منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   صفحات من التاريخ وحضارات الأمم (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=201)
-   -   @ غطاء الرأس العربي.. تراث يتحدى الزمن @ (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=3542)

ليمار 21 - 1 - 2010 02:04 AM

@ غطاء الرأس العربي.. تراث يتحدى الزمن @
 
كان لطبيعة «الجغرافيا» بتنوعاتها بين ساحل وجبل وصحارى وسهول، وللعامل المناخي من حرارة وبرودة ورطوبة ورياح... الأثر الكبير في تحديد نوع «اللباس» لدى الانسان.
ومنذ البدء استَنَدت الملابس بضرورة استعمالها على مدى «وظائفيتها» في حماية الجسد، ليمرّ بعد ذلك «الثوب» بمراحل عدة، وعبر زمن طويل ليأخذ الى جانب مهمته الوظائفية أشكالاً عُرفت بما يُسمَّى بالأناقة فدَخَلَتْ الزخرفة الى جانب الاجتهاد، والابتكار في الشكل «الموديل»، حيث زاد التنوّع في القماش وأضيفت الى الثوب بعض الملحقات «الاكس.سْوارات» وذلك رغبةً في إظهار أقصى درجات «الجمالية» التي بدورها تبدّلت كمفهوم من عصر الى آخر وبَلَغَت أحياناً حدود «الصرعات» ومنتهى الغرائبية.

تقودنا الدراسات والابحاث الى أن «الثوب» كضرورة جسدية وكظاهرة اجتماعية هو حصيلة وانعكاس عوامل عدّة منها: المناخ، العادات والأعراف، المعتقدات، وروح الذوق العام وطبيعة النظر الى الفنون والاستيحاء من تجلياتها التشكيلية والتعبيرية.. هذا الى جانب النزوع الى التقليد والتماهي بالآخر... حتى وصل اللباس في عصرنا الحاضر الى اعتبار جمال الثوب او «صَرْعَته» يشكل الأولوية، أما «وظائفيته» فهي في المرتبة الثانية...!
هناك بعض أنواع «الملابس» التي حافظت على اصول مسارها ومسيرتها، وَصَمَدَتْ بوصفها مالكةً لمزايا وظائفية من جهة، ولجمالية واضحة من جهة ثانية، واستمرّت من دون منافس وبَقيَت على سطوعها وانتشارها مع بعض المستجدات من إضافات شكلية لم تمسّ جوهر «الوظيفة» او شكل التصميم العام.
فمن الملابس الصامدة وبقوّة كانت الدشداشة والحطّة والعقال، و«الساري» الهندي و«الكيمونو» الياباني، وإن كان مسار استعمال هذين الأخيرين قد بدأ بشكل أو بآخر بالانحسار.
ولما كان غطاء الرأس هو من العلامات المميزة للانسان الحاملة للدلالات الفارقة بين الناس، أفراداً كانوا أو جماعات، فإنه ايضاً من المظاهر التي تشير الى هوية محدّدة لقطاع معيّن او طبقة او جماعة، حتى وصل في دلالته احياناً الى تحديد الانتماء في العديد من المناطق في العالم.
الحطة والعقال
ومن أبرز وأوضح أغطية الرأس لدى العرب كانت «الحطّة» و«العقال». و«الحطّة» بكل تنوّع اسمائها وألوانها تصدّرت منذ زمن طويل لباس الرأس في الجزيرة العربية وبلاد الشام حيث اقتضت الظروف المناخية لبسها في البيئة الصحراوية وما شابهها اتّقاء من وهج الشمس وكذلك استعمالها لثاماً يحمي الوجه من الغبار ولفحات الهجير في النهار والبرد القارس في الليل، واستعمل«العقال» لتثبيتها.
وتقول بعض الاستقراءات إن سكان بلاد الشام منذ ما قبل الميلاد كانوا يضعون على الرأس قطعة من القماش تغطي نصف الجبهة وكامل النحر وصولاً الى تغطية الرقبة، ثم يثبتونها بحبلٍ رفيع أو بقطعة قماش مجدولة وذلك للحماية من حرارة الشمس «خصوصاً» الرقبة. هذه الطريقة في اللباس هي التي خَضَعَتْ على مرّ السنين لتطوير في الشكل حتى وَصَل إلينا وقد أصبح ما يعرف بالحطّة والعقال.
الكوفية
ترجع تسميتها الى مدينة «الكوفة»، حيث كانت تُصنع من قماش القطن، وقد عُرفت على نحوٍ واسع لدى السوريين والفلسطينيين واللبنانيين (الريف والجبل) والعراقيين والخليجيين عموماً، كذلك لدى شعوب غير عربية كالأكراد ولكن من دون «عقال»، وكان منها الابيض والابيض السكري، والاسود والاحمر المرقّط والابيض المرقّط بالاسود... وهناك اشارات ترمي الى أن الحطّة المرقّطة بالاسود تعود الى الحضارة السومرية، فقد كان السومريون الذين احترفوا الصيد يقومون بوضع خطوط سوداء متقاطعة فوق قماش غطاء رؤوسهم وذلك رمزاً لشباك الصيد.
الحطة السوداء
أما بالنسبة للحطّة السوداء فقد قيل إن العرب وضعوا على رؤوسهم عصابة (عصبة) سوداء اللون تعبيراً عن حزنهم على ضياع الاندلس.
ولقد كثر لبس الحطّة السوداء من قبل الفلسطينيين بعد هزيمة 1948 والنزوح الى بعض الأقطار العربية وذلك كدليل ايضاً على الحزن الكبير.
وتقول الكاتبة نور العمد إن الحطّة السوداء لم تكن هي غطاء الرأس لدى أهل فلسطين باستثناء البدو، حيث بقي استعمال الحطّة البيضاء حتى اندلاع ثورة 1936، حينذاك ارتدى الثوار حطّات سوداء غطّوا بها وجوههم حتى لا تتعرف عليهم سلطات الاحتلال، حينذاك بدأت هذه القوات عملية فرز الشعب الفلسطيني الى مواطنين عاديين يلبسون الطربوش او «الكفّية »، وثوار يرتدون الحطّة السوداء والعقال. وفي خطوة تهدف الى حماية الثوار أصدرت قياداتهم نداء الى جميع الفلسطينيين بارتداء الحطّات السود فاستجاب القسم الأكبر من الشعب، ومنذ ذلك الحين ارتبطت الحطّة السوداء بالفلسطينيين.
الغترة
الغ.ترة (بكسر الغين): وهي الحطّة البيضاء وقد أخذت اسمها من الكلمة الهندية «كوترا» التي تعني العمامة.
الشماغ
وهو الحطّة الحمراء، وقد جاء هذا الاسم من الكلمة التركية «يشمك» أي ما يشدّ على الرأس وهو لثام الوجه، وليس كما يقال إن الاسم مشتق من كنية أحد التجار الاجانب او الرحالة الانكليز الذين زاروا أحد بلدان الخليج العربي.
وكان الشماغ الأحمر المرقّط بالابيض قد دخل الى دنيا العرب عن طريق الجنرال الانكليزي كلوب باشا الذي أسس الجيش الأردني، فعلى أثر الأزمة المالية التي أصابت المصانع البريطانية المنتجة لهذه السلعة، بسبب قلّة الطلب عليها عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، جاء كلوب باشا» وعمّم هذا النموذج على قوات البادية وعلى الجيش الأردني ولبس هو نفسه هذا الشماغ مع العقال، وبعد ذلك انتشر بين عرب الجزيرة.
وبالاضافة الى وظيفة الشماغ وجماليته وأناقته فقد اشتمل على قيمة معنوية كبيرة على الصعيد الاجتماعي وأخذ دلالات عدة منبثقة عن خصال وخصائص عربية متوارثة، فعملية قلب الشماغ ووضعه أسفل الذقن شكَّلَت تقليداً استخدمه الناس عند طلب «الثأر». أما في حالة «الدخيل» وطلب الأمان، فكان يوضع (الشماغ) حول رقبة المستجار به «اي المدخول عليه» وكأنه يقول له: ما يمسّني يمسُّك...
حماية من حرارة الصيف
ويصنع العقال من شعر الماعز (المرعزى) وهو شعر مبروم يُلف بعضه فوق بعض على طاقين (دورين) منفصلين مثبتين من الخلف وتتدلّى منه شرابة او اثنتين على الظهر بطول 30 سنتيمتراً. وهناك عقال القصب وكان هذا النوع للأمراء.
ويقول أحد أشهر صناع «العُقَل» المعلم السوري موفق قشلان عن سبب طغيان اللون الاسود على العقال: «العقال الاسود يحمي لابسه من حرارة الصيف ويعطي للرأس رطوبة»..
ثم يتابع قائلاً: كانت هناك انواع كثيرة من «العقل» منها العقال المؤلف من ثلاث دوائر ويسمى العقال «الفيصلي» وهو من زمن الملك فيصل الاول «أول ملك على العراق» والطلب اليوم على هذا النوع قليل جداً وزبائنه فقط هم بعض رجال الدين ومخاتير الحارات الشعبية.


http://esyria.sy/sites/images/hama/t..._23.image1.jpg


http://www.fwasel.com/majalah/IMAGE_012.jpg


http://www.alhsa.com/forum/imgcache2/108436.gif

منقول للفائده

لجين 22 - 1 - 2010 05:45 PM

روعه الموضوع حبيبتي
ما ننحرم من مواضيعك

ليمار 24 - 1 - 2010 01:08 AM

فله
أهلا وسهلا بك غاليتي
سعدت أن ألتقيك هنا
أهلا وسهلا بك وبحضورك الجميل لاحرمني الله من تواصلك غاليتي
تحيتي ليماار

غربة وطن 26 - 2 - 2010 11:41 AM

شكرا وبارك الله فيك على الموضوع الأكثر من راااااااااائع
لك مني اجل تحية

جليسة الشاطئ 16 - 3 - 2010 04:44 PM

يسلمووووووو موضوع مميز والله
جار التقييم


الساعة الآن 12:33 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى