منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   الشؤون الأمنية والعسكرية (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=167)
-   -   ثقافة الحرب: هل البشر ميالون لشن الحروب بالفطرة ؟ (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=1297)

أرب جمـال 17 - 11 - 2009 10:51 PM

ثقافة الحرب: هل البشر ميالون لشن الحروب بالفطرة ؟
 
ثقافة الحرب: هل البشر ميالون لشن الحروب بالفطرة ؟


عن: الغارديان


هل يعني الدليل العلمي على أن الحرب متجسدة في بنية المجتمع الإنساني أننا محكومون بقدر العيش في نزاع دائم؟ إذا كانت الحرب هي أحد نتاجات الثقافة الإنسانية، فإن ذلك يعني و بغض النظر عن البعد الذي يبدو عليه ذلك في الوقت الحالي- بأننا سنتخلص يوماً من ذلك السوط المصلت على مجتمعاتنا من خلال التبادل الثقافي والتطور.



ولكن، ماذا إذا تبين أن نوعنا، كبشر، ينطوي على ميل طبيعي لشن الحرب، وأن ممارسة الحرب كان لها تأثير هائل على الطريقة التي تطورت بها البشرية؟.. وفقا لنظرية جديدة ظهرت في مطبوعة "نيو ساينتيست"، فإن "الحرب ليست قديمة قدم الإنسان فحسب.. ولكنها لعبت أيضاً دوراً أساسياً ومكملاً في تطورنا كبشر".
ويبدو الآن أن خبراء من أطياف متعددة - أنثروبولوجيون، وعلماء آثار، وعلماء حيوان متخصصون في البدائيات، وعلماء نفس سياسة- قد أصبحوا يتفقون على أن أعمال الحرب قد أثرت في تطورنا، ولذلك أصبحت بنيوية في هياكلنا الاجتماعية والسلوكية. ولا يحتاج الأمر إلى قفزة كبيرة من المنطق حتى يفهم المرء من أين تأتي هذه الفكرة.
يستطيع المرء أن يتخيل بسهولة أن التنافس على الغذاء وغيره من الموارد النادرة قد دفع أسلافنا إلى حمل السلاح ضد الجماعات المنافسة. وقد ولدت هذه العداوة دائرة متطورة، والتي تطور فيها الجماعات المختلفة طرقاً أكثر تقدماً لمهاجمة منافسها والدفاع عن نفسها ضد الهجوم عليها. لقد نقلنا هذا من عنف الجماعة غير الرسمي، ضيق النطاق لأسلافنا –الذي كان مشابها لعنف الأنواع ذات الصلة، مثل الشمبانزي- باستخدام الأسلحة الحجرية أو الحراب، إلى التحريك الفائق التنظيم للجيوش التي تعد بالملايين والمزودة بأسلحة فائقة التكنولوجيا.
حسنا، ليست كل الأنباء سيئة مع ذلك. فعلى الرغم من تكلفتها الباهظة على المجتمع، فإن الحرب يمكن أن تكون لها بعض المنافع، أما إذا كان بوسع هذه المنافع أن ترجح على الكلفة، خاصة في الحرب الحديثة، فإن ذلك يبقى موضع شك. تماما مثلما تخلق الأبحاث العسكرية أحياناً تحولات مفيدة في المجتمع، يشير الدليل إلى أن تطورنا إلى محاربين مؤثرين قد ساعد في تزويدنا بقدرة متطورة على نحو فائق للتعاون في داخل المجتمع، والعمل معا باتجاه تحقيق أهداف مشتركة.
إذا كانت الحروب، كما تقترح هذه النظرية، واقعا منغرساً على نحو عميق في الثقافة البشرية، فهل يعني ذلك أن من المقدر لنا أن نعيش في نزاع سرمدي؟
إن الفكرة القائلة بأن الحرب هي نزعة بشرية طبيعية إنما تصنع إيماناً بإغوائها الحتمي، وهو ما يمكن أن يعطي مهووسي الحروب تبريراً إضافيا بينما يقرعون طبول النزاع، ويمكن أن يغير وجهة الريح بعيداً عن معارضة الحرب.
لكن هذه ستكون طريقة معيبة بامتياز في النظر إلى هذه النظرية. فحتى لو كنا محاربين بالفطرة، فإننا قد ولدنا أيضاً مسالمين ومحبين للسلام بالفطرة. ولعل النوع الذي ابتلانا بلعنة أدولف هتلر، قد باركنا أيضا ببركة المهاتما غاندي. وفي حقيقة الأمر، تمضي الغالبية العظمى من بني البشر وكذلك المجتمعات وقتاً في السلام أكثر مما تقضيه في الحرب. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يمكن لفهم أعمق للدوافع التي تقودنا إلى العنف أن يساعدنا في تطوير آليات للتعامل معها وإقصاء مسبباتها. فنرى، على سبيل المثال، أن نوع الحرب التي ننزع إليها "بشكل طبيعي" هي اقرب شبهاً إلى حروب العصابات التي تحمل شبها ضئيلاً بالحرب المعاصرة.
وكما أكد صمويل بولز، الاقتصادي في معهد سانتافي في نيومكسيكو، فإن قرار الذهاب إلى الحرب لا يشكل ببساطة نوعا من رد الفعل الانعكاسي البدائي، وإنما هو يستند إلى "بعض التداخل بين الحرب والمزايا البديلة للسلام".
على ضوء الكلف الهائلة في الحياة البشرية والموارد التي تسببها الحروب، فإننا نستطيع فقط أن نتوقع - وأن نأمل- بأن تحصل "مزايا السلام البديلة" وبشكل متزايد على مكانة اليد العليا. وثمة عدد من الأمثلة الواعدة من مجتمعات تعلمت ذلك الدرس، على الرغم من أن ذلك جاء بالطريقة الصعبة.
تشكل ألمانيا، شأنها شأن اليابان، واللتان كانتا تجسيداً للشوفينية، مثالين يشار إليهما بالبنان على الكيفية التي يمكن من خلالها لمجتمعات كانت قد سيقت إلى الحروب أن تزدهر وتنتعش عندما تدير ظهرها للنزاع، وتحول سيوفها إلى محاريث. وعلى الرغم من كل أخطائه، ساعد مشروع الاتحاد الأوروبي السلام على أن يسود قارة كانت عصفت بها حروب عديدة، بما فيها الحربان العالميتان الأولى والثانية.
مهما يكن عمق انغراس فطرة الحرب فينا، فإن بإمكاننا أن نتطور للخروج منها، تماما كما سبق لنا وأن تطورنا داخلين فيها ذات مرة. وتلعب مفاهيم هوية الجماعة - ثنائية "نحن" مقابل "هم" المخيفة- دوراً رئيساً، ويتم استغلالها أثناء التجييش للحرب. وإذا ما استطعنا أن نرتفع قليلاً بفهمنا لإنسانيتنا المشتركة، كما وصالحنا العام - لتصبح فوق المصالح الأنانية والذاتية الضيقة للمجتمعات المفردة، فإنه سيكون لدينا الأمل في لجم النزعة التدميرية الكبيرة للصراعات الحديثة.
لقد خطونا خطوات مترددة على طول هذه الخطوط، مثل الإقرار بإنسانيتنا المشتركة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. أما الآن، فإننا نحتاج إلى الانتقال الثقافي الضروري، والنظام القانوني الدولي الصارم، من أجل جعل هذه المبادئ حقيقة واقعة.


أبو جمال 30 - 12 - 2009 02:26 PM


بائع الورد 14 - 1 - 2010 01:31 PM

شكرا على الموضوع وجزاك الله كل خير

roro angel 14 - 1 - 2010 09:30 PM

يسلمووووووو


الساعة الآن 08:02 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى