منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   رواية باب الشمس - الياس خوري (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=2916)

المُنـى 27 - 12 - 2009 04:14 PM

رواية باب الشمس - الياس خوري
 
رواية باب الشمس - الياس خوري



http://hallucina.googlepages.com/babelshams1.jpg


"هل تعتقد أننا نستطيع أن نصنع وطننا من هذه الحكاية الغامضة؟ ولماذا علينا أن نصنعه؟ الإنسان يرث بلاده كما يرث لغته
لماذا نحن فقط من بين كل شعوب الأرض علينا أن نخترع وطننا كل يوم وإلا ضاع كل شيء ودخلنا في النوم الأبدي !"




http://hallucina.googlepages.com/BabEl-Shams.jpg

باب الشمس سيرة الموت والتهجير والمخيمات وأناس يبحثون عن الحياة ويحلمون بالوطن حيث لاوطن رحيم ولاحلم. الرواية لن تُحرق أحداثها وإن رويتها كاملة لأنها معروفة سلفاً من "التعتيرة الفلسطينية إياها" إلى ما نراه اليوم وكل يوم على شاشات التلفزة. من أين ابدأ الحديث عن الرواية؟ من التواريخ؟ أم من الأشخاص؟ وإن أردتها تاريخياً فمن أين أبدأها؟ من ثورة فلسطين الكبرى عام 36 أم من إعلان اسرائيل عام 48 والتهجير الفلسطيني أم الحرب الأهلية؟
يبدو الحديث عن الأشخاص أسهل .. عن رجلين وامرأتين ينتميان لجيلين مختلفين تدور حولهم الحكاية, من الأربعينات "نهيلة ويونس" إلى الخيبات المتلاحقة من السبعينات إلى التسعينات "شمس وخليل". في الرواية يستلم خليل زمام الأمور ويدير الحكاية كما يشاء بجانب خليل المسجى على سرير فيما يشبه مستشفى في مخيم شاتيلا. ولأن النوم أطول ما يكون عند يونس فلم يتوقف خليل عن سرد حكايته وحكاية يونس نفسه وحكاية فلسطين التي يحاول لم شتاتها في كلمات: " كان سميح لا يتوقف عن ترديد حلمه بكتابة كتاب لا أول له ولا آخر، ملحمة كان يقول، ملحمة الشعب الفلسطيني، وسيبدأه برواية تفاصيل الطرد الكبير عام 1948. قال أننا لا نعرف تاريخنا، وأنه يجب جمع حكايات كل قرية كي تبقى القرى حية في ذاكرتنا. كان سميح يحدثني عن نظرياته واحلامه، ولم أكن املك شيئا ارويه له. بلى، اخبرته عن قريتنا، وحكايات جدتي، وموت أبي واختفاء أمي ."

بين جيل يونس الذي ذاق طعم برتقال الوطن إلى خليل الذي يشتهيه ولا يكاد يقترب منه, خوفاً أو حباً. من الأول, يجب أن نحكي الرواية من الأول كما أعتاد يونس أن يحكي كل شيء من الأول, من بداية حياة يونس الأسدي التي كانت يوم أن ألتحق بالثورة الفلسطينية الكبرى وهو لم يتجاوز الرابعة عشرة وما عرف من العلم إلا سلاحه والقرآن. ألتحق بالمقاومة الشعبية وشهد بعينيه خيبة جيش الإنقاذ العربي الذي انتظر طويلاً أوامراً لم تأتي, ورأى فلسطين تضيع وأهله يشردون واضطر للرحيل إلى لبنان والتسلسل بين الفينة والأخرى لرؤية أطفاله الذين لن يراهم سوى مرة واحدة. وانتهى به الأمر لاجئاً في مخيم شاتيلا في لبنان يراقب سقوط أصحابه الواحد بعد الآخر وانهيار المقاومة. وتتغير الأجيال من جيل يونس لخليل الذي لم يعرف وطناً سوى المخيم وكان من الواجب عليه أن يبدأ حياته مجاهداً حتى فقد إيمانه بالجهاد. قاد الجيل الأول رحلة الرحيل فيما قرر الآخر أن يبدأ رحلة العودة وبينهما تدور العذابات والبطولات والخيبات. لكن خليل وعلى عكس يونس كان يعرف الحقيقة جيداً ويعرف كيف ضاعت فلسطين: " والله لم نحارب الآن نقول أننا حاربنا, وإن فلسطين ضاعت لأن الدول العربية خانتنا. هذا غير صحيح, فلسطين ضاعت لأننا لم نحارب. كنا كالمجاذيب نحمل بنادقنا وننتظرهم في قرانا, وعندما يأتون بآلياتهم ورشاشاتهم الثقيلة وطائراتهم, ننهزم دون قتال". عاش خليل في شاتيلا وشهد مجزرتها وحتى تم إقرار طرد منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس أو اليمن سنة 82م تحت رعاية إسرائيلية لكنهما -خليل ويونس- وحدهما بقيا في لبنان ورفضوا الرحيل. حتى كانت سنة 94 م وأسقطت الجلطة يونس أرضاً ليتحول الأب إلى ابن والإبن إلى أب وتبقى الرغبة الأخيرة بدفن يونس في الجليل ليموت كالأبطال في وطنه لا أن يموت مسجى على سرير في بلد آخر وحيداً ولاجئاً في مخيم.

المرأة الفلسطينية كانت حجر الأساس في الرواية. نراها في علاقة يونس بنهيلة لتبدو أشبه للحكاية الملحمية, ذلك الحب الذي لم يبدأ إلا بعد سنين من الزواج أي بعد عام الخروج الكبير في الـ48 وهجرة يونس للبنان. فصارت نهيلة الزوجة والأم والحبيبة والأرض التي يشد رحاله إليها كلما قتله الحنين هناك إلى باب الشمس مغارة الحب التي تحفظ ما بقي من نور فلسطين ليستدل إليها يونس. ومن باب الشمس تنجب نهيلة أطفالها السبعة ومن باب الشمس يكبر الأمل الفلسطيني الكبير .. أمل العودة. لكن تنتهي الأحلام وتكون فلسطين كبش الفداء وتضيع ويضيع الفلسطينيين في حرب لبنان الأهلية وتلاحقهم المجزرة تلو المجزرة .. يتراكمون في المخيمات ويحلمون بالهجرة ويتسابقون إليها إلى تونس, الدنمارك, أمريكا أو أي مكان آخر يستطيعون فيه العيش بأمان. ويبقى ليونس الصور, صورة نهيلة الكبيرة وثلاث نهيلات صغيرات ولدن في دير الأسد وعاش مع الصور "فالتلفون لا يسمح يا ابني، ماذا تقول في التلفون؟ في التلفون لا تقول سوى اشياء عامة وصيغ جاهزة. كلام التلفون لا ليس كلاماً". بالمقابل كانت هناك شمس, قصة خليل وشمس من حب الوطن لحب المخيمات, الحب الخارج عن إطار الشرعية المحاط بالإنتظار و الإلتباس والخيبات. شمس هي صورة فلسطين الآن .. فلسطين التي تحب الحياة وما زالت تطعم أبنائها من زيتونها , فلسطين التي نبذها أهلها وتقاذفوفوها بينهم, شمس الوطن المطعون من أهله, شمس بعلاقاتها المتعددة التي جعلوا شرفها مستباحاً ليتقرر قتلها بيد الجميع فيضيع دمها.

الرواية تنتقل ببساطة من الحلم والحياة والفدائية إلى الاستسلام والهجرة والرغبة بالمحافطة على سقف فقط لا أكثر في مخيم حقير على حدود دولة تحرمك حتى تحصيل لقمة العيش لأنك "فلسطيني".. فلسطيني يجب عليك أن تكون تحت مظلة منظمة أو تنضم لفصيل وإلا عليك أن تواجه الموت أو الإنتحار. فلسطيني لا تؤمن بكلمة الغد. قد يكون أجمل ما يميز الرواية الواقعية الصرفة والسرد المتكرر للعادات والتقاليد الفلسطينية من بساتينهم إلى أفراحهم. كتب الرواية إلياس الخوري والذي كان سابقاً أحد أعضاء منظمة فتح وأخرجت الرواية دار الآداب ببيروت عام 1998 م, تقع أحداثها بين 527 صفحة.


لماذا قلت لي بعد أن غادر المعزون إن موت نهيلة لايهم؟ فالمرأة لا تموت إلا إذا توقف رجلها عن حبها. ونهيلة لم تمت لأنك تحبها.

كانت جدتي تقول إن الصلاة هي أن نفرش كلماتنا كسجادة على الأرض وأنا افرش كلماتي كي تمشي عليها. فلماذا لا تنهض؟

على عادة تلك الأيام أعلنت إلحادي. فإذا كان الإنسان قادراً على الوصول إلى القمر فهذا يعني أن الله غير موجود. استغفر الله العلي
العظيم من تلك الأفكار, وحين قلت ما قلته, لم أكن أقصد سوى الفكرة. فالإلحاد كان مجرد فكرة. وأنا لم أقلها لأني كنت مؤمناً بها,
بل لأنها كانت منطقية, رغم أني مثل كل الشباب أصوم رمضان وأردد الآيات القرآنية في قلبي. كيف لا تردد الآيات وأنت في مواجهة
يومية مع الموت؟ ماذا تقول للموت غير: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا)

بدأت صورة هاملت حين أخبرتني عن موت ابنك. يومها عجبت للناس كيف يتذكرون أشياء مؤلمة كهذه. لماذا لا ينسون؟ وخطرت في
بالي فكرة مرعبة, وهي أن الناس ليسوا سوى خيالات ذكرياتهم.
قال يونس إنه احتمل موت ابنه لأنه لم يصدق. "فحين لاترى لا تصدق. كنت أقول لنهيلة إن ابراهيم سيعود في المساء بعد أن يتعب
من اللعب مع الموت. والله يا ابني, ابراهيم بالنسبة إلي ما يزال حياً, أنا في انتظاره".
لا شيء يزيل الحب سوى الموت. الموت هو علاج الحب الوحيد. أنا الذي كان يجب أن أقتلها, أنا الذي لكنني لم.

قالت أم سعد راضي إنها لا تريد شيئاً أخذوا فلسطين فليأخذوها, أنا أريد زيارة القبر للتأكد من أنني دفنته بالشكل الصحيح, أنا لا يهمني
لا الكابري ولا غير الكابري, بلاد محكومة بالموت والزوال, أخذوها فليأخذوها ولكن ليعطونا القبر على الأقل.

فلسطين كانت المدن, حيفا ويافا والقدس وعكا. هناك نشعر بوجود شيء اسمه فلسطين, أما القرى فكانت كالقرى. لكن المدن انهارت
بسرعة, واكتشفنا أننا لا تعرف أين نحن؟ الحقيقة أن الذين احتلوا فلسطين جعلونا نكتشف الوطن حين فقدناه لا, الذنب ليس ذنب الجيوش
العربية وجيش الإنقاذ فقط. كلنا مذنبون, لأننا لم نكن نعرف. وحين عرفنا, كان كل شيء قد انتهى. عرفناه من النهاية.
"من يوم ما تركت البلد ولا ليلة نمت شبعانة بوكل وما بحس بالشبع, متل كأنه في إشي مفتوح بكعب معدتي, ما إلي نفس على الأكل
ومعدتي بتوجعني من الجوع"
بذرة الزيتون لا تصلح للأسنان وورق الزيتون لا يصلح لتبخير البيوت. هل كنتم, هل كنا فقراء إلى هذا الحد في فلسطين؟
هل كنا عاجزين عن شراء كمشة بخور؟

جاءتني رسالة سامية بهذه الصورة الجديدة, لامرأة محجبة تعمل ممرضة في رام الله. خرجت أمي من الرسالة شبيهة بكل النساء,
وحين تشبه أمك النساء لا تعود أمك.
سألتني لماذا يكره الناس الفلسطينيين؟ احترت ماذا أقول. أخبرها عن تمزق الحرب الأهلية, أم أقول لها ما قالته نهيلة للضابط
الإسرائيلي: "نحن يهود اليهود, والآن سنرى ماذا سيفعل اليهود بيهودهم"
لا يا ابني, الرجل لا يستطيع الموت بين الرجال, الرجل يحتاج إلى امرأة كي يموت. المرأة مختلفة لأنها أقوى وتستطيع إذا شاءت
أن تموت وحدها أما الرجل فيحتاج إلى النساء كي يموت.
غضبت لأن أولادك لم يصيروا مثلك, ونسيت أنك لم تصر مثل والدك. هل فهمت الآن كم تعذب الشيخ الأعمى حين كنت تهزأ من
مجالس الحضرة ومن حلقات الأدعية الدينية وكان أبوك يبتلع غصته لم يشتمك مرة واحدة كما شتمتنا, مع أنه كان يريدك شيخاً
مثله ومثل والده وجده. وإذ بك تصير ضابطاً على عسكر مبعثر في حرب لم تقع وحين وقعت قلت لا هذه ليست حربي. لم تكن تريد
الحرب الأهلية لا هنا ولا في الأردن, ماذا كنت تعتقد؟ هل كنت تعتقد أن الحرب ستكون على ذوقك بسيطة وواضحة؟ هل فوجئت
بانفجار هذا العالم العربي الذي فقد روحه منذ ألف سنة وهاهو اليوم يتخبط في دمه بحثاً عنها ولا يجدها؟!
لا شيء ينقذك من العشق سوى الموت, لو كنت أعلم ذلك لقتلتها بيدي.








تمت ترجمة الرواية إلى العبرية منذ مدة وفازت بالعديد من الجوائز الأدبية الفلسطينية كما تم تحويل الرواية إلى فيلم عام 2005 من إخراج يسري نصر الله. وشارك في إعداد السيناريو مؤلفها الياس خوري ورغم ذلك لم يكن الفيلم يجاري قوة الرواية. التنقل الزمني السريع يشتت المتابع كثيراً إضافة إلى أنه بسببه تم اختصار عدد كبير من الأحداث عوضاً عن أنه ركز على قضية العلاقة بين "شمس بخليل" و "يونس بنهيلة" وجعل باقي الأحداث هامش لها.

ابتدأ الفيلم بيونس وخليل يأكلان تفاح الجليل الذي جلبته "أم حسن" قائلاً: "لو ما بنآكل الوطن بيآكلنا" على عكس الرواية التي تعفن فيها برتقال الجليل. وكأنها إشارة من السيناريست بتغير بعض الأحداث. الفيلم تم تقسيمه إلى جزئين .. الأول الرحيل والآخر العودة في وقت يتجاوز الأربع ساعات بقليل, ولم يظهر فيها الإسرائيليين بشكل واضح واكتفى بعرض المعاناة الفلسطينية. هناك أيضاً شخصيات رئيسية لم يوفق في اختيارها كـ "نهيلة" وبالمقابل هناك شخصيات كانت في مكانها الصحيح كـ باسل خياط "خليل" وسهام عباس "والدة يونس", ونادرة عمران "أم حسن".

قد لا يكون حكمي على الفيلم منصفاً لأني شاهدته مباشرة بعد انتهائي من الرواية, لكن يظل الفيلم يحمل قيمة فنية جميلة وإن أردت أن أحتفظ منه بشيء فسأذكر مشهدين أجادوا تصويرها: الأول حينما كان يحاول المعلم غرس مفهوم الوطن في الصبية بحديثه عن فلسطين "الوطن الكبير" وليس مجرد قريتهم الصغيرة, والثاني مشهد الهجرة الجماعية لأعضاء منظمة التحرير من لبنان.

الرواية PDF
الفيلم: الجزء الأول YouTube
الثانيRapidShare (1,2,3) l
صفحة الرواية في الـ GoodReads





أرب جمـال 29 - 12 - 2009 10:43 PM

رواية مميزة جداااا
شكرا على اتاحة الفرصة لنا بالاطلاع عليها مرة اخرى

Miss Jordan 8 - 1 - 2010 02:55 PM

رواية جميلة وموفقة بالطرح

ملك القلوب 25 - 2 - 2010 12:26 AM

مشكورة على الطرح

صائد الأفكار 6 - 3 - 2010 12:22 AM

شكرا لك على الرواية

يسلمو كثيرررررر

أبو جمال 19 - 3 - 2010 02:58 PM

شكرا لك على الافادة والطرح


يسلمو كثيرررررر

الغراب الأسود 17 - 5 - 2010 10:12 PM

روايه اكثر من رائعه وبارك الله فيكم على طرحها


الساعة الآن 09:07 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى