منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   رمضـــان ُمبـارك (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=254)
-   -   بضع ايام قلائل ونستقبل شهر الرحمة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=30653)

جمال جرار 30 - 6 - 2013 01:23 AM

بضع ايام قلائل ونستقبل شهر الرحمة
 


بضع ايام قلائل ونستقبل شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار شهر رمضان
قال الله تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ



ولَمَّا بيَّن الله عزّ وَجَلّ أحكام الصيام خَتَم الآية بِقوله :
(كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)

فالْهَدَف الأسمى مِن الصيام :
تحقيق العبودية لله عزّ وَجَلّ ، وتحقيق التقوى .

والتقوى – كما قال عمر بن عبد العزيز - :
ليست التقوى قيامَ الليل ، وصِيام النهار ،
والتخليطَ فيما بَيْنَ ذلك ،
ولكن التقوى أداءُ ما افترض الله ،
وترك ما حرَّم الله ، فإنْ كان مع ذلك عملٌ ،
فهو خير إلى خير .

وذَكَر ابن رجب رحمه الله كلام القوم في التقوى ،
ثم قال :


وحاصل كلامهم يدلُّ على أنَّ اجتناب المحرمات -وإنْ قَلَّتْ - فهي أفضلُ مِن الإكثار مِن نوافل الطاعات ،
فإنَّ ذلك فرضٌ ، وهذا نفلٌ . اهـ .

إن اجتناب الْمُحرَّمات مَطْلَب شَرْعيّ ،
وليس لأحدٍ عُذر في ارتكاب ما حرَّم الله عزّ وَجَلّ ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام :
إِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ ،
وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ .
رواه البخاري ومسلم .

فَمَا صامَ مَن لم تَصُم جوارحه ..


ما صام مَن أطلق لِسانه يَفْرِي في أعراض عِباد الله ..

وأطْلَق بَصَره في عيوب الناس وعوراتهم ..
وقَلَّب ناظِريه في المناظِر الْمُحرَّمة ..

وأرخَى سَمْعه يَسمع به ما حَرَّم الله ..


وما صام مَن لم يترُك ما حرَّم الله في ليل
رمضان ونهاره ..وما صام مَن أكل الربا ..

وما صام مَن أكل حقوق الناس ..

وما صام مَن ظَلَم الناس وبَهَتَهم .


وما صام مَن أضاع ساعات عُمره على القنوات الفضائية ..وما صام مَن غشّ الناس .. وما صام مَن كذب وغَدَر وخَان ..


وما صام مَن حَلَف كاذبا .. أو شَهِد الزور ..

وما صام مَن لم يصُم عن التدخين ،
وأشدّ منه مَن لم يَصُم عن الْمُخدَّرات والْمُسْكِرات ..

وكثير مِن هؤلاء نَصيبهم مِن
صيامهم هو الجوع والعطش !

وفي الحديث :
رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ ،
وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ .
رواه الإمام أحمد ، وقال شعيب الأرنؤوط :
إسناده جيد .


وقال المنذري :
رواه الطبراني في الكبير وإسناده لا بأس به .
وصححه الألباني .

وهؤلاء غَفَلُوا عن حِكْمة الصيام ..
وظنّوا أن المقصود هو الامتناع عن الطعام والشَّرَاب !


والله عزّ وَجَلّ غنيّ عن تعذيب العباد لأنفسهم ..
فليس هذا هو المقصود .. إنما مِن المقصود أن تَسْمُو النفس وتَزْكُو .. ولذا قال عليه الصلاة والسلام :
مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ ،
فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ .
رواه البخاري .

احتساب الصيام
جاء في الأحاديث الحث على الاحتساب ،
وهو :إدِّخار الأجر وإن يَحسبه في حسناته .
كما يقول القاضي عياض .



وقال ابن الأثير :
والاحْتِساب في الأعمال الصالحة وعند المكروهات هو :
البِدَارُ إلى طَلَب الأجْر وتحصيله بالتَّسْليم والصَّبر ،
أو باستعمال أنواع البِرّ ،
والقِيام بها الوجْه المرْسُوم فيها
طَلَبا للثَّواب المرْجُوّ منها . اهـ .



وفي الصحيحين من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه أن
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا
وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ .



وفيهما أيضا من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ .



وكثير مِن الناس إنما يؤدِّي الفرائض
مِن باب أداء الواجب ، وأن تبرأ ذِمّـته ، ويغفل عن التقرّب إلى الله بالفرائض ،
وأن أفضل ما تَقرّب به مُتقرِّب هو الفرائض ،
لقوله تعالى في الحديث القدسي :
وما تَقَرَّب إلِيّ عبدي بشيء
أحبّ إلِيّ مما افترضت عليه . رواه البخاري .



ولا يَقْدَر قَدْر أجور الفرائض إلاّ الله تعالى ..


وإذا أردت أن تتصوّر عِظَم أْجور الفرائض فتأمل قوله عليه الصلاة والسلام :
رَكْعَتَا الفَجْر خَيْر مِن الدُّنيا ومَا فِيها.
رواه مسلم . وأصْل الحديث في الصحيحين .



فإذا كان هذا هو أْجر النافلة ، فكيف بأجْر الفريضة ؟


وإذا كان " من صام يوما في سبيل الله باعد الله
وجهه عن النار سبعين خريفا " .
رواه البخاري ومسلم .



فكيف بِمَن صام الشهر كاملا ، وهو صيام فريضة ؟


وقد جَعَل الله جزاء الصوم إليه ، فقال في الحديث القدسي : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ . رواه البخاري ومسلم .


وذلك لأمور اجْتَمعت في الصيام ، منها :



1- أن الصيام سِرّ بين العبد وبين ربِّته تبارك وتعالى ، فلَمّا حَفِظ العبد هذا السرّ كان جزاؤه مَخْفِيًّا .


2 – أن الصيام لم يُتعبَّد به لِغير الله تعالى .


3 – أن الصيام مُتضمِّن للصَبر ،
وقد قال الله تعالى :
(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) .




قال القرافي في " الفروق "
في اختصاص الصوم بالجزاء ، وأنه لله عزّ وَجَلّ :
ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فِيهِ فُرُوقًا أَحَدُهَا :




أَنَّهُ أَمْرٌ خَفِيٌّ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُطَّلَعَ عَلَيْهِ فَلِذَلِكَ
نَبَّهَ عَلَى شَرَفِهِ بِخِلَافِ الصَّلَاةِ وَالْجِهَادِ وَغَيْرِهِمَا ...




أَنَّهُ اخْتَصَّ بِتَرْكِ الْإِنْسَانِ لِشَهَوَاتِهِ
وَمَلَاذِّهِ فِي فَرْجِهِ وَفَمِهِ وَذَلِكَ أَمْرٌ عَظِيمٌ يُوجِبُ
الثَّنَاءَ وَالتَّشْرِيفَ بِالْإِضَافَةِ الْمَذْكُورَةِ




أَنَّ جَمِيعَ الْعِبَادَاتِ وَقَعَ التَّقَرُّبُ بِهَا لِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى إلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لَمْ يُتَقَرَّبْ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى ،
فَلِذَلِكَ خُصِّصَ بِالْإِضَافَةِ




أَنَّ الصَّوْمَ يُوجِبُ تَصْفِيَةَ الْفِكْرِ وَصَفَاءَ الْعَقْلِ وَضَعْفَ الْقُوَى الشَّهْوَانِيَّةِ بِسَبَبِ الْجُوعِ وَقِلَّةِ الْغِذَاءِ .
وَلَا شَكَّ أَنَّ صَفَاءَ الْعَقْلِ وَضَعْفَ الشَّهْوَةِ الْبَهِيمِيَّةِ مِمَّا يُوجِبُ حُصُولَ الْمَعَارِفِ
الرَّبَّانِيَّةِ وَالْأَحْوَالِ السَّنِيَّةِ وَهَذِهِ مِزْيَةٌ عَظِيمَةٌ تُوجِبُ التَّشْرِيفَ بِالْإِضَافَةِ الْمَخْصُوصَةِ . اهـ .



فعلى الصائم أن يستحضر هذه المعاني ،
وأن يحتسِب هذه الأجور ..



والأهَمّ من ذلك أن يُحافِظ على حسنات أعماله ،
فلا يُضيِّعها بيده ولا بِلسانه ..




دعوة صائم



لَمَّا كانت الذنوب
أحد أسباب تأخير إجابة الدعاء ،
كان لِزَامًا على الداعي أن يُنظِّف
" طُرُق الإجابة مِن أوساخ المعاصي" .
ولَمّا كان الصيام مِن أسباب مغفرة الذنوب ،
كان للصائم دعوة لا تُرَدّ .
ففي الصحيحين مِن حديث
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَال :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا
وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ .
فالصيام مِن أسباب تنظيف طُرُق الإجابة .
وفي الحديث : ثلاثة لا تُرَدّ دَعوتهم -
وذَكَر منهم - : الصائم حَـتَّى يُفْطِر .
رواه الإمام أحمد والترمذي
وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان ،
وقال شعيب الأرنؤوط :
صحيح بطرقه وشواهده .
وهذا يعني أن الصيام مِن أسباب إجابة الدعاء .



وفي رواية للترمذي وابن حبان :
ثلاثة لا تُرَدّ دَعوتهم -
وذَكَر منهم - :الصائم حِينَ يُفْطِر .
وفي حديث عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله
عنهما قال : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ :
إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ .
رواه ابن ماجه .
ويَشْهَد له حديث أبي هريرة السابق .



فالصائم مُستجاب الدعاء ،
وذلك لأمور :
الأول : أن الصائم في فريضة .
والْمُتقَرِّب بالفريضة أحبّ إلى الله وأقرب .
وكان السلف يستحبّون أن يكون الدعاء في الفريضة .
قال ابن مسعود رضي الله عنه :
احملوا حوائجكم على المكتوبة .
رواه عبد الرزاق .
وعند ابن أبي شيبة :
اُدْعُوا فِي صَلاَتِكُمْ بِأَهَمِّ حَوَائِجِكُمْ إلَيْكُمْ .
وقال عمرو بن دينار :
ما مِن صلاة أحب إليّ مِن أن
أدعو فيها حاجتي مِن المكتوبة .
وروى ابن أبي شيبة عن عَوْنٍ بن عبد الله قَالَ :
اجْعَلُوا حَوَائِجَكُمَ الَّتِي تَهُمُّكُمْ فِي الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ .
فإذا دعا الصائم حال صيامه كان أحرى للإجابة ؛
لأنه في فريضة .



الثاني : أن العامل يُعْطَى أجْره عند نهاية عَمَلِه ؛
فالصائم يَنتهي يَومه بإفطاره عند الغروب ،
فَنَاسَب أن تكون له دعوة مُستجابة عند فِطْرِه .



الثالث : أن الصيام يُضيِّق مجاري الشيطان ،
فتسمو النفس وتَخْلص فـ تُخْلِص ،
فيكون أقرب إلى الإجابة .



الرابع : شِدّة الافتقار مع الجوع والعطش ،
إذ أن الشِّبَع يَبْعَث عادَة على الغَفْلَة والأشَر .
قال سَهل بن عبد الله :
البِطْنَة أصل الغَفْلَة .
وكُلّما ضَعُف الإنسان كان افتقاره
إلى الله أقوى وأصْدَق



http://l.yimg.com/lo/api/res/1.2/Dpq...amic/up/rm.gif


http://l.yimg.com/lo/api/res/1.2/dEo...m/pic-vb/6.gif


تقبل الله منكم الدعاء
و صالح الأعمال

و رزقكم كل خير

اسأل الله
أن يبلغكم رمضان سنوات عديده

وازمنه مديده بالأمن والأمآن

وطاعة الرحمن

ابو فداء 30 - 6 - 2013 01:25 AM

رد: بضع ايام قلائل ونستقبل شهر الرحمة
 
اللهم بلغنا رمضان
ولا تحرمنا من مغفرته
مشكووووور

روح الياسمين 30 - 6 - 2013 01:27 AM

رد: بضع ايام قلائل ونستقبل شهر الرحمة
 
تقبل الله منكم الدعاء
و صالح الأعمال

و رزقكم كل خير

بارك الله بك

جمال جرار 30 - 6 - 2013 01:28 AM

رد: بضع ايام قلائل ونستقبل شهر الرحمة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو فداء (المشاركة 343524)
اللهم بلغنا رمضان
ولا تحرمنا من مغفرته
مشكووووور

اللهم آمين
بارك الله بك وغفر لنا ولك

جمال جرار 30 - 6 - 2013 01:29 AM

رد: بضع ايام قلائل ونستقبل شهر الرحمة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح الياسمين (المشاركة 343526)
تقبل الله منكم الدعاء
و صالح الأعمال
و رزقكم كل خير

بارك الله بك

اللهم آمين اختي
بارك الله بك وغفر لنا ولك

سفير بلادي 30 - 6 - 2013 01:42 AM

رد: بضع ايام قلائل ونستقبل شهر الرحمة
 
أثابك الله الجنة وجعله في ميزان حسناتك




شكرا على الإفادة والطرح



رؤى 30 - 6 - 2013 01:47 AM

رد: بضع ايام قلائل ونستقبل شهر الرحمة
 
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك

جمانه 30 - 6 - 2013 01:58 AM

رد: بضع ايام قلائل ونستقبل شهر الرحمة
 
ينعاد عليك وعلينا بالخير وراحة البال
بارك الله بك

قلب., 30 - 6 - 2013 02:04 AM

رد: بضع ايام قلائل ونستقبل شهر الرحمة
 
http://www.arabna.info/vb/mwaextraedit4/extra/04.gif
غفر الله لكـ على الطرح القيم ...
جهد رائع ....واختيار موفق للموضوع
وفقكـ الله وأسعدكـ سعادة لاشقاء بعدها ابدا
جعله
الله في ميزان حسناتكـ,,,آمين

الغضنفر 30 - 6 - 2013 02:21 AM

رد: بضع ايام قلائل ونستقبل شهر الرحمة
 
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك


الساعة الآن 03:27 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى