الاينوما ايليش
الاينوما ايليش عندما في الأعالي لم يكن هناك سماء, و في الأسفل لم يكن هناك أرض.لم يكن من الآلهة سوى آبسو أبوهم,و ممو, و تعامة التي حملت بهم جميعا.يمزجون أمواههم معا.قبل أن تظهر المراعي و تتشكل سبخات القصب قبل أن يظهر للوجود الآلهة الآخرون قبل أن تمنح لهم أسماؤهم, و ترسم أقدارهم. في ذلك الزمن خلق الآلهة الثلاثة في أعماقهم لخمو و لخامو و منح لهما اسميهما و قبل أن يكبر لخمو و لخامو و يشبا عن الطوق جاء إلى الوجود انشار و كيشار و فاقاهما قامة و طولا عاشا الأيام المديدة, يضيفانها للسنين الطويلة ثم أنجبا آنو وريثهما, و فخر آبائه. نعم كان آنو بكر انشار, و كان صنوا له.ثم انجب آنو ابنه نوديمود على شاكلته فصار نوديمود سيد آبائه كان واسع الإدراك, حكيما و عظيما في قوته أعظم من جده انشار و أكثر قوة و عتيا و لم يكن له بين اخوته ند و لا منافس و تجمع الصحب المؤلهون أزعجوا بحركتهم تعامة نعم, لقد هزوا جوف تعامة يروحون جيئة و ذهابا في مسكنهم المقدس لم يقدر آبسو على اسكات صخبهم و تعامة كانت ساكنة حيال أفعالهم رغم ألمها من سلوكهم و رغم رفضها لطريقتهم ثم ان آبسو, سلف الآلهة العظام, دعا أمينه ممو.. قائلا له أي ممو, يا أميني الذي يفرح به قلبي دعنا نذهب إلى تعامةفمضيا و مثلا أمامها تشاوروا في أمر أبنائهم الآلهة الشابة و فتح آبسو فمه, قائلا لتعامة بصوت مرتفع "لقد غدا سلوكهم مؤلما لي في النهار لا أستطيع راحة, و في الليل لا يحلو لي رقاد لأدمرنهم, و أضع حدا لأفعالهم, فيخيم الصمت و نخلد بعدها للنوم"فلما سمعت تعامة منه ذلك, ثار غضبها و صاحت بزوجها,صرخت و ثار هياجها كتمت الشر في فؤادها و قالت: "لماذا ندمر من وهبناهم, نحن, الحياة؟ ان سلوكهم لمؤلم حقا, و لكن دعونا نتصرف بلين و روية" ثم نطق ممو ناصحا آبسو و في غير صالح الآلهة جاءت نصيحة ممو "نعم يا والدي دمرهم, دمر فوضاهم لتستريح نهارك, و ترقد ليلك" فلما سمع آبسو ذلك, استضاء وجههللخطط الشريرة التي يضمرها لأولاده الآلهة ثم قام إلى ممو معانقا و جلس في حضنه و قبله و لكن ما دار في مجلسهم من خطط قد وصل سمعه إلى ابنائهم الآلهة الذي اضطربوا لما سمعوا جلسوا صامتين. و سكنوا حائرين غير أن ذا الفهم العميق و صاحب الفطنة و الحكمة أيا, العليم بكل شيء, قد نفذ ببصيرته إلى خطط المتآمرين فابتكر ضدها دائرة سحرية حامية ضربها حول رفاقه و بتأن, مطلق ترتيلته المقدسة المسيطرة على النفوس رتلها محيطا بها سطح الماء* فجلب إليه النوم العميق نام آبسو و راح في سباته بلا حراك تاركا أمينه ممو بلا حول و هنا قام أيا بحل نطاق آبسو و نضا عنه تاجه و جلا عنه عظمته و هيبته و أسبغها على نفسه و بذلك أخضعه, ثم عمد إلى ذبحه و سجن ممو و أغلق دونه الأبواب و فوق أبسو أقام أيا مسكنه و عاد إلى ممو فخرم انفه بحبل يمسك به. *سطح الماء هو آبسو و بعد ان قهر إيا أعداءه و أخضعهم علا أمره على خصومه جميعا و بسلام و دعه ركن إلى مسكنه دعا مسكنه الآبسو و جعله مقدسا فيه بنى غرفة, مقاما لنفسه و سكن هناك مع زوجته دومكينا بكل أبهة و عظمة و في غرفة الاقدار تلك, غرفة المصائر أحكم الحكماء, أحكم الآلهة, الرب, قد ولد في آبسو المقدس, مردوخ قد ولد إيا, كان له أبا و دامكينا, التي حملت به, أما أرضعته حليب الآلهة و أسبغت عليه الجلالة و الهيبة تخلب الالباب قامته, تلمع كالبرق عيناه يخطو بعنفوان و رجولة انه زعيم منذ البداية ===== الاينوما إيليش هي ثاني أروع ملحمة في الأدب البابلي. و الأولى هي ملحمة جلجامش و تعد كلا الملحمتين من أروع ما كتب في الأدب القديم أولى الملاحم و الكتابات الأدبية القديمة كتبها السومريون و من ثم البابليون و من ثم الكنعانيون (الفينيقيون).. و من ثم انتقلت الى الاغريق عن طريق البحر و أيضا نجد ان الكثير من الادب التوراتي له أصول في تلك الادبيات الشرقية القديمة... و كذلك أيضا القرآن. و هنا نتكلم عن الفكرة الأساسية التي تدور حولها الكتابات عن التكوين و الخلق و العقاب و الجنة و .. الخ ما نقلته هو جزء من اللوح الأول الذي اكتشف من أثار البابليين. و الملحمة هذا عددها 7 ألواح ككل أما ما يحدث فيما بعد: يتحدث اللوح عن فرحة الأب إيا بابنه مردوخ, و مدى قوته و جبروته و نشاطه,, و كيف أحدث الرياح الأربعة و الأمواج, و التي عادت لتقلت تعامة و باقي الآلهة الكبار عندها يأتي الالهة لعند تعامة و يذكرونها كيف قتل آبسو و كيف قهر ممو.. و أن عليها الانتقام بنفسها هذه المرة عندها تقتنع تعامة و تكون غاضبة جدا.. و نقرأ كيف حشدت الجيوش الجبارة و الوحوش: خلقت الافعى الخبيثة و التنين و ابا الهول الاسد الجبار و الكلب المسعور و الرجل العقرب عفاريت العاصفة و الذبابة العملاقة و البيسون كلها مزودة بأسلحة لا ترد, غير هيابة و لا ناكصة الخ الخ و تقيم على هذا الجيش زوجها الجديد كينغو يحاول كل من إيا و الجد انشار مقاومتها و لكنهم يخافون و لا يقدرون.. ثم يتجهون الى مردوخ, الذي يوافق على شرط ان يسلموه كل الصلاحيات و القوى و القدرة على الخلق فيوافقون و يصنعون له أقوى الاسلحة من شبكه و قوس و هراوة يتم اللقاء بينه و بينها : ثم تقدما من بعضهما, تعامة و مردوخ احكم الالهة اشتبكا في قتال فردي, و التحما في عراك مميت نشر الرب شبكته و احتواها في داخلها و في وجهها افلت الرياح الشيطانية التي تهب وراءه و عندما فتحت فمها لابتلاعه دفع في فمها الرياح الشيطانية, فلم تقدر له اطباقا و امتلأ جوفها بالرياح الصاخبة فبطنها منتفخ, و فمها فاغر على اتساعه ثم أطلق الرب من سهامه واحدا مزق أعماقا تغلغل في الحشا و شطر منها القلب فلما تهاوت أمامه أجهز على حياتها طرح جثتها أرضا و اعتلى عليها يتكلم الباقي عن هرب جيش تعامة و ملاحقة مردوخ لهم و قتل بعضهم و أسر بعضهم الاخر. ثم فرح الالهة و تقديم العرابين لمردوخ ثم يحدثنا كيف مزق جسد تعامة قسمين و رفع أحدهما و صنع منه السماء و كيف قام بصنع باقي الالهة و باقي اشكال الارض من جسد تعامة ثم خلق النجوم و الكواكب و حدد السنة و الأبراج و المناخات ثم أراد ان يريح الالهة من العمل فأراد ان يخلق البشر لخدمتهم. فاختار لذلك كينغو الذي كان زعيم جيش تعامة... فقطع شرايينه و من دمه خلق البشر.. و هذا كان اللوح السادسأما بقية اللوح السادس و السابع فتتحدث عن عظمة مردوخ و أسمائه الخمسين انتهت ملحمة الاينوما ايليش التي تعني( عندما كان في الاعالي ) |
شكرا على الموضوع وبوركت جهودك
|
http://vb.eyesweb1.net/images/smilie...rum2/eye76.gif
موضوع مميّز من يدِ مميّزه بارك الله فيك تقديري لك ولجهودك |
|
طرحك في منتهي الروعه والفائده كل الشكر و التقدير لك على جهودك ودمت بكل خير |
|
الساعة الآن 03:46 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |