منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   لغتنا العربية (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=104)
-   -   اخترت لكم هذا المساء (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=26386)

صائد الأفكار 7 - 8 - 2012 12:48 AM

اخترت لكم هذا المساء
 
اخترت لكم هذا المساء

مقتطفات اقتطفتها من كتاب المستظرف في كل فن مستظرف لـ شهاب الدين الأبشيهي:
ولد سنة 790 , تعلم في الكتاب, فحفظ القرآن, وصلّى به وهو ابن عشر سنين, وحصّل شيئا من الفقه, تولّى الخطابة في جامع بلدته. توفي سنة 852

حكي أن بعض الملوك طلع يوما إلى أعلى قصره يتفرج فلاحت منه التفاتة فرأى امرأة على سطح دار إلى جانب قصره لم ير الراؤن أحسن منها فالتفت إلى بعض جواريه فقال لها : لمن هذه ؟ فقالت : يا مولاي هذه زوجة غلامك فيروز .. قال : فنزل الملك وقد خامره حبها وشغف بها فاستدعى بفيروز .

وقال له : يا فيروز . قال : لبيك يا مولاي . قال : خذ هذا الكتاب وامض به إلى البلد الفلانية وائتني بالجواب .

فأخذ فيروز الكتاب وتوجه إلى منزله فوضع الكتاب تحت رأسه وجهز أمره وبات ليلته فلما أصبح ودع أهله وسار طالبا لحاجة الملك ولم يعلم بما قد دبره الملك .
وأما الملك فإنه لما توجه فيروز قام مسرعا وتوجه متخفيا إلى دار فيروز فقرع الباب قرعا خفيفا .
فقالت امرأة فيروز : من بالباب ؟
قال : أنا الملك سيد زوجك .
ففتحت له فدخل وجلس .

فقالت له : أرى مولانا اليوم عندنا ! فقال : زائر . فقالت : أعوذ بالله من هذه الزيارة وما أظن فيها خيرا .

فقال لها : ويحك إنني الملك سيد زوجك وما أظنك عرفتني .
فقالت : بل عرفتك يا مولاي ولقد علمت أنك الملك ولكن سبقتك الأوائل في قولهم :


سأترك ماءكم من غير ورد * وذاك لكثرة الوراد فيه
إذا سقط الذباب على طعام * رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء * إذا كان الكلاب ولغن فيه
ويرتجع الكريم خميص بطن * ولا يرضى مساهمة السفيه


وما أحسن يا مولاي قول الشاعر :
قل للذي شفه الغرام بنا * وصاحب الغدر غير مصحوب
والله لا قال قائل أبدا * قد أكل الليث فضلة الذيب



ثم قالت : أيها الملك تأتي إلى موضع شرب كلبك تشرب منه.

قال : فاستحيا الملك من كلامها وخرج وتركها فنسي نعله في الدار .

هذا ما كان من الملك وأما ما كان من فيروز فانه لما خرج وسار تفقد الكتاب فلم يجده معه في رأسه فتذكر أنه نسيه تحت فراشه فرجع إلى داره فوافق وصوله عقب خروج الملك من داره فوجد نعل الملك في الدار فطاش عقله وعلم أن الملك لم يرسله في هذه السفرة إلا لأمر يفعله فسكت ولم يبد كلاما وأخذ الكتاب وسار إلى حاجة الملك فقضاها ثم عاد إليه فأنعم عليه بمائة دينار فمضى فيروز إلى السوق واشترى ما يليق بالنساء وهيأ هدية حسنة وأتى إلى زوجته فسلم عليها
وقال لها : قومي إلى زيارة بيت أبيك .

قالت : وما ذاك ؟

قال : إن الملك أنعم علينا وأريد أن تظهري لأهلك ذلك .

قالت : حبا وكرامة .

ثم قامت من ساعتها وتوجهت إلى بيت أبيها ففرحوا بها وبما جاءت به معها فأقامت عند أهلها شهر فلم يذكرها زوجها ولا ألم بها فأتى إليه أخوها

وقال له : يا فيروز إما أن تخبرنا بسبب غضبك وإما أن تحاكمنا إلى الملك .

فقال: إن شئتم الحكم فافعلوا فما تركت لها علي حقا .

فطلبوه إلى الحكم فأتى معهم وكان القاضي إذ ذاك عند الملك جالسا إلى جانبه.

فقال أخو الصبية: أيد الله مولانا قاضي القضاة أني أجرت هذا الغلام بستانا سالم الحيطان ببئر ماء معين عامرة وأشجار مثمرة فأكل ثمره وهدم حيطانه وأخرب بئره .
فالتفت القاضي إلى فيروز

وقال له: ما تقول يا غلام ؟

فقال فيروز: أيها القاضي قد تسلمت هذا البستان وسلمته إليه أحسن ما كان .

فقال القاضي: هل سلم إليك البستان كما كان.

قال: نعم ولكن أريد منه السبب لرده.

قال القاضي: ما قولك ؟

قال: والله يا مولاي ما رددت البستان كراهة فيه وإنما جئت يوما من الأيام فوجدت فيه أثر الأسد فخفت أن يغتالني فحرمت دخول البستان إكراما للأسد .

قال: وكان الملك متكئا فاستوى جالسا

وقال: يا فيروز ارجع إلى بستانك آمنا مطمئنا فوالله ان الأسد دخل البستان ولم يؤثر فيه أثرا ولا التمس منه ورقا ولا ثمرا ولا شيئا ولم يلبث فيه غير لحظة يسيرة وخرج من غير بأس ووالله ما رأيت مثل بستانك ولا أشد احترازا من حيطانه على شجره .

قال: فرجع فيروز إلى داره ورد زوجته ولم يعلم القاضي ولا غيره بشيء من ذلك والله أعلم

صائد الأفكار 7 - 8 - 2012 12:48 AM

حكى الأصمعي قال:

بينما أنا أسير في البادية إذ مررت بحجر مكتوب عليه هذا البيت:

أيا معشر العشاق بالله خبروا *** إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع

فكتبت تحته:

يداري هواه ثم يكتم سره *** ويخشع في كل الأمور ويخضع


ثم عدت في اليوم الثاني فوجدت مكتوباً تحته:

فكيف يداري والهوى قاتل الفتى *** وفي كل يوم قلبه يتقطع


فكتبت تحته:

إذا لم يجد صبراً لكتمان سره *** فليس له شيء سوى الموت أنفع


ثم عدت في اليوم الثالث فوجدت شاباً ملقى تحت ذلك الحجر ميتاً -لا حول ولا قوة إلا
بالله العلي العظيم- وقد كتب قبل موته:

سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا *** سلامي على من كان للوصل يمنع

صائد الأفكار 7 - 8 - 2012 12:49 AM

قتيل الحب



قال الثوري حدثني جبلة بن الأسود قال : خرجت في طلب إبل لي ضلت ، فما زلت في طلبها إلى أن أظلم الظلام وخفيت الطريق فسرت أطوف وأطلب الجادة فلا أجدهما فبينما أنا كذلك إذ سمعت صوتاً حسناً بعيداً وبكاء شديداً فشجاني حتى كدت أسقط عن فرسي ، فقلت لأطلبن الصوت ولو تلفت نفسي فما زلت أقرب إليه إلى أن هبطت وادياً فإذا راعٍ قد ضم غنماً له إلى شجرة وهو ينشد ويترنم

وكنت إذا ما جئت سعدى أزورهـا
أرى الأرض تطوي لي ويدنو بعيدها

من الحفرات البيـض ود جليسهـا
إذا ما انقضت أحدوثـة لو تعيدهـا


قال، فدنوت منه وسلمت عليه فرد السلام وقال: من الرجل؟ فقلت: منقطع به الممالك أتاك يستجير بك ويستعينك، قال: مرحباً وأهلاً انزل على الرحب والسعة فعندي وطاء وطئ وطعام غير بطيء فنزلت فنزع شملته وبسطها تحتي ثم أتاني بتمر وزبد ولبن وخبز ثم قال: اعذرني في هذا الوقت فقلت والله إن هذا لخير كثير فمال إلى فرسي فربطه وسقاه وعلفه فلما أكلت توضأت وصليت واتكأت فإني لبين النائم واليقظان إذ سمعت حس شيء وإذا بجارية قد أقبلت من كبد الوادي فضحت الشمس حسناً فوثب قائماً إليها وما زال يقبل الأرض حتى وصل إليها وجعلا يتحادثان فقلت هذا رجل عربي ولعلها حرمة له، فتناومت وما بي نوم فما زالا في أحسن حديث ولذة مع شكوى وزفرات إلا أنهما لا يهم أحدهما لصاحبه بقبيح فلما طلع الفجر عانقها وتنفسا الصعداء وبكى وبكت

ثم قال لها: يا ابنة العم سألتك بالله لا تبطئي عني كما أبطأت الليلة، قالت: يا ابن العم أما علمت أني أنتظر الواشين والرقباء حتى يناموا ثم ودعته وسارت وكل واحد منهما يلتفت نحو الآخر ويبكي، فبكيت رحمة لهما وقلت في نفسي والله لا أنصرف حتى استضيفه الليلة وأنظر ما يكون من أمرهما

فلما أصبحنا قلت له: جعلني الله فداءك الأعمال بخواتيمها وقد نالني أمس تعب شديد فأحب الراحة عندك اليوم، فقال: على الرحب والسعة لو أقمت عندي بقية عمرك ما وجدتني إلا كما تحب ثم عمد إلى شاة فذبحها وقام إلى نار فأججها وشواها وقدمها إلي فأكلت وأكل معي إلا أنه أكل أكل من لا يريد الأكل، فلم أزل معه نهاري ذلك ولم أر أشفق منه على غنمه ولا ألين جانباً ولا أحلى كلاماً إلا أنه كالولهان ولم أعلمه بشيء مما رأيت فلما أقبل الليل وطأت وطائي فصليت وأعلمته أني أريد الهجوع لما مر بي من التعب بالأمس، فقال لي: نم هنيئاً، فأظهرت النوم ولم أنم فأقام ينتظرها إلى هنيهة من الليل فأبطأت عليه فلما حان وقت مجيئها قلق قلقاً شديداً وزاد عليه الأمر فبكى ثم جاء نحوي فحركني فأوهمته أني كنت نائماً فقال: يا أخي، هل رأيت الجارية التي كانت تتعهدني وجاءتني البارحة، قلت: قد رأيتها، قال: فتلك ابنة عمي وأعز الناس علي وإني لها محب ولها عاشق وهي أيضاً محبة لي أكثر من محبتي لها، وقد منعني أبوها من تزويجها لي لفقري وفاقتي وتكبر علي فصرت راعياً بسببها فكانت تزورني في كل ليلة وقد حان وقتها الذي تأتي فيه واشتغل قلبي وتحدثني نفسي أن الأسد قد افترسها

ثم أنشد يقول

ما بال مية لا تأتـي كعادتهـا
أعاقها طرب أم صدها شغـل

نفسي فداؤك قد أهللت بي سقماً
تكاد من حرة الأعضاء تنفصل



قال : ثم انطلق عني ساعة فغاب وأتى بشيء فطرحه بين يدي فإذا هي الجارية قد قتلها الأسد وأكل أعضاءها وشوه خلقتها ثم أخذ السيف وانطلق فأبطأ هنيهة وأتى ومعه رأس الأسد فطرحه

ثم أنشد يقول

ألا أيهـا الليـث المـدل بنفسـه
هلكت لقد جريت حقاً لك الشـرا

وخلفتني فرداً وقد كنـت آنسـاً
وقد عادت الأيام من بعدها غبرا


ثم قال : بالله يا أخي إلا ما قبلت ما أقول لك فإني أعلم أن المنية قد حضرت لا محالة فإذا أنا مت فخذ عباءتي هذه فكفني فيها وضم هذا الجسد الذي بقي منها معي، وادفناني في قبر واحد وخذ شويهاتي هذه وجعل يشير إليها فسوف تأتيك امرأة عجوز هي والدتي فاعطها عصاي هذه وثيابي وشويهاتي وقل لها مات ولدك كمداً بالحب فإنها تموت عند ذلك فادفنها إلى جانب قبرنا وعلى الدنيا مني السلام، قال: فوالله ما كان إلا قليل حتى صاح ووضع يده على صدره ومات لساعته، فقلت: والله لأصنعن له ما أوصاني به فغسلته وكفنته في عباءته وصليت عليه ودفنته ودفنت باقي جسدها إلى جانبه وبت تلك الليلة باكياً حزيناً فلما كان الصباح أقبلت امرأة عجوز وهي كالولهانة فقالت لي : هل رأيت شاباً يرعى غنماً فقلت لها : نعم، وجعلت أتلطف بها ثم حدثتها بحديثه وما كان من خبره فأخذت تصيح وتبكي وأنا ألاطفها إلى أن أقبل الليل وما زالت تبكي بحرقة إلى أن مضى من الليل برهة فقصدت نحوها فإذا هي مكبة على وجهها وليس لها نفس يصعد ولا جارحة تتحرك فحركتها فإذا هي ميتة فغسلتها وصليت عليها ودفنتها إلى جانب قبر ولدها وبت الليلة الرابعة فلما كان الفجر قمت فشددت فرسي وجمعت الغنم وسقتها فإذا أنا بصوت هاتف يقول

كنا على ظهرها والدهر يجمعنا
والشمل مجتمع والدار والوطن

فمزق الدهر بالتفريـق ألفتنـا
وصار يجمعنا في بطنها الكفن




قال : فأخذت الغنم ومضيت إلى الحي لبني عمهم فأعطيتهم الغنم وذكرت لهم القصة فبكى عليهم أهل الحي بكاء شديداً ثم مضيت إلى أهلي وأنا متعجب مما رأيت في طريقي

صائد الأفكار 7 - 8 - 2012 12:49 AM

قيل في نوادر العرب....




دخلت أعرابية على قوم يصلون فقرأ الإمام: فأنكحوا ما طاب لكم من النساء, وجعل يرددها, فجعلت الأعرابية تعدو هاربة حتى جاءت لأختها فقالت: يا أختاه, ما زال الإمام يأمرهم أن ينكحونا حتى خشيت أن يقعوا عليّ.


اختصم رجلان في جارية فأودعاها عند مؤذن, فلما أصبح وفرغ من الأذان, قال: لا اله إلا الله ذهبت الأمانة من الناس. فقالوا له: كيف ذهبت الأمانة من الناس؟ قال: هذه الجارية التي وُضعت عِندي قيل إنها بكر, فلما أتيتها وجدتها ثيبا.


وقع بين الأعمش وبين امرأته وحشة فسأل بعض أصحابه من الفقهاء أن يرضيها ويصلح بينهما فدخل إليها وقال: إن أبا محمد شيخ كبير, فلا يزهدنّك فيه عمش عينيه, ودقّة ساقيه, وضعف ركبتيه, ونتن إبطيه, وبخر فِيه, وجمود كفّيه. فقال له الأعمش: قم قبّحك الله فقد أريتها من عيبي ما لم تكن تعرفه.

قيل لبعض الأعراب, إن شهر رمضان قدم, فقال أحدهم: والله لأبددنّ شمله بالأسفار.

صائد الأفكار 7 - 8 - 2012 12:49 AM

وجاء في الطلاق...



عن عبد الرحمن الأصمعي قال: قال عمّي للرشيد في بعض حديثه:
يا أمير المؤمنين بلغني أن رجلا من العرب طلق في يوم واحد خمس نسوة, قال: وكيف ذلك؟ و إنما لا يجوز للرجل غير أربعة. قال: يا أمير المؤمنين كان متزوجا بأربعة فدخل عليهن يوما فوجدهن متنازعات وكان شريرا ً فقال: إلى متى هذا النزاع؟ ما أظن هذا إلا من قبلك يا فلانة, اذهبي فأنت طالق. فقالت له صاحبتها: عجّلت لها بالطلاق, ولو أدبتها بغير ذلك لكان أصلح, فقال لها: وأنت أيضا طالق, فقالت له الثالثة: قبّحك الله فوالله لقد كانتا إليك محسنتين. فقال: وأنت أيضا أيتها المعدّدة أياديهما طالق. فقالت الرابعة وكانت هلالية: ضاق صدرك إلا تؤدب نساؤك بالطلاق؟ فقال لها: وأنت طالق أيضا . فسمعته جارة له فأشرفت عليه وقالت له: والله ما شهدت العرب عليك ولا على قومك بالضعف إلا لما بلوه منكم, ووجدوه فيكم, أبيت إلا طلاق نسائك في ساعة واحدة. فقال لها: وأنت أيتها المتكلمة فيما لا يعنيك طالق, إن أجازني بعلك. فأجابه زوجها: قد أجزت لك ذلك.

صائد الأفكار 7 - 8 - 2012 12:50 AM

نوادر العرب

خرج المهدي يتصيّد ، فغار به فرسه حتى وقع فــــي خــباء أعرابي ، فقال: يا أعرابي هــل مـــن قرى ( أي طعام الضيف ) ، فأخرج له قرص شعير ، فأكله ثمّ أخرج له فضلة من لبن فسقاه ، ثـمّ أتاه بنبيذ في ركوة فسقاه ، فلما شرب قال : أتدري من أنا ؟ قال : لا ، قال : أنا من خدم أمير المؤمــنين الخاصة ، قال : بـارك الله لك فـي مـوضـعك ، ثمّ سقاه مرة أخرى ، فشرب فقال : يا أعرابي ، أتدري من أنا ؟ قال : زعـمـت أنـك مـن خـدم أمـيـر المـؤمنين الخاصة ، قال : لا ، أنا من قوّاد أمير المؤمنين ، قــــال : رحبت بلادك وطاب مرادك ، ثمّ سـقـاه الـثالثة ، فلما فرغ قال : يا أعرابي ، أتدري من أنا ؟ قال : زعمت انك من قوّاد أمير المؤمنين ، قال : لا ، ولـكـنـي أمـيـر الـمـؤمنين . قال : فأخذ الأعرابي الركوة فــوكــأها وقال : إليك عني ، فوالله لو شربت الرابعة لادعيت انّك رسول الله ، فضحك المهدي حتــى غــشـي عليه ، ثمّ أحاطت به الخيل ، ونزلت إليه الملوك والأشراف ، فطار قلب الأعــرابـــي فقال له : لا بأس عليك ولا خوف ، ثمّ أمر له بكسوة ومال جزيل



وحكى الأصمعي قال : ضلت لي إبل فخرجت في طلبها ، وكان البرد شديداً ، فالتجأت إلى حي من أحياء العرب ، وإذا بجماعة يصلون وبقربهم شيخ ملتف بكساء وهو يرتعد من البرد الشديد وينشد :ـ

وأنــــت بــحــالي يـا إلـهي أعلم
أيــــا ربِّ إن الــبرد أصــبـح كالحاً

ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم
فإن كنت يوماً في جهنم مدخلي

قال الأصمعي : فتعجبت من فصاحته ، وقلت له : يا شيخ أما تستحي تقطع الصلاة وأنت شيخ كبير ، فأنشد يقول :ـ

ويكسو غيري كسوة البرد والحرّ
أيطمع ربي في أن أصلي عارياً

عشاء ولا وقت المغيب ولا الوتر
فوالله لا صليت ما عشت عارياً

وإن غمّمت فالويل للظهر والعصر
ولا الصبح إلا يوم شمس دفيئة

أصلي له مهما أعيش من العمر
وأن يكسني ربي قميصا وجبة

قال : فأعجبني شعره وفصاحته ، فنزعت قميصي وجبة كانا عليّ ودفعتهما إليه ، وقلت له : البسهما وقم ، فاستقبل القبلة وصلى جالساً ويقول :ـ

عــلى غـير ظــهر مـومـياً نحو قبلـــتي
إليك اعتذاري من صلاتي جالساً

ورجلاي لا تقوى على ثــنــي ركبـتــي
فـــمــالــي بـبــرد يـا رب طــاقــة

وأقــضـــيــها يـــا رب فــي وجه صيفتي
ولــكـــنــنـي أسـتـغفر الله شاتياً

بما شئت من صفعي ومن نتف لحيتي
وأن أنا لــم أفـعـل فـأنـت مـحكم

صائد الأفكار 7 - 8 - 2012 12:50 AM

نوادر القضاة


أحضر رجل ولده إلى القاضي فقال : يا مولانا إن هذا ولدي يشرب الخمر ولا يصلي ، فأنكر ولده ذلك ، فقال أبوه : يا سيدي أفتكون صلاة بغير قراءة ؟ فقال له القاضي ، اقرأ حتى أسمع فقال :ـ

بعدما شابت وشابا
علق القلب الربابا

لا أرى فــيه ارتـيـابا
إن ديــن الله حق

فقال أبوه : إنه لم يتعلم هذا إلا البارحة ، سرق مصحف الجيران وحفظ منه ، فقال القاضي : وأنا الآخر أحفظ آيه منها وهي :ـ

قد رأى الهجر عذابا
فارحمي مضنىً كئيبا

ثم قال القاضي : قاتلكم الله يعلم أحدكم القرآن ولا يعمل به




تحاكم الرشيد وزبيدة إلى أبي يوسف القاضي في الفالوذج واللوزينج أيهما أطيب ، فقال أبو يوسف : أنا لا أحكم على غائب ، فأمر الرشيد بإحضارهما ، وقدما بين يدي أبي يوسف ، فجعل يأكل من هذا مرة ومن هذا مرة حتى نصف الجامين ثم قال : يا أمير المؤمنين ما رأيت أعدل منهما كلما أردت أن أحكم لأحدهما أتى الآخر بحجت

صائد الأفكار 7 - 8 - 2012 12:51 AM

ومن نوادر الأعراب أيضا:



أوقد أعرابيّ ناراَ يتّقي بها برد الصحراء في الليالي القارسة ، ولما جلس يتدفّأ ردّد مرتاحاَ : اللهم لا تحرمنيها لا في الدنيا ولا في الآخرة .
* * *

تزوّج أعرابيّ على كبر سنه ، فعوتب على مصير أولاده القادمين ، فقال : أبادرهم باليتم قبل أن يبادروني بالعقوق .

* * *

ألحَّ سائلٌ على أعرابيّ أن يعطيه حاجةً لوجه الله ، فقال الأعرابيّ : والله ليس عندي ما أعطيه للغير .. فالذي عندي أنا أولى الناس به وأحقّ ! فقال السائل : أين الذين كانوا يؤثرون الفقير على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ؟ فقال الأعرابيّ : ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا .
* * *

قيل لأعرابيّ : ما يمنعك أن تغزو ؟ فقال : والله إني لأبغض الموت على فراشي فكيف أمضي اليه ركضاً .
* * *

عوتب أحد الأعراب على الكذب ، فقال للذي عاتبه : والله لو غرغرت به لهاتك ما صبرتَ عليه . * * *

قيل لأعرابيّ : هل لك في النكاح ؟ قال : لو قدرت أن أطلق نفسي لطلقتها .
* * *

جيء بأعرابيّ إلى أحد الولاة لمحاكمته على جريمة أُتهم بارتكابها ، فلما دخل على الوالي في مجلسه ، أخرج كتاباً ضمّنه قصته ، وقدمه له وهو يقول : هاؤم إقرأوا كتابيه ..

فقال الوالي : إنما يقال هذا يوم القيامة .

فقال : هذا والله شرٌّ من يوم القيامة ، ففي يوم القيامة يُؤتى بحسناتي وسيئاتي ، أما أنتم فقد جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي .

* * *

حدّث أحدهم قال : أتاني أعرابيّ بدرهم فقلت له : هذا زائف فمن أعطاكه ؟ قال : لصٌّ مثلك ! .

* * *

دعا أعرابيّ في طريق مكة فقال : هل من عائدٍ بفضل ، أو مواسٍ من كفاف ؟ ، فأُمسكَ عنه فقال : اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا فنعجز ، ولا إلى الناس فنضيع ؟ .
* * *

حضرَ أعرابيّ سُفرة هشام بن عبد الملك ، فبينا هو يأكل إذ تعلّقت شَعْرة في لقمة الأعرابيّ ، فقال له هشام : عندك شَعْرة في لُقمتك يا أعرابيّ ! فقال : وإنك لتلاحظني ملاحظة مَن يرى الشَعرة في لُقمتي ! والله لا أكلتُ عندك أبداً ! وخرج وهو يقول :

وللموتُ خيرٌ من زيارةِ باخلٍ يُلاحظُ أطرافَ الأكيلِ على عمدِ

* * *

حكى الأصمعي قال : كنتُ أسير في أحد شوارع الكوفة فاذا بأعرابيّ يحمل قطعةً من القماش ، فسألني أن أدلّه على خياطٍ قريب . فأخذته إلى خياطٍ يُدعى زيداً ، وكان أعور ، فقال الخياط : والله لأُخيطنّه خياطةً لا تدري أقباء هو أم دراج ، فقال الأعرابيّ : والله لأقولن فيك شعراً لا تدري أمدحٌ هو أم هجاء .

فلما أتم الخياط الثوب أخذه الأعرابيّ ولم يعرف هل يلبسه على انه قباء أو دراج ! فقال في الخياط هذا الشعر :

خَاطَ لي زَيْدٌ قِبَاء ليتَ عينيه سِوَاء

فلم يدرِ الخياط أدُعاءٌ له أم دعاءٌ عليه .

* * *

نظر أعرابيّ إلى البدر في رمضان فقال : سَمِنتَ فأهزلتني أراني الله فيك السلّ ! .
* * *

دعا أعرابيّ على عامل فقال : صبّ الله عليك الصّادات ، يعني الصفع والصرف والصلب .

* * *

حضر أعرابيّ مائدة سليمان بن عبد الملك فجعل يمدّ يديه فقال له الحاجب : كُلْ مما يليك ، فقال : من أخصب تخيّر ، فأعجب ذلك سليمان وقضى حوائجه .
* * *

وقف المهدي على عجوز من العرب فقال لها : ممن أنتِ ، فقالت : من طيء ، فقال : ما منع طيّاً أن يكون فيهم آخر مثل حاتم ، فقالت مسرعة : الذي منع الملوك أن يكون فيهم مثلك ، فعجبَ من سرعة جوابها وأمر لها بصِلَة .

* * *

قيل لأعرابيّ كان يتعشق قينة : ما يضرك لو اشتريتها ببعض ما تنفق عليها ؟ قال : فمن لي إذ ذاك بلذة الخلسة ، ولقاء المسارقة ، وانتظار الموعد .
* * *

قيل بينما أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه جالس ، إذ جاء أعرابيّ فلطمه ، فقام اليه واقد بن عمرو فجلد به الأرض ، فقال عمر : ليس بعزيز من ليس في قومه سفيه .
* * *

انفرد الحجاج يوماً عن عسكره فلقي أعرابيّاً فقال : يا وجه العرب كيف الحجاج ؟ قال : ظالم غاشم قال : فهلا شكوته إلى عبد الملك فقال : لعنه الله أظلم منه وأغشم ، فأحاط به العسكر فقال أركبوا البدويّ فأركبوه فسأل عنه فقالوا هو الحجاج فركض من الفرس خلفه وقال : يا حجاج ، قال : مالك ، قال : السر الذي بيني وبينك لا يطلع عليه أحد ، فضحك وخلاه .

* * *

أتى أعرابيّ بفالوذج " نوع من الحلوى الفارسية " فأكل منه لقمة ، فقيل له : هل تعرف هذا ؟ فقال هذا وحياتك الصراط المستقيم .
* * *

قال أعرابيّ لرجل رآه سميناً : أرى عليك قطيفة من نسج أضراسك .
* * *

أرب جمـال 7 - 8 - 2012 02:09 AM

قيل لبعض الأعراب, إن شهر رمضان قدم, فقال أحدهم: والله لأبددنّ شمله بالأسفار.
سلمت يداك صائد
تقديري

المرقب 7 - 8 - 2012 02:23 AM

قرأت الأولى والثانيه

وأستمتعت جداً بهما

أنار الله دربك

نفعت فحق علي شكرك


الساعة الآن 02:13 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى