الثعبان في التراث الشعبي
 

الثعبان في التراث الشعبي


http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:A...1232006819.jpg


الحية أو الثعبان من الزواحف التي احتلت في التراث العراقي مساحة كبيرة من أمثال وحكم وحيكت حولها المئات من الاساطير، كما كانوا يعتقدون ان الحية لاتؤذي سكان البيت، لذلك كانوا يضعون لها ماء وملحا لكي يتجنبوا شرها ويتمالحوا معها، ولايذكرون اسمها في الليل خوفاً من ظهورها.


كما انهم يستدلون على وجودها حين تكثر زقزقة العصافير، ومن الاساطير التي نسجت حولها ، وتناقلتها امهاتنا وجداتنا ما قالته احداهن، تركت احدى المرضعات وليدها نائما في فراشه وذهبت الى الحمام، تأخرت ولما عادت اليه سمعت صوت امرأة تهدهده بصوت حنون وهي تقول (نم يا ابن جارتي، لالي يدين كي احملك ولا لي رجلين كي (ادفعك) اهزك، ولالي ثدي فارضعك واخشى ان اقبلك فالدغك)، وحين شاهدت الحية ام الطفل انسحبت الى جحر تاركة الطفل في مهده دون اذى وحين روت حكايتها لصاحباتها قيل ان تلك الحية هي من بنات الجان ومن سكنة البيت نفسه قبل ان تسكنوه، لذلك اعتادت ربة كل بيت اذا ما شاهدت حية تقول (ياحية البيت لاتآذينه ولاناذيج) ومن القصائد أيضا ماقال احدهم عن احد الاولاد انه صار رجلاً من عادة النساء ان ترده بقولها( حيه وراك). وهناك قصص وخرافات اخرى نسجت حول هذا الكائن قال احدهم: ان حية البيت كانت تسكن سقف احد البيوت منذ فترة طويلة لم تؤذ احدا ولم يؤذها احد، وذات يوم شاهد صاحب البيت الحية مع عدد من الصلال (وهو ابن الحية) داخل كومة صوف في احدى نوافذ البيت واراد ان يختبر الحية، فنقل الصلال مع كومة الصوف اثناء غيابها الى مكان آخر وقام بمراقبتها هو وافراد عائلته، فلما عادت الى مكانها ولن تجد صلالها حزنت واخذت تفتش عنهم في جميع نوافذ البيت ولم تجدهم، وحين يئست من ايجاد فراخها قررت الانتقام من سكنة البيت، فانسابت الى المطبخ فوجدت قدرا مليئا بالحليب فأخذت تشرب منه ثم تتقيأه الى القدر مخلوطا بسمها، وهكذا الى ان تسمم كل القدر وعادت الى مكانها في السقف . اعاد صاحب البيت الصلال الى مكانها فجاءت الحية الى النافذة وجدتهم سالمين فانسابت بسرعة الى المطبخ وقلبت قدر الحليب الذي وضعت فيه سمها، وسكبت مافيه على الأرض حفاظا على سلامة أهل البيت بعد ان تأكدت من سلامة صلالها واصاب المثل حين قال( حية البيت ماتضر).
* الحية تعرف كتالها- يضرب للحاذق من الناس الذي يميز عدوه عن صاحبه. *الحية متخلف الا حية - يضربونه ان من تربى على الشر لايرجى منه خير. *الحية ميكتلها سمها- يضرب هذا المثل للشرير الماكر الذي لايضره شر اعماله. *حيه وبطنج- يضرب للعداوة الشديدة. *اللي تعضه الحية بيده ميخاف من جرة الحبل- يضرب لأثر النكبة في النفس.
*مثل الحية تعض وتضم راسها- يضرب للئيم الذي لايجرؤ على مجابهة الخصم الا اختلاساً.
ومن اسباب لعنتها في التراث القديم يقال في بعض الاساطير كما اعتاد الناس خصوصا النساء لعنة الحية دائماً لانهم يعلمون بانها التي اغرت حواء بالاقتراب من الشجرة واكل ثمارها هو الشيطان لكنه جاءها بشكل حية وان الشجرة التي اكلت منها حواء واطعمت زوجها هي الشجرة الملعونة فاكلت واطعمت منها زوجها. وبهذا كانت الحية هي سبب نزول ابائنا الاولين من الجنة كما يقال، لذلك عاقبها الله بخمسة اشياء قطع قوامها وامشاها على بطنها ومسخ صورتها بعد ان كانت من احسن السراب وجعل غذاءها التراب ثم تموت كل سنة ستة اشهر في الشتاء ومن هذه الرواية اجيز قتل الحية اينما كانت لأنها عدوة أبناء آدم وحواء! كما ان رؤيتها قبل السفر تجلب الحظ السعيد. وتعتقد النساء ان المرأة التي تطرح جنينها في الأشهر الاولى من الحمل او التي يتأخر حملها لأي سبب من الاسباب عليها ان تحمل صيداً وهو عصفور ابتلعته الحية واخرج من جوفها عنوة، تؤخذ للشيخ يلفه بقطعة من الخام يكفنه بها ثم يغلفه بقطعة جلد ويصنع منه مايسمى( البازبند) وهو ماتربطه المرأة على زندها. كما يعرف ان الثعابين(الحيتان) لاتقرب البطنج لما تشعر به من شدة مقتها ويقال انه اذا وضع في مكان فان الحية تهرب منه لئلا تموت. وقد الهمت الحية مخيلة الصاغة ليبدعوا منه مايسمى (زنادي) وهو ماتلبسه المرأة على زندها. ويكون على شكل حية او حجل على شكل حية ، وفي اهازيج الاطفال اخذت الحية جانبا:
* شادي وراك الحية.. اركص وانطيك شاهية (عملة معدنية فارسية).
اما الحية في الامثال والكنايات فقد اخذت باعا طويلا ، وحية البيت ماتضر يضرب ان للبيت حرمته وقدسيته حتى عند الحيوان.

مشكورة بي هابي على الطرح والموضوع المميز
بوركت جهودك

مشكورة هابي
بانتظار كل ما هو جديد لكي

يسلمو يا هابي على الموضوع
بحبش الثعابين ههه