منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   ساعة لقلبك (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=102)
-   -   من طرائف الجاحظ (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=4170)

أرب جمـال 12 - 2 - 2010 10:38 PM

من طرائف الجاحظ
 
الجاحظ نادرة العرب


لم تعرف اللغة العربية كاتباً مرحاً خفيف الظل، محباً للدعابة والنكتة والنادرة، مع ما فيه من إتقان للأسلوب وإحكام نسجه مثل الجاحظ، فقد كانت الفكاهة مَلكة فطرية فيه، تستند إلى أمور كثيرة لعل من أهمها المعرفة الشديدة بالناس وطبائعهم، ونظرة إلى بعض مؤلفاته مثل: البخلاء والبيان والتبيين، والحيوان، وما ضمته من الفكاهات والنوادر، والملاحظ أن طبيعة الهزل والسخرية، والضحك والإضحاك قد لازمت الجاحظ حتى نهاية عمره.

ومن نوادر الجاحظ التي تدل على أنه كان في إيراد نوادره محباً للاستقصاء والتتبع لكل صغيرة وكبيرة في موضوع النادرة حتى تخرج متكاملة الجوانب متسقة الأداء، ما رواه عن أحد معلمي الكتاتيب، وكيف أنهم لطول معاشرتهم للصبية الصغار، تطيش عقولهم، ويفقدون صوابهم وينتهون إلى الجنون، ويقابل الجاحظ واحداً منهم، ولكنه يغير فكرته عنهم لِما رآه منه من سَمت ووقار وعلم ورجاحة عقل، فيصاحبه ويتقرب إليه، ولكن الحال ينقلب بعد ذلك على نحو هزلي.. يقول الجاحظ:

"كنت ألفتُ كتاباً في نوادر المعلمين وما هم عليه من الغفلة، ثم رجعت عن ذلك وعزمت على تقطيع الكتاب، فدخلت يوماً قرية فوجدت فيها معلماً في هيئة حسنة، فسلمت عليه فرد عليّ أحسن رد، ورحّب بي فجلست عنده، وباحثته في القرآن فإذا هو ماهر، ثم فاتحته في الفقه والنحو وعلم المعقول وأشعار العرب، فإذا هو كامل الأدوات، فقلت: هذا واللّه مما يُقـوي عزمي على تقطيع الكتاب.

وكنت أختلف إليه وأزوره، فجئت يوماً لزيارته، وطرقت الباب، فخرجتْ إليّ جارية وقالت: ما تريد؟ قلت: سيدك، فدخلت وخرجت وقالت: باسم اللّه، فدخلت إليه، وإذا به جالساً كئيباً، فقلت عظم اللّه أجرك، "لقد كان لكم في رسول اللّه أسوة حسنة".. "كل نفس ذائقة الموت" فعليك بالصبر! ثم قلت له: هذا الذي توفي ولدك؟ قال: لا، قلت: فوالدك؟، قال: لا، قلت: فأخوك؟ قال: لا، قلت: فزوجتك؟ قال: لا، فقلت: وما هو منك؟ قال: حبيبتي! فقلت: في نفسي هذه أول المناحس، فقلت: سبحان اللّه، النساء كثير، وستجد غيرها، فقال: أتظن أني رأيتها؟ قلت: هذه منحسة ثانية، ثم قلت: وكيف عشقت من لم تر؟ فقال: اعلم أني كنت جالساً في هذا المكان، وأنا أنظر من الطاقة (نافذة صغيرة) إذ رأيت رجـلاً عليه بُـرد وهو يقول:



يا أم عمرو جزاك اللّه مكرمة

ردِّي عليّ فؤادي أينما كانا

لا تأخذين فؤادي تلعبين به

وكيف يلعب بالإنسان إنسانا


فقلت في نفسي: لولا أنّ أم عمرو هذه ما في الدنيا أحسن منها ما قيل فيها هذا الشعر، فعشقتها، فلما كان منذ يومين مَرَ ذلك الرجل بعينه وهو يقول:



لقد ذهب الحمار بأمِّ عمرو

فلا رجعت ولا رجع الحمار


فعلمت أنها ماتت! فحزنت عليها، وأغلقت المكتب، وجلست في الدار.

فقلت: يا هذا، إني ألفت كتاباً في نوادركم معشر المعلمين، وكنت حين صاحبتك عزمت على تقطيعه، والآن قد قويت عزمي على إبقائه، وأول ما أبدأ فيه بك إن شاء اللّه!.


أزهار 15 - 2 - 2010 07:38 PM

رحم الله الجاحظ و اثابه خير الثواب
مشكورة على الطرفة

roro angel 15 - 2 - 2010 08:26 PM

يسلمووو ع الطرح يااا قمر

يعطيييك الف عافية

جزاك الله خيراً

رورو


الساعة الآن 07:56 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى