منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=95)
-   -   المرأة في القرآن الكريم (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=22904)

الغراب الأسود 8 - 3 - 2012 06:59 PM

المرأة في القرآن الكريم
 
المرأة في القرآن

د. جاسم الفارس
عندما كانت الحضارة الإسلامية شاهدة على عصرها. قوامة بالقسط والعلم على العالم، كان لذلك بفعل عمق التشابك بين المنجز الإسلامي وبين النصوص المؤسسة للعقل المسلم (القرآن والسنة) رؤية وفكراً وعقيدة وممارسة. ذلك أن الحضارة الإسلامية هي الوحيدة بين حضارات العالم التي انبعثت من القرآن الكريم محققة احد معطياته المعرفية والمنهجية ألا وهي وحدة الايمان والمعرفة بفضل تلقٍ دقيق وواع للقرآن الكريم يقوم على اساس الرؤية الكلية للقران، والابتعاد- الا قليلا عند بعض الفرق الكلامية مثل المرجئة والجبرية والقدرية- عن "القراءة العضينية" للقرآن، وهي القراءة، التي تقسّم القرآن إلى موضوعات مبتسرة انسجاماً مع رؤية ذاتية ومصلحية لموضوعات معينة مثل الجبر والارجاء والاختيار… الخ دعماً لمواقف سياسية أو اجتماعية تفتقر إلى العدل والشرعية وهي القراءة التي رفضها القرآن الكريم، وتوعد الله عز وجل ممارسيها بالعقاب.
}الذَينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ* فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ{الحجر/92-94 ذلك لأن هذه القراءة تفتح بوابة اختلاط ما هو بشري بالنص الالهي تمهيداً لاحتوائه باسم الوصاية على الدين، ورعايته ورعاية شؤون الناس القاصدين عن ادراك مضامين النص.
لقد تعرض القرآن الكريم وشموليته وصفاؤه لمثل هذه القراءات فنتج عن ذلك تشوهات معرفية واجتماعية وسياسية اضرت بنقاء القرآن ورسالته الانسانية، وبجمال الحضارة الاسلامية انعكست في فكر الكثير من الناس وسلوكياتهم، أثارت شبهات كثيرة عمل اعداء الاسلام من خلالها على الطعن في الاسلام ومحاربته. مثل شبهة اعتماد الاسلام القوة والغزو والسطو وسائل لنشره. وكذلك شبهة احتقار الاسلام للمرأة والحط من شأنها والنظر اليها على انها اداة للمتعة ليس الا .. تابع للرجل وكائن تكمن قوته في اغرائه واحتيالا ته المربية.
لقد عانت المرأة المسلمة من اضطهاد من الداخل الإسلامي، واضطهاد من الخارج غير اسلامي وترابطه في الداخل الاسلامي. فأما الذي من الداخل الاسلامي فكان بسبب التمسك بتلك التأويلات لكثر من نصوص القرآن والسنة التي تشكلت في اطار سياقات ثقافية واجتماعية معينة لا سيما تلك التي تكونت في عصر الجمود والتقليد الذي اصاب الحضارة الاسلامية بعد القرن الثامن الهجري.. مضفية الشرعية على العلاقات القبلية التي حددت حركة المرأة داخل البيت بلا اي محتوى تعلمي او معرفي.
واما الذي من الخارج غير الاسلامي فكان بسبب عاملين: الاول، قراءتها المغلوطة وغير البريئة الى تحضرت في "الف ليلة وليلة" وعصر الجواري، والتأويلات الخاطئة لكثير من الكتابات الاسلامية القديمة والحديثة التي حددت مكانة المرأة في البيت وعزلتها عن المجتمع والحضارة ومؤسساتها المتعددة. والثاني، عملية اغراقها بمعطيات الأنموذج الغربي للمرأة. والدعوة الخبيثة لتحررها (من الدين طبعاً..) من دون ايه اعتبارات لخصوصية النسق الحضاري ومكوناته العقائدية والاجتماعية والاخلاقية والاقتصادية.
ان الرؤية للمرأة وقراءتها من كل الجوانب لم تأت عن قراءة علمية دقيقة وبريئة، لنصوص الشريعة الاصلية (القرآن والسنة) فجاءت مصابه بغبش حضاري اساء للاسلام ثم للمرأة ثم للانسان بوصفه شقه الجميل، لتقم الاساءة للمجتمع كله.
ان النص القرآني خطاب للانسان وحديث عنه وهو يضع الحضارة والتاريخ والمستقبل في ظل الهدي الالهي الذي اراده الله عز وجل رحمة للانسان وجمالاً في الوجود، مستنهضاً قواه الروحية والعقلية والمادية لاكتشاف الوجود وتحقيق السعادة عبر اجمل الممارسات الانمانية والمعرفية والاخلاقية، فكان النص القرآني بخطابه الظاهر دلالاته المضمرة يتكون من مستويات عدة في خطابه للانسان والامة والعالم. مرة يخاطب الانسان مفرداً كشجيرة، ومرة يخاطبه جماعياً كغاية، ومرة يخاطبه نوعاً، ومرة يخاطبه جنساً ذكراً مرة وانثى مرة اخرى... ومرة نخاطب الانسان ولامة والقوم عبر صفات الايمان والكفر، الفسق والفلاح، والشرك والتوحيد، التقوى والظلم..
وفي كل مستويات الخطاب، فان الانسان ذكراً او انثى، رجلاً او امرأة. والقوم هم ذكور واناث او رجال ونساء، والامة هي رجال ونساء، والامة هي رجال ونساء، ذكور واناث.
وفي كل مستويات الخطاب فان الامر للانسان ذكراً او انثى مرة بصفته كلية تحديد المكانة الايمانية والاجتماعية والفكرية والسياسية والاخلاقية والاقتصادية للانسان في الوجود. وهي مسؤوليات مشتركة للرجال والمرأة... وفيما عدا ذلك يأتي الخطاب القرآني جزئياً خاصاً بالمرأة من ناحية تكوينها البيولوجى، وشخصيتها، و مالها وما عليها في اطار هذه الخصوصية، وهي منتهى العدل والانصاف في دائرة الحقوق والواجبات التي يعد الاهتمام بها مبتغى حضارة اليوم..
ومن اجل قراءة اخلاقية علمية للمرأة في القرآن لاتقارن ولا تقارن بني المطروح من موافق وتحليلات متناول المرأة، لابد من قراءة قرآنية صافية للنصوص المؤسسة للروية الاسلامية لها... قراءة منطق من موقف القرآن من الانسان ومكانته الاستخلافية لله في الكون.. قراءة تفرق بين ما هو كم قرآني ونبوي ثابت النص والدلالة، وبين ما هو اجتهاد وبشري في اطار سياق ثقافي واجتماعي واقتصادي معين، قراءة نأخذ بعين الاعتبار مقاصد الشريعة وكلياتها في اربط بين النص والواقع انتصاراً للاسنان رجلاً وامرأة الذين تقف في مقدمة غايات وجودهما اعتمار العالم بالعلم والطب والجمال..
وبغية انجاز مثل هذه القراءة سنتقدم نصوصاً منتخبة من صيغ الخطاب القرآني في مستوياته الكلية..
*خطاب بني أدم
-} يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ{ الاعراف/26
-} يَابَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ{ الاعراف/27
-} يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ{ الاعراف/31
-} وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ{الاسراء/70
-} أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ{ يس/60
* خطاب الناس
-} يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ{البقرة/21
-} يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأرْضِ حَلَالاً طَيِّبًا{ البقرة/168
-} يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ{ النساء/1
-} يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ{ يونس/ 23
-} شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ{ البقرة/ 185
-} كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ{ البقرة/ 187
-} وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا{ البقرة/ 204
-} وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ{ البقرة/ 207
-} وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ{ البقرة/ 221
-} وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ{ آل عمران/ 4
-} وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ{ آل عمران/ 97
-} هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين{.
*خطاب الامة
-} تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ{ البقرة/ 134
-} وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ{ البقرة/ 143
-} وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ{ آل عمران/104
-} مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ{ آل عمران/ 113
-} كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{ الانعام/108
-} وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ{ الاعراف/ 181
-} وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ{ النحل/ 84
-} لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ{ الحج/ 67
-} كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{ الجاثية/ 28
*خطاب (القوم)
-} كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{ الحشر/ 4
-} قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ{ الانعام/ 97
-} هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{ الاعراف/ 203
-} هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ{ الجاثية/ 20
-} كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ{ الاعراف/ 58
*خطاب (الإنسان)
-}وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{ يونس/ 12
-} إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ{ يوسف/ 5
-} وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا{ الكهف/ 54
-} وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ{ لقمان/ 14
-}وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلا مَا سَعَى{ النجم/ 39
-} يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ{ القيامة/ 13
-} يَاأَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ{ الانشقاق/ 6
-} لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ{ التين/ 4
-} عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{ العلق/ 5
-} وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{ العصر.
*خطاب الجنس (الذكر والانثى)
-}فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ{ آل عمران/ 195
-} وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا{ النساء/ 124
-} مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{ النحل/ 97
-} يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ{ الحجرات/ 13
*خطاب الصفة (الايمان، الكفر، العقل..)
-} يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ{ المجادلة/ 11
-} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ{ البقرة/ 208
-} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ{ البقرة/ 254
-} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{ النور/ 21
-} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا{ الاحزاب/ 70
-} إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ{ الحج/ 38
-} وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ{ الحج/ 57
-} كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ{ البقرة/ 242
هذه نماذج من كتاب الله في خطاب للبشر الرجال منهم والنساء... وفي كل مستويات الخطاب القرآني هذه فالمرأة حاضرة، بوصفها من بني آدم فالقرآن حريص على بنائها مثل الرجل تماماً، يريد لها لباس التقوى مثلما يريد للرجل كذلك، ويحذرها من فتنة الشيطان كالرجل تماماً.. ويأمرها ان تأخذ زينتها عند كل مسجد، فالوقوف في حضرة الله جمال ليس على مستوى الروح فقط انما على مستوى كذلك، وهي مكرمة مثل الرجل ولهذا سخر لها الكون مثلما هو مسخر للرجل كذلك.
والمرأة حاضرة في خطاب الناس، الذين دعاهم الله لعبادته، الرجال والنساء على السواء، وان تبني صحتها مثل الرجل تماماً لذلك أمرها ان تأكل من طيبات الارض مثل الرجل تماماً، وهي مطالبة بان تهتدي بهدي القرآن الذي انزل في شهر رمضان، ذلك الكتاب الذي بين الله آياته للرجل والمرأة بوصفها من الناس (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا وهو ألد الخصام) وما اكثر الرجال الذين يضمرون الخبث لغيرهم عبر الكلام الجميل، وكذلك من النساء.
لقد عبرت المرأة المسلمة الانموذج (ام سلمة رضي الله عنها) عن عقلية رائقة باستيعابها للخطاب القرآني فقد كانت في غرفتها عندما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر ويقول ايها الناس فتقدمت ام سلمة نحو نافذة حتى تقترب وتستمع الى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لها من كانت معها بالعقلية الجاهلية. (انما يخاطب الرجال). فقالت ام سلمة قولتها الرائعة (اني من الناس). هكذا ادركت المرأة الانموذج مسؤولياتها في المجتمع.
لم تكن هناك امة إلا هي من رجال ونساء تعيش مسؤولياتها وتواجه مصيرها المشترك وحتى يوم الحساب يخبرنا القرآن الكريم ان الحساب يكون للأمم مجتمعة عما قدمت وأخرت والأمة تقف برجالها ونسائها متحملين مسؤولية حياتهم واعمالهم..
وفي خطاب الانسان الذي لا تفرق اللغة العربية فيه بين الذكر والانثى فكلاهما انسان الرجل انسان، والمرأة انسان وليس إنسانة فكلاهما اذا مسه الضر يدعو الله قائماً او قاعداً فكلاهما مسكونان بعبادة الله حتى لو كانت على حرف هدف لغواية الشيطان، لذلك عليها الرجل والمرأة ان يتخذاه عدواً.. وكلاهما يتحملان مسؤولية الحسنى بالوالدين، وكلاهما تتحدد قيمتهما عند الله بسعيها في الحياة، وحسن الاداء.. فكلاهما كادح الى ربه فملاقيه انها الغاية الانسانية والوجودية للرجل والمرأة الكدح سعياً وجهداً للقاء الله.. وكلاهما خلق في احسن تقويم عقلاً وروحاً وبدناً، وكلاهما علمهما الله ما لم يعلما، يقسم اله بالعصر مؤكداً ان الانسان لفي خسرا إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر انها منظومة من العلاقات الايمانية والعلمية والعملية والاخلاقية متشابكة متداخلة هي التي تؤدي الى الفلاح الفردي والحضاري.. وهي منظومة مسؤول عن انجاز الإنسان الرجل والانسان المرأة. وهم الذين يرفعهم الله درجات، وهم الذين يقولون قولاً سديداً.. ولذلك فان الله يدافع عنهم الرجل منهم والمرأة على السواء.
مرة سمعت الصحابية الجليلة فاطمة بنت قيس المنادي يقول (الصلاة جامعة) بناء على أمر النبي وكان اذا قال المؤذن مع الاذان (الصلاة جامعة) يعني ان الدعوة ليست للصلاة فقط، وانما هناك أمر يدعو الهي رسول الله بعد الصلاة.
تقول فاطمة بنت قيس: (لما سمعت المنادي يقول الصلاة جامعة مضيت فيمن مضى من الناس الى المسجد). هكذا كانت المرأة تعيش مسؤوليتها الحضارية.. وعندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو مقيل عند محابية تدعى (ام حرام) (فريقاً من اصحابه يغزون البحر كأنهم الملوك على الاسرة تقول له (ام حرام): (ادع الله ان اكون معهم). لم يقل لها الرسول صلى الله عليها انك امرأة وعيب عليك الخروج مع الرجال بل استجاب لها وقال لها (انت من الاولين) اي مع غزاة البحر.
فاذا كان الأمر كذلك في اصعب موقف هو الجهاد، فما حال القضية في مشاركتها الاجتماعية الاخرى.
لا فرق عند الله بين الرجل والمرأة انسانياً وحقوقياً وعلمياً واخلاقياً وايمانياً وجهاداً الا ما يتعلق بخصوصية (جنس الانثى) وتكوينها الذي بدونه لا يكتمل العالم.




الغراب الأسود 8 - 3 - 2012 07:03 PM

ذكرت المرأة في القرآن الكريم كثيراً فمرات عديدة ذكرها الله سبحانه وتعالى باسم المرأة ومرات ذكرها سبحانه وتعالى بالزوجة وفي بعض المرات ذكرها سبحانه وتعالى بالأنثى فلماذا ذكرت بأكثر من اسم؟

الســـــؤال:



ذكرت المرأة في القرآن الكريم كثيراً فمرات عديدة ذكرها الله سبحانه وتعالى باسم المرأة ومرات ذكرها سبحانه وتعالى بالزوجة وفي بعض المرات ذكرها سبحانه وتعالى بالأنثى فلماذا ذكرت بأكثر من اسم؟

وهل هو من إعجاز القرآن؟

ولماذا تذكر في كل مرة باسم مختلف وهل لهذا علاقة بحالة الإيمان لديها؟


وذكرت بسور أخرى بالمرأة بقوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ..}

والسؤال لماذا لم يقول الله تعالى زوج نوح وزوج لوط؟

وقوله تعالى أيضاً في امرأة فرعون، في قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ}.

وقال تعالى على لسان زكريا {..وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا}.

قال تعالى: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ..}.

يرجى شرح الفرق ولماذا ذكرت في طلب سيدنا زكريا بالأولاد في أول مرة بالمرأة وثاني مرة بالزوج.



الإجـابــــة:


لكل كلمة معنى وهي حسب ورودها في الآية الكريمة:

فالزوجة: مأخوذة من الازدواجية والمثنى وذلك بالرابطة النفسية لأن الزواج إنما هو زواج نفسي ورابطة نفسية فهو يقول لها حين العقد: (زوجتكِ نفسي لنفسكِ وهي تقول زوجتكَ نفسي لنفسكَ)

إذن الزواج ليرقى الأعلى بالأدنى في مدارج الإيمان وليس الزواج جسدي لحمي فقط لقضاء شهوات منقضية فحسب.

والمرأة: الرجل مرتبط بالأعلى برسول الله صلى الله عليه وسلم بروابط التقدير والمحبة وهذه الروابط معنوية قلبية والمرأة ترتبط بزوجها فينعكس عليها ما يناله الرجل بسعيه وإيمانه وتقواه يعود لبيته ليرى ذلك في صفحات نفس امرأته.

فالمرأة: مرآة زوجها وهو ينقذها ويأخذ بيدها وذلك بإخلاصها له.

وهكذا أمهاتنا زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم ينعكس عليهنّ من جانب رسول الله سيّالات من الأنوار والمحبة الإلۤهية.

امرأة نوح وامرأة لوط عليهما السلام: بلغوا منازل عالية ومدارج راقية بمعية سيدنا نوح وسيدنا لوط عليهما السلام ونالوا عن طريقهما نوالاً عظيماً ولكنهما تحوَّلتا عنهما.

امرأة سيدنا لوط: تحوَّلت بنفسها وحوّلت وجهتها نحو قومها وأهلها الأرذال فصارت تلمّ منهم الأوضار والخبائث فهلكت بهلاكهم إلا أنها نالت في البداية مع سيدنا لوط نوالاً كبيراً وبلغت مراتب عليها فوق العالمين وفيها قال تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً..} سورة النحل (92).

وكذلك امرأة سيدنا نوح عليه السلام: تحوَّلت عن سيدنا نوح إلى ابنها، وابنها متحوِّل للمجتمع الفاسد فكان المشرب آسن نتن فهلكوا جميعاً.

المرأة: مشتقة من كلمة المرآة أي تغدو نفسها بالإخلاص لزوجها مرآة لنفسه يغدوان كنفس واحدة، وعكسهما تماماً امرأة فرعون كم كانت ستعب من طرف فرعون أوضار وينعكس فيها إعراض وأمراض من ناحيته إلا أنها وبتوجُّهها لسيدنا موسى وتعلُّقها به قلبياً نالت منزلةً عالية ومرتبة سامية حتى أنها تخلَّت عن ملك فرعون والنعيم الدنيوي، إذ قالت: {..رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ..} سورة التحريم (11).

أما كلمة أنثى: فهذا اسم جنس يصح على كل مخلوق من المخلوقات سواءً أكان مكلفاً أو غير مكلف فللقط أنثى وللذئب أنثى وللحصان أنثى وللجمل أنثى وهكذا...

ولا يصح أن تقول عنها زوجة أو امرأة.

والأنثى: كذلك تصح على الإنسان أيضاً فهنالك نوعان ذكر وهو الذي يقوم بالتذكير فيتذكر الغاية التي قَدِم لهذه الحياة من أجلها ويتذكر عهده وميثاقه فيعمل لأجل نجاحه ولوفائه وكذلك يقوم بتذكير غيره من الإناث الزوجات اللواتي نسين العهد والجنات فعلى الذكر هدايتهن وبإنسانيته يعيدهن لربهم ليصبحن حور عين كأنهن اللؤلؤ المنثور وينعمن بالجنات لذا كان مقصد الزواج نفسي ليرقى بنفسها للسمو والعلو لا ليكونوا شهوانيين اللحم كأكلة لحوم البشر.

منتصر أبوفرحة 8 - 3 - 2012 11:55 PM

بارك الله فيك اخي
احفظ هذه القاعدة الاصولية المعتبرة عند جمهور الفقهاء وهي ايضا تفيد موضوعك :

الخطاب الشرعي الموجه للرجال تدخل فيه المرأة اصالة ولا تخرج منه الا بدليل او قرينة
والخطاب الشرعي الموجه للمرأة لا يدخل فيه الرجال الا بدليل او قرينة

وفق الله الجميع

فاصل ونواصل 9 - 3 - 2012 01:02 AM

بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك

شكرا على الإفادة والطرح

جمال جرار 10 - 3 - 2012 01:53 PM

بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك

شكرا على الإفادة والطرح

همسه 10 - 3 - 2012 01:53 PM

بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك

شكرا على الإفادة والطرح

الغراب الأسود 10 - 3 - 2012 07:27 PM

http://alfrasha.com/up/6950945431484497773.gif

أبو جمال 10 - 3 - 2012 07:48 PM

موضوع مميز
مشكور

ورد بعد 10 - 3 - 2012 09:21 PM

الغراب الأسود
أرقى موضوع وجدته ينصف المرأة
و يصفها بكلّ نبل و قيمة انسانية
هذه هي الأخلاق الإسلامية
التي هي أعمق و أبقى من مليون يوم امرأة عالمي
بارك الله فيك أخي
الغراب الأسود
.
احترامي
ورد

الغراب الأسود 15 - 3 - 2012 02:10 AM

بوركتم على المرور والردود المثرية
جزاكم الله خيرا


الساعة الآن 09:55 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى