منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   منتدى الطالب والمعلم (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=163)
-   -   كيف تبدأ مذاكرة ومراجعة دروسك أيام الامتحانات؟ (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=32882)

أوراق الزمن 27 - 4 - 2014 09:49 PM

كيف تبدأ مذاكرة ومراجعة دروسك أيام الامتحانات؟
 
كيف تبدأ مذاكرة ومراجعة دروسك أيام الامتحانات؟

أيام قليلة وتبدأ الامتحانات… ويبقى السؤال الذي يشغل بال الطلاب الآن: من أين أبدأ المذاكرة؟! كيف أنظم وقتي، وكيف أضمن ألا أنسى ما أذاكره؟! هل ما تَبَقَّى من الوقت سيكفي؟.. وهل وهل؟.. أسئلة كثيرة سنحاول الإجابة عنها.
في البداية يجب أن تعرف أنه إذا كنت تشعر بالإجهاد أو التعب أو الملل فهذا نوع من الهروب النفسي نتيجة النظر إلى المذاكرة باعتبارها عبئًا ثقيلاً وواجبًا كريهًا، بهذه النصيحة يبدأ الدكتور محمد المفتي عميد كلية التربية جامعة عين شمس إجابته عن أسئلتنا ويكمل: إن السبيل إلى التخلص من هذا الشعور هو النظر إلى المذاكرة كنوع من القراءة الاستمتاعية التي تضيف لمعلوماتك وتزيد من ثقافتك ومعرفتك بما يدور حولك، حيث يشير علماء النفس إلى أن حالة النسيان التي تنتاب الطالب قبل الامتحان ما هي إلا حالة نفسية ناتجة عن الخوف والرهبة وعدم الاطمئنان، مما يؤدي إلى تشتيت ذهن الطالب ويسلبه التركيز، حيث تتداخل بعض المعلومات التي يقوم باستذكارها مع ما سبق أن ذاكره، ويحدث هذا أثناء المذاكرة نفسها، والعلاج في هذه الحالة هو النوم العميق للاسترخاء، وإعطاء فرصة للذهن لاسترجاع المعلومات، فالسهر واستخدام المنبهات المختلفة يصيب الطالب بالاضطراب والقلق وعدم الاستقرار النفسي والعقلي، بينما يعيد النوم نشاط المخ للمذاكرة والتحصيل.
وقبل أن نبدأ الاستذكار عليك التخلص من الهموم والمشاكل الخاصة والبعد عنها.

جدول المذاكرة

يؤكد علماء التربية أن استغلال الوقت بكفاءة من العوامل الهامة للتحصيل، والجدول المكتوب يساعد على تنظيم العمل وترتيب المذاكرة، فتخصيص وقت ومكان محدد من شأنه أن يخلص الطالب من سلوك التأجيل والتسويف، والجدول يساعد على تكوين استعداد نفسي وعقلي للمذاكرة، ويتعين على كل طالب أن يعلم كيف يوازن بين الاستذكار والترويح عن النفس.. مع مراعاة ألا يمتد هذا الجدول إلى وقت متأخر من الليل، ولا ينبغي أن يترتب على هذا الجدول تمسك حرفي بنمط يومي أو أسبوعي، لكن أن يمثل الجدول خطة منظمة لألوان مختلفة من النشاط تدفعك لأن تبدأ مذاكرتك في وقت محدد لزمن معلوم بعده تنتقل لنشاط آخر.

الآن كيف تخطط جدولك؟

هنا يلتقط الحديث الدكتور محمود كامل الناقة مدير مركز تطوير التعليم الجامعي بجامعة عين شمس قائلاً: ابدأ الفترة الأولى من الجدول بعد فترة راحة من اليوم الدراسي، ويجب ألا تطول فترة استذكار مادة معينة حتى لا يشعرك هذا بالملل على أن تتوقف للترويح عشر دقائق كل ساعتين مثلاً.
ولا تربط بين الوقت المجدد وكمية محدودة من المادة لأن ذلك سيضطرك إما إلى التخلص والانتهاء من الكمية المطلوبة بشكل قد يترتب عليه عدم الاستيعاب الجودة المطلوبة، أو التخلي عن النظام الذي وضعته لنفسك في الجدول.
وإذا اضطرتك الظروف لمخالفة الجدول والخروج عنه – زيارة ضيف أو قضاء أمر ما - فلا تقلق وأعد النظر في الجدول بحيث تعيد تخطيط الوقت بشكل يتلاءم مع هذه الظروف المتغيرة.
وأخيرًا يُفَضَّل أن تبدأ جدول استذكارك اليومي بما درست من مواد في نفس الموضوع، فتكون المذاكرة بمثابة متابعة دقيقة لما تدرس، وقد يساعدك ذلك على اكتشاف صعوبات ما تدرس فترجع في اليوم التالي لمدرسك لاستيضاح هذه الصعوبات

الآن ابدأ

في البداية يجب تهيئة مكان جيد للاستذكار والابتعاد عن عوامل التشتت مثل المذياع والتليفزيون، وليكن وقتها هو وقت الترويح، وكذلك الابتعاد عن كل ما يثير الأعصاب والاهتمام بالإضاءة والمقعد المريح.
بعد هذا ضع هدفًا محددًا لفترة المذاكرة حتى تستطيع أن تَفْرُغ من المذاكرة عندما تشعر أنك قد انتهيت من شيء محدد – موضوع أو حفظ نص أو تلخيص شيء، الإجابة عن مجموعة أسئلة حسب الجدول والهدف من المساعدة – ومن المهم البحث عن المعنى العام أو الفكرة العامة للمادة التي يراد استذكارها، ويحدث هذا بالقراءة السريعة أو التَّصَفُّح السريع للمادة لكي يضع كل طالب لنفسه خريطة لمذاكرة المادة، وإدراك الخطوط العريضة والأفكار الرئيسية حتى يمكن الربط بين تفصيلات المادة أو الموضوع والسيطرة عليه كله، وإذا لم تجد للموضوع نظامًا أو ترتيبًا يتفق مع نظامك العقلي يتعين عليك بعد القراءة وإدراك التفاصيل إعادة تنظيمه ووضع تخطيط يساعد على استيعابه وفهمه.
ويكمل الدكتور كامل الناقة: إذا قابلتك بعض الموضوعات أو الأفكار الجافة الصعبة فلا تخف منها ولا تحاول إهمالها، اقرأها مرة بعد مرة دون خوف أو قلق وابعد عنك شبح التفكير في أسئلة الامتحان أو صعوبة الامتحان، فمتى بدأت المذاكرة سَهُل الصعب وقَوِيَت عزيمة الاستذكار عندك، ولا تنس أن تراعي توزيع وقت المذاكرة على المواد بحيث لا تندفع وتتحمس لمذاكرة مواد معينة تميل إليها وتهمل مواد أخرى.
بعد الانتهاء من المذكرة عليك أن تضع بعض الأسئلة وتحاول الإجابة عنها أو تقوم بشرحها لزميلك أو تُوَكِّل شخصًا آخر أن يختبرك ويقيس درجة استيعابك أو العودة لكتاب آخر لاستكمال ما أحسست من نقص في هذه المرحلة.
وفي الجزء الأخير من المذاكرة اجلس لتفكر في الطريقة أو الكيفية التي تمكنك من الاستفادة من الموضوع الذي ذاكرته في الامتحان أو في حياتك.
أخيرًا.. لا تقاوم النوم ولا تحاول السهر بعد أن تشعر بالتعب فقد دلت التجارب على أن ما يحصله الطلاب أثناء ليالي السهر وهم متعبون يتبدد سريعًا ولا يستقر في أذهانهم، ويوصى الخبراء بعدم مراجعة جميع تفصيلات المادة ليلة الامتحان، فهذا يؤدي إلى تداخل المعلومات، ويبدو هذا في عدم استطاعة طالب إجابة سؤال كان يعرفه، وتذكره للإجابة بعد انتهاء وقت الامتحان، والأفضل التركيز فقط على الخطوط الرئيسية والملخصات التي صنعها كل طالب بنفسه.

مجموعة مواد

ويتساءل الكثير من الطلاب أيضًا: هل أذاكر مادة واحدة حتى انتهى منها ثم ابدأ في الأخرى وهكذا.. أم أقسم اليوم إلى مذاكرة مادتين أو ثلاثة؟
عن هذا السؤال تجيب الدكتورة ناهد رمزي الأستاذة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية: من الأفضل أن يراجع الطالب أكثر من مادة معًا، حتى إذا انتهى من مجموعة مواد بدأ بمجموعة أخرى وهكذا، فاستذكار مادة واحدة فقط حتى الانتهاء منها يصيب الطالب بالملل ويطيل من فترة الاستيعاب، هذا بالإضافة إلى أن ترك هذه المادة لفترة طويلة بعد ذلك حتى الانتهاء من باقي المواد قد يعرض بعض أجزائها للنسيان، ويراعي في اختيار مجموعة المواد التي يتم ماذا تأكل أيام الامتحانات ؟!

يشكو الكثير من الطلاب أيام المذاكرة والمراجعة التي تسبق الامتحانات من الكسل والميل للنوم أو التشتت والنسيان وعدم التركيز لما يستذكره وكأن مُخَّه لا يعمل بكامل كفاءته.
حواء وآدم سألت الدكتور فوزي الشوبكي أستاذ ورئيس قسم التغذية بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة عن أسباب هذه الشكوى وكيفية تلافيها.. فأجاب:
" الطلاب والتلاميذ في فترة الامتحانات يعتريهم نوع من القلق يحدث اضطرابًا في الحالة النفسية التي تؤثر بدورها على العمليات الحيوية داخل المخ، وهنا يكون البعد عن القلق هو الحل، فإذا كان الطالب مستعدًّا للامتحان فلا داعي للقلق، وإذا لم يكن مستعدًا فعليه أن يستعد.. ويبدأ في المذاكرة بهدوء".
ويتابع: "وبالنسبة للطلاب الذين يستمرون في الاستذكار لفترات طويلة عليهم أن يدركوا أن لمراكز الذاكرة في المخ قدرات معينة، بعدها يقل التركيز ويقل الفهم والتذكر؛ ولهذا يجب التوقف لمدة عشر دقائق كل ساعة أو ساعة ونصف للاسترخاء والخروج إلى مكان مفتوح به هواء متجدد كشرفة المنزل مثلاً أو يستمع إلى موسيقى هادئة، لكن لا يتحدث خلالها أو يشاهد التلفزيون حتى تستعيد مراكز المخ نشاطها، وأن يبتعد أثناء المذاكرة عن مصادر الضوضاء، وعن التفكير في شيء آخر غير المذاكرة؛ لأن هذا يقلل التركيز ويعرض ما تم استذكاره للنسيان بعد فترة قصيرة، كما لا يجب أن يذاكر وهو متعب جسميًّا أو إذا كان جائعًا، وكذلك إذا تناول كمية كبيرة من الطعام لأن الدم يكون وقتها متجمعًا حول الأمعاء للانتهاء من عملية امتصاص الطعام، ولا يصل إلى المخ الكمية الكافية من الدم لكي يعمل بالكفاءة المطلوبة، ولهذا يشعر من تناول كمية كبيرة من الطعام - خاصة الدسم - بالكسل والوَخَم لأن مُخَّه غير مستعد للعمل؛ ولهذا لا يجب البدء في المذاكرة قبل مرور ساعة بعد تناول الطعام، وينصح أيام المذاكرة والامتحانات عدم تناول كميات كبيرة من الطعام، كما يفضل أن يبتعد عن الأكل المليء بالدهون حتى لا يستغرق وقتًا طويلاً في الهضم.


تنشيط الذاكرة:

ومن أجل تنشيط الذاكرة هناك عدد من الأطعمة التي يجب الحرص على تناولها مثل: تناول الحبوب الكاملة، والخميرة التي يمكن إذابة ملعقة منها في كوب ماء صباحًا، ومثلها في المساء، لأنها تحتوي على فيتامين b اللازم لعمل المخ، كما ينصح أيضًا بتناول الأطعمة الغنية بالفسفور كالأسماك والجمبري والحيوانات البحرية، وكذلك تناول الألبان ومنتجاتها لأنها غنية بالكالسيوم اللازم لصحة الأعصاب، أما أثناء المذاكرة فيستطيع الطالب أن يتناول الفاكهة الطازجة والخضروات كالخس والجزر لاحتوائها على الفيتامينات المفيدة لخلايا المخ، إلى جانب الاهتمام بتناول السكر الطازج كالعسل الأبيض أو الأسود لأن المخ يحتاج في عمله إلى السكريات الطازجة وليست المخزنة في الجسم، بشرط أن يبعد عن الحلويات الشرقية كالبسبوسة والكنافة وغيرها لاحتوائها على نسبة كبيرة من الدهون، أما بالنسبة للمشروبات فلا مانع من تناول فنجان أو اثنين من الشاي طيلة النهار، أما الينسون فيجب عدم تناوله مع بداية فترة المذاكرة لأنه يؤدي إلى الإحساس بالاسترخاء؛ ولهذا ينصح بتناوله فقط قبل النوم، والعكس مع الشاي أو القهوة.
ونسأل الدكتور فوزي: وماذا عن الأدوية التي يُرَوَّج لها قبل موسم الامتحانات على أنها لتقوية الذاكرة ؟يجيب: معظم المواد الفعالة بهذه الأدوية يفرزها الجسم بتركيزات مناسبة، وعندما يتناول الطالب هذه الأدوية يجعل الجسم يعمل بصورة أكبر، لكن خلايا الذاكرة لها قدرة على العمل وإذا أجبرناها على العمل بمعدل أكبر، فسوف يحدث ذلك في البداية لفترة قصيرة، لكن ما تلبث أن تحدث النتيجة العكسية تمامًا مثلما تَجْبُر إنسانًا على العمل وهو متعب، صحيح أنه سيعمل لكنه في النهاية سيقع من شدة التعب، فهذه الأدوية مخصصة في الأصل للحالات المرضية وليست للجميع .


استذكارها معًا أن تكون إحداها نظرية والأخرى تطبيقية على سبيل المثال حتى لا يجهد المخ بعمل واحد، فيمكن استذكار اللغة العربية مع الرياضيات مثلاً، أو اللغة الإنجليزية مع الكيمياء.


أوراق الزمن 27 - 4 - 2014 09:51 PM

رد: كيف تبدأ مذاكرة ومراجعة دروسك أيام الامتحانات؟
 
لماذا ننسى ما نذاكره؟!

لكي نعرف الإجابة عن السؤال الذي نردده كثيرًا.. لماذا نسيت؟! سألنا الدكتور محمود حمودة - أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف - عن هذه الظاهرة فأجاب: النسيان هو خلل أداء وظيفة الذاكرة، وللذاكرة أنواع تُقَسَّم حسب عمق الانطباع ومدة التخزين، فالانطباع الأول عن المعلومة دون إدراكها إدراكًا تامًا هو ما يُعرف بالذاكرة الحسية؛ وهو الانطباع الذي يتجاوز أجهزة الحس واختزانه يقل عن ثانية واحدة؛ كأن يقابلك شخص فتسأله عن اسمه فيخبرك، ولكنك لا تركز انتباهك على الاسم، كأن تختزنه في الذاكرة، وبمجرد أن ينتهي الشخص من ذكر اسمه تبحث عنه في ذاكرتك فلا تجده، وكأنه دخل من أذن وخرج من الأخرى كما يقولون.
أما النوع الثاني فهو الذاكرة قصيرة المدى، وفيه يركِّز الشخص انتباهه على المعلومة فيدركها ويحولها إلى معاني يمكن حفظها في الذاكرة، وهذه تظل في الذاكرة إلى فترات قصيرة تصل إلى أيام أو أسابيع، ويندرج في هذا النوع المذاكرة المتعجلة قبل الامتحان والتي تقتصر على حفظ المعلومة في الذاكرة دون إعمال العقل بها، فينسى الطالب المعلومة بمجرد انتهاء الامتحان، أما النوع الثالث فهو الذاكرة طويلة الأمد وهي المعلومات التي تم إدراكها وفهمها فهمًا كاملاً وأعيد تصنيفها وترتيبها في أماكن خاصة بالذاكرة وتم ربطها بأشياء لا يمكن للشخص أن ينساها، كأن يخبرك شخص باسمه فتركز انتباهك لتحفظه وتربط بين اسمه واسم عمِّك مثلاً، فهذا التصنيف يثبت المعلومة، فإذا كنا نرغب في أن تكون المعلومة التي نستوعبها من العالم الخارجي في المستوى الثالث من الذاكرة، فلابد من الانتباه الكامل للمعلومة بحيث توجه كل طاقات اليقظة العقلية إلى المعلومة ليسهل إدراكها واستيعاب معناها، ثم نربطها بخبرتنا السابقة، ونصنفها بما يسهل الرجوع إليها عند اللزوم ويسهل استدعاؤها، بالإضافة إلى أن الربط يمكن أن يكون بقصة أو بصورة فكلاهما يُسهّل تخزين المعلومة، كما يُسهِّل استدعاءها، فنحن مازلنا نذكر تفاصيل حوار دار في فيلم سينمائي شاهدناه منذ سنوات لأن هذا الحوار مرتبط في ذاكرتنا بالصورة ومتسلسل في أسلوب القصة، كما يؤثر نوع الانفعال المصاحب للمعلومة في مدى قدرة الشخص على تذكرها، فنحن حين نحب شيئًا ما يسهل علينا تذكره، فلا يمكن أن ننسى مواقف التكريم ولحظات الثناء التي عشناها، بينما ننسى الخبرات المؤلمة ولا نحاول تذكرها، وكم من مرة كرهنا مدرسًا فلم نخرج من دروسه بشيء، وكم أحببنا مدرسًا آخر فاستوعبنا وتذكرنا كل ما يقوله، والسبب في ذلك هو المشاعر المرتبطة بالمعلومة أو بالحدث.

الغِشُّ في الامتحانات

الكمبيوتر والمحمول والحبر السِّرِّي وأشياء أخرى كثيرة هي الوسائل الجديدة في عالم الغش في الامتحانات الذي يحمل الكثير كل عام.
وقد لا نكون مبالغين إذا تحدثنا عن ظاهرة الغش في الامتحانات، فآخر دراسة علمية ناقشت الظاهرة كانت للباحثة حنان عبد الله لنيل درجة الماجستير من كلية البنات جامعة عين شمس تحت عنوان "العوامل المعرفية وغير المعرفية المرتبطة بسلوك الغش في الامتحان لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية" كان من نتائجها أن 90% من التلاميذ والمعلمين قد أكدوا على انتشار ظاهرة الغش في مدارسهم، وأن الأسباب تعود لانخفاض مستوى التحصيل الدراسي للتلميذ، والرغبة في النجاح بأية وسيلة، والرغبة في الحصول على درجات مرتفعة، وعدم التركيز أثناء الشرح والاتِّكاليَّة والتكاسل وتقليد الزملاء، وعدم الاستعداد الجيد للامتحان والتهاون في تطبيق عقوبة الغش وتقارب المقاعد في لجان الامتحان.
أما شكل الامتحان نفسه وتأثيره على ظاهرة الغش فقد كان موضوع رسالة ماجستير حديثة أيضًا للباحث كمال فوده مطاوع بكلية التربية جامعة المنصورة، في مدارس المرحلة الثانوية، وكان من أهم نتائجها أن الغالبية العظمى من الامتحانات بهذه المرحلة تقيس المستويات المعرفية البسيطة مثل التذكر والفهم، وتتجاهل المستويات العليا للتفكير كالتحليل والتركيب والتمييز والتقويم، وأن الامتحانات وصفها الحالي لها انعكاسات سلبية على العملية التعليمية بأكملها؛ لأنها ترفع روح التنافس وتُشَجِّع الطلاب على الغش بدلاً من روح التعاون والبحث نظرًا لاعتمادها على الكتاب المقرر فقط، وتؤثر سلبًا على المعلم أيضًا لأنه يهمل قياس المهارات الأخرى للطالب وتنميتها.. مثل: الملاحظة وسرعة البديهة.

■ الغش الجماعي:

مهما حاولنا أو حاول المسئولون في وزارات التربية والتعليم أن يُنْفُوا وجود ظاهرة تسمى الغش الجماعي فالدراسات تثبت أنها موجودة، وأن لها سنوات تظهر فيها وسنوات أخرى تختفي فيها، فالظاهرة كانت موجودة بشكل كبير في مدارس مصر في أواخر الثمانينيات، لكنها - وإن بدأت تقل لأسباب كثيرة – ما زالت موجودة، وما يُضْبَط منها قليل جدًا خاصة في الأماكن النائية والمدن البعيدة عن العاصمة التي تحكمها ضغوط كثيرة.. وسوف نعتمد هنا على دراسة عن الغش الجماعي قام بها فريق بحثي من أساتذة المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية تحت إشراف الدكتور محمد السيد حسونة في عدد كبير من مدارس القاهرة ومحافظة الشرقية، وكان من نتائجها أن 75% من المبعوثين – مدرسين - ووكلاء مدارس ومديري مدارس وموجهين ومديري إدارات تعليمية - قد أكدوا أن ظاهرة الغش الجماعي مستمرة في المرحلة الابتدائية، و60% منهم أكدوا أنها مستمرة في المرحلة الإعدادية والثانوية، وكان من بين الأسباب التي ذكروها ضعف الوازع الديني باعتبار أن الغش نوع من السرقة، والرغبة في النجاح بدرجات مرتفعة دون مجهود ووجود قصور في الضوابط الرادعة للغش، وعدم توافر الإجراءات الأمنية الجادة داخل وخارج اللجان، وقد أكدوا أن من يتعوّد الغش تتكون لديه عادة الغش والتزييف في كثير من جوانب حياتهم العملية بعد التخرج.
وأشارت الدراسة أيضًا إلى أن من بين أسباب انتشار الغش الجماعي تواطؤ بعض المسئولين عن تأمين لجان الامتحانات لاعتبارات شخصية أو نتيجة لضغوط أولياء الأمور، وقد تكون الضغوط عن طريق تسهيل إقامتهم وإكرامهم في المدينة باعتبارهم أغرابًا أيام الامتحانات خاصة الشهادات العامة – حيث يقضي القانون بألا يقوم بالمراقبة في لجان الامتحان مدرسون من نفس المدينة – مما يجعل المدرسين والمديرين في حرج مع الأهالي، وكان الأفضل أن تهيئ الوزارة مع الإدارات التعليمية تسهيل إقامة ومعيشة جميع الأفراد المسئولين عن حسن سير الامتحانات حتى لا يتعرضوا لمثل هذه الضغوط، بالإضافة إلى رغبة البعض في الحصول على نسب مرتفعة للنجاح لمدارسهم أو إدارتهم للتباهي بها.
أما أغرب ما في الدراسة فهو طريقة الغش الجماعي نفسها التي أكَّد أغلب من أُجْرِيَ عليهم البحث (74%) أن إملاء الإجابة على الطلاب هو الطريق الأكثر انتشارًا، وبالطبع المعلمون أنفسهم هم من يقومون بالتملية، تليها إذاعة الإجابات من مكبرات الصوت ثم كتابة الإجابة على السبورة، بينما لم يذكر سوى 25% فقط طريقة تصوير الإجابة وتوزيعها على التلاميذ، وذلك لأنها تحتاج لأجهزة تصوير وورق من نوع معين وإمكانيات قد لا تتوافر بسهولة خاصة في القرى وسوف تكون إجابات التلاميذ صورة واحدة مكررة، وقد ينسى بعض التلاميذ صور الإجابة داخل أوراق الإجابة مما يسبب مشاكل إدارية كثيرة لأنها تعتبر في هذا الوقت جسمًا للجريمة، أما مكبرات الصوت فقد لا يتابع جميع التلاميذ كل ما يقال أو لا يستوعبونها أو يكتبونها بشكل خاطئ.
جريمة الغش والقانون:

سألنا الدكتور حسن غلاب رئيس جامعة عين شمس: لماذا لم نَعُد نرى أن الغش في الامتحانات جريمة؟
يجيب: الغش منصوص عليه في لوائح الجامعات ولوائح التعليم قبل الجامعي، ويحال الطالب الذي يضبط وهو يغش إلى مجلس تأديب يكاد يشبه المحكمة، ويعاقب بأكثر من طريقة تبدأ من إلغاء درجة تلك المادة التي حاول فيها الغش، أو الحرمان من باقي الامتحانات لأكثر من عام، وفي هذا المجلس يحق للطالب طلب الاستئناف ويكون له مجلس آخر.. فالغش إذن بهذه الصورة جريمة يُعاقَب عليها الطالب، والغش تُجَرِّمُه كل الأنظمة التربوية في العالم، وهناك حادث معروف جدًا في بنجلادش حدث منذ عدة سنوات قليلة للغش الجماعي وقررت الدولة على أثره إلغاء الامتحانات في جميع مراحل التعليم.
وأسأل "د. حسن" ثانيةَ: لكن مع وجود كل هذه العقوبات فمحاولات الغش لا تنتهي، وأحيانًا لا يضبط منها غير القليل.. فهل معنى هذا أن العقوبات غير كافية؟!
الغش مرض تربوي يجب مقاومته بالقوانين المنظمة، لكن الأهم هو السعي الجاد لتعديل المنظومة التربوية، الطلاب يحاولون الغش للحصول على مجموع كبير أو تقدير كبير؛
ذلك لأن الامتحان هو الفيصل في القبول أو الرفض في مؤسسات التعليم، فلو قمنا بفك الاشتباك بين الحصول على الشهادة والقبول بمراحل التعليم لانتهى الغش وقضينا على جزء كبير منه، بمعنى التركيز على التعليم، ففي الثانوية العامة هناك نظام معمول به في كثير من الدول يجعل الثانوية العامة شهادة منتهية، أما الالتحاق بالجامعة فله امتحان آخر، يصعب معه الغش لأنه يقيس قدرات عالية، وهناك نظام آخر يقضي بأن يحصل الطالب على دورات (كورسات) معينة لدخول كلية بعينها دون امتحان، ومن ناحية أخرى فإن تدني مستوى الامتحان يساعد على الغش، وليست هذه دعوة لتحويل الامتحانات إلى ألغاز، لكن أن نجعله يقيس قدرات معرفية للتفكير والاستنتاج، فهذا لن يحارب فقط الغش بل والدروس الخصوصية أيضًا.
ويلتقط الحديث سيد أبو زيد المحامي قائلاً: الغش عمومًا جريمة يعاقب عليها قانون العقوبات، لكن لا يوجد في هذا القانون نص مباشر يعاقب الطالب الذي حاول الغش سواء باستخدام ورق خاص أو بالنقل من زميله، لكن في حالة بيع الامتحان وتسربه قبل موعده يعاقب القانون البائع لأنه تربَّحَ من منصبه حسب المادة (115) من قانون العقوبات، التي تنص على أن كل موظف عام حصل أو حاول أن يحصل لنفسه أو لغيره بدون وجه حق على ربح أو منفعة على عمل من أعمال وظيفته يعاقب بالأشغال الشاقة المؤقتة أو السجن.
ويضيف: لا يعاقب الطالب الذي اشترى امتحانًا أو حاول الغش بأية طريقة إلا إذا ضبط ومعه أداة الجريمة.. ورقة من كتاب.. أو كتابة على المسطرة، أو ما يسميه الطلاب "برشامًا" (وهو قصاصات صغيرة من الأوراق مكتوب عليها الكثير من المعلومات بخط صغير ليسهل خروج الإجابة من بينها وقت الامتحان)، معنى هذا أنه لو اشترى الطالب امتحانًا وحفظ إجابات الأسئلة فلا تثبت عليه جريمة الغش التي تعاقب عليها قوانين التربية والتعليم في المدارس والجامعات بالحرمان من الامتحان أو إلغاء امتحان العام كله.
ويكمل: والغريب أن قانون العقوبات يعاقب من قام ببيع الامتحان أو تسريبه من المعلمين المفروض فيهم صيانة الأمانة التي بين أيديهم وحفظها، ولا يُعاقَب الطلاب الذين اشتروا هذا الامتحان أو أولياء أمورهم ويعتبرهم مجرد شهود في القضية، وهي ثغرة خطيرة في القانون؛ لأن الغش في الامتحان جريمة ضد المجتمع، ويؤدي إلى تخريب ضمير أجيال قادمة بأكملها.



■ من يطبق القانون:

ويرى الدكتور أنور رسلان أستاذ القانون بجامعة القاهرة أن القانون لا يعاقب إلا على الاعتداء على الأرواح أو الأموال؛ ولهذا يخضع من قام ببيع الامتحان للعقوبة، أما الطالب فيعاقب بوصفه كطالب، وهذا عقاب كافٍ، لكن القضية هي من ينفذ القانون داخل المدارس والجامعات؟! هل نحن نضبط كل حالات الغش التي نراها داخل قاعات الامتحانات في المدارس والجامعات؟، بمعنى هل نُصَعِّد كل محاولة للغش إلى مجلس تأديب؟، ما يحدث أنه في ظل غياب القيم والأخلاقيات والتساهل الشديد في غير موضعه وسيطرة سطوة الأموال والمصالح تساهم في انتشار هذه الجريمة وازديادها، فبعض المعلمين يصبحون مصدرًا للغش، والغريب أن يحدث هذا تطوعًا داخل اللجان، ويخيل للمراقب أنه يقوم بعمل وطني أو واجب إنساني، ويفسر هذا بأن الطلاب لم يتلقوا التعليم الكافي، وأنهم حتى لو تخرجوا فلن يضمنوا وظيفة، أو بماذا سنستفيد لو أعادوا السنة أو رسبوا.. وغيرها من المبررات، وأولياء الأمور يسهلون لأبنائهم الغش عن طريق الحرام ويضربون لهم المثل السيئ في الحصول على الأشياء وهم لا يدركون أنهم وأبناءهم أول الخاسرين حتى لو لم يضبط الابن بالغش، فقد حصل على شهادة لا يستحقها وهذا مبدأ خطير، والطريق السليم للحَدِّ من هذه الظاهرة هو تطبيق القانون على الجميع وعلى كل الحالات، وعدم التستر أو التهاون مع أي طالب أو معلم؛ ولذلك تراجعت ظاهرة الغش الجماعي التي سادت منذ عدة سنوات وبدأت تعود مرة أخرى الآن



■ الغش بالكمبيوتر والحبر السري:

الكثير من الطلاب يقضون الأسبوع الأخير قبل بداية الامتحان في الاستعداد لإعداد أدوات الغش الذي أصبح شبه روتين سنوي، ومنها كتابة المنهج في أوراق وتصغيرها بواسطة آلات التصوير لتأخذ مساحة أقل ويمكن إخفاؤها في أكمام القمصان أو بين طيات أوراق الإجابة!!
ويقول عبد الخالق عبد الحليم وكيل مدرسة: أحيانًا يقوم المعلمون الخصوصيون أنفسهم بصنع أدوات الغش هذه حتى لا يرهقوا الطلاب، بالطبع تحت دعوى صنع مذكرة للمراجعة النهائية وتكتب بواسطة الكمبيوتر بخط صغير يشبه النشرة الطبية التي توضع داخل علب الدواء، وهكذا يتحول المنهج إلى قصاصات صغيرة خاصة في المواد النظرية، ويمكن مشاهدة هذه القصاصات عند مكتبات التصوير، وفي قاعات الامتحانات بعد انصراف الطلاب.. بكل سهولة.
ويتابع: وهناك أيضًا الكتابة على الجسم – الأيدي، السيقان، الأذرع، وكذلك على المقاعد وإن كانت قد أصبحت موضة قديمة، فهناك الآن الساعات المحشوة بأوراق والساعات التي تحتوي على كمبيوتر صغير، وأحيانًا اللاسلكي الذي ضبطت به طالبة وهي تستعمله في إحدى لجان الثانوية العامة العام الماضي.
وهناك أيضًا الكتابة على الأوراق الهندسية كالمساطر والمثلثات البلاستيكية الشفافة التي لا تظهر الكتابة عليها إلا إذا وضعت على الورق الأبيض بطريقة تشبه الحبر السري، فهي إذا لم توضع على الورق تبدو شفافة، ولا يظهر عليها أي شيء غريب، وقد يستخدم الهاتف الجوال بأكثر من طريقة عن طريق إخفائه في الملابس وتوصيله بسماعة وقت الحاجة وتحويل رنينه إلى طريقة الاهتزاز حتى لا يسمع الرنين أحد، رغم أن جميع لجان الامتحانات قد أعلنت عن منع الدخول بالهاتف الجوال داخل اللجان، لكن لا شيء يستعصى على أصحاب الأفكار الجديدة.
العُمَّال والفراشون أيضًا وسيلة لتوصيل إجابات الأسئلة من المعلمين أو الطلاب أو من هم بالخارج في بعض اللجان المجاورة أو من خارج المدرسة مع المشروبات، وهي بالطبع ليست خدمة مجانية.
أما دورات المياه فهي أأمن مكان لتخبئة الكتب والمذكرات للجوء إليها إذا تعذر استخدام الوسائل الأخرى، فما أسهل أن يذهب الطالب لدورة المياه أثناء الامتحان بمصاحبة معلم، ويطلع على بعض الإجابات بالداخل ويعود للجنة، لكنها على أي الأحوال وسيلة ضئيلة الاستخدام، فالمعلمون – للأسف - يساعدون الطلاب على الغش لأسباب كثيرة ليست كلها من أجل الدروس الخصوصية والمصالح فقط، لكن أحيانًا خوفًا من بطش الطلاب بهم في الخارج، أو يطبق بعضهم قاعدة المساواة في الظلم عدل لأنه يعلم أن بقية اللجان يحدث بها قدر من الغش أو التهاون.

منقول للفائدة

غربة وطن 27 - 4 - 2014 09:56 PM

رد: كيف تبدأ مذاكرة ومراجعة دروسك أيام الامتحانات؟
 
طرح مفيد جدا وخاصة اننا على ابواب الامتحانات
يعطيك الف عافية وما يحرمنا مواضيعك

موووووودتي

أوراق الزمن 27 - 4 - 2014 10:01 PM

رد: كيف تبدأ مذاكرة ومراجعة دروسك أيام الامتحانات؟
 
سعدت بمرورك غربة وطن
مليووون هلا

ابو فداء 28 - 4 - 2014 01:39 AM

رد: كيف تبدأ مذاكرة ومراجعة دروسك أيام الامتحانات؟
 
يسلمووا
ومنكم نستفيد
تحياتي

الغراب الأسود 28 - 4 - 2014 07:39 PM

رد: كيف تبدأ مذاكرة ومراجعة دروسك أيام الامتحانات؟
 
يعطيك العافية اوراق الزمن
تحيتي

B-happy 28 - 4 - 2014 07:46 PM

رد: كيف تبدأ مذاكرة ومراجعة دروسك أيام الامتحانات؟
 
موفقة بطرح الموضوع ونأمل ان تعم الفائدة
تحياتي لك اوراق الزمن

الغريب 8 - 5 - 2014 12:56 AM

رد: كيف تبدأ مذاكرة ومراجعة دروسك أيام الامتحانات؟
 
وفقك الله على طرحك
تحيتي والتقدير

نسمة1 8 - 5 - 2014 01:01 AM

رد: كيف تبدأ مذاكرة ومراجعة دروسك أيام الامتحانات؟
 
طرح قيم ومعلومات جد مفيدة
سلمت يمناكي وبورك مجهودكي
تقبلي مروري بكل ود

وردة المسااااء 8 - 5 - 2014 01:28 AM

رد: كيف تبدأ مذاكرة ومراجعة دروسك أيام الامتحانات؟
 
جزاكم الله كل خير على الافادة


الساعة الآن 02:51 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى