منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=95)
-   -   فى رحاب اية((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=16903)

بن زيدون 15 - 6 - 2011 01:00 PM

فى رحاب اية((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)
 
باسم الله الرحمن الرحيم.................. ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (الآية56)من سورة الذاريات.................... هذه الآية تكلمت عن العِلّة التي خلق الله تعالى الناس لأجلها وهي العبادة، العبودية. أولاً ما معنى عبودية؟ عبودية من الفعل عبّد. يقال عُبّدت الطريق وتعبيدها أي تمهيدها وإعدادها لقطع المسافات عليها وهذ مسألة شاقة تحتاج إلى كسّارات وآلت نقل الأحجار وآلأ لتسوية الأرض وغيرها فالمسألة ليست يسيرة وتحتاج إلى مشقة. عُبِّدت الطريق أي أنها كانت غير ممهدة، وعرة، متعرجة لا تصلح للسير ثم مُهِّدت. إذن تعبيد الطريق مسألة في منتهى الصعوبة وتحتاج لمجهود ومشقة. من أجل ذلك كل أنواع الطاعات التي أمر الله تعالى بها إسمعها العبادات. سميت عبادة لأنه تمهد النفس لطاعة الله تبارك وتعالى. فكما أن هناك أرض معوجة هناك نفس معوجة. وحتى تسمى عبادة تحتاج لمشقة وقسوة في التعامل ومغالبة لأن طبيعة النفس ليست معتدلة ومستوية لكنها متعرجة وتحتاج إلى تدريب لذا لو نظرنا إلى أي نوع من العبادات نجد إسمها طاعات وسميت طاعات لأنه تطوع النفس. هذا هو الفرق بين المؤمن وغير المؤمن. المؤمن يعرف ما سبب وجوده في الدنيا أما غير المؤمن فلا يعرف فيقول مثلاً: جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت وغير هذا الكلام. المؤمن يعلم من أين جاء وإلى أين هو ذاهب من قوله تعالى (إنا لله وإنا إليه راجعون) كلمة راجعون تدل على أنه عاد إلى مكانه الأصلي بعد أن كان في مكان آخر. فمكاننا الأصلي عند الله تعالى وسنرجع إليه وهذه حقيقة يجب أن يعرفها كل الناس،ويجب أن تقال لكل مريض ليصبر على مرضه ولكل طائع ليصبر على طاعاته وعبادته لأن الطاعات تحتاج إلى تدريب. والمخلوق منتظر أوامر الله تعالى الذي أوجده للطاعة والعبادة لذا قال تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون). أنت لك نقطة إبتداء ونقطة إنتهاء وسترجع إلى الله تبارك وتعالى وهذا معنى الآية (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) الإنشقاق) كادح أي ذاهب ومقبل على ربك إقبالاً وساعٍ إليه سعياً فملاقيه.

الناس لا تدري إلى أي الأمور هي مقبلة والدنيا فاتنة ولا قيمة لها. أنت مخلوق للعبادة. والبعض يقول العمل عبادة وهذا ليس حديثاً، صحيح العمل عبادة لكن في غير أوقات العبادة لكن إذا تعارض العمل مع العبادة فلا بد أن تقدّم العبادة على العمل لأنه تعالى (إلا ليعبدون) ولم يقل إلا ليعملون أو ليتنزهون أو يتاجرون أو غيرها. خلقنا الله تعالى للعبادة والعمل هو وسيلة للعبادة لذا جاء بعد قوله (إلا ليعبدون) قوله (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون) لأن الله تعالى علم سبحانه بم سيحتج الناس ليتركوا العبادة، سيحتجون بالعمل ويتركون العبادة فقال تعالى لا تتوقع أنك ترزق بالعمل وإنما ترزق بطاعتك لله وبمشيئة الله (كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) الإسراء). ويقول الشافعي:

تموت الذئب في الغابات جوعاً ولحم الضأن يرمى للكلاب

ولو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء، فهو سبحانه يرزق المؤمن والكافر.

أنت مخلوق للعبادة والله تعالى يرزقك لأنها إرادته فلا تحمل همّ رزقك لأنه تعالى قال (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون). فلما يقول تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) إعرف لماذا خلقك الله تعالى وأي إنسان لا يؤدي العبودية لم يعرف الشبب والعِلّة التي خلقه الله تعالى لأجلها وهذا بلاء ونراه في ممارسات البعض كل يوم فالذي يدخل المسجد ويتحدث في هاتفه ليبحث في صفقة هذا ما فهم معنى العبادة والذي في يوم عرفة يسعى لإتمام صفقة ما فهذا لم يعرف معنى العبادة والذي يتحدث في هاتفه خلال الطواف يصف لأهله ما يفعله هذا ما فهم معنى العبادة!

يقول تعالى في الحديث القدسي: يا ابن آدم تفرّغ لعبادتي أملاً صدرك غنى (ليس مالاً وإنما إستغناءً) وأسد فقرك وإن لم تفعل سلّطت عليك الدنيا فأنت تركض فيها ركض الوحوش في البريّة ولا ينالك منها إلا ما قسمت لك. وهذا لا يعني أن تستقيل من وظيفتك لكن معناه فرّغ قلبك لعبادة الله تعالى من شوائب الدنيا واقطع علاقتك بالدنيا.

ولقد إستدل العلماء من الآية (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) أن الجن مخلوقون قبل الإنس لأنه قدّمهم في الآية على الإنس.

نحن خلقنا لعبادة الله وعبادة الله تعالى هي حبل النجاة الوحيد الذي يوصلنا إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى وعندما يقول تعالى (إلا ليعبدون) الملائكة جُبِلت على عبادة الله أما أنت فأنت مختار أن تعبد الله وأن تتجه إليه.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من العابدين وأن يجعلنا من أصحاب الرزق المقيم وأن يرزق قلوبنا الخشية له وحده وأن يعيننا على طاعته برحمته إنه هو السميع العليم وصلّ اللهم وسلم وبارك على خير المتعبدين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.




للشيخ خالد الجندى


رب اجعل اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

واخر كلماتنا شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله

غزالة نجد 15 - 6 - 2011 11:15 PM

آآآآمين
بارك الله بك وفي موازين حسناتك

الغراب الأسود 15 - 6 - 2011 11:29 PM

بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك

شكرا على الإفادة والطرح

shreeata 15 - 6 - 2011 11:46 PM

جزاك الله عنا كل خير
وجعله في ميزان حسناتك
تحيات لك
سلمت

عاشق تراب الأقصى 22 - 6 - 2011 11:26 PM

جزاك ربي الخير وبارك بك على هذا الطرح المبارك يا بن زيدون
في موازين حسناتك
اسأل الله العلي القدير ان يوفقك لما تحب وترضى

بن زيدون 23 - 6 - 2011 11:05 AM

تواجدكم اسعدني وبارك الله فيكم

قلب., 28 - 6 - 2011 01:50 AM

رب اجعل اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

واخر كلماتنا شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله
اللهم آمين
بارك الله بك وفي ميزان حسناتك آمين


الساعة الآن 10:21 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى