأصول، ... إلخ .

3. علمه الدؤوب ضمن لجنة المجلس العلمي لمديرية الشؤون الدينية، وتتابع عمله ضمن حقل الفتوى .

4. كما أفاد الشيخ الأطرش السنوسي طالبي العلم بمكتبته الغنية بنفائس الكتب والمخطوطات القيمة التي تحتاج إلى دراسة وعناية مركزة .

5. حافظته القوية التي تستوعب أسماء الرجال وعناوين مؤلفاتهم ومضامين الكتب وتواريخ الأحداث .

6. عطفه الكبير على الطلبة والباحثين وإظهار العناية بهم والاستماع إليهم في تواضع عز نظيره، وفي نكران ذات لا يعطيه الله إلا للمخلصين المتقين من عباده .

* ـ ريادته للبحث المصدري :

* ـ يتميز الشيخ الأطرش السنوسي بمنهج خاص به في البحث، يتمثل في الكشف عن المصادر الدفينة في الفقه وأصوله والتاريخ والأدب والمخطوطات المتصلة بحضارته والتعريف بمصادر فقهية وأدبية .. وإطلالة سريعة على آثار الشيخ الأطرش السنوسي تؤكد ذلك .
فأما المؤلفات التي تعد من روائع البحث المصدري على سبيل المثال لا الحصر فهي :

- الإمام مالك ومدرسة المدينة .

- تيسير الوصول لعلم الأصول .

ويمكن أن نضيف إلى هذه المؤلفات مقالات مهمة صدرت للشيخ الأطرش السنوسي - رحمه الله – في منابر مختلفة، خصوصا في مجلات الحضارة الإسلامية ومجلات عربية محكمة، ... إضافة إلى مشاركته في العديد من الملتقيات والندوات العلمية المحلية والدولية .

* ـ نماذج من نفائس مخطوطات خزانته :

* ـ مما لاشك فيه أن أغلب الباحثين في الدراسات العربية التي تهتم بالتراث يعرفون دلالة خزانة الشيخ الأطرش السنوسي وأجداده، وما تحويه

من نفائس المخطوطات والوثائق وفرائد المطبوعات من كتب على اختلاف مشاربها ومضامينها ومجلات متنوعة كما سبق ذكره .. لأن صاحبها – رحمه الله – اتصف بالسخاء والكرم في هذا المجال .

وقد اهتديت إلى خزانة الشيخ السنوسي كونها جعلها وقفا لله تعالى بمكتبة مديرية الشؤون الدينية لولاية وهران، فكانت الفائدة أعم وأشمل .

إن الشيخ العلامة الشيخ أحمد الشريف الأطرش السنوسي، غني عن التعريف بشخصه الكريم، فهو كما يعرفه الباحثون العالم المتنوع المعارف،

السخي بعلمه المتواضع بشخصه، ... الذي خدم العلم عقودا طويلة، وجمع من الكتب ما كون بها خزانة عامرة، وإذا كان شيخا غنيا عن التعريف

فإن ذخائر مكتبته تحتاج إلى تعريف القارئ بها .. فمما غمرني به من نوادرها مخطوط ألفه الشيخ يقع في أجزاء عدة سماه" تاريخ الجزائر عبر

خمسة قرون الأخيرة أو تاريخ الجزائر عبر العصور" .. ولله الحمد والمنة أننا سوف نرى خروجه إلى النور بعد طبعه وتوجيهه إلى عامة

الباحثين والمؤرخين والمهتمين بتاريخ الجزائر عبر مختلف حقبها التاريخية .
تبلغ صفحات هذا الكتاب الضخم حسب الفهرس الموجود عندنا 1513 صفحة، يبتدئه الشيخ بإعطاء لمحة موجزة عن التوسعات المسيحية التي شملت أجزاء المغرب الإسلامي وتبيان الوضع العام لهذه البلاد والولوج مباشرة إلى تواجد الاسبان بالغرب الجزائري وتوسعاته فيما بعد، مرورا

بطلب النجدة من الإخوة بربروس عروج وخير الدين، وذكر بعض الحوداث التاريخية المهمة التي لم يرد ذكرها بالتفصيل في الكتب التاريخية

الأخرى كحادثة " ابن عريبي وقدور بالمخفي مع الأمير عبد القادر .. وكذا ما تعلق الأمر بالثورة التحريرية الكبرى وما قبلها، لأن الشيخ عايش

تلك الفترات المهمة من تاريخنا .

كما يتعرض بعد ذلك إلى قضية تحرير وهران من التواجد الإسباني فاصطدام العثمانيين بحركتي درقاوة والتيجانيين، ثم يتعرض بعدها إلى ذكر أنظمة العثمانيين بالجزائر الإدارية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية الثقافية .. فالتوسع الفرنسي والمقاومة وظهور شخصية الأمير عبد القادر

وأهم الأحداث التي جرت في عهده ثم ذكر لأهم التغيرات ومن ثم إحداث تنظيمات أو أنظمة اقتصادية واجتماعية وثقافية ... كما يتطرق الشيخ

الأطرش السنوسي إلى استسلام الأمير عبد القادر عام 1847م وكذا استسلام أحمد باي عام 1848م وتواص المقاومات الشعبية فيما بعد، ثم

وصف دقيق للحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية والثقافية عشية الاحتلال الفرنسي إلى غاية ظهور الحركات الوطنية السياسية

قبل الحرب العالمية الأولى وما بعد الحرب العالمية الثانية .

كما يتناول الشيخ الأطرش السنوسي في كتابه الضخم بعض الأحداث التاريخية التي تكاد غامضة في تاريخنا المعاصر من انتفاضة 19 جوان

1965م ثم التعريج إلى حركة التعليم الأصلي والعالي والإصلاح الجامعي ثم ذكر مآثر الفترة البومدينية وإصلاحاتها في مختلف الميادين ثم يختم

الشيخ كتابه المطول بالحديث عن دور اتحاد الأدباء العرب والثورة الثقافية والتعريب، فاللجنة الوطنية للتعريب .

فمن جملة تلك الحوادث التاريخية التي فصل فيها الشيخ أيما تفصيل "حادثة ابن عريبي وقدور بلمخفي" ... "ففي شهر جوان من عام 1834م

كان نبأ عصيانهما حديث القاصي والداني، سيما وقد عقد الرجلان عهدا بينهما على توحيد المجابهة زمانا ومكانا، فخيم المغامران بموقع "البرج" شرقي معسكر على أمل الهجوم عليها .. وفي 17 جوان من نفس السنة حمل الأمير عبد القادر على ابن عريبي ورهطه في "قبيلة البرجية"، فأمر رجالها وسبى نساءها ومن بينهم حريم ابن المخفي وبنوه، وفر ابن المخفي عندما رأى رجاله يتساقطون وأذعن بقيتهم" .

"وأما ابن عريبي الذي اعتبذ في القلعة فقد تأخر بجموعه إلى نواحي نهر الشلف ومينا، إثر ما بلغه من نبأ صاحبه فتابع الأمير غزواته حتى

قضى على حركتهما وأطاع أنصارهما، ثم ولي خليفة عنه في تلك النواحي السيد بوشاقور" .

وفي أواخر شهر أوت وفد على الأمير عبد القادر بمعسكر الشيخ ابن الغماري رئيس قبيلة " أنكاد أو أنقاد "وابن عريبي وقدور بالمخفي في جميع من أعيان قبائلهم طلبا للعفو وإعلانا بالطاعة، فعفا عن ابن المخفي وحده وقبض على ابن الغماري وابن عريبي، وصهره محمد ابن المداح

وأودعهم السجن رهن التحقيق .. وقد مات الأخيران ضحية داء الكوليرا، وأما ابن الغماري ففر من سجنه ولحق بقبيلة المشارف من نواحي

معسكر، حيث قبض عليه هناك وأعيد إلى معسكر فأعدمه الأمير مع خادمه ..." ..

هذه ومضات خاطفة عن أحد علماء الجزائر خلال القرن العشرين الذين وهبوا حياتهم من جهد ومال ونفس ونفيس في سبيل نشر تعاليم الدين

أولا، وتربية الناشئة على خلق الاسلام الرفيع .. هناك وهناك الكثير من هؤلاء الأعلام المغمورين الذين يحتاجون منا نحن الباحثون والمهتمون

بتاريخ الأمم القديمة وأعلامها إلى عناية أكبر، وتحفيز طلابنا على الغوص في كنه هذه الكنوز النفيسة .

انثى استثنائيه 21 - 9 - 2011 01:23 AM

سلمت الايادي اشراقة شمس ومشكورة على الطرح

ابو فداء 6 - 12 - 2011 02:55 PM

مشكوووره
معلومات جميله لابد أن نقرأها لنتعرف على قاداتنا العظماء
دمتي


الساعة الآن 04:46 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى