منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   قصص بأقلام الأعضاء (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=6)
-   -   انتحار على العامة ( in public ) (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=12095)

عبدالوهاب 29 - 11 - 2010 04:36 PM

انتحار على العامة ( in public )
 

عريض الدين أحمد ( 2 )

مرحباً جميعاً ..

هو ذا الجزء الثاني من ( عريض الدين أحمد ) ، الشاب السكندري ، وقبل أن تقترف جريمة القراءة ، لك أن تكون على حذر إن لم تكن طويل النفس في القراءة ، لأنها طويلة بعض الشيء ، دعك من الفانتازيا الموجودة فيها ، هل تتحملها لو كنت واقعياً مثلاً أو كلاسيكي التفكير ؟؟

لقد قتل ( عريض ) ابن خالته ( تامر) لأنه عمي عشر ثوان بالضبط .. عشر ثوان لم ينتزع منها ( عريض ) ثانية واحدة للتفكير الممنطق .. بالكاد لم يميز بين الإثنين .. فقط هو يعلم جيداً أن صدره كان يتمزق غيظاً .. إن الفضيحة أمر مر حقاً ولا يستطيع أن يتقبلها المرء باسماً طلق الوجه عريض الود هانئ الأحاسيس مطمئن الخواطر لذيذ البال مهما حاولت أن تثبت العكس ... ( حتى لو كان المرء عريض الدين ذاته !! ) .. لكن ؟ لنكن عمليين .. الآن هناك مشكلة حقيقية تحتاج إلى حل حقيقي .. ( عريض ) الآن يرمق الجثة بذهول أحول .. ماذا سيفعل في العشرين دقيقة القادمة بالضبط ؟؟

* * *

(( ثبت الكاميرا واعتبر أن الزمن = صفراً وأن كل الحوادث في قطر خمسة أمتار توقفت تمام لتتابع حدثاً واحدا .. هناك الآن أربعون زوجاً من العيون على الأقل تتابع المشهد .. هناك جثة .. وهناك شاب ضخم الجثة يقف مذهولاً .. الأولى ميتة جداً والثانية حية جداً جداً .. وهناك شابان قرارا أن يقوما بدور رجال الشرطة على سبيل الفحولة السكندرية .. دعك من صوت سرينة اإسعاف القادمة من اللامكان ..

تخشب عريض في مكانه بينما صوت سرينة طوارئ على غرار ( وي وييي ويييييي وييييييييي وييييييييييييي وييييييييييييييي ) يدوي في دماغه .. اللون الأصفر يغمر كل شيئ .. الوجوه والأصوات والجدران والأرضيات .. هل تشعر بما يشعر ؟؟ إنه يتحول إلى آلة صماء تنظر إلى الخواء .. عيناه زجاجيتين وأنيابه استطالت .. يسمع همهمات حوله تتكرر عشرات المرات برتابة عجيبة : مذنب !! مذنب !! مذنب !! مذنب !!

نظر حوله فرأى أربعين وحشاً يعبس له ..

أخيراً قرر أن يتحرك !!

وبقوة مقدسة لطم أول الشابين بعنف .. ثم إنه أمسك الآخر من رقبته وقذفه وسط الجموع .. وأخذ يركض نحو السلالم ..

إنها الأبدية تناديه لكي يطير إليها من فوق السطوح .. إنه نداء الضمير .. لابد أن يعاقب نفسه .. لا أظنك شعرت بتأنيب الضمير كما يشعر هو الآن ..

كان يصعد السلالم ( تسعة ، تسعة ) بكل سهولة واقتدار .. سوف لن يؤنبه ضميره بعد الآن .. صحيح أنه لم يقتل ( ركاش ) لكنه قتل ابن خالته وذاك كاف جداً للتخلي عن الحياة في الحقيقة .. قليلون هم من يمارسون قتل أبناء خالاتهم دون أن يرمو أنفسهم من فوق السطوح .. ولم يكن عريض ينتمي لهذه الفئة للأسف ..

عندما وصل إلى باب السطح كسره بوحشية لا توصف ، ثم إنه ..

مخلوقات فضائية ؟؟ !!!!!


( كان هناك مخلوق أخضر له حراشف حاده يقف خلف الباب مبتسماً ) ..


توقف عريض لبرهة يلهث .. ثم إنه كتم أنفاسه .. كم هي المدة التي استغرقها في تبادل النظرات مع الكائن الغريب ؟؟ ثم إنه قرر أن يأخذ زمام المبادرة :

- أفندم ؟؟

- * / / ## %^%&& /&**** !!

- نعم ؟؟

هنا أدراك الكائن أن لغته غير مفهومه فأشار بأصابعه طلباً للصبر ، ثم شد كائناً آخر كان يقف في زاوية غير مرئية ..

قال ذلك الكائن الآخر :

- سيدي ، إن ( برجماتيس ) من كوكب ( جلادبوش سيس ) ..

- سيس ؟؟ هوا سيس يعني ؟؟ ..

- لا يا ( فندم ) إسم جده الخامس ( سيس ) ..

- حصلت البركة ..

- يقول إنه جاء خصيصاً لينقذك من هذا الموقف السخيف ..

- ......................... ؟؟

- الملكة ( لزقتورا ) معجبة بجمال كرشك يا سيدي ، لقد شاهدت الفيديو على ال ( البروب يوب ) مقابل الـ ( اليوتيوب ) على أرضكم .. لقد سحرها جمال أظافرك ، وهي تبكي ليل نهار خارقة الناموس الكوني بعدم بكاء الملكات .. الآن سيدي إن لم تقبل المجيء معنا فسوف يزرق الـ ( كيموتراش ) .. وحينها لن يمكن للـ ( الجانجاريس ) أن يتألق مرة أخرى ، وستختفي كل أطراف سكان كوكب ( جلادبوش ) ..

شعر ( عريض ) بارتجافة قصيرة في طرف ظهره .. وبالدماء تتصاعد إلى نفوخه .. أحقاً لن يتألق ( الجانجاريس ) مرة أخرى ؟؟

ثم إنه اعتدل في وقفته ، وسأل أهم سؤال في هذه اللحظة : - سوري بس هوا إيه ( الجرجريس ) ده بالظبط ؟؟
- هو في الحقيقة الـ ..

هنا صرخ ( عريض ) في غيظ : - وأنا مالي يا عم بالـ ( جرساليش ) ده ؟؟ بص .. حقولك حاجة .. ممكن توسع شوية ؟؟

وأزاح الكائن إلى الخلف ثم جرى وهو يقول ( داليااااااااااااااااااااااا )

ورمى نفسه من السطوح على ارتفاع أحد عشر طابقاً ..

***

عصيبة هي اللحظات التي تفصلك بين الحياة والموت ..
كان عريض يهوي من حالق ، وهو يسترجع شريط ذكرياته أمام عينيه .. ابن خالته.. ( داليا ) .. ( ركاش ) الذي خانه وغدر بصداقتهما .. لكم هي الحياة لا تستحق حقاً !! هاهو الآن يهوي إلى قبره .. لكن ضميره لن يعذبه بعد الآن .. سوف يرتاح أخيراً من كل شيئ سبب له الوساوس ، ولسوف ينسى كل شيء عرفه في حياته .. بالطبع لا يوجد ( يوتيوب ) في القبر .. هكذ سيرقد بسلام أخيراً ..

.. الأرض تقترب منه بسرعة خيالية ..هنا تذكر شيئاً .. أدخل يده في جيبه ليخرج الورقة التي يحملها في كل مكان .. كانت ورقة من ( داليا ) تقول له فيها ( بحبك ) .. قرر أن يكون هذا آخر ما يقرؤه في حياته .. ثم إنه تشهد .. أخيراً وجد الورقة بعد بحث مضن . لكن هناك شيء ما ناقص ؟؟ ( بقي على الأرض عشرة أمتار ) .. هنا توقف الزمن مرة آخرى .. ثم إن عريض توقف في الهواء .. استدار إلى الجهة العكسية ، ثم بدأ يمشي إلى الأعلى ، وعاد يقطع خمسة وثلاثين متراً بصعوبة شديدة .. وعندما وصل إلى الدروة تعلق بها ثم رمى نفسه إلى السطح ..

قال ( برجماتيس ) في سعادة حين رآه : حسناً سيدي يبدو أننا متفقان على خط واحد .. لابد أنك قبلت عرضي أيا سيدي ، أليس كذلك ؟؟
قال ( عريض ) وهو يبحث في نهم : _ - لا يا غبي ، في خمسة وسبعين قرش وقعو مني .. ما شفتهمش ؟؟

نظر ( برجماتيس ) إلى مترجمه في خبث وقال :

- البتة ..

لكن عريض نظر له في شك .. ثم إنه طار في الهواء ووجه له ستة ركلات ، وإلى مترجمه سبعة ركلات مطيحاً بهما .. لقد كان الكائن يخفي النقود تحت قدمه .. لابد أنها سقطت منه بالخطأ وهو يندفع إلى السطوح ..
هكذا بصق ( عريض ) على الكائنات الفضائية ، .. ثم إنه اندفع مرة أخرى ورمى نفسه من فوق السطوح ..

***

عصيبة هي اللحظات التي تفصلك بين الحياة والموت ..
ثم ، ارتطم ( عريض ) بالأرض كأنه قنبلة موجهة ... لقد كان ارتطاماً يمزق القلوب مدوياً قوياً .. لابد أن عظامه الآن قد تحولت إلى دقيق ناعم داخل جسده .. إن من ينجو من سقطة كهذه لهو شيطان أو دمية لا أكثر ..

***

( عريض ) ؟؟ ( عريض ) ؟؟ اصحى يا حبيبي .. أنا جبتلك الدوا ..
- ها ه .. ه ه ه ... ( عريض يفرك عينيه ويمضغ طعاماً وهمياً ) ..

- أنا فين ؟؟

- إنتا عند ماما يا حبيبي .. تعالى تعالى لحضن ماما يا غزالي ..
كان عريض شاحباً جداً هذه المرة ..

- أنا شفت حلم طويل يا ماما .. كابوس إسود ..
مسحت الأم دموعها وهي تقول .. : - معلش يا حبيبي أزمة وتعدي ..

نظر عريض إلى الكمبيوتر في ركن الغرفة .. خلص نفسه من براثن أمه ، ومشى إليه .. جلس على الكرسي .. ( جوجل ) .. ( يوتيوب ) .. ( فيديو : عريض يستحم في الحمام ) ..

- مامااااااااااااااااااااااااا .. لااااااااااااااااااااااااااااااا

***

في الحلقة القادمة يمسك ( عريض ) بـ ( ركاش ) أخيراً ..

ماذا سيفعل معه ؟؟

محمد ماهر مرعي 5 - 12 - 2010 07:43 PM

سأقرأ الجزء الأول وأعود

زهرة عمان 5 - 12 - 2010 08:17 PM


حنان عرفه 5 - 12 - 2010 09:00 PM

متااااااااااااابعة

شيق ما تكتبه

أزهار 5 - 12 - 2010 11:22 PM

هل هذا خيال علمي او سوريالية! في الحالتين انا متابعة ياعبد الوهاب

تحيتي

عبدالوهاب 19 - 12 - 2010 09:34 AM

زهرة وحنان ، شكراً لمروركم وأعد قريباً بالجزء الثالث لتكتمل القصة ..

أزهار ، يمكنك اعتبارها خليط من الآكشن والدراما والكوميديا .. أشكر لك متابعتك ، وقريباً الجزء الأخير ..

shreeata 19 - 12 - 2010 12:25 PM

جميل ما كتبت
بانتظاز المزيد
تحيات لك
سلمت

ناجي أبوشعيب 5 - 4 - 2011 05:50 AM

شكرا لك على الجهد
احتراماتي


الساعة الآن 08:47 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى