منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   فلسفة وعلم نفس
علم ما وراء الطبيعه والقوى الخارقه
(http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=75)
-   -   القرين (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=29379)

أرب جمـال 2 - 2 - 2013 05:01 AM

القرين
 
القرين


عرف الإنسان منذ بداية وجوده على وجه الأرض صراعاً دائماً في ذاته بين أهوائه (كاللذة والسلطة والمال) من جهة والقيود التي تلجم تلك الأهواء من جهة أخرى (تعرف بالأخلاق والضمير والمحرمات) كما عرف أيضاً أن سلوكه (أفعاله أو أقواله) يأتي نتيجة ذلك الصراع القائم لكنه مع ذلك ظل يتساءل عن طرفي هذا الصراع ، هل هي في نفسه فقط ؟ أم أنها كيانات غيبية غريبة عنه تلعب دوراً في تشكيل سلوكه ؟


أتت الأديان لتجيب عن تلك التساؤلات لتوضح الأمر على أنه صراع بين الخير والشر ، بين الملائكة والشياطين، وأن الإنسان متورط لا محالة في هذا الصراع ومن هنا برز تساؤل آخر : هل يملك الإنسان دوراً في تغيير نتيجة هذا الصراع القائم في ذاته أم أن سلوكه رهن بنتيجة الحرب بين تلك الكيانات المذكورة أي أنه ضحية فقط ؟ بمعنى آخر : هل الإنسان مسير أم مخير ؟ ، شغل ذلك السؤال الفلاسفة وعلماء الدين وتجادلوا فيه دهوراً ولن نناقشه في هذا المقال ولكن نكتفي بالقول : " من الواضح أن هناك فهماً فطرياً لدى الإنسان للتمييز بين طرفي الصراع وهذه القدرة على التمييز تفرض وجود كيان ثالث نطلق عليه الذات أو ما يعرف بـ إيجو Ego في علم النفس الفرويدي ، أي أن الإنسان مسير ومخير في آن معاً ، تلك الثنائية التي تبدو ظاهرياً متناقضة منطقياً موجودة في النفس البشرية المعقدة ".

لننقاش الآن أحد طرفي الصراع الذي يلعب على وتر الشهوات والأهواء لدى الإنسان فلا يكترث إلى العواقب التي قد تكون مدمرة على من حوله من البشر ، هذا الطرف في الصراع لا بد أن يكون ملازماً وملاصقاً للإنسان ويولد معه ويغويه باستمرار، لماذا ؟ لأنه لم يعرف في الحياة البشرية أن أحداً لم يكن ولو للحظة من لحظات حياته غافلاً عن أهوائه ، وأيضاً يقتضي الإيمان بوجود الشيطان أنه ليس من الممكن له أن يتابع البشر كافة في نفس الوقت ليغويهم لفعل الشر ، لذلك يقوم بتوكيل أتباعه على كل إنسان جديد، ومن هنا أتت فكرة القرين في الدين الإسلامي ليس فقط لتفسر سلوكاً مبنياً على الشهوات وبدون قيود ، ولكن أيضاً لتفسر ظواهر كالمس الشيطاني والتقمص واستحضار الأرواح وغيرها بحسب رأي بعض الباحثين. نتمنى أن تكون الأسطر التالية أن تعطي نظرة مختصرة وأقرب للشمولية قدر الإمكان عن فكرة القرين.

القرين في اللغة
إذا بحثنا في كتب اللغة نجد أن العلماء عرفوا القرين على أنه الصاحب أو الرفيق ولكن في اللغة العربية كل كلمة لها معنى خاص بها، الصاحب مثلاً أو الصديق يكون فيه بعض صفات مشتركة مع صاحبه أما الخليل فالصفات المشتركة تكون أكثر بين الشخصين مما بين الصاحبين أما القرين فيتطابق في الصفات مع قرينه.

أساطير ومعتقدات شعبية

اعتقد قدماء المصريون أن هناك صورة أخرى تسكن جسم الانسان وتسمى ( كا ) وهي ما تعرف بالقرينة والتي تولد مع كل مولود يأتي الى الحياة، وهي صورة عن الانسان وتقوم بحمايته، فإذا مات رافقته الى قبره وهناك يكون لها عمل آخر ولذا فإن القرينة تقترن بالانسان ولا تفارقه.

كذلك يعتبر الكثير من الناس أن القرين أصل كل الشرور و منه تأتي كل الشرور الأخرى وهو ينمو مع الأنسان وينتشر في أنحاء جسمه ليتمكن من السيطرة عليه وهناك أيضاً القرين الطيب الدي يحاول أن يمد يد العون للأنسان الدي يرتبط به ومنه يتضح أن هناك صراع داخلي بين القرين الشرير والقرين الطيب كما يعتقد بعض الناس بوجود القرين أو (القرينة).

ويوصف القرين بحسب بعض المعتقدات الشعبية التي تعود بجذورها الى عشرات القرون (بل الى أكثر من ثلاثة آلاف سنة) بأنها روح شريرة أو جنية شريرة تتمثل بصور وأشكال مختلفة للمرأة المتزوجة لتجعلها عاقراً.

وقد يلجأ من يعتقد بالقرينة الى أمور وقائية لحماية المرأة أو الطفل بعد ولادته من آذاها، وذلك باتباع وسائل عدة منها: إلباسه ثياب بنت اذا كان المولود ذكراً أو إلباسه ثياب راهب أو نذره أو تعميده أو بوضع حلقة معدنية في قدمه أو في معصمه، أو بوضع خلخال من حديد في رجل المرأة أو بتعليق حجاب في عنق الطفل أو بالرقوة والتبخير.

القرين في الإسلام
يعتبر الإسلام القرين كائن غيبي يلازم الإنسان في حياته وهو مخلوق من الجن المسبب للوسوسة والشرور المتأتية من إغواء النفس حيث ورد ذكره في عدة مواضع من القران الكريم :

- " وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ " (سورة ق -آية 23)

- " قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيد " ( سورة ق -آية 27)

- " وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ " (سورة الزخرف – آية 36)

وقد يكون للإنسان قرين آخر من الكائنات الغيبية كنوع من الجن الصالح أو الملائكة التي تنصحه بفعل الخير، وقد بين محمد رسول الله (ص) فكرة القرين :

عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما منكم من أحدٍ إلا وقد وكِّل به قرينه من الجن ، قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ قال : وإياي ، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير ".

نستنتج من الحديث المذكور أن القرين يمكن له أن يغير من سلوكه مع النفس . فهل هذات مقتصر على الأنبياء وحدهم فقط ؟

وقد ذكر في رواية أخرى عن الحديث المذكور :في رواية مسلم : " … وقد وكِّل به قرينُه من الجنِّ وقرينُه من الملائكة " - رواه مسلم.

أي أن للإنسان قرينان وليس واحد ، أحدهما من الجن والآخر من الملائكة .

النفس في القرآن الكريم
هل لفكرة القرين صلة بالنفس ؟ نحن نعرف أن القرآن الكريم أطلق على النفس عدة صفات عندما قد ذكرها في مواضع عدة منها:

- " وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ " (سورة يوسف - آية 53)

- " لا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ " (سورة القيامة - الآية 2)

- " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ " (سورة الفجر - آية 27)

تولد النفس مع الإنسان وتتطبع بطباع قد تكون طيبة أو خبيثة حسب أعمالها ، ويعتقد أن القرين هو من تتفاعل معه النفس في الأفكار والتخيلات ، فأنت مثلاً عندما تقف أمام المرآة لتسأل : هل أبدو جميلاً ؟ حينها يجيبك قرينك : كأن لون القميص ليس لائقاً . عندها قد تقتنع بما نقله إليك أو قد تجيبه بكل ثقة : " بل أبدو في غاية التألق " ، وقد تكون النفس قوية وذات قناعات راسخة لدرجة أنها طوعت قرينها بإتجاه معين لا يتزحزح عنه .

النفس بحسب فرويد

قسم سيجموند فرويد رائد علم النفس النمساوي شخصية الإنسان الى ثلاثة أنواع :

- الأنا العليا : هي الضمير أو القيم والتقاليد والاعراف والقوانين المكتسبه

- الأنا السفلى : هي الغريزة البدائية والجنسية لدى الإنسان وهي فطرية.

- الذات : هي الشخصية الناتجة عن صراع الأنا العليا والسفلى.

ولدى مقارنتها مع ما ذكره الإسلام عن القرين وأنواع النفس، نجد أن هناك تشابهاً ، فقرين الجن يرادف الأنا السفلى ، وقرين الملائكة يرادف الأنا العليا ، والنفس ترادف الذات. وتصبح صفات النفس مثل اللوامة أو المطمئنة أو الأمارة بالسوء مجرد نفس انحازت لرأي الأنا العليا أو السفلى. أي أننا أمام نظرية هنا يمكن أن نطلق عليها " نظرية القرين ".

نظرية الهالة النارية والهالة النورانية

يزعم بعض الباحثين أن الانسان محاط بهالة مركبة من عنصرين الأول ناري (قرين جني)، والثاني نوراني (قرين ملائكي)، ويستندون في فرضيتهم هذه أن الإنسان يمتلك هالة كهرومغناطيسية لها تردد معين، تتبع جذورها من القلب، ويعتقدون أن الله تعالى خلق الانسان واحاطه بترددات ثابتة لا يمكن ان تضطرب إلا في حالات خاصة كالوقوع في الإثم أو القيام بعمل صالح.

وكلما ازدادت عمل الانسان الصالح، ازدادت الهالة النورانية التي تحيط بوجهه، ولذا يقال أن لهذا الانسان أو ذاك نور في وجهه، وعلى العكس تتقلص الهالة النورانية وتزداد تلك النارية كلما قام الانسان بأعمال غير صالحة. وعند أول تأثير في هذه الهالة سيتسبب في حدوث اضطراب لدى الانسان لا سيما في تصرفاته وسلوكياته ويشعر بأعراض مختلفة غير طبيعية، ولذا يستنتجون أنه مصاب بمس.

بعد أن اثبت العلم الحديث ان هناك مجالاً كهرومغناطيسياً يحيط بالجسم البشري زعم هؤلاء الباحثين أن طبيعة اجسام الجن المخلوقة من نار السموم أو مارج من النار وهي تقع خلف تردادات الضوء المرئي في سلم الترددات، وبالتحديد تحت مجال الاشعة تحت الحمراء تقريباً ومن هنا يقولون : " إن طبيعة اجسام الجن بشكل عام لها ترددات كهرومغناطيسية تتقارب أو تتساوى مع ترددات الطيف للأشعة تحت الحمراء " ، رغم عدم وجود إثبات علمي تجريبي على ظهور كائنات في كاميرات التصوير الحساسة للأشعة تحت الحمراء.

وبحسب تلك النظرية أو الفرضية حول الهالة المحيطة بالانسان نجد أنه يمكن ان تختلف مواصفات هذه الترددات بسهولة مع ترددات أخرى كأن يتداخل مع هذه الهالة شيء آخر له المواصفات نفسها فعلى سبيل المثال لو تعرض المرء الى هجوم من حيوان شرس اثناء السير بالليل فلا بد انه سيشعر بالقشعريرة في بدنه " القشعريرة ناتجة عن ازدياد تردد القرين"، فإذا كان هناك جن يراقب هذا الشخص وكان تردد قرين الشخص مساو لتردد هذا الجني،فإن الجني يخترق قرين هذا الشخص ويصبح مقروناً أو ما يسمى بالمعنى العامي ملبوساً .

وتشير الدراسات الأخيرة الى أنه عندما يغضب الانسان ترتفع درجة حرارته وتزيد ضربات قلبه فتؤثر في ترددات الهالة المحيطة به وتصبح ترددات الهالة مشابهة لترددات الجن وهي ترددات الاشعة تحت الحمراء، وهنا يزعم أن الجني يتمكن من التداخل مع هالة الانسان واختراقها ودخول جسم الانسان.

الوسوسة : الصوت الداخلي

عندما يفكر الإنسان بأمر معين فأنه يسمع في عقلة صوت مطابق للصوت الذي يتكلم به و هذا طبيعي و هو صوت نفس الإنسان. و من المعروف في الشريعة الإسلامية أن لكل إنسان قرين شيطان يوسوس له. ولكن كيف يوسوس هذا القرين للإنسان ؟ يقوم هذا الشيطان بمطابقة صوته مع صوت نفس الإنسان من حيث السرعة، النبرة ، وحتى اللغات التي يعرفها الإنسان و يتكلم بها هذا القرين و يوسوس للإنسان بها. فيسمع الإنسان صوت في عقلة مطابق لصوت نفسه و يعتقد الإنسان أن نفسه تحدثه بهذه الأمور والأفكار ولكن الأفكار التي يحتويها هذا الصوت هي أفكار سوء (أن يؤذي الإنسان نفسه أو غيره) فحشاء (أفكار الزنا و ما شابه) و القول على الله بما لا يعلم الإنسان ويخدع الشيطان الإنسان بجعله يعتقد أن هذه الأفكار هي من نفس الإنسان و أنها حقيقة. فتأثير الشيطان على الإنسان هو سبب ما يعتقد الناس بأنه مرض نفسي. وقد ورد تأثير الأفكار التي يوسوس بها الشيطان للإنسان في القرآن الكريم :

" إنما يأمركم بالسوء و الفحشاء و أن تقولوا على الله مالا تعلمون " (سورة البقرة - آيه 169).

دراسة علمية
- عندما قام د. أندرو لويس وهو من أشهر الأطباء النفسيّن في بريطانيا بدراسة علمية عن الأفكار التي يسمعها المرضى النفسيّن فوجدها تندرج تحت التصنيفات التالية:

1-السوء Harm

2-الفحشاء Lust : القيام بأفعال جنسية ماجنة.

3-التجديف Blasphemy : القول على الله بما لا يليق لجلاله.


ونتائج هذه الدراسة مطابقة تماماً للأفكار التي يوسوس فيها الشيطان أو القرين للإنسان كما وردت في القرآن الكريم من سوء، فحشاء ، والقول على الله بما لا يعلم الإنسان. ويزعم العديد من المجرمين أنهم سمعوا أصواتاً تأمرهم بارتكاب جرائمهم ، إقرأ عن جرائم تمت بإيعاز من كائنات غيبية .

والرأي السائد هي أنه إذا جاءت فكرة أو صوت (وساوس) يقول للإنسان أموراً تتعارض مع الإيمان أو ما نهى الله عنه يكون مصدرها الشيطان و ليس الإنسان أما إذا جاءت للإنسان أفكار تتفق مع أمر به الله مثل مساعدة الغير تكون رحمه من الله عز و جل لهذا الإنسان ومن هذا يمكن إستنتاج أن القرين يؤثر علينا وأن إقترانه هذا يجسد الصراع الأبدي بين قوى الخير والشر في الإنسان.

أرب جمـال 2 - 2 - 2013 05:19 AM

رد: القرين
 
تفسير علمي للقرين والجن

ورد ذكر القرين في القران الكريم
قال تعالى: (وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ) آية 23 - سورة ق
وقال تعالى : (قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيد) آيه 27 - سورة ق
قال تعالى : (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) سورة الزخرف – آية 36


سؤال: كل مخلوق من البشر له قرين من الجن يوسوس بالشّر وقرين من الملائكة فهل كل انسان له قرين يناسب حاله فهل الفقير مثلاً قرينه مناسب له ومختلف عن قرين المثقف الغني؟
القرين يتطابق مع قرينه. القرين هو ما تنتهي الحالة إليه فإما تتطابق معه أو يتطابق معك فيجب أن يناسب كل انسان فلا يكون قرين الأميّ قرين مثقف. فالتسمية للقرين تأتي في النهاية وليس في البداية فأنت وقرينك تجاهده فإما أن يكون في النهاية يتبعك أو تتبعه أنت وهذه هي حالة القرين. فالتسمية واقعة على ما ينتهي عليه الحال. عندما أغلب قريني مثلاً فلا يعني هذا أنه أسلم فقد أذهب للصلاة وأجاهد القرين الذي يحاول أن يقعدني عنها في المسجد لكن لا يدل هذا على أن هذا االقرين قد أسلم وإنما قد يوسوس لي في الصلاة وفي داخل المسجد.


في موضوع آخر منفصل
ظهر تفسير علمي جديد لظاهرة القرين
الإنسان محاط بهالة كهرومغناطيسية

يعتقد بعض الناس بوجود القرين أو (القرينة)، والقرين في اعتقادهم هي روح شريرة أو جنية شريرة لأطفال لديها، وبحسب معتقداتهم تتمثل بصور واشكال مختلفة للمرأة المتزوجة وتجعلها عاقرا وما ذلك سوى واحدة من المعتقدات الشعبية التي تعود بجذورها الى عشرات القرون بل الى أكثر من ثلاثة آلاف سنة.
وقديما اعتقد المصريون ان صورة أخرى تسكن جسم الانسان، وتسمى (الكا) وهي ما تعرف بالقرينة والتي تولد مع كل مولود يأتي الى الحياة، وهي صورة عن الانسان وتقوم بحمايته، فإذا مات صحبته الى القبر وهناك يكون لها عمل آخر ولذا فإن القرينة تقترن بالانسان ولا تفارقه. وقد يلجأ من يعتقد بالقرينة الى أمور وقائية لحماية المرأة أو الطفل بعد ولادته، من آذاها، وذلك باتباع وسائل عدة منها، الباسه ثياب بنت اذا كان المولود ذكرا أو الباسه ثياب راهب أو نذره أو تعميده أو بوضع حلقة معدنية في قدمه أو في معصمه، أو بوضع خلخال من حديد في رجل المرأة أو بتعليق حجاب في عنق الطفل أو بالرقوة والتبخير.


يرى بعض العلماء ان لكل انسان قرين من الجن يولد معه وهو صورته، وغالبا ما يحبب القرين المعصية والافعال الحيوانية للانسان، وهناك القرين الملاك الذي يحفظ الانسان من تجرؤ الشيطان عليه، والقرين ملازم للإنسان وموكل به أين ما كان ويعلم كل ما يعلم ويجهل ما يجهل.
واذا كان لكل انسان قرين يلازمه ويحرضه على المعصية ويصرفه عن التماس رضا الله، فقد ابتلي بنو آدم بعداوة الشيطان منذ ان عرف سيدنا آدم الحياة، لأنه وجد الله يكرمه في كل موقف وحين، ووجد فيه عبدا مطيعا بالفطرة، ولكن الشيطان أبى على الانسان هذه المكانة وتعهد على نفسه ان يقف أمامه بالمرصاد، وان كلفه ذلك عصيان الله والخروج من الجنة.
وذكر القرآن الكريم هذا الأمر حيث يقول الله تعالى عن سوء القرين: “قال قرينه ربنا ما اطغيته ولكن كان من ضلال بعيد، قال لا تختصموا لدي وقد قدمت اليكم بالوعيد، ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد” (سورة ق: 27 28).
وفي حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن، قالوا وإياك يا رسول الله” قال: وإياي إلا ان الله اعانني عليه فأسلم، فلا يأمرين إلا بخير، وفي الحديث اشارة الى التحذير من فتنة القرين ووسوسته وإغوائه فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الامكان، وفي حديث آخر: “.. وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة” ولذا تدلنا الرواية الأخرى ان الانسان لديه الاختيار ان يكون فاضلا أو فاجرا.
ويدلنا الرسول صلى الله عليه وسلم على كيفية تجنب سوء قرانة الشيطان لنا بالاستعاذة والمداومة على الذكر، فعن عبدالله بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه، فإن أبى فليقاتله فإن معه القرين” رواه مسلم.
ويقول العلماء بأنه حينما يصل الانسان الى درجة عالية من الطاعة لا يقوى عليه الشيطان، بل يفر منه كما ورد عن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبره أنه ما سلك طريقا إلا سلك الشيطان طريقا آخر”. وهكذا لا يستسلم الانسان لقرينه، ويرى أنه من قدر الله لأن الله نهى عن عصيانه، ولم يجعل الانسان مجبولا عليه.
يرى الباحثون ان الانسان محاط بهالة مركبة، واحدة نارية (قرين جني)، وأخرى نورانية (قرين ملائكي)، ومن الناحية العلمية يمتلك كل انسان هالة كهرومغناطيسية لها تردد معين، تتبع جذورها من القلب، ويعتقد هؤلاء ان الله تعالى خلق الانسان واحاطه بترددات ثابتة لا يمكن ان تضطرب إلا في حالات خاصة كالوقوع في الإثم أو القيام بعمل صالح، وكلما ازداد عمل الانسان الصالح، ازدادت الهالة النورانية التي تحيط بوجهه، ولذا يقال أن لهذا الانسان أو ذاك نور في وجهه، وعلى العكس تتقلص الهالة النورانية وتزداد تلك النارية كلما قام الانسان بأعمال غير صالحة.
وأول تأثير في هذه الهالة يتسبب في حدوث اضطراب لدى الانسان لا سيما في تصرفاته وسلوكياته ويشعر بأعراض مختلفة غير طبيعية، ولذا يستنتج أولو العلم أنه مصاب بمس، واثبت العلم الحديث ان هناك مجالا كهرومغناطيسيا يحيط بالجسم البشري.
وتبين للباحثين ان طبيعة اجسام الجن المخلوقة من نار السموم أو المارج تقع بعد الضوء المرئي في ترتبيب سلم الترددات، وبالتحديد تحت مجال الاشعة تحت الحمراء تقريبا. من هنا يقولون: “إن طبيعة اجسام الجن بشكل عام لها ترددات كهرومغناطيسية تتقارب أو تتساوى مع ترددات الطيف للأشعة تحت الحمراء”، ومن حكمة الله تعالى انه حدد لنا مجال الرؤية بالموجات المحصورة ما بين الأشعة تحت الحمراء الى ما فوق البنفسجية، وكل ما دون ذلك التردد أو ما يزيد عليه لا يمكننا ادراكه.
واخبرنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ما رواه ابي هريرة رضي الله عنه: “اذا سمتعتم أصوات الديكة فسلوا الله من فضله فإنها رأت ملكا، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذا بالله من الشيطان الرجيم، فإنها رأت شيطانا”.


وفي الآونة الأخيرة توصل العلم الحديث الى حقيقة علمية مفادها ان عين الديك ترى الاشعة فوق البنفسجية حيث تستطيع رؤية موجات الضوء الواقعة ما بين 300 700 نانومتر بينما يرى الانسان من 400 700 نانومتر أي ان عين الانسان لا تستطيع رؤية الاشعة الواقعة ما بين 300 399 نانومتر، والتي تقع ضمن مجال الاشعة فوق البنفسجية، بينما تستطيع الطيور بما فيها الديك رؤيتها.
وتتميز عين الديك عن عين الانسان في وجود القمع الرابع بالشبكية، والذي يحتوي على صبغات خاصة لرؤية الاشعة فوق البنفسجية، وكذلك وجود القمع المزدوج.
واثبت العلم الحديث كذلك ان هناك مستقبلات للأشعة تحت الحمراء شبكية الحيوانات، ومنها الحمار، فعيون هذا الحيوان اشبه في تركيبها بعيون الكلاب، كما انها مجهزة لترى في الضوء الخافت بعكس عيون الانسان التي تعتمد على الضوء الساطع.
ولو عدنا الى تطبيق النظرية العلمية حول الهالة المحيطة بالانسان، نجد أنه يمكن ان تختلف مواصفات هذه الترددات بسهولة مع ترددات أخرى كأن يتداخل مع هذه الهالة شيء آخر له المواصفات نفسها فعلى سبيل المثال لو تعرض المرء الى هجوم من حيوان شرس اثناء السير بالليل فلا بد انه سيشعر بالقشعريرة في بدنه “القشعريرة ناتجة عن ازدياد تردد القرين”، فإذا كان هناك جن يراقب هذا الشخص وكان تردد قرين الشخص مساو لتردد هذا الجني،فإن الجني يخترق قرين هذا الشخص ويصبح مقرونا أو ما يسمى بالمعنى العامي ملبوسا، وتشير الدراسات الأخيرة الى أنه عندما يغضب الانسان ترتفع درجة حرارته وتزيد ضربات قلبه فتؤثر في ترددات الهالة المحيطة به، وتصبح ترددات الهالة مشابهة لترددات الجن وهي ترددات الاشعة تحت الحمراء، وهنا يستطيع الجني التداخل مع هالة الانسان واختراقها، ودخول جسم الانسان، ولذلك طلب منا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الوضوء بالماء لخفض درجة الحرارة التي تؤثر تأثيرا كبير في اختلال الترددات المحيطة بالانسان، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم بالتحديد “ان الغضب من الشيطان وان الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ”.


منقول

أرب جمـال 2 - 2 - 2013 05:21 AM

رد: القرين
 
لكل إنسان قرين من الجن

هل هناك في الإسلام شيء يسمى القرين ؟ أود أن أعرف ما إذا كان هناك قرين لي .
ماذا يقول الإسلام عن هذا أم أنه لا يوجد أصلاً ؟.

الحمد لله نعم ، هناك ما يسمَّى القرين ، وقد جعله الله تعالى مع كلِّ أحدٍ من الناس ، وهو الذي يدفع صاحبه للشر والمعصية ، باستثناء النبي صلى الله عليه وسلم - كما سيأتي - .
قال الله تعالى : ( قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ . قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ . مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ ) ق/27-29 .
قال ابن كثير :
{ قال قرينه } قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وقتادة وغيرهم : هو الشيطان الذي وُكِّل به .
{ ربَّنا ما أطغيته } أي : يقول عن الإنسان الذي قد وافى القيامةَ كافراً يتبرأ منه شيطانه ، فيقول : { ربنا ما أطغيته } أي : ما أضللتُه .
{ ولكن كان في ضلالٍ بعيدٍ } أي : بل كان هو في نفسه ضالاًّ قابلاً للباطل معانداً للحقِّ ، كما أخبر سبحانه وتعالى في الآية الأخرى في قوله { وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ابراهيم/22 .
وقوله تبارك وتعالى { قال لا تختصموا لديَّ } يقول الرب عز وجل للإنسي وقرينِه من الجن وذلك أنهما يختصمان بين يدي الحق تعالى فيقول الإنسي : يا رب هذا أضلَّني عن الذِّكر بعد إذ جاءني ، ويقول الشيطان { ربَّنا ما أطغيتُه ولكن كان في ضلالٍ بعيدٍ } أي : عن منهج الحق .
فيقول الرب عز وجل لهما : { لا تختصموا لدي } أي : عندي ، { وقد قدمت إليكم بالوعيد } أي : قد أعذرت إليكم على ألسنة الرسل ، وأنزلت الكتب ، وقامت عليكم الحجج والبينات والبراهين .
{ ما يبدل القول لديَّ } قال مجاهد : يعني : قد قضيتُ ما أنا قاض .
{ وما أنا بظلاَّم للعبيد } أي : لست أعذِّب أحداً بذنب أحدٍ ، ولكن لا أعذِّب أحداً إلا بذنبه بعد قيام الحجة عليه.
" تفسير ابن كثير " ( 4 / 227 ) .
وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما منكم من أحدٍ إلا وقد وكِّل به قرينه من الجن ، قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ قال : وإياي ، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير .
وفي رواية : " … وقد وكِّل به قرينُه من الجنِّ وقرينُه من الملائكة " .
رواه مسلم ( 2814 ) .
وبوَّب عليه النووي بقوله : باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس وأن مع كل إنسان قريناً .
قال النووي :
" فأسلم " برفع الميم وفتحها ، وهما روايتان مشهورتان ، فمن رفع قال : معناه : أسلم أنا من شرِّه وفتنته ، ومَن فتح قال : إن القرين أسلم ، من الإسلام وصار مؤمناً لا يأمرني إلا بخير .
واختلفوا في الأرجح منهما فقال الخطابي : الصحيح المختار الرفع ، ورجح القاضي عياض الفتح ، وهو المختار ؛ لقوله : " فلا يأمرني إلا بخير " ، واختلفوا على رواية الفتح ، قيل : أسلم بمعنى استسلم وانقاد ، وقد جاء هكذا في غير صحيح مسلم " فاستسلم " ، وقيل : معناه صار مسلماً مؤمناً ، وهذا هو الظاهر ، قال القاضي : واعلم أن الأمَّة مجتمعة على عصمة النَّبي صلَّى الله عليه وسلم من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه .
وفي هذا الحديث : إشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته وإغوائه ، فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الإمكان .
" شرح مسلم " ( 17 / 157 ، 158 ) .
وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان أحدكم يصلِّي فلا يدع أحداً يمرُّ بين يديه ، فإن أبى فليقاتلْه فإن معه القرين " . رواه مسلم ( 506 ) .
قال الشوكاني :
قوله " فإن معه القرين " في القاموس : " القرين " : المقارن ، والصاحب ، والشيطان المقرون بالإنسان لا يفارقه ، وهو المراد هنا . " نيل الأوطار " ( 3 / 7 ) .
والله أعلم .


الإسلام سؤال وجواب

أرب جمـال 2 - 2 - 2013 05:34 AM

رد: القرين
 
من المعروف في الشريعة الإسلامية أن لكل إنسان(قرين)


وهذا القرين هو عبارة عن شيطان يبدأ تأثيره على الإنسان من وقت الولادة إلى الممات.



إذا بحثنا في كتب اللغة نجد أن العلماء عرفوا (القرين)على أنه الصاحب أو الرفيق أو (تابعة) فى اللغة العامية عند الناس


لآنهم بيعتبروا أنه (تابع) للإنسان من مولده إلى مماته ولكن في اللغة العربية كل كلمة لها معنى خاص بها.



الصاحب مثلاً أو الصديق يكون فيه بعض صفات مشتركة مع صاحبه أما الخليل فالصفات المشتركة تكون أكثر بين الشخصين


مما بين الصاحبين أما القرين فيتطابق في الصفات مع قرينة.


القرين في اللغة


تأتي كلمة القرين في اللغة بمعني الصاحب والشريك في الأمر.


القرين



هو المُقارِنُ ، كالقرانى ، كحُبارى ج قرناء ، والمصاحب ، والشيطان المقرون بالإنسان لا يفارقه .


المصدر : القاموس المحيط صفحة ( 1103 )


قرين ج قرناء مقرون " سجين قرين لآخر" | مصاحب : | إياك وقرين السوء | نظير :


" أنت قريتي في العمل " زوج : شريك حياة : " هي تحب قرينها " | " منقطع القرين " لا مثيل له أو شبيه تابع لللإنسان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ

الآدلة على القرين من القرأن


قال الله تعالى


(قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ,قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ،مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ


وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ )
،( سورة ق - 27 - 29 ).



يقول ابن كثير في تفسير القرآن العظيم



{ قال قرينه } قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وقتادة وغيرهم:-هو (الشيطان الذي وُكِّل به)
.


{ ربَّنا ما أطغيته }أي:-يقول عن الإنسان الذي قد وافى القيامةَ كافراً يتبرأ منه شيطانه ، فيقول:-


{ ربنا ما أطغيته }
أي : ما أضللتُه.



{ ولكن كان في ضلالٍ بعيدٍ }



أي :- بل كان هو في نفسه ضالاًّ قابلاً للباطل معانداً للحقِّ ،كما أخبرسبحانه وتعالى في الآية الأخرى في قوله



{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ


لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }



(سورة ابراهيم - الآية 22 ) .



وقوله تبارك وتعالى{ قال لا تختصموا لديَّ }


يقول الله عز وجل للإنسي وقرينِه من الجن وذلك أنهما يختصمان بين يدي الحق تعالى فيقول الإنسي...


يا رب هذا أضلَّني عن الذِّكر بعد إذ جاءني ....


ويقول الشيطان{ربَّنا ما أطغيتُه ولكن كان في ضلالٍ بعيدٍ}أي : عن منهج الحق .



فيقول الله عز وجل لهما:-{ لا تختصموا لدي }



أي:-عندي ،{ وقد قدمت إليكم بالوعيد }



أى:-قد أعذرت إليكم على ألسنة الرسل ، وأنزلت الكتب ، وقامت عليكم الحجج والبينات والبراهين .



{ ما يبدل القول لديَّ }



قال مجاهد : يعني : قد قضيتُ ما أنا قاض.



{ وما أنا بظلاَّم للعبيد }



أي : لست أعذِّب أحداً بذنب أحدٍ ، ولكن لا أعذِّب أحداً إلا بذنبه بعد قيام الحجة عليه )( تفسير ابن كثير - 4 / 227 ).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

الآدلة على القرين من السنة


وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- قال:-قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم)



(ما منكم من أحدٍ إلا وقد وكِّل به قرينه من الجن ،قالوا:- وإياك يا رسول الله ؟ قال وإياي ، إلا أن الله أعانني عليه


فأسلم فلا يأمرني إلا بخير )



وفي رواية :-(وقد وكِّل به قرينُه من الجنِّ وقرينُه من الملائكة)،


أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - برقم( 2814 ).


وبوَّب عليه النووي بقوله


باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس وأن مع كل إنسان قريناً.


قال النووي:-(فأسلم " برفع الميم وفتحها ، وهما روايتان مشهورتان ،فمن رفع قال:-معناه : أسلم أنا من شرِّه


وفتنته) ،ومَن فتح قال:-إن القرين أسلم ، من الإسلام وصار مؤمناً لا يأمرني إلا بخير .


واختلفوا في الأرجح منهما فقال الخطابي


الصحيح المختار الرفع ،ورجح القاضي عياض الفتح ، وهو المختار ؛ لقوله : " فلا يأمرني إلا بخير " ،


واختلفوا على رواية الفتح ،قيل:-أسلم بمعنى (استسلم وإنقاد) ، وقد جاء هكذا في غير صحيح مسلم " فاستسلم " ،


وقيل:-معناه صار (مسلماً مؤمناً) ، وهذا هو الظاهر ،قال القاضي:-واعلم أن الأمَّة مجتمعة على عصمة النَّبي


(صلَّى الله عليه وسلم)من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه .


وفي هذا الحديث:-إشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته وإغوائه ، فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الإمكان


( شرح مسلم - 17 / 157 ، 158 ) .


وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)قال


(إذا كان أحدكم يصلِّي فلا يدع أحداً يمرُّ بين يديه ، فإن أبى فليقاتلْه فإن معه القرين )


( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - برقم 506 ).


قال الشوكاني:-" قوله " فإن معه القرين " في القاموس : " القرين ":المقارن ، والصاحب ، والشيطان، والتابع المقرون بالإنسان


لا يفارقه ، وهو المراد هنا ) ( نيل الأوطار - 3 / 7 ) .


2-من السنة النبوية


أخرج مسلم عن عائشة-رضى الله عنها-أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)


( خرج من عندها ليلا قالت:-فغرت عليه،فجاء فرأى ما أصنع فقال:"ما لك يا عائشة أغرت؟


فقلت:-وما لى لايغار مثلى على مثلك،فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)


أقد جاءك شيطانك؟


قالت: يا رسول الله أو معى شيطان؟


قال:- نعم ومع كل انسان؟ قال:نعم ،قلت:ومعك يا رسول الله؟


قال:-نعم ولكن ربى أعاننى عليه حتى أسلم"
(صحيح رواه مسلم).


قال صاحب (مصائد الانسان)

----------------------------------------------------------------------

اعلم إن الشيطان يقف للمؤمن فى سبع عقبات


1-عقبة الكفر،فإن سلم منه


2-وقف له فى عقبة البدعة


3-ثم فى عقبة الكبائر


4-ثم فى عقبة الصغائر فإن سلم منه فى عقبة فعل المباحات فيشغله بها عن الطاعات،فإن غلبه شغله بالأعمال المفضولة


عن الأعمال الفاضلة، فإن سلم من ذلك وقف له فى العقبة السابعة،ولا يسلم المؤمن اذا لومنها رسول الله عليه الصلاة والسلام


وهى تسليط الأعداء الفجرة بأنواع الأذى.


وفال أيضا (عليه الصلاة والسلام)عن أبوبكر بن أبى داود عن طلحة عن معاوية قال


"اللهم اعمر قلبى بذكرك، واطرد عنى وساوس الشيطان"
مكائد الشيطان.

-------------------------------------

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ،الشيخ عبد الله بن غديان ، (الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ بكر أبو زيد)


( فتاوى اللجنة الدائمة - 24 / 287 – 289 ) .



يقول العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله


( وكل إنسان معه (شيطان) ومعه (ملك) كما قاله النبي(صلى الله عليه وسلم)،


فالشيطان يملي عليه (الشر) ويدعوه إلى (الشر) ، وله لمة بقلبه ، وله إطلاع بتقدير الله على ما يقوم به العبد ،


ويمليه العبد من الخير والشر ....


والملك كذلك ، فهذه أشياء مكنهم الله منها ، مكن القرنين ، القرين من الجن والقرين من الإنس ، وهو شيطان قرين الجن ،


القرين من الجن شيطان مع الإنسان ،حتى النبي،(صلى الله عليه وسلم)معه شيطان كما قال عليه الصلاة والسلام لما قال


(ما منكم من أحدٍ إلا ومعه قرينه من الجن والملائكة ، قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم).


فالمقصود أن كل إنسان معه قرينه من الملائكة وقرينه من الشياطين، فالمؤمن بطاعة الله ورسوله والإستقامة على دين الله


يقهر شيطانه ، ويذل شيطانه ، ويهين شيطانه ، حتى يكون ضعيفاً لا يستطيع أن يغالب ، ويمنع المؤمن من الخير ، والعاصي


بمعاصيه وسيئاته يعين شيطانه ، حتى يقوى على مساعدته على الباطل ، وعلى تشجيعه على الباطل ، وعلى تثبيطه على الباطل ،


فعلى المؤمن أن يتقي الله ، وأن يحرص على جهاد شيطانه ، بطاعة الله ورسوله ، والتعوذ بالله من الشيطان ، وعلى أن يحرص


في مساعدة ملكه على طاعة الله ورسوله ، والقيام بأمر الله - سبحانه وتعالى ).

----------------------------------------------------------------

وعلى من ابتلى وأصيب بوسوسة أن يكثر من الطاعات وذكر الله تعالى وهذا خير دواء


وقد قيل:-القلوب ثلاث


1- قلب خالى من الايمان والخير وهو قلب الكافر بيت الشيطان.


2-وقلب فيه ايمان وعليه ظلمة الشهوات فهناك اقبال وادبار فلا يخلو من وسوسة.


3-وقلب محشو بالايمان كله نور ولنوره اشراق ولاشراقه شعاع ولاشعاعه شعل.


فإذا دنا منه الوسواس صار رمادا.

B-happy 2 - 2 - 2013 05:36 AM

رد: القرين
 
شكرا على الطرح
لي عودة للمتابعة
تحياتي لك

عاشق تراب الأقصى 2 - 2 - 2013 05:56 AM

رد: القرين
 
شكرا لك على ما طرحت


بانتظارك وبانتظار باقة من مواضيعك المفيدة


لك منّي ارق تحية وأعذبها

ابو فداء 2 - 2 - 2013 05:42 PM

رد: القرين
 
موووضوع يحتاج للتركيز
لي عووده لقرأته بدون عجاله
موودتي

أبجدية أنثى 3 - 2 - 2013 04:11 AM

رد: القرين
 
سلمت الايادي على الاختيار
دمت بود
تحياتي

شيماء يوسف 3 - 2 - 2013 05:08 PM

رد: القرين
 
ربنا يكفينا شره

موضوع قيم

سلمت الايادى

اسيرة الظلام 4 - 2 - 2013 02:38 PM

رد: القرين
 
مشكورة على الطرح المميز
معلومات وافية
سلمت الايادي


الساعة الآن 02:22 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى